افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 14 حزيران 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 14 حزيران 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

اليوم يقفل الباب امام انتخاب رئيس الجمهورية حتى إشعار آخر وسط استعصاء التوازن السلبي
مؤيدو فرنجية: فارق أصوات الدورة الأولى تكرار تصويت عام 70 بـ 45 سركيس و38 فرنجية
فك وتركيب كتلة التغيير والمستقلين وتصويت التيار تحت الأعين اليوم… وحجم الكتلة الثالثة

 

بعد نهاية جلسة اليوم مواقف غير قبلها، لأن المواقف عشية الجلسة تعبوية ورفع معنويات وترويج معلومات، وبعدها حملات وتحميل مسؤوليات، لكن بعد بعدها مواجهة الجدار الصلب الذي يقول إن الاستعصاء الرئاسي مديد، وإننا أمام معادلة توازن سلبي لا تستطيع إنتاج رئيس، حيث تعطيل النصاب بيد الفريقين، ودون مشهد جديد ينتجه التوافق الذي يحتاج الى الحوار لإنتاجه، لا مكان لفرصة تأمين النصاب للانتخاب، إلا إذا حدثت انزياحات من إحدى الكتلتين لحساب الأخرى، حيث لا تكفي الكتلة الثالثة التي ظهرت قوة وازنة لضمان النصاب، الذي بات خط الدفاع الذي لن يتراجع عنه أي من الفريقين، ودون فك وتركيب بين الكتلتين المتقابلتين لا نصاب وبالتالي لا رئيس.
الفارق في الأصوات لن يعني الكثير، باستثناء التباهي لمن يحوز أصواتاً أكثر يرجّح أنها ستبقى كلها تحت سقف الـ 65 صوتاً، الذي كان يأمل التقاطع الداعم للمرشح جهاد أزعور بكسره، بينما يعتقد مؤيدو المرشح سليمان فرنجية أنه لا يقول شيئاً حول النتيجة، حيث في انتخابات عام 1970 التي يتفق الجميع على أنها أكثر انتخابات ديمقراطية صافية وتمّت بقرار لبناني صرف، وجاءت بالرئيس سليمان فرنجية الى منصب رئاسة الجمهورية، حصد المرشح سليمان فرنجية 38 صوتاً فقط، بينما نال منافسه الذي فشل في الوصول إلى الرئاسة 45 صوتاً، لتتغير الحسابات والانزياحات في الدورة الثانية، فينضم أغلب الذين لم يصوتوا للمرشحين الى خيار التصويت لصالح فرنجية، وكانوا عشرة أصوات لبيار الجميل وخمسة أصوات لجميل لحود وصوت واحد لعدنان الحكيم.
لا أحد يستطيع التنبؤ بتفاصيل التصويت الدقيق اليوم، حيث النواة الصلبة للمرشحين هي الواضحة فقط، بانتظار أن تتضح أحجام نهائية للكتلة الثالثة، التي لن تصوّت لأي من المرشحين، وهي تضم حتى الآن سبعة من نواب التغيير وعشرة نواب مستقلين ونائبي صيدا وجزين أسامة سعد وشربل مسعد، وثلاثة نواب آخرين، بانتظار كيف سيحسم التصويت بين نواب التيار الوطني الحر، وفرضية انضمام خمسة نواب منهم إلى الكتلة الثالثة.
لن تنتهي جلسة انتخاب الرئيس اليوم الا إلى تعداد أصوات المرشحين سليمان فرنجية وجهاد ازعور، لتتجه الانظار الى الأوراق البيضاء أو إلى تسمية لبنان الجديد التي سيضعها بعض النواب في صندوق الاقتراع، ليبدأ العد العكسي يوم الخميس وسط معلومات تتحدّث عن حراك سيبدأه مرشح من جبل لبنان لا يزال يعمل بصمت حول الملف الرئاسي مع قوى الداخل والخارج.
وفي المواكبة الخارجية للاستحقاق اللبناني أيضاً، اتصلت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند برئيس مجلس النواب نبيه برّي، وقد أكد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الإدلاء بكثير من التفاصيل، لكن ما تسرّب يشير إلى أنّ المسؤولة رقم 3 في الخارجية الأميركية دعته إلى قيادة العملية الانتخابية مشدّدة على أنّ الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بدون عراقيل. وكان بري في الاتصال متفائلاً بأنّ العملية الانتخابية ستحصل.
ودعت فرنسا، لبنان، إلى اغتنام فرصة الجلسة البرلمانيّة المقرَّر عقدها الأربعاء، للخروج من الأزمة السياسيَّة التي تشهدها البلاد منذ الخريف.
وشدّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة آن – كلير لوجندر في مؤتمرٍ صحافيّ، على «أنّ بلادها «تُواصل الدَّعوة للخروج من الأزمة منذ ثمانية أشهر».
ويأتي ذلك، فيما تلتقي وزيرةَ الخارجيَّة الفرنسيَّة كاترين كولونا، سلفها جان – إيف لودريان الذي عيّنه الرَّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون قبل بضعة أيّام «مبعوثاً خاصّاً إلى لبنان.
وأشارت المتحدثة إلى أنّ الوزيرة ستطلع لودريان على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيّين، مُشدّدةً على أنَّ الأمر ينطوي على «متابعة جهودنا من أجل خروجٍ عاجلٍ من الأزمة اللبنانيَّة، وهذا الأمر يعكسُ الأولويَّةَ الّتي تُعطيها الدّيبلوماسيّة الفرنسيّة لهذه المسألة، مع الإشارة الى انّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس يوم الجمعة أيضاً.
وزارت أمس، سفيرة فرنسا آن غريو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وتمّ البحث في الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان الى بيروت منتصف الاسبوع المقبل.
وقبل ساعات قليلة من افتتاح الجلسة تكثر حسبة الأصوات والأرقام، وبات معلومات أنّ نواب الوفاء المقاومة والتنمية والتحرير والتكتل الوطني والتوافق الوطني والطاشناق وعدد من النواب المستقلين سيصوّتون لفرنجية.
في المقابل فإنّ قوى المعارضة ايّ حزب القوات والكتائب وتجدّد مع بعض المستقلين والتغييريين سيمنحون أصواتهم للوزير السابق جهاد ازعور، وقد أعلنت أمس النائبتان بولا يعقوبيان ونجاة عون صليبا التصويت لأزعور.
وأعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أنّ «قرار تبني أزعور اتخذه التيار من قبل رئيسه ومجلسه السياسي، وكان هناك اتفاق واسع وجامع داخل التيار، وبالتالي بات الالتزام بالقرار واجباً من قبل أيّ نائب في التيار، وكثيرة هي المرات التي التزمتُ بها بقرارات التيار ولم أكن مقتنعاً بها»، مشدداً على أنّ «الحقيقة هي أنّ من لا يلتزم بقرار التيار سيكون قد خرج عن وحدته وقوّته وهيبته، وسبّب من حيث يدري او لا يدري بإضعافه وإضعاف موقفه وبإنجاح لعبة الآخرين ضدّه، وهذا سيرتّب محاسبة بحسب نظامنا الداخلي، وأنا لا أصدّق بأنّ هناك مَن لا يلتزم بخيار التيار، وعدم الالتزام يرتب بعض الإجراءات».
ودعا باسيل «فريق الثنائي لوقف اي لغة تهديد والتدخل بشؤون التيار الداخلية، لأنّ ذلك ينافي الأعراف الأخلاقية، ونعتبر أننا لا زلنا أصدقاء مع الثنائي الشيعي»، مؤكداً الانفتاح على الحوار قبل الجلسة وخلالها وبعدها، ومدركون بأن لا رئيس بلا حوار».
وعلى خط الأوراق البيضاء، اعلن النائب عبد الرحمن البزري انّ النواب المستقلين الثلاثة عن الجنوب، خارج التموضعات التي شكلت إساءة الى المرشحين أنفسهم والى الاستحقاق الرئاسي، ونحن لن نصوّت لكلا المرشحيْن. وقال النائب سجيع عطية إنّ تكتل الاعتدال الوطني في الدورة الاولى من جلسة الغد سنكون على الحياد والأرجحية ورقة بيضاء. وفي الجلسة الثانية من جلسة انتخاب الرئيس إنْ حصلت سننتخب.
إلى ذلك أقرّ مجلس الوزراء العقد بالتراضي في تعيين المحاميين ايمانويل داوود وباسكال بوفيه في القضية المقدمة من الدولة الفرنسية ضدّ حاكم مصرف لبنان في قضية السيدة الأوكرانية انا كاساكوفا، كما قرّر مجلس الوزراء تأليف وفد وزاري برئاسة الوزير عصام شرف الدين لزيارة دمشق في شأن النازحين ووفد برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الى مؤتمر بروكسل بـ 15 حزيران. أما الموضوع الذي برز في كلمة الرئيس ميقاتي فهو ترقيات الأسلاك العسكرية والمجلس العسكري. وإذ اكد رئيس الحكومة عدم التلازم بينهما أعلن أنه سيحدّد جلسة الاسبوع المقبل لبتّ ملف الترقيات.
وأمس زفّ وزير المال يوسف الخليل بعد لقائه رئيس الحكومة بشرى الى موظفي القطاع العام: «نعم في رواتب للقطاع العام».

*************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

ما بعدَ الجلسة: فرنجية باقٍ والعين على فرنسا مجدّداً | خدعة «التقاطع» تنتهي اليوم

 باتَ في حكم المؤكد أن الجلسة الثانية عشرة لمجلس النواب اليوم، لن تكون أفضل من سابقاتها التي أخفقت في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. والمؤكّد أيضاً أن المرشح جهاد أزعور الذي تقاطعت عليه قوى المعارضة مع «التيار الوطني الحر» سيسلك خطى سلفه النائب ميشال معوض، لكن بوتيرة أسرع. لن يحظى أزعور بدورة ثانية وثالثة ورابعة لخوض «معركته»، فهو ورقة «الليخا» الصالحة للاستخدام مرة واحدة لتخريب الطريق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. اليوم ينتهي ترشيح أزعور بعد أن قبِل بأن يكون أداة في لعبة أحجام. علماً أن داعميه يفترضون أن حصوله على 10 أو 15 صوتاً إضافية على فرنجية، سيجبر الطرف الآخر على الذهاب إلى التفاوض على خيار ثالث.

ما شهدته الأيام القليلة الماضية، بيّن أن فريق فرنجية كثّف جهوده لتقليص الفارق، سعياً إلى رفع عدد أصواته إلى أكثر من 50. لكنّ هذا الفريق يعرف أن النتيجة هي العودة إلى متاهة الوساطات والمبادرات في ظل الفراغ، أو أن يتطور النزاع السياسي الطائفي نحو مراحل أشد خطورة، خصوصاً مع تسويق جهات في «التقاطع». ان اتصالات الساعات الماضية اثمرت اقناع غالبية التغييريين بالتصويت لمصلحة ازعور ما يؤكد انه سيحصل على اكثر من 65 صوتا. وفي خلفية هذا الفريق، خصوصاً القوات وفريق 14 اذار ان المرشح يكون قد فاز ولا حاجة الى دورة ثانية، استناداً الى دراسة قانونية اعدها المحافظ السابق زياد شبيب واخرى للقاضي المستقيل بيتر جرمانوس. علماً أن امراً كهذا بمثابة اعلان حرب، ويصعب أن يسير به داعمون لأزعور، خصوصاً التيار الوطني الحر، وربما الحزب التقدمي الاشتراكي.
وكانَ واضحاً في اليومين الماضيين أن كل الأطراف الداخلية والخارجية تنتظر جلسة اليوم للبناء على نتائجها، ومن ثم العودة إلى استئناف النشاط خارج المؤسسات. وباستثناء الحراك الذي قامت به السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو على المسؤولين لوضعهم في أجواء المهمة التي سيباشرها وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان بعد انتهاء الجلسة، أتى بيان الخارجية الفرنسية، ليؤكد على دعوة فرنسا «إلى أخذ الجلسة على محمل الجد واغتنام الفرصة». لكن، في المقابل، لوحِظ استمرار غياب سفراء الدول المعنية بالملف الرئاسي عن السمع، ونقلت مصادر على صلة بهم أنهم «ابتعدوا عن التواصل مع القوى الداخلية قبل الجلسة بانتظار ما سيحصل».
وبينما لفتت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى أنها «ستلتقي الجمعة لودريان الذي عيّنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل بضعة أيام مبعوثاً خاصاً إلى لبنان لإطلاعه على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيين»، لفتت المصادر إلى أن «الفرنسيين خفّفوا من وتيرة التواصل مع الأفرقاء اللبنانيين لأنهم يريدون أن يرصدوا جلسة اليوم، على أن يعاودوا نشاطهم الأسبوع المقبل مع مجيء المبعوث الجديد». وفي هذا الإطار، نفت مصادر مطّلعة أن «تكون باريس قد بدّلت موقفها من التسوية، إذ لم تنقل عبر قنواتها الدبلوماسية ما يؤشر إلى ذلك، بل على العكس»، وقالت إن هذا الأسبوع سيحمل معه تطورات وحراكاً مكثّفاً مصدره باريس التي ستستقبل يوم الجمعة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي سليتقي ماكرون في قصر الإليزيه. ورجّحت المصادر أن يكون لبنان على جدول أعمال الطرفين، خصوصاً أن اللقاء سيأتي بعد الجلسة.

وحتى ساعات قليلة قبل موعد الجلسة، استمرت عملية جمع الأصوات التي ضمنت لفرنجية، نحو 46 صوتاً، مقابل 60 لأزعور الذي يعمل فريقه على استقطاب يرفع العدد إلى 65.
لكن هذه الأرقام ليست ثابتة وقد تخضع لمتغيّرات ومفاجآت تحصل داخل الجلسة التي ستتحكّم بها أصوات «الكتلة البيضاء» أو كتلة «الخيار الثالث»، وهاتان الكتلتان لم يتوقف أعضاء فيهما عن إقناع زملاء لهم بعدم الاصطفاف في أي موقع، خصوصاً بعدَ أن «سقط» بعض التغييريين والمستقلين في فخ الأحزاب والتيارات المعارضة التي ستستثمر أصواتهم في معركة الرئاسة مع الفريق الآخر لدعم موقعها التفاوضي ليسَ إلا، ومن ثم تعود إلى عقد تسوية سيكون هؤلاء حتماً خارجها.
أما بالنسبة إلى التيار الوطني الحر، فقد علمت «الأخبار» أن نوابه المعترضين على ترشيح أزعور عقدوا اجتماعاً أمس للبحث في خيارات التصويت، لكنهم حرصوا على التكتم حول موقفهم، خصوصاً بعد التهديد المباشر الذي وجّهه إليهم رئيس التيار النائب جبران باسيل بقوله إن «عدم الالتزام بقرار التيار سيرتّب بعض الإجراءات». وكان باسيل قال إن ثنائي الحركة والحزب يعمل على تحريض نواب داخل التيار على التمرد، داعياً إلى «عدم التدخل في الشؤون التنظيمية للتيار». ودافع باسيل عن نفسه قائلاً: «مع قوى المواجهة قرّرنا أنّ نكون على علاقة جيّدة، من دون تحالف، لأنّنا نتّفق معهم على كثير من الأمور السيادية والإصلاحية، ولكن نختلف معهم حول المقاومة، ولا نريد أبداً أن نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله»، ودعا باسيل إلى الحوار قبل وأثناء وبعد الجلسة من أجل الوصول إلى رئيس توافقي لا يكون مفروضاً لا على المسيحيين ولا على الآخرين.

إشادة أميركية ببري
كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، أمس، عن إجراء «مكالمة هاتفية بناءة» مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حول «الحاجة الملحة لانتخاب رئيس وسنّ تشريعات تسهّل الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي». وأعربت نولاند عن تقدير الولايات المتحدة «التزام بري بمحاولة الحفاظ على النصاب وعقد جلسات انتخابية مفتوحة، طالما أن الأمر يتطلب إنجاز المهمة».

*********************************

افتتاحية صحيفة النهار

الجلسة الـ12: أزعور فائزاً… ولا رئيس


 

كما لو ان الاستحقاق الرئاسي بدأ البارحة وليس قبل عشرة اشهر من ضمنها المهلة الدستورية لشهرين، ومن ثم الفراغ الرئاسي المتمادي في شهره الثامن، بدا المشهد السياسي امس اشبه باستنفار غير مسبوق على مستوى القيادات الحزبية والكتل النيابية بما يعكس بلوغ الاحتدام والاحتقان ومناخ المبارزة سقوفا غير مسبوقة عشية انعقاد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية قبل ظهر اليوم. واستوقف المراقبين والبعثات الديبلوماسية المتوثبة لمتابعة مجريات الجلسة وما اذا كان يمكن ان تشهد مفاجأة مدوية هي واقعيا مستبعدة استبعادا كاملا، ان الساعات الأخيرة شهدت ما يمكن وصفه بالفرز الأكبر والاوسع للكتل والنواب منذ بدء الازمة الرئاسية، وهو فرز اتاحه وفرضه الاصطفاف الأكبر غير المسبوق حول المرشحين الحصريين رئيس “تيار المردة” الوزير السابق #سليمان فرنجية ورئيس دائرة الشرق الأوسط واسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي الوزير السابق جهاد ازعور. ذلك انه لولا كتلة نيابية محدودة “رمادية” او محايدة متفرقة الاتجاهات ظلت أصوات نوابها بلا حسم، لكان الفرز بين فرنجية وازعور طاول جميع النواب بلا استثناء، الامر الذي حمل دلالات قوية للغاية حيال حدة معركة يسلم الجميع بانها لن تنهي ازمة الفراغ، بل قد تفتح مسالك اشد تعقيدا في الازمة ولكن ما سيحصل اليوم سيكون بمثابة حسم معنوي وسياسي بالنقاط من خلال عدد الأصوات التي سيحصدها كل من المرشحين.

 

وقبيل ساعات من انعقاد الجلسة لم يعد ثمة شك استنادا الى اكتمال معظم الرصد لمواقف الكتل والنواب في ان البوانتاجات أعطت ازعور ارجحية مثبتة على فرنجية، ولو ان الجزم النهائي بالاعداد ظل صعبا لعدم القدرة على اثبات الوجهة النهائية لتصويت كتلة المترددين وغير المؤيدين للمرشحين فرنجية وازعور من جهة، كما لبقاء هامش غير قليل امام احتمال “تفلت” نواب من التزام التصويت لازعور ومنهم تحديدا “الخمسة المتمردين” او اكثر ربما داخل “تكتل لبنان القوي” الذين وجه اليهم رئيسه النائب جبران باسيل مساء امس تحذيرا واضحا حيال ضرورة التزام قرار قيادة “التيار الوطني الحر” والا اتخذت بحقهم الإجراءات اللازمة. ودارت الترجيحات الغالبة مساء على ارجحية ان يتجاوز عدد المصوتين لازعور 60 صوتا ( ذهب بعض مؤيديه الى توقع 63 ) في مقابل 45 الى 48 صوتا لفرنجية. وسواء تطابقت هذه الترجيحات مع عملية التصويت ام حصلت فروقات ملحوظة عنها فالثابت ان تقدم ازعور سيسجله المرشح الأول المتقدم بمثابة “رئيس بالنقاط” غدا في الدورة الأولى التي لن تليها دورة ثانية من شأنها ان تحمله او تحمل فرنجية في حال انقلاب الأمور، الى الرئاسة الأولى، علما ان ما بعد نتائج هذه الجلسة سيكون ثمة ميزان قوى نيابي جديد من شأنه ان يترك تداعيات ثقيلة على الفريق الداعم لفرنجية الا اذا كان هذا الفريق نجح في توفير مفاجأة في تقليص الفارق في الأصوات بين فرنجية ومنافسه .

 

 

باسيل

وفي مواقف القيادات السياسية برز اعلان النائب جبران باسيل “اننا لن نكون جزءاً من أيّ صراع له طابع تحريضي وهمّنا إنهاء الفراغ وانتخاب رئيس للجمهوريّة مع علمنا أنّ هذا ليس كلّ الحلّ إنّما جزء منه”، مؤكّداً “أننا خارج أي اصطفاف داخلي أو خارجي ولسنا ضمن أيّ محور، واختلافنا مع حزب الله هو حول بناء الدولة وموضوع الشراكة الوطنية وسّع هذا الخلاف”. وأضاف “قرّرنا أن نكون على علاقة جيّدة مع قوى المواجهة من دون تحالف لأنّنا متّفقون على كثير من الأمور السيادية والإصلاحية ولكن نختلف معهم حول المقاومة، ولا نريد أبداً أن نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله.. في الإنتخابات الرئاسية قلنا لا للممانعة ولا للمواجهة وإذا اخترنا مرشّحاً هل نتحوّل إلى جواسيس؟”. وتابع: “وافقنا على أزعور لأنّه غير مستفزّ وليس مرشح تحدٍّ لأحد” وأشار الى “اننا نتفهّم أن تكون لدى عدد من نوّابنا تحفظات وقرّرنا الخروج من خيار الورقة بيضاء واللاخيار وسنسعى لمحاولة تغيير موقف حزب الله من مرشّحه كما سنسعى مع الكتل المسيحية برعاية البطريرك لتأمين لمرشّحنا الحيثية المسيحية والوطنية وقرّرنا أن ندعم الوزير السابق #جهاد أزعور”. كما أكّد “أنّنا منفتحون على الحوار قبل جلسة الغد وبعدها، ومدركون ألا رئيس إلا بالحوار والرئيس من دون برنامج ليس حلاً ولا نريد كسر التفاهم مع حزب الله ولو أنه لا يزال قائماً على “إجر وحدة”، مشدّداً على أنّه “ليس من مصلحة أحد تطيير جلسة قبل بدايتها أو طرح إشكاليات في بدايتها، ودعوا النتيجة الفعلية تظهر غداً كي نبني على أساسها في ما بعد الحوار”. وطالب باسيل “الثنائي” بـ”وقف التدخّل في شؤون التيار الداخلية وتحريض عدد من المسؤولين والنواب في التيار على خيارات مختلفة”، واصفاً هذا الأمر بأنّه “منافٍ للأخلاق”.

 

بدوره شدد تكتل “الجمهورية القوية” على “ضرورة أن تكون جلسة 14 الجاري، الجلسة النهائية التي تُفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية”، محملا “كل مَن يُفقِد النصاب مسؤولية استمرار الشغور وانعكاساته على البلد على الصعيدين المالي والسياسي” . وجدد التأكيد على قراره السابق بالتصويت للمرشّح أزعور داعيا نواب المعارضة جميعهم ، إلى التصرُّف بحكمة ومسؤوليّة لإنجاز الاستحقاق في هذه الجلسة بالذات ، بدلاً من الاستمرار في الفراغ الرئاسي إلى ما شاء الله”.


 

من جهته توجه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى النواب قائلا “خياركم سيحدد مسار المرحلة المقبلة،على الرغم من ان جهاد أزعور يتمتع بكل المواصفات المطلوبة في هذه المرحلة، المهم هو أن نعي جميعا أن القرار هذه المرة بأيدينا وليس أكبر منا وليس خارجياً. التصويت “لمرشح المقاومة” كما سمّاه محمد رعد بالأمس، هو تكريس هيمنة حزب الله على لبنان. التصويت لجهاد أزعور هو تعبير عن رغبتنا بصناعة مستقبلنا ومؤسساتنا واقتصادنا بعيداً عن العنف والفرض وتحت سقف الدستور. أما حرق الاصوات إن كان عبر أوراق بيضاء أو إسم خارج السباق فهو سيصب في خانة من يحاول أن يسخّف حجم انتفاضة نواب لبنان على واقع بلدهم.”.

 

 

موقف فرنسي

الى ذلك وفيما يعقد المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان اجتماعا تنسيقيا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الجمعة قبيل توجهه الى لبنان مطلع الأسبوع المقبل، اجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع سفيرة فرنسا آن غريو جولة افق تناولت الاوضاع في لبنان والمنطقة، والزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي. واستبقت باريس الجلسة اليوم ودعت لبنان إلى اغتنام فرصة الجلسة البرلمانية للخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ الخريف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر في مؤتمر صحافي إن فرنسا تدعو “إلى أخذ هذه الجلسة على محمل الجد واغتنام الفرصة التي توفرها للخروج من الأزمة”. وشدّدت على أن بلادها “تواصل الدعوة للخروج من الأزمة منذ ثمانية أشهر”. وأكدت أن وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ستلتقي الجمعة سلفها جان-إيف لودريان الذي عيّنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل بضعة أيام “مبعوثا خاصا إلى لبنان”. وأشارت إلى أن الوزيرة ستطلع لودريان على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيين. وأضافت لوجندر أن الوزيرة ستستقبل لودريان للبحث في “مهمته المحددة”، مشددة على أن الأمر ينطوي على “متابعة جهودنا من أجل خروج عاجل من الأزمة اللبنانية وهذا الأمر يعكس الأولوية التي تعطيها الدبلوماسية الفرنسية لهذه المسألة”. وشدّدت أيضا على أن لودريان سيضطلع بالمهمة الموكلة إليه “بتنسيق وثيق وبالتشاور” مع وزارة الخارجية.

 

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إلى أن أي موعد لزيارة لودريان المرتقبة إلى لبنان لم “يبلّغ” بعد.


 

ولدى سؤالها عن إمكان عقد مؤتمر من أجل لبنان في باريس، قالت لوجندر إنه “يتعيّن علينا في بادئ الأمر أن نجري تقييما للجلسة البرلمانية التي ستعقد غدا (اليوم)”.

 

 

نولاند وبري؟

وفي اطار المواكبة الخارجية للجلسة تحدث تقرير اعلامي عن أن وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند اتصلت برئيس مجلس النواب نبيه برّي، وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الإدلاء بكثير من التفاصيل لكن ما تسرّب يشير إلى أن المسؤولة الرقم ثلاثة في الخارجية الأميركية دعته إلى قيادة العملية الانتخابية مشددة على أن الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بدون عراقيل. وكان بري في الاتصال متفائلاً بأن العملية الانتخابية ستحصل، ولم يتضح إن كان التزم بمتابعة الجلسات الانتخابية من دون فقدان النصاب، أو إن كان التزم بعقد الجلسات الانتخابية إلى أن تصل إلى نتيجة.

 

 

#مجلس الوزراء

على صعيد آخر، رأس ميقاتي بعد الظهر في السرايا جلسة لمجلس الوزراء وذلك لاعداد ورقة لبنان الى مؤتمر بروكسيل للنزوح السوري، وتم اقرار العقد بالتراضي في تعيين المحاميين ايمانويل داوود وباسكال بوفيه في القضية المقدمة من الدولة الفرنسية ضد حاكم مصرف لبنان في قضية السيدة الاوكرانية انا كاساكوفا. وتحدث ميقاتي في بداية الجلسة فأكد “ان جلستنا تنعقد في اجواء سياسية محمومة وضاغطة عشية انعقاد مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، وكلنا أمل جميعا بأن تتم العملية الديموقراطية بطريقة صحيحة وينتخب رئيس للجمهورية، ولكن للاسف فان المعطيات الظاهرة توحي بعكس ذلك، وتؤشر الى استمرار التباينات بين اعضاء المجلس والكتل النيابية، وبالتالي استمرار المراوحة السلبية التي تمنع اكتمال عقد المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية.أمام هذا التحدي الكبير علينا أن نمضي في العمل لمعالجة الملفات الاساسية وتسيير عجلة الدولة ،ضمن الامكانات المتاحة، ونسعى بشكل اساسي الى مساعدة العاملين في القطاع العام على تمرير هذه المرحلة الصعبة”.

******************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

قمة فرنسية سعودية ضمنها لبنان... وبروفة اليوم قبل حسم الخيارات

مناورة بالذخيرة السياسية الحيّة ستكون الجلسة الانتخابية الرئاسية المقرّرة تحت قبة البرلمان اليوم، بحيث يتمّ خلالها تبادل اختبار القوى الانتخابية بين الفريق الداعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، والفريق الآخر الداعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، ليُبنى على الشيء مقتضاه، بالنسبة إلى الجلسة، وربما الجلسات الانتخابية اللاحقة، وذلك على وقع الاتصالات السعودية ـ الفرنسية الجارية، والتي ستُتوّج بالقمة التي ستنعقد بعد غد الجمعة في قصر الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، حيث سيكون لبنان من بين مواضيع البحث خلالها.

 

احتدمت على جبهة المجموعات المتقاطعة على جهاد ازعور وبردت على خط الثنائي الشيعي المتمسك بسليمان فرنجية، وبات كل فريق على دراية بحواصل مرشحه والمرشح الآخر، الّا انّ الجلسة يمكن ان تقع في بعض المفاجآت، بحسب ما اكّد مصدر سياسي رفيع لـ»الجمهورية»، «لكن هذه المفاجآت لن تقلب مسار الامور والواقع الذي سيليها وهو: فرنجية مرشح الكتلة الصلبة، وازعور مرشح الكتلة المتحرّكة، ولو انّ المتوقع ان يحصد عدداً أعلى بقليل من الاصوات، لكن النتيجة لن تغيّر شيئاً»، وفقاً للمصدر.


وأضاف: «يمكن اعتبار جلسة اليوم «تنفيسة» لكنها ستكتب الإبراء لازعور والبحث عن تقاطع جديد للمجموعات الطرية في وجه قرار الثنائي الشيعي وحلفائه الصلب، بعدم التراجع قيد أنملة عن التمسّك بترشيح فرنجية». وتوقّع المصدر ان تدشن مرحلة ما بعد «منازلة الاربعاء الصغرى» اصطفافات جديدة تفرضها عملية تقييمها ومراجعة نتائجها.
وقلّل المصدر من أهمية ما يمكن ان يخطّط له فريق ازعور، في اعتبار انّ ردّات الفعل كلها مفتوحة. اما السيناريو هو: في الدورة الأولى يحصد فرنجية حوالى الـ50 صوتاً وازعور يقترب من الـ60 بالإضافة إلى عدد وازن من الأصوات المشتتة. في الدورة الثانية يطير النصاب، يُقرأ المحضر، وتُرفع الجلسة، وبعدها تسقط كل البوانتاجات التي شغلت العالم.


سيناريوهان
وعشية الجلسة تصاعدت اللهجات والهجمات وتعدّدت السيناريوهات حول مصيرها، وما يمكن ان تنتهي اليه في حال انعقادها مكتملة النصاب، لتنحصر في سيناريوهين لا ثالث لهما: الاول عدم اكتمال نصابها عند انعقادها، فيعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيلها إلى موعد لاحق. والثاني تنعقد مكتملة النصاب وفور فرز الأصوات في الدورة الاولى تفقد نصابها ولا تنعقد في الدورة الثانية، لأنّ اياً من المرشحين لا ينتظر ان ينال تأييد أكثرية الثلثين من الدورة الاولى وهي 86 صوتاً، وفي هذه الحال تُرفع الجلسة ويتفرّق بعدها الكتل والنواب ويغادرون المجلس بانتظار موعد جلسة جديدة.


ورجح قطب نيابي أن يراوح عدد الاصوات التي يمكن ان يحصل عليها كل من فرنجية وازعور في الدورة الاولى، إذا انعقدت، بين الـ50 وما فوق الـ60 بقليل من الاصوات، علماً انّ فرنجية ما زال متقدّماً على ازعور على رغم ما يسوّقه «التيار الوطني الحر» والمعارضة من بوانتاجات لمصلحة ازعور.
وإلى ذلك، قالت اوساط مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ «مفاجأة انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة اليوم «غير واردة»، وبالتالي فإنّ الاستنفار النيابي والسياسي المواكب لها يهدف فقط إلى تحقيق أهداف تكتيكية في مباراة محكومة بالتعادل السياسي السلبي بين فريقيها، وبالتالي سيتمّ تمديد وقتها اشواطاً إضافية لأسابيع وربما أشهر مقبلة».
واعتبرت هذه الاوساط، انّ المحك الأساسي الذي سيواجه الكتل يتصل بمرحلة ما بعد جلسة اليوم، وبالخيارات المستقبلية، خصوصاً بالنسبة إلى داعمي ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور «الذين سيرتطمون بواقع التوازنات النيابية، وسيواجهون حقيقة يعرفونها ولكنهم يتجاهلونها، وهي أن لا مجال لانتخاب الرئيس الّا بالتفاهم والتوافق، بفعل عجز كل من المعسكرين الكبيرين المؤيّدين لفرنجية وازعور عن تأمين فوز مرشحه على قاعدة الاكتفاء الذاتي».
وشدّدت الاوساط نفسها على «أنّ جلسة المواجهة بين فرنجية وازعور ستؤكّد المؤكّد، وستثبت مرة أخرى انّ ولادة الرئيس لا يمكن أن تتحقق بتقاطعات فئوية وإنما بتقاطعات وطنية عابرة للاصطفافات الراهنة».

 

قمة فرنسية - سعودية
وفي هذه الاجواء، تتجّه الأنظار الى العاصمة الفرنسية، حيث ستُعقد القمة السعودية ـ الفرنسية التي ستجمع الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي سيزور فرنسا بعد غد الجمعة. وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية التي أكّدت الموعد، انّ من بين الملفات المطروحة ما يعني لبنان.
وقالت مصادر ديبلوماسية اوروبية في بيروت لـ«الجمهورية»، انّ ولي العهد السعودي قَبِل الدعوة التي نقلتها اليه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي أمضت في الرياض اياماً عدة للمشاركة في اعمال المؤتمر الدولي للقضاء على «داعش» الأسبوع الماضي. كما تقرّر موعدها النهائي في اللقاءات التي جمعت كبار المسؤولين السعوديين، يتقدّمهم نزار العلولا والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري والسفيرة الفرنسية آن غريو، مع المسؤولين الكبار في الاليزيه وأعضاء خلية الأزمة المكلّفين بالملف اللبناني.


موقفٌ فرنسيّ
وعشية الجلسة الانتخابية، دعت فرنسا لبنان إلى اغتنام فرصة الجلسة الانتخابية الرئاسية المقرّرة اليوم، للخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ الخريف.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر في مؤتمر صحافي، إنّ فرنسا تدعو «إلى أخذ هذه الجلسة على محمل الجدّ واغتنام الفرصة التي توفّرها للخروج من الأزمة». وشدّدت على أنّ بلادها «تواصل الدعوة للخروج من الأزمة منذ ثمانية أشهر».


وأعلنت لوجندر أنّ وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ستلتقي بعد غد الجمعة سلفها جان-إيف لودريان، الذي عيّنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل بضعة أيام «مبعوثاً خاصاً إلى لبنان». وأشارت إلى أنّ الوزيرة ستطلع لودريان على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيين.
وأضافت لوجندر، أنّ الوزيرة ستستقبل لودريان للبحث في «مهمّته المحدّدة»، مشدّدة على أنّ الأمر ينطوي على «متابعة جهودنا من أجل خروج عاجل من الأزمة اللبنانية. وهذا الأمر يعكس الأولوية التي تعطيها الديبلوماسية الفرنسية لهذه المسألة». وشدّدت أيضاً على أنّ لودريان سيضطلع بالمهمّة الموكلة إليه «بتنسيق وثيق وبالتشاور» مع وزارة الخارجية.
من جهة أخرى، أشارت لوجندر إلى أنّ أي موعد لزيارة لودريان المرتقبة إلى لبنان لم «يبلّغ» بعد.
ولدى سؤالها عن إمكان عقد مؤتمر من أجل لبنان في باريس، قالت لوجندر إنّه «يتعيّن علينا في بادئ الأمر أن نجري تقييماً للجلسة البرلمانية التي ستعقد غداً (اليوم)».

 


اتصالات أميركية ببري
وعشية الجلسة اليوم، كشفت قناة «العربية» أنّ وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اتصلت ببرّي، بهدف مناقشة التحضيرات الجارية للجلسة المقرّرة اليوم لانتخاب الرئيس.
وأكّد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الإدلاء بكثير من التفاصيل، لكن ما تسرّب يشير إلى أنّ المسؤولة الرقم 3 في الخارجية الأميركية دعته إلى قيادة العملية الانتخابية، مشدّدة على أنّ «الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بلا عراقيل».


وبحسب «العربية»، تسرّب أيضاً أنّ برّي كان متفائلاً بأنّ العملية الانتخابية ستحصل، ولم يتضح إن كان التزم بمتابعة الجلسات الانتخابية من دون فقدان النصاب، أو إن كان التزم بعقد الجلسات الانتخابية إلى أن تصل إلى نتيجة.
وانتهت «العربية «الى القول: «يظلّ الاتصال مؤشراً على اهتمام الأميركيين على مستوى رفيع أو أقلّه أعلى من السفيرة المنتدبة إلى لبنان أو مساعدة وزير الخارجية برباره ليف».

 

تأكيدات اميركية
وفي وقت لاحق من مساء أمس، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، «إنّ من أولويات الولايات المتحدة مساعدة الشعب اللبناني في زمن الأزمة». وأضاف أنّ بلاده «ملتزمة بسيادة لبنان، لكنها تدفع القيادات اللبنانية إلى تلبية حاجات اللبنانيين الضرورية بعجلة».
وشدّد على «أنّ دعم الولايات المتحدة للشعب اللبناني ليس بديلاً عن عمل الحكومة والبرلمان، إذ عليهما أن يقوما بواجباتهما تجاه مواطنيهما»، وفق قوله.


لجنة التنسيق
وفي خطوة موازية، وجّهت لجنة التّنسيق اللّبنانيّة-الأميركيّة التي تتشكّل من 8 منظمات أميركية في الولايات المتحدة أسّسها لبنانيّون، رسالة إلى كل من مسؤولي وزارة الخارجية الاميركية والكونغرس، دعت خلالها الإدارة الاميركية إلى «المساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان»، تأكيداً لمضمون «الرسالة السابقة التي وجّهتها» إلى رئيس مجلس النوّاب نبيه بري «للتحرّك سريعًا لانتِخاب رئيس موحّد جامع يُطلِق مسار الإصلاحات الاقتصاديّة». وحضّت اللجنة «رئيس المجلس على تحمّل مسؤوليّاته الدّستوريّة كامِلة، وإبقاء جلسات انتِخاب رئيس للجمهوريّة مفتوحة حتّى إنجاز الاستحقاق الانتِخابي، ومنع كلّ محاولات عرقلة أو تعطيل لهذا الاستحقاق». ومعه النواب على «وعي خُطورة استمرار الشّغور الرّئاسي، وبالتّالي تحمّلهم مسؤوليّة المشاركة في كلّ الجلسات والتّصويت للمرشّح الذي يرونه مناسِبًا وليس بورقةٍ بيضاء».

 

موقفان للثنائي
وعشية الجلسة كان لافتاً الموقف الذي ذهب اليه «الثنائي» من خلال مقدّمات نشرات قناتي «أن بي أن» و«المنار»، ففي حين هاجمت الأولى بحدّة كلاً من رئيسي «القوات اللبنانية» سمير جعجع و»التيار الوطني الحر» جبران باسيل، بادرت الثانية إلى الهجوم على نواب «الثورة»، وللمرة الاولى لم توفّر باسيل نفسه، كما لم تنقل وقائع مؤتمره الصحافي كاملة.
وجاء في مقدمة «ان بي ان»: «لعلّ أكثر ما يبعث على السخرية هو نصائح منظّر الجمهورية للنواب الذين لن يصوّتوا لخيار تجمّع الأضداد...وهو الذي أثبتت الوقائع أنّ كل خياراته من السياسة الدولية من الإقليم إلى الداخل كانت خاطئة من ربيع «فليحكم الإخوان» إلى خريف «أوعا خيك»... ومن التآمر على الرئيس سعد الحريري وصولاً إلى التذاكي على جمهوره خلال الإنتخابات النيابية الأخيرة، والوعد بأنّ فوز قواته سيؤدي حتماً إلى تحسن فوري في سعر صرف الليرة... من دون أن ننسى انّ حلق الشارب هو الخيار الوحيد الذي تحقق له، الّا أنّه لم ينفّذ وعده للبنانيين. أما صهر الجمهورية فهو باع كل شيء واستخدم كل شيء بما فيها عمه في سبيل ان يبقى صهراً للعهد الجديد، لاسيما بعدما تيقن أنّه لن «يدعس» بعبدا الّا بهذه الصفة... وهو يريد من كاتب الإبراء المستحيل أن يصوّت لبطل الكتاب».
فيما اوردت «المنار» الآتي: «قبلَ ساعاتٍ قليلةٍ من افتتاحِ الجلسةِ تَكثُرُ حِسبةُ الاصواتِ والارقام، فيما استفاقَ نوابُ الثورة على الفساد - كما كانوا يدّعون، وباتَ جهاد ازعور المخلّصَ للبلادِ مستندينَ الى تجربتِه السابقةِ في وزارةِ الماليةِ على ما يبدو، ومقدمينَ على مذبحِ رئاستِه شعار- كلن يعني كلن. فيما تبرأَ البعضُ من الإبراءِ المستحيل، الذي على أساسِه بُنِيَت سياساتُ الاصلاحِ وخِيضت المنازلات».

 

باسيل وجعجع
وكان باسيل قال في كلمة متلفزة بعد اجتماع تكتل «لبنان القوي» امس، «إنّ التفاهم مع «حزب الله» لم يسقط بالنسبة الينا لكنه ليس بخير، ونحن خارج اي اصطفاف داخلي او خارجي، ولسنا جزءاً من محور، ونرغب ان نكون على علاقة جيدة وتواصل مع الجميع». واضاف: «من الطبيعي أن نصوّت على الاسم المتقاطع عليه وهو الوزير السابق جهاد أزعور»، مشيراً إلى أنّ «السيد حسن نصرالله، قال عند اختيار مرشحه إنّ ذلك لا يضرّ بالتحالف مع التيار، وأنا متأكّد من أنّ السيد نصرالله لا يقبل بجو التخوين، ولن نكون في جلسة غد أو أي جلسة جزءاً من أي صراع له طابع تحريضي، وأعطيت التوجيهات في التيار بعدم الردّ على دعوات التخوين».
وفي استحقاق الرئاسة قال: «لا للممانعة ولا للمواجهة ورفضنا خيار الثنائي «حزب الله» - حركة «أمل» وخيار المعارضة. ولكن بالانتخابات على الشخص أن يختار ويصوّت، وهكذا تصبح اصواته تُحسب لصالح مرشح معين». وشدّد باسيل على أنّ «أزعور كان من بين الاسماء المقبولة من قِبل «التيار الوطني الحر»، ولكن ليس هو المرشح الأفضل بالنسبة لنا».
وبدوره جعجع توجّه إلى بري عبر «تويتر» قائلاً: «دولة الرئيس نبيه بري، الحوار لا يكون بأن يقوم فريق بعينه في اختيار مرشّح على ذوقه ودعوة كلّ الآخرين للحوار لانتخابه». وأضاف: «من جهة ثانية، نحن بصدد انتخابات رئاسية وليس تفاهمات عشائرية».

****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

باسيل يطالب “الثنائي” بوقف التدخل في شؤون “التيار”

منازلة ساحة النجمة اليوم: مرشح الدولة X مرشح الدويلة

 

غداً الخميس يوم آخر، بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم، التي تدور رحاها بين مرشحَين يتلاقيان في السن (57 عاماً)، لكنهما على طرفَي نقيض في كل ما يتصل بخوضهما السباق.


 

الأول، سليمان فرنجية مرشح “الثنائي الشيعي”، يفاخر بإنتمائه الى محور الممانعة، وانه بفضل علاقاته الوثيقة بالرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، قادر على مواجهة تحدّيَي النازحين السوريين وسلاح “الحزب”، ولكن من دون وعود بنتائج حاسمة.

 

الثاني، مرشح تقاطع المعارضة والتغييريين والمستقلين، يتمتع بعلاقات واسعة عربياً ودولياً، ولكونه رجلاً إصلاحياً يمكنه طرح برنامج إنقاذي للبلاد، ويحافظ على علاقات لبنان بالخارج، وينطلق من الدستور في ممارسة مسؤولياته.


 

في خلاصة ما يعد به فرنجية، هو انه ينتمي الى مشروع من رشّحوه، أي الدويلة التي تعتبر نفسها كياناً قائماً بذاته. وفي المقابل، يعلن أزعور انه ينتمي الى الدولة، فقط لا غير، والتي تشمل اللبنانيين كافة.

 

ساحة النجمة تشهد اليوم محطة اساسية من استحقاق رئاسي في زمن انهيار المؤسسات والاقتصاد، وفي نهاية الدورة الأولى من الجلسة الـ12 ستتظهّر توازنات تفضي الى فتح خيارات جديدة لاختيار رئيس، أو إغلاقها على شغور طويل.


 

وقبل ساعات من عودة النواب إلى البرلمان للمشاركة في الجلسة، تشير التقديرات إلى أنّ الفارق بين المرشحَين قد يبلغ عشرة أصوات، حيث من المرجح أن يلامس أزعور عتبة الـ60 صوتاً، فيما يعمل “الثنائي” على تأمين ما يصل الى عتبة الـ51 صوتاً لفرنجية. وفي الوقت نفسه، يفترض أن تلعب الأوراق البيضاء، أو ما يعادلها، دوراً جدياً في تقليص الفارق بين المرشحَين.

 

ووفق المتابعين فقد مارس “الثنائي” ضغوطاً كبيرة على نواب متردّدين أو مستقلين للحؤول دون تصويتهم لصالح أزعور، وقد أقنعوا قسماً منهم بوضع ورقة بيضاء في الصندوقة من باب تقليص الفارق. وقد أكد المتابعون أنّ انعدام التدخل الخارجي، وتحديداً من جانب المملكة السعودية، ترك اللعبة الداخلية تأخذ مجراها، الأمر الذي قد يؤدي استطراداً إلى تسرّب بعض أصوات النواب السنّة لمصلحة فرنجية.


 

وظهر حجم تدخل “الثنائي” جلياً عندما طالب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل “الثنائي” امس علناً بـ”وقف التدخّل في شؤون “التيار” الداخلية وتحريض عدد من المسؤولين والنواب في “التيار” على خيارات مختلفة”، واصفاً هذا الأمر بأنّه “منافٍ للأخلاق”.

 

وعلمت “نداء الوطن” ان سبب تمرير باسيل هذه الدعوة هو تكليف “حزب الله” مسؤولاً رفيعاً يمثل أمينه العام شخصياً للتنسيق والمتابعة مع النواب والقيادات في “التيار” المعترضين على موقف باسيل الرئاسي.


 

وليلاً، عُلم من مصادر “التيار” ان “اجواء تصالحية” سادت العلاقات بين باسيل والنواب: آلان عون، ابراهيم كنعان، سيمون ابي رميا واسعد درغام، ما أدى الى التزامهم الاقتراع لأزعور في جلسة اليوم، “انطلاقاً من حرصهم على وحدة “التيار” وانسجاماً مع الاجماع المسيحي، مع تسجيلهم تحفظات على السياسات المالية التي ساهم فيها أزعور”. أما بالنسبة للياس بو صعب نائب رئيس مجلس النواب وعضو تكتل “التيار” فهو في مكان مختلف عن النواب الاربعة، في حين ان نواب الارمن سيصوتون لفرنجية، وكذلك النائب محمد يحيى وجميعهم اعضاء في تكتل “التيار”.

 

وكان لافتاً امس إعلان النائبتين بولا يعقوبيان ونجاة صليبا تأييد أزعور، وتبعهما في ذلك لاحقاً ابراهيم منيمنة، ما يرفع عدد النواب “التغييريين” المعلنين التصويت لأزعور الى ستة.

 

 

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان: اختبار بالأصوات بين أزعور وفرنجية

هل يحمل لودريان «نيو – مبادرة» فرنسية لوقف التعطيل؟

 

بيروت: محمد شقير

 

يشارك النواب في الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، ولديهم اقتناع بأنها ستكون كسابقاتها من الجلسات التي انتهت إلى تعطيل انتخابه، سواء التأم البرلمان في جلسة يتيمة أو في جلستين، لأن المنازلة التي تغلب عليها حماوة غير مسبوقة ستبقى محصورة بمن يتقدّم على الآخر في حصوله على أكثرية نيابية غير مقررة؛ مرشح محور الممانعة زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، أو منافسه الوزير السابق جهاد أزعور، الذي تقاطعت المعارضة على ترشيحه مع «التيار الوطني الحر»، الذي يسعى رئيسه النائب جبران باسيل لإقناع النواب المتردّدين في تكتل «لبنان القوي» بعدم خروجهم عن تأييدهم لأزعور.

 

لكن التنافس بين أزعور وفرنجية على كسب أصوات النواب يصطدم برغبة فريق من النواب في التموضع انتخابياً خارج الاصطفاف السياسي، في محاولة لتشكيل قوة ثالثة يمكن أن تقترع بورقة بيضاء أو مرمّزة، لاعتقاده أن وقوفه على الحياد سيقطع الطريق على المرشّحَيْن في حصول أي منهما على تأييد الغالبية النيابية المطلقة، أي 65 صوتاً على الأقل في دورة الانتخاب الأولى، كون الثانية متروكة للقضاء والقدر، مع ترجيح تعطيل انعقادها.

 

فالقوة الثالثة، التي تضم خليطاً من النواب المنتمين إلى كتل نيابية وتغييرية ومستقلين، ارتأت من موقع الاختلاف أن تخوض المعركة الرئاسية من خارج الاصطفاف السياسي، ما يعني أن تحالفها يبقى تحت سقف الائتلاف المؤقت، الذي سرعان ما يتبدّل فور الانتقال، في وقت لاحق، للبحث في مرشح توافقي، مع وصول الموفد الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان، وزير الخارجية السابق، جان إيف لودريان، في محاولة لإنقاذ المبادرة الفرنسية، إنما هذه المرة بتوجّه جديد يقوم على طرح مبادرة جديدة، آخذاً بعين الاعتبار الأسباب الكامنة وراء رفضها من أكثرية القوى المسيحية.

 

لذلك، فإن المنازلة النيابية التي تدور بين أزعور وفرنجية، وللمرة الأولى في الجلسة، لن تحمل مفاجأة، باستثناء أنها محصورة بمن يتقدم على الآخر، وإن كانت المعارضة ونواب من التغييرين بتقاطعهم مع «التيار الوطني الحر» يؤكدون أن أزعور سيتقدم على فرنجية بحصوله على تأييد نيابي، ربما يتجاوز 57 نائباً، وأن عدد مؤيديه يمكن أن يرتفع بانضمام المترددين من «التيار الوطني» إليهم، فيما أعلن محور الممانعة التعبئة العامة لمنعه من أن يسجل تقدّماً على فرنجية.

 

لكن يبدو أن محور الممانعة يخوض معركته مستخدماً ما لديه من أسلحة ثقيلة بالمفهوم السياسي للكلمة، للتأثير على النواب المستقلين من مؤيدي أزعور، كما تقول مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، تحسُّباً لتوسيع مروحة تأييده من نواب آخرين، وإن كنا نعلم جيداً أن أكثر من نائب في القوة الثالثة كان يميل إلى تأييد فرنجية، الذي يتواصل معهم بواسطة الوزير السابق يوسف فنيانوس، الذي يتولى في الوقت نفسه التنسيق مع الثنائي الشيعي.

 

فمحور الممانعة، بصرف النظر عن انسداد الأفق أمام انتخاب الرئيس، لا يزال يتمسك بترشيح فرنجية، متهماً، كما يقول مصدر قيادي فيه لـ«الشرق الأوسط»، المعارضة بأنها أجمعت على تأييد أزعور لقطع الطريق على انتخاب مرشحه، وأن تقاطعها مع «التيار الوطني» ما هو إلا تفاهم مرحلي لن يستمر طويلاً في حال دخولها في حوار لاختيار المرشح البديل له، وهذا ما يركز عليه باسيل في إطلالاته الإعلامية، في محاولة لاستيعاب الحملة التي تستهدفه من جانب الثنائي الشيعي، ظناً منه أن البحث في مرحلة ما بعد تعذّر إيصال أزعور إلى الرئاسة الأولى سيؤدي إلى معاودة فتح قنوات الاتصال.

 

وفي المقابل، تلفت مصادر في المعارضة إلى أن تمسكها بترشيح أزعور يبقى قائماً حتى إشعار آخر، طالما أن محور الممانعة لم يقتنع بأن الطريق أمام انتخاب فرنجية ليست سالكة اليوم ولا غداً، وتؤكد أن من يراهن على استبعاده سيكتشف أن رهانه ليس في محله ما لم يقرر الثنائي الشيعي تخليه عن فرنجية، لأن القوى الداعمة له لن تتخلى مجاناً عنه، وتشترط سحب اسمه من التداول كمرشح يشكل تحدّياً للفريق المناوئ له.

 

لذلك، فإن تعداد الأصوات في الجلسة، كما تقول مصادر نيابية، لن يسمح لفرنجية، مهما كانت الضغوط، بأن يتقدم على أزعور الذي لديه القدرة العددية لإبعاده من السباق على رئاسة الجمهورية، من دون أن يعني أن منافسه يبقى في عداد لائحة المرشحين في جلسة الانتخاب المقبلة التي ستشهد إعادة خلط الأوراق وتبدّل الحسابات الرئاسية.

 

وعليه، فإن الاستحقاق الرئاسي مع وصول لودريان إلى بيروت سيدخل في مرحلة سياسية جديدة لن يكون في مقدور باريس أن تعيد عقارب ساعتها إلى الوراء إذا ما توخت من لقاءاته بالقيادات السياسية تعويم مبادرتها الرئاسية، على قاعدة أن فرنجية يبقى المرشح الأقرب والأسهل لإنهاء الشغور الرئاسي.

 

وفي هذا السياق، يقول مصدر دبلوماسي غربي إن تكليف باريس بالملف الرئاسي بتفويض أميركي وبعدم ممانعة من الدول الأخرى الأعضاء في اللجنة الخماسية، لم يعد قائماً على بياض، لأنها اصطدمت برفض تتزعمه غالبية القوى المسيحية، وهذا ما يدعوها لمراجعة حساباتها بحثاً عن المخرج الذي يطوي صفحة استمرار تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية.

 

******************************

افتتاحية صحيفة اللواء

حسابات رقميَّة في البرلمان اليوم.. وحسابات دولية في موازين المصالح والضغوطات

باسيل يرمي «الأزمة داخل تياره» على الثنائي.. ومواجهة «حلف الخصوم» بالثلث النيابي المعطِّل

 

من الأليزيه إلى مبنى الكابيتول في الولايات المتحدة، قبل عين التينة والسراي الكبير وبكركي، مروراً بالضاحية الجنوبية وكليمنصو، وميرنا الشالوحي ومعراب، تتجه الانظار الى الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم. أما المكان فهو مبنى المجلس النيابي في ساحة النجمة وسط بيروت.. والحدث، لا يخفى: ليس انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع ان الدعوة هي لانتخاب الرئيس، بل لمعرفة المسار الانتخابي، قبل الدخول الى القاعة، وداخل القاعة، ثم عند توزيع اوراق الاقتراع الى آخر «العملية الجدية» التي يتابع اللبنانيون، بوصفها واحدة من اخطر المسلسلات التي تنغص عليهم حياتهم، وتثقل انتظاراتهم بما لا يريح.

كل فريق في الداخل، درس خياراته وقرر لمن تكون الاصوات، بانتظار الفرز الاخير لما يتراوح بين 29 و25 نائباً يدرسون خيار الورقة البيضاء، او المرشح الثالث منعاً للتصنيف ضمن نظام «الخندقة» بين مرشح محور الممانعة سليمان فرنجية ومرشح محور المواجهة جهاد ازعور.

وصدرت تعليمات للنواب بتجنيب الاشكالات او ما يسمى «بالاستفزازات» اقله قبل بدء الدورة الاولى، الى حين اعلان نتائج الفرز، وهذا ما كشف بعضاً منه النائب جبران باسيل، بعد اجتماع تكتله اذ دعا الى عدم الرد على ما اسماه التخوين.

اما في الخارج، فلعلّ الكشف عن زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى باريس، واجتماعه بعد غد الجمعة مع الرئيس ايمانويل ماكرون احتل حجر الزاوية في تجدّد الرهانات على تفاهم فرنسي – سعودي يسمح بالدفع باتجاه انتخاب الرئيس، ووضع لبنان على سكة التعافي، قبل ايام قليلة من وصول الموفد الرئاسي جان ايف لودريان (وزير الخارجية السابق) الى بيروت في مهمة مكوكية ليست قصيرة (من الاثنين الى الجمعة).

متابعة فرنسية أميركية

وقبيل وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، اجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع سفيرة فرنسا آن غريو جولة افق تتناول الاوضاع في لبنان والمنطقة، والزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان الى بيروت منتصف الاسبوع المقبل.

وفي باريس، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة آن-كلير لوجندر في مؤتمرٍ صحافيّ، إنّ فرنسا تدعو «إلى أخذ هذه الجلسة على محمل الجدّ واغتنام الفرصة الّتي تُوفّرها للخروج من الأزمة».

وأعلنت لوجندر أنَّ وزيرةَ الخارجيَّة الفرنسيَّة كاترين كولونا، ستلتقي غداً الجمعة لودريان، وستطلعه على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيّين.

أضافت لوجندر: أن الوزيرة ستستقبل لودريان للبحث في مهمته المحددة، والأمر ينطوي على متابعة جهودنا من أجل خروجٍ عاجلٍ من الأزمة اللبنانيَّة، وهذا الأمر يعكسُ الأولويَّةَ الّتي تُعطيها الدّيبلوماسيّة الفرنسيّة لهذه المسألة. ولودريان سيضطلع بالمهمَّة الموكلة إليه بتنسيقٍ وثيقٍ وبالتشاور مع وزارة الخارجية.

وأشارت المتحدثة باسم الخارجيَّة الفرنسيَّة إلى أنَّ أي موعدٍ لزيارة لودريان المرتقبة إلى لبنان لم يحدد بعد.

ولدى سؤالها عن إمكان عقد مؤتمر من أجل لبنان في باريس، قالت لوجندر: إنَّه يتعيَّن علينا في بادئ الأمر أن نُجريَ تقييماً للجلسة البرلمانيَّة التي ستُعقَد غداً (اليوم).

ووصلت الى باريس يوم امس الاول خلية الازمة السعودية من اجل لبنان التي تضم المستشار نزار العلولا والسفير وليد البخاري، لعقد اجتماعات مع المسؤولين عن خلية ازمة لبنان في الاليزيه للبحث في الملف الرئاسي. وذلك قبيل زيارة يقوم بها ولي العهد الامير محمد بن سلمان الى فرنسا الجمعة، حيث سيستقبله الرئيس ايمانويل ماكرون.

وافيد أن وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اتصلت بالرئيس نبيه برّي، وقد أكد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الإدلاء بكثير من التفاصيل لكن ما تسرّب يشير إلى أن المسؤولة رقم 3 في الخارجية الأميركية دعته إلى قيادة العملية الانتخابية مشددة على أن الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بدون عراقيل. وكان بري في الاتصال متفائلاً بأن العملية الانتخابية ستحصل، ولم يتضح إن كان التزم بمتابعة الجلسات الانتخابية من دون فقدان النصاب، أو إن كان التزم بعقد الجلسات الانتخابية إلى أن تصل إلى نتيجة.(قناة الحدث).

ولعل المتابعة الدولية والعربية لم تقتصر على باريس والرياض، بل كان الملفت للانتباه توجيه أعضاء في مجلس النواب الأميركي داريل عيسى، ودارين لحود، وديبي دينغل، بصفتهم الرؤساء المشاركين للجنة الصداقة الأميركية اللبنانية في الكونغرس الأميركي، رسالة عاجلة إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن طالبوه فيها بالتحرك العاجل لجهة تأكيد الإدارة الأمريكية بشكل قاطع على أهمية اختيار رئيس يعبر عن تطلعات الشعب اللبناني والمضي قدماً بما يلزم من الإصلاحات الاقتصادية قبل فوات الأوان.

واعتبر النواب أنه إذا كان القادة البرلمانيون والنخب السياسية الأخرى غير قادرة على تطبيق دستور لبنان، وعدم تطيير النصاب القانوني، والسماح بجولات الاقتراع المتعددة اللازمة لاختيار رئيس، فإنه يجب على الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها في المنطقة النظر في اتخاذ تدابير أكثر جدية. (راجع ص 2)

واذا كانت حسابات الخارج، تتصل بالمصالح الكبرى للدول، والضغوطات الممكنة لوصول هذا المرشح او استبعاد ذاك المرشح، فإن الحسابات الداخلية تركزت على الارقام في مواجهة الاخصام.

ففي حين تتحدث المعطيات الرقمية عن ان المرشح ازعور ينطلق من قاعدة رقمية لا تقل عن 57 نائباً، ينطلق فرنجية من قاعدة رقمية لا تقل عن 45 نائباً، اي بفارق 13 صوتاً، ما لم تأتِ المتغيرات، خاصة لجهة تصويت النواب الرماديين لهذه الجهة او تلك او الاكتفاء بالورقة البيضاء بين 25 و20 نائباً.

وقالت مصادر سياسية ان جميع الاطراف تعلم بانه لن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة الانتخاب المحددة اليوم، وشددت على ان عنوان الجلسة هو اعطاء إشارة قوية للثنائي الشيعي، بانه لن يستطيع فرض رئيس للجمهورية، بمعزل عن مشاركة باقي الاطراف السياسيين ولاسيما منها المسيحية، مهما استعمل من وسائل التعطيل والتهديد والترغيب التي يلجأ اليها عادة لتحقيق اهدافه.

واشارت الى ان جلسة اليوم، تحدد حجم الاصوات النيابية، التي يستطيع، كل طرف توفيرها لمرشحه، ومن خلالها يمكن تحديد موازين القوى السياسية، بعيدا عما يروج وينشر في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من «بوانتاجات» لكل من مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية ومرشح المعارضة والتيار العوني جهاد ازعور، بعضها مضخم والبعض الآخر قريب من الواقع. الا انه لايمكن تجاهل الفارق بالاصوات النيابية المؤيدة لازعور من خلال مسح اولي للكتل والنواب المؤيدين له، والأصوات النيابية التي قد يحووزها فرنجية بدعم من الثنائي الشيعي وحلفائهما، وهي تظهر ان ازعور يتقدم على فرنجية، اقلها بعشرة أصوات نيابية، بينما تحتد المعركة بين الطرفين لتقليص عدد النواب المؤيدين لازعور الى أدنى من ذلك، في محاولة لتحسين موقع الثنائي الشيعي بالمنازلة قدر الامكان، وتقليص حجم القوى المعارضة والمتوافقة معها كالتيار الوطني الحر.

وتلفت المصادر الى ان كل المؤشرات والوقائع، تدل على ان ازعور، سيتقدم بفارق معقول عن فرنجية، وهو مايدفع الثنائي الشيعي إلى تهريب نصاب الجلسة الثانية، لتفادي تحقيق فوز الاول، مايعني ترحيل الانتخابات الرئاسية الى تاريخ لايمكن التكهن به، واطالة امد الفراغ الرئاسي الى وقت غير معلوم، ولكن الاهم هو مفاعيل الجلسة، التي قد تفتح باب التواصل بين مختلف الاطراف، للبحث عن صيغة وسطية، يطرح من خلالها مرشح مقبول من كل الاطراف، لكي يتم انتخابه للرئاسة، وهذا يعني تخلي الثنائي عن فرنجية والمعارضة عن ازعور، بعد استحالة انتخابات منهما للرئاسة.

ورجحت المصادر ان يعاود البحث بالملف الرئاسية، بعد قدوم الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان مطلع الاسبوع المقبل الى بيروت، ومايمكن ان يحمله من افكار لتقريب وجهات نظر الاطراف السياسيين، ولاسيما بعد الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجمعة المقبل الى باريس، وتأثير هذه الزيارة التي يتم التطرق فيها مع الرئيس ماكرون الى الوضع اللبناني، ولاسيما ملف الانتخابات الرئاسية.

وهكذا، بدأت تتكشف تباعاً مواقف الكتل النيابية المستقلة غير الحزبية، بين مؤيد لترشيح سليمان فرنجية وجهاد ازعور ورافض لهما والورقة البيضاء، على ان تتحدد بقية المواقف اليوم قبيل جلسة الانتخاب.وعلى هذا استمرت عملية تعداد الاصوات لكل مرشح في دورة الاقتراع الاولى والدورة الثانية ووسط إمكانية فرط نصاب الجلسة إن لم تكن للاطراف توجهات واوراق تصويت مخفية تظهر خلال الجلسة. فيما بدأ الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان التحضير لزيارة بيروت الاسبوع المقبل لعرض الافكار الفرنسية الجديدة لمقاربة الاستحقاق الرئاسي.

فقد أكد تكتل «التوافق الوطني» بعد اجتماعه امس، انه «يؤكد الموقف الذي اعلنوه في الجلسة السابقة بأنهم سيشاركون في الجلسة بتوجه موحد وهو التصويت لفرنجية». وقال في بيانه:عبّر المجتمعون عن قلقهم من ان تكون الجلسة كسابقاتها لا سيما مع غياب أجواء التلاقي والتوافق بين القوى السياسية والكتل النيابية المختلفة.وبكل الأحوال، فإن تكتل التوافق الوطني يجدّد الدعوة للتفكير جدياً بضرورة التلاقي والحوار بين كل المعنيين في لبنان على انه السبيل الوحيد لانتاج حالة توافق تزرع الأمل و تؤدي الى انتخاب رئيس جديد للبلاد.

وقال عضو التكتل النائب فيصل كرامي: الانقسام في البلد عامودي ولهذا نحن نشدد على الحوار، والرئيس نجيب ميقاتي قال لنا «ان البلد لا يمكن أن يكمل بهذا الانقسام وسنذهب الى فراغ ما بعد فراغ لا حكومة ولا حاكم ولا قائد جيش».

وتابع: سنلتقي كل الكتل لاقناعها بضرورة الحوار والجلسة (اليوم) هي محطة تجتر نفسها، ونحن سنواصل من بعدها العمل الجدي لكسر النمطية والجمود من أجل حوار للتوافق.

ويضم تكتل «التوافق الوطني» النواب: فيصل كرامي، عدنان طرابلسي، حسن مراد، محمد يحيى وطه ناجي.

وكان اعضاء اللقاء قد زاروا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى. ثم الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي لشرح اسباب واهداف اطلاق التكتل.

وبالنسبة لنواب التغيير، أعلنت النائبة بولا يعقوبيان أن الواقعيّة السياسيّة تُحتّم علينا اتخاذ القرار الأفضل، والرّئيس الحلم غير موجود حتى اليوم، لافتة إلى انها قرّرت إعلان تأييدها ونجاة عون صليبا لجهاد أزعور، و»سنُحاسبه في حال وصوله». وكشفت ان نوابا آخرين من المجموعة سيصوتون لازعور وبعضهم سيصوت لكنه يعتبر الاقتراع سرياً ولا يريد ان يعلن قراره مسبقا.

من جهتها، أكدت النائبة نجاة صليبا انها «تتبنّى ترشيح أزعور لأنه يؤمن بمنطق الدولة، وهو قادر على إعادة لبنان الى الحضن العربي وفتح آفاق التعاون مع المجتمع الدولي للسير بالحلول المطروحة».

واوضحت انها جلست والنائب ملحم خلف ساعات طويلة لمناقشة كل الامور التي تهم الناس واهمها موضوع التربية والصحة وانفجار المرفأ واستقلالية القضاء لمحاربة الفساد وتأمين العدالة لضحايا المرفأ، الى جانب قضية النازحين حيث قال انه سيضع استراتيجة كاملة للملف قبل ان يتحول الى تهديد وجودي.كذلك حل المشكلات الاقتصادية واموال المودعين.

بالمقابل اعلن عضو «مجموعة التغيير» ياسين ياسين في حديث اعلامي انه لن ينتخب ازعور ولاسليمان فرنجية وسيتجه الى خيارثالث في جلسة الانتخاب غداً، وقد يكون الورقة البيضاء. وكذلك الحال بالنسبة لعضو المجموعة النائب الياس جرادي.

من جانبه، اعلن النائب عبد الرحمن البزري ان النواب المستقلين الثلاثة عن الجنوب، خارج التموضعات التي شكلت اساءت الى المرشحين انفسهم والى الاستحقاق الرئاسي ونحن لن نصوت غدا لكلا المرشحي ن.


بدوره، قال النائب سجيع عطية ان تكتل الاعتدال الوطني في الدورة الاولى من الجلسة سنكون على الحياد والارجحية ورقة بيضاء. وفي الجلسة الثانية من جلسة انتخاب الرئيس ان حصلت سننتخب.

وتردد ان ستة من نواب التيار الوطني الحر لن يصوتوا لازعور والاحتمال الاكبر ان يضعوا ورقة بيضاء في الدورة الاولى للإقتراع، وكذلك سيفعل بعض نواب التغيير.

وفي المواقف، رفضت كتلة التنمية والتحرير بعد اجتماعها برئاسة رئيسها رئيس المجلس نبيه بري « بشدة محاولات البعض تحويل هذا الإستحقاق الدستوري الى متراس لإستحضار مصطلحات العزل والتخوين، وحذرت من مخاطر محاولات البعض اليائسة لتحويل هذا الإستحقاق الدستوري والديموقراطي والبرلماني الى محطة للتخندق خلف محاور الإنقسام المذهبي والطائفي البغيضين من خلال إحياء مصطلحات العزل لهذا المكون أو التخوين لمكون اخر».

واهابت «بجميع القوى السياسية والكتل البرلمانية والزملاء النواب والإعلام بوجوب التحلي بالمسؤولية الوطنية في مقاربة هذا الإستحقاق وسواه من الاستحقاقات الاخرى».

وقال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في كلمة متلفزة: في استحقاق الرئاسة قلنا لا للممانعة ولا للمواجهة ورفضنا خيار الثنائي (حزب الله وحركة أمل) وخيار المعارضة. ولكن بالانتخابات على الشخص أنّ يختار ويصوّت وهكذا تحسب اصواته لصالح مرشّح معيّن.

اضاف: أنّه مع قوى المواجهة قرّرنا أنّ نكون على علاقة جيّدة، من دون تحالف، لأنّنا نتّفق معهم على كثير من الأمور السيادية والاصلاحية، ولكن نختلف معهم حول المقاومة، ولا نريد ابدًا أنّ نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله.

واوضح باسيل: أزعور ليس مرشحنا الأفضل ومرشحنا الأفضل هو «نحنا». وأتفهم الانتقادات حول أن ازعور كان وزيراً في حكومة لم نوافق على سياساتها لكن هذا هو التنازل و»هيدا اللي كان متوفر» وهو مستقل ولم يعمل في السياسة ومن المعروف أنه يعارض سياسات رياض سلامة المالية.

واعلن «أنّ من لا يلتزم بقرار التيار سيكون قد خرج عن وحدته وقوته وهيبته، وسبّب من حيث يدري او لا يدري بإضعافه وإضعاف موقفه وبإنجاح لعبة الآخرين ضدّه، وهذا سيرتّب محاسبة بحسب نظامنا الداخلي، وأنا لا أصدّق بأن هناك من لا يلتزم بخيار التيار، وعدم الالتزام يرتب بعض الاجراءات.

وتابع: أدعو الثنائي الشيعي إلى وقف التخوين والضغط على نواب وقياديي التيار لأن هذا الأمر منافٍ لكل الأعراف الأخلاقية.

وغرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر حسابه على «تويتر» كاتبا «دولة الرئيس نبيه بري، الحوار لا يكون بأن يقوم فريق بعينه في اختيار مرشّح على ذوقه ودعوة كلّ الآخرين للحوار لانتخابه. من جهة ثانية، نحن بصدد إنتخابات رئاسية وليس تفاهمات عشائرية».

وأكد تكتل «الجمهورية القوية» بعد اجتماعه برئاسة جعجع عبر تطبيق «زوم»على «ضرورة أن تكون جلسة 14 الجاري، الجلسة النهائية التي تُفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، محملا كل مَن يُفقِد النصاب مسؤولية استمرار الشغور وانعكاساته على البلد على الصعيدين المالي والسياسي. وجدد التكتل التأكيد على قراره السابق «التصويت للمرشّح أزعور في جلسة 14 الجاري، داعيا نواب المعارضة جميعهم، خصوصاً الذين لم يتّخذوا موقفًا حتى الساعة، إلى التصرُّف بحكمة ومسؤوليّة لإنجاز الاستحقاق في هذه الجلسة بالذات، بدلاً من الاستمرار في الفراغ الرئاسي إلى ما شاء الله».

رؤية أفرام لإحياء لبنان

وفي تطور متصل بالاستحقاق الرئاسي عرض النائب نعمة افرام رؤيته «الاقتصادية لإحياء لبنان» في فندق فينيسيا، بحضور نيابي واقتصادي واعلامي، معتبراً ان الاقتصاد الحر ليس سبب الانهيار المالي، بل الاقتصاد الريعي وغير المنتج وغير المتوازن.

وقال:«إن الواقع الذي وصلناه اليوم مبكٍ، فمن كان يقول إن أبناء لبنان في القرن الـ 21 وأحفاد النهضة العربية والجيل التنويري الذي واكب القفزة التكنولوجية في العالم، يعيشون اليوم في هذا المستوى المتدني المأساوي من الحياة؟»

ورأى أن «الطريق نحو النهوض يجب أن تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية مع مشروع متكامل يعدينا إلى المكان الذي نستحق أن نكون فيه».

يشار الى ان فتاة من عالم الذكاء الاصطناعي شاركت في تقديم الحفل. (راجع ص 3)

السنيور يسارع الى الردّ

وفي المعمعة هذه، سارع الرئيس فؤاد السنيورة الى الردّ على ما وصفه نشر «معلومات الكترونية» عن بعض وقائع الاجتماع الذي حصل الاحد الماضي في بكركي مع البطريرك الراعي، خلال زيارة السنيورة مع وفد مؤلف من الوزراء السابقين وبعض الشخصيات.

وجاء في الرد: لقد ذكرت تلك المواقع الإلكترونية أنَّ البطريرك بشارة بطرس الراعي، وخلال التداول جرى التطرُّق لما حصل مع المطران عبد الساتر في لقائه مع السيد حسن نصر الله موفداً من البطريرك الراعي. وحيث كان السؤال الذي طرحه المطران عبد الساتر على أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عما يقصد «بالرئيس الذي لا يطعن المقاومة في الظهر؟».

فردّ السيد نصر الله: «أي أن لا يعمل كما فعل الرئيس فؤاد السنيورة في العام 2006، وهو الذي كان يُعد مشروعاً لتهجير الشيعة اللبنانيين من لبنان الى جنوب العراق».

اضاف:يهم المكتب الإعلامي للرئيس السنيورة أن يوضح انَّ: «هذا الكلام الذي نُقِلَ عن لسان السيد حسن نصر الله هو وهمٌ مختلقٌ بكامله، وهو محض فبركة لأساطير لا أساس لها من الصحة على الاطلاق إلاَّ في ذهن قائلها».

مجلس الوزراء

على الصعيد الحكومي، ترأس الرئيس ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء عند الثالثة من بعد ظهر أمس في السراي وذلك لاعداد ورقة لبنان الى مؤتمر بروكسل للنزوح السوري، وتم اقرار العقد بالتراضي في تعيين المحاميين ايمانويل داوود وباسكال بوفيه في القضية المقدمة من الدولة الفرنسية ضد حاكم مصرف لبنان في قضية السيدة الاوكرانية انا كاساكوفا.

وعلمت «اللواء» ان الوزير عصام شرف الدين سيغادر الى دمشق نهاية الاسبوع للتحضير لزيارة الوفد الوزاري بعد عودة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب من مؤتمر بروكسيل. وهوكوزير مهجرين تقدم بمطالعة لورقة التفاهم مع الجانب السوري التي تم انجازها في شهر آب من سنة ٢٠٢٢، كما تمت مناقشة الورقة خلال الجلسة وإجراء بعد التعديلات عليها بناء لإقتراحات الوزراء واضافة ٣ بنود جديدة سيناقشها شرف الدين مع الجانب السوري.

وافادت المعلومات عن حصول إشكال في الجلسة بين وزيري الاقتصاد أمين سلام والسياحة وليد نصار، على خلفية مطالبة سلام بصلاحية وزارته بشأن مشاركة لبنان في معرض «اكسبو قطر» فيما تم تفويض نصار بها، وتوجّه نصار لسلام بالقول: «بدك تعمل رئيس حكومة عمول بس مش عليّ».

وردّ سلام على نصار بالقول: بعمل رئيس حكومة عليك وعلى يلّي أكبر منك».

وتحدث ميقاتي في بداية الجلسة فقال: تنعقد جلستنا في اجواء سياسية محمومة وضاغطة عشية انعقاد مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، وكلنا أمل جميعا بأن تتم العملية الديموقراطية بطريقة صحيحة وينتخب رئيس للجمهورية.

اضاف: المعطيات الظاهرة توحي بعكس ذلك، وتؤشر الى استمرار التباينات بين اعضاء المجلس والكتل النيابية، وبالتالي استمرار المراوحة السلبية التي تمنع اكتمال عقد المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية.أمام هذا التحدي الكبير علينا أن نمضي في العمل لمعالجة الملفات الاساسية وتسيير عجلة الدولة،ضمن الامكانات المتاحة، ونسعى بشكل اساسي الى مساعدة العاملين في القطاع العام على تمرير هذه المرحلة الصعبة،وأعلم ما يبذله كل واحد منكم في وزارته. في المقابل، فاننا نتمنى على موظفي القطاع العام عدم مواجهة الايجابية بسلبية، خاصة وأننا في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء اتخذنا مبادرة بدفع سبعة رواتب كسلفة على الرواتب. وسيتم دفع الرواتب الاربعة المتبقية قبل الخامس عشر من الشهر الجاري، ونحن نسعى ليتمكن القطاع العام من الاستمرار في عمله.

اضاف: في هذا السياق ايضا اؤكد انه في آخر حزيران لن نتمكن من دفع الرواتب اذا لم يصر الى اقرار الاعتمادات الاضافية في مجلس النواب، رغم ان السيولة متوافرة في حسابات الخزينة، وهناك تحصيل جيد لايرادات الدولة، مع الاشارة الى ان شهر أيار كان الاعلى على صعيد الايرادات منذ فترة طويلة.

وقال : موضوع الترقيات العسكرية والتعيينات ليسا متلازمين، فملف الترقيات سنعرضه على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار في جلسة مجلس الوزراء بداية الاسبوع المقبل. ملف الترقيات تم وضعه مجددا على طاولة البحث بعدما زارني قائد الجيش وطلب اقرارها لأنها تعطي معنويات لضباط الجيش. كما زارني وزير الداخلية والمدير العام لقوى الامن الداخلي وطلبا اقرار الملف المتعلق بقوى الامن الداخلي وتابع: بموجب قانون الدفاع الوطني فان اي فراغ في القيادة العسكرية يحول الصلاحيات الى رئيس الاركان، وفي غياب رئيس الاركان لا يمكننا التكهن بما قد يحصل.

وتلا وزير الاعلام زياد المكاري المقررات، فقال: تمت الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع المحاميين الفرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في وزارة العدل في الدعوى المقدمة من الدولة الفرنسية امام قاضية التحقيق الفرنسية في ملف انا كوساكوفا ورفاقها، والمحاميان هما ايمانويل داوود وباسكال بوفيه.

اما في موضوع النازحين السوريين فقرر المجلس تأكيد موقف الحكومة المبدئي والنهائي بوجوب عودة النازحين السوريين الى بلدهم عودة كريمة آمنة تنسجم مع القرارات الدولية، لاسيما مع القرار 2254 مع ما يستدعيه ذلك من تنسيق مباشر مع الجانب السوري من خلال وفد وزاري برئاسة وزير الخارجية والمغتربين وعضوية وزراء المهجرين، الشؤون الاجتماعية، العمل الثقافة، السياحة، الزراعة، الإعلام، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع والمدير العام للأمن العام، على أن يكون لها أيضا مهمة التنسيق مع اللجنة المشتركة لجامعة الدول العربية بشأن سوريا. كما قرر المجلس تكليف وزير الخارجية والمغتربين إبلاغ هذا الموقف الى المشاركين في مؤتمر «بروكسل 7 «وأن يسترشد بالخطوط العريضة الواردة في ورقة العمل التي جرت مناقشتها في الجلسة.

سئل: ما هي الخطوة التالية في موضوع النازحين؟

اجاب: هناك وفد سيزور سوريا، وهناك ورقة ستعرض في بروكسل في 15 حزيران.

وعن تاريخ الزيارة الى سوريا ومن سيلتقي الوفد؟ أجاب: هذا الامر سيحدد لاحقا، وستكون اللقاءات على مستوى الوزراء.

وعن الاسباب التي تجعل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ترفض اعطاء «الداتا» للبنان؟ اجاب:ستعطي المفوضية الداتا الى لبنان.

 

 

********************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

جلسة «الاحجام» تتوضّح اليوم لمرشحي الفريقين… وإنهاء الشغور ينتظر التسوية

 الانظار تترقب «لو دريان» وما سيحمله من وساطة ونتائج مباحثات الدول الخمس

التشكيلات العسكرية الى الاسبوع المقبل… وصرخة لوقف الادوية المزوّرة والمهرّبة – صونيا رزق

 

لن يكون هنالك مفاجآت كبرى في الجلسة الرئاسية رقم 12 التي تعقد اليوم، على الرغم من الضجة التي تطوقها، منذ لحظة اعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة الى انعقادها، لانها ستكون من ناحية النتيجة على غرار سابقاتها، لا رئيس ولا دورة ثانية، بل نهاية معروفة سلفاً، لكنها ستحمل في طياتها كل ما ينتظره الفريقان المتنازعان، اي حجم كل مرشح من خلال الاصوات التي سينالها، لإعطائه فرصة الوصول الى بعبدا، من خلال الكتل النيابية التي يخفي بعض نوابها حقيقة ما سيفعلونه خلال جلسة اليوم، معتبرين انّ الساعات الاخيرة ستتكفل بالمطلوب، فيما قلة ترى مفاجآت خلال الجلسة لن تكون في الحسبان، وفق ما اشارت ليلاً لـ«الديار»، كما انّ الاتصالات والمباحثات من فوق الطاولة وتحتها ستقوم بالواجب، اي وضع سيناريوهات جاهزة للتوقيت المناسب من قبل الطرفين، لذا كل شيء وارد وضمن الترقّب، لانّ لبنان بلد العجائب والغرائب.

 

اذاَ الانظار شاخصة بالمرشحين جهاد أزعور وسليمان فرنجية، إضافة الى ما سيستعين به بعض النواب من عبارات قديمة – جديدة سيضعونها على اوراق التصويت، قد تخلق ما لا تعلمون وفق المثل الشائع، تحت وطأة التحدّي وتصفية الحسابات، مع محاولة كل فريق إسقاط مرشح خصمه بالضربة القاضية، وفق اللعب على وتر «البوانتاج» الحساس، الذي يتغير كل دقيقة تبعاً للوعود النيابية بالمتصلين والموفدين الرئاسيين، مع نسبة عدد من النواب المتردّدين الذين أصرّوا على عدم البوح لمن سيصوّتون، مفضلين الالتزام بالصمت، لكن هذا الصمت لن يطول لانّ كل شيء سيُعرف ويظهر في العلن، وآخر النواب الذين اعلنوا اسم مرشحهم، بولا يعقوبيان ونجاة صليبا خلال مؤتمر صحافي يوم امس، اعلنا خلاله تأييدهما للمرشح أزعور.

جلسة اليوم ستفتح باب التسابق نحو بعبدا

 

الى ذلك، يمكن إطلاق تسمية «جلسة الاحجام» على ما سيجري قبل ظهر اليوم في ساحة النجمة، وهذا ما يهم الفريقين، اي إظهار قوة مرشحيهما ليس اكثر، بعد طول انتظار وجولات عملية للحصول على نسبة اصوات تتخطى المرشح الاخر، من دون ان يكون هنالك وجود للدورة الثانية التي ستغيب بالتأكيد، بالتزامن مع غياب الخطة ب لفريق الممانعة، المستمر في دعم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، فيما على خط الفريق المعارض، ووفق ما اشارت مصادره لـ «الديار» رداً على سؤال حول هوية المرشح الثالث، الذي سيدعمونه بعد تسمية مرشحين هما ميشال معوض وجهاد أزعور، فكان الجواب: «البحث دائماً جار عن حلول للوصول الى نتيجة مرضية توافقية».

 

في غضون ذلك، وسواء انعقدت الجلسة او لا، وانطلاقاً مما ستحمله من بدء مرحلة جديّة انتخابية، فهي ستفتح باب التسابق الفعلي نحو القصر الجمهوري، وستدفع بكل الافرقاء السياسيين والمعنيين بالملف الرئاسي، للبحث عن تسوية جديّة وسط الدعوات الخارجية للانتهاء من هذا الاستحقاق، منعاً لتمديد الفراغ لان القرار اتخذ بوقف هذه الصورة القاتمة، وفق ما اشارت اليه مصادر ديبلوماسية نقلها عدد من النواب.

 

وفي السياق ثمة مخاوف من قبل مراقب سياسي، عايش فترات من الانتخابات الرئاسية في لبنان، قائلاً لـ «الديار»: هذه الجلسة ستنتج تسوية ولو بعد حين، وهذا هو الشيء الايجابي منها، لانّ أياً من المرشحين أزعور وفرنجية لن يصل الى القصر الجمهوري، فالاول سيحصل على ما يقارب الـ 56 صوتاً، بينما الثاني سينال 43 صوتاً، أما باقي النواب فيمكن إطلاق تسمية المتردّدين عليهم، وسوف يتوزع تصويتهم بين الخيار الثالث والاوراق البيضاء والشعارات الوطنية.

 

اما فحوى الجلسة فسوف تفتح باب التسابق الفعلي نحو بعبدا، وستدفع بكل الافرقاء السياسيين والمعنيين بالملف الرئاسي، الى البحث عن تسوية جديّة وسط الدعوات الخارجية للانتهاء من هذا الاستحقاق، منعاً لتمديد الفراغ لان القرار اتخذ بوقف هذه الصورة القاتمة، وفق ما اشارت مصادر ديبلوماسية نقلها عدد من النواب.

بن سلمان في الاليزيه الجمعة

 

وعلى خط العلاقات الفرنسية – السعودية، أعلن الاليزيه أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيزور فرنسا، وسيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد غد الجمعة، مع إمكان طرح الملف اللبناني خلال اللقاء.

 

كما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر، ان وزيرة الخارجية كاترين كولونا ستلتقي بعد غد الجمعة، سلفها جان إيف لودريان للبحث معه في مهمته المحدّدة في لبنان، وللمساعدة في الخروج من ازماته. ولدى سؤالها عن إمكان عقد مؤتمر من أجل لبنان في باريس، قالت لوجندر: «يتعيّن علينا في بدء الأمر أن نجري تقييماَ للجلسة البرلمانية التي ستعقد الاربعاء».

ماذا سيحمل لودريان في جَعبته؟

 

ستعود الوساطات والمبادرات مع الموفد الفرنسي لودريان، الذي يصل الى يبروت قريباً، وفي جعبته نتائج المحادثات التي جرت في الايام القليلة الماضية في العاصمة الفرنسية، بين الدول الخمس التي بحثت الملف اللبناني وشؤونه، خصوصاً فرنسا والمملكة العربية السعودية. وافيد بأنّ خيار الرئيس الفرنسي وقع على لودريان، بسبب صلابته وعدم استعانته سابقاً بالديبلوماسية مع الافرقاء اللبنانيين المعنيين بالاستحقاق الرئاسي، على ان يعود الى الطريقة عينها معهم خلال زيارته المرتقبة، اي الكلام القاسي وتوجيه اللوم والانتقادات.

تسوية مرتقبة في طريقها الى لبنان؟

 

وفي إطار الجلسة الرئاسية ايضاً، لا شك انها ستنتج تناحرات جديدة، وردود فعل واتهامات على المستوى الداخلي بصورة خاصة، لانّ كل فريق سيقرأ نتائج ما جرى بحسب مصالحه وطموحاته الرئاسية، الامر الذي سيطرح تساؤلات حول مستجدات ما بعد يوم 14 حزيران على المستوى الخارجي ايضاً، وإن كان هنالك مبادرات جديدة ستظهر الى العلن بعد ذلك التاريخ، في انتظار ما سيفرز الخارج من تطورات ومستجدات حيال الملف الرئاسي، خصوصاً اذا كان القرار في طريقه الى لبنان اي تسوية مرتقبة تؤدي الى انتخاب الرئيس المنتظر، وعندئذ يجتمع الطرفان وينتخبان الرئيس، ويصبح اسمه تفصيلاً صغيراً ليس أكثر.

ميقاتي: التشكيلات العسكرية على طاولة الحكومة الاسبوع المقبل

 

حكومياً ، اعلن الرئيس نجيب ميقاتي في بداية جلسة مجلس الوزراء، انّ التشكيلات العسكرية ستكون على طاولة الحكومة الأسبوع المقبل. وقال في إطار آخر: «في آخر حزيران الجاري لن نتمكن من دفع الرواتب، اذا لم تقرّ الاعتمادات الاضافية في مجلس النواب، رغم ان السيولة متوافرة في حسابات الخزينة، وهناك تحصيل جيد لايرادات الدولة، مع الاشارة الى ان شهر أيار كان الاعلى على صعيد الايرادات منذ فترة طويلة».

ملف النازحين غداً في مؤتمر بروكسل

 

وعلى خط النازحين السوريين، يعقد غداً مؤتمر في بروكسل يشارك فيه لبنان، الذي يعتبر من الدول التي تحتضن أكبر نسبة من عدد النازحين، مع ما يحمله من تداعيات على اوضاعه المنهارة اقتصادياً ومعيشياً ومالياً، في وقت تبدو فيه دول القرار غير راضية عن عودة النازحين الى بلادهم، وفي هذا الاطار ثمة مخاوف وهواجس ألا يكون لبنان الرسمي حاضراً بقوة غداً، من خلال الوثائق والمستندات والارقام التي سيحملها ممثلوه معهم، مع إطلاق صوته وفرض طلباته امام المجتمع الدولي للمساعدة، لانه لم يعد قادراً على تحمّل أوزار هذه القضية.

تهريب الدواء والتلاعب بنوعيته

 

في الاطار الصحي، تناول نقيب الصيادلة جو سلوم خلال مؤتمر صحافي عقده في النقابة، مسألة الدواء المهرّب والمزوّر، كما بحث المخالفات والتعديات التي تقضي على صحة المريض.

 

وقال: «إن نقابة صیادلة لبنان، وانطلاقا من دورھا التاریخي الضامن لنوعیة وجودة الدواء، وبالانابة عن كل مریض لبناني حرم من الدواء المدعوم بسبب تهريبه، وبالانابة عن كل مواطن تعرّض لشتى انواع الغش او التلاعب بنوعیة الدواء والمزوّر، وانابة عن سلطة تقاعست في الدفاع عن حق مواطنیھا، وعن صنادیقھا ومداخیلھا، إن عبر ھدر الملایین في الدواء المدعوم المھرب الى الخارج دون ملاحقة، أو عبر الادویة المھربة الى لبنان عبر المرافق الشرعیة وغیر الشرعیة، لذا فإن نقابة الصیادلة تقدمت بشكوى أمام النیابة العامة الاستئنافیة في بیروت، متخذة صفة الادعاء الشخصي في وجه كل اشكال تھریب الدواء، وأحیلت الشكوى على الفور الى محكمة جرائم المعلوماتیة للتحقق».

 

واعتبر سلوم أن الامن الصحي في لبنان في خطر، داعياً وزارة الصحة الى ملاحقة كل المخالفات والتعدیات والمضاربات، وناشد وزارة الداخلیة والاجھزة الامنیة منع التھریب، ومداھمة المخالفین في مراكز غیر شرعیة حفاظاً على صحة المواطن.

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

لا رئيس.. في جلسة انتخاب الرئيس  

 

انها المنازلة الكبرى اليوم ، والمعركة على اشدّها بين معسكري رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور، وقد بلغت حدودها القصوى امس. الفريقان على سلاحهما وحرب خفض السكور لكلا المرشحين في اوجها. قادة الممانعة يضغطون لخفض نسبة تأييد ازعور ويلعبون على وتر النواب المتأرجحين بين النعم واللا، لاعتبارات مختلفة ومن بينهم على ما يشير بعض المعلومات نواب اعترضوا على القرار القيادي في تكتل لبنان القوي، قد يناهز عددهم الستة، سيغردون على الارجح بالابيض خارج السرب البرتقالي، في حين حسم تغييريون قرارهم بين مؤيدين لأزعور ومقترعين بالورقة البيضاء.

 

وفي انتظار ما ستحمله جلسة اليوم الساخنة، افادت مصادر ديبلوماسية «المركزية» ان المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سيعقد اجتماعا مع وزيرة الخارجية كاترين كولونا يوم الجمعة لوضع خريطة طريق مهمته اللبنانية وتشكيل خلية عمله قبل ان يطير الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل، لاطلاق المرحلة الرائسية الثانية في ضوء ما ستفرزه جلسة اليوم.

 

يعقوبيان وصليبا

 

تكتمل تباعا الاستعدادات النيابية لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية اليوم. وفي وقت تتظهر مواقف النواب المترددين تدريجيا، أعلنت النائبة بولا يعقوبيان أن «الواقعيّة السياسيّة تُحتّم علينا اتخاذ القرار الأفضل والرّئيس الحلم غير موجود حتى اليوم»، لافتة إلى انها قرّرت إعلان تأييدها ونجاة صليبا لجهاد أزعور، مضيفة «سنُحاسبه في حال وصوله.» من جهتها، أكدت النائبة نجاة صليبا انها تتبنّى ترشيح أزعور «لأنه يؤمن بمنطق الدولة وهو قادر على إعادة لبنان الى الحضن العربي وفتح آفاق التعاون مع المجتمع الدولي.”

 

من جانبه، اعلن النائب عبد الرحمن البزري ان النواب المستقلين الثلاثة عن الجنوب، خارج التموضعات التي شكلت اساءت الى المرشحين انفسهم والى الاستحقاق الرئاسي ونحن لن نصوت غدا لكلا المرشحين.

 

الاعتدال الوطني

 

بدوره، قال النائب سجيع عطية ان تكتل الاعتدال الوطني في الدورة الاولى من جلسة اليوم سنكون على الحياد والارجحية ورقة بيضاء. وفي الجلسة الثانية من جلسة انتخاب الرئيس ان حصلت سننتخب.

 

التوافق الوطني» الذي يضم النواب: فيصل كرامي، عدنان طرابلسي، حسن مراد، محمد يحيى وطه ناجي، جال على السراي ودار الفتوى امس، عند الخامسة موقفه حيث سيتبنى ترشيح فرنجية.

 

الجمهورية القوية: وسط هذه الاجواء، أكد تكتل «الجمهورية القوية» على ضرورة أن تكون جلسة 14 الجاري، الجلسة النهائية التي تُفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، محملا كل مَن يُفقِد النصاب مسؤولية استمرار الشغور وانعكاساته على البلد على الصعيدين المالي والسياسي . وجدد التكتل التأكيد على قراره السابق «التصويت للمرشّح أزعور في جلسة 14 الجاري، داعيا نواب المعارضة جميعهم ، خصوصًا الذين لم يتّخذوا موقفًا حتى الساعة ، إلى التصرُّف بحكمة ومسؤوليّة لإنجاز الاستحقاق في هذه الجلسة بالذات ، بدلاً من الاستمرار في الفراغ الرئاسي إلى ما شاء الله.

 

الجميل

 

من جهته، قال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بيان توجه فيه الى النواب: خياركم غداً (اليوم) سيحدد مسار المرحلة المقبلة، فنحن نرفض لغة العنف مقابل العنف والسلاح مقابل السلاح ولدينا فرصة لوضع حد لكل هذا المسار الانحداري واستعادة التوازن في لبنان سلمياً وديموقراطياً. بمعزل عن الخلفيات والتحاليل والمهاترات، الواقع هو أن هناك مجموعة كبيرة من النواب سيقولون كلمتهم، ليس للتحدي، كما يصور البعض، بل للمطالبة بالشراكة والحرية. على الرغم من ان جهاد أزعور يتمتع بكل المواصفات المطلوبة في هذه المرحلة، المهم هو أن نعي جميعا أن القرار هذه المرة بأيدينا وليس أكبر منا وليس خارجياً.

 

التنمية والتحرير: على الضفة المقابلة، رفضت كتلة التنمية والتحرير بعد اجتماعها برئاسة رئيسها رئيس المجلس نبيه بري « بشدة محاولات البعض تحويل هذا الإستحقاق الدستوري الى متراس لإستحضار مصطلحات العزل والتخوين، وحذرت من مخاطر محاولات البعض اليائسة  لتحويل هذا الإستحقاق الدستوري والديموقراطي والبرلماني الى محطة للتخندق خلف محاور الإنقسام المذهبي والطائفي البغيضين من خلال إحياء مصطلحات العزل لهذا المكون أو التخوين لمكون اخر»، واهابت «بجميع القوى السياسية والكتل البرلمانية والزملاء النواب والإعلام بوجوب التحلي بالمسؤولية الوطنية في مقاربة هذا  الإستحقاق وسواه من الاستحقاقات الاخرى «.

 

جعجع والحوار: في الموازاة، غرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر حسابه على «تويتر» كاتبا «دولة الرئيس نبيه بري، الحوار لا يكون بأن يقوم فريق بعينه في اختيار مرشّح على ذوقه ودعوة كلّ الآخرين للحوار لانتخابه. من جهة ثانية، نحن بصدد إنتخابات رئاسية وليس تفاهمات عشائرية».

 

نولاند: في المواكبة الخارجية للاستحقاق اللبناني ايضا، افيد أن وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اتصلت برئيس مجلس النواب نبيه برّي، وقد أكد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الإدلاء بكثير من التفاصيل لكن ما تسرّب يشير إلى أن المسؤولة رقم 3 في الخارجية الأميركية دعته إلى قيادة العملية الانتخابية مشددة على أن الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بدون عراقيل. وكان بري في الاتصال متفائلاً بأن العملية الانتخابية ستحصل، ولم يتضح إن كان التزم بمتابعة الجلسات الانتخابية من دون فقدان النصاب، أو إن كان التزم بعقد الجلسات الانتخابية إلى أن تصل إلى نتيجة.

 

مجلس وزراء

 

على صعيد آخر، رأس ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء عند الثالثة من بعد ظهر امس في السراي وذلك لاعداد ورقة لبنان الى مؤتمر بروكسل للنزوح السوري، وتم اقرار العقد بالتراضي في تعيين المحاميين ايمانويل داوود وباسكال بوفيه في القضية المقدمة من الدولة الفرنسية ضد حاكم مصرف لبنان في قضية السيدة الاوكرانية انا كاساكوفا.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram