افتتاحية صحيفة البناء
الجيش والشعب في العرقوب يدافعان عن السيادة… وأدعياؤها ينشغلون بالتطبيع… و»القومي» يحيي «تقاطع جهاد أزعور» يعترف بالفشل بتأمين الـ 65 صوتاً… ومؤيدو فرنجية يستعدّون لما بعد الأربعاء ظهور كتلة بيضة قبان من 28 نائباً تضمّ 10 من الاعتدال و9 من التغيير و5 من التيار و4 مستقلين
على الحدود كان الوطن يصرخ، وكان الشعب والجيش ومن خلفهما المقاومة في حال مواجهة وجهوزية، والعنوان هو قرار حكومة الاحتلال بالاستعداد للحرب عبر العودة لبناء جدار عازل يكرّس وضع اليد على الأراضي اللبنانية المحتلة التي يتمسّك لبنان بهويتها الوطنية، ويخوض معركة منع ضمّها منذ العام 2000، بينما السياسة في لبنان كما كانت دائماً منقسمة بين مَن يقفون مع الحقوق الوطنية ويتمسكون بـ ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، ومن يلوكون أحاديث السيادة لغواً فارغاً ويتهرّبون من مسؤولياتهم الوطنية بحدها الأدنى، بل إن بعضهم لم يتورع عن جعل الدفاع عن «المطبّعة» الكويتية فجر السعيد التي نبذها الكويتيون، بينما لبنان في ذروة المواجهة الدائرة حول أرض كفرشوبا والعرقوب وإصابة العشرات من الأهالي خلال المواجهات، رغم مشهد الكبرياء الوطني والعنفوان الذي أظهره الجيش اللبناني بقرار قيادته وحضور ضباطه وجنوده.
رئاسياً، ثلاث ظواهر أبرزتها تحرّكات الأمس، الأولى بدء نزول جماعة «تقاطع جهاد أزعور» عن شجرة الغلوّ والتباهي، التي أطلقها انضمام اللقاء الديمقراطي بعد التيار الوطني الحر إلى صفوفهم، واعتراف أركان «التقاطع» بالفشل في جمع 65 صوتاً لصالح مرشح التقاطع جهاد أزعور، وهو ما ظهر في النبرة العدائية والانفعالية لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بحق النواب الذين قرّروا التمايز عن الاصطفاف الحاد طلباً للتوافق بمحاولة تسمية مرشح ثالث متهماً هؤلاء بإضاعة فرصة انتخاب ازعور. والظاهرة الثانية كانت انتقال موقع ودور بيضة القبان الانتخابية من التيار الوطني الحر ثم اللقاء الديمقراطي، بعد انضمامهما بسحر ساحر إلى التقاطع، ليرسو الدور عند مجموعة النواب التي تقارب الـ 28 نائباً، والتي قرّرت عدم السير بالمرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، على الأقل في الدورة الأولى، وكتلة بيضة القبان تتكوّن من 4 نواب مستقلين و10 نواب من كتلة الاعتدال، و5 نواب من التيار الوطني الحر، و9 من نواب التغيير، منهم 6 تجري معها اتصالات للانضمام الى تقاطع أزعور، ويحول بينها وبين الانضمام الخشية من قواعد شعبيّة تعتبر أزعور رمزاً للمنظومة التي قامت بوجهها ثورة 17 تشرين، وتعتبر التحالف مع التيار الوطني الحر بعد التحالف مع حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي خيانة لمنطلقات «الثورة»، وشعار «كلن يعني كلن». أما الظاهرة الثالثة فهي أن مؤيدي ترشيح سليمان فرنجية، وقد نجحوا باحتواء انضمام اللقاء الديمقراطي الى تقاطع أزعور، وتيقنوا من عجز المتقاطعين عن تأمين الـ 65 صوتاً، ومن إمساكهم بالقدرة على تعطيل النصاب، بدأوا يستعدون لما بعد جلسة الأربعاء، في جلسة قد لا تنعقد قبل شهور طويلة.
وبعد موقف كتلة اللقاء الديموقراطي بالتصويت للوزير السابق جهاد أزعور تكثفت الاتصالات على كافة الخطوط السياسية بموازاة حركة خارجية نشطة باتجاه لبنان، ستبدأ مع وصول وزير الخارجية الفرنسي السابق جون إيف لودريان الى بيروت قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وغص الوسط السياسي والإعلامي بسيلٍ من التحليلات لأبعاد خيار رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يعكس موقفاً خارجياً تجاه لبنان، وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء»، رابطة بين موقف الاشتراكي بكلمة سر وصلت الى الفريق الأميركي في لبنان للسير بمرشح مواجهة ضد المرشح المدعوم من الثنائي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وتساءلت عما يجمع القوات اللبنانية والكتائب مع التغييريين والتيار الوطني الحر غير قرار خارجي أميركي – سعودي – قطري بموافقة فرنسية ظهرت بتبديل الإدارة الفرنسية المسؤول عن الملف اللبناني باتريد دوريل بالوزير السابق لودريان وإيفاده الى لبنان لطرح صيغة معدلة للطرح الفرنسي السابق بدعم فرنجية، ما سيأخذ البلد إلى تصعيد كبير ومواجهة حاسمة ستطيّر جلسات انتخاب الرئيس وتطيل أمد الفراغ في رئاسة الجمهورية.
وتداعت الكتل النيابية للاجتماع والتشاور لاتخاذ مواقفها النهائية في جلسة 14 حزيران لا سيما النواب التغييريين والمستقلين الذين لم يحسموا أمرهم حتى منتصف ليل أمس، باستثناء مارك ضو ووضاح الصادق وميشال الدويهي وفق معلومات «البناء»، أما النواب التغييريون الآخرون فيعقدون اجتماعات مع عدد من النواب المستقلين من كتلة صيدا – جزين للتصويت لخيار ثالث غير أزعور وفرنجية، والمرجح أن يكون الوزير السابق زياد بارود. وبالتوازي يجري تفاوض بين هؤلاء النواب والتيار الوطني الحر بعيداً عن الإعلام للتوافق على مرشح ثالث كالوزير بارود يوافق عليه حزب الله وحركة أمل مقابل التنازل عن فرنجية.
وفي سياق ذلك، أفادت مصادر إعلامية بأن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أسرَّ إلى نواب من التيار بأن خياره الرئاسي في المرحلة الثانية هو بارود. وذكرت المصادر أن باسيل أخطر نواباً من التيار بأنهم إن حصلوا على تعهّد من حزب الله بالتخلي عن فرنجية فسيقابل ذلك بإسقاط جهاد أزعور.
إلا أن «التيار» نفى نفيًا تامًّا، ما أوردته إحدى القنوات من كلام مضلّل منسوب لرئيس التيار جبران باسيل بشأن الاستحقاق الرئاسي، واعتبر التيار الوطني أنّ القناة «تقوم بحملة تشويش باتت أهدافها معروفة، ومكشوفة».
وعلمت «البناء» أن الجزء الأكبر من قوى التغيير والمستقلين سيصوّتون لبارود لكي ينال عدداً وازناً من الأصوات يسمح بتقديمه كمرشح تسوية بعد سقوط أزعور وفرنجية.
وأشارت النائبة بولا يعقوبيان الى ان «6 نواب من قوى التغيير لا يزالون في مرحلة التداول والمشاورات مستمرة في ما بينهم ومع مجموعاتهم وقواعد 17 تشرين على أن يُصدروا موقفاً موحداً».
وإذ لفتت مصادر سياسية الى أن الجميع ينتظر الحراك الخارجي وزيارة لودريان وجولة متوقعة للسفير السعودي في لبنان على بعض المرجعيّات، متوقعة مفاجآت حتى موعد الجلسة، أشارت أوساط الثنائي لـ»البناء» الى أن إصرار الفريق الآخر على ترشيح أزعور وطرحه بهذا الشكل الاستفزازي يحمل مشروع مواجهة ويُودي بالبلد الى مزيد من التوتر والتفجير لأنه يخفي مخططاً خارجياً أميركياً – اسرائيلياً جديداً للبنان للجم انعكاسات المتغيرات الإقليمية على لبنان الذي يشكل مصدراً لتهديد أمن إسرائيل»، ولذلك اجتمعت الأضداد السياسية في الداخل بعدما وصلت كلمة السر الخارجية»، متسائلة لماذا يصرّون على أزعور ويعرفون بأنه لن يمر؟ وأكدت المصادر تمسك الثنائي بفرنجية الذي نرى فيه الرجل الذي يناسب المرحلة.
وحتى يتضح المشهد الانتخابي في جلسة 14 حزيران ترسم سيناريوات عدة للجلسة، منها أن يعمد فريق الثنائي الى ممارسة حقه الدستوري وعدم المشاركة في الجلسة من الدورة الأولى وبالتالي عدم انعقاد الجلسة، أو الخروج من الجلسة من الدورة الثانية وفرط النصاب، أو حصول تصويت في الجلسة الأولى والثانية من دون حصول أي من المرشحين على 65 صوتاً، والاحتمال الرابع أن يؤمن الثنائي النصاب وينتخب أزعور بالـ 65 صوتاً ويرمي كرة نار الأزمة والانفجار إلى فريق المعارضة لإنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي والمالي. لكن مصادر «البناء» رجّحت خيار فرط النصاب من الجلسة الأولى أو الثانية.
رأى رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك أن «الفراغ ما زال سيّد الموقف، ومن البداية الى اليوم موقفنا واضح من هذا الاستحقاق الرئاسي، قلنا وما زلنا نردد إننا نريد الرئيس الجامع المنفتح على جميع المكونات، رئيساً لجميع اللبنانيين من دون تمييز، وصاحب موقف ومبدأ وقوة على المواجهة والصمود في وجه ما يخطط للبنان من مشاريع. ومن هذا المنطلق كان تأييدنا ودعمنا للمرشح رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية، لأننا نرى فيه هذه المؤهلات وله القدرة على معالجة جميع الملفات، خصوصاً ملف النازحين السوريين وترتيب العلاقة مع سورية وجميع الدول العربية والخليجية والمنفتح على دول العالم ما عدا العدو الإسرائيلي».
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة المطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وفي حين اكتفى العمار بالقول إن اللقاء كان جيداً، يفترض أن يصدر عن بكركي بيان يتطرق الى فحوى المحادثات.
وكان جنبلاط استقبل مساء الخميس في كليمنصو، عبد الساتر والعمّار موفدين من البطريرك الراعي، في حضور رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، الوزير السابق غازي العريضي، حيث جرى بحث المستجدّات السياسية الراهنة.
على صعيد آخر، أعلن الجيش اللّبناني أنه نفذ انتشارًا في المنطقة الحدودية في كفرشوبا بمواجهة العدو الإسرائيلي. وفي التفاصيل، فقد تجمّع عدد من المواطنين في خراج بلدة كفرشوبا بالقرب من بركة بعثائيل، وذلك لإقامة صلاة الجمعة، اعتراضاً على قيام القوات الاسرائيلية بأعمال الحفر بالقرب من الخط الأزرق الذي يفصل الأراضي المحتلة عن الأراضي المحرّرة قي خراج البلدة.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي، تعليقاً على ما يجري في كفرشوبا، إن «جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض، وقد كانوا على الأرض منذ البداية لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية ولإرساء الهدوء والمساعدة في تخفيف حدة التوتر». أضاف «اننا نحث الأطراف على استخدام آليات التنسيق التي نضطلع بها بشكل فعال لمنع سوء الفهم والانتهاكات والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة». وتابع «ان «اليونيفيل» على اتصال بالأطراف وتسعى جاهدة لإيجاد حلول. وندعو كلا الجانبين إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر على طول الخط الأزرق».
وشارك الحزب السوري القومي الاجتماعي في الوقفة الاحتجاجية بوجه الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتكرّرة في منطقة تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، والتي دعا إليها اتحاد بلديات العرقوب بمشاركة فاعليات سياسية وخزبية وروحية واجتماعية.
وضمّ وفد الحزب العميد سعيد معلاوي، وكيل عميد التنمية الإدارية أنور أبو سعيد، نائب رئيس هيئة المؤتمر القومي لبيب سليقا، منفذ عام حاصبيا أسامة القادري، مدير مديرية كفرشوبا خالد القادري وعدد من القوميين والنسور الذين تقدّموا مع الأهالي وأزالوا الشريط الشائك الذي استحدثه العدو.
الى ذلك، نبه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة «داعش» المنعقد في الرياض، إلى أن «ستمرار سياسة إبقاء النازحين السوريين، الذين قارب عددهم المليونين والمتواجدين بصورة خاصة في شمال وشرق لبنان، في ظروف إنسانية صعبة وتزداد صعوبة في ظل أسوأ أزمة منذ تأسيسه، من شأنها أن تسهل تجنيدهم واستقطابهم من قبل الإرهابيين وتحويلهم إلى قنابل موقوتة وخلايا ناشطة تهدد الأمن والاستقرار، سواء في أماكن تجمع النازحين، أو حتى في بؤر تواجدهم داخل المناطق اللبنانية الفقيرة التي تستضيفهم».
وشارك الحزب السوري القومي الاجتماعي في الوقفة الاحتجاجية بوجه الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتكرّرة في منطقة تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، والتي دعا إليها اتحاد بلديات العرقوب بمشاركة فاعليات سياسية وحزبية وروحية واجتماعية.
ضمّ وفد الحزب العميد سعيد معلاوي، وكيل عميد التنمية الإدارية أنور أبو سعيد، نائب رئيس هيئة المؤتمر القومي لبيب سليقا، منفذ عام حاصبيا أسامة القادري، مدير مديرية كفرشوبا خالد القادري وعدد من القوميين والنسور الذين تقدّموا مع الأهالي وأزالوا الشريط الشائك الذي استحدثه العدو.
************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
الرئاسة: معركة أصوات الدورة الأولى
بكركي تقود جمع الناخبين لأزعور: نريد 65 صوتاً من الدورة الأولى
تبيّن أن الحوار الذي كان مفترضاً أن تقوده بكركي حول الملف الرئاسي، لا يعدو كونه جولة علاقات عامة، عنوانها تثبيت ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، ولا تقتصر على كلام عام حول غالبية مسيحية تريده رئيساً، بل تترافق مع نشاط محموم من جانب القوى التي رشّحته، وفي مقدّمها بكركي نفسها، لتوفير 65 صوتاً له من الدورة الأولى، من منطلق أن مع توافر النصف زائداً واحداً له، لن تعود هناك أهمية لتعطيل النصاب في الدورة الثانية، وتنطلق معركة تثبيته رئيساً.
وبعدما ثبّت الرئيس نبيه بري الجلسة في موعدها المقرر، لم تصل إلى بيروت إشارات خارجية جديدة، باستثناء وساطات تتولاها دولة عربية تحت عنوان «فتح كوة في جدار الصمت» بين الأطراف الرئيسية. فيما يعوّل فريق أزعور على أن حصوله على 65 صوتاً من الجولة الأولى، أو على فارق كبير لمصلحته بينه وبين فرنجية، سيكون كافياً لتعديل مواقف الدول الخارجية المعنية بالملف الرئاسي تحت وطأة التوافق المسيحي.
في غضون ذلك، يُفترض أن تعود إلى بيروت خلال ساعات السفيرة الفرنسية آن غريو التي طلب مكتبها مواعيد مع عدد من المسؤولين، لإطلاعهم على خلفية قرار الرئيس إيمانويل ماكرون تعيين الوزير السابق جان إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان، فيما لم يُعرف ما إذا كان الأخير سيزور بيروت قريباً.
وحتى مساء أمس، كان البطريرك بشارة الراعي قد تواصل شخصياً مع عدد من النواب المسيحيين المتردّدين لإقناعهم بأن التصويت لأزعور هو تصويت لبكركي. فيما واصلت قيادة التيار الوطني الحر العمل مع النواب المعترضين لإقناعهم بتغيير رأيهم، وكذلك مع كتلة حزب الطاشناق الذي لم يعلن موقفاً نهائياً بعد.
وعُلم أن الاتصالات والضغوط التي يقوم بها داعمو أزعور والوزير السابق سليمان فرنجية، تتركز على النواب الذين يقفون في الوسط، بغية جمع أصوات الدورة الأولى، كون الجميع يتصرف وفق احتمال كبير بأن يتم تعطيل نصاب الدورة الثانية. وبالتالي تأجيل الانتخابات إلى موعد آخر، قد لا يتم تحديده في ختام الجلسة نفسها.
وفيما تقول مصادر الثنائي الداعم لفرنجية إن «الجلسة قائمة»، أكدت أن لها الحق في استخدام حق تعطيل الجلسة وفرط النصاب لمنع وصول أزعور، مشيرة إلى أن «المعركة معركة نقاط لا معركة انتخاب». ونقلَ زوار بري عنه أمس أنه أبدى «أسفاً كبيراً لتحويل الأزمة الرئاسية إلى أزمة طائفية وهي ليست كذلك». وعن اللقاء الذي جمعه ورئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، موفديْن من البطريرك الراعي، قالت مصادر عين التينة إن «المطرانين نقلا رسالة من الراعي تؤكد ضرورة الحوار بين الجميع مع التشديد على عدم الاصطدام بالتوافق المسيحي»، وأن بري أكّد أن «الثنائي سيصوّت لفرنجية في الجلسة المقبلة، ولتأخد اللعبة الديمقراطية مداها، وعبّر عن استياء كبير من اللغة الطائفية التي يستخدمها البعض لمآرب شخصية سياسية».
أما في ما يتعلق بنواب «التغيير»، فيبدو حتى الآن أن ثلاثة منهم حسموا خيار التصويت لأزعور، وكانوا جزءاً من التقاطع المسيحي بين القوات والكتائب والتيار الوطني الحر مع آخرين، وهم مارك ضو وميشال دويهي ووضاح الصادق. فيما أكدت النائبة حليمة قعقور رفض الدخول في أيّ من التسويات.
وفي موازاة مساعي بعض النواب المستقلين لإقامة تحالف يصوّت للوزير السابق زياد بارود كخيار ثالث، وقد عُقد اجتماع بين بعض هؤلاء وبارود، فيما هاتف آخرون أزعور الموجود في الولايات المتحدة والذي يتردد أنه سيحضر إلى بيروت قريباً. وفُهم أن «جهات نافذة» تسعى مع النائبة بولا يعقوبيان لإقناعها بالعمل على جذب ثلاثة نواب على الأقل من المتردّدين للتصويت لمصلحة أزعور، خصوصاً النائب فراس حمدان، تحت عنوان أن كل النواب الدروز يقفون مع أزعور في مواجهة الثنائي أمل وحزب الله. ولم يتسنَّ الوقوف على رأي حمدان نفسه. فيما قرّر النواب إبراهيم منيمنة وملحم خلف ونجاة صليبا إجراء مزيد من المشاورات قبل حسم موقفهم النهائي.
*************************
افتتاحية صحيفة النهار
“الأربعاء المفصلي” يطلق العنان لمواجهة قاسية
اخترقت “الوقفة” الاهلية والعسكرية في كفرشوبا امس المشهد الداخلي وأشاحت الأنظار لبعض الوقت عن مناخ سياسي مشدود آخذ بالسخونة تصاعديا حتى ان التوتر السياسي بدا اشد حساسية ودقة، وربما خطورة، من التوتر الميداني الذي شهدته المواجهة بين مجموعات من أهالي منطقة العرقوب والجيش اللبناني من جهة والقوات الإسرائيلية في الجهة المقابلة. وإذ مرت وقفة كفرشوبا بسلام في نهاية الامر من دون ان تتطور الى احتكاك عسكري، فان الحسابات السياسية والاستنفار السياسي والنيابي الواسع استعدادا لليوم المفصلي الاربعاء المقبل، موعد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية، شكلت اطارا للأجواء مشوبة بالكثير من الغموض والترقب نظرا الى صعوبة الجزم من الان بالاحتمالات التي تضرب اخماسها باسداسها لدى جميع القوى الداخلية . كما ان راصدي الأجواء المحتدمة داخليا سجلوا استنفارا ديبلوماسيا واسعا لدى البعثات الديبلوماسية في لبنان اذ ان التطورات التي سجلت أخيرا اعادت تزخيم الاهتمام الخارجي بالازمة الرئاسية في لبنان خصوصا في ظل المشاورات التي جرت بين عدد من الدول المنضوية في اطار مجموعة الدول الخماسية المعنية بلبنان ولا سيما بين فرنسا والمملكة العربية السعودية وقطر في اليومين الأخيرين والاستعدادات الجارية لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي الجديد جان ايف لودريان لبيروت الأسبوع المقبل.
والحال ان الاحتدام السياسي اتخذ وجها مختلفا عن الأشهر السابقة من فترة الشغور الرئاسي اذ بدا الواقع السياسي والنيابي كأنه على مشارف مواجهة لم يسبق ان خاض مثلها مجلس النواب في الجلسات الـ11 السابقة نظرا الى تصاعد حدة الصراع السياسي بين اطراف المواجهة من جهة، وتبدل ظروف المواجهة في ظل ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور من جانب المعارضة و”التيار الوطني الحر” من جهة أخرى. ولم تخف أوساط سياسية ونيابية معنية بالاستعدادات والاتصالات المحمومة التي تشهدها كل خطوط القوى السياسية والكتل النيابية ومحاورها، الخشية من ان تدفع الأجواء الساخنة التي تطبع المواجهة نحو مفاجأت غير محسوبة عشية الجلسة او بالتزامن مع موعدها اذ ان ميزان القوى الجديد الذي يترسخ تباعا وان لم يلغ بعد الحدود الكافية لتوقعات حاسمة وواضحة نهائيا، بدأ يرسم مجموعة محاذير على كل من الفريقين الداعمين للمرشحين سليمان فرنجية وجهاد ازعور بما يفتح باب الاحتمالات والسيناريوات الغامضة ، على الغارب ولو ان السيناريو الأكثر رجحانا وتداولا هو انعقاد الدورة الأولى من الجلسة وتطيير نصاب الدورة الثانية.
واذا كانت القوى الداعمة لترشيح ازعور تبدو “واثقة من انه سيحقق رقما اكبر من عدد الأصوات التي سينالها فرنجية”، فان القوى الداعمة للأخير وفي مقدمها الثنائي الشيعي تتحدث عن “مفاجأت ستصدم داعمي ازعور”، علما ان الأيام المتبقية الفاصلة عن موعد الجلسة ستشهد تركيزا غير مسبوق على استمالة النواب المترددين او الذين لم يحسموا مواقفهم بعد، وسط خشية من لجوء معظم هؤلاء الى الأوراق البيضاء كلما تصاعدت حدة المواجهة وجعلتهم موضع تجاذب عنيف بين داعمي المرشحين. ولذا سيكون في رأي هذه الأوساط صعبا للغاية ان ترسو الصورة التقريبية المرجحة للنتائج المرتقبة للتصويت في الدورة الأولى من الجلسة قبل اليومين الاولين من الأسبوع المقبل.
بري والمطرانان
وفي غضون ذلك استقبل رئيس مجلس النواب #نبيه بري في عين التينة المطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي واكتفى العمار بالقول ان اللقاء كان جيدا، فيما أفادت المعلومات ان بري كرر امام المطرانين تمسك الثنائي بترشيح فرنجية وموقفه المعروف من الدعوات الى الحوار. وكان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط استقبل مساء اول من امس في كليمنصو، عبد الساتر والعمّار، في حضور رئيس كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، والوزير السابق غازي العريضي .
وتحدثت معلومات ان البطريرك الراعي يفكر جديا بالدعوة الى قمة روحية بعد جلسة 14 الجاري لمحاولة تخفيف الاحتقان والتأزم.
مواقف
وتعليقا على الواقع الانتخابي أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع “من يريد انتخابات فعلية عليه الاختيار بين المرشحين والا فهو يصوّت لابقاء الفراغ الرئاسي”. وقال “هل يجوز بعد كل ما مررنا به ان نسمع هذا الكلام من نواب انتُخبوا من اجل التغيير؟ او ان نرى نوابا آخرين لم يعجبهم أحد الاسمَين لأن بنظرهم فرنجية مرشح ممانعة وازعور مرشح تسويات، في وقت هناك ايضا نواب يريدون التصويت لمرشح ثالث، في احسن أحواله، سينال 6 او 7 اصوات، الأمر الذي سيعطّل الاستحقاق الرئاسي كما فعل في السابق من صوّت بورقة بيضاء.” واضاف “انطلاقا من الواقعية في العمل السياسي، ولاننا لا نريد استمرار الفراغ الرئاسي علينا اختيار مرشح مقبول بالحد الادنى. اذ كان من اقل الايمان ان نتمسّك بترشيحي او أحد اعضاء تكتل “الجمهورية القوية” او صديق لنا، ولكن ترفّعنا عن هذه المواضيع لاننا لن نصل الى اي نتيجة، فوقع الخيار عندها على تأييد ازعور كي نصل الى حل بـ”حدود الممكن”.
بدوره حذر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل من أن “التوتر الأمني محتمل، ونحمّل حزب الله مسؤولية أي أمر قد يحصل مع أي واحد منا”. ودعا الجميل”، كل مؤيدي وزير السابق #جهاد أزعور الى “عدم الانجرار الى الاستفزاز موضحا ان احتمال أن يتفوّق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على أزعور غير وارد”. وأكد أنه “يجب أن لا يظن المترددون أن أي مرشح غير أزعور سيقبل به الفريق الآخر إذ انه لا يرفض أسماء بل مبدأ مخالفة إرادته ولا علاقة لتجربة أزعور بتجربة النائب ميشال معوّض فأزعور وسطي ولا ينتمي الى أي كتلة”.
في المقابل، أشارت النائبة بولا يعقوبيان الى ان “6 نواب من قوى التغيير لا يزالون في مرحلة التداول والمشاورات مستمرة في ما بينهم ومع مجموعاتهم وقواعد 17 تشرين على أن يُصدروا موقفا موحدا”.
مواجهة كفرشوبا
اما في ما يتعلق بمواجهة كفرشوبا فقد اعلن الجيش أنه “نفذ انتشارًا في المنطقة الحدودية بمواجهة العدو الإسرائيلي. وفي التفاصيل تجمع عدد من المواطنين في خراج بلدة كفرشوبا بالقرب من بركة بعثائيل لإقامة صلاة الجمعة، اعتراضا على قيام القوات الاسرائيلية بأعمال الحفر بالقرب من الخط الأزرق الذي يفصل الأراضي المحتلة عن الأراضي المحررة قي خراج البلدة”. وقال الناطق الرسمي بإسم قوات “اليونيفيل” أندريا تيننتي ان” جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض، وقد كانوا على الأرض منذ البداية لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية ولارساء الهدوء والمساعدة في تخفيف حدة التوتر”. أضاف “اننا نحث الأطراف على استخدام آليات التنسيق التي نضطلع بها بشكل فعال لمنع سوء الفهم والانتهاكات والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة”. وتابع “ان “اليونيفيل” على اتصال بالأطراف وتسعى جاهدة لإيجاد حلول. وندعو كلا الجانبين إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر على طول الخط الأزرق”.
وسادت بعد الظهر حال من الهدوء الحذر في اعقاب سلسلة المناوشات بين المحتجين من ابناء العرقوب والقوات الاسرائيلية والذين تعرضوا لعشرات القنابل الدخانية والمسيلة للدموع، حيث سجلت حالات اختناق لاكثر من ١٢ شابا وقد تمكن المحتجون من ازالة حوالي ٢٠ مترا من السياج الشائك المستحدث .
وكان الجيش الإسرائيلي قد دفع بقوة مدرعة كبيرة الى التلال المشرفة على بركة بعثاييل واتخذت لها مواقع قتالية لتواجه بقوة من الجيش اللبناني مزودة بقاذفات صاروخية واسلحة رشاشة خفيفة وثقيلة.
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
تحوُّل ملموس في موقف التغييريين وترحيب فرنسي بخيار أزعور
“الثنائي” يسعى إلى خسارة مشرِّفة
مع انطلاق العد العكسي لعقد الجلسة الـ 12 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية الاربعاء المقبل، بدا المشهد السياسي محتدماً بين خياري الوزيرين السابقين جهاد ازعور وسليمان فرنجية، وسط تراشق غير مسبوق بين طرفي “تفاهم مار مخايل” السابق، أي “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على خلفية تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن الفشل في توحيد الموقف من تبني خيار “الثنائي الشيعي” ترشيح فرنجية.
ومن خلف الدخان الذي انطلق من هذا التراشق، بات جلياً ان كل جهود فريق الممانعة تنصب حالياً على توفير اكبر قدر ممكن من الاصوات لفرنجية في الدورة الأولى من الاقتراع، للحؤول دون خروج الاخير من السباق برصيد هزيل. من هنا ينصب السعي من جانب هذا الفريق للحصول على تأييد ما يقارب 55 صوتاً، حتى إذا بدأت مرحلة البحث عن خيار رئاسي ثالث، يكون سحب ترشيح فرنجية بمثابة “خسارة مشرّفة”. ولتحقيق هذه الغاية يتكثف سعي “الثنائي”، مدعوماً بكل وسائل “الاقناع” باتجاه ما يسمى فريق النواب الذين يحملون صفة “المترددين” كي ينضموا الى تأييد ترشيح فرنجية او إذا أمكن التصويت بالاوراق البيضاء. وقد نجح مسعى الاوراق البيضاء حتى الآن مع فريق النواب الذين يعارضون من داخل “التيار الوطني الحر” خيار رئيسه النائب جبران باسيل.
وكشفت قناة “أن بي أن” التلفزيونية التابعة للرئيس نبيه بري مساء امس ان فريق الممانعة يستعد للعبور الى ما بعد جلسة الاربعاء، فسألت: “هل يبدأ الحوار المنشود بعد منازلة الرابع عشر من حزيران، اي بعد تحديد موازين القوى داخل مجلس النواب؟ ام ان انتخاب رئيس للجمهورية مرحّل الى ما بعد بعد حزيران؟”.
وعبّر الرئيس نبيه بري عن التمسك بترشيح فرنجية خلال استقباله امس في عين التينة مطران بيروت للطائفة المارونية بولس عبد الساتر ومطران صيدا ودير القمر مارون العمار، موفدين من البطريرك بشارة الراعي.
وقبل زيارة عين التينة زار المطرانان عبد الساتر والعمار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مساء اول من امس في كليمنصو في مهمة مماثلة للقاء بري ونصرالله. وعلم ان جنبلاط ابلغ الموفدين تبني “اللقاء الديموقراطي” برئاسة نجله تيمور ترشيح ازعور وفي الوقت نفسه دعوة “اللقاء” الى الحوار لتسوية الخلافات على الاستحقاق الرئاسي.
في المقابل، أبلغت مصادر بارزة في صفوف النواب التغييريين “نداء الوطن” ان موقف “اللقاء الديموقراطي” الاخير برئاسة النائب تيمور جنبلاط من ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور ترك “تأثيراً كبيراً”، ما ادى الى بدء انضمام نواب من هؤلاء التغييريين الى خيار ازعور، كما فعل النائبان نعمة افرام وجميل عبود، وفق هذه المصادر. وتوقعت جلاء المعطيات على هذا الصعيد في الايام القليلة المقبلة قبل جلسة 14 حزيران. وبلغت آخر التقديرات ان ازعور سينال في جلسة الاربعاء 62 صوتاً ما يضعه على بعد 3 اصوات فقط كي ينهي السباق بالفوز بمقعد الرئاسة الاولى.
وعلمت “نداء الوطن” من مصادر ذات صلة بالادارة الفرنسية، ان تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان اعاد تنسيق سياسة فرنسا تجاه لبنان بين قصر الاليزيه ووزارة الخارجية بعد انقطاع بين الجانبين، وحصر متابعة الملف اللبناني بيد المستشارين الرئاسيين باتريك دوريل وإيمانويل بون، وإبعاد الكي دورسيه عنه. ونتيجة خبرة لودريان الواسعة في التعامل مع لبنان والمنطقة حصر الرئيس ماكرون الملف اللبناني به ما يعني، ان السفيرين دوريل وبون لم تعد لهما صلة به، لكنهما سيتابعان عملهما في سائر الملفات التي كانت تحت إدراتهما سابقاً.
واوضحت المصادر ان التحوّل الفرنسي الذي طرأ حالياً على الموقف اللبناني من الملف الرئاسي، هو “الترحيب بالتوافق العريض” الذي تحقق اخيراً في لبنان على ترشيح ازعور، ما يؤدي الى اخراج لبنان من حالة الجمود التي يراوح فيها منذ وقت طويل. لكن هذا التحوّل، بحسب المصادر، لا يعني ان الحكم الفرنسي قد وضع سابقاً حاملات الطائرات في خدمة مرشح “الثنائي الشيعي” فرنجية، ثم عاد ووضعها اليوم في خدمة مرشح التقاطع ازعور.
وكشفت المصادر ان ما يقال عن علاقات جيدة بين باريس وطهران يترك تأثيراً في لبنان، خطأ جسيم. فهذه العلاقات “سيئة” حالياً، وما يؤكد ذلك، ملف الرهائن الفرنسيين في إيران والذي لا يزال عالقاً من دون حلّ.
وخلصت المصادر الى القول ان “حزب الله” يمارس حالياً “التهويل”، وان باريس على استعداد لتنشيط مساعيها الديبلوماسية حيال لبنان، ولم يتحدد بعد موعد لوصول لودريان الى بيروت.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الجيش اللبناني يستنفر في الجنوب وسط توتر مفاجئ
مواجهات بين مواطنين وقوات إسرائيلية إثر تجريف أراض ٍ في المثلث الحدودي
تطورت المواجهات أمس، بين مواطنين لبنانيين والقوات الإسرائيلية في بلدة كفرشوبا الحدودية، على خلفية قيام جرافات إسرائيلية بتجريف أراضٍ لبنانية في منطقة تقع عند مثلث حدودي بين لبنان وإسرائيل ومنطقة الجولان، واقترابها من أراضٍ متنازع عليها منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، وهو ما دفع مدنيين لبنانيين للوقوف في وجه القوات الإسرائيلية وإلقاء الحجارة باتجاهها.
ويقول لبنان إنَّ إسرائيل لا تزال تحتل أراضي لبنانية في مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، وجزء من قرية الغجر الحدودية، الواقعة على السفح الغربي لجبل الشيخ.
وأدَّى التوتر أمس، إلى تدخل الجيش اللبناني وقيامه بعملية استنفار في المنطقة، واتخاذه وضعيات قتالية في مواجهة القوات الإسرائيلية.
وقالت مصادر ميدانية إنَّ التصدي للجرافات الإسرائيلية كان داخل الأراضي اللبنانية المحتلّة، احتجاجاً على قيام الجيش الإسرائيلي بحفر خنادق في أراضٍ مملوكة للمواطنين، لكنها ما زالت محتلة. واستمرَّ الاستنفار المتبادل على ضفتي الحدود عند «خط الانسحاب» في تلال كفرشوبا، حتى فترة بعد الظهر، في حين دفعت قوات «اليونيفيل» بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة لمنع الاحتكاك بين الطرفين.
وذكرت مصادر ميدانية أنَّ أهالي المنطقة «أزالوا أسلاكاً شائكة وضعتها إسرائيل»، في حين «ردَّت القوات الإسرائيلية بإلقاء قنابل مسيلة للدموع؛ في محاولة لتفريق المحتشدين». وأفادت وسائل إعلام محلية بإصابة مواطن لبناني بالقنابل المسيلة للدموع، كما أصيبت سيارة مدنية بقنبلة دخانية.
ويأتي التوتر الحدودي فيما تستمر الأزمة السياسية في لبنان المرتبطة بانتخابات الرئاسة، وترقب ما يمكن أن تشهده جلسة البرلمان يوم الأربعاء المقبل.
************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
جلسة الأربعاء: الفشل الـ12 .. “التقاطعات” تبحث عن أصوات.. “الثنائي”: ستفشلون
سؤال كبير يحوم في الأجواء الداخلية: هل أنّ جلسة 14 حزيران ستكون مفصلية وتؤسّس لولاية رئاسية جديدة توجّه المسار الداخلي نحو إعادة انتظام الحياة السياسية، أم أنّها ستكون محطّة مفخّخة بمضخّات التوتير وإرادة الاشتباك، تفتح البلد على مرحلة فيها من الاحتمالات السلبية ما لا يُعدّ ولا يُحصى؟
على الرغم من الصخب المتعالي في الأرجاء الداخلية، والتحريك المكثّف للماكينات الإعلامية لحياكة سيناريوهات غير واقعية وبوانتاجات وهميّة تحسم نتائج الإنتخابات الرئاسيّة قبل إجرائها، فإنّ كلّ ذلك لا يعدو أكثر من كونه قنابل دخانيّة تحجب اصطدام كلّ أطراف اللعبة الرئاسيّة بالحائط المسدود وعدم قدرة أي منهم على اختراقه. وهذا يعني بما لا يقبل أدنى شك انّ جلسة 14 حزيران لن تنتج رئيساً للجمهورية على غرار جلسات الأحد عشر فشلاً السابقة لها. بل إنّ أقصى المتوقع لها، هو أن تتحوّل في أحسن أحوالها، إلى سيرك هزيل وتهريج وبهورات وصراخ وتشبيح سياسي ودستوري، لا يغيّر في الواقع القائم شيئاً، بل يمدّد إقامة رئاسة الجمهورية بين جبهات متناقضة، تدفع بها إلى هاوية لا يُعرف أي مجهول كامن لها وللبلد في القعر.
ليّ أذرع
وهذا السيرك، يكمّل ما تبدو انّها «معركة لَيّْ أذرع»، تتموضع في طرفها الأول «معارضات التقاطعات» التي تقاطعت على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور في مواجهة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. ورفعت السقف العالي في توقّعاتها وبوانتاجاتها التي رفدها «اللقاء الديموقراطي» بأصواته، إلى حدّ اعتبار انّ ازعور اصبح رئيساً للجمهورية ولكن مع وقف التنفيذ حتى 14 حزيران، الذي سيكون يوم تطويبه على العرش الرئاسي.
وتجزم بذلك مصادر معارضة بقولها لـ«الجمهورية»: «انّ أكثرية فوز الوزير ازعور برئاسة الجمهورية باتت مؤمّنة وتزيد عن الـ65 صوتاً، إلى حدود الـ70 صوتاً، وهي نسبة تثبت انّ أكثرية الشعب اللبناني رافضة لمنطق فريق الممانعة الذي بات مربكاً، ولا نستبعد بالتالي ان يستمر هذا الفريق في منحاه التعطيلي، ويلجأ إلى محاولة تعطيل جلسة الانتخاب، ونحن بالتأكيد سنكون بالمرصاد لهذه المحاولة».
الّا أنّ ما ينبغي لحظه في موازاة ما يُروّج عن بلوغ أزعور عتبة الفوز برئاسة الجمهورية بما يزيد عن 65 صوتاً، هو انّه ما زالت «التقاطعات» الداعمة لأزعور، تتطلع إلى مزيد من الأصوات ترفدها من نواب تغييريين ومستقلّين يقارب عددهم الـ 20 نائباً. وتعوّل تلك التقاطعات بالدرجة الاولى على ان ينضمّ إليها بعض من سمّتهم «المتردّدين او الرماديين»، من دون ان يتأكّد هذا الأمر حتى الآن، فيما تتواصل الاتصالات واللقاءات بين هؤلاء النواب لحسم خياراتهم، التي يبدو انّها تميل في غالبيتها إلى تبنّي ترشيح خيار ثالث او أكثر، والتصويت له في جلسة الاربعاء.
التيار يصوّت لـ»مرشّحه»؟
إلى ذلك، قالت مصادر مواكبة للاستحقاق الرئاسي لـ«الجمهورية»: «إنّ ما يلمع في صفوف المعارضة و»التيار الوطني الحر» حول ترشيح الوزير ازعور، لا يعكس الحقيقة. فهناك فريق من المعارضين مقتنع بهذا الترشيح، فيما ثمة فريق آخر غير مقتنع، ولكنه يتظاهر ويتماهى مع الموقف العام المعارض المؤيّد لأزعور، ولكنه يضمر ورقة مستورة سيكشفها في الوقت المناسب».
وأشارت المصادر، إلى انّ هذا الأمر ينطبق على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي تبين انّ مرشحه الحقيقي هو وزير سابق غير أزعور، ولكنّه يعلن تقاطعه مع المعارضات على ترشيح ازعور، فيما هو يضمر التصويت لمرشحه الثاني يوم انعقاد الجلسة التي يمكن ان تكون ناجزة بعد انتهاء الجلسات الاستعراضية.
جبهة فرنجية
وفي الطرف المقابل للتقاطعات، تتموضع الجبهة الداعمة للوزير فرنجية التي يشكّل ثنائي حركة «امل» و«حزب الله» عصبها. وبات معلوماً انّها حسمت تصويت نوابها والنواب الحلفاء له في جلسة الاربعاء، وعلى ما تؤكّد اوساط «الثنائي» لـ«الجمهورية»، فإنّ «القرار قد اتُخذ بالمضي في هذه المعركة إلى آخرها، والرسالة الواضحة في هذا السياق، خلاصتها انّ منطق التحدّي القائم لن يوصل إلى مكان، ولعلّ العِبَر يجب ان تُتخذ من الماضي، حيث سبق لهم ولحلفائهم أن جرّبوا بالتحدّي والتعدّي بالأقوال والأفعال وبالاستعانة بدعم مباشر من خلف البحار، أن يقلبوا الميزان الداخلي ويفرضوا امراً واقعاً جديداً يحكّمهم بالبلد ويسلّطهم عليه ويُخضع مكوناته لهم، وفشلت كلّ محاولاتهم. وتبعاً لذلك، مجنون من يعتقد انّه قد يحرق ورقة فرنجية، او انّ في إمكانه أن يُلقى برئاسة الجمهورية على مفترق تقاطعات جُمِّعت «من كل وادي عصا»، لا لإنقاذ رئاسة الجمهورية وانتخاب رئيس، بل لتعميق الشرخ الداخلي أكثر والانحدار بأزمة البلد إلى مستويات أكثر كارثية مما هي عليه اليوم».
الكلمة الفصل للنصاب
الأجواء السابقة لجلسة الاربعاء تؤكّد أنّ المحسوم حولها هو انّها ستنطلق بنصاب كامل يفوق ثلثي أعضاء المجلس النيابي، انما قد ينتهي بها الأمر لتصبح «نصف جلسة»، حيث أنّ الفوز غير محسوم في دورة الاقتراع الأولى لأيّ مرشّح، لاستحالة نيله ثلثي أصوات النوّاب، ما يعني أنّ التعويل هو على دورة إقتراع ثانية. الّا انّ هذه الدورة خاضعة لاحتمالين متناقضين:
الاحتمال الاول، انّها ستحصل حتماً في حال الإدراك المسبق بأنّها لن تغيّر في الميزان الرئاسي، وأنّ اياً من المرشحين لن يبلغ نسبة الفوز المنصوص عليها في الدستور والمحدّدة بـ65 صوتاً. وتبعاً لذلك، قد يتحدّد موعد لجلسة ثالثة عشرة، او يُترك تحديد موعد جديد إلى مزيد من المشاورات.
الاحتمال الثاني، أنّها مهدّدة بألّا تحصل، لسبب جوهري، هو خشية بعض الأطراف من احتمال حصول اي مفاجآت مكلفة لها فيها، وتَجَنُّبُها الإنجرار إلى «كمين» قد يكون منصوباً لها في دورة الاقتراع الاولى، يخفي بعض الأصوات النائمة في دورة الاقتراع الاولى، ويؤجّل صبّها لمصلحة مرشّح معيّن إلى الدورة الثانية. وبالتالي فإنّ الكلمة الفصل في هذه الحالة ستكون للنّصاب. وهذا الاحتمال هو الأكثر ترجيحاً حتى الآن. ومعه يفتح ما بعد «14 حزيران» على مرحلة غير محدّدة من «النقار» السياسي وغير السياسي، بما فيه من سقوف عالية من الصخب والاتهامات والمزايدات الشعبوية والعشوائية.
سلّة متكاملة
وبين قائل بعدم تسليم رئاسة الجمهورية الى ما تُسمّى «مجموعة تقاطعات»، وبين قائل بعدم تسليمها إلى ما يُسمّى «فريق الممانعة»، مكابرة سياسية حاكمة لخط المواجهة الرئاسية لا سقف زمنياً لها، وحلقة مفرغة أحبطت كل الجهود الخارجية الصديقة والشقيقة الرامية إلى كسر جدار التعطيل، ولاسيما منها المسعى الفرنسي الذي طرح مبادرة لحلّ رئاسي، رُفع أمامها في الداخل اللبناني جبل من التعقيدات.
وضمن سياق هذه المبادرة تندرج الزيارة المرتقبة بعد ايّام قليلة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت. حيث اكّدت مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية لـ«الجمهورية»، انّ تعيين لودريان بوصفه ممثلاً شخصياً للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ومهمّته في لبنان، يؤكّدان من جهة انّ ادارة الرئيس ماكرون تضع الملف اللبناني في رأس قائمة اولويات الايليزيه، ومن جهة ثانية، على أنّ الحل الرئاسي في لبنان لا بدّ أن يأتي على شكل سلّة متكاملة تحصّنه، وتشمل رئاسة الجمهورية وكذلك الحكومة، التي يُفترض ان تتشكّل ببرنامج إنقاذي وإصلاحي. حيث انّ عودة انتظام الحياة السياسية في لبنان لا تكتمل الّا بهما.
بري متمسّك بفرنجية
وضمن هذه الحلقة المفرغة التي صاغتها المكابرات الداخلية، يدور حراك البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، الهادف إلى التعجيل بانتخاب رئيس الجمهورية، وقد أوفد بالأمس، راعي أبرشية بيروت للطائفة المارونية المطران بولس عبد الساتر وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية مارون العمار إلى عين التينة، حيث التقيا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإلى كليمنصو حيث التقيا رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط.
وقد لخّص المطران عمار جوّ اللقاء مع الرئيس بري بأنّه جيّد، فيما كشفت بعض المصادر لـ»الجمهورية»، انّ جو اللقاء اتسم بالصراحة والود المتبادل، وهو ما يؤكّد تجاوز الالتباسات التي اُثيرت حول مواقف البطريرك من رئيس المجلس. وخلال اللقاء عكس المطرانان الحاجة الملحّة إلى تجاوز الأزمة الرئاسية، وان يمارس المجلس النيابي دوره في التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، وتجنّبا الدخول في مفاضلة بين اسماء المرشحين، او إبراز موقف بكركي وكأنّها تزكّي أياً منهم على حساب الآخر، فالمهم بالنسبة اليها هو انتخاب رئيس للجمهورية. فيما اكّد الرئيس بري على ما مفاده، «انّ انتخاب رئيس الجمهورية يجب ان يحصل، ولا يجوز استمرار هذا الوضع». وقد عرض للجهود التي بذلها منذ ما قبل الدخول في الفراغ الرئاسي، والمبادرات التي أطلقها لتجنّب هذا الفراغ والدخول في حوار للتوافق بين مختلف الفرقاء على انتخاب رئيس للجمهورية، لافتاً إلى انّ «الاطراف المعنية لو تجاوبت وتحاورت في ما بينها، لكنّا انتخبنا رئيساً للجمهورية قبل اربعة او خمسة اشهر». وفي معرض كلامه كرّر بري التمّسك «بدعم ترشيح الوزير فرنجية الذي لا يشكّل تحدّياً لأحد».
جعجع: حدود الممكن
إلى ذلك، قال رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع: «إنّ هناك مرشحين مدعومان من كتل كبيرة، ولديهما الحظوظ في تبوّؤ سدّة الرئاسة، لذا من يريد انتخابات فعلية عليه الاختيار بينهما، والّا فهو يصوّت لإبقاء الفراغ الرئاسي».
أضاف، خلال ندوة نظّمتها «مصلحة أصحاب العمل – دائرة السياحة» في «القوات اللبنانية»، في معراب: «نطرح المسألة بشكل موضوعي، ولذا نسأل، هل يجوز بعد كل ما مررنا به ان نسمع هذا الكلام من نواب انتُخبوا من اجل التغيير؟ او ان نرى نواباً آخرين لم يعجبهم أحد الاسمَين لأنّ بنظرهم فرنجية مرشح ممانعة وازعور مرشح تسويات، في وقت هناك ايضاً نواب يريدون التصويت لمرشح ثالث، في أحسن أحواله، سينال 6 او 7 أصوات، الأمر الذي سيعطّل الاستحقاق الرئاسي كما فعل في السابق من صوّت بورقة بيضاء».
وقال: «انطلاقاً من الواقعية في العمل السياسي، ولأننا لا نريد استمرار الفراغ الرئاسي، علينا اختيار مرشح مقبول بالحدّ الأدنى. إذ كان من أقل الإيمان ان نتمسّك بترشيحي او أحد اعضاء تكتل «الجمهورية القوية» او صديق لنا، ولكن ترفّعنا عن هذه المواضيع لأننا لن نصل إلى اي نتيجة، فوقع الخيار عندها على تأييد ازعور كي نصل إلى حل بـ»حدود الممكن».
تطورات الجنوب
من جهة ثانية، لوحظ امس تسارع التطورات على الحدود الجنوبية، حيث اعلن الجيش اللبناني انّه نفّذ انتشاراً في المنطقة الحدودية في كفر شوبا بمواجهة العدو الإسرائيلي.
وفي التفاصيل، انّ عدداً من المواطنين تجمّعوا في خراج بلدة كفر شوبا بالقرب من بركة بعثائيل، وذلك لإقامة صلاة الجمعة، اعتراضاً على قيام القوات الاسرائيلية بأعمال الحفر بالقرب من الخط الأزرق الذي يفصل الأراضي المحتلة عن الأراضي المحرّرة قي خراج البلدة. وترافق ذلك مع محاولة لعدد من المواطنين اختراق الخط الحدودي وإزالة القسم الاكبر منه. وقابل ذلك جنود الاحتلال في الجهة المحتلة، بإلقاء العديد من القنابل الدخانية على المواطنين.
وتعليقاً على ما يجري في كفر شوبا، قال الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي: «إنّ جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض، وقد كانوا على الأرض منذ البداية لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية ولإرساء الهدوء والمساعدة في تخفيف حدّة التوتر». أضاف، «اننا نحث الأطراف على استخدام آليات التنسيق التي نضطلع بها بشكل فعّال، لمنع سوء الفهم والانتهاكات والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة».
وتابع: «انّ «اليونيفيل» على اتصال بالأطراف، وتسعى جاهدة لإيجاد حلول. وندعو كلا الجانبين إلى ممارسة ضبط النفس وتجنّب الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر على طول الخط الأزرق».
وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي قد قال: «انّ أعمال شغب وقعت في منطقة جبل روس على الحدود اللبنانية». ونقلت قناة «الجزيرة» عن الجيش الاسرائيلي «أنّ جنديين لبنانيين وجّها مدفعي أر- بي – جي باتجاه قوة له في مزارع شبعا».
***********************
افتتاحية صحيفة اللواء
أربعاء الإضطراب: تطيير النصاب وانهيارات في التحالفات
«الثنائي» لبكركي: فرنجية مرشّح وحيد.. وحزب الله يطوي صفحة الرئاسة مع باسيل
لم يخرج اجتماع الرئيس نبيه بري مع موفدي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس عبد الساتر ومارون العمار بغير ما كان متوقعاً: ابلاغ موفدي الصرح بأن رئيس المجلس مع حزب الله ماضيان بتأييد ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، مع تلازم ذلك بالتأكيد على اهمية الحوار مع الفريق الآخر.
ويأتي هذا الموقف على خلفية حصول ما لم يكن متوقعاً بالنسبة لموقف اللقاء الديمقراطي، لجهة الذهاب الى المجاهرة بالاقتراع لصالح المرشح الرئاسي جهاد ازعور، منظماً مع تقاطع الكتل المسيحية الكبرى، وعدد لا يستهان من النواب التغييريين.
وبصرف النظر عن مجرى العلاقات المتبدلة في ضوء التباينات الرئاس، لا سيما على جبهتي عين التينة – كليمنصو، وحارة حريك- ميرنا شالوحي، فإن الجلسة الرئاسية الاربعاء المقبل، والتي تعقد، ربما مع وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان- إيف لودريان الى بيروت، ومتابعة دول اللقاء الخماسي، باضافة الى دمشق التي ادخلتها زيارة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون في لعبة الاسماء و«التسميات».
الجلسة تتسم بخصوصية، مختلفة تماما عن الجلسات 12 السابقة، الفرز واضح، والتصويت سيد الموقف، وعملية الارقام ليست مسألة عابرة، وإن كانت الجلسة الثانية التي يمكن الفوز فيها بـ65 صوتاً مرشحة قبل الذهاب الى البرلمان للتأجيل، لتدخل البلاد مرحلة جديدة، فما قبل الجلسة لن يكون بعدها حسب مصادر «الثنائي الشيعي».
والسؤال، كيف بدت المواقف في حالة فرز الألوان، وسمّ الأبدان:
اولاً: بالنسبة للثنائي الشيعي، يمكن ايجاز الموقف على النحو التالي:
1 – حزب الله، كما الرئيس بري، يتمسكان بمعادلة: «فرنجية او لا أحد»، حتى «لو اجتمعت كل الدنيا ضدنا وضده، وعلى هذا الاساس ليتصرف الحليف قبل الخصم»، حسب قيادي في حزب الله.
2 – ما بعد الجلسة ليس كما قبلها، فالحزب سيصوت لفرنجية مع حلفائه في الدورة الاولى، ويطيّر النصاب في الدورة الثانية.
3 – يتعاطى الحزب مع ترشيح ازعور كما تعاطى مع ترشيح النائب ميشال معوض، مع العلم حسب المعلومات (راجع ص 3) فإن ازعور زار حارة حريك اكثر من مرتين، وقدم نفسه على ان «ليس مرشح تحدٍ او مواجهة».
4 – رفض حزب الله الاستماع للنائب جبران باسيل في تبريرات انتقاله الى «المحور الآخر» معتبراً ان باسيل «ارتكب خطأ جسيماً»، وبالتالي لا حاجة لسماع كلامه عن خيار اي هدفه اقصاء فرنجية وخيار استراتيجي، يتعلق بعدم التراجع عن دعم المقاومة والعلاقة الاستراتيجية مع حزب الله.
5 – وبالنسبة لجنبلاط، يعتقد حزب الله ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورَّط نجله تيمور في «دعسة سياسية ناقصة».
6 – ويمضي القيادي في حزب الله الى التأكيد على ان «الأمور مرهونة في خواتيمها».
ويعترف القيادي بأن «الصوت السني ممر إلزامي لتحديد مصير اي تسوية لحل الازمة الرئاسية».
ثانياً: بالنسبة للتيار الوطني الحر، فإنه لا يزال على صمته تجاه العلاقة مع حزب الله، ولكنه في الوقت نفسه، ماضٍ بخيار التصويت لأزعور، من موقع ما يعتبره حقاً طبيعياً في دعم المرشح الذي يريده، معتبراً ان موقفه يصبّ في خانة الحؤول دون ان تتمكن المنظومة من تجديد نفسها عبر انتخاب فرنجية، الذي هو مرشح «فرض مرفوض».
ولا يفتأ التيار العوني، من تذكير فرنجية بمناسبة، ومن دون مناسبة بأنه عليه ان يأخذ بعين الاعتبار الاعتراض المسيحي على ترشيحه..
لكن اوساط مقرَّبة من التيار تروّج الى «تخوف من محاولات» قد يُقدم عليها المتضررون او المستفيدون لتعطيل الجلسة.
ثالثاً: اللقاء الديمقراطي ما تزال اوساطه تؤكد على ثوابت ثلاث:
1 – العلاقة الاستراتيجية مع الرئيس بري.
2 – اعتبار ازعور بأنه ليس شخصية تحدٍ او استفزاز.
3 – اعتبار ان لا مجال لانهاء الازمة الرئاسية من دون تسوية مع الفريق الشيعي.
رابعاً: اما التكتلات المسيحية الأخرى، مثل تكتل «القوات اللبنانية» فهي ماضية بخياراتها، مع الأخذ بعين الاعتبار حسابات الضغط وتطيير النصاب.
وأكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال ندوة نظّمتها مصلحة أصحاب العمل – دائرة السياحة في القوات اللبنانية: ان هناك مرشحين مدعومين من كتل كبيرة ولديهما الحظوظ في تبوّؤ سدة الرئاسة، لذا من يريد انتخابات فعلية عليه الاختيار بينهما والا فهو يصوّت لابقاء الفراغ الرئاسي.
وتابع: نطرح المسألة بشكل موضوعي، ولذا نسأل، هل يجوز بعد كل ما مررنا به ان نسمع هذا الكلام من نواب انتُخبوا من اجل التغيير؟ او ان نرى نوابا آخرين لم يعجبهم أحد الاسمَين لأن بنظرهم فرنجية مرشح ممانعة وازعور مرشح تسويات، في وقت هناك ايضا نواب يريدون التصويت لمرشح ثالث، في احسن أحواله، سينال 6 او 7 اصوات، الأمر الذي سيعطّل الاستحقاق الرئاسي كما فعل في السابق من صوّت بورقة بيضاء. وهنا لا يمكن تجاهل خطة من يسعى الى منع حصول احد المرشحَين على 65 صوتا في الجلسة المرتقبة مع من يتأثر به من قلة الادراك، فضلا عن من يتأمل من النواب بفشل انتخاب رئيس في الوقت الراهن ليكون بعدها أحد الاسماء المطروحة.
وبين المواقف المرتقبة لبعض الكتل التي لم تحدد خياراً رئاسياً بعد، وعودة الحراك الداخلي وترقب الحراك الخارجي والفرنسي بشكل خاص، ما زال الاستحقاق الرئاسي يدور في دوامة المواقف ذاتها لمؤيدي فرنجية وازعور، مع محاولة جديدة وربما اخيرة للبطريرك بشارة الراعي لتدوير الزوايا ومعالجة الانقسام، وسط معلومات عن انه «يفكر جديا بالدعوة الى قمة روحية بعد جلسة 14 الجاري لمحاولة تخفيف الاحتقان والتأزم».
ومهما يكن من أمر، فإن تعثر جلسة 14حزيران الانتخابية حسب رأي اغلب القوى النيابية، سيقود من الان حتى اواخر الصيف الى البحث عن خيار رئاسي ثالث بمرشح مقبول من الاغلبية السياسية، ذلك ان جلسة الاربعاء ستُسقط ترشيح فرنجية وازعور على الارجح، وهذا ما يتمناه ضمنيا اغلب مؤيدي المرشحين للخروج من المأزق الذي وصلوا اليه، لا سيما بعدما اعلن اكثر من طرف في المعارضة ان ازعور ليس مرشحه المفضل. وبعد ان أقر مؤيدو فرنجية بصعوبة إيصاله. ما يعني ترقب مقاربة فرنسية– عربية جديدة للملف الرئاسي بدفع اميركي لا يعرف احد كيف ستكون نتائجه.
وقد استقبل بري في عين التينة المطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار موفدين من البطريرك بشارة بطرس الراعي. وحسب المعلومات المتوافرة، نقل المطرانان الى بري نتائج زيارة البطريرك الراعي الى فرنسا والفاتيكان ومسعاه التوافي للخروج من ازمة الاستحقاق الرئاسي، لكن بري اكد امامهما تمسكه بفرنجية مرشحا، وابلغهما الموقفُ نفسه الذي ابلغه نصرالله الى الوفد البطريركي.
واكتفى المطران العمار بالقول بعد الاجتماع مع بري: اللقاء كان جيداً. يفترض ان يصدر عن بكركي بيان يتطرق الى فحوى المحادثات.
وكان المطرانان قد زارا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مساء الخميس. حيث جرى بحث المستجدّات السياسية الراهنة.
وبالنسبة لمواقف الكتل، يعقد الاثنين اجتماع لتكتل الاعتدال الوطني لتقرير الموقف النهائي من التصويت اما لفرنجية واما لأزعور. وقالت مصادره: نحن خارج الاصطفافات القائمة.والتنسيق قائم مع «اللقاء النيابي المستقل».
ولجهة نواب التغيير علمت «اللواء» انهم باتوا ثلاث مجموعات: مجموعة تدعم ازعور وتضم مارك ضو ووضاح الصادق وميشال دويهي، وهناك 3 ضد فرنجية وازعور هم حليمة قعقور وسينتيا زرازير والياس جرادة وتحاول هذه المجموعة اقناع الوزير الاسبق زياد بارود بالترشح لكنه غير متحمس في هذا الجو من الانقسام. ومجموعة تضم 6 نواب هم ملحم خلف وبولا يعقوبيان وفراس حمدان ونجاة صليبا وابراهيم منيمنة وياسين ياسين، لا يزالون في مرحلة التداول والمشاورات مستمرة وسيقررون موقفهم بين السبت والاثنين. لكن اوساطهم تُرجح ان يختاروا ازعور.
وقالت اوساط مراقبة لـ «اللواء» أن أكثر من اجتماع يسجل نهاية الأسبوع وبداية الأسبوع تمهيدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية ورأت أن هذه الجلسة تختبر النيات والتقاطعات ومن شأنها أن ترسم صورة عما هو مقبل بالنسبة إلى جلسات الأنتخاب.
وأشارت هذه الأوساط إلى أنه بعد هذه الجلسة تنطلق التحليلات عن الأصوات والنتيجة السياسية لها فضلا عن ترقب الخارج لمسارها في الوقت الذي يطلع فيه الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان على التقارير قبل أي تحرك مرتقب له في إطار المهمة التي يتم تكليفه بها.
وتترقب مصادر سياسية مايحمله مبعوث الرئيس الفرنسي، وزير الخارجية الاسبق ايف لودريان في جعبته لدى زيارته إلى لبنان، من افكار لتنفيذ مهمته التوافقية بين الاطراف السياسيين، لحل الازمة المتفاقمة الناجمة عن تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية،وبذل المزيد من المساعي لتقريب وجهات نظر الاطراف حول مرشح يحظى بالتوافق فيما بينهم، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت ممكن.
ولاحظت المصادر انه بالرغم من مرور أكثر من ثلاثة ايام، على تكليف لودريان بهذه المهمه الرئاسية، في محاولة من الرئيس الفرنسي، لاعادة تلميع التحرك الفرنسي لمساعدة لبنان، وتقديمه بقالب توافقي، لتأمين الحد الادنى من مستلزمات نجاحه، بعد فشل تنفيذ المبادرة الفرنسية التي ارتكبت على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة وتولي القاضي نواف سلام رئاسة الحكومة، لافتقارها إلى التشاور والتنسيق مع مختلف الاطراف السياسيين، لم يصدر حتى اليوم اي موقف عربي او دولي، من هذا التحرك الفرنسي المستحدث، ما يطرح جملة اسئلة واستفسارات، عما اذا كان هذا الجهد الفرنسي مرحبا به، ومدعوم ولاسيما من دول اللقاء الخماسي الذي تحظى فرنسا بعضويته، ام هناك اعتراضات ورفض، ينتظر ان تتبلور تباعا فيما بعد.
واشارت المصادر إلى ان وقع التحرك الفرنسي الجديد تجاه لبنان، لم يكن مريحا لدى حزب الله وحلفائه وفي مقدمتهم الرئيس نبيه بري، الذين لم يصدروا اي مواقف علنية بهذا الخصوص، الا ان بعض وسائل الإعلام الموالية تكشف هذا الاستياء تلميحا او مواربة، وتصر على تمسكها بالمبادرة الفرنسية الاساسية وترشيح فرنجية، بينما تبدي اطراف المعارضة بمكوناتها، انها حققت خطوة ايجابية إلى الأمام، بتحويل وجهة التحرك الفرنسي عن دعم فرنجية، الا انها بالمقابل تعتبر ان اتفاقها على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة، يصب في خانة التوافق، وليس استفزاز اي طرف، بعدما تخلت عن مرشحها للرئاسة سابقا النائب ميشال معوض.
الاهم في نظر المصادر ان يستطيع الموفد الرئاسي الفرنسي، تسويق مساعي التوافق التي تشكل العنوان الاساس لمهمته ،في ظل الانقسام السياسي الحاد بين الاطراف المعنيين، وتشبث كل منهما بمواقفه الرافضة لمواقف الآخر.
وبينما تشكك المصادر السياسية في امكانيه نجاح المسعى الفرنسي الجديد، لاسيما وان للمبعوث لودريان، أكثر من محطة فاشلة في مساعيه لحل الازمات المستعصية في لبنان وكأن آخرها، فشله في انجاح مبادرة ماكرون لتشكيل حكومة اخصائيين لإنقاذ لبنان برئاسة سعد الحريري، والتخلي عن هذه المهمة، بعدما عرقل حزب الله تنفيذها بعرقلة مهمة الحريري بتشكيل الحكومة، تشير مصادر ديبلوماسية فرنسية الى ان مهمة لودريان هذه، تكتسب أهمية خاصة، لانها تأتي في وقت تزداد خطورة الازمة الضاغطة في لبنان، وهناك اصرار من الرئيس الفرنسي على متابعة الجهود والمساعي الفرنسية المبذولة لتسريع حل الازمة السياسية المستعصية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
مجلس وزراء ببندين
في الشأن الحكومي، اعلن الرئيس نجيب ميقاتي في تعميم على الوزراء اعضاء الحكومة، انه بصدد الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في موضوع النزوح السوري، وموضوع طلب وزارة العدل الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع محامين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة بملف انا كوساكوفا ورفاقها (شريكة حاكم مصرف لبنان لمركزي رياض سلامة) حول حقوق لبنان .لكنه طلب الاطلاع على مضمون جدول اعمال الجلسة قبل الدعوة الى عقدها الاثنين او الثلاثاء من الاسبوع المقبل.
لا رواتب قبل الأضحى
على الصعيد المعيشي، صدر عن وزارة المال البيان الآتي: «بمناسبة حلول عيد الأضحى في الثامن والعشرين من شهر حزيران الحالي، يهم وزارة المالية الإشارة إلى أنها لن تستطيع صرف الرواتب والتعويضات والأجور والزيادة المنصوص عليها في المادة 111 من قانون موازنة 2022 المستحقة اخر شهر حزيران قبل حلول العيد المبارك، بسبب عدم تأمين الاعتمادات المالية لغاية تاريخه، الأمر الذي سيحول دون القدرة على تحويل هذه الحقوق إلى أصحابها».
توتر في العرقوب
استمر التوتر لليوم الثاني على التوالي في منطقة تلال شبعا وكفرشوبا نتيجة اعمال تجريف يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي حيث تصدى له الاهالي ومنعوا الجرافات من اكمال عملها، فيما اعلن الجيش اللّبناني أنه نفذ انتشاراً في المنطقة الحدودية في كفرشوبا بمواجهة العدو الإسرائيلي. واستنفر الجيش عناصره وهم يحملون قاذفات «ار بي جي» بمواجهة القوة المعادية.
وفي التفاصيل، فقد تجمع عدد من المواطنين في خراج بلدة كفرشوبا بالقرب من بركة بعثائيل وذلك لإقامة صلاة الجمعة، اعتراضا على قيام القوات الاسرائيلية بأعمال الحفر بالقرب من الخط الأزرق الذي يفصل الأراضي المحتلة عن الأراضي المحررة قي خراج البلدة.
ووصف إعلام العدو الإسرائيلي، الأحداث عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بـ «الحدث غير المسبوق على الحدود»، معرباً عن صدمته «من أن يصوّب جندي من الجيش اللبناني سلاح RPG في وجه دبابة إسرائيلية».
وركزت قناة «معاريف الإسرائيلية»، على مشاهد تظهر جنود الجيش اللبناني يتموضعون ويوجهون أسلحتهم نحو آلية عسكرية، في الجانب المحتل.
ونشرت إذاعة جيش الاحتلال وقناة «كان» العبرية صوراً للجيش اللبناني، قائلة: أنّها ليست المرة الأولى التي يتصدى فيها الجيش بأسلحة رشاشة وقذائف صاروخية.
وقال مراسل الشؤون العسكرية في «مكورريشون»: إنّ هذه هي الصورة التي يريد (السيد حسن) نصر الله بثّها، مواجهتهم مع الجيش الإسرائيلي، وجندي يصوب صاروخاً يطلق من الكتف على القوات الإسرائيلية.
وقال الناطق الرسمي بإسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي، تعليقا على ما يجري في كفرشوبا: ان جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض، وقد كانوا على الأرض منذ البداية لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية ولارساء الهدوء والمساعدة في تخفيف حدة التوتر.
أضاف: اننا نحث الأطراف على استخدام آليات التنسيق التي نضطلع بها بشكل فعال لمنع سوء الفهم والانتهاكات والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة. ان «اليونيفيل» على اتصال بالأطراف وتسعى جاهدة لإيجاد حلول. وندعو كلا الجانبين إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر على طول الخط الأزرق.
********************
افتتاحية صحيفة الديار
مصدر في حزب الله لـ«الديار»: قرار اميركي وحّد جعجع وباسيل وجنبلاط حول ازعور ولكن مرشحهم لن يمر
جلسة 14 حزيران: غالب ام مغلوب… المعارضة زائد التيار تحشد لاتمام خرق رئاسي
هل تحييد اميركا لفرنسا والسعودية عن لبنان دفع بالادارة الفرنسية لتبني مبادرة جديدة؟ – نور نعمة
الجميع يترقب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 14 حزيران يوم الاربعاء المقبل لما لها من دلالة مهمة وخطرة في آن واحد حيث ان التصويت للمرشحين يتم على قاعدة غالب ام مغلوب، فضلا عن ان فرز الاصوات وتبيان توجهها سيوضح الصورة للمعارضة و«الوطني الحر» كما للثنائي الشيعي حيث لن يكون هناك ضبابية في المشهد السياسي بعد تاريخ 14 حزيران ولا رمادية في المواقف، وبالتالي سيكون المجرى السياسي «ابيض او اسود».
وهذا الاصطفاف السياسي الذي تتوسع رقعته بين حركة امل وحزب الله الداعم للرئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جهة وبين المعارضة وبعض التغييريين زائد التيار الوطني الحر، اضافة الى انضمام اللقاء الديموقراطي الى هذا الفريق في دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، ياخذ البلد الى انقسام عمودي على غرار ما حصل عام 2005 حين ظهرت حركة 14 اذار وقابلتها حركة 8 اذار، ولو ان الظروف اليوم غير متشابهة.
وفي هذا النطاق، ترى مصادر مطلعة ان تمسك الثنائي الشيعي بفرنجية مرشحا رئاسيا دون الاخذ بعين الاعتبار معارضة الاحزاب المسيحية الاكثر تمثيلا، اقلق هؤلاء ودفع بالتيار الوطني الحر الى الذهاب الى تقاطع على مرشح مع القوات اللبنانية والكتائب وبعض التغييريين. ذلك ان الخوف المسيحي من محاصرته ومن الاتيان برئيس لا توافق عليه الكتل المسيحية البارزة، جعلها تتوحد وتتخلى عن خلافاتها السياسية.
من جهة اخرى، اكد مصدر في حزب الله للديار ان واشنطن هي الراعية لهذا الاصطفاف السياسي الحاصل بين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لدعم ترشيح جهاد ازعور، وكل ذلك لم يكن ليحصل لولا القرار الاميركي، فضلا عن محاولة الولايات المتحدة الاميركية تحييد فرنسا والسعودية عن الساحة اللبنانية. وهذا القرار الاميركي يقضي بتغليب فريق على حساب فريق اخر، وهذا لا يمكن ان يسمح به حزب الله. وشدد مصدر في حزب الله للديار على ان جهاد ازعور مرشح المناورة والتحدي لن يمر، مكتفيا بهذا القدر من الكلام. واشار الى ان جلسة انتخاب رئيس في 14 حزيران هي جلسة لاظهار ان ازعور سيحصل على اصوات اكثر من سليمان فرنجية، الا ان المصدر في حزب الله اكد ان هذا الامر لن يغير في موازين القوى في لبنان.
وامام هذا المشهد السياسي اللبناني، انتقل الفريقان المتنازعان والمختلفان حول الاستحقاق الرئاسي من الخصومة السياسية الى العداوة السياسية، وبات التقارب او التلاقي بينهما مستحيلا اذا لم تتدخل جهة خارجية لرأب الصدع بين المعارضة والثنائي الشيعي.
لودريان يتسلم الملف اللبناني: هل غيرت فرنسا مبادرتها الرئاسية؟
في غضون ذلك، حصلت تطورات ملفتة في المرحلة الاخيرة وفقا لمصادر ديبلوماسية حيث ان الادارة الفرنسية غيرت المسؤول عن الملف اللبناني من باتريك دوريل الى وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان، مشيرة الى انه عندما يحصل تغيير من هذا القبيل يعني ان هناك تحولا فرنسيا في مقاربة وادارة الوضع السياسي اللبناني، ويدل ان فرنسا تبنت مبادرة جديدة حيال الاستحقاق الرئاسي.
التطور الثاني يكمن في موقف السعودية الذي لم يتبدل حيال الشان الرئاسي، وهو انها لن تتدخل في الشان الداخلي اللبناني، وهذا يعني ان الرياض لا تريد ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية من منطلق غالب ام مغلوب. وهنا كشفت المصادر الديبلوماسية للديار انه للمرة الاولى يحصل تقاطع فرنسي-سعودي-اميركي حول لبنان، بعدما كانت فرنسا تسعى الى ترويج لمبادرتها الرئاسية التي لمست انها وصلت الى حائط مسدود.
ورأت هذه المصادر ان اليوم اصبح هناك موقف خارجي من الدول المعنية بلبنان تدعم وتحث على انتخاب رئيس للجمهورية من خارج الاصطفافات السياسية، اي ان ياتي رئيس على مسافة واحدة من الجميع ولديه برنامج اصلاحي.
والتطور الثالث هو ان البطريرك الراعي يتحدث عن ارتياح الفاتيكان وفرنسا لتوافق المسيحيين على مرشح معين. وقال ان الاجماع على ترشيح جهاد ازعور تم اختياره من ضمن اللائحة التوافقية التي وضعتها بكركي، وبالتالي كلام الراعي يعني ان الكنيسة المارونية تريد انهاء الشغور الرئاسي باسر ع وقت ممكن وعلى اساس لا غالب ولا مغلوب.
وباختصار، اعتبرت المصادر الديبلوماسية ان لبنان امام مشهد خارجي ومشهد كنسي يدعم مجيء رئيس توافقي الى جانب تقاطع المعارضة مع التيار الوطني الحر ايضا على رئيس غير استفزازي.
لبنان لا يحكم بمنطق غالب ومغلوب ومعادلة الرئيس الراحل صائب سلام يجب ان تكون القاعدة في العمل السياسي
وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة للديار ان لبنان لا يحكم بهذه الطريقة وان كسر اي طرف لم يؤد يوما الى اي نتيجة مفيدة ولا ايجابية، وليس بالضروري ان هذا الكلام يعني الرضوخ والاستسلام، بل وحده الحوار والتوافق يسهلان انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. وعلى سبيل المثال، لم يكن للعماد ميشال عون ان يكون رئيسا للبلاد عام 2016 لولا حصول اتفاق معراب وان كان حزب الله رشحه ودعمه حتى النهاية، كما ان الرئيس ميشال سليمان اتى بعد اتفاق الدوحة في حين ان الرئيس اميل لحود انتخب رئيسا للجمهورية بموجب اتفاق سوري-سعودي، اما الرئيس الياس الهراوي فقد انتخب بعد اتفاق الطائف وبمباركة سورية-سعودية.
وفي النطاق ذاته، اعتبرت اوساط سياسية رفيعة المستوى للديار ان لبنان يقوم على قاعدة التوافق بين اللبنانيين والمساواة بينهم. واشارت الى ان المعادلة التي وضعها رئيس الحكومة الراحل صائب سلام لتجاوز ثورة واحداث 1958 هي لا غالب ولا مغلوب، لان لا يمكن لاي صيغة ان تتطور او اي مجموعة ان تشعر بالارتياح في وطنها في ظل معادلة لا غالب ولا مغلوب. ولذلك يجب ان يرتكز اي حل على قاعدة لا غالب ولا مغلوب انطلاقا من المساحة المشتركة التي تجمع اللبنانيين، اي الدولة والدستور. وفي حال شعر طرف لبناني بانه مظلوم ومغلوب على امره، فهذا يعني ان الوضع سيبقى في حالة عدم استقرار. واضافت الاوساط السياسية ان الافرقاء اللبنانيين يجب ان يلجؤوا الى صناديق الاقتراع في المجلس النيابي ضمن اللعبة الديموقراطية السليمة.
لماذا يصنف الثنائي الشيعي جهاد ازعور مرشح تحد؟
من جانبه، يرفض الثنائي الشيعي وزير المال السابق جهاد ازعور ان يكون مرشحا رئاسيا ولا يعتبره توافقيا، بل مرشح تحد بامتياز. ذلك ان حرب تموز 2006 كانت حقبة مهمة لحزب الله اظهرت الاخصام والحلفاء وكشفت حقد البعض الذي وصل الى حد تمني فوز العدو الاسرائيلي على المقاومة لكرههم لها. وبمعنى اخر، حرب تموز كانت كغربال لحزب الله بالنسبة للافرقاء اللبنانيين وموقفهم من المقاومة. ومن بين الشخصيات التي اظهرت العداء له الوزير السابق جهاد أزعور. ذلك ان الاخير اصدر قرارا خلال الحرب بتفتيش الشاحنات التي تحمل اعاشات ومساعدات انسانية، وعليه، اعتبر حزب الله ان ازعور ورث الحقد من رئيس حكومته انذاك فؤاد السنيورة على المقاومة وسعى ضمن صلاحياته كوزير مالية الى ايلام الداعمين للحزب مراهنا ان المقاومة ستخسر الحرب.
مصادر المعارضة لـ«الديار»: نحن في مرحلة استنفار سياسي لاحداث خرق رئاسي
من جانبها، لفتت مصادر المعارضة الى انها تعمل على رفع منسوب التأييد النيابي للمرشح جهاد ازعور والذهاب ضمن التقاطع بين المعارضة والتيار الوطني الحر من اجل انتخاب ازعور رئيسا. ماذا بعد هذه الخطوة؟ لكل حادث حديث. وتابعت انه اذا تمت الامور وحصلت جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 14 حزيران وجلسة اخرى، فعندئذ ينتخب جهاد ازعور في هذه الحالة. واستطردت مصادر المعارضة بالقول ان الوزير السابق جهاد ازعور هو ضمن اللائحة التوافقية التي حملها البطريرك الراعي ويتحدث عنها، وبالتالي ازعور لا ينتمي الى اي جهة سياسية على غرار مرشحين اخرين توافقيين ايضا. واشارت الى ان الثنائي الشيعي اعتبر النائب ميشال معوض مرشح تحد فان ازعور ليس مرشحا استفزازيا ولا مرشح تحد بل توافقي، لان مكونات المعارضة عندما ادركت ان معوض لن ينال الاصوات التي تؤهله ليصبح رئيسا للجمهورية ذهبت الى مرشح توافقي ووقع الاختيار على جهاد ازعور.
ومن جهتها، توجهت القوات اللبنانية الى جميع النواب قائلة انه عليهم تحمل مسؤولياتهم في جلسة 14 حزيران والتصويت سواء لجهاد ازعور او لسليمان فرنجية، اما اذا لم يقم النائب بتأدية واجبه فعليه تقديم استقالته لانه من غير المسموح بعد ثمانية اشهر من الفراغ الرئاسي والشغور المتمدد على كل المؤسسات الدستورية ان نرى بعض النواب او الكتل النيابية لا يفعلون اي شيء حيث يسمون مرشحين معدومة حظوظهم للرئاسة او يقترعون بالورقة البيضاء، في الوقت الذي يواصل الشعب اللبناني الهجرة ام يغرق في الفقر والبؤس على ارضه.
مصادر التقدمي الاشتراكي: ترشيحنا لجهاد ازعور ليس تحديا لاحد ولا نزال نتمسك بالحوار مع الجميع
الى ذلك، استغربت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي هذا الاصرار من قبل البعض على تصوير ما حصل في مسألة دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور وكانها خلاف شخصي مع الرئيس نبيه بري, فيما العلاقة الصريحة الواضحة مع بري لم تهتز رغم الاختلافات في اكثر من محطة سياسية ورغم تباينات عديدة حصلت، ولم يكن ذلك يعني يوما القطيعة. ولفتت المصادر الى ان بيان كتلة اللقاء الديموقراطي كان واضحا في شرح اسباب وحيثيات دعم ازعور الذي كان رئيس الحزب طرحه بين جملة اسماء قدمها في لقاءاته السياسية، وفي الوقت نفسه في التأكيد على عدم الدخول باي اصطفافات، وليس بالضرورة كلما اتخذ الحزب التقدمي الاشتراكي موقفا ان يتم تفسيره على انه بمواجهة مع احد، فللحزب الحق في اتخاذ المواقف التي تتفق مع قناعاته ورؤيته للمصلحة الوطنية، وهو يتمسك بالحوار دائما ومع الجميع.
وعلقت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي على مشهد تصدي المواطن اللبناني في كفرشوبا بشجاعة لجرافة الاحتلال الاسرائيلي، مؤكدة ان هذا المشهد انما يجسد قناعة كل اللبنانيين وتمسكهم بأرضهم وحقوقهم، فهذا فعل ايمان وطني لا علاقة له بأي حسابات سياسية داخلية.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
«انفخت » الدف وتفرّق «عشاق » التيار الوطني الحر
علمت «الشرق» ان الخلافات اشتدت داخل التيار الوطني الحر ومن المؤكد ان عددا مهما من النواب لن يلتزموا بقرار جبران باسيل في ما خص جلسة الانتخاب المقبلة او سائر الامور.
واكد مصدر متابع ان الدف «انفخت» وتفرق نواب التيار الى شراذم وافراد.
موفدا الراعي في عين التينة… وقمة روحية بعد الاربعاء
ميقاتي سيدعو الى جلسة حكومية: الترقيات بعد التشاور
قبل المنازلة الرئاسية الكبرى يوم الاربعاء المقبل، نشطت حركة الاتصالات الداخلية والخارجية وما بينهما لمحاولة انتاج رئيس او انهاء مرشحي التحدي والاطراف لمصلحة مرشح تسوية يتم انتخابه في الجلسة الثالثة عشرة. موفدون معلنون يتحركون بين المقار السياسية، ابرزهم بطريركي، وآخرون خلف الكواليس تلمسا للاتجاهات التي ستسلكها القوى السياسية ذات المواقف الضبابية علّها ترجح كفة الميزان. وفي وقت تترقب بيروت وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص جان ايف لودريان للاستماع الى الافرقاء واعداد تقرير يرفع الى الاليزيه، تحركت وزيرة خارجية بلاده كاترين كولونا من الرياض في اتجاه قطر صاحبة الخطوط المفتوحة مع ايران لحثها على خفض سقف شروط فريقها في لبنان والتخلي عن مرشحها لمصلحة رئيس التوافق والحوار.
حركة الراعي
في السياق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة المطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وفي حين اكتفى العمار بالقول ان اللقاء كان جيدا، يفترض ان يصدر عن بكركي بيان يتطرق الى فحوى المحادثات.
وكان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط استقبل مساء اول امس في كليمنصو، عبد الساتر والعمّار موفدين من البطريرك الراعي، في حضور رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، الوزير السابق غازي العريضي، وعضو مجلس قيادة الحزب المحامي وليد صفير، حيث جرى بحث المستجدّات السياسية الراهنة.
ليس بعيدا، علمت «المركزية» ان البطريرك الراعي يفكر جديا بالدعوة الى قمة روحية بعد جلسة 14 الجاري لمحاولة تخفيف الاحتقان والتأزم.
جعجع والفراغ
وغداة حسم اللقاء الديموقراطي موقفه بدعم المرشح الوزير السابق جهاد ازعور، لا يزال عدد لا بأس به من الكتل في موقع ضبابي ويرتقب ان تتّضح صورة خياراتهم تباعا من الاعتدال الوطني الى التغييريين ونواب الجنوب المستقلين.. وتعليقا على هذا الواقع، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان «هناك مرشحين مدعومان من كتل كبيرة ولديهما الحظوظ في تبوّؤ سدة الرئاسة، لذا من يريد انتخابات فعلية عليه الاختيار بينهما والا فهو يصوّت لابقاء الفراغ الرئاسي».
في المقابل، أشارت النائبة بولا يعقوبيان الى ان «6 نواب من قوى التغيير لا يزالون في مرحلة التداول والمشاورات مستمرة في ما بينهم ومع مجموعاتهم وقواعد 17 تشرين على أن يُصدروا موقفا موحدا».
رئيس يرتب العلاقات
في الموازاة، رأى رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك أن «الفراغ ما زال سيد الموقف، ومن البداية الى اليوم موقفنا واضح من هذا الإستحقاق الرئاسي، قلنا وما زلنا نردد إننا نريد الرئيس الجامع المنفتح على جميع المكونات، رئيسا لجميع اللبنانيين من دون تمييز، وصاحب موقف ومبدأ وقوة على المواجهة والصمود في وجه ما يخطط للبنان من مشاريع، ومن هذا المنطلق كان تأييدنا ودعمنا للمرشح رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية، لاننا نرى فيه هذه المؤهلات وله القدرة على معالجة جميع الملفات وخصوصا ملف النازحين السوريين وترتيب العلاقة مع سوريا وجميع الدول العربية والخليجية والمنفتح على دول العالم ما عدا العدو الإسرائيلي».
نحو جلسة وزارية
من جهة اخرى، اعلن الرئيس نجيب ميقاتي انه بصدد الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في موضوع النزوح السوري، وطلب وزارة العدل الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع محاميين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة بملف انا كوساكوفا ورفاقها.
الترقيات… ميقاتي يوضح: في مجال آخر، وبعد تغريدة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب امس، صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الاتي: توضيحا لما يتم تداوله من مواقف منسوبة الى دولة رئيس الحكومة بشأن مرسوم الترقيات العسكرية والامنية، وينسب تارة الى اوساط رئيس الحكومة وطورا الى اوساط مطلعة، نفيد بأن موقف دولة رئيس الحكومة من الموضوع يصدر بعد التشاور مع المعنيين بما يعود بالفائدة المرجوة على الاسلاك العسكرية، وكل ما يقال خلاف ذلك هو من باب التكهنات او التسريبات او التمنيات التي يسعى البعض لاسقاطها على موقف رئيس الحكومة. فاقتضى التوضيح.
توتر جنوبا
أمنيا، اتجهت العيون الى الجنوب. فقد اعلن الجيش اللّبناني أنه نفذ انتشارًا في المنطقة الحدودية في كفرشوبا بمواجهة العدو الإسرائيلي. وفي التفاصيل، فقد تجمع عدد من المواطنين في خراج بلدة كفرشوبا بالقرب من بركة بعثائيل وذلك لإقامة صلاة الجمعة، اعتراضا على قيام القوات الاسرائيلية بأعمال الحفر بالقرب من الخط الأزرق الذي يفصل الأراضي المحتلة عن الأراضي المحررة قي خراج البلدة. وقال الناطق الرسمي بإسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي، تعليقا على ما يجري في كفرشوبا، ان» جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض، وقد كانوا على الأرض منذ البداية لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية ولارساء الهدوء والمساعدة في تخفيف حدة التوتر». أضاف «اننا نحث الأطراف على استخدام آليات التنسيق التي نضطلع بها بشكل فعال لمنع سوء الفهم والانتهاكات والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة».
بين لبنان والكويت
من جهة ثانية، وغداة منع الصحافية الكويتية فجر السعيد من دخول لبنان عبر مطار بيروت، التقى وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، القائم بأعمال سفارة دولة الكويت لدى لبنان الوزير المفوض عبدالله سليمان الشاهين في حضور المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، وجرى عرض للأوضاع العامة وتعزيز التنسيق الأمني بين البلدين.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :