افتتاحية صحيفة البناء:
الخامنئي يفتح الباب لاتفاقات حول النووي بشروط… والمقداد للقاء ابن فرحان بعد بلينكن
فرنجية: القوات انتخبت مرشح الممانعة في 2016… و«التيار» يرشح ابن المنظومة وأباها
ثقافة تخويف المسيحيين تجمعهم لاغتيالنا كل مرة… ثم يتقاتلون ويدفع المسيحيون ولبنان الثمن
تبدو التقاطعات بديلاً للتسويات في المنطقة، كما هي بديل للتحالفات في لبنان، ومثلما تقاطع التيار الوطني الحر مع الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وحزب الكتائب، وتجاوز اتهامه لهم بتشكيل منظومة حاكمة حمّلها مسؤولية إفشال عهد الرئيس ميشال عون، وحصر المسؤولية برئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم صدّرها نحو حزب الله بداعي عدم فك التحالف مع الرئيس بري وانتهت برفض سليمان فرنجية بصفته الوكيل الحصري للمنظومة، أما هم ومعهم عدد من نواب التغيير تجاوزوا خصومتهم مع التيار ورئيسه الذي اعتبروا معركتهم معه سبباً للخصومة ثم العداء مع حزب الله، وبذريعة هذه الخصومة صارت المعركة مع فرنجية أولويّة، لكن التيار والتغييريين تقاطعوا على خصومة فرنجية وتسمية المرشح جهاد أزعور، صاحب فلسفة المنظومة المالية سابقاً وفيلسوف إعادة إنتاجها في كنف صندوق النقد الدولي لاحقاً، وعلى عتبة التقاطعات سفك دم التفاهم والتحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وصارت التقاطعات كلمة سرّ المرحلة.
يبدو أن التقاطعات كمصطلح وافد على لبنان من المشهد الدولي والإقليمي، حيث استبدل السعي للتفاهم النووي إلى البحث عن تقاطعات نووية، واستيعض عن السعي لترميم تحالف واشنطن والرياض إلى استبداله بتقاطعات، توسّعت نحو سورية، وربما إيران.
كما هي التقاطعات المحلية تعبير عن العجز عن إنتاج تحالفات وتسويات كذلك هي التقاطعات الدولية والإقليمية، وقد كان لافتاً في كلام الإمام علي الخامنئي أنه أعطى الضوء الأخضر لما وصفه بأنواع من التفاهمات في الملف النووي، واضعاً شرطاً مبدئياً هو الحفاظ على البنية التحتية للصناعة النووية في إيران، ما يعني عدم العودة إلى تفاهم 2015، والبحث عن تقاطعات على خطوات بعينها، مثل مقايضة وقف التخصيب المرتفع لليورانيوم برفع العقوبات التجارية والمصرفية، الذي قال عنه رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية إن هدفه هو رفع العقوبات، أي أنه إذا رفعت العقوبات لا يبقى له وظيفة، وهو ما يبدو أنه تقاطع تمت التوصل إليه ويجري تنفيذ بنوده بهدوء دون ضجيج وسط قلق في كيان الاحتلال، بينما على ضفة موازية يبدو أن تقاطعاً آخر قيد التنفيذ، عبرت عنه المواقف التي أطلقها كل من وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن والسعودي فيصل بن فرحان في مؤتمرهما الصحافي أول أمس، حيث بدا أن هناك ضوءاً أصفر أميركياً لفتح الطريق الموارب امام الخطة السعودية للانفتاح على سورية، على قاعدة عدم تأييد وعدم تعطيل من الجانب الأميركي، بانتظار الترجمة التي سوف تظهر تباعاً بخطوات سعودية سورية يبدو أنها قيد البحث خلال الزيارة التي بدأها أمس، وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد الى الرياض بدعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان، للمشاركة في اجتماع عربي مع دول الباسفيك يجري على هامشه بحث ثنائي سعودي سوري، واجتماع للجنة العربية المعنية بمتابعة التفاهمات حول سورية.
لبنانياً ورئاسياً، كان الحدث من إهدن، حيث تحدث الوزير السابق والمرشح الرئاسي سليمان فرنجية، في ذكرى المجزرة التي أودت بحياة والده وعائلته، مطلقاً جملة من المواقف أنهاها بالاستعداد لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية ينتج عن توافق وطني جامع بعد حوار بلا شروط مسبقة، متوقفاً أمام المشهد السياسي والرئاسي، حول توصيف التقاطع ضده، مشبهاً ما يجري اليوم بما جرى في مجزرة 13 حزيران 1978، عندما تمّ اغتيال طوني فرنجية تحت شعار الحفاظ على وحدة القرار المسيحي الذي يشهر سيفه اليوم لقطع رأس سليمان فرنجية واغتياله سياسياً، معتبراً أن الجامع المشترك بين تقاطع اليوم والجبهة اللبنانية يومها، بالسعي لإبقاء المسيحيين تحت ابتزاز ثقافة الخوف، ومخاطبة المسلمين بابتزاز ثقافة الغبن، والسعي للهيمنة والتلويح بالتقسيم عندما تتعذّر الهيمنة، واغتيال وإلغاء أي صوت جدي لزعامة مسيحية تستند إلى ثقافة الاطمئنان والشراكة والأخوة وتتمسك بالوحدة الوطنية.
وسأل فرنجية القوات اللبنانية التي تقول إنها تقف ضده لأنه مرشح حلف الممانعة، ألم تنتخبوا العماد ميشال عون مرشح الممانعة عام 2016، لاستبعادي، وكان حزب الله مع العماد عون ولم يؤيد ترشيحي؟ وسأل التيار الوطني الحر ألم تقفوا ضد ترشيحي بذريعة أنني من المنظومة، فكيف تتبنون ترشيح جهاد أزعور الذي يمثل ابن المنظومة وأباها، ووجّه للتغييريين الذين يشتركون بتقاطع ازعور سؤالين، الأول عن موقفهم من كون أزعور وزير مالية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أي روح المنظومة، والثاني عن تحالفهم مع رئيس التيار الوطني الحر الذي اعتبروا أن ثورتهم موجهة ضده أصلاً في 17 تشرين 2019.
وعشية جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، أطلق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سلسلة مواقف سياسية كانت بمثابة برنامج رئاسي وترشيح غير معلن، موجهاً رسائل في أكثر من اتجاه لا سيما للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ولقوى التغيير، معلناً الانفتاح على الجميع بحال وصل الى رئاسة الجمهورية. وأشار إلى أنه «حان الوقت لطمأنة المسيحيين بأن شريكهم في الوطن لا يريد إلغاءهم، وأنا لا أخجل أنني أنتمي إلى مشروع سياسي، ولكن حلفائي وأصدقائي يعرفون أنني سأكون منفتحاً على الجميع في حال كنت رئيساً».
وأوضح فرنجية في كلمة له في ذكرى مجزرة إهدن أنه “لا شيء يجمع هذا الفريق الا السلبية، وفي عام 2016 رئيس حزب القوات سمير جعجع تحالف مع مرشح حزب الله الرئيس السابق ميشال عون ضدي، ومشكلتهم في أي مرشح مسيحي يأخذ البلد للانفتاح وليس “الكونتون”. وذكر بأنه “لم يتم سؤال أي مرشح آخر غيري عن مشروعه سواء في الاستراتيجية الدفاعية أو النازحين أو الاقتصاد أو غيرها من القضايا”.
ولفت فرنجية الى أن “التيار الوطني الحر” طرح اسم زياد بارود وهو شخص “مرتّب ونعنوع” ومن ثمّ عاد وطرح اسم جهاد أزعور الذي ينتمي إلى المنظومة التي يقول “التيار” إنه لا يريد رئيساً منها. “التيار الحر” يريد مرشحاً من خارج المنظومة ومرشحهم ابن المنظومة ووزير مالية الإبراء المستحيل، وتقاطعوا مع من سمّوهم داعش و”إسرائيل””.
وتوجّه فرنجية لقسم من التغييريين بالقول: “ما تبريركم للشباب كونكم تتقاطعون اليوم مع من عملتم عليهم وعلى فسادهم ثورة”.
وأضاف: “انطلقنا من قناعتنا بالحوار ومستمرّون بهذه القناعة، ولم أفرض نفسي على أحد ولا مشكلة لدينا من الإتفاق على مرشح وطني وجامع”. وأكد أن “علاقتنا بسيدّنا البطريرك مار بشارة الراعي علاقة ودية وممتازة”، وأوضح أن “المبادرة الفرنسية مبادرة براغماتية، وفرنسا مع لبنان، وهي تفتش عن حل واقعي. وهي تعرف لبنان، وهناك من يريد رئيساً يطمئنه”. وقال: “الأربعاء سيذهب الجميع للانتخاب، ولكنني أرى أن من الصعب إنتاج الرئيس أو الوصول إلى رئيس”.
وتابع فرنجية: “أنا ملتزم بالإصلاحات وباتفاق الطائف وبمبدأ اللامركزية الإدارية، وفي قاموسي لا تعطيل في الحياة السياسية والرئيس القوي لا يقول “ما خلونا”. وأكد بأنه “إذا وصلت للرئاسة سأكون رئيساً لكل لبنان ولكل اللبنانيين، ونطلب من الفريق الآخر أن يكون إلى جانبنا للنهوض”.
واعتبر نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية أنّ مجزرة إهدن التي ذهب ضحيتها رئيس المردة طوني فرنجية وزوجته فيرا وابنته الطفلة جيهان والعشرات من أبناء زغرتا، لا تزال حاضرة في الذاكرة الجمعية نظراً لبشاعتها ولأنها ارتبطت عضوياً بمشروع هدّام يرمي إلى تقسيم لبنان وتفتيته. والمؤسف أنّ مرتكبيها، يستكملون مشروعهم بمحاولة اغتيال الوزير والنائب السابق سليمان طوني فرنجية سياسياً، وهو الذي نجا من مجزرتهم الوحشية، بما يمثل من نهج رافض للتقسيم ومؤمن بوحدة لبنان.
كلام نائب رئيس “القومي” جاء في تصريح خلال مشاركته على رأس وفد من قيادة الحزب ومسؤوليه في إحياء ذكرى مجزرة إهدن في زغرتا.
ولفت الحسنية إلى أنّ المواقف التي أطلقها اليوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في ذكرى مجزرة إهدن، تؤكد بأننا أمام رجل دولة بامتياز، يضع مصلحة بلده وحدة واستقراراً وثوابت فوق كلّ اعتبار. وهذه هي المواصفات التي يجب أن يحظى بها رئيس جمهورية لبنان.
وختم: نقول لمرتكبي مجزرة إهدن، كفى إجراماً، وكفى سيراً في مشروع الفدرلة وتقسيم لبنان… إنّ رهاناتكم خاسرة، فشلتم في السابق وستفشلون اليوم وغداً… وسيبقى لبنان واحداً موحداً.
وفي الذكرى نفسها أشار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى أنه “حين تخرج الممارسة السياسية عن سلّم الأخلاق والقيم، تقع الجريمة. الدين يفتح الباب أمام التوبة والغفران لكنه لا يُلغي الخطيئة. مجزرة 13 حزيران تبقى جرحاً عميقاً بذاكرتنا، وذكرى شاهدة على العنف السياسي وأمثولة لتحريم تكرار الجريمة، في مجتمعنا ووطننا، ومهما بلغت درجة الخلاف بيننا، “يلّي سامحوا كبار، وإذا في ناس بعد ما تعلّموا بيبقوا خطر علينا”… وأكد بأن “المهمّ أن نكون جميعنا على مستوى التضحيات والشهادات”.
الى ذلك 48 ساعة تفصلنا عن جلسة انتخاب الرئيس، حيث تكثفت الاتصالات والاجتماعات التي ستبقى مفتوحة بين الكتل النيابية كافة حتى موعد الجلسة، في ظل مفاجآت ستشهدها الجلسة، وفق معلومات “البناء” والتي لفتت الى أن فريق المعارضة والتيار الوطني الحر ورغم كل الدعم والتلاقي الخارجي لم ينجحوا حتى مساء أمس من ضمان 65 صوتاً لأزعور.
وترأس باسيل أمس، اجتماعاً للمجلس الوطني في التيار، وانتهى الى إجماع بتبني القرار المتّخذ على صعيد الهيئة السياسية والمجلس السياسي بالتصويت لأزعور لرئاسة الجمهورية. وأكد المجتمعون، على “ضرورة التزام جميع النواب بالتصويت لأزعور، من دون أي خيار آخر او أي عذر”، مسجلين “امتعاضاً من أن يظهر أي نائب خروجاً عن قرار القيادة وإرادة القاعدة التيارية”، مؤكدين “الالتفاف حول رئيس التيار لترسيخ هذا الموقف”.
إلا أن مصادر إعلامية كشفت بأن مساعي باسيل لحرف الصف الخماسيّ داخل تكتله لم تنجح والنواب الخمسة على مواقفهم من عدم التصويت لأزعور.
وعلمت “البناء” أن تكتل الاعتدال الوطني سيعقد اجتماعاً اليوم بكامل أعضائه من ضمنهم النائب نبيل بدر، بحضور النواب نعمت أفرام وجميل عبود وعماد الحوت الذين انضموا الى التكتل مؤخراً وبمشاركة عدد من نواب التغيير وممثل كتلة صيدا – جزين النائب عبد الرحمن البزري وذلك لاتخاذ قرار حاسم قد يغير مسار ونتيجة الجلسة. وستجري مناقشة تشكيل جبهة تتشكل منها كتل بيضة القبان إضافة الى عدد من نواب تكتل لبنان القوي تضم ما بين ٢٥ و٣٠ نائباً للبحث عن خيارات خارج الاصطفافات القائمة ما سيُحرم، بحسب المصادر، أكثرية الـ ٦٥ نائباً للمرشحين ازعور وفرنجية.
وعلمت “البناء” أن ازعور يجري اتصالات مع عدد كبير من النواب الذين يرفضون التصويت له وحاول إقناعهم بأنه ليس مرشح تحدٍّ او مرشح جهات سياسية معينة ولا مدعوم من الخارج، لكن بعض النواب أبلغوه بعدم التصويت له لأنه مرشح القوات والتيار والرئيس فؤاد السنيورة، وقال له قبل إقفال الهاتف: “الله يسهلك”.
وأكدت مصادر تكتل الاعتدال لـ”البناء” أن التكتل لن ينضمّ لخيار التقاطعات الوهمية والمزيفة وسنبقى خارج الاصطفافات السياسية وسنشارك في الجلسة وسنؤمّن النصاب ونصوّت في الدورة الأولى وسنبقي على خيارنا في الدورة الثانية طي الكتمان وسنجتمع الثلاثاء والأربعاء قبل الجلسة لنقرّر، وقد نتخذ القرار قبل انطلاق الدورة الثانية، إن عقدت.
في المقابل، نفى عضو كتلة صيدا – جزين النائب شربل مسعد أن يكون قرّر التصويت لأزعور، موضحاً لـ”البناء” أن الكتلة ستجتمع اليوم وستعقد اجتماعات مع كتل أخرى وستبقى خارج الاصفافات وسيكون موقفها موحداً وستحسم المرشح الثالث الذي ستصوّت له وليس بالضرورة أن يكون الوزير السابق زياد بارود.
بدوره أشار رئيس تيار “الكرامة” فيصل كرامي، الى أن مرشحي هو سليمان فرنجية وجوّ تكتل التوافق الوطني ذاهب في هذا الاتجاه، ولكن القرار يُتخذ الثلاثاء مساءً.
ورأى أن “فرنجية رجل وطني بامتياز ذهب الى الوحدة حينما ذهب البعض الى التقسيم، وحين ذهب البعض الى الحرب الأهلية ذهب مع رشيد كرامي لتحييد الشمال، حينما ذهب البعض الى “إسرائيل” ذهب هو الى العمق العربي”.
وتابع “لا أرى أن هناك شخصاً غير سليمان فرنجية قادر على الوصول لاستراتيجية دفاعية، ولا هناك غيره قادر على الحل في موضوع النازحين السوريين”.
وأكّد البطريرك بشارة الراعي، خلال عظته في قدّاس إلهي أنّ “اللّبنانيّين المقيمين والمنتشرين، كما سواهم من الدّول المحبّة للبنان، ينظرون إلى الأربعاء المقبل الرّابع عشر من حزيران، وهو يوم يدخل فيه النّواب مجلسهم لانتخاب رئيس للجمهوريّة، بعد فراغ ثمانية أشهر في سدّة الرّئاسة، فيما أوصال الدّولة تتفكّك، والشّعب يجوع، وقوانا الحيّة تهاجر، والعالم يستهجن هذه الممارسة الغريبة للسّياسة في لبنان النّموذج أصلًا بدستوره”.
ولفت الرّاعي إلى أنّ “الشّعب ينتظر انتخاب رئيس للجمهوريّة، ويصلّي لهذه الغاية، فيما الحديث الرّسمي بكلّ أسف، يدور حول تعطيل النّصاب في الجلسة؛ الأمر الّذي يلغي الحركة الدّيمقراطيّة، ويزيد الشّرخ في البلد، ويسقط الدّولة في أزمات أعمق”. وأوضح أنّ “سَعيَنا في البطريركية المارونيّة لدى كلّ الأفرقاء، يهدف إلى انتزاع روح التّحدّي والعداوة وأسلوب الفرض على الآخرين، ونحرص على أن يبقى الاستحقاق الرّئاسي محطّةً في مسار العمليّة الدّيمقراطيّة، المطبوعة بروح الوفاق الوطني والأخوة الوطنيّة، الضّامنة لوحدة لبنان بجميع أبنائه، وإن اختلفوا في الخيارات الانتخابيّة؛ وهذا أمر طبيعي”.
في المقابل شدّدت أوساط الثنائي لـ”البناء” الى أننا نتمسك بفرنجية وكل الحملات الإعلامية والسياسية علينا وعلى فرنجية لن تجدي نفعاً ولن تدفعنا للتخلي عن خيارنا الذي اتخذناه عن قناعة وطنية واستراتيجية، مؤكدة أننا لن نتنازل عن دعم ترشيح فرنجية وبعد جلسة الأربعاء ستتضح الأمور وسندخل في مرحلة جديدة بعد كشف الأحجام والأوزان. وأكدت بأن فريق المعارضة والتيار لن يستطيع تمرير مخطط أزعور لا الآن ولا في المستقبل لأنه مرشح تحدٍّ واستفزازيّ ويفجر الوضع الداخلي، محملة مسؤولية إطالة أمد الفراغ لفريق المعارضة والتيار اللذين تقاطعا على مرشح ليس لهدف سوى كسر فرنجية ولو طال أمد الفراغ. وأكدت الأوساط أن لا رئيس في جلسة الأربعاء ولن يصل رئيس من دون الثنائي حركة أمل وحزب الله مهما تقاطع الخارج والداخل.
إلى ذلك، شدد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم على أن “رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية هو الشخص المؤهل لأن يكون رئيساً للجمهورية، لأنه يمتلك مواصفات وطنية جامعة، ولديه رؤية سياسية واضحة في الحفاظ على التحرير والاستقلال، ودعم السياسات التي تجعل لبنان في الموقع الصحيح، ولديه رؤية إنقاذية يتعاون مع الآخرين من أجل تثبيتها، ولديه انفتاح مع الدول العربية وعلى الدول الأجنبية، وحتى في الداخل، فقد سامح من قتل والده وعائلته، من أجل أن يقدّم نموذجاً كشخص منفتح مع الجميع، وليس لديه مشكلة مع أي أحد. وبالتالي، فإن خيار فرنجية هو خيار راقٍ ومهم، يستطيع أن يقدّم نموذجاً وفائدة في هذا الجو الصعب الموجود في لبنان”.
ولفت خلال اللقاء العام للجان العلاقات في منطقة جبل عامل الأولى، إلى أن “بعض من رفض فرنجية، كانوا يقولون ليس لنا معه مشكلة شخصية، ولكن مشكلتنا معه أنه مع “حزب الله”، وهذا يعني أن هذا البعض لديه معه مشكلة سياسية ليس لأنه مع حزب الله، وإنما لأن فرنجية لا يدخل بالدم في داخل البلد، ولا يعمل وفق التعليمات الأميركية، ولا يبيع دماء الشهداء، ولا يطعن المقاومة في ظهرها. فهذا هو إشكال البعض في لبنان، ومعنى ذلك أن هذا البعض يريد مَن يواجه، وقد أعلن بعضهم أنه يريد مرشح مواجهة، وهنا نسأل، مواجهة مَن ولماذا؟ علماً أن المواجهة يجب أن تكون للاقتصاد المهترئ، وللبلد الذي يزداد وضعه صعوبة، وللفقر الموجود في داخل البلد، وللتعديات الحاصلة على بلدنا من خلال العقوبات ومنع لبنان من أن يتعامل مع دول كثيرة لمصلحة نهضته”.
وأكد قاسم أننا “سنشارك يوم الأربعاء في جلسة انتخاب الرئيس، وسنصوّت لفرنجية، ولكن المقدمات التي حصلت حتى الآن بين الأفرقاء السياسيين، أي قبل جلسة الانتخاب، لم تسلك الطريق السليم المبني على التوافق لإنجاز الاستحقاق في موعده، ولذلك من الصعب أن تكون هناك نتيجة”.
بدوره، لفت المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قبلان، إلى أنّه “لأنّ الأمور خطيرة وتاريخيّة، فمن المهمّ أن يفهم اللّبنانيّون الأمور الآتية: أوّلًا، موضوع رئيس الجمهوريّة كبير وخطير وبحجم سيادة لبنان. ثانيًا، لا يمكن تمرير انتخاب رئيس جمهوريّة غير ميثاقي وإلى الأبد. ثالثًا، أصابع الطّبخة الأميركيّة المسمومة مكشوفة، ورئيس بختم أميركي ممنوع. رابعًا، الدّفاع عن استقلال لبنان السّياسي بحجم الدّفاع عن وجود لبنان”.
وشدّد قبلان على أنّ “اللّعبة الشّخصيّة لدى البعض تفضح الكثير من المخفي، وطعن ظهر المقاومة بنسخة الثّنائي الوطني أمر خطير وكبير ومعروف التفاصيل”، مركّزًا على أنّ “معركة رئاسة الجمهورية سياديّة ووطنيّة بامتياز، ولن يمرّ قطوع الرّئاسة من دون حماية الشّراكة الوطنيّة”. وجزم أنّ “السلم الأهلي ضرورة وجوديّة للبنان، وحماية مشروع الدّولة المركزي بحجم حماية لبنان، والتّضحية السّياسيّة وغيرها من أجل لبنان لا حدود لها”.
على صعيد آخر، أفاد مراسل “المنار”، بأن “مواطنين حطّموا زجاج آلية ستورم إسرائيلية معادية بعد رشقها بالحجارة في تلال كفرشوبا، وردّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق قنابل غازية”.
***************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
14 حزيران: جلسة الرئيس الإفتراضي؟
الدورة الاولى هي المثلى، لكنها ليست الاهم. ما لم يُنتخب الرئيس بغالبية الثلثين فهو فائز بالغالبية المطلقة في الدورة الثانية او التي تليها. مغزى الدورة الاولى التنافس او الاجماع، ومغزى الدورة الثانية فوز الأقوى. هذه المرة القاعدة مقلوبة. الدورة الاولى هي الاهم لأن لا رئيس بعدها
جزم النائب السابق سليمان فرنجية بما ينتظر جلسة 14 حزيران لانتخاب الرئيس: اولاً بانعقادها واستبعاد تعطيل نصاب التئامها، وثانياً بتمسكه بترشحه في الجلسة وتصويت حلفائه له والاحتكام الى نتائج اقتراع الدورة الاولى، وثالثاً بأن لا رئيس منتخباً ينبثق من الجلسة الثانية عشرة.
نبرة فرنجية مساء امس أوحت بجرعة قوة وتفاؤل يتحضّر بهما لجلسة الاربعاء، مقللاً قلقه من نتائج تصويت الدورة الاولى ما دامت ستقتصر عليها وحدها. بعدها يتفرّق النواب بالطريقة المعتادة: تعذّر وجود 86 نائباً في القاعة لمباشرة اقتراع الدورة الثانية. بذلك تنتهي جلسة 14 حزيران كالتي سبقتها في 19 كانون الثاني الفائت واللواتي سبقتها منذ الاولى في 29 ايلول المنصرم عديمة الجدوى. مع ذلك، مقترناً باصراره على الترشح، لمّح فرنجية الى مفاجآة في الارقام المتداولة سلفاً. بيد ان المفاجأة ليست اكيدة. في ظاهر المنتظر وجود مرشحيْن اثنين فقط. الا ان الورقة البيضاء - لأن الجلسة محكوم عليها سلفاً بالفشل - ستكون كالسابق ثالثة المرشحين.
اكثر من بوانتاج اجري، عند الافرقاء جميعاً، انتهت كلها قبل 48 ساعة من موعد الجلسة الى الجزم بأن ما سيحوزه أزعور يتقدم الأصوات المتوقعة لفرنجية. وصل بعض الحسابات الى تقدير حجميْ المرشحيْن بحصول أزعور على 61 صوتاً حداً اقصى وفرنجية على ما بين 48 الى 53 صوتاً. مؤشر كهذا - اذا صحت جديته - يؤذن سلفاً او يكاد بسقوط المنافسة. اما الباقون الموزّعون على تغييريين ومستقلين المرجح عددهم بين 14 و19 نائباً فمنقسمون على ذواتهم. قاسمهم المشترك رفض التصويت لفرنجية، الا ان ما يفرقهم استعداد بعضهم للذهاب الى خيار الوزير السابق جهاد أزعور وبعض آخر الى اسم ثالث.
بذلك تُقارَب جلسة الاربعاء بين منطقين مختلفين: احدهما اعتقاد فرنجية في ضوء كلامه امس بأن معركته الفعلية في الدورة الثانية عندما يحين اوانها. اما المنطق الآخر المعاكس فيقول بخوض المعارضة المسيحية الجلسة على انها معركة بوانتاج تمهد للفوز بمعركة الانتخاب، وتريد في هذه الجلسة بالذات تسجيل انتصارها على حزب الله قبل اي أحد آخر، بما في ذلك مرشحه الزعيم الزغرتاوي.
ثمة عوامل اضافية تُلحق بجلسة الاربعاء:
1 - بات متفقاً عليه، شبه نهائي، ان انعقادها يقتضي ان يدور من حول مرشحيْن اثنين فقط هما فرنجية وازعور. كان تردد تفاهم أبرمه رافضو كِليْ المرشحيْن يقضي بتصويتهم للوزير السابق زياد بارود على انه ثالث الخيارات، ما لبث ان خابرهم طالباً منهم عدم الاقتراع له في الجلسة. لم يُرد ان يكون مرشحاً افتراضياً اضافياً في منازلة تقتصر على متنافسيْن. كَمَنَ رفضه ايضاً في اظهاره كأنه ينتزع اصوات الفوز من ازعور ويتسبب في خسارته. لا يريد ان يكون على طرف نقيض من المعارضة المسيحية وبين أفرقائها كالتيار الوطني الحر مَن يفضّله مرشح التسوية في مرحلة مأمولة هي ما بعد سقوط المرشحيْن الحاليين.
2 - أعيدت لملمة البيت الداخلي للتيار الوطني الحر بتدخل مباشر من الرئيس ميشال عون. الى الآن على الاقل، الاربعة المحسوب انهم متمردون على قرار رئيس التيار النائب جبران باسيل بعدم التصويت لازعور، أرجعهم الرئيس السابق الى بيت الطاعة. استدعاهم واحداً تلو آخر وأفهمهم بأنهم مدينون بنيابتهم للتيار. بينهم مَن لا يصلح ان يكون مختاراً حتى. انتهى المطاف بانتظامهم ما خلا النائب الياس بو صعب المتفلّت حتى اللحظة من الانضباط والتزام قرار باسيل. مؤدّى ذلك تعزيز حظوظ ازعور بالوصول الى رقم قياسي كان يصعب توقعه قبل اسبوع على الاقل ويقترب من النصف زائداً واحداً.
3 - أضحى من باب لزوم ما لا يلزم التأكيد ان الحقائق الداخلية المطبقة على الاستحقاق لا تقل تأثيراً عن الحقائق الخارجية المتمثلة بالادوار المتفاوتة للاعبين الاقليميين والدوليين كالولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر وايران. احدى ابرز الحقائق الداخلية الصلبة التي افضت الى المعطيات الممهدة لجلسة 14 حزيران، ان ازعور - الذي يُنظر اليه كأنه ذراع اميركية ضد حزب الله - كان الوحيد الذي امكن تقاطع باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عليه. يعرف الاثنان تمام المعرفة ان انتخاب فرنجية رئيساً سيحيلهما كيسيْن سياسييْن. لكل حجته مع ان قاسمهما المشترك الآخر هو العداء الشخصي والسياسي لفرنجية. في حسبان باسيل انه استدرج جعجع الى المرشح الذي كان سبّاقاً الى تسميته وهو ازعور. في المقابل في حسبان رئيس حزب القوات اللبنانية انه استدرج رئيس التيار الوطني الحر الى المواجهة مع حزب الله وليس الاكتفاء بتفكك تحالفهما. بينما يريد جعجع كسر حزب الله واسقاط مرشحه في آن، يفضّل باسيل اسقاط المرشح دونما كسر الحزب.
اما ما لا يمكن اهماله او تجاهله بإزاء الفريقين المتقاطعيْن، باسيل وجعجع، فهو ان ما بينهما من بغض وكراهية لا يقل عما يضمرانه لفرنجية ان لم يكن اكثر، ويُسر كل منهما الوصول الى يوم يتوقع فيه التخلص من الآخر نهائياً وكلياً.
واقع ما بات عليه الاستحقاق، في معزل عن وجهتيْ النظر هاتين، الدخول جهاراً وفي ضوء النهار في صدام مع حزب الله غير مسبوق في اي وقت مضى. ما لم يُتَح للمعارضة المسيحية الدخول طرفاً فيه في 7 ايار 2008 في مشكلة اضحت فتنة شيعية - سنّية ثم شيعية - درزية، صار متاحاً اليوم في مواجهة غير خافية هويتها على رئاسة الجمهورية، الموقع المعني به المسيحيون قبل اي طرف آخر. ما غدا طبيعياً ان الصدام الجديد هذا مستمر.
في صلب المواجهة الحالية، بعدما أخرج السنّة انفسهم من الاصطفاف فيها بكليتهم وإن هم مشتتون على الكتل، واختار وليد جنبلاط الوقوف وراء خيار نجله النائب تيمور لا تقدّمه عليه بالاصرار على الاقتراع لازعور - وهما متفقان سلفاً على رفض انتخاب فرنجية كل لاسباب مختلفة عن الآخر - لا مفر من الاعتقاد بمؤدى المواجهة هذه الى خيارات صعبة ومكلفة لكليْ الطرفين: ايهما يلوي ذراع الآخر ويصرخ اولاً.
*********************
افتتاحية صحيفة النهار
فرنجية يلهبها… والمنازلة إلى الدورة الأولى
لئن فاجأ زعيم “تيار المردة” #سليمان فرنجية كثيرين بنبرة متشددة تصعيدية ضد خصومه المسيحيين القدامى والمستجدين في ذكرى مجزرة اهدن عشية المحطة المفصلية الانتخابية بعد غد الأربعاء، فان معظم المطلعين والمعنيين بمجريات المواجهة الانتخابية لم يفاجأوا كثيرا بذلك لان الفترة القصيرة المتبقية من الاستنفار السياسي غير المسبوق لا تسمح الا بالوضوح الكامل في المواقف ولا سيما منها للمرشحين الحصريين فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور وداعمي كل منهما. ذلك انه فيما عكست مواقف فرنجية الحادة وهجومه الدائري على الجميع، من دون حلفائه طبعا، بلوغ الاحتدام ذروته، قرأت الأوساط المراقبة في النبرة الحادة التي طبعت كلمة فرنجية مساء امس معالم الأثر الكبير الذي طرأ على المواجهة الانتخابية مع تكتل القوى المسيحية الكبيرة الأساسية وراء ترشيح ازعور ومناهضتها القوية لموقف الثنائي الشيعي الامر الذي ينذر بمنازلة صعبة وقاسية في الجلسة الثانية عشرة بعد غد الأربعاء والتي ستكون واقعيا، وعلى الأرجح، معركة الدورة الأولى حصرا بحيث ستعكس النتائج التي سيحققها كل من المرشحين كل التطورات الحاصلة وما ستؤدي اليها لاحقا وسط معالم ترجح معها القوى الداعمة لازعور تقدمه الى ما يقترب من 65 صوتا فيما الفريق الداعم لفرنجية لا يزال يقيم على اقتناع بانه سيحقق له رقما صادما للخصوم.
ووسط هذا المناخ المحتدم علمت “النهار” انه من المرجح ان يصدر اليوم المرشح جهاد ازعور بيانا يتسم بأهمية اذ يتوجه فيه للمرة الأولى رسميا الى الرأي العام اللبناني يشرح فيه معالم ترشحه للانتخابات الرئاسية. كما رجحت مصادر ان يلقي رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل كلمة غدا عشية موعد الجلسة الانتخابية.
موقف فرنجية
وكان فرنجية اعتبر في كلمته ان “الرئيس الرّاحل سليمان فرنجيّة كان مؤمناً بوحدة لبنان وعروبته. في 13 حزيران جاؤوا وكنا نيامًا أما اليوم فنحن واعون وما حدث في 13 حزيران لن يكون في 14 حزيران”. وأشار الى ان “الناس تفرض وجودنا على مساحة لبنان ولا احد يزايد علينا بمسيحيتنا ووطنيتنا. وأتى الوقت لكي نُريح المسيحيين ونقول لهم أنّ الشريك في الوطن لم يأتِ لإلغائنا. المشكلة في أي مسيحي منفتح يأخذ المسيحيين الى لبنان لا الكانتون. المشكلة ليست في حزب الله بل مع أي مسيحي منفتح يمكن أن يأخذ لبنان إلى الاعتدال”. وأضاف: “اسمي كان مطروحاً للرئاسة في 2005 و2018 وكل نائب يمكنه اختيار من يعتبر أنه يحقق نظرته للبنان المستقبلي. اتفاق التيار والقوات كان لتقاسم الحصص على حساب الجمهورية. بعدما تقاطعوا منذ سنوات اليوم يتقاطعون مجدّداً عليّ وعندما يتفقون فانما على السلبيّة والإلغاء و”من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب”. وقال: “لا أخجل أنني أنتمي إلى مشروع سياسي ولكن حلفائي وأصدقائي يعرفون أنني سأكون منفتحاً على الجميع في حال كنت رئيساً”، لافتاً الى ان “في الـ2016 كان محور “الممانعة” ضدّي و”حزب الله” دعم الرئيس السابق ميشال عون للرئاسة و “القوات” حينها تحالفت مع مرشح “الحزب” ضدّ سليمان فرنجية”. وتوجه الى “التيار الوطني الحر” قائلاً: “تريدون مرشحا من خارج المنظومة ومرشحكم ابن المنظومة ووزير مالية الابراء المستحيل. “التيار الوطني الحر” طرح إسم زياد بارود وهو شخص “مرتب ونعنوع” ومن ثمّ عاد وطرح إسم جهاد أزعور الذي ينتمي إلى المنظومة التي يقول “التيار” إنه لا يريد رئيساً منها”. وقال متوجها بكلامه لـ”القوات اللبنانية” ورئيسها سمير جعجع: “أنتم ضدّ مرشّح الممانعة و”حقكن” ولكن أريد التذكير أنّه في الـ2016 كانت الممانعة ضدّي وكان “حزب الله” يدعم الرئيس عون وحينها “القوات” تحالفت مع مرشّح “حزب الله” عليّ. فالمشكلة ليست “حزب الله” إنّما المشكلة مع أي رئيس منفتح سيأخذ اللبنانيين نحو لبنان وليس نحو الكانتونات”.
وتوجه الى جزء من التغييريين فقال: “ما تبريركم للشباب كونكم تتقاطعون اليوم مع من عملتم عليهم وعلى فسادهم ثورة. ما تفسيركم أنكم تلاقيتم مع باسيل على إسم المرشّح وبعضكم جاء كردّة فعل وليس كفعل. واتفاق “التيار” و”القوات” كان لتقاسم الحصص على حساب الجمهورية”. ولكن فرنجية وصف علاقته مع البطريرك الراعي بانها ممتازة مشيرا الى ان “فرنسا تعرف لبنان وتُحاول إيجاد حلّ يشبه لبنان والمبادرة الفرنسيّة مبادرة براغماتية”. وخلص الى انه: “من الصعب إنتاج رئيس في هذا الجو وذاهبون نحو خنادق سياسية . انا ماروني ومسيحي وعربي على “راس السطح”. أنا ملتزم بالإصلاحات وبإتفاق الطائف وبمبدأ “اللامركزية الإدارية” وفي قاموسي “لا تعطيل في الحياة السياسية” والرئيس القوي لا يقول “ما خلونا”. وختم: ” ندعو الى حوار شامل او الى أي حوار ثنائي يؤدي الى الحوار الكامل. تريدون حوارا وطنيا مستعدون من دون قيد او شرط لحل المشكلة وعدم اقصاء احد. اذا وصلت سأكون رئيسا لكل لبنان لمن معي ولمن هو ضدي”.
“التيار” : تصويت كامل
اما في التطورات البارزة المتصلة بالمواجهة الانتخابية المفصلية فرأس رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل اجتماعاً للمجلس الوطني في التيار، وانتهى الى “إجماع بتبني القرار المتّخذ على صعيد الهيئة السياسية والمجلس السياسي بالتصويت للوزير السابق جهاد أزعور ل#رئاسة الجمهورية”. وأكد المجتمعون “ضرورة التزام جميع النواب بالتصويت لأزعور، من دون اي خيار آخر او اي عذر”، مسجلين “امتعاضاً من أن يظهر أي نائب خروجاً عن قرار القيادة وإرادة القاعدة التيارية”، مؤكدين “الالتفاف حول رئيس التيار لترسيخ هذا الموقف”.
جعجع والمشاركون بالتعطيل
وبدوره اكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “تاريخ 14 حزيران 2023 مفصليٌ ومن سيلجأ فيه الى الاوراق البيضاء او الاسماء التي لا امل لديها او الشعارات سيساهم مع محور الممانعة في التعطيل”. وإذ اعتبر انه “على كل نائب تحمل مسؤولياته”، توّجه الى “جماهير “17 تشرين” ودعاهم الى مطالبة النواب الذين انتخبوهم بضرورة الاسراع في الاختيار بين المرشّحَين وعدم المساهمة مع “الممانعة” في التعطيل الحاصل”. وقال: “من يجب التوقف عند أدائهم هم المستقلون ونواب التغيير المحسوبون على المعارضة، اذ بعد تفاهمنا على ازعور لتسهيل الامور طالَعنا بعضهم بطروحات عجيبة غريبة ومنها رفض الاصطفافات الطائفية والمذهبية، ولكن اي انتخابات مهما كان نوعها ستكون وفق اصطفافات معينة وعلى الشخص ان يختار بين مرشحَين على الأقل، اي ان رفضها يعني عدم انتخاب احد. كما ان كل نائب في البرلمان يمثل طائفة معينة شاء ام ابى وبالتالي هؤلاء النواب يتلطون خلف هذه الذرائع لعدم تحمل مسؤولياتهم”.
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يواصل موفدوه لقاءاتهم مع المسؤولين ورؤساء الكتل تطرق امس الى جلسة الأربعاء فقال :”ينظر اللبنانيون المقيمون والمنتشرون، كما سواهم من الدول المحبة للبنان إلى الأربعاء المقبل الرابع عشر من حزيران. وهو يوم يدخل فيه النواب مجلسهم لإنتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ ثمانية أشهر في سدة الرئاسة، فيما أوصال الدولة تتفكك، والشعب يجوع، وقوانا الحية تهاجر، والعالم يستهجن هذه الممارسة الغريبة للسياسة في لبنان النموذج أصلا بدستوره. الشعب ينتظر انتخاب رئيس، فيما الحديث الرسمي بكل أسف يدور حول تعطيل النصاب، الأمر الذي يلغي الحركة الديمقراطية، ويزيد الشرخ في البلاد ويسقط الدولة في أزمات أعمق. إن سعينا في البطريركية لدى كل الأفرقاء يهدف إلى انتزاع روح التحدي والعداوة وأسلوب الفرض على الآخرين. وإننا نحرص على أن يبقى الاستحقاق الرئاسي محطة في مسار العملية الديموقراطية، المطبوعة بروح الوفاق الوطني والاخوة الوطنية، الضامنة لوحدة لبنان بجميع أبنائه، وان اختلفوا في الخيارات الانتخابية، وهذا أمر طبيعي. وما يعزز هذا الحرص هو أن كل الاطراف السياسية، والمرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية، يعتمدون لغة التوافق والحوار بعيدا عن كل أشكال التحديات والانقسامات الفئوية أو الطائفية.”
مجلس التعاون
اما في المواقف الخارجية من لبنان فبرز ما ورد في البيان الختامي الذي صدر عن المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي امس اذ عبر عن “مواقف مجلس التعاون الثابتة مع الشعب اللبناني الشقيق ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية. مؤكداً أهمية تنفيذ الإصلاحات الهيكلية الشاملة التي تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهاب أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشدداً على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها، ولا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال تستهدف أمن واستقرار المنطقة”.
ودعا المجلس “الأطراف اللبنانية الى احترام المواعيد الدستورية وتطلع إلى انتخاب رئيس للبلاد وفقاً للدستور اللبناني، والعمل على كل ما من شأنه تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في الاستقرار والتقدم والازدهار، مشيداً بجهود أصدقاء وشركاء لبنان لاستعادة الثقة وتعزيز التعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ الأمن”.
***********************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
جعجع لـ”نداء الوطن”: الممانعة إلى تعطيل النصاب ووسائل أخرى
“الثنائي” بين ناريْن: هزيمة أصوات و”خيانة” حلفاء
48 ساعة تفصل لبنان عن إستحقاق الجلسة النيابية الـ12 لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية. وبدا من التصعيد الذي بلغ ذروة غير مسبوقة أمس عند فريق الممانعة، ان هذا الفريق، وأمام معطيات تشير الى ان الاصوات التي قد ينالها مرشحه سليمان فرنجية بعد غد الاربعاء ستكون أقل بكثير من تلك التي سينالها مرشح تقاطع المعارضة، قد يلجأ، ليس الى تعطيل الجلسة الثانية فحسب، وإنما أيضاً الجلسة الاولى عبر طريق “تعطيل النصاب أو بوسائل أخرى”، كما صرح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لـ”نداء الوطن.”
كذلك، ظهر ان هناك “ارتياباً” في اوساط “حزب الله” ان يبقى نواب متحالفون مع “الحزب” يؤيدون فرنجية، مثل النواب: فريد هيكل الخازن، ميشال المر وملحم طوق، في جلسة 14 حزيران ولا يقاطعونها عندما يقرر “الثنائي” تعطيل النصاب.
وما يعطي هذا الخطر وزناً، هو ان رقعة تأييد أزعور تتسع تدريجياً، وآخر معطياتها، كما علمت “نداء الوطن”، ان 8 نواب من التغييريين من اصل 11 أصبحوا في صفوف مؤيدي مرشح المعارضة وهؤلاء هم: ملحم خلف، نجاة عون، بولا يعقوبيان، ياسين ياسين والياس جرادة. الى جانب النواب: مارك ضو، ميشال الدويهي ووضاح الصادق الذين سبق وأيدوا أزعور.
كما علمت “نداء الوطن” ان رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط سيزور الرئيس بري للتشاور. وفي الوقت نفسه، نفت مصادر ما تردد عن موقف قد يعلنه جنبلاط يدعو فيه الى تأجيل جلسة الاربعاء المقبل، والذهاب الى مرحلة التوافق بين فريقي المعارضة والممانعة، فأكدت ان موعد الجلسة قائم وسيكون هناك تصويت.
وفي وقت سابق، أفاد مصدر دبلوماسي لـ”نداء الوطن” ان فرنسا تراهن على نتائج جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بعد غد الاربعاء، للانطلاق بمسعاها التوافقي الجديد الذي يقوده وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان.
وقال المصدر إن “البوانتاج الذي اعدته السفارات الغربية في بيروت توصّل الى التقديرات التالية:
أولاً: الاصوات التي سيحوزها المرشح جهاد أزعور ستكون موزعة كما يلي: “القوات اللبنانية” مع النائب كميل شمعون (19 صوتاً)، “التيار الوطني الحر” (12 صوتاً)، “اللقاء الديموقراطي” (8 أصوات)، حزب “الكتائب” (4 أصوات)، كتلة “تجدد” (4 أصوات)، كتلة “التغييريين” (8 أصوات)، والنواب: جان طالوزيان، ميشال الضاهر، بلال الحشيمي، غسان سكاف، نعمة افرام وجميل عبود (6 أصوات)، ليصبح العدد (61 صوتاً).
ثانياً: الأصوات التي سيحوزها المرشح سليمان فرنجية ستتوزع كما يلي: النواب الشيعة (27 صوتاً)، كتلة فرنجية (4 أصوات)، الطاشناق (3 أصوات)، والنواب: ميشال موسى، عدنان طرابلسي، طه ناجي، فيصل كرامي، محمد يحيى، حسن مراد، قاسم هاشم، حيدر ناصر، ينال الصلح وملحم الحجيري (10 أصوات)، ليصبح المجموع (44 صوتاً).
ثالثاً: أما النواب المعترضون ضمن “التيار الوطني الحر” فهم: سيمون ابي رميا، ابراهيم كنعان، اسعد درغام، آلان عون، الياس بو صعب وفريد البستاني (6 أصوات)، وكتلة “الاعتدال الوطني” وعددها (10 أصوات) مع الخيار التوافقي. أما كتلة صيدا (3 أصوات) فهي ستقترع مع 6 نواب من كتلة “التغيير” لمرشح ثالث.
في المقابل، تحدثت معلومات ان باسيل نجح بنسبة كبيرة في اقناع معظم نواب “التيار الوطني الحر” بالتصويت لأزعور، في حين يحاول نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ارضاء الرئيس نبيه بري بتأكيده عدم قدرة أزعور على الوصول الى بعبدا، والتأثير على النواب الرماديين لمصلحة بري و”حزب الله”.
ومن جهة ثانية، تشير المعلومات الى حسم كتلة الاعتدال موقفها في الساعات المقبلة. بينما يحاول النائب نبيل بدر غير البعيد عن أزعور تأليف نواة كتلة سنية من اجل التفاوض على اسم رئيس الحكومة، وهذا الامر ترفضه دار الفتوى.
وفي حوار مع “نداء الوطن”، قال جعجع: “إن الوضع في لبنان مزرٍ. فبعد اكثر من 7 أشهر على الفراغ الرئاسي، وصلنا الى تقاطعات حول المرشح الرئاسي بعيداً عن تحدي احد او تسجيل نقاط، وهو لم يكن مرشحنا، علماً ان السيد أزعور التقى مسؤولين في “حزب الله” كما التقى الرئيس بري. لكن النتيجة، كانت ردة فعل غريبة عجيبة من الممانعة، لم نفهم رأسها من كعبها، ومن عناوينها: عدم القبول بمرشح تفرضه تل أبيب (هذا ما صرّح به امس المفتي احمد قبلان)، وأن أزعور طبخة اميركية بين “القوات” و”التيار”، علماً اننا نفتش بالسراج والفتيل عن الاميركيين فلا نجدهم. بصراحة، ان ردة الفعل هذه، تقودنا الى إستنتاج بسيط وواضح ان محور الممانعة وعلى رأسه “حزب الله”، يريد فرض الشخص الذي يريدون، أو “عمرها ما تكون رئاسة،” ما يعني ضرب اللعبة الديموقراطية والشراكة الوطنية”.
وردّاً على سؤال، قال جعجع: “إذا شعر فريق الممانعة ان عدد الاصوات التي سينالها مرشحهم غير وازن، سيلجأون، كما صرّح احد قيادييه، الى تعطيل نصاب جلسة الاربعاء ليس فقط الثانية ولكن الأولى ايضاً”. كما لم يستبعد جعجع لجوء هذا الفريق الى “وسائل اخرى للتعطيل”.
على صعيد المرشحَين الاثنين، فقد أطل أزعور للمرة الاولى في لقاء افتراضي حضّر له تجمع الاغتراب اللبناني The Lebanese Diaspora Network والنائب مارك ضو قائلاً انه “يمتلك المعرفة والمهارات اللازمة لتأمين الأموال من الصناديق الدولية واستكمال مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي (IMF)”.
في المقابل، أطل امس فرنجية في ذكرى مجزرة إهدن، فهاجم جميع من يرفضون ترشيحه، ووصفهم بأنهم “لا يجتمعون إلا على السلبية والإلغاء ومن ثم يعودون الى الخلاف”.
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
فرنجية يعلن ترشحه رسمياً للرئاسة اللبنانية: لا مشكلة للاتفاق على مرشح وطني وجامع
أحيا ذكرى اغتيال عائلته في «مجزرة إهدن»: آنذاك جاؤوا وكنا نياماً أما اليوم فنحن واعون
أعلن رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية ترشحه رسمياً لرئاسة الجمهورية اللبنانية، شانّاً هجوماً على معارضيه، ومعلناً في الوقت نفسه أنه لم يفرض نفسه على أحد، و«لا مشكلة لدينا من الاتفاق على مرشح وطني وجامع».
وأتى كلامه في القداس والاحتفال الذي أقامه «تيار المردة» بمناسبة الذكرى السنوية الـ45 على اغتيال والده ووالدته وشقيقته في «مجزرة إهدن» التي اتهم بها رئيس «حزب القوات اللبنانية» الحالي سمير جعجع، وفي ظل احتدام المعركة الرئاسية بين الفرقاء السياسيين في لبنان، حيث الانقسام على أشده بين المعارضة، التي تؤيد الوزير السابق جهاد أزعور، وبين فرنجية المدعوم من «الثنائي الشيعي» (حزب الله، وحركة أمل). وهي المرة الأولى، منذ سنوات، التي يحيي فرنجية ذكرى اغتيال عائلته في احتفال شعبي، ما رأى فيه البعض رسالة سياسية بأبعاد مختلفة، أهمها الرد على من يتّهمه بأنه لا يملك تمثيلاً شعبياً، وأعلن خلاله رسمياً ترشحه للانتخابات الرئاسية.
واعتبر رئيس «تيار المردة» أن «الظروف التي نمر فيها الآن تشبه كثيراً ظروف مجزرة إهدن، التي دفع ثمنها المسيحيون وكل لبنان»، مؤكداً: «لن نسمح أن نتعرض لـ13 حزيران بـ14 حزيران»، في إشارة إلى مجزرة إهدن التي وقعت في 13 يونيو (حزيران) عام 1978، وإلى جلسة انتخاب الرئيس المحددة في 14 يونيو المقبل.
وأضاف فرنجية: «في 13 حزيران جاؤوا، وكنا نياماً، أما اليوم فنحن واعون. وما حدث في ذلك الوقت لن يكون في 14 حزيران»، مؤكداً: «نحن أبناء بيت سياسي عمره 100 سنة، ومحبة الناس هي سبب استمرارنا، ولا أحد يستطيع أن يزايد علينا، لا بمسيحيتنا، ولا بوطنيتنا، ولا بعروبتنا».
ورأى أن «المصالحة الشمالية بعد الحرب مع رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي ضربت مشاريع التقسيم، ووحدت الشمال ولبنان، وهناك من اعتبر الرئيس فرنجية (جده الرئيس الراحل سليمان فرنجية) خارج القرار المسيحي، وكانت النتيجة مجزرة إهدن». وأضاف: «المصالحة ضربت كل مشاريع الإلغاء، وهذا الفكر عاد إلى الحياة، لأن الجو الدولي ليس لمصلحته، ولذلك يعمل على التحريض طائفياً ومذهبياً…».
وتحدث فرنجية عن الانتخابات الرئاسية، قائلاً: «(13 حزيران) هذه السنة له طابع خاص، لأنّه مرتبط بظروف سياسيّة خاصة لها علاقة بالانتخابات الرئاسيّة»، ومذكراً بأن «اسمه كان مطروحاً للرئاسة في 2005 و2016».
وتوجه إلى «التيار الوطني الحر» قائلاً: «تريدون مرشحاً من خارج المنظومة، ومرشحكم ابن المنظومة ووزير مالية الإبراء المستحيل». مضيفاً: «(التيار) طرح اسم الوزير السابق زياد بارود، ومن ثمّ عاد وطرح اسم جهاد أزعور، الذي ينتمي إلى المنظومة، التي يقول (التيار) إنه لا يريد رئيساً منها».
وتوجه بالسؤال كذلك إلى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بالقول: «أنتم ضد مرشح الممانعة، وهذا حقكم. لكنني أريد التذكير، في العام 2016 كانت الممانعة ضدي، و(القوات) حينها تحالف مع مرشح (الحزب) ضدّ سليمان فرنجية… تم تعطيل النصاب الذي كان لمصلحتي مراراً. المشكلة ليست مع (حزب الله)، بل مع أي مسيحي منفتح يمكن أن يأخذ البلد إلى الاعتدال».
ورأى أن «اتفاق (التيار) و(القوات) السابق كان لتقاسم الحصص على حساب الجمهورية، وبعدما تقاطعوا منذ سنوات، اليوم يتقاطعون مجدّداً عليّ، وعندما يتفقون يتفقون على السلبيّة والإلغاء»، مضيفاً: «من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب».
ولقسم من نواب المعارضة والتغييريين، قال فرنجية: «ما تبريركم للشباب كونكم تتقاطعون اليوم مع من عملتم عليهم وعلى فسادهم ثورة. ما تفسيركم أنكم تلاقيتم مع النائب جبران باسيل على اسم المرشّح، وبعضكم جاء كردّة فعل، وليس كفعل».
ولفت في المقابل إلى أن علاقته ممتازة مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، مشيراً إلى أن «فرنسا تعرف لبنان، وتُحاول إيجاد حلّ يشبه لبنان، والمبادرة الفرنسيّة مبادرة براغماتية».
ورغم اعتقاده أنه «من الصعب إنتاج رئيس في هذا الجو، وذاهبون نحو خنادق سياسية»، تحدث عن ترشحه اليوم للانتخابات، ومتعهداً بأمور عدة. وقال: «كان المطلوب أن يتم تصويري بأنني مرشح لفريق، قبل أن يتم ترشيحي من رئيس البرلمان نبيه بري، وأمين عام (حزب الله) حسن نصر الله».
ورأى أن الوقت قد حان «لطمأنة المسيحيين بأن شريكهم في الوطن لا يريد إلغاءهم، وأنا لا أخجل أنني أنتمي إلى مشروع سياسي، ولكن حلفائي وأصدقائي يعرفون أنني سأكون منفتحاً على كل العالم، في حال كنت رئيساً».
وأكد رداً منه على المشككين بشعبيته المسيحية وانتقادهم ترشيحه من قبل «الثنائي الشيعي» بالقول: «أنا ماروني ومسيحي وعربي على (رأس السطح). أنا ملتزم بالإصلاحات وباتفاق الطائف وبمبدأ (اللامركزية الإدارية)، وفي قاموسي (لا تعطيل في الحياة السياسية)، والرئيس القوي لا يقول (ما خلونا)». في إشارة واضحة إلى المقولة التي لطالما ارتبطت بعهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون.
مع العلم أن العداوة بين «تيار المردة» الذي يرأسه فرنجية وحزب «القوات اللبنانية» الذي يرأسه جعجع، لم تنتهِ، وإن خفّت وطأتها، بالمصالحة التي عقدت بين الطرفين عام 2018 في بكركي، برعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي، حيث لا تزال «مجزرة إهدن» راسخة في الذاكرة، وتحضر عند كل مفصل أو حدث سياسي، على غرار ما يحصل اليوم في المعركة الرئاسية.
**********************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
جلسة الأربعاء مناورة بالذخيرة السياسية الحيّة قد لا تنتهي بانتخاب رئيس
قبل 72 ساعة على موعد الجلسة الانتخابية الرئاسية بعد غد الاربعاء، تلاحقت التطورات والمواقف في كل الاتجاهات لتولّد انطباعاً أولياً مفاده انّ هذه الجلسة حاملة الرقم 12 في عداد الجلسات التي عقدت حتى الان قبل يكون مصيرها كسابقاتها، إلا اذا حصل ما ليس في الحسبان… على رغم من انّ استعدادات الافرقاء السياسيين والكتل النيابية تشير الى انّ طبخة انتخاب الرئيس العتيد لم تنضج بعد، ولكنها قد تكون مقدمة لجلسة لاحقة ربما تكون هي الناجزة.
خلال عطلة الاسبوع وفيما الجميع ينتظر وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، توجهت الانظار الى الرياض التي زارها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد فيما توجه اليها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وذلك بعد ان كانت زارتها وزيرة الخارجية الفرنسية كولونا، ما دلّ الى ان الملف اللبناني حاضر بقوة في هذه اللقاءات السعودية الفرنسية والسعودية ـ السورية، وكذلك السعودية ـ الايرانية، حيث سيكون هناك لقاء قريب بين وزيري خارجية البلدين بعد ان تم افتتاح السفارة الالايرانية في العاصمة السعودية، وربما تكون لهذا اللقاء ايضا علاقة بالزيارة التي سيقوم بها الرئيس الايراني السيد ابراهم رئيسي الى الرياض ملبية الدعوة التي كان قد وجهها اليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز غداة توقيع الاتفاق السعودي ـ الايراني في بكين في العاشر من آذار الماضي.
وبدا واضحاً ان الفريق المعارض لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يعيش حالة من الارتباك الشديد، اول نتيجة عدم فهمه لطبيعة مواقف العواصم العربية والاجنبية المتعاطية في الاستحقاق الرئاسي خصوصا والوضع اللبناني عموما، فضلاً عن عجزه عن تأمين البوانتاج المطلوب لفوز مرشحه «المتقاطع عليه، لا المتوافق، الوزير السابق جهاد ازعور، في الوقت الذي يرشح ان «التيار الوطني الحر» يضمر تأييد الوزير السابق زياد بارود، وكل ذلك لهدف إسقاط ترشيح فرنجية ليس إلا، خصوصا ان ما يقوم به التيار والفريق المعارض ينقض تماماً شعاراتهما التي صمّا بها اذان اللبنانيين حول «الرئيس السيادي» ورفض مرشح «الممانعة» و«المنظومة» وسوى ذلك من التسميات والشعارات التي تبخرت بعد «التقاطع» على ازعور الوزير السابق لمالية المنظومة المرذولة لديهما.
فرنجية يرد على معارضيه في هذه الاجواء أكد رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في كلمة له في ذكرى مجزرة اهدن أن لديه رؤية واضحة لجميع الأمور الدستورية والإقتصادية وغيرها، مؤكدا أنه ملتزم بالإصلاحات وإتفاق الطائف وبالمركزية الإدارية الموجوده فيه. وقال: «في قاموسي لا تعطيل في الحياة السياسية، وفي قاموسهم «ما خلونا»، مؤكدا أن «الرئيس هو من يأخذ الموقف في عهده وليس بعد عهده»، ومشيرا الى أنه «سيكون رئيسا لكل اللبنانيين وليس لفريق معين، إذا وصل الى سدة الرئاسة»، مشددا على «المسؤولية الوطنية الكاملة الواقعة على عاتق الجميع».
وقال فرنجية : «الظروف التي نمر فيها الآن تشبه كثيرا ظروف مجزرة اهدن، التي دفع ثمنها الميسحيون وكل لبنان». وأضاف: «إن المصالحة ضربت كل مشاريع الالغاء». وأكد أن «لا أحد يستطيع أن يُزايد علينا في مسيحيتنا ووطنيتنا وعروبتنا». وشدد على أنه «يجب أن نطمئن المسيحيين أن الشريك في الوطن لا يريد الغاءنا بل نحن نلغي بعضنا». وقال: «كان المطلوب أن يتم تصويري بأنني مرشح لفريق قبل أن يعلن الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصر الله ترشيحي». وأضاف: «أنا سأكون منفتحاً على كل العالم». وسأل فرنجية رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «أنتم ضد مرشح الممانعة وهذا حقكم. ولكنني أريد التذكير انه في العام 2016 كانت الممانعة ضدي، وتم تعطيل النصاب الذي كان لمصلحتي مرارا. المشكلة ليست مع «حزب الله» بل مع أي مسيحي منفتح يمكن أن يأخذ البلد الى الاعتدال». ودعا فرنجية الى ان «نضع الاسماء كلها على طاولة حوار واحدة ومن دون شروط مسبقة من أحد»، مؤكدا «انني لا افرض نفسي على احد وعندما يتفق على مرشح وطني يكون عليه اجماع لا مشكلة عندي». وحذر من «هذه العقلية الالغائية التي افتعلت مجزرة اهدن». وشدد على ان «علاقتنا مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ممتازة من اول يوم». وقال: «جعجع يقول انه ضد مرشح الممانعة وهذا حقه، لكنه سبق ان تحالف مع مرشح حزب الله». وختم: «تقاطعوا عليّ فقط ولا شيء يجمعهم»، معتبرا ان «التيار الوطني الحر» لا يريد مرشحا من المنظومة، لكنه جاء بأزعور من صلب المنظومة والابراء المستحيل».
كل الاحتمالات واردة وأكدت مصادر نيابية لـ«الجمهورية» ان كل الاحتمالات واردة في جلسة 14 حزيران، الا انتخاب رئيس الجمهورية الذي لم تتوافر بعد ظروف ولادته. وأشارت إلى أن هذه الجلسة ستسلك على الارجح أحد مسارين، فإما ان لا يكتمل نصابها أساسا، وإما تعطيله في الدورة الثانية. واعتبرت هذه المصادر «ان الجلسة ستكون أقرب إلى مناورة انتخابية بالذخيرة السياسية الحية، لتظهير موازين القوى وتموضعات الكتل، أي انها ستنتج «الداتا» السياسية التي يمكن البناء عليها في مرحلة ما بعد 14 حزيران». ولفتت المصادر إلى ان النواب الرماديين والمتريثين باتَ لهم وزن في المعادلة الحالية، وسيجري «الشغل» عليهم من جانب معسكري سليمان فرنجية وجهاد أزعور خلال الأيام القليلة الفاصلة عن الجلسة لتحسين ارقام كل منهما في اعتبار ان الحسم مؤجل.
اجتماعات نيابية وقبل يومين على جلسة الأربعاء الإنتخابية تتكثف الاجتماعات لمجموعة من الكتل النيابية التي لم تحسم قرارها بعد. فإلى الاجتماع الدوري الأسبوعي المقرر اليوم للمكتب السياسي الكتائبي يعقد اجتماع موسع عند الثالثة عصر اليوم لمجموعة نيابية ستضم ما بين 20 و22 نائبا مازالوا على لائحة المترددين، وهم من نواب «كتلة الاعتدال الوطني» ونواب بيروت وعدد من التغييريين ونواب كتلة صيدا – جزين في مكتب النائب عماد الحوت في بيروت بهدف توحيد الموقف من عملية التصويت في الجلسة الانتخابية تزامناً مع اجتماع آخر لنواب بيروت المستقلين السنة في دارة النائب نبيل بدر.
وعلى جدول الاجتماعات الاستثنائية واحدة لكتلة «التنمية والتحرير» برئاسة الرئيس نبيه بري بعد ظهر غد كما تعقد كتلة نواب الطاشناق اجتماعا مشتركا مع المكتب السياسي للحزب في الساعات المقبلة لتحديد الموقف. وفي المواقف شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظة الاحد من بازيليك سيدة لبنان في حريصا، على أنّ «اللّبنانيّين في لبنان وخارجه، كما سواهم من الدّول المُحبّة للبنان، ينظرون إلى الأربعاء المقبل 14 حزيران الحالي، وهو يوم يدخل فيه النّواب مجلسهم لانتخاب رئيس للجمهوريّة، بعد فراغ 8 أشهر في سدّة الرّئاسة، فيما أوصال الدّولة تتفكّك، والشّعب يجوع، وقوانا الحيّة تهاجر، والعالم يستهجن هذه الممارسة الغريبة للسّياسة في لبنان». ولفت الرّاعي إلى أنّ «الشّعب ينتظر انتخاب رئيس للجمهوريّة، ويصلّي لهذه الغاية، فيما الحديث الرّسمي بكلّ أسف، يدور حول تعطيل النّصاب في الجلسة، الأمر الّذي يلغي الحركة الدّيمقراطيّة، ويزيد الشّرخ في البلد، ويسقط الدّولة في أزمات أعمق». وأوضح: «سَعينا في البطريركة المارونيّة لدى كلّ الأفرقاء، يهدف إلى انتزاع روح التحدّي والعداوة وأسلوب الفرض على الآخرين، ونحرص على أن يبقى الاستحقاق الرّئاسي محطّة في مسار العمليّة الدّيمقراطيّة، المطبوعة بروح الوفاق الوطني والأخوة الوطنيّة»، مشيرًا إلى أنّ «ما يعزّز هذه الحرص عندنا، هو أنّ كلّ الأفرقاء السّياسيّين والمرشّحين للرّئاسة، يعتمدون لغة التّوافق والحوار، بعيدًا عن كلّ أشكال التّحدّيات والانقسامات الطّائفيّة».
جعجع والمترددين وقال رئيس حزب «القوّات اللّبنانيّة» سمير جعجع، خلال عشاء لمنسقيّة البقاع الشّمالي في «القوات»: «من يسمع كلام «حركة أمل» و«حزب الله» عن الحوار مع بداية الفراغ الرّئاسي، يصدّق أنّهما يريدان الوصول إلى نتيجة، ولكن تبيّن أنّهما لن يقبلا أيّ اسم نطرحه، ولا يرغبان إلّا برئيس «تيّار المردة» سليمان فرنجية؛ ما لن نقبل به». وشدّد على أنّ «من يجب التّوقّف عند أدائهم هُم المستقلّون ونوّاب التّغيير المحسوبون على المعارضة، إذ بعد تفاهمنا على أزعور لتسهيل الأمور، طالَعنا بعضهم بطروحات «عجيبة غريبة» ومنها رفض الاصطفافات الطّائفيّة والمذهبيّة». وقال انّ «محور الممانعة عطّل وسيتابع هذا المسار، إلّا أنّنا لا ندري إذا هؤلاء النّواب يدركون أنّهم في تصرّفاتهم هذه يساهمون في ذلك أيضًا». وأكّد أنّ «تاريخ 14 حزيران 2023 مفصليّ، ومن سيلجأ فيه إلى الأوراق البيضاء أو الأسماء الّتي لا أمل لديها أو الشّعارات، سيساهم مع محور الممانعة في التّعطيل»، معتبرًا أنّ «على كلّ نائب تحمّل مسؤوليّاته». وتوّجه إلى جماهير «17 تشرين»، ودعاهم إلى «مطالبة النّواب الّذين انتخبوهم بضرورة الإسراع في الاختيار بين المرشّحَين، وعدم المساهمة مع «الممانعة» في التّعطيل الحاصل».
«اوعا يوصل سليمان» واعتبر النائب فيصل كرامي، في حديث متلفز أن لا رئيس للجمهورية بعد غد الأربعاء، «والبلد ما بيركب بهيدا الشكل»، وما يحصل بين القوى المسيحية اتفاق وَهم وعابر والاتفاق الحقيقي ليس اتفاق «اوعا خيّك» بل «اوعا يوصل سليمان فرنجية». واضاف «أعلنتُ موقفي منذ 2013 أنني سأنتخب فرنجية، وهناك زيارات ستحصل وعلى ضوئها نتخذ قرارنا في التكتّل وسنزور المفتي ونستمع الى رأيه ثمّ نتخذ القرار بالإجماع وما تصوّت له الاكثرية نسير به».
وأضاف: «لا أرى ان هناك غير سليمان فرنجية قادر على الوصول لاستراتيجية دفاعية ولا قادر على إيجاد الحل في موضوع النازحين السوريين».
ثلاثة خيارات وأكّد عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية في حديث متلفز أنّ نواب «الاعتدال الوطني» وكتلة صيدا بالاضافة الى بعض النواب التغييريين، أي حوالى العشرين أو إثنين وعشرين نائبًا، يحاولون أن يكونوا الوسط الوازن واختيار شخصية وسطية. وشدد على أنّ الاسم الثالث مستبعد في النقاش لتاريخ اللحضة، مشيرًا الى ثلاث خيارات منها التصويت بورقة بيضاء للابتعاد عن اصطفاف أو اختيار أحد المرشحين في موقف وازن». وقال: «لن نقاطع ولن ننسحب ونتمنى على الجميع أن لا ينسحب». وشدد على أن كلّ الاحتمالات مفتوحة أمامهم، مشيرًا الى أنّه اذا بقي النصاب قائمًا في الدورة الثانية سيتشاورون في الخطة». وامل ميتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في عظة الاحد أمس «أن يعود النواب إلى ضميرهم ويتأملون في دقة المرحلة، وحاجة البلد القصوى إلى الإنقاذ، وأن يتوصلوا في الجلسة المقبلة إلى انتخاب رئيس للبلاد يكون فاتحة الطريق إلى الإنقاذ. أملنا أن تجري الجلسة في هدوء وديموقراطية ومسؤولية، بحسب ما يمليه دستور بلادنا وحراجة المرحلة، وبلا أي تحد أو انتهازية أو تعطيل أو تهديد. فلتجر العملية الإنتخابية بحرية وديموقراطية، ولنهنئ جميعنا الفائز ونبدأ مرحلة جديدة عنوانها العمل والإنقاذ.
هجمة ديبلوماسية وفي هذه الاجواء كشفت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ«الجمهورية»، قبل يومين على مؤتمر بروكسيل للنازحين وقبل 48 ساعة على جلسة مجلس الوزراء، عن «هجمة ديبلوماسية» أوروبية في اتجاه وزارة الخارجية حيث من المقرر ان يلتقي وزير الخارجية عبدالله بوحبيب قبل ظهر اليوم سفيرة فرنسا آن غريو وبعدها سفير روسيا ألكسندر روداكوف فالسفيرة السويسرية ماريون وايخلت، وهي لقاءات مخصصة للبحث في أكثر من ملف ديبلوماسي ولا سيما تلك المتصلة بملف النازحين السوريين وعناوين اخرى مدرجة على جدول اعمال المؤتمر في بروكسيل.
مجلس الوزراء وفي الوقت الذي تتوجه الانظار الى جلسة الأربعاء النيابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية يعقد مجلس الوزراء جلسة له الثالثة عصر غد للبحث في جدول اعمال من بندين لا ثالث لهما: الأول يتصل بملف النازحين السوريين عشية مؤتمر بروكسل المخصص لهذا الملف والذي سيشارك فيه لبنان بوفد يرأسه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب حاملاً ورقة لبنان اليه مترجماُ بخطة سيبت بها المجلس غدا. أما الملف الثاني فهو يتعلق بطلب وزارة العدل الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع محامين فرنسيين للمعاونة في الدعوى المقدمة من الدولة الفرنسية في ملف كوساكوفا ورفاقها. واللافت أن الجلسة ستناقش طلب الوزارة في غياب وزير العدل هنري خوري الذي يقاطع جلسات مجلس الوزراء رفضاً منه لآلية العمل الحكومي في اعتبارها حكومة تصريف اعمال.
*************************
افتتاحية صحيفة اللواء
فرنجية يكشف عن ترشيح برغماتي: التضحية واردة للمرة الثالثة!
حزب الله مع امتصاص صدمة الأربعاء.. وباسيل يصدر أمر اليوم: أزعور
لم يكسر النائب السابق رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الجرة مع خصومه.
وعلى الرغم من ان كلمته في الذكري الـ45 المجزرة إهدن التي ذهبت بسائر افراد عائلته اختلفت عما كان يسبقها في السنوات الماضية، لجهة شدّ عصب انصاره من باب الجريمة، ووضع خصومه في دائرة الاتهام مجددا، فإنه تصرَّف على خلفية ان فرصته الرئاسة ما تزال ممكنة، على الرغم من الاصطفاف او التقاطع المسيحي للحؤول دون وصوله الى بعبدا، وهو الأمر الذي يكوّن مرارة ليست خافية عنده، فبعد ان حيَّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، حيث وصف العلاقة معه «بالممتازة»، واصفاً المبادرة الفرنسية «مبادرة براغماتية».
وقال فرنجية: «في حال وصلت لسدة الرئاسة سأكون لجميع اللبنانيين»، متخوفاً من عدم «انتخاب رئيس في هذا الجو»، وذاهبون نحو «خنادق سياسية».
وخارج سياق السجالات التي لم يوفر فيها فرنجية خصومه في القوات اللبنانية ممثلة برئيس الحزب سمير جعجع «بالحنين للكانتونات»، والتيار الوطني الحر، معتبرا ان ازعور هو «ابن المنظومة ووزير مالية الابراء المستحيل»، سائلاً ازعور: «ما هي مشروعك؟ فضلا عن رئيس الكتائب سامي الجميل.
بدا فرنجية مرشحاً برغماتياً، وهو يصارع للمرة الثالثة، فرصة الوصول الى بعبدا، فهو طرح في الـ2005 و2016، والان تبناه «الثنائي الشيعي» مرشحاً وفي المرتين السابقتين انصاع لرغبة فريقه، وانسحب، اما هذه المرة فالموقف مختلف: «فأنا لم افرض نفسي على احد، ولا مشكلة لدينا من الاتفاق على مرشح وطني وجامع».. والأمر الذي يطرح سؤالاً: هل يقبل فرنجية بالتضحية مرة ثالثة..
الأجواء المحيطة بالموقف لا توحي بهذه الوجهة، فهو ماضٍ بترشيحه، بانتظار موقف ما بعد الاربعاء:
1 – حزب الله يعمل على امتصاص صدمة ما يعرف بجلسة الاربعاء في 14 حزيران، ولا يرغب بذهاب الوضع الى مزيد من التأزم، بصرف النظر عن نتائج التصويت بين فرنجية وازعور..
2 – التيار الوطني الحر، الذي يخشى على وحدة كتلته النيابية، اصدر امر اليوم بضرورة التصويت الى الوزير السابق ازعور، ويعلن عن موقف تفصيلي بعد اجتماع تكتل لبنان القوي غداً..
3 – اللقاء الديمقراطي، يسعى رئيسه النائب تيمور جنبلاط الىعقد اجتماع مع الرئيس نبيه بري لكن موعد الاجتماع لم يعقد بعد..
4 – حراك النواب التغييريين، الموزعين بين متحمس لأزعور، والباحث عن مرشح ثالث، قد يكون الوزير السباق زياد بارود، الذي سارع لاستغراب ما قاله عنه فرنجية من انه شخص «مرتب ونعنوع».
مؤكدا في «13 حزيران جاؤوا وكنا نياماً اما اليوم فنحن واعو وما حدث في 13 حزيران لن يكون في 14 حزيران».
بالمقابل، اعتبرت مصادر سياسية ان فرنجية، الذي أبرز في اطلالته وكلمته بالرد على المشككين بمسيحيته وحجم تمثيله الشعبي، وتصويبه على سلوكيات وممارسات خصميه الاساسيين ،سمير جعجع وجبران باسيل الطائفية والسياسية ونهج الفيدرالية التي يتم الترويج له ،وتمسكه باتفاق الطائف وبعروبته، لم يقدم نفسه بالشكل الذي يميزه عن باقي المرشحين الرئاسيين، ويقربه سياسيا وشعبيا إلى اللبنانيين، وغيب التطرق الى برنامجه السياسي التفصيلي،ولاسيما من المشاكل والقضايا المهمة التي تشكل العناوين الخلافية
بين اللبنانيين، وفي مقدمتها، كيفية مقاربته، لسلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية، ومشكلة النازحين السوريين، وخططه بالمرحلة المقبلة لمعالجة الاوضاع الاقتصادية والنهوض بلبنان، واكتفى بعبارات التأكيد الى انتمائه للمشروع السياسي لحزب الله وحلفائه .
ومن وجهة نظر المصادر، عكست كلمة فرنجية بمضمونها تخبطا، واستهداف المرشحين الرئاسيين الاخرين جهاد ازعور وزياد بارود، بالشخصي ، وهي تخرج عن سياق التعاطي بالحملات الانتخابية ، وتعكس مشاعر التوتر التي تنتابه والفريق الذي رشحه، بينما أتى نعته لازعور بالفساد في غير موقعه، باعتبار ان تهم الفساد تلتصق بأقرب المقربين اليه، وزير الاشغال السابق يوسف فنيانوس، والمطلوب بالتحقيقات في ملف انفجار مرفأ بيروت، في حين ان دفاعه المستميت عن سركيس حليس في ملاحقات الفيول المغشوش، يعتبر نقطة ضعف في الاتهامات المشكوك بصحتها،و التي يحاول فيها تشويه صورة ازعور كمرشح رئاسي ينافسه في المنازلة الانتخابية الحامية يوم الأربعاء المقبل.
وشددت المصادر على ان كلمة فرنجية بحيثياتها، لم تحقق له أي نقطة ايجابية دافعه في ترشحه للرئاسة، لان موازين القوى السياسية، ترسم خارج اطار الخطابات والبرامج السياسية للمرشحين، والتي اعطت انطباعا سلبيا عن كيفية تعاطي رئيس تيار المردة تجاه المرشحين الرئاسيين المطروحين، واصرارا على تشويه سمعتهم منذ الان، وتساءلت كيف يكون تصرفه اذا انتخب للرئاسة الاولى؟
ولاحظت المصادر تصاعد حدة الخطابات والمواقف السياسية لحزب الله وحلفائه عشية جلسة الانتخابات الرئاسية، واستعارتها لعبارات التخوين لخصومه السياسيين المعارضين
لترشيح فرنجية، فيما تم الترويج من بعض الابواق، لامكانية تكرار عملية الاعتداء على بيروت وبعض مناطق الجبل في السابع من أيار عام٢٠٠٨، للتهويل على موقف اللقاء الديمقراطي الداعم لترشيح ازعور بمواجهة فرنجية، ما استدعى ردودا وعبارات عالية النبرة على لسان الوزير السابق غازي العريضي في تشييع مسؤول الحزب التقدمي الاشتراكي بالشويفات هيثم الجردي ابو الشهيد.
مجلس التعاون الخليجي
وفي موقف له من لبنان بعد اجتماعه امس، عبر المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي: عن مواقف مجلس التعاون الثابتة مع الشعب اللبناني الشقيق ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية. مؤكداً أهمية تنفيذ الإصلاحات الهيكلية الشاملة التي تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهاب أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشدداً على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها، ولا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال تستهدف أمن واستقرار المنطقة».
ودعا المجلس «الأطراف اللبنانية لاحترام المواعيد الدستورية وتطلع إلى انتخاب رئيس للبلاد وفقاً للدستور اللبناني، والعمل على كل ما من شأنه تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في الاستقرار والتقدم والازدهار، مشيداً بجهود أصدقاء وشركاء لبنان لاستعادة الثقة وتعزيز التعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ الأمن».
وبإنتظار تحديد خيارات الكتل النيابية المستقلة والتغييريين بين اليوم وغداً من انتخاب رئيس الجمهورية، كشف عضو مجموعات التغيير النائب الدكتور الياس جرادة في مؤتمر صحفي في ابل السقي، انه سيصوت للوزير السابق زياد بارود في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الأربعاء المقبل.
في الانتظار، السفير السعودي وليد البخاري غادر امس الى الرياض للتشاور مع القيادة السعودية في تطورات مسار الاستحقاق الرئاسي.
وبات من المسلم به لدى معظم اطراف قوى المعارضة والثنائي امل وحزب الله وحلفائهم، ان جلسة الاربعاء لن تنتج رئيساً للجمهورية، لأن اياً من المرشحين سليمان فرنجية وجهاد ازعور لن يحصل على عدد اصوات يؤهله للفوز، مايعني العودة الى نقطة الصفر، وبدء البحث عن حلول اخرى تنهي الاصطفافات الكارثية التي اوقفت مسار البلاد سياسيا واقتصاديا ومعيشيا وحياتيا، بإنتظار ما ستحمله المبادرات الجديدة التي يفترض ان تقوم بها الدول المعنية بالوضع اللبناني ولا سيما فرنسا بعد تكليف وزير الخارجية الفرنسية الاسبق جان إيف لودريان الملف اللبناني، عدا بعض المبادرات الداخلية التي يقوم بها اكثر من طرف بهدف الوصول إلى توافق على اسم ثالث خارج الاصطفافات والاتهامات والتشهير.
وتقول مصادر سياسية متابعة: ان ما بعد تكليف لودريان سيكون غير ما قبله.ذلك ان فرنسا خلطت اوراق اللعبة وبدأت تبحث عن مقاربات وحلول جديدة يفترض ان يحملها لو دريان هذا الاسبوع، والارجح بعد جلسة المجلس النيابي الانتخابية يوم الاربعاء المقبل، بعدما تكون قد اتضحت صورة المشهد الانتخابي عبر اوراق التصويت وما يمكن ان يحصده كلٌّ من فرنجية وازعور، ليتم التأكد من ان الرجلين لن يحصدا عدد الاصوات المطلوبة للفوز، او التأكد من الكتل النيابية الكبرى ستفرط نصاب الجلسة اذا حصل احدهما على العدد الكافي. لذلك ستتجه المقاربات الجديدة داخليا وخارجيأ نحو خيار ثالث متوافق عليه.
اما ماذا يحمل لودريان فهذا امر متروك للإتصالات التي باشرتها فرنسا عبر وزيرة خارجيتها كاترين كولونا في الرياض على هامش منتدى «هزيمة داعش» العربي – الدولي، حيث التقت وزراء خارجية لبنان والسعودية وقطر وآخرين ممن لهم «رأي» في الملف اللبناني، وتوافقت معهم على ضرورة إخراج لبنان من مستنقع الاستحقاق الرئاسي الى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة تباشر الاصلاحات المطلوبة. ولعل سفر السفير السعودي وليد البخاري الى الرياض «للتشاور» مع القيادة السعودية بعد لقاء كولونا بنظيرها السعودي فيصل بن فرحان، دليل على وجود شيء ما يُطبخ في اروقة الخارج لتجاوز خياري فرنجية وازعور والبحث عن الخيار الثالث المقبول داخلياً.
وذكرت المعلومات ايضاً ان فرنسا ستتواصل مع الجمهورية الايرانية بهدف توسيع التنسيق مع الدول المهتمة بالوضع اللبناني واستقراره، ومن الاكيد ان مروحة اتصالاتها ستشمل الجانب الاميركي، المهتم اصلاً بموضوعي امن الحدود الجنوبية واستقرار وضع حاكمية مصرف لبنان بما يعني الاستقرار النقدي وبالتالي الاقتصادي.
وقد رأس رئيس التيار «الوطني الحر» جبران باسيل امس اجتماعاً للمجلس الوطني في التيار، وانتهى الى إجماع بتبني القرار المتّخذ على صعيد الهيئة السياسية والمجلس السياسي بالتصويت. وأكد المجتمعون، على «ضرورة التزام جميع النواب بالتصويت لأزعور، من دون اي خيار آخر او اي عذر»، مسجلين «امتعاضاً من أن يظهر أي نائب خروجاً عن قرار القيادة وإرادة القاعدة التيارية»، مؤكدين «الالتفاف حول رئيس التيار لترسيخ هذا الموقف».
وفي حراك بكركي، زار رئيس أساقفة طرابلس المارونية المطران يوسف سويف كلّاً من رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل كرامي في دارته في طرابلس، والنائب جهاد الصمد موفدا من البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وقال كرامي لـ «اللواء»: ان المطران سويفنقل تمنيات البطريرك بان يستر مجلس النواب بعقد جلسات متتالية حت انتخاب رئيس للجمهورية لأن وضع البلد لم يعد يحتمل مزيداً من التأخير، واكد ان البطريرك على مسافة واحدة من المرشحين سواء كانوا اثنين او ثلاثة، وانه سيدعو بعد جلسة الانتخاب يوم الاربعاء الى عقد قمة روحية- حوارية لبحث الوضع العام في البلاد وخطوات الخلاص.
ابو صعب: لا يمكن انتخاب رئيس تحدٍ
وفي المواقف، رأى نائب رئيس مجلس النواب ان «التحديات التي يمر بها لبنان ليست سهلة والتغييرات المطلوبة لانقاذ وطننا كبيرة. واعتبر ان ازمتنا اليوم هي اكبر من التي كنا فيها قبل الاربعاء المقبل، واعتبر انه لا يمكن انتخاب بالتحدي. والمخرج – حسب رأيه – ان نجلس معاً، «فالتحدي لن نصل الى حل». داعيا الى لغة حوار بعد ا لانتخاب، و«ما حدا بيقدر يلغي حدا».
قاسم: فرنجية لا يعمل وفق التعليمات الأميركية
وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: أن بعض من رفض الوزير فرنجية، كانوا يقولون ليس لنا معه مشكلة شخصية، ولكن مشكلتنا معه أنه مع حزب الله، وهذا يعني أن هذا البعض لديه معه مشكلة سياسية ليس لأنه مع حزب الله، وإنما لأن الوزير فرنجية لا يدخل بالدم في داخل البلد، ولا يعمل وفق التعليمات الأميركية، ولا يبيع دماء الشهداء، ولا يطعن المقاومة في ظهرها، فهذا هو إشكال البعض في لبنان، ومعنى ذلك أن هذا البعض يريد من يواجه، وقد أعلن بعضهم أنه يريد مرشح مواجهة، وهنا نسأل، مواجهة من ولماذا، علماً أن المواجهة يجب أن تكون للاقتصاد المهترئ، وللبلد الذي يزداد وضعه صعوبة، وللفقر الموجود في داخل البلد، وللتعديات الحاصلة على بلدنا من خلال العقوبات ومنع لبنان من أن يتعامل مع دول كثيرة لمصلحة نهضته.
جعجع ينتقد التغييريين
رئيس «القوات اللبنانية» سميرجعجع فقد انتقد النواب المترديين وقال خلال عشاء للقوات: من يجب التوقف عند أدائهم هم المستقلون ونواب التغيير المحسوبون على المعارضة، اذ بعد تفاهمنا على ازعور لتسهيل الامور طالَعنا بعضهم بطروحات «عجيبة غريبة» ومنها رفض الاصطفافات الطائفية والمذهبية، ولكن اي انتخابات مهما كان نوعها ستكون وفق اصطفافات معينة وعلى الشخص ان يختار بين مرشحَين على الأقل، اي ان رفضها يعني عدم انتخاب احد. كما ان كل نائب في البرلمان يمثل طائفة معينة «شاء ام ابى»، وبالتالي هؤلاء النواب يتلطون خلف هذه الذرائع لعدم تحمل مسؤولياتهم.
اضاف: ان هناك ايضا من بدأ بطرح اسماء اخرى لن تنال الا بعض الاصوات، ما يعني استحالة وصولها الى سدة الرئاسة، الامر الذي لن يأتي بأي نتيجة سوى عرقلة الانتخابات»، رأى جعجع ان «محور الممانعة عطّل وسيتابع هذا المسار الا اننا لا ندري اذا هؤلاء النواب يدركون انهم في تصرفاتهم هذه يساهمون في ذلك ايضا.
عطية» 10 نواب خيار وسط
وكشف النائب سجعان عطية ان كتلة الاعتدال (7 نواب) مع النائبين عماد الحوت ونبيل بدر، اضافة الى جميل عبود ونعمة افرام (الذي سيصوت لازعور) اضافة الى النائب عبد الرحمن البرزي، وهو العدد 10 الذي سيسير باتجاه بالمرشح الثالث.
وقال شربل مسعد ان كتلة صيدا (3 نواب) تبحث عن خيار ثالث.
جلسة الحكومة غداً
دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى عقد جلسة لمجلس الوزراء في السرايا عند الثالثة من بعد ظهر غدٍ الثلاثاء الواقع في 13-06-2023، «للبحث في موضوع النازحين السوريين، وموضوع طلب وزارة العدل الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع محاميين فرنسيين للمعاونة في الدعوى المقدمة من الدولة الفرنسية في ملف كوساكوفا ورفاقها»، في الدعوة المقامة في فرنسا لإسترداد حقوق الدولة.
ويفترض حسب المعلومات ان يتناول موضوع النازحين الخطوات التي قطعتها خطة العودة موضوع الداتا المحجوز لدى مفوضية شؤون اللاجئين، وتشكيل وفد وزاري لزيارة دمشق لبحث الموضوع، على ان تلي ذلك زيارة وزي المهجرين عصام شرف الدين الى العاصمة السورية للتحضير مع الوزراء السوريين المعنيين في موضوع الزيارة.
***********************
افتتاحية صحيفة الديار
الرياض لن تخوض معركة كسر حزب الله… «التغييريّون» المتردّدون سيُصوّتون لأزعور
«الثنائي الشيعي»: رئيس بختم أميركي ممنوع! … صيف من دون رئيس؟! – بولا مراد
يواصل فريقا الصراع الرئاسي المتمثلان بـ«الثنائي الشيعي» وحلفائه من جهة، وقوى المعارضة و «التيار الوطني الحر» من جهة اخرى، ضغطهما الحثيث على النواب الذين لم يحسموا خياراتهم بعد بمحاولة لكسبهم لصفهم. ولعل ما بات محسوما حتى الساعة ان عدد الاصوات التي سينالها الوزير السابق جهاد أزعور قد تلامس الـ60، فيما ستلامس اصوات رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الـ 50. وأكد احد نواب «التغيير» لـ «الديار» ان النواب 6 الذين لم يحسموا خيارهم بعد يتجهون الى التصويت لأزعور، وان كان النائب ابراهيم منيمنة لا يزال مترددا.
الرياض خارج الحلبة؟
ولم يحسم حتى الساعة عدد من النواب المستقلين، وابرزهم نواب «الاعتدال الوطني» ونواب صيدا وجزين ونواب «التغيير» الذين اعلنوا صراحة انهم لن يعطوا اصواتهم لأزعور، لمن سيقترعون يوم الاربعاء، بعدما اجتمع بعضهم بالوزير السابق زياد بارود، وكانوا ينوون التصويت له، فتمنى عليهم عدم القيام بذلك.
وقالت مصادر مطلعة عن كثب على الحراك الرئاسي الحاصل ان «موقف بارود لا يعني انه مترفع عن الرئاسة، لكنه يعي ان المرحلة هي مرحلة حرق اوراق، وبالتحديد ورقتا ازعور وفرنجية، على ان تكون الفترة المقبلة مخصصة للاســماء الجــدية لتولي الرئاسة، ومن بينها بارود كما قائد الجيش العماد جوزيف عون، الوزير السابق ناجي البستاني وغيرهم».
ولفتت المصادر الى ان «النواب المقربين من الرياض لن يعطوا اصواتهم لازعور، وهو ما يؤكد ان السعودية ليست بصدد الدخول في معركة كسر حزب الله، في مرحلة شديدة الحساسية على طريق استعادة العلاقات الطبيعية بين المملكة العربية السعودية وايران». واشارت المصادر في حديث لـ«الديار»: «يبدو ان هناك اشارات واضحة من السعودية، ومفادها وجوب عدم المجازفة بالدخول في لعبة غير محسوبة النتائج، خاصة بعد اعلان حزب الله ازعور مرشح تحدٍ».
وقد ذهب المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قبلان ابعد من ذلك يوم امس، معبرا عن موقف «الثنائي الشيعي»، واصفا الأمور بـ «الخطيرة والتاريخية»، معتبرا انه «من المهمّ أن يفهم اللّبنانيّون الأمور الآتية: أوّلًا موضوع رئيس الجمهوريّة كبير وخطير وبحجم سيادة لبنان، ثانيًا لا يمكن تمرير انتخاب رئيس جمهوريّة غير ميثاقي وإلى الأبد، ثالثًا، أصابع الطّبخة الأميركيّة المسمومة مكشوفة، ورئيس بختم أميركي ممنوع».
معارضون مستاؤون
في هذا الوقت، واصلت قوى المعارضة و»التيار الوطني الحر» بالتنسيق والتعاون مع بكركي، عملية اقناع النواب المترددين بالتصويت لازعور، فيما يهتم رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون شخصيا باقناع نواب «لبنان القوي» «المنتفضين» بأن يصبوا جميعا لازعور، باعتبار ان قيادة التيار كانت قد وعدت قيادات المعارضة انها ستؤمن ١٧ صوتا لازعور. وبحسب المصادر، فان ذلك سيشكل «تحديا كبيرا للثنائي عون- باسيل لجهة ما اذا كانا ما زالا ممسكين بالتيار والقرار فيه، ام ان الامور خرجت عن سيطرتهما، وهذا سيكون كمنعطف خطر جدا في تاريخ التيار».
من جهته، فعّل رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ضغوطاته لجمع اكبر عدد من الاصوات لازعور، بحيث تؤكد المعلومات ان الجهود تتركز على تأمين ٦٥ صوتا له في الدورة الاولى. واعتبر جعجع ان «من سيلجأ في 14 حزيران الى الأوراق البيضاء أو الأسماء التي لا أمل لديها، سيساهم مع محور الممانعة في التعطيل».
ووصف احد نواب المعارضة الحركة التي يقوم بها بعض النواب المستقلين الاقرب للجو المعارض بـ «المعيبة». واضاف في حديث لـ «الديار»: «في مرحلة مفصلية وتاريخية لا يمكن للسياديين الوقوف على الحياد، ولعل الاخطر ان هؤلاء لا يقفون على الحياد انما يعملون على احباط مشروعنا. عسى ان يقتنعوا بخطورة ما يقومون به ويعودون الى رشدهم قبل يوم الاربعاء المقبل».
تعطيل نصاب الدورة الثانية
ورجحت مصادر مطلعة ان تنتهي الجلـــسة الرئاسية المقــبلة لتعـــطيل نصاب الدورة الـــثانية، والعودة الى تجميد الجــلسات، في ظل تمــسك فريقي الصراع بمرشحيهما.
وقالت المــصادر: «ما دام الصــيف واعدا ســياحيا، الارجح ان تمر الاشــهر الـ3 المقــبلة من دون رئيس، على وقع تبادل اتــهامات التعــطيل بين القوى المخــتلفة، بانتظار ان يتفرغ الخارج للــبنان لصياغة تفــاهم ما قد يفضي الى وضع حد للشغور في سدة الرئاسة مطلع الخريف المقبل».
***********************
افتتاحية صحيفة الشرق
الجلسة ستعقد وانتخاب رئيس مؤجّل
«استراحة محارب» أخذها الفريقان المتنافسان رئاسيا في عطلة نهاية الاسبوع، عشية المنازلة الكبرى التي ستشهدها ساحة النجمة الاربعاء المقبل. لكن السكون الظاهر هذا، لا يعكس ابدا الغليان داخل المخيمين اللذين ينشغلان في الكواليس، في محاولة استمالة اصوات النواب المترددين الذين لم يحسموا خياراتهم بعد، علما ان الجانب الداعم للوزير السابق جهاد أزعور مرتاح الى التقدّم الذي سيحققه في الجلسة الانتخابية الرقم 12 على غريمه. اما الجهة المؤيدة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فتتحدث ايضا عن مفاجآت مرتقبة، الا ان نبرة أركانها وإعلامها المتشنّجة، التي لا تخلو من التهديد والوعيد، من قَبيل «لا تخطئوا الحساب» و»مسؤوليتنا قطع الطريق على الفتنة»، المعطوفة الى إصرارها على التوافق والحوار بدلا من الركون الى اللعبة الديموقراطية وقواعدها، لا يوحيان بأن 8 آذار واثق من فوز مرشّحه، بل على العكس.
لا انتخاب؟
على اي حال، الاربعاء لناظره قريب. وفي الجلسة التي يُتوقّع ان يتم تطيير نصاب دورتها الثانية، مِن قِبل الثنائي الشيعي وحلفائه، سيما اذا لامس سكور ازعور في الدورة الاولى الـ65 صوتا، ستُحدَّد الأحجام وسيعرف كل فريق حدودَ قدرته على «المكابرة» وعلى التمسك بمعادلة «مرشحي او لا احد». ووفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ»المركزية»، من المستبعد ان يحصل انتخاب الاربعاء «الا اذا».. الا اذا حسم كل النواب «الرماديين» حتى الساعة، موقفهم لصالح فرنجية او أزعور، فيُنتخب من الدورة الاولى بـ86 صوتا، الامر شبه المستحيل.
بلورة المواقف
واذ تستمر الاتصالات بين عدد من نواب التغيير وازعور وبين بعضهم البعض لحسم وِجهتهم الاربعاء، سيجتمع عدد من الكتل تباعا مطلع الاسبوع لتحديد خياره الانتخابي، ومنهم نواب بيروت المستقلون في دارة النائب نبيل بدر على الارجح، وتكتل الاعتدال الوطني ونواب الجنوب المستقلون والطاشناق.. علما ان هذه الاطراف كلّها اكدت رفضها تطيير نصاب الجلسة واشارت الى انها ستشارك فيها.
فرنجية وازعور
وسط هذه الاجواء الضاغطة، تحدث المرشح فرنجية في ذكرى مجزرة اهدن في قصر الرئيس فرنجية في اهدن. فهاجم خصومه الذين تقاطعوا من اجل قطع الطريق امامه . واستبعد انتاج رئيس في هذا الجو ، معتبرا اننا ذاهبون الى خنادق سياسية ، مؤكدا استعداده للحوار.
ومن جهته، تحدث المرشح جهاد ازعور وكد انه ليس مرشح مواجهة وانه منفتح للحوار مع الجميع .
موقف خليجي
من ناحية ثانية ، عبر مجلس التعاون الخليجي في اجتماعه امس، «عن مواقف مجلس التعاون الثابتة مع الشعب اللبناني الشقيق ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية. مؤكداً أهمية تنفيذ الإصلاحات الهيكلية الشاملة التي تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهاب أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشدداً على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها، ولا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال تستهدف أمن واستقرار المنطقة».
ودعا المجلس في بيان «الأطراف اللبنانية لاحترام المواعيد الدستورية وتطلع إلى انتخاب رئيس للبلاد وفقاً للدستور اللبناني، والعمل على كل ما من شأنه تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في الاستقرار والتقدم والازدهار، مشيداً بجهود أصدقاء وشركاء لبنان لاستعادة الثقة وتعزيز التعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ الأمن».
لا تخطئوا الحساب
ليس بعيدا، واصل حزب الله حملته على الفريق الآخر، مؤكدا ان مَن تقاطعوا لعزله عبر قطع الطريق على مرشّحه، سيفشلون، داعيا في الوقت عينه الى الحوار، رغم تمسكه بفرنجية، وهو ما سمعه الموفدان البطريركيان في الضاحية وعين التينة. في السياق، أكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أنه «أمام أزمات البلد المتراكمة يجب أن تكون المرحلة مرحلة إنقاذ وليس الإنقلاب على التوازنات الداخلية الحساسة». وأشار قاووق من جبيل الى أن «لبنان يحتاج إلى تقاطعات وطنية تنقذه من الانهيار وتحصنه من الفتنة، إلى تقاطعات تصب في المصلحة الوطنية لا في مصلحة أشخاص، ونقول للذين يحمسون والذين يتحمسون، لا تخطئوا بالحسابات ولا تأخذكم الحماسة الزائدة إلى المزيد من الرهانات الخاسرة». وقال «الاصطفافات المستجدة في ملف الرئاسة أكدت هواجسنا الوطنية وفضحت النوايا المبيتة، ومسؤوليتنا الوطنية تفرض علينا تحصين الساحة وقطع الطريق على الفتنة، وإن تبني حزب الله للحوار غير المشروط سواء على مستوى المشاركين أو المرشحين هو موقف جدي وليس مناورة سياسية أو إعلامية».
تحرّك دولي
وفي ظل الاستعصاء الرئاسي والشرخ الرئاسي العمودي، الذي تدل تصريحاتُ «الحزب» الى انه سيستمر، تتجه الانظار الى زيارة مرتقبة للمبعوث الرئاسي الفرنسي الجديد الى لبنان جان ايف لودريان، حيث من المتوقع وفق مصادر مطّلعة ان يحط في بيروت الاسبوع الطالع حاملا دعوة دولية «جامعة» الى الإسراع في اتمام الانتخابات الرئاسية والى ايجاد السبل الآيلة الى التوافق لانجازها. وبحسب المصادر، فإن الموقف الفرنسي المستجد غيرَ المنحاز لمرشح او طرف، سيساعد في حلحلةٍ اسرع للمعضلة الرئاسية. ومن غير المستبعد ان يعمل «الخماسي الدولي» على تسويةٍ ما، تنطلق بعد جلسة الاربعاء، تقوم على تخلّي الفريقين المتنافسين عن مرشحَيهما لصالح ثالث، على ان يشمل الحلُ الحكومةَ العتيدة، رئاسةً ومشروعا، ايضا.
جعجع – طراف: ليس بعيدا، بحث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مع سفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف، المستجدات السياسية المحلية ولا سيما انتخابات رئاسة الجمهورية، إضافة الى آخر التطورات الاقليمية والدولية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :