افتتاحية صحيفة البناء
نابلس تعزف بالشهادة لحن جنين… والسيمفونية الفلسطينية تفرض إيقاعها على المشهد الإقليمي /
اجتماع استانة الرباعي يناقش خريطة طريق روسية إيرانية لترتيب العلاقات التركية السورية /
لودريان لإدارة التوازن السلبي في الاستعصاء وتهدئة التوتر تمهيداً للحوار… بانتظار التسويات
كتبت نابلس بدماء شهيديها الأسيرين المحررين مهند شحادة وخالد صباح، لحن الانتقام لدماء شهداء جنين أول أمس، حيث نجحت العملية التي نفذها البطلان الفلسطينيان بقتل أربعة مستوطنين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، وتكاملت نابلس مع إعجاز جنين التي قالت عبواتها الناسفة إن المقاومة بتقنياتها وتكتيكاتها تنتقل إلى مرحلة جديدة، تشبه ما مرّت به غزة وعرفه جنوب لبنان في الطريق نحو التحرير، وفق ما قاله قادة جيش الاحتلال في توصيف عملية جنين، لتكمل عملية نابلس اللحن الفلسطيني وتفرض حضورها على المشهد الإقليمي عبر القول إن كل ما بدا أنه تحولات حملتها الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة قد سقطت، سواء ما يتصل بتوسيع الاستيطان الذي يحمل لواءه وزير المالية زعيم التيار الصهيوني المتطرف يسرائيل سموتريتش، بعدما دعا قادة الجيش الى تجميع المستوطنات ليتمكن الجيش من توفير الحماية لها، كما سقطت نظرية زعيم التيار الديني المتطرف ايتمار بن غفير بتأمين مستلزمات المواجهة في الضفة الغربية مع المقاومة عبر إنشاء ميليشيات تتكفل بحماية المستوطنات وإنهاء وجود حالة المقاومة في الضفة الغربية، بعدما ظهر أن الجيش بكل ما لديه من قدرات واستخبارات عاجز عن مواجهة مجموعات المقاومة في جنين.
وضع كيان الاحتلال أمام مأزق جديد يعبر عن جوهر المأزق الوجودي المتعاظم، تحمله الضفة الغربية التي رغم تشابه مقاومتها اليوم مع ما شهدته غزة وما شهده جنوب لبنان، لا يمكن للاحتلال أن يضع قرار الانسحاب منها على الطاولة أسوة بما فعله في جنوب لبنان وفي غزة، بينما يعجز عن امتلاك رؤية واضحة لكيفية إدارة المواجهة.
في المنطقة أيضاً اهتمام خاص بما يجري في استانة، حيث الاجتماع العشرون لممثلي الرباعية الروسية الإيرانية التركية السورية، وهو الاجتماع الأول بعد الانتخابات الرئاسية التركية، وأفاد مراسل الأناضول، أن الاجتماعات التي انطلقت في أحد فنادق أستانة، صباح الثلاثاء، شهدت عقد مباحثات تشاورية ثنائية وثلاثية ورباعية بين وفود الدول الـ4. وفي هذا الإطار، أجرى الوفد التركي مباحثات ثنائية مع الوفدين الإيراني والروسي ومع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون. وشهدت النسخة الـ20 من اجتماعات أستانة، مباحثات لأول مرة حول «خريطة طريق» لتطبيع العلاقات السورية التركية، بينما قالت وكالة أنباء سبوتنيك نقلاً عن وزارة الخارجية الروسية، أن نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وسورية وإيران ناقشوا في أستانا عناصر «خريطة طريق» لإعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة. وذكر التقرير الصادر في اجتماع 20 حزيران/ يونيو في أستانا: «وفقاً للاتفاقات التي تمّ التوصل إليها في اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع في موسكو في 10 أيار، حيث بدأ المشاركون مناقشة عناصر خريطة الطريق لإعادة العلاقات السورية التركية على المستوى الرسمي للدولتين بالتنسيق مع العمل الذي تقوم به وزارتا الدفاع وجهازا المخابرات».
لبنانياً، يصل وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لودريان إلى بيروت اليوم، ليتولى إدارة التوازن السلبي الذي كشفت عنه جلسة 14 حزيران، وفتح الطريق لحوار سياسي تشارك فيه كل الكتل النيابية، بانتظار تبلور مشهد التسويات الكبرى في المنطقة، التي تتحرك على مسارات التفاهم النووي بين واشنطن وطهران، وتتحرك نحو سورية بقوة على عدة جبهات، وتنخرط في رسم أطرها تفاهمات سعودية فرنسية ومشاورات سعودية إيرانية.
وتنتظر الساحة الداخلية ما سيحمله المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص جان إيف لودريان من طروحات وحلول للخروج من الأزمة الرئاسية، وسط تضارب المعلومات بين مَن يرى بأن الزيارة مجرد جولة استطلاعية والاستماع إلى آراء القوى السياسية وبين معلومات تشير إلى أن الموفد الفرنسي يحمل طرحاً جديداً سيستمزج مواقف القوى السياسية حياله قبل أن يتحول إلى طرح أو تسوية رسمية.
ويلتقي لودريان رؤساء الكتل النيابية بالإضافة الى المرشحين الرئاسيين وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وسيستهلّ نشاطه من عين التينة، كما سيزور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد غد.
وعلمت «البناء» أن السفارة الفرنسية في بيروت حددت مواعيد لعدد كبير من رؤساء الكتل النيابية وشخصيات سياسية ونواب، لكن لم تشمل كافة الانتماءات السياسية، كذلك استثنت معظم نواب قوى التغيير والمستقلين.
وأشار عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سيمون أبي رميا إلى أن «الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيجتمع مع رؤساء الكتل في مقارهم الحزبية أو منازلهم وسيجتمع مع النواب المستقلين في قصر الصنوبر». وشدّد أبي رميا على أن «لودريان لا يحمل أي طرح رئاسيّ، ولكن سيستمع إلى كل الأفكار وسيكتب تقريرًا عما سمعه في لبنان للرئيس ماكرون وعلى أساسه سيجري التنسيق مع الدول الخمس».
لكن مصادر قوى التغيير والمستقلين أوضحت لـ»البناء» أننا لم نتلقّ أي اتصال أو دعوة من السفارة الفرنسية للقاء مع لودريان، مشيرة إلى أن استحقاق رئاسة الجمهورية استحقاق وطني لبناني نرفض أن تتدخّل أي جهة فيه.
وكشف النائب أحمد الخير، أنّ «تكتل الاعتدال الوطني تلقّى اتصالاً من السفارة الفرنسية للقاء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان اليوم، على أن يمثّل التكتل في هذا اللقاء».
ولفت الخير، في حديث تلفزيوني إلى أنه «صارح نواب التكتل بأنه لا يستطيع أن يأخذ أعضاء التكتل معه بناءً لطلب الفرنسيين، وبالتالي سيكون هو ممثلاً للاعتدال».
وأقرّت مصادر نيابية في فريق المعارضة لـ»البناء» بأن فرنسا لا زالت تدعم تسوية تتضمن رئيس جمهورية ورئيس حكومة مع تأييدها لوصول الوزير السابق سليمان فرنجية، لكن الجلسة الأخيرة أظهرت وجود رأي عام مسيحي أو إرادة مسيحية ترفض فرض أي مرشح عليها.
إلا أن مصادر مطلعة أشارت لـ»البناء» إلى أن «الفرنسيين وبعد لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تبلور لديهم توجّه جديد وهو طرح اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية وليس فقط استمزاج مواقف وآراء القوى السياسية من هذا الترشيح كما يقال، لكن لا يعني ذلك أن الفرنسيين سيفرضون قائد الجيش إلا أن باريس شعرت بأن لا إمكانية لأحد الأطراف انتخاب رئيس للجمهورية بالتحدّي والاستفزاز».
لكن مصادر الثنائي حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر أكدوا لـ»البناء» رفض ترشيح قائد الجيش كلٌ لأسبابه.
وتشير مصادر مطلعة على الموقف الفرنسي لـ»البناء» الى أن «الفرنسيين لا يفرضون على لبنان مرشحاً أو رئيساً أو تسوية ما، بل ما يقومون به هو محاولة لمساعدة لبنان وهذا ليس بجديد، بل بدأ منذ ما قبل انهيار البلد عبر مؤتمرات مالية، ولو التزموا بمقرّرات وتوصيات مؤتمر سيدر في فرنسا لم يكن الانهيار ليقع ويحصل بعده انفجار مرفأ بيروت». ولفتت الى أن «فرنسا ليس لديها أي اسم أو برنامج يفرض على اللبنانيين الذين عجزوا عن اجتراح الحلول لإدارة الأزمة».
وأكدت المصادر أن «فرنسا ليس لديها مرشح، ودعمت فرنجية ضمن خريطة طريق للخروج من الجحيم»، مشيرة الى أن «الفرنسيين يريدون الخروج من الأزمة، وهناك سلسلة من القرارات كسلة متكاملة، انتخاب رئيس الخطوة الأولى، والثانية تكليف رئيس حكومة وتأليف حكومة جديدة لتفادي أي مماطلة بالاستحقاقات المقبلة، لأننا لا نملك ترف الوقت في زمن الانهيار وهذا الوضع المأساوي وفي ظل حالة الإنكار من السلطة السياسية». وأوضحت أن «تسوية فرنجية – نواف سلام، للحفاظ على التوازن السياسي في البلد، الأول ينتمي الى فريق المقاومة ورئيس الحكومة للخط السياسي الآخر».
وأشار رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام وفد نيابي أوروبي على المسؤولين إلى أن «لا بد من التوافق والحوار بين الأطراف كافة للخروج من الازمة السياسية». وأكّد بري أن «انتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وتشكيلها هما المدخل لإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي». كما أمل برّي من الاتحاد الأوروبي، مساعدة لبنان في إيجاد حل سريع لمسألة النازحين التي بلغت حداً من «الخطورة لم يعد باستطاعة لبنان تحملها». وأضاف: «لم يعد جائزاً لا أخلاقياً ولا إنسانياً ولا قانونياً تجاهل التداعيات الناجمة عن أزمة النازحين السوريين».
من جهته، شدّد رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل كرامي «حرصه على إطلاق حوار جدي بين مختلف التيارات السياسية في لبنان»، موضحاً أن «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو المرشح الجدي لرئاسة الجمهورية».
وأمل كرامي، أن «تكون زيارات الموفدين الى لبنان فاتحة خير لبدء حوار جدي يقود الى التوافق على رئيس جمهورية وحكومة كاملة الأوصاف تستطيع أن تنقذ لبنان، والخير يأتي دائماً من السعودية».
وأفيد أن فرنسا عيّنت هيرفيه غارو سفيراً لها في بيروت خلفاً للسفيرة آن غريو، وهو الذي يشغل حالياً منصب سفير باريس في تركيا، وشغل سابقاً منصب سفير بلاده في القدس.
إلى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم سيكون على جدول أعمالها ملف ترقية الضباط، وقد يناقش أيضاً ملف النزوح السوري عشية توجّه وزير الشؤون الاجتماعية عصام شرف الدين إلى دمشق وغداة عودة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب من مؤتمر بروكسل.
وأمس، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء، أنّه، إلحاقًا بجدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الخاصة، أُضيف بندان جديدان إضافيان على الجدول، الأول يتعلّق بمشاركة لبنان في «إكسبو الدوحة»، والثاني مرتبط بسلفة خزينة لهيئة «أوجيرو».
وأكدت مصادر حكومية لـ»البناء» أن «مرسوم الترقيات سيقرّ في جلسة مجلس الوزراء اليوم لضباط الرتب العليا (عقيد وعميد وبعض الرتب الأدنى)، وسيستفيد هؤلاء الضباط من المترتبات القانونية، وفق هذا المرسوم لجهة الرتب والمخصصات المالية، لكن من دون مفعول رجعي». وأوضحت أن «الترقيات ستشمل جميع الرتب العليا من أول العام الحالي، كما طلبت الحكومة من المديريات الأمنية جدول الترقيات للضباط المستحقين من 1 حزيران الحالي، إلا أن الترقيات لضباط الرتب أقل من عقيد، لن تُقرّ في جلسة اليوم لسبب أنها لم تُدرج على جدول الترقيات وبالتالي تحتاج الى قانون في مجلس النواب لكون لها مفاعيل مالية».
وأشار وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، تعليقًا على الخلاف بينه وبين وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار، إلى أنّه «إذا قصد نصار التحدّي من خلال طلبه الاعتذار فأنا لا أحد يتحدّاني، ولكنني لم أتوجّه إليه بالشخصي بل هو من فعل في الجلسة الأخيرة بناءً على أخبار مغلوطة تلقاها بأنني تناولت شقيقه».
وقال: «أتوجّه لنصار بالقول إنني لم أتناوله ولا عائلته بل طالبت بصلاحياتي، وتلقيت شريطًاً مصورًا قبل الجلسة يتناوله وشقيقه لكنني رفضت الدخول بالشخصي»، مؤكدًا «أنني ذاهب إلى مجلس الوزراء غدًا لأشكره على إعادة صلاحيتي بشأن «إكسبو قطر» لا للاعتذار من نصار، وعلينا التعالي عمّا حصل لصون صورة لبنان وحسن مشاركته».
بدوره، أشار المكتب الإعلامي لوزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار، حول دولرة مساعدات النازحين السوريين في لبنان، إلى أنّه «بعد الاجتماع الذي عقده مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية عمران ريزا في التاريخ نفسه والذي وعد خلاله بالتشاور مع الأطراف المعنية والعودة بخلاصة واضحة للموضوع، اجتمع الوزير حجار اليوم (20 حزيران 2023) بكل من السيد أدوار بيغبيدير ممثلاً السيد عمران ريزا، السيد إيفو فريجسن ممثلا مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان والسيد عبدالله الوردات مدير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في لبنان».
وخلال الإجتماع، أكد حجار أنه «ما زال على موقفه الرافض لدولرة مساعدات النازحين السوريين. وبما أنه قد تم التواصل والحوار سابقاً مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالنسبة لهذا الموضوع، على الجهات المعنية استكمال هذا الحوار مع ميقاتي، مؤكدين رفضنا القاطع لدولرة مساعدات النازحين السوريين في لبنان».
****************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
لودريان يستكشف من دون مبادرة
مع تسليم القوى السياسية باستحالة إنتاج حل رئاسي داخلي، طغى الجمود منذ جلسة 14 حزيران الجاري، في انتظار وصول الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان إلى بيروت اليوم لتحريك الإيقاع السياسي. وإلى ما قبل ساعات من وصول لودريان، تكثّفت اتصالات شخصيات لبنانية مع جهات خارجية لاستكشاف حقيقة ما دار في اللقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الجمعة الماضي، وتحديد حصة لبنان فيه. ولم تسفر الاتصالات عن أكثر من المعلومات التي كرّرت أن «مهمة لودريان ستكون أولاً الاستماع إلى مواقف الكتل النيابية والشخصيات التي سيلتقيها وإعداد تقرير بذلك، على أن يبدأ العمل الجدي بناءً على المعطيات التي تتوافر بين يديه».
وعلمت «الأخبار» أن لودريان لن يسوّق لأي مبادرة، كما يأمل البعض ربطاً بلقاء ماكرون ـــ بن سلمان. وقالت مصادر سياسية بارزة إن «لبنان الذي حضر بإيجاز في البيان الذي صدر عن الإليزيه، وكان موضوعه ثانوياً في محادثات القمة الفرنسية ـــ السعودية»، إذ تطرق إليه الطرفان بإيجاز واتفقا على «بذل كل الجهود لإخراجه من أزمته مع التأكيد على أن هذا الأمر لا يحصل إلا بالتوافق»، مع «تمنّ فرنسي بأن تلعب الرياض دوراً أكبر في معالجة الأزمة قابله بن سلمان بإيجابية».
وعشية اللقاءات التي سيجريها المبعوث الفرنسي، والتي ستشمل، بحسب المصادر، سفراء دول اللقاء الخماسي «لوضعهم في خلاصة محادثاته وعما إذا كانت هناك جهوزية لبنانية للتوافق تسمح بتفعيل عمل اللقاء للبحث عن حل خلال الأسابيع المقبلة»، برز خبر العشاء الذي يقيمه السفير السعودي في بيروت وليد البخاري على شرف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في فندق فينيسيا غداً، والذي دُعي إليه عدد كبير من السفراء العرب والأجانب، من بينهم السفير الإيراني مجتبى أماني والقائم بأعمال السفارة السورية علي دغمان، إذ فتحت دعوة السفير باب التحليلات التي ربطتها بالملف اللبناني وبتحول في الموقف السعودي في ما خصّ الملف الرئاسي، وهو ما نفته أوساط سياسية أشارت إلى أن «الموقف السعودي لا يزال على حياديته الإيجابية»، مشيرة إلى أن «دعوة السفير الإيراني والقائم بالأعمال السوري إلى العشاء تأتي في إطار التأكيد على سياسة الانفتاح السعودية على الجميع، وتحديداً طهران ودمشق، وتتويجاً لمسار تطبيع العلاقات القائم منذ أشهر معهما». واعتبرت المصادر أن الدعوة تأتي في سياق الرسائل التي تبعثها الرياض إلى المعترضين على إدارتها الجديدة، ورداً على الإجراءات التي يقومون بها، كإلغاء الاتحاد الأوروبي اجتماعه للمرة الثانية مع جامعة الدول العربية بعد استعادة سوريا مقعدها في الجامعة».
وعشية جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد اليوم، استمر الاشتباك الوزاري، بعد الإشكال الذي وقع الأسبوع الماضي بين وزير السياحة وليد نصار ووزير الاقتصاد أمين سلام، وذلك بعد أن تضمّن جدول أعمال مجلس الوزراء بنداً بتعديل القرار المتعلق بمشاركة لبنان في إكسبو الدوحة، ما أثار غضب نصار الذي تقدّم برسالة اعتراض دفعت الأمانة العامة لمجلس الوزراء إلى سحب البند، وإعادة إرسال جدول الأعمال المعدّل. وبينما تردّدت معلومات أن سلام غضب إثر سحب البند، وقد لا يحضر جلسة اليوم، أكّد سلام في تصريح «أنني ذاهب إلى مجلس الوزراء لأشكره على إعادة صلاحيتي بشأن إكسبو قطر، لا للاعتذار من نصار كما طلب».
على صعيد آخر، علمت «الأخبار» أن وزير المهجرين عصام شرف الدين ومعه عدد من الوزراء سيطلبون خلال الجلسة تحديد موعد زيارة الوفد الرسمي إلى سوريا لطرح موضوع إعادة النازحين إلى بلادهم.
**********************************
افتتاحية صحيفة النهار
لودريان يواجه أوسع “استطلاع” للانقسام اللبناني
على رغم معرفة جميع اللبنانيين ان #فرنسا هي الدولة الأكثر تعمقا في مقاربة الازمات التي تتعاقب على لبنان منذ الشرارة الاولى للانهيار عام 2019 ومن ثم انفجار مرفأ بيروت عام 2020 ومن ثم بدء ازمة الفراغ الرئاسي عام 2022، بكل ما تركته وتتركه هذه الازمات من اثقال واعباء مدمرة ، فان وصول مبعوث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الوزير السابق جان ايف #لودريان اليوم الى بيروت سيشكل علامة فارقة في رحلة الرعاية والاهتمام الفرنسيين بالملف اللبناني. ذلك ان المفارقة اللافتة التي ستواكب انطلاقة لودريان في زيارة الأيام الثلاثة التي سيمضيها في لقاءات كثيفة شاملة تتمثل في ان الموفد الفرنسي سيستكشف اتجاهات ومواقف الذين سيلتقيهم فيما جميع الذين سيقابلونه سينتظرون الإشارات والايحاءات العلنية او الضمنية منه حيال سؤال حصري يتردد بقوة في بيروت هو: هل بدلت فرنسا مقاربتها للازمة الرئاسية وهل ستطرح خطة طريق جديدة ومغايرة لمرحلة دعمها لترشيح سليمان فرنجية ؟
ومن دون أي مغالاة يمكن الجزم بناء على مجمل المعطيات الجدية الموثوقة ان أي فريق داخلي لم تُسرب اليه أي أجوبة او معلومات قاطعة حيال جوهر ما كلف لودريان بنقله او باستطلاعه او بالعمل عليه قبل ان يحط رحاله اليوم في قصر الصنوبر ليشرع منه في ما يمكن ان يشكل أوسع تحرك ديبلوماسي دائري قام به موفد اجنبي من قبل ابان الازمة الرئاسية الراهنة. وقد سجلت ملاحظة لافتة عشية وصول لودريان تمثلت في ان معظم الانطباعات والاتجاهات التي عكسها ممثلو القوى الداخلية على اختلاف مواقعهم أجمعت تقريبا على استبعاد ان يحمل الموفد الرئاسي الفرنسي طرحا او اسما او مرشحا جديدا بحيث سيغلب الطابع الاستكشافي والاستطلاعي على مهمته مع نقل الموقف الفرنسي المستند الى توافق دولي عارم يشدد على ضرورة ان ينهي اللبنانيون بأنفسهم ازمة الفراغ لاطلاق بوادر حل الازمات الكارثية التي يرزح تحتها اللبنانيون. وهو الامر الذي يعني ان لودريان سيعاين مرة جديدة ، بعدما انقطع عن زيارة بيروت منذ نحو ثلاثة أعوام، صورة معبرة وتفصيلية للانقسامات السياسية الحادة التي اصطدمت بها وساطة بلاده في المرحلة السابقة وادت الى اخفاق مقاربتها التي قامت على معادلة ترشيح فرنجية وتعيين نواف سلام رئيسا للوزراء واطلاق الإصلاحات بلا معوقات. كما ان ابرز ما سيعاينه بدقة، الأثر القوي للمعارضة المسيحية الواسعة لمقاربة فرنسا “السابقة” علما ان لودريان سيزور بكركي غدا الخميس للقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كما ان نواب الكتل المعارضة اعدوا مذكرة تفصيلية باسم هذه الكتل لتسليمها اليه لدى لقائهم به في قصر الصنوبر وتشرح بالتفاصيل دوافع وظروف دعم المعارضة للمرشح جهاد ازعور وتمسكها بهذا الترشيح بالتقاطع مع “التيار الوطني الحر” ونواب تغييريين ومستقلين. وقد أفادت معلومات ان لودريان الذي سيلتقي القوى السياسية المحلية كلّها بالاضافة الى المرشحين الرئاسيين وقائد الجيش العماد جوزف عون، سيستهل نشاطه من عين التينة اليوم، كما سيزور بكركي في العاشرة قبل ظهر غد الخميس.
ماذا يحمل؟
وافاد عضو تكتل “لبنان القوي” النائب #سيمون أبي رميا ان الموفد الفرنسي جان إيف لودريان “سيجتمع مع رؤساء الكتل في مقراتهم الحزبية أو منازلهم وسيجتمع مع النواب المستقلين في قصر الصنوبر”. وشدد على أن “لودريان لا يحمل أي طرح رئاسي ولكن سيستمع إلى كل الأفكار وسيكتب تقريرًا عما سمعه في لبنان للرئيس ماكرون وعلى أساسه سيجري التنسيق مع الدول الخمس”.
وبدوره لفت عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حمادة الى أن الموفد الرئاسي الفرنسي “لن يحمل معه أي صيغة، بل مقاربة فرنسية تلتقي أكثر مع الطرح السعودي إذ ترتكز على عدم اقتراح مرشح لرئاسة الجمهورية، بل البحث عن مشروع”. وأشار إلى أن لودريان “سيغيّر المقاربة بناءً على عناصر تحرّكت في الأسابيع الماضية وهي الوحدة المسيحيّة من جهة والتصلب الشيعي على ترشيح فرنجية من جهة أخرى”، وإذ اكد “أن اللقاء الديموقراطي منفتح على طرح أسماء أخرى غير تلك التي اقترحها في البداية” كشف أن “ليس بالصدفة تحضرت لقاءات للودريان مع سفراء الدول الخمس والدول العربية بمن فيهم السفير الإيراني والقائم بالأعمال السوري كما سيجتمع لودريان مع رؤساء كتل نيابية ومرشحين”.
كما ان عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم قال أن لودريان سيلتقي مع المسؤولين اللبنانيين ورؤساء الكتل والأحزاب، “إلّا أن مهمّته استطلاعيّة لمعرفة ما يمكن اقتراحه وذلك حرصاً على لبنان، بعدما فشلت المبادرة الفرنسية السابقة”. وأعلن كرم “أن التقاطع قائم بقناعة مِن المعارضين والتيار الوطني الحر، والتمسك بالمرشح جهاد أزعور مستمر بالنسبة إلى أطراف المعارضة”، وقال:” إذا دعا الرئيس نبيه بري إلى جلسة انتخابية، وهو ما يجب أن يفعله فنحن جاهزون، متوقّعاً أن ينال أزعور عدداً أكبر من الأصوات”.
النازحون وأوروبا
ولم تكن افاق الازمة الرئاسية بعيدة عن مهمة الوفد النيابي الاوروبي الذي يجول على المسؤولين ولو غلبت عليها ازمة #النازحين السوريين . وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام الوفد امس “لا بد من التوافق والحوار بين الأطراف كافة للخروج من الازمة السياسية”. وأكّد أن “إنتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وتشكيلها هي المدخل لإنجاز الإتفاق مع صندوق النقد الدولي”. كما أمل برّي من الإتحاد الاوروبي، مساعدة لبنان في إيجاد حل سريع لمسألة النازحين “التي بلغت حدا من الخطورة لم يعد بإستطاعة لبنان تحملها” وأضاف: “لم يعد جائزاً لا أخلاقياً ولا إنسانياً ولا قانونياً تجاهل التداعيات الناجمة عن أزمة النازحين السوريين”.
كما ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اكد للوفد ان “المشكلة الاساس في لبنان حاليا، الى جانب الازمات السياسية المعروفة، تتمثل بأزمة النازحين السوريين الذين استقبلناهم بكل ترحاب منذ 11 سنة، ولكن وجودهم بدأ يثقل على اللبنانيين ويتسبب بمشكلات على الصعد كافة، ديموغرافيا واقتصاديا وسياسيا. ومن هنا، نحن في حوار متواصل مع مختلف الدول الاوروبية ومفوضية شؤون اللاجئين ونشرح لهم هذا الواقع، وبأن لبنان لم يعد في استطاعته تحمّل هذا النزوح خاصة في غياب اي خارطة دولية لعودتهم”.
ويعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة سيكون على جدول اعمالها ملف ترقية الضباط، وقد يناقش ايضا ملف النزوح السوري عشية توجه وزير الشؤون الاجتماعية عصام شرف الدين الى دمشق وغداة عودة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب من مؤتمر بروكسل.
وفي هذا السياق عقد رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان مؤتمرا صحافيا، بعد جلسة لجنة الإدارة والعدل، أكد فيه أن “اللجنة استهلت جلستها بطرح تصريح منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل”، وقال: “من حق أي مسؤول أن يبدي رأيه، لكن ليس من حقه أن يتناقض هذا الرأي مع مبدأ سيادة دولة ثانية”. وأشار إلى أن “تصريح بوريل يتناقض تماما مع السيادة اللبنانية”، وقال: “إن أراد أن يضع قوانين تتعلق بالنزوح السوري فليضعها في بلاده أو التجمع الذي يمثله. أما أن تكون هذه القواعد في لبنان فهذا مخالف لما تم توقيعه عام 2003 مع مفوضية اللاجئين، والمذكرة حينها أكدت أن لبنان ليس بلد لجوء”.
أضاف: “الحكومة اللبنانية مطالبة بأن تتخذ مواقف صارمة، وتطبق السيادة اللبنانية والقوانين على السوريين الموجودين في لبنان، وهذا موقف اللجنة بكامل أعضائها”.
***************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الرياض لباريس: الرئاسة في لبنان شأن سيادي
لودريان في بيروت مُستمعاً: أول الكلام توازن 14 حزيران
يصل الى بيروت اليوم الموفد الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية الاسبق جان- إيف لودريان في مهمة تتعلق بالانتخابات الرئاسية. وعلى مدى أيام سيجري لودريان سلسلة لقاءات تشمل كل الأطراف اللبنانيين بغية تجميع معطيات عن مواقف هؤلاء وآرائهم في هذا الملف. ويعلم لودريان مسبقاً حجم الانقسام اللبناني حيال الانتخابات الرئاسية، وقد تجلّى بوضوح في الجلسة النيابية الثانية عشرة التي أسفرت عن نتائج غير مسبوقة لمصلحة مرشح تقاطع المعارضة جهاد أزعور في مواجهة مرشح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجية.
ويأتي لودريان الى بيروت مستمعاً ومسبوقاً بمحادثات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تناولت الملف الرئاسي في لبنان. وعلمت “نداء الوطن” أنّ بن سلمان أبلغ الجانب الفرنسي أنّ استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان “شأن سيادي لبناني”. وجاء موقف الرياض هذا، ليزيل أي انطباع قد يشير الى أنّ تأييد فرنسا استضافة السعودية “إكسبو 2030″، هو مبرِّر لتأييد المملكة المقاربة الفرنسية للملف الرئاسي اللبناني، كما هي. لكن هذا الانطباع لا اساس له، بحسب المعلومات، التي أكدت أنّ صفحة مرشح الممانعة سليمان فرنجية قد طويت في ضوء نتائج جلسة الانتخابات في 14 الجاري، ولم تعد نقطة انطلاق المبادرة الفرنسية.
وكشف مصدر دبلوماسي في باريس لـ”نداء الوطن” عن أنّ هناك “شبه اجماع” لدى عواصم القرار على إستحالة انجاز الاستحقاق الرئاسي وفق معادلة توافقت عليها باريس سابقاً مع “حزب الله”. وتأتي هذه الاستحالة، بحسب المصدر، نتيجة الاجماع المسيحي على رفض فرنجية. وقال إنّ هذا الاجماع “لا يمكن تجاوزه”. ما دفع بدوائر أساسية مؤثرة في الادارة الفرنسية الى تجاوز الطرح الفرنسي السابق الى أبعد منه، كالذهاب نحو توفير الظروف لحوار وطني يفضي الى سلة من التفاهمات تقوم على تطبيق الدستور بكامل بنوده، ما يؤدي الى خيار رئاسي توافقي من خارج الاصطفافات الحالية.
وأفاد المصدر أنّ لودريان تلقى نصيحة رئاسية فرنسية بالتخلي في محادثاته اللبنانية عن خلفيته كوزير دفاع سابق عُرف عنه الطبع الحاد، واعتماد اسلوب دبلوماسي لرسم صورة أكثر وضوحاً للمشهد اللبناني.
وعلى الرغم من التوزان الذي أرسته جلسة 14 حزيران النيابية الرئاسية، وفوز مرشح تقاطع المعارضة جهاد أزعور بـ59 صوتاً مقابل نيل مرشح الممانعة سليمان فرنجية 51 صوتاً، ما زال “الثنائي الشيعي” يجهد كي يطمس هذا التوازن. فعشية وصول الموفد الفرنسي، صرّح الرئيس نبيه بري خلال لقائه بعثة العلاقات مع بلدان المشرق في البرلمان الأوروبي: “ذهبنا الى 12 جلسة إنتخاب والنتيجة هي هي”! ما يعني بحسابات بري أنّ رقم 51 أكثر من 59!
ومساء امس، إجتمعت كتلة “اللقاء الديمقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط، لمناقشة التطورات وبعض الملفات والجلسة النيابية التشريعية الأخيرة. وأبلغ جنبلاط المجتمعين انه سليتقي لودريان بعد غد الجمعة.
من جهة اخرى، أفادت معلومات قناة “الجديد” التلفزيونية، أنّ فرنسا عيّنت هيرفيه غارو سفيراً لها في بيروت خلفاً للسفيرة آن غريو، وهو الذي يشغل حالياً منصب سفير باريس في تركيا. وكان هيرفيه شغل سابقاً منصب سفير بلاده في إسرائيل.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
السياسيون اللبنانيون يترقبون ما سيحمله مبعوث ماكرون
معلومات عن «تعديل» المبادرة الفرنسية لتشمل حاكمية «المصرف المركزي» وقائد الجيش
بيروت: بولا أسطيح
باتت القوى السياسية في لبنان مستسلمة لواقع عدم قدرتها على اجتراح حلول للأزمة الرئاسية المستمرة منذ خريف العام الماضي، وهي تنتظر ما سيحمله الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي يصل إلى بيروت الأربعاء.
وبعكس ما يروج بعضهم، يبدو شبه محسوم أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ليس بصدد الدعوة لجلسة جديدة لانتخاب رئيس قبل عيد الأضحى، وهو ما أكدته مصادر قريبة منه لـ«الشرق الأوسط»، علماً بأن بري نفسه كان قد قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «سيتريّث في الدعوة إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، بانتظار تبلور الحراك الإقليمي والدولي الجاري حالياً».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن لودريان، مبعوث الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي سيبدأ لقاءاته باجتماعات يعقدها مع رئيس مجلس النواب بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورؤساء أحزاب وكتل نيابية، سيلتقي يوم الجمعة المقبل مع عدد من نواب «التغيير» ونواب مستقلين في مقر السفارة الفرنسية في بيروت. ويقول أحد نواب «التغيير» الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن «المؤشرات لا توحي بانقلاب فرنسي على الموقف السابق ولا على المبادرة الفرنسية»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «باريس لا تزال مقتنعة بأن الحل البراغماتي السريع هو السير بترشيح سليمان فرنجية مع دعوة المعارضة والقوى المعترضة لتحصيل مكاسب في مواقع أخرى». ويضيف المصدر «في كل الأحوال، سنستمع إليه يوم الجمعة ونبني على الشيء مقتضاه».
وتشير معلومات «الشرق الأوسط» إلى احتمال أن يعدّل الفرنسيون مبادرتهم باضافة منصبي حاكمية مصرف لبنان (المصرف المركزي) وقيادة الجيش إلى سلة الحل. وفيما تحدثت بعض المعلومات عن أن قطر التي زارها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل مؤخراً، لا تزال تحاول إقناعه بالسير بقائد الجيش العماد جوزيف عون مرشحاً رئاسياً، قال النائب في تكتل «لبنان القوي» شربل مارون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة رئيس «التيار الوطني» لقطر «محطة من محطات التواصل القائمة» مع الدوحة، و«لا ترتبط بملف معين خصوصاً الملف الرئاسي الذي نعتبره ملفاً سيادياً بامتياز، ونرفض أن يتم التباحث بأسماء المرشحين الرئاسيين خارج الحدود». ولفت إلى أن رئيس «التيار» عرض في زيارته الوضع الاقتصادي في لبنان، وكيف يمكن لقطر أن تدعم الشعب اللبناني للنهوض من أزمته. وأشار مارون إلى أن مرشحهم الرئاسي لا يزال الوزير السابق جهاد أزعور لكنهم «منفتحون» على خيارات رئاسية جديدة إذا كان ذلك يفضي لانتخاب رئيس، لافتاً إلى أن «لودريان يأتي في مهمة استطلاعية للاستماع لكل الأفرقاء ونقل المواقف للقيادة الفرنسية بعد التجاذب الذي حصل والمعادلات الجديدة التي رسختها الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس».
من جهتها، أشارت مصادر حزب «القوات اللبنانية» إلى أن «جولة لودريان الأولى بعد تسليمه مؤخراً الملف الرئاسي اللبناني ستكون استطلاعية»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «يأتي خالي الوفاض وسيذهب محملاً بمواقف القوى اللبنانية». وأضافت «ستكون له جولات مكوكية وسيأتي كثيراً إلى لبنان».
وكان رئيس حزب «القوات» سمير جعجع قال إنه ينتظر ما سيقوله لودريان «لكنني لا أتوقع أمراً غير عادي، خاصة أن المشكلة تكمن في الزعماء المحليين. انطلاقا من هنا، أشك في تحقيق اختراق على هذا المستوى»، ما لم يتم الضغط على إيران «لتدفع (حزب الله) باتجاه تليين موقفه، وهو أمر غير محتمل».
وفي هذا الإطار، يبدو محسوماً أن «الثنائي الشيعي»، المتمثل بـ«حزب الله» وحركة «أمل»، ليس بصدد التراجع عن مرشحه سليمان فرنجية، وإن كانت مصادر نيابية تعتبر أن «تمسك رئيس المجلس النيابي نبيه بري (وهو رئيس حركة أمل) بفرنجية أقوى من تمسك (حزب الله) به».
ووفق المعلومات، فقد أبلغ هذان الطرفان من يعنيهم الأمر بأنهما ليسا بصدد القبول على الإطلاق بطروحات مثل الدعوة إلى التخلي عن فرنجية قبل الجلوس إلى طاولة حوار مع بقية القوى. وهو ما عبّر عنه مؤخراً عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق الذي أكد أن «حزب الله» وحركة «أمل» يجددان الموقف الوطني الداعي إلى حوار غير مشروط على مستوى المرشحين والمشاركين، لافتاً إلى أن الحزب والحركة «لم يفرضا الشروط على أحد، ولم يطلبا تخلي الآخرين عن مرشحهم من أجل الحوار، وإنما جماعة التحدي والمواجهة هم من يضعون شرطاً مسبقاً للحوار بأن يتخلّى (حزب الله) وحركة (أمل) عن مرشحهما، وهذا هو الفرض بحد ذاته».
************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : لودريان يُكرِّس الإتكالية المفرطة على الخارج ومهمته يتجاذبها التعجيل أو استمرار الفراغ
يستقبل لبنان اليوم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الآتي لاستطلاع مواقف المسؤولين ومختلف الافرقاء السياسيين وكتلهم النيابية في شأن الاستحقاق الرئاسي وسبل التوصل الى حل يفضي الى انجازه في اقرب وقت، وذلك في ضوء نتائج اللقاء الاخير في الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وما دار في اللقاءت الفرنسية ـ السعودية التي تلاحقت بين الرياض وباريس على مدى الاسبوعين الماضيين بين المسؤولين المعنيين بالملف اللبناني في البلدين.
بدءاً من اليوم ستُسلط الاضواء على الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي ستشكل زيارته تكريساً للإتكالية المفرطة على الخارج في البحث عن مخارج من المآزق الداخلية.
وهذه المرة، ينتظر اللبنانيون من لودريان ان يحمل معه «أرنباً فرنسياً» يبتكر تسوية للأزمة الرئاسية المتمادية التي استهلكت حتى الآن 12 جلسة انتخابية بلا طائل.
لكن اوساطا متابِعة لفتت الى ان لودريان يزور لبنان بعدما أصبحت باريس بالنسبة إلى بعض القوى الداخلية تشكل جزءا من المشكلة اكثر منها جزءا من حل مُحتمل، ولم تعد «الأُم الحنون» التي يُسمع لها. وبالتالي فإن هذه القوى، وتحديدا تلك الرافضة ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، لا تجد في الموفد الفرنسي الوسيط الحقيقي الذي يقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف المرشحين، الا اذا كان سيحمل مقاربة مختلفة للاستحقاق، علما ان هناك من يستبعِد ان تكون باريس قد تخلت عن دعمها لانتخاب فرنجية على أساس تسوية متوازنة تحمل شخصية قريبة من الطرف الآخر الى رئاسة الحكومة.
والى حين تبيان ما ستنتهي اليه مهمة لودريان الصعبة، فإن مصدرا ديبلوماسيا في بيروت استبعد انتخاب رئيس الجمهورية في القريب العاجل، مشيرا الى ان الامر ربما يتطلب وقتا إضافيا بعد وذلك في انتظار تقاطع الظروف الخارجية والمحلية التي يمكن ان تسمح بإتمامه.
برنامج
ولذلك، ستتركّز اهتمامات الاوساط السياسية من اليوم على وقائع ومجريات الأيام الأربعة التي سيمضيها لودريان في لبنان. وبات معلوماً انه سيتوجه بعد وصوله من مطار بيروت الدولي مباشرة الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الخامسة عصراً قبل ان يلتقي في اليوم التالي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ومجموعة من رؤساء الأحزاب والكتل النيابية الذين سيجول عليهم بعد غد الجمعة، كلٌ في مقره، قبل ان يجتمع ظهراً الى عدد من النواب التغييريين والمستقلين في قصر الصنوبرعلى مأدبة غداء ستقام على شرفهم. كذلك علم ان جولته ستشمل ايضا قائد الجيش العماد جوزف عون.
سفراء الخماسي
ومن المقرر ان يلتقى لودريان مساء الجمعة سفراء دول لقاء باريس الخماسي في بيروت وسط حديثٍ عن اتصالات لربما أرجأت اللقاء إلى صباح السبت، ليعقد في مقر السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي عاد من باريس قبل ايام بعدما واكبَ، اعمال القمة الفرنسية ـ السعودية وشارك في اجتماعات خليتي الأزمة السعودية والفرنسية المكلفتين الملف اللبناني.
وفي الوقت الذي بقي برنامج لودريان على مسؤولية بعض التسريبات الاعلامية وبعض المواعيد المرتقبة بعدما كشف عنها المدعوون اليها من اللبنانيين غابت المعلومات الرسمية عن وقائع الزيارة في انتظار كل حدث على حدة وفي التوقيت المقرر له، ما لم تكشف السفارة الفرنسية اليوم عن برنامج عمله.
وعليه، تحدثت مصادر ديبلوماسية عن معلومات مشتتة اطلعت «الجمهورية» على المنطقِيّ منها وهي تقول ان لودريان لا يحمل معه اي مبادرة محددة قبل ان يجول على المسؤولين اللبنانيين والاستماع الى آرائهم وفق آلية اعتمدها بغيىة اجراء المقاربة الجديدة للاستحقاق الرئاسي، قبل ان يعود الى باريس بما يمكن تسميته الصيغة الجديدة التي ستقود باريس الى آلية عمل يمكن ان تعتمدها في المرحلة المقبلة.
ابنة ملك صور
وكان بري قد شدد امام بعثة العلاقات مع بلدان المشرق في البرلمان الاوروبي برئاسة النائبة إيزابيل سانتوس، التي زارته امس، على «عمق العلاقات وتاريخيتها بين لبنان وأوروبا»، لافتا الى «أن إسم هذه القارة هو على إسم ابنة ملك مدينة صور»، معتبرا «ان ما يجمع لبنان مع أوروبا هي روابط التاريخ والثقافة».
وتطرق الى الشأن الرئاسي فكرر التذكير بموقفه من أنه «للخروج من الأزمة السياسية لا بد من التوافق والحوار بين كافة الأطراف»، مشيراً الى أنه «كان قد دعا مرتين الى الحوار من أجل التوافق ورفضت هاتين الدعوتين»، وقال: «بعدها ذهبنا الى 12 جلسة إنتخاب والنتيجة هي هي».
وأشار الى «أن لبنان أنجز إتفاقا بالأحرف الأولى مع صندوق النقد الدولي ولا يزال هناك بند او إثنان يحتاجان الى حل وفي مقدمها حفظ حقوق المودعين. وفي كل الاحوال انّ إنتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وتشكيلها هما المدخل لإنجاز هذا الإتفاق الذي يحظى بشبه إجماع لبناني. والمجلس النيابي مستعد وجاهز للقيام بواجباته التشريعية في هذا الإطار».
سحب فتيل
من جهة ثانية علمت «الجمهورية» ان اتصالات حثيثة سبقت جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد صباح اليوم أدارَها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع كل من الوزيرين المختلفين على صلاحيات تشكيل الطاقم الاداري لتنظيم مشاركة لبنان في معرض «اكسبو قطر»، وتمكّن من نزع فتيل اي اشكال ممكن ان ينسحب الى داخل الجلسة على غرار ما حصل في الجلسة السابقة حيث كاد التوتر ان يؤدي الى تشابك بالايدي.
واكدت مصادر السراي الحكوميا لـ«الجمهورية» ان الخلاف انتهى مع تصويب رئيس الحكومة الامور حيث طلب تعديل قرار مجلس الوزراء في شأن التفويض الذي عاد الى وزير الاقتصاد امين سلام، الامر الذي يمكن حماية المديرين العامين للاقتصاد وللزراعة قانونياً بتوقيع العقود. واكدت المصادر «ان الموضوع انتهى، وان الرئيس ميقاتي لن يسمح بفتحه مجددا بغض النظر عن كل ما قيل في الخارج».
اما في شأن بند التشكيلات والترقيات العسكرية فقد تم التوافق عليه، ويتوقع ان لا يأخذ وقتا لإقرارها وهذا الامر مفصول تماما عن التعيينات في المجلس العسكري التي لا تزال عالقة.
ويذكر انه على جدول اعمال جلسة اليوم 33 بندا، بعدما سحب منها وأعيد اليها عدد من البنود تزامناً مع الخلافات التي نشأت بين مجموعة من الوزراء، وابرزها ما يتصل بالمناقشات التي لم تقفل حتى الأمس على خلفية البحث في صلاحيات حكومة تصريف الأعمال للبَت بالإنابة عن رئيس الجمهورية بمصير المراسيم الخاصة بترقيات الضباط في الاجهزة الامنية كافة إدراج أسماء رتباء على جدول الترقية، إحالة ضباط على التقاعد، قبول قضاة في منصب شرف، إنهاء خدمات، قبول استقالة موظفين او اعتبارهم مستقيلين حكماً ومواضيع مختلفة اخرى.
وعلى هامش الجلسة تترقب الاوساط الوزارية ما يمكن ان تنتهي اليه التجاذبات بين وزيري الاقتصاد أمين سلام والسياحة وليد نصار التي انطلقت منذ الجلسة السابقة لمجلس الوزراء الاسبوع الماضي، حول الصلاحيات المعطاة لكل منهما بشأن توقيع العقود مع قطر من اجل إدارة الجناح الخاص بلبنان في معرض «اكسبو قطر»، بعدما وَهبَهُ الجانب القطري للبنان من دون اي كلفة مالية على غرار الدول المشاركة فيه. وهو خلاف انعكس شَطب وإعادة البنود الخاصة بهذا المعرض اكثر من مرة، قبل ان يستقر الرأي لدى رئيس الحكومة على سحب الصلاحية من وزير السياحة واعطائها الى وزيري الاقتصاد والزراعة، على ان تتولى وزارة السياحة مهمة تنظيم النشاطات التي يمكن ان تواكب فعاليات المعرض الذي يبدأ أعماله في مطلع تشرين الاول المقبل والذي يستمر حوالى ستة اشهر.
وعليه، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء بعد ظهر امس، أنّه إلحاقًا بجدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الخاصة التي ستعقد صباح اليوم، أُضيف بندان جديدان إضافيان على الجدول، الأول يتعلّق بمشاركة لبنان في «إكسبو الدوحة»، والثاني مرتبط بسلفة خزينة لهيئة «أوجيرو».
وكان الوزيران سلام ونصار قد تبادلا الاتهامات وتحدثا بشكلٍ مُسيء عن أشقاء بعضهما البعض وأدوارهم في المشاريع السياحية وفي وزارة الإقتصاد.
وردا على مطالبة الوزير نصار له للاعتذار قبل ان يضطر إلى تقديم بشكوى قدح وذم بحق سلام إذا ما لم يقدم اعتذارا في جلسة مجلس الوزراء اليوم، قال سلام: «إذا قصد نصار التحدي من خلال طلبه الاعتذار فأنا لا أحد يتحدّاني ولكنني لم أتوجه إليه بالشخصي بل هو من فَعلَ ذلك في الجلسة الأخيرة بناءً على أخبار مغلوطة تلقاها بأنني تناولتُ شقيقه». وختم: «أنا لم أتناوله ولا تناولتُ عائلته بل طالبت بصلاحياتي وتلقّيت شريطاً مصوراً قبل الجلسة يتناوله وشقيقه لكنني رفضت الدخول بالشخصي».
ولفت سلام بعد تهديده بمقاطعة جلسة الحكومة اليوم انه سيحضرها «من اجل الشكر على استعادة صلاحياته في شأن المعرض وليس للاعتذار من نصار، وعلينا التعالي عمّا حصل لِصَون صورة لبنان وحسن مشاركته».
***************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«طبخة الرئاسة» بين باريس والرياض وطهران: انتهت فترة السماح
«حكومة التصريف» منشغلة بالتضامن الوزاري.. وبري وميقاتي يشكوان من تداعيات النزوح السوري
مع انتهاء شهر حزيران، تكون 8 أشهر بالتمام والكمال انتهت من دون التوصل الى تفاهم نيابي وسياسي على انتخاب رئيس للجمهورية، يُعلن معه انتهاء الشغور في الرئاسة الاولى، تمهيداً لمحاولة جديدة او محاولات تختص بتأليف الحكومة، والعودة الى انجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
اليوم، يصل موفد الرئيس ايمانويل ماكرون وزير الخارجية الاسبق جان – إيف لودريان، ومعه توجه من اجل الاسراع بإنهاء الشغور، فماذا في الأفق؟
الوزير لودريان سيستمع الى المعزوفة نفسها، والتي يعرفها او يحفظها عن ظهر قلب، لجهة المواقف، والجلسات والنصاب وتعطيل النصاب، وفرص المرشحين، وحقوق النواب والكتل، وبعض الدروس عن الديمقراطية، والديمقراطية التوافقية، التي هي مصدر علة النظام في لبنان او الآلية الوحيدة الكفيلة بالاستقرار فيه..
في اللقاءات والاجتماعات الثنائية، مع تكرار نغمة الحوار، وعدم العزل، والإلتقاء عند منتصف الطريق، من دون التأكد من انه سيسمع جيداً، او سيُسمع محدثيه جديداً.
وتجزم مصادر دبلوماسية غربية متابعة ان فترة السماح امام الكتل النيابية واللاعبين المحليين اقتربت من نهايتها غير السعيدة.
وحسب المعطيات المتاحة، فإن باريس التي تدفع بجهود استثنائية لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، واستعادة دورها التقليدي في هذا البلد، تنسق بصورة جدية مع كل من الرياض وطهران للتوصل الى تقاطع حول شخصية الرئيس العتيد، انطلاقاً من قاعدة التعامل مع نتائج الجلسة الاخيرة للانتخاب في 14 حزيران الماضي.
وتؤكد المصادر استناداً الى معلوماتها ان الطبخة الرئاسية وضعت على نار غير بطيئة، وان نتائج ملموسة للطبخة ستبدأ في الظهور في الاسبوعين الاخيرين من شهر تموز المقبل.
وقالت اوساط سياسية لـ«اللواء» أنه من المبكر الحديث عما يمكن أن تحمله زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي من خلاصات واعتبرت أن الزيارة بحد ذاتها تدفع بالإستحقاق إلى الانتقال إلى مرحلة النقاش المتواصل لا سيما إذا أخذ المسؤول الفرنسي على عاتقه الضغط في اتجاه احراز تقدم به.
وفي ملف مجلس الوزراء توقعت الأوساط نفسها أن يتحدث الرئيس ميقاتي عن موضوع إبقاء التجاذبات الوزارية بعيدة عن عمل الحكومة وإن كانت تصرف الأعمال وذلك على خلفية خلاف وزيري الاقتصاد والسياحة في ملف إكسبو قطر، ورأت أن الجلسة ستقر كل ما يندرج في سياق تسيير الملفات الأساسية.
وفي انتظار وصول لودريان، تترقب القوى السياسية التي سيلتقيها ماسيحمله من معطيات فرنسية – سعودية، ولعل اللقاءات الابرز ستكون غدا الخميس في قصر الصنوبر، مع المرشحين الاربعة المطروحة اسماؤهم لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية وجهاد ازعور والوزير الاسبق زياد بارود وقائد الجيش العماد جوزيف عون، بعد ان يلتقي فور وصوله الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ثم البطريرك بشارة الراعي صباح الخميس، كما يلتقي على مدى ايام الزيارة رؤساء الاحزاب الاساسية الكبرى والكتل الصغرى وبعض النواب المستقلين والتغييريين سواء في مقار الاحزاب او في قصر الصنوبر.
وأكد متابعون للحراك الفرنسي حول الاستحقاق الرئاسي انه لاجديد في حركة القوى السياسية والمرشحين لرئاسة الجمهورية، حتى يتم الاستماع الى ما سيحمله الموفد الرئاسي في لقاءاته.
واوضح هؤلاء ان بقاء الاصطفافات السياسية على حالها بين مؤيد لفرنجية ومؤيد لأزعور تدفع المرشحين بارود والعماد عون الى الابتعاد عن الواجهة السياسية، وترقب نتائج الاتصالات واللقاءات التي جرت بين باريس والرياض والدوحة، وما تقرره لجنة المتابعة السعودية- الفرنسية التي تضم المستشار نزار العلولا والسفير في بيروت وليد بخاري ولودريان والمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل. ولاحقا ما يتقرر في اجتماع الدوحة في تموز المقبل بين الدول الخمس المعنية بالأزمة اللبنانية فرنسا والسعوية وقطر ومصر واميركا.
وعلمت «اللواء» ان النائب احمد الخير سيمثل نواب «اللقاء المستقل»، الذي يعقد اليوم اجتماعا لتحديد الموقف الذي سيبلغه الى لودريان يوم الجمعة، وجوهره ضرورة الحوار والتوافق حول اسم مرشح يحمل مشروعا اصلاحيا، بعد فشل انتخاب رئيس . كما ان النائب فيصل كرامي سيمثل تكتل التوافق الوطني، بعد تلقيه والخير ايضا اتصالا من السفارة الفرنسية للقاء لو دريان. اضافة الى اتصالات جرت مع عدد من النواب المستقلين.
وفي تصريح له، وتمنّى كرامي أن «تكون زيارات الموفدين الى لبنان فاتحة خير لبدء حوار جدي يقود الى التوافق على رئيس جمهورية وحكومة كاملة الأوصاف تستطيع أن تنقذ لبنان، وقال: الخير يأتي دائما من المملكة العربية السعودية. موضحاً ان «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو المرشح الجدي لرئاسة الجمهورية».
الوفد الاوروبي
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام بعثة العلاقات مع بلدان المشرق في البرلمان الاوروبي التي تزور لبنان: لا بد من التوافق والحوار بين الأطراف كافة للخروج من الازمة السياسية.
وحول الإتفاق مع صندوق النقد، أشار رئيس المجلس الى «أن لبنان أنجز إتفاقا بالأحرف الأولى مع الصندوق ولا يزال هناك بند او إثنان يحتاجان الى حل وفي مقدمها حفظ حقوق المودعين. وفي كل الاحوال إنتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وتشكيلها هما المدخل لإنجاز هذا الإتفاق، الذي يحظى بشبه إجماع لبناني. والمجلس النيابي مستعد وجاهز للقيام بواجباته التشريعية في هذا الإطار» .
كما أمل برّي من الإتحاد الاوروبي، مساعدة لبنان في إيجاد حل سريع لمسألة النازحين التي بلغت حدا من «الخطورة لم يعد بإستطاعة لبنان تحملها». وأضاف: لم يعد جائزاً لا أخلاقياً ولا إنسانياً ولا قانونياً تجاهل التداعيات الناجمة عن أزمة النازحين السوريين.
وزار الوفد الاوروبي ايضا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي قال امام الوفد: المشكلة الاساس في لبنان حاليا، الى جانب الازمات السياسية المعروفة، تتمثل بأزمة النازحين السوريين الذين استقبلناهم بكل ترحاب منذ 11 سنة، ولكن وجودهم بدأ يثقل على اللبنانيين ويتسبب بمشكلات على الصعد كافة، ديموغرافيا واقتصاديا وسياسيا.
أضاف رئيس الحكومة: نحن في حوار متواصل مع مختلف الدول الاوروبية ومفوضية شؤون اللاجئين ونشرح لهم هذا الواقع، وبأن لبنان لم يعد في استطاعته تحمّل هذا النزوح خاصة في غياب اي خارطة دولية لعودتهم.
وأوضح «نحن في صدد اعداد خطة عرضها وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب قبل ايام أمام مؤتمر دعم سوريا والدول المضيفة للاجئين (في بروكسل)، ونأمل أن يصار الى التجاوب بشأنها».
وإستقبل رئيس الحكومة سفير مصر ياسر علوي، الذي يقوم بحركة هادئة تجاه المسؤولين والقوى السياسية، وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكما إستقبل مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الألمانية توبياس تونكل، في حضور المستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر. وأجريت خلال اللقاء جولة افق عن الاوضاع الداخلية وفي المنطقة ومفاعيل التفاهمات الاخيرة.
مجلس الوزراء
وعلى الصعيد الحكومي، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء، أنّه، «إلحاقاً بجدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الخاصة التي ستعقد صباح يوم الأربعاء الواقع فيه 21/6/2023 في السراي الحكومي، أُضيف بندان جديدان على الجدول وهما: تعديل القرار المتعلق بمشاركة لبنان في معرض «اكسبو الدوحة 2023»، واعطاء هيئة اوجيروسلفة خزينة بقيمة الفي مليار ليرة لدفع الرواتب والاجورحتى نهاية العام 2023.
ونُقلَ عن وزير الاقتصاد امين سلام انه سيحضر الجلسة، بعد ان ابلغه الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية عن إعادة لحظ البند المتعلق بمشاركة لبنان في «اكسبو قطر» على جدول الجلسة ولكن سيتم تعديله. وجاء ذلك بعد الخلاف الذي نشأ في الجلسة الماضية بين سلام ووزير السياحة وليد نصار الذي كلفه مجلس الوزراء تمثيل لبنان.
وتوقع مصدر وزاري إقرار معظم بنود جدول اعمال الجلسة، بما فيها البند المتعلق بترقية الضباط، بعد المعلومات عن توافق سياسي على اقراره.مع ان المعلومات اشارت الى ان وزير الدفاع موريس سليم لن يحضر الجلسة لكنه سبق ووقع على جدول الترقيات ولا مشكلة لديه في هذا الموضوع.
ويبحث مجلس الوزراء ايضاً ملف النزوح السوري عشية توجه وزير الشؤون الاجتماعية عصام شرف الدين الى دمشق، للتحضير لزيارة وفد رسمي وزاري بعد عودة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب من مؤتمر بروكسل بعدما قرر المجلس في جلسته السابقة تشكيل الوفد برئاسة وزير الخارجية، وعضوية وزراء المهجرين، الشؤون الاجتماعية، العمل، الثقافة، السياحة، الزراعة، الإعلام، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، والمدير العام للأمن العام، وعلى أن يكون للوفد أيضاً التنسيق مع اللجنة المشتركة لجامعة الدول العربية بشأن سوريا.
وكان الرئيس ميقاتي قال امام بعثة بلدان المشرق الى البرلمان الاوروبي: المشكلة الاساس في لبنان حالياً الى جانب الازمات السياسية المعروفة تتمثل بأزمة النازحين السوريين الذين استقبناهم بكل ترحاب منذ 11 عاماً، لكن وجودهم بدأ يثقل على اللبنانيين.
كما نقل عن الرئيس بري قوله انه «لم يعد جائزاً لا اخلاقياً ولا انسانياً ولا قانونياً تجاهل التداعيات الناجمة عن ازمة النازحين السوريين»، معرباً عن امله في ايجاد حل للنزوح نظراً لعجز لبنان عن تحمل تداعياتها.
جمعية المصارف: تمديد
على صعيد آخر، أعلنت جمعية المصارف في بيان، عن انعقاد الجمعية العمومية غير العادية للمصارف العاملة في لبنان امس، و»قرّرت بصورة استثنائية تمديد مدة ولاية أعضاء المجلس المنتخبين من قبل الجمعية العمومية تاريخ 29/6/2021 لسنة واحدة تنتهي بتاريخ انعقاد الجمعية العمومية العادية الناظرة في حسابات السنة المالية 2023».
*************************************
افتتاحية صحيفة الديار
موقف فرنسي جديد يحمله لودريان… فريق «8 آذار» يتحدث عن تسوية «غير قريبة» – صونيا رزق
بعد سلسلة من السجالات بين فريقي النزاع، على خلفية الجلسة الرئاسية الاخيرة، وما رافقها من ردود واتهامات متبادلة، يعود الملف الرئاسي من جديد اليوم الى الساحة، مع وصول الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، جان إيف لودريان الى بيروت، ضمن مهمة تهدف الى مساعدة لبنان في حل معضلته الرئاسية، بعد محادثات في الداخل اللبناني وخارجه، قام بها المسؤولون الفرنسيون، من دون ان تصل الى خاتمة سعيدة، لكن يبدو الموفد الفرنسي هذه المرة طويل البال، على الرغم من جولاته الشاقة في لبنان، ومحاولاته المتكرّرة لجمع الاضداد للتفاهم والحوار. فيما تشير المعلومات الى انّ مهمته اليوم صعبة اكثر من اي وقت مضى، لانه آت ليحقق نجاحاً، وسوف يبدأ جولته بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن ثم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، كما سيلتقي قائد الجيش العماد جوزاف عون، ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، والوزيرين السابقين زياد بارود وجهاد أزعور، اي المرشحين الى الرئاسة، على ان يدعو بعد غد الجمعة رؤساء الكتل والنواب الى غداء في السفارة الفرنسية، ومساءً تلقى «اللقاء النيابي المستقل» دعوةً للقاء لودريان يوم غد الخميس. وعُلم ايضاً انه سيلتقي الجمعة سفراء المجموعة الخماسية ، أي السعودية وفرنسا والولايات المتحدة وقطر ومصر في قصر الصنوبر.على ان يرفع لو دريان في نهاية المحادثات تقريراً عن نتائج جولته في بيروت، وحينئذ ستتبلور الامور اكثر مع كل من المملكة العربية السعودية وايران ودول اخرى معنية بالملف اللبناني، انطلاقاً من نتائج المحادثات بين الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي جرت في الاليزيه.
الى ذلك ووفق معلومات «الديار» فإنّ الموفد الفرنسي سيحمل معه اليوم موقفاً جديداً قد يكون خياراً ثالثاً قابلاً للتوافق، وهذا ما ستظهره محادثات اليوم وغداً مع الاطراف السياسيين، خصوصاً انّ باريس اليوم لا تريد رئيس مواجهة، بل شخصية سياسية تدخل بعبدا بنسبة قبول كبيرة.
الممانعة والحديث عن تسوية تسبقها محادثات
رئاسياً ايضاً، علمت «الديار» نقلاً عن مسؤول حزبي مقرّب من فريق الممانعة، بأنّ لا رئيس للجمهورية قبل نهاية العام الجاري، وبأنّ كل ما يردّد عن حل مرتقب لمعضلة الرئاسة، بعيد عن ارض الواقع، وأشار الى محادثات داخلية وخارجية تسبق هذه التسوية، لانها تحتاج الى وقت اي تفاهم مجمل الاطراف السياسيين في لبنان، والانتظار سيكون سيّد الساحة الرئاسية ولن يقل عن ستة اشهر.
المعارضة والجلسات الرئاسية المفتوحة
وعلى خط المعارضة، تعمل اطرافها وفق مصادر خاصة لـ«الديار» على إيجاد مخارج لمعضلة الرئاسة، عبر إبقاء الجلسات الرئاسية مفتوحة، من خلال مطالبة رئيس المجلس النيابي بذلك، وجمع عدد كبير من النواب للنزول الى ساحة النجمة، والمطالبة بإنعقاد تلك الجلسات الى حين انتخاب رئيس، لكن تبدو المهمة صعبة، اذ ليس من السهل تأمين حضور 86 نائباً كي تصبح الجلسة دستورية.
جلسة حكومية اليوم… مشاريع وترقية ضباط
حكومياً، ينعقد مجلس الوزراء عند التاسعة والنصف من صباح اليوم مع جدول اعمال من 33 بنداً من ضمنها مشاريع مراسيم وكالة عن رئيس الجمهورية، ترمي الى ترقية ضباط في الاجهزة الامنية كافة، واحالة ضباط الى التقاعد وقبول قضاة في منصب الشرف، بالإضافة الى بنود تتعلق برواتب وبدلات نقل موظفي القطاع العام في السلكين العسكري والمدني وغيرها.
وفد برلماني اوروبي بحث ملف النازحين مع بري وميقاتي
وفي اطار مساعدة لبنان لحل ازماته، بدأ وفد رسمي من البرلمان الاوروبي زيارة للبنان تستمر الى ٢٣ حزيران الجاري، للمشاركة في جلسة مع النواب اللبنانيين، كما سيبحث مع العديد من الاطراف الاوضاع السياسية والمالية والاجتماعية. وافيد بأنّ الزيارة هدفها التأكيد على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للشعب اللبناني، ومكافحة الفساد والمساءلة حول الوعود التي قطعت للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في وقت يعيش فيه ٨٠ في المئة من الشعب اللبناني تحت عتبة الفقر.
ومن المقرر ان يعقد الوفد مؤتمرا صحافياً مساء غد، في فندق موفنبيك لتقييم الزيارة، وامس التقى الوفد الذي يشارك فيه نواب اوروبيون من فرنسا والبرتغال واسبانيا واستونيا، رئيس مجلس النواب نبيه بري وجرى بحث في ملف النازحين، بحيث امل بري من الوفد المبادرة الى مساعدة لبنان في إيجاد حل سريع لهذه المسألة الإنسانية، التي بلغت من الخطورة ما لم يعد بإستطاعة لبنان تحملها، مؤكدا انه لم يعد جائزاً لا أخلاقياً ولا إنسانياً ولا قانونياً تجاهل التداعيات الناجمه عن أزمة النازحين السوريين على لبنان والتي يجب أن تحل بعودة طوعية الى وطنهم الأم ومساعدتهم هناك.
وحول الإتفاق مع صندوق النقد، أشار رئيس المجلس الى أن لبنان أنجز إتفاقاً بالأحرف الأولى مع الصندوق ولا يزال هناك بند او إثنان يحتاجان الى حل وفي مقدمها حفظ حقوق المودعين.
اما الرئيس ميقاتي فقد اكد خلال لقائه الوفد المذكور على «أننا في حوار متواصل مع مختلف الدول الاوروبية ومفوضية شؤون اللاجئين، ونشرح لهم هذا الواقع، وبأن لبنان لم يعد في استطاعته تحمّل هذا النزوح خاصة في غياب اي خارطة دولية لعودتهم، وكشف أنّ الحكومة في صدد اعداد خطة عرضها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، قبل ايام أمام مؤتمر دعم سوريا والدول المضيفة للاجئين، آملًا أن يصار الى التجاوب بشأنها».
بيان حجّار حول دولرة مساعدات النازحين
بعد الموقف الواضح الرافض لدولرة مساعدات النازحين في لبنان، والذي أعلنه الوزير فكتور حجّار في مؤتمرٍ صحافي عقده في 26 أيار الماضي، وبعد الإجتماع الذي عقده مع المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسّق الشؤون الإنسانية عمران ريزا في التاريخ عينه، والذي وعد خلاله بالتشاور مع الأطراف المعنيّة والعودة بخلاصة واضحة للموضوع، إجتمع الوزير حجّارامس بممثلين عن مكتب المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، وخلال الإجتماع، أكّد حجّار أنه ما زال على موقفه الرافض لدولرة مساعدات النازحين السوريين.
الوزير نصار سيتقدّم بشكوى ضد زميله سلام
وفي خطوة فريدة من نوعها، افيد بأنّ وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار سيتقدم بشكوى قدح وذم بحق زميله وزير الاقتصاد أمين سلام، اذا ما لم يتقدم الاخير باعتذار في جلسة مجلس الوزراء اليوم، على خلفية مشاركة لبنان في «اكسبو الدوحة»، من ناحية توليّ الوزارة المعنية بهذا الشأن.
**************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
لودريان في بيروت في مهمة استطلاعية
حمادة: التصلّب الشيعي والوحدة المسيحية يعرقلان انتخاب الرئيس
تترقب الساحة اللبنانية مفاعيل مأمولة من المهمة الفرنسية التي تبدأ في بيروت اعتبارا من اليوم ، توفرها «مظلة» اللقاءات الفرنسية- السعودية التي انعقدت في قصر الاليزيه بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد الامير محمد بن سلمان. وان كان التعويل على زيارة جان ايف لودريان مبعوثا رئاسيا الى لبنان ليس على قدر وضع حد للأزمة الرئاسية، الا ان الامال معقودة على امكان ايجاد ثغرة في جدار تصلب المواقف يمكن النفاذ منها الى حل يتيح بلوغ تسوية تعيد فتح ابواب قصر بعبدا لرئيس تسووي.
وفي انتظار وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص، انكفأت الحركة الرئاسية الداخلية في شكل شبه تام. وافيد ان الديبلوماسي الذي سيلتقي القوى السياسية المحلية كلّها بالاضافة الى المرشحين الرئاسيين وقائد الجيش، سيستهل نشاطه من عين التينة اليوم، كما سيزور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في العاشرة من قبل ظهر غد الخميس.
لا طرح
في السياق، أشار عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سيمون أبي رميا إلى ان «الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيجتمع مع رؤساء الكتل في مقراتهم الحزبية أو منازلهم وسيجتمع مع النواب المستقلين في قصر الصنوبر». وشدد أبي رميا على أن «لودريان لا يحمل أي طرح رئاسي ولكن سيستمع إلى كل الأفكار وسيكتب تقريرًا عما سمعه في لبنان للرئيس ماكرون وعلى أساسه سيجري التنسيق مع الدول الخمس».
تغيير المقاربة
بدوره، رأى عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب مروان حمادة أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لن يحمل معه أي صيغة، بل مقاربة فرنسية تلتقي أكثر مع الطرح السعودي إذ ترتكز على عدم اقتراح مرشح لرئاسة الجمهورية، بل البحث عن مشروع. ولفت في حديث اذاعي، إلى أن لودريان سيغيّر المقاربة بناءً على عناصر تحرّكت في الأسابيع الماضية وهي الوحدة المسيحيّة من جهة والتصلب الشيعي على ترشيح فرنجية من جهة أخرى، فيما أشار إلى أن اللقاء الديموقراطي منفتح على طرح أسماء أخرى غير تلك التي اقترحها في البداية. واعتبر حمادة أن ليس بالصدفة تحضرت لقاءات للودريان مع سفراء الدول الخمس والدول العربية بمن فيهم السفير الإيراني والقائم بالأعمال السوري. كما سيجتمع لودريان مع رؤساء كتل نيابية ومرشحين، سائلاً: هل سيشارك العماد جوزيف عون، الذي ارتفعت أسهمه في الفترة الأخيرة، في هذه اللقاءات وهو في موقع قائد الجيش؟ وماذا عن المرشح جهاد أزعور الذي لن يعود إلى لبنان حتى إشعار آخر بناءً على نصائح متّصلة بأمنه الشخصي؟
استطلاع
الى ذلك، أكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم، أن الموفد لودريان سيلتقي مع المسؤولين اللبنانيين ورؤساء الكتل والأحزاب، إلّا أن مهمّته استطلاعيّة لمعرفة ما يمكن اقتراحه وذلك حرصاً على لبنان، بعدما فشلت المبادرة الفرنسية السابقة. وأعلن كرم في حديث اذاعي أن التقاطع قائم بقناعة مِن المعارضين والتيار الوطني الحر، والتمسك بالمرشح جهاد أزعور مستمر بالنسبة إلى أطراف المعارضة، وقال: إذا دعا الرئيس نبيه بري إلى جلسة انتخابية، وهو ما يجب أن يفعله فنحن جاهزون، متوقّعاً أن ينال أزعور عدداً أكبر من الأصوات.
بري للتوافق
في الغضون، وبينما يجول وفد نيابي اوروبي على المسؤولين المحليين، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امامه ان «لا بد من التوافق والحوار بين الأطراف كافة للخروج من الازمة السياسية». وأكّد أن «إنتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وتشكيلها هي المدخل لإنجاز الإتفاق مع صندوق النقد الدولي». كما أمل برّي من الإتحاد الاوروبي، مساعدة لبنان في إيجاد حل سريع لمسألة النازحين التي بلغت حدا من «الخطورة لم يعد بإستطاعة لبنان تحملها» وأضاف: لم يعد جائزاً لا أخلاقياً ولا إنسانياً ولا قانونياً تجاهل التداعيات الناجمة عن أزمة النازحين السوريين.
مجلس الوزراء
على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة سيكون على جدول اعمالها ملف ترقية الضباط، وقد يناقش ايضا ملف النزوح السوري عشية توجه وزير المهجرين عصام شرف الدين الى دمشق وغداة عودة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب من مؤتمر بروكسل.
النزوح
في السياق، التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ايفو فرايجسن وجرى بحث في ملف الوجود السوري في لبنان ودور المفوضية في هذا الإطار. وعرض رئيس الكتائب خلال اللقاء لنظرة الحزب الى الوضع العام،مشيراً الى ان «لبنان في حال من الانهيار لا تسمح له بتحمل عبء هذا العدد من اللاجئين على ارضه لفترة تتجاوز الـ 12 سنة لاسيما مع تغير الظروف في سوريا وانتهاء الأعمال العسكرية ما يستدعي الانتقال الى مرحلة جديدة تؤخذ فيها إجراءات لعودة اللاجئين الى بلادهم». وتطرق الجميّل الى عدد من الخطوات العملية الواجب اتباعها لمعالجة الوجود السوري في لبنان.
عدوان ينتقد
كما انتقد رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان من مجلس النواب اثر اجتماع اللجنة، مواقفَ مسؤول السّياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من قضية النازحين في لبنان، داعيا اياه الى تطبيقها في بلاده.
تمديد الولاية
مصرفيا، أعلنت جمعية المصارف في بيان، عن انعقاد الجمعية العمومية غير العادية للمصارف العاملة في لبنان اليوم، و»قرّرت بصورة استثنائية تمديد مدة ولاية أعضاء المجلس المنتخبين من قبل الجمعية العمومية تاريخ 29-6-2021 لسنة واحدة تنتهي بتاريخ انعقاد الجمعية العمومية العادية الناظرة في حسابات السنة المالية 2023».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :