افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 9 حزيران 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 9 حزيران 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

تقاطع دولي إقليمي يفضح خلفية التقاطع المحلي… ويجلب جنبلاط الى خيار أزعور هل صار وارداً احتمال حصول أزعور على الـ 65 صوتاً… وماذا عن الحوار؟ حلف التصويت لفرنجية يدرس الموقف ولن يكشف أوراقه تجاه الدورة الثانية

 

خلعت واشنطن ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون وأبلغت قطر بذلك، فجاء مندوبها الى بيروت يستمزج ويروّج ويمهّد، وعندما نضجت الخيارات، أبلغت واشنطن السعودية باستبدال خيار قائد الجيش بخيار بديل، ففعلت السعودية، وتقاطعتا مع فرنسا على كلمة سرّ عنوانها مرشح بخلفية اقتصادية يضمن تطبيق برنامج صندوق النقد الدولي، ومَن أجدر من مدير برامج الصندوق في الشرق الأوسط جهاد أزعور، وعندما تمّ ضمان انضمام التيار الوطني الحر بمسعى قطري، سارت كلمة السر لدى الأطراف المحلية، للتقاطع على اسم أزعور. وكان آخر المتقاطعين اللقاء الديمقراطي بعد زيارة قام بها النائب وائل أبو فاعور إلى السعودية وعاد منها باسم أزعور، ليسمع بعدها تزكية السفير السعودي وليد البخاري للاسم. أما فرنسا فقد وجدت المخرج باستبدال الممسك بالملف من باتريك دوريل مهندس مشروع تسوية ثنائية سليمان فرنجية ونواف سلام، بخليفته متابع ملف العلاقة مع واشنطن والرياض في الشرق الأوسط وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان، والذي تبلّغ عبره النائب السابق وليد جنبلاط بتغيير كلمة السر.
انضمام جنبلاط واللقاء الديمقراطي إلى خيار أزعور، جاء خلال وجود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض، حيث كانت الرياض تحصد مكاسب بتراجعات أميركية لحساب سياساتها، وتقدّم مقابلها أثماناً، يبدو أن لبنان الواقف على خط التماس مع كيان الاحتلال وفيه مقاومة تتسبّب بالأرق لكيان الاحتلال، كان من ثوابت الطلبات الأميركية، وبقي التنازل السعودي والفرنسي المنشود، فتكريس مرجعية الخيارات السعودية في المنطقة، بما فيها تخفيض التوتر مع إيران، وتكريس الانفتاح على سورية، يقابله تمسك أميركي بالقبض على مفاتيح الصراع بين قوى المقاومة وكيان الاحتلال، واتخاذ الرئاسة اللبنانية رهينة لهذه المعادلة.
هذا التحوّل فتح الطريق لإمكانية نيل المرشح أزعور الـ 65 صوتاً في الدورة الانتخابية الثانية، رغم كلام الحوار والتوافق الصادر عن بعض الذين تموضعوا تحت خياره مقابل ضمانات لم تكشف طبيعتها بعد. وهذا جعل الخيارات المتاحة لمؤيدي ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، بين فرضية تعطيل النصاب وإبقاء الأزمة الرئاسية حتى تنجلي المفاوضات عن حل واضح، أو فرضية ترك الباب مفتوحاً لفوز أزعور وتحميل الفريق الواقف خلفه مسؤولية إدارة البلد دون التفاهم مع الثنائي، بل تسلّم الحكم بكل ما بينهم كحلفاء من تناقضات، على قاعدة غالب ومغلوب، وتحميل الذين يتحدّثون عن أولوية التوافق منهم مسؤولية أفعالهم. والبلد ينوء تحت أثقال أزمات لا تكفي لمواجهتها إمكانات كل اللبنانيين، فكيف ببعضهم وهم في حال مواجهة وانقسام، وسط لا مبالاة بمعنى تحمّل مسؤولية الحكم، بانتظار أن يكشف الخارج المتقاطع حقيقة مشروعه وسقفه الفعلي من هذه المناورة الجديدة.
وسجلت الساحة السياسية جملة تطورات متسارعة قبيل خمسة أيام من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية:
الأول: إعلان كتلة اللقاء الديموقراطي تأييد ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور من دون أن يعني ذلك الانخراط في اصطفاف مع طرف ضد الآخر كما أشار بيان الكتلة.
الثاني: إعلان كتلة الوفاء للمقاومة المشاركة في جلسة 14 حزيران والتصويت للوزير السابق سليمان فرنجية.
الثالث: إعلان الوزير أزعور تعليق عمله في صندوق النقد الدولي مؤقتاً وأنه أخذ إجازة مؤقتة.
الرابع: إعلان وزارة الخارجية الفرنسية بأن فرنسا ليس لها مرشح للرئاسة اللبنانية ما يناقض موقف الرئاسة الفرنسية المستمرّ بدعم فرنجية حتى الساعة، وفق معلومات «البناء».
وكما كان متوقعاً أكدت كتلة «اللقاء الديمقراطي»، تأييدها «ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لانتخابات رئاسة الجمهورية»، لافتة في بيان الى أن «النائب السابق وليد جنبلاط هو أول من طرح تسميته ضمن سلة من الأسماء التي عرضها مع مختلف القوى السياسية على قاعدة التوافق والخروج من منطق التحدّي».
وأشارت الكتلة، بعد اجتماعها بحضور النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس اللقاء النائب تيمور جنبلاط، إلى أن «تأييد أزعور لا يعني في أي حال من الأحوال تموضعنا في أي اصطفاف، بل كنا أول المبادرين الى طرحه قبل تبنيه من أي طرف آخر»، وأكدت على «التزامها بالحوار وصولاً إلى التوافق المنشود»، معربةً عن استغرابها «لاعتبار أزعور مرشح تحدّ»، داعية «كل القوى إلى التمسك بمنطق الحوار الحقيقي وصولاً إلى إتمام استحقاق الرئاسة بأسرع وقت».
ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» إلى أن «موقف اللقاء الديموقراطي ليس أكثر من مناورة، فرئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط يدرك أن لحظة انتخاب الرئيس لم تحِن بعد وترشيح أزعور لعب في الوقت الضائع، فقرّر أن يبيع تأييد أزعور للمعارضة وللمسيحيين تحديداً، وبالتالي لن يدخل في معركة كسر الثنائي حركة أمل وحزب الله لاعتبارات سياسية وطائفية وأمنية».
وعلمت «البناء» أن الـ 65 صوتاً لأزعور غير مضمونة وهناك الكثير من المعطيات والمستجدّات ستتغيّر حتى الجلسة.
ووفق حسابات الفريق الداعم لأزعور كما علمت «البناء» فإن سليمان فرنجية سينال 45 صوتاً إلا إذا حصلت مفاجآت، أما أزعور فسيحصد ما بين 60 و65 من ضمنهم كتلة اللقاء الديموقراطي. وكشفت المعلومات عن ضغوط وعروض يتلقاها عدد من النواب المستقلين للتصويت لهذا المرشح أو ذاك.
وأوضحت مصادر التغيريين الداعمين لأزعور لـ»البناء» أننا كنا سنعطل نصاب الجلسة لإسقاط صفقة فرنجية – نواف سلام، لكن أي جلسة تأخذ مسارها الطبيعي ومعركة انتخابية ديموقراطية فلن نعطل النصاب ولن نخرج من الجلسة، وسنذهب إلى الدورة الثانية، لكن الخوف من أن يذهب الثنائي أو أحزاب المعارضة لتعطيل النصاب».
وفيما تتجه الأنظار إلى مواقف النواب الرماديين من تكتل الاعتدال والتغييريين والمستقلين، أشار عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب أحمد الخير، الى أننا «بلعنا اتفاق القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على رئيس الجمهورية السابق ميشال عون لأنه أتى نتيجة اتفاق المسيحيين ولكن اليوم لا نريد تكرار الأمر عينه بل نسعى الى مرشح توافقي».
ولفت الخير، في حديث تلفزيوني الى أن «الكل رأى وسمع ما قالته القوى السياسية عن تعطيل الجلسة ما يعني ان هذه القوى تعمل لمصلحتها وليس للمصلحة العامة»، مؤكداً أنه «لا مصلحة للبلد بالاستمرار في هذا الانقسام العمودي، ولا حلّ إلا بالحوار لانتخاب رئيس، ولا يمكن الخروج على الناس والقول بأن التقاطع مع باسيل سيخدم لبنان بعد التجربة السابقة معه».
ولفتت أوساط التكتل لـ»البناء» أن التكتل سيحضر الجلسة ولن يصوّت لأي من المرشحين في الدورة الأولى، لكنه سيصوّت في الدورة الثانية وفق قناعاته السياسية ولن يفصح عن موقفه وسيبقيه سرياً، والموقف النهائي رهن التشاور بين التكتل وبانتظار نتيجة المشاورات الداخلية والخارجية.
على صعيد النواب المستقلين، أكّد النائب شربل مسعد أنّه والنائبين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري «في تواصلٍ وتشاورٍ مستمرّ من أجل تحديد الموقف في شأن جلسة الانتخاب». وفي حديث تلفزيوني شدّد على «ضرورة أن يحمل الرئيس العتيد الصفات التغييرية التي من شأنها أن تجمع اللبنانيين على مشروع نهضوي»، رافضاً الكشف عن سلّة أسماء في جعبة نوّاب صيدا الثلاثة. وإذ أكّد أنّ «خيار الورقة البيضاء غير وارد»، أوضح أنّ «الأيام المقبلة ستكون كفيلة في تحديد الموقف النهائي».
ولفت مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ»البناء» أن تكتل لبنان القوي سيصوّت لأزعور، وجميع أعضاء التكتل سيلتزمون بموقف المجلس السياسي للتيار، وتساءل: لماذا يعتبر حزب الله أن أزعور هو مرشح تحدٍّ وهو وحركة أمل يطرحون فرنجية وأغلب المجلس النيابي يرونه مرشح تحدٍّ؟ ويضيف: «حاولنا تقديم سلة أسماء للحوار مع الحزب للتوافق على مرشح لكن تمسك الحزب بفرنجية دفعنا للبحث عن خيارات أخرى وحصل تقاطع مع قوى المعارضة».
في المقابل لم تبرز أي إشارة على تراجع الثنائي أمل والحزب عن دعم ترشيح فرنجية، وحسمت كتلة الوفاء للمقاومة موقفها بأنّ «أعضاءها سيشاركون في الجلسة النيابية المقررة لانتخاب الرئيس يوم الأربعاء المقبل في 14 حزيران الحالي، وسيصوّتون لصالح المرشح الرئاسي سليمان فرنجية متمنين له الفوز وللبنان الاستقرار والنهوض».
بدوره، أشار نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، أن «فرنجية جاهر دائماً بإيمانهِ بالمقاومة وحق المقاومة وضرورة أن يكون لبنان مستقلاً، هو الذي يبني علاقات واسعة مع الدول العربية من دون استثناء والدول العالمية والإقليمية من دون استثناء، وله حظوة خاصة في العلاقة مع سورية تساعده في أن يحل لنا أزمة كبيرة اسمها أزمة النازحين، وكذلك رسم الحدود بين لبنان وسورية من أجل معالجة مسألة الترسيم البحري، أيضاً لاستخراج نفطنا وغازنا بشكل سليم».
ورأى قاسم أن «هذا الترشيح منذ البداية أيَّدناه لأنَّه يملك المواصفات ويملك القابلية ليكون مُطَمئناً لقسم كبير من الشعب اللبناني، وفي آنٍ معاً يستطيع أن يعمل على خطة الإنقاذ بالتعاون مع الحكومة ومع الجهات التي ستكون في هذه الساحة، لكن بعضهم يُصرّ على أنَّه يريد أن يعمل بطريقة التحدّي».
وشدّد على أنه «فليكن واضحاً بأنَّ أفق المواجهة في انتخاب الرئيس مسدود، ولا يمكن أن ينجح الاستحقاق إلا بالتوافق والانفتاح»، لافتاً الى أننا «أعلنا مراراً بأنَّ يدنا مفتوحة للنقاش والحوار، ولا زالت هذه اليد ممدودة لنناقش التفاصيل. قد نقنعكم بمرشحنا، وقد تقدِّمون معطيات تساعد في تدوير الزوايا للوصول إلى نتيجة إيجابية».
وأكد قاسم أننا «سنتابع بقناعاتنا بكل هدوء وفق القواعد الدستورية ومن خلال المجلس النيابي وتحركاتنا السياسية، ونسأل الله تعالى أن يفرِّج عن هذا الاستحقاق بأن يفرِّج عن بعض هؤلاء الذين يحملون حالة النكد وحالة المواجهة المسدودة الأفق».
وحضرت التطورات اللبنانية في لقاء وزير الخارجية عبدالله بوحبيب مع وزيرة الخارجية الفرنسية في الرياض. فقد التقى بوحبيب مع نظيرته الفرنسية على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش المنعقد في الرياض. وتفاهم الوزيران حول مسألة السفير اللبناني في فرنسا. كما تناولا ملف النزوح السوري في لبنان والانتخابات الرئاسية، حيث شدّدت كولونا على ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل ما يهمها ان يصبح للبنان رئيس للجمهورية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة. كما أفادت الوزيرة الفرنسية عن تعيين الرئيس ماكرون لودريان موفداً الى لبنان حيث سينشط ليسرّع في مسار انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.
كما التقى بوحبيب نظيره السّعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وأشارت الخارجيّة اللبنانية في بيان إلى أنّ «بوحبيب قد دعا بن فرحان لزيارة لبنان، ممّا يعطي زخمًا لعودة الاخوة السعوديين لزيارة وطنهم الثاني لبنان. كما شكر السعودية على التسهيلات التي قدمتها لإجلاء اللبنانيين خلال أزمة السودان». ولفتت إلى أنّ «الوزيرَين تناولا أهمية الموقف العربي الأخير من الأزمة السورية، والحاجة لحل عربي لها، بما يعود بالفائدة على جميع الدول العربية في المنطقة، لا سيما لبنان؛ عبر إيجاد حل لملف النزوح السوري وتداعياته». وكشفت أنّ «في هذا الإطار، أشار بن فرحان إلى أنه يقوم بالجهود اللازمة مع الأوروبيين، بما يراعي الهواجس اللبنانية».
الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، بأنها متابعةً للملابسات المحيطة بقضية سفير لبنان لدى فرنسا، وفي ضوء انتقال لجنة التحقيق الموفدة من وزارة الخارجية والمغتربين إلى السفارة في باريس، تقرّر استدعاء السفير رامي عدوان الى الإدارة المركزية، على أن يقوم المستشار زياد طعان بمهام رئاسة البعثة. وأفادت معلومات «البناء» أن الخارجية اللبنانية لن ترفع الحصانة الدبلوماسية عن سفيرها في باريس، على الأقل قبل انتهاء التحقيقات، لكنها استدعت السفير وكلفت مكانه مؤقتاً أحد المستشارين لإفساح المجال أمام انتهاء التحقيقات والكشف عن ملابسات القضية.
على صعيد آخر، وجّه نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب انتقاداً لاذعاً لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غامزاً من قناة قائد الجيش العماد جوزاف عون، وقال عبر «تويتر»: «بعد أسبوع من توقيع مراسيم ترقية الضباط الى رتبة عميد هناك كلام عن رفض رئيس الحكومة إصدارها بحجة ربطها بتعيينات اعضاء المجلس العسكري وفق «deal»سياسي عسكري. لا يا دولة الرئيس هذه التعيينات مستحقة ويجب إقرارها وعدم ربطها او تسييسها للضغط على وزير الدفاع، فللجيش كلمة… انصفوا الضباط»!
وأفادت مصادر إعلامية بأن «رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سيدعو مطلع الأسبوع المقبل إلى جلسة لمجلس الوزراء لبحث وإقرار ورقة الحكومة اللبنانية لمؤتمر بروكسل».
الى ذلك، تفاعلت قضية منع الأمن العام في مطار بيروت، الصحافية الكويتية فجر السعيد من دخول لبنان بسبب زيارتها إلى كيان العدو.
وكعادتها انبرت جهات سياسية وإعلامية للدفاع عن الصحافية الكويتية وشنّت حملة ضد جهاز الأمن العام، الذي أوضح في بيان أنه «بحقّها إجراء عدم السماح لها بالدخول».
وأوضح المكتب الإعلامي للمدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أن «القرار الذي اتخذه في وقت سابق هو وفقاً للقانون، والمديرية العامة للأمن العام تعمل تحت سقف القانون، وإلا لما أوقفت السعيد وبقرار فوري بالأمس (أمس الأول) من أصحاب القرار، وبعد مضي أشهر على تقاعد اللواء إبراهيم في آذار الفائت، وهذا إجراء يطبّق في مطارات العالم قاطبة لأسباب قانونية».
جنوباً، وبعد التوتر على الخط الأزرق، عُقد اجتماع ثلاثي استثنائي في رأس الناقورة، برئاسة قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ورئيس البعثة اللواء أرولدو لاثارو، وحضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوّة الأمم المتحدة العميد منير شحادة».
وحمل الجيش وفق ما أشار في بيان، «العدو الإسرائيلي مسؤولية النتائج التي تترتّب عن هذه الاعتداءات، كما دعا الأمم المتحدة إلى ممارسة أقصى قدر من الضغط لوقفها». مشدداً على «ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وخراج بلدة الماري التي تشمل بجزء منها التمدّد العمراني لبلدة الغجر، والمناطق التي يتحفّظ فيها لبنان على الخط الأزرق (حالياً 13 منطقة)، والمناطق التي يوجد فيها خرق دائم للخط الأزرق (حالياً 17 منطقة)».
بدوره، حثّ رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، «الجهات بشدّة على الاستمرار في الاستفادة من آليات الارتباط والتنسيق التي نضطلع بها، وتجنّب الإجراءات الأحادية الجانب».

*****************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

جنبلاط أكمل حلقة داعمي إطاحة فرنجية وجلسة 14 مجهولة النتيجة

 

قبل أيام من الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 14 الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية، أطلق وليد جنبلاط صافرة المواجهة في معركة يخوضها كل من طرفيِ الصراع على قاعدة «يا قاتِل يا مقتول»، منذرة، ما لم يحصل اختراق «ربع الساعة» الأخير، بسقوط لبنان في المأزق الكامل الذي لطالما بدا بلوغه من المحظورات داخلياً وخارجياً. ورغم استمرار رهان مرجعيات على اعتبار ما شهدته الساعات الأخيرة من مواقف «مفاجئة» مجرد مناورات في إطار رفع سقف التفاوض، إلا أن المعنيين بالملف الرئاسي أبدوا خشية من إمكان انفلات الأمور، خصوصاً مع إعلان كتلة «اللقاء الديمقراطي» دعم ترشيح جهاد أزعور.

هذا الموقف الذي أعلنته الكتلة بعدَ اجتماع ترأّسه جنبلاط نفسه، لم يكُن مفاجئاً، لكنه أعادَ خلط الأوراق، ولا سيما لدى بعض «المراهنين» بأن جنبلاط لن يذهب إلى الطلاق الكامل مع الثنائي أمل وحزب الله. وقالت مصادر متابعة إن «جنبلاط مارس خديعة بإرسال موفدين إلى عين التينة ومنهم النائب مروان حمادة الذي أبلغ بري بأن الكتلة ستصوّت بورقة بيضاء»، وقد ظهر من بيان الكتلة الذي صدر بأنه «لا يزال يراوغ»، بدعمه أزعور ومن ثم دعوة كل القوى إلى «التمسك بمنطق الحوار الحقيقي وصولاً إلى إتمام استحقاق الرئاسة بأسرع وقت».

ولم يكُن عابراً، إعلان جنبلاط ترشيح أزعور بالتزامن مع عدد من التطورات، بدءاً من باريس التي أُعلن فيها تكليف وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان بإدارة الملف اللبناني، مروراً بتأكيد وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا «العمل مع قطر في لبنان للتشجيع على إيجاد حلّ للعقبات السياسية والصعوبات الاقتصادية». علماً أن الدوحة لا تزال تقود حملة تسويق قائد الجيش جوزف عون، وصولاً إلى لقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان على هامش اجتماع التحالف الدولي ضد «داعش» في الرياض، وقيل إن الملف اللبناني كان من ضمن الأمور التي نوقِشت. فضلاً عن اللقاءات التي عقدها نواب في كتلة جنبلاط، وتحديداً وائل أبو فاعور مع السفير السعودي في بيروت وليد البخاري الذي عبّر عن إيجابية تجاه أزعور، وصدور بيان عن صندوق النقد يوضح أن أزعور في إجازة من عمله هذه الفترة.

هذه التطورات تؤكّد انتقال الأزمة الرئاسية إلى مكان، وبأنّ ثمة قراراً خارجياً بتأزيم الداخل، وبدا من الصعب استشراف المشهد النهائي لجلسة انتخاب الرئيس التي يردّد مطّلعون بأنّها لن تفضي إلى نتيجة، سوى المزيد من الانقسام والتشنج وخلق تموضعات جديدة. وقد أكّد الرئيس برّي أمام زوّاره أن الجلسة قائمة، وأن كل الاحتمالات مفتوحة خلالها. وردّاً على سؤال حول موقف كتلة «اللقاء الديمقراطي»، أجاب بأنّه وصلت إليه أجواء يوم الإثنين أن اللقاء سيلتزم بالورقة البيضاء، ثم في اليوم التالي قال النائب وائل أبو فاعور إن اللقاء سيمنح أصواته لأزعور، مستغرباً سبب هذا الموقف. وقال إنه لا يعتقد أن أحداً من المرشحين سيحوز على الثلثين أو على 65 صوتاً في الجلسة الأولى، وإن حسابات الجلسة الأولى ستكون مختلفة عن الجلسة الثانية. وأكّد أن العديد من النواب سيصوّتون بالورقة البيضاء لإخفاء موقفهم الحقيقي، وأن الجلسة ستكشف جزءاً من اللعبة الانتخابية ومواقف الأطراف، لكنّ الجميع يعلم أن التسوية لم تنضج بعد.

وحول الموقف السعودي، أوضح بري أنه لم يتبلّغ بأي موقف سعودي جديد، وأن الموقف الفرنسي لا يزال ثابتاً لناحية دعم التسوية التي تحمل سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا. وأشار إلى أن التغييرات التي حصلت في فرنسا إدارية ولا علاقة لها بالموقف من الاستحقاق اللبناني.

وعن علاقته بالبطريرك بشارة الراعي، اعتبر بري أن توضيح البطريرك لما نُقل عنه تجاه عين التينة يقطع الطريق على التكهنات والرهانات الخاطئة على تدهور العلاقة مع بكركي. ومن المقرّر أن يستقبل بري اليوم موفد البطريرك المطران عبد الساتر.

وكان لافتاً مساء أمس، انطلاق حملة إعلامية تهويلية قادتها محطة «المر تي في»، التي اعتبرت ما يجري بمثابة ضربة للثنائي أمل وحزب الله، وأعطت الأمر بعداً طائفياً من خلال الحديث عن ضربة تلقّاها الثنائي الشيعي. وهو كلام تردّد بقوة خلال الساعات الماضية في أوساط القوات اللبنانية على وجه الخصوص، إضافة إلى نواب ممن وقّعوا على عريضة تأييد أزعور وأعلنوها من منزل النائب ميشال معوض.

من جهة أخرى، تبيّن خلال الساعات الماضية، أن هناك توجهاً لعدد من النواب المستقلين والتغييريين بأن يصوتوا لمصلحة الوزير السابق زياد بارود، وسط معطيات غير واضحة حول أن هناك من يعمل من خلف الكواليس، وبمن في ذلك قريبون من التيار الوطني الحر، لكي يحصل بارود على عدد جيد من الأصوات (يتجاوز العشرة) لتقديمه في المرحلة المقبلة كمرشح بديل عن أزعور.

******************

افتتاحية صحيفة النهار

الدعم الجنبلاطي يعزز تقدم أزعور في المبارزة


لم تحجب السخونة السياسية المتصاعدة في عز العد العكسي للجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية الأربعاء المقبل في 14 حزيران معالم الفضيحة الصادمة الجديدة التي تمثلت في منع الامن العام الاعلامية الكويتية #فجر السعيد من دخول بيروت وردها الى بلادها من مطار رفيق الحريري على خلفية قضية رأي قبل ان تجف قضية خطف مواطن سعودي قبل أسبوعين! معالم غامضة لشيء ما يبدو اشبه بمخطط “انتحاري” متدرج للسياحة والانفتاح بتقويض العلاقات مع الدول الخليجية بما يهدد مجددا بافساد كل التطلعات الى ترميم القليل من العافية الاقتصادية وإعادة تفخيخ مصالح لبنان الحيوية في توثيق علاقاته مع الدول الخليجية الحاضنة لمئات الاف اللبنانيين.

 

في أي حال، فان أصداء هذا الاجراء الصادم اثارت الكثير من الاصداء وردود الفعل الساخطة والمستنكرة والمتخوفة من توالي الفصول المسيئة للبنان ومصالحه وكادت تتقدم تطورات الحدث الرئاسي المقبل على ما يبدو على حماوة غير مسبوقة منذ بدء الاستحقاق الرئاسي نظرا الى طبيعة التعقيدات والحسابات الشديدة التوهج حيال “مبارزة الأربعاء” وما يمكن ان يشهده ذاك الموعد وذاك اليوم من تطورات تحبس حيالها الانفاس من الان. ذلك انه على مرمى أيام من هذا الموعد بدأت الساحة السياسية – الرئاسية تزدحم بمعالم بلوغ السباق حدودا كبيرة من الدقة واليقظة لدى جميع القوى المتحفزة للجولة الأولى من المبارزة او المواجهة بين مرشح “الثنائي الشيعي” والقوى الحليفة له رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ومرشح القوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور بحيث ينظر الى الجلسة المقبلة، في اقل التقديرات بانها ستكون كاشفة لميزان القوى الجديد الذي يتوزع مجلس النواب والكتل والنواب بعد التطور الذي وضع فرنجية وازعور في المواجهة الجديدة. وبصرف النظر عن البوانتاجات الاستباقية التي يلعب العامل الدعائي والتعبوي لكل فريق دوره الكبير في تسويقها، لم يعد ثمة شك في ان التنافس يشهد تطورا بالغ الجدية في ظل الاستنفار الواسع الذي يتولاه الفريقان العريضان اذ يسعى داعمو فرنجية بقوة الى استجماع اعلى عدد من الأصوات لمصلحته لتثبيت عدم اهتزاز وضعه كمرشح أساسي واسقاط الانطباعات بان ازعور صار تهديدا خطيرا له. وفي المقابل تعاظمت امال الفريق الداعم لازعور بتحقيق رقم خارق لمصلحته يتجاوز الـ 65 صوتا من الدورة الأولى ما من شأنه ولو اطيح بالدورة الثانية من الجلسة لمنع انتخابه المحتمل، ان يكرس تقدمه على فرنجية، بما يترك تداعيات واسعة في المعركة داخليا وخارجيا. وتمثل العامل الدافع بقوة لمصلحة المرشح ازعور امس بالحسم ال#جنبلاطي لمصلحة التصويت لازعور اذ افضى اجتماع كتلة “اللقاء الديموقراطي” بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط الى تأكيد الكتلة “تأييدها ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لانتخابات #رئاسة الجمهورية، حيث كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أول من طرح تسميته ضمن سلة من الأسماء التي عرضها مع مختلف القوى السياسية على قاعدة التوافق والخروج من منطق التحدي، مشيرة إلى أن تأييد أزعور لا يعني في أي حال من الأحوال تموضعنا في أي اصطفاف، بل كنا أول المبادرين الى طرحه قبل تبنيه من أي طرف آخر”. وإذ اعادت الكتلة “تأكيد التزامها الحوار وصولا إلى التوافق المنشود”، استغربت “اعتبار أزعور مرشح تحدّ ودعت كل القوى إلى التمسك بمنطق الحوار الحقيقي وصولاً إلى إتمام استحقاق الرئاسة بأسرع وقت، مشددة على أنه يبقى إنجاز هذا الاستحقاق الرئيسي المدخل لإعادة بناء المؤسسات والشروع في عملية الاصلاح والانقاذ على مختلف المستويات”.


 

ولعل التطور الاخر البارز الذي واكب هذه الأجواء ان مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك أعلنت امس أنه “من اجل تجنب أي تصور في شأن تضارب المصالح تخلى جهاد ازعور مدير دائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى موقتا عن مهماته في صندوق النقد الدولي، وهو في إجازة من الصندوق”.

 

 

فرنسا وقطر

وعلى خط الحضور الفرنسي الذي عاد بقوة الى المسار اللبناني حضرت التطورات الاخيرة في لقاء وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا امس في الرياض على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش. وأفادت الخارجية اللبنانية ان “كولونا شددت على ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل ما يهمها ان يصبح للبنان رئيس للجمهورية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة”. كما افادت الوزيرة الفرنسية عن تعيين الرئيس ايمانويل ماكرون وزير الخارجية الفرنسي سابقا جان ايف لودريان موفدا الى لبنان “حيث سينشط ليسرّع في مسار انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية”.

 

واشارت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الفرنسية ان – كلير لوجاندر خلال المؤتر الصحافي الاسبوعي الى “ان المؤتمر حول داعش الذي عقد في الرياض شكل مناسبة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لاجراء مباحثات جانبية مع نظرائها السعودي فيصل بن فرحان والايراني حسين امير عبد اللهيان واللبناني عبدالله بو حبيب. وانها انتقلت الى قطر بعد ظهر امس لاستكمال مباحثاتها مع نظيرها القطري رئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن ال ثاني حول الملف اللبناني من كل جوانبه.” واكدت انه “خلال المشاورات مع نظرائها في الرياض حول الوضع في لبنان حضت الجميع على التوصل الى مخرج للازمة اللبنانية.” وذكرت “باهمية الاسراع في ايجاد مخرج للازمة اللبنانية من خلال سد الشغور الرئاسي والقيام بالاصلاحات الاساسية.” واضافت لوجاندر “ان تعيين لودريان من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ممثلا شخصيا له لمتابعة الملف اللبناني يشكل تعبيرا عن الاهمية التي توليها فرنسا الى الوضع في لبنان، ومن اجل مساعدة لبنان والشعب اللبناني على الخروج من هذه الازمة.” وقالت “ان وزيرة الخارجية الفرنسية تعول كثيرا على خبرة لودريان من اجل الاستمرار في تحريك جهودنا وستستقبل كولونا الممثل الشخصي خلال الايام المقبلة للبحث معه حول برنامج زيارته الى لبنان.”


 

وبدوره أكد رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني “أنّ الحل السياسي في لبنان بيد اللبنانيين وليس أي دولة أخرى”، لافتًا الى أنّ “قطر تدعم الجيش اللبناني لأهميته لاستقرار البلاد”. وكشف بعد لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية أنّ “قطر تتشاور باستمرار مع فرنسا لإيجاد حلول سلمية لقضايا مثل الوضع في لبنان وسوريا والنووي الإيراني”. من جانبها، اشارت كولونا الى أنّ “قطر وفرنسا تعملان معا على تقديم حلول سياسية للأزمة في لبنان وانتخاب رئيس لكل اللبنانيين”.

 

 

موفد الراعي

وفي وقت يزور موفد بطريركي عين التينة اليوم أشار عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى الى ان “مع عدم الوصول الى تقاطعات مشتركة بين القوى السياسية اللبنانية هناك محاولات جدية للتواصل مع الفرقاء اكان عبر مبادرة البطريرك الراعي ام الموفد الفرنسي وقد يكون هناك مبادرات عربية أخرى”. وأشار الى ان “هناك كتلا لم تعلن موقفها بعد ولا مرشحها وبالتالي قد تكون هناك صعوبة بالانتخاب في الجلسة المقبلة”، لافتاً الى ان “الاتصالات قد تفضي الى شيء ولننتظر الفترة الفاصلة عن الجلسة والا سيكون التأسيس لجلسة اخرى مع توافق”.

 

اما “كتلة الوفاء للمقاومة” فلاقت الرئيس نبيه بري في اعلان التصويت لفرنجية واكدت في بيان اثر اجتماعها الاسبوعي “أن أعضاءها سيشاركون في الجلسة النيابية المقررة لانتخاب الرئيس يوم الأربعاء القادم في 14 حزيران الجاري وسيصوتون لصالح المرشح الرئاسي سليمان فرنجية متمنين له الفوز وللبنان الاستقرار والنهوض”.

********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

حراك عربي دولي تحضيراً للأربعاء.. وحرب نفسية بالبوانتاجات التهويلية

 

 تتواصَل تحضيرات الكتل النيابية والسياسية لجلسة الاربعاء المقبل الانتخابية الرئاسية، فيما كل الاجواء توحي حتى الآن انّ الجميع يعيش حالة انتظارية لتبلور المواقف الخارجية خصوصاً في ضوء الحراك الاميركي والفرنسي في اتجاه كل من المملكة العربية السعودية وقطر وايران، حيث انّ هذه الدول الثلاث تلتزم الصمت منذ مدة حيال التطورات اللبنانية، ربما في انتظار نتيجة الاتصالات الجارية بينها تمهيداً لتأمين الاخراج اللازم لمساعدة لبنان على إنجاح الاستحقاق الرئاسي.

كل الانشغالات والاهتمامات تؤدي الى الجلسة الانتخابية الرئاسية الاربعاء المقبل وسط حالة من الترقّب الشديد لمشهدية انعقادها مع تَصاعد كم كبير من التطورات التي تستبقها، على رغم من انّ الجميع يُسَلّم بعدم توصّلها الى اي نتيجة، بحسب ما قالت مصادر متابعة للاتصالات التحضيرية لها لـ»الجمهورية»، مؤكدة انّ «هذه الجلسة لن تعدو كونها جلسة مُحاكاة لتحديد الاحجام ومعرفة حقيقة الاصطفافات وميول الكتلة الوسطية او المترددة بحسابات الداخل».

واستبعدت المصادر ان يعطي الخارج كلمته لحلفائه في الداخل تجنّباً لحرق الاوراق في اختبار غير ذي نتيجة جدية، وحفاظاً على سياسة الحيادية المتبعة من بعضها، لا سيما منها الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية. وقالت انّ هذه الجلسة مطلوبة خارجياً قبل الداخل ليُبنى على الشيء مقتضاه، والكتل النيابية بدورها ستستفيد من نتائجها بعد التحولات التي حصلت خلال المدة الفاصلة عن آخر جلسة في مطلع السنة.

وكشفت المصادر انه «على رغم الحرب النفسية التي يخوضها كل فريق ضد الآخر بالبوانتاجات التهويلية فإنّ الجميع يعلم انه لا يمكن الاتيان بفريق تَحَد». ودعت الى ترقّب المواقف الخارجية، وخصوصا الفرنسية، مع الزيارة الاولى للموفد الفرنسي جان ايف لودريان للبنان الاسبوع المقبل.

واكدت المصادر ان كل الاحتمالات مفتوحة وكذلك كل الاسلحة متاحة، أبرزها سلاح تطيير النصاب لعدم إيصال أيّ من المرشحين فرنجية وازعور، لكن الجلسة بالتأكيد ستكون محطة لقراءة نتائجها بعد انتهائها وستدشّن مرحلة جديدة من التعاطي السياسي والرئاسي، ستَشتد فيها لغة الاتهام بالعزل الطائفي قبل السياسي ولهجة تعميق الانقسام العمودي والاصطفاف…

 

إرادة ضاغطة

لكنّ مصادر سياسية مطلعة على الاتصالات رجّحت ان تشهد الايام الفاصلة عن موعد الجلسة مزيداً من التطورات، وربما المفاجآت، خصوصاً في حال تبلورت إرادة خارجية ضاغطة لجعل هذه الجلسة ناجزة. لكنّ الى الآن فإنّ كل المؤشرات تدل إلى أن المواقف الداخلية ما تزال متباعدة وتنحو إلى مزيد من التشدد والتصعيد، خصوصا ان بعض الكتل النيابية والسياسية مُربكة نتيجة الغموض الذي يلف موقف بعض العواصم العربية والغربية، ما قد يجعل الجلسة جلسة مُحاكاة للمعركة الانتخابية من دون خوضها، بل ربما تكون جلسة استكشاف القوى الانتخابية.

ومن هنا، تقول المصادر انّ الجميع ينتظر الحركة الفرنسية في اتجاه الرياض والدوحة وطهران، والتي سبقها الحراك الاميركي في اتجاه السعودية، ما أوحى ان هذه العواصم ربما تكون قد قررت استعجال الخطى في اتجاه تمكين لبنان من انجاز الاستحقاق الرئاسي والانطلاق إلى بناء السلطة الجديدة، لِتَحسّسها انّ استمرار الفراغ الرئاسي لفترة اضافية قد يُفاقم الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي الذي تعيده البلاد ويترك آثاره السلبية على كل قطاعات الدولة.

وقالت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية لـ«الجمهورية» ان كل حراك التيار الوطني الحر والمعارضة المتقاطعين على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لا يعكس الجدية التي توحي ان هذا الترشيح جدي، بل تدلّ الى انه ترشيح لا يختلف عن ترشيح النائب ميشال معوض الذي اراد المعارضون منه إسقاط ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. كما انّ غايتهم من ترشيح ازعور هي إمرار مرحلة للعبور منها الى مرحلة جديدة من المناورة، في انتظار تَوافر الظروف التي تنكشف معها الخيارات النهائية، خصوصاً انّ المعارضين، ومعهم التيار، يدركون جيدا انه لا يمكنهم الاستيلاء على السلطة الجديدة بتركيبة تأخذ طابع اللون الواحد.

 

كل الاحتمالات

الى ذلك أكدت اوساط قريبة من الثنائي الشيعي لـ«الجمهورية» انه يدرس كل الاحتمالات الممكنة في جلسة 14 حزيران، تمهيداً لاعتماد الخيار المناسب، مُشددة على انه سيتخذ قراره بناء على مقتضيات المصلحة الوطنية ومقتضيات معركته الرئاسية الداعمة لترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، من دون أن يُعير أي اهتمام للحملات الإعلامية وللبوانتاجات التهويلية.

وضمن سياق متصل، قالت مصادر مواكبة للملف الرئاسي لـ«الجمهورية» انّ كلّاً من المعسكرين المؤيدين لفرنجية وأزعور سيضع ثقله من الآن وحتى 14 حزيران المقبل في اتجاه السعي الى أفضل إدارة ممكنة لجلسة الانتخاب وللتفاصيل المحيطة بها، من أجل تفادي أي مفاجآت مُباغتة.

ولفتت المصادر إلى أن كل الاحتمالات تبدو واردة، مشيرة الى ان الاستعدادات لجلسة الانتخاب تتم على وقع حرب نفسية وتلميح الى أوراق ظاهرة واخرى مخفية قد يتم استعمالها تبعاً لحسابات هذا الطرف او ذاك. واستبعدت المصادر ان يولد رئيس الجمهورية في تلك الجلسة «الّا اذا حصل ما ليس في الحسبان».

موفدان للراعي

في غضون ذلك تتجه الانظار اليوم الى عين التينة على مسافة خمسة أيام من الجلسة الانتخابية الرئاسية، حيث سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري موفدَي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار، في إطار مهمةٍ تُشكّل استكمالاً لبرنامج اللقاءات التي بدأها البطريرك مع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله.

وقالت مصادر تواكب حراك البطريرك لـ«الجمهورية» ان بري عَدّلَ من موقفه بتحديد موعد للوفد بعدما أجريت الاتصالات اللازمة لتوضيح بعض المواقف التي لم تكن تستأهِل أي إشارة سلبية تؤدي الى القطيعة مع بكركي، في ظل المبادرة التي أطلقها الراعي في اتجاه «الثنائي الشيعي» للخروج من مأزق الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً بعد زيارته الاخيرة للفاتيكان وباريس.

ولفتت المصادر عبر «الجمهورية» الى انّ المطرانين عبد الساتر والعمار سيخرجان استثنائياً من الصرح البطريركي الذي كان قد أقفل أبوابه منذ الثلاثاء الفائت وحتى السابع عشر من الجاري، للمشاركة في خلوة روحية للمطارنة الموارنة «لأن المهمة وطنية وتستأهِل مثل هذا الاستثناء».

 

الحراك الفرنسي

واتجهت الانظار الى الرياض التي استقبلت وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا التي التقاها هناك نظيرها اللبناني عبدالله بوحبيب، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» المنعقد في العاصمة السعودية.

وقالت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيان: «بعدما تفاهمَ بوحبيب وكولونا حول قضية السفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان، تناولا ملف النزوح السوري في لبنان والانتخابات الرئاسية، حيث شددت الوزيرة كولونا على ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل ما يهمها هو ان يصبح للبنان رئيس للجمهورية خصوصاً في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة». واشارت الى «تعيين الرئيس ايمانويل ماكرون وزير خارجيته السابق جان ايف لودريان موفداً الى لبنان، حيث سينشط لتسريع مسار انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية».

 

بن فرحان وبوحبيب

واجتمع بوحبيب مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وبحثا في العلاقات الثنائية حيث أشاد الوزير السعودي بالجهود اللبنانية السريعة والفعّالة التي أدت الى تحرير المواطن السعودي، الذي اختطف في لبنان، وعودته الى أهله سالماً. وقد دعا بوحبيب الامير بن فرحان لزيارة لبنان، «مما يعطي زخماً لعودة الاخوة السعوديين لزيارة وطنهم الثاني لبنان».

وأوضحت الخارجيّة السعودية أنّه «جرى خلال اللّقاء استعراض العلاقات الثّنائيّة، وسبل تعزيزها وتطويرها في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدّات على السّاحتَين الإقليميّة والدّوليّة».

وبحسب بين للخارجية اللبنانية، تناول الوزيران «اهمية الموقف العربي الاخير من الازمة السورية والحاجة لحلٍ عربي لها بما يعود بالفائدة على جميع الدول العربية في المنطقة، لا سيما لبنان، عبر إيجاد حل لملف النزوح السوري وتداعياته. وفي هذا الاطار، أشار الامير الى انه يقوم بالجهود اللازمة مع الاوروبيين بما يراعي الهواجس اللبنانية.

 

«الوفاء للمقاومة»

وفي المواقف اكدت كتلة «الوفاء للمقاومة»، في بيان لها بعد اجتماعها برئاسة النائب محمد رعد أمس، «حرصها في لبنان على إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقتٍ ممكن، وهي تُشارك في الجهود المبذولة لتوفير فرص انتخاب الرئيس المناسب لبلدنا. وفي هذه المرحلة الدقيقة تجدّد موقفها الداعم للمرشح الرئاسي سليمان فرنجيّة باعتباره مرشحاً طبيعياً مُطَمْئِناً لشريحةٍ كبيرة من اللبنانيين، ومتصالحاً مع جميع فئاتهم ولديه كلّ الاستعداد للتحاور والتعاون معهم من أجل مصلحة البلاد ودعمه لا يشكّل تحدّياً لأحد، ومُنفتحاً على الحلول الاقتصادية التي تكبح جماح الأزمة الراهنة، ويمتلك الأهليّة لمقاربة المعالجات المطلوبة لكثيرٍ من المسائل الشائكة والضاغطة في البلاد، ومنها مسألة النازحين السوريين وتصويب العلاقة مع سوريا وترميم العلاقات مع عددٍ من دول المنطقة والعالم».

ورأت «أنّ مصلحة الجميع تكمن في إبقاء سبل الحوار مفتوحة ومن دون شروط مسبقة... وتأمل أن ينخرط الجميع إيجاباً في مهمة إعادة الحيويّة إلى المؤسسات الدستوريّة في البلاد والنهوض بالمعالجات المأمولة في كل المرافق والمجالات، وتعلن بوضوح أنّ أعضاءها سيشاركون في الجلسة النيابية المقررة لانتخاب الرئيس يوم الأربعاء القادم في 14 حزيران الجاري، وسيصوّتون لمصلحة المرشح الرئاسي سليمان فرنجية مُتمنّين له الفوز وللبنان الاستقرار والنهوض».

 

«اللقاء الديموقراطي»

من جهتها، أعلنت كتلة «اللقاء الديمقراطي»، بعد اجتماعها أمس في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس «اللقاء» النائب تيمور جنبلاط، تأييدها ترشيح ازعور «حيث كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أول من طرح تسميته ضمن سلة من الأسماء التي عرضها مع مختلف القوى السياسية على قاعدة التوافق والخروج من منطق التحدي»، واشارت إلى «أن تأييد أزعور لا يعني في أي حال من الأحوال تموضعنا في أي اصطفاف، بل كنا أول المبادرين الى طرحه قبل تَبنّيه من أي طرف آخر». وأكدت «التزامها بالحوار وصولاً إلى التوافق المنشود»، مستغربة «اعتبار أزعور مرشح تحدّ»، وداعِية «كل القوى إلى التمسك بمنطق الحوار الحقيقي وصولاً إلى إتمام استحقاق الرئاسة بأسرع وقت».

الى ذلك اعلنت مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك، بحسب ما نقلت عنها قناة «الجديد»، أن «مدير منطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور عَلّقَ عمله مؤقتاً في صندوق النقد الدولي»، لافتةً إلى أنه «في إجازة حالياً».

 

سويسرا وملف سلامة

من جهة ثانية حسمت النيابة العامة السويسرية المالية، أمس، الجدل القائم حول دخول سويسرا على خط ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قضائياً في مجموعة من الإتهامات المالية، وقد تبلّغت المراجع القضائية اللبنانية أن وفداً قضائياً يعتزم زيارة بيروت في إطار التحقيقات المتعلقة بحاكم مصرف لبنان. وقالت المصادر انّ «وفداً قضائياً سويسرياً سيزور لبنان قريباً للاجتماع بقاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا»، الذي يقود التحقيق المحلي وينسّق مع القضاة الأوروبيين، بهدف «الاطلاع على معلومات تخدم التحقيق السويسري». ورجّح المصدر أن «يلحق القضاء السويسري بركب الدول الأوروبية التي أجرت جلسات استماع في بيروت بالملفات المالية العائدة لسلامة ومقربين منه».

ولفتت مراجع قضائية، عبر الجمهورية»، الى انّ الخطوة السويسرية غير مستغربة ولن تكون جديدة. وان الاصح القول ان سويسرا قررت «استئناف التحقيقات» السابقة التي بدأت بها منذ ان وَجّه المدعي العام السويسري مجموعة من الإتهامات بحق سلامة منذ تشرين الاول العام 2020، قبل ان يتحرك القضاء الأوروبي في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وليختنشتاين واللوكسمبورغ، وسبقَ لهم أن اطّلعوا على كثير من الوثائق التي طلبها من القضاء المختص.

 

**************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“الثنائي” معزولاً… وباريس تستعجل رئيساً توافقياً

تيمور حسمَها… وكرة أزعور في ملعب النواب المتردّدين

 

وفق ما أكدت “نداء الوطن” قبل يومين، حسم “اللقاء الديموقراطي” امس برئاسة النائب تيمور جنبلاط وفي حضور الزعيم الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، الموقف من السباق الرئاسي الاربعاء المقبل، فأعلن بوضوح تأييد مرشح التقاطع المسيحي خصوصاً والوطني عموماً جهاد أزعور. وأتى هذا التأييد ليزيل مرحلة من الغموض التي راهن فيها “الثنائي الشيعي” على ان مرشحه سليمان فرنجية سيبقى في الميدان في مواجهة مرشح لا يلقى تأييداً متماسكاً.

 

وجعل هذا التطور الانتخابي كتلة النواب المترددين، الذين يتقلص عددهم تدريجياً، أمام محك تأييد مرشح شبه الاجماع الوطني والذي تحوّل كرة ثلج تكبر حجماً يوماً بعد يوم حتى 14 حزيران الجاري موعد الجلسة الثانية عشرة لإنتخاب الرئيس العتيد. وترافق ذلك، مع تأكيد مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك امس أن مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور “علّق عمله مؤقتاً في صندوق النقد الدولي”.


 

ولم يكن هذا التطور معزولاً أيضاً عن تغيير نوعي في التعامل الفرنسي مع الملف الرئاسي، والذي أدى أخيراً الى تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان، حيث سيواكب من بيروت إستحقاق 14 الجاري. ويعتبر تغيير الممثل الشخصي لماكرون بمثابة تغيير في سياسة باريس التي عملت لفترة طويلة على تبني خيار الممانعة الرئاسي أي فرنجية. وكل ذلك، ما كان ليتحقق لولا الموقف الحازم للفاتيكان القائل إن الكرسي الرسولي “لا يقبل ان يأتي رئيس للبنان معاد للشيعة، وفي الوقت نفسه لا يقبل ان يهزم مسيحيو هذا البلد”. وبات مؤكداً تقاطع الموقفين الفرنسي والفاتيكاني مع موقف واشنطن لجهة وجوب الذهاب بسرعة الى انتخاب رئيس توافقي.


 

وفي المعلومات، ان هناك متابعة دولية للبنان الذي يمر بـ”أيام خطرة” قبل الاربعاء المقبل، وسط تخوّف من “إنزلاقات خطرة” تطيح بالاستقرار الهش في لبنان، وهذا ما دفع بالرئيس ماكرون الى إيفاد مبعوثه لودريان على وجه السرعة الى بيروت والذي يرتقب وصوله بين يوم وآخر.

 

في المقابل، ما زالت أجواء “الثنائي” تروّج حتى الآن ان لا تغيير في موقف باريس، وكأن تعيين لودريان لا يعني شيئاً بالنسبة اليه. وفي الوقت نفسه، بدا نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في حالة تشاؤم” عندما صرّح امس ان “أفق المواجهة في انتخاب رئيس مسدود”. وفي واقع الحال، ظهر “الثنائي” امس أكثر من اي وقت مضى في حالة عزلة على المستوى الوطني كونه صمم على البقاء في مربع ترشيح فرنجية الخاسر حتماً.


 

في الرياض، وعلى هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة “داعش”، أكد رئيس وزراء قطر، وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنّ الحل السياسي في لبنان بيد اللبنانيين وليس أي دولة أخرى، لافتاً الى أنّ “قطر تدعم الجيش اللبناني لأهميته لاستقرار البلاد”.

 

وكشف بعد لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنّ “قطر تتشاور باستمرار مع فرنسا لإيجاد حلول سلمية لقضايا مثل الوضع في لبنان وسوريا والنووي الإيراني”.


 

من جانبها، أشارت كولونا الى أنّ “قطر وفرنسا تعملان معاً على تقديم حلول سياسية للأزمة في لبنان وانتخاب رئيس لكل اللبنانيين”.

 

 

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

جهاد أزعور يتنحى مؤقتاً عن مسؤولياته في «صندوق النقد» استعداداً للرئاسة اللبنانية

 

تنحّى مدير قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في «صندوق النقد الدولي» جهاد أزعور مؤقتاً عن منصبه، وفق ما أفادت به مسؤولة في المؤسسة الدولية، في خطوة جاءت بعد إعلان كتل نيابية عدة في لبنان دعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية.

 

وقالت مديرة التواصل الاستراتيجي في الصندوق جولي كوزاك: «من أجل تجنب أي انطباع عن تضارب المصالح، تنحّى مدير قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور مؤقتاً عن مسؤولياته في (صندوق النقد)، وهو في إجازة» من المؤسسة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

 

وجاء إعلان «صندوق النقد» قبل أيام من موعد جلسة برلمانية لانتخاب رئيس، وبعد إعلان القوى المسيحية الرئيسية ونواب آخرين تأييدهم وصول أزعور إلى سُدة الرئاسة، في مواجهة الوزير الأسبق سليمان فرنجية، المدعوم من «حزب الله» وكتل متحالفة معه.

 

وارتفعت أسهم أزعور، الذي انضم إلى «صندوق النقد» عام 2017، وشغل منصب وزير المال اللبناني بين 2005 و2008، في الأسابيع الأخيرة على أثر اتصالات مكثفة بين كتل معارضة أبرزها حزبا «القوات اللبنانية»، الذي يحظى بكتلة برلمانية وازنة، و«الكتائب اللبنانية»، مع «التيار الوطني الحر» حليف «حزب الله» المسيحي الأبرز والرافض لوصول فرنجية إلى سُدة الرئاسة.

 

وأعلن 32 نائباً، يوم الأحد، دعمهم ترشيح أزعور، بينهم النائب ميشال معوض، الذي كان أول من أعلن خوض السباق الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، نهاية أكتوبر (تشرين الأول).

 

وأكد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، صِهر عون، «تقاطع» حزبه مع كتل نيابية أخرى على اسم أزعور، رغم الخصومة التي تجمعه بعدد منها، الأمر الذي أثار انتقادات حادة من «حزب الله» وحليفته «حركة أمل».

 

وجدَّدت كتلة «حزب الله» النيابية، اليوم الخميس، دعمها لفرنجية «باعتباره مرشحاً طبيعياً مطمئناً لشريحة كبيرة من اللبنانيين، ومتصالحاً مع جميع فئاتهم»، معتبراً أن دعمه «لا يشكل تحدياً لأحد». ويصف نواب في «حزب الله» أزعور من دون تسميته مرشح «التحدي والمواجهة».

 

وأزعور حائز، وفق موقع «صندوق النقد»، على دكتوراه في العلوم المالية الدولية، ودرجة عليا في الاقتصاد الدولي والعلوم المالية.

 

ومنذ انتهاء ولاية عون، فشل البرلمان، خلال 11 جلسة، في انتخاب رئيس، وسط انقسام بين فريق مؤيد لـ«حزب الله»، وآخر معارض له، وتباينات داخل كل فريق.

 

ولا يملك أي فريق سياسي أكثرية تخوِّله إيصال مرشحه. ويحتاج المرشح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين؛ أي 86 صوتاً للفوز. وتصبح الغالبية المطلوبة، إذا جرت دورة ثانية، 65 صوتاً، من 128 هو عدد أعضاء البرلمان. إلا أن النصاب يتطلب الثلثين في الدورتين.

*********************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

جلسة «تبرئة الذمم».. والرئيس على همَّة التفاهمات الخارجية

أزعور يعلِّق عمله بالصندوق.. وجنبلاط يصوِّت له الأربعاء.. وحزب الله يحسم التردُّد بالإقتراع

 

علَّق مرشح «التقاطع» الوزير السابق جهاد ازعور عمله في صندوق النقد الدولي، وأعلنت كتلة الوفاء للمقاومة حضور جلسة الاربعاء، والتصويت الى جانب المرشح المدعوم من الثنائي سليمان فرنجية، في وقت حسم فيه اللقاء الديمقراطي امره باتجاه التصويت الى جانب ازعور، الذي سبق للحزب، ورشحه من ضمن سلة من الاسماء الأخرى.

وأشارت مصادر سياسية الى مؤشرين مهمين، سجلا لصالح مرشح المعارضة والتيار العوني الوزير السابق جهاد ازعور، بمواجهة مرشح  الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اولهما تراجع الجانب الفرنسي عن المبادرة التي اطلقها منذ اشهر وترتكز على دعم ترشيح فرنجية للرئاسة، والقاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة، بعدما ووجهت برفض من الكتل النيابية المسيحية الثلاث، وأطراف بالمعارضة بمعظم مكوناتها، وكانت زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي لباريس مؤخرا، بمثابة العامل الحاسم لاسقاطها، والمؤشر الثاني اعلان كتلة اللقاء النيابي الديمقراطي بعد اجتماعها بحضور وليد جنبلاط،تأييد ترشيح ازعور، باعتباره مرشحا، لا يشكل تحديا لاي طرف بعدما كان جنبلاط طرحه من جملة اسماء من خارج الاصطفافات السياسية قبل اشهر على الاطراف السياسيين الأساسيين.

وتعتبر المصادر المؤشر الأول بتحول الجانب الفرنسي عن مبادرته وتكليف الرئيس ايمانويل ماكرون، لوزير خارجية فرنسا الاسبق ايف لودريان بمهمة توافقية بين الاطراف اللبنانيين لحل الازمة الخطيرة التي يتخبط فيها، التخلي عن  دعم مرشح المبادرة الفرنسية سليمان فرنجية، والبحث عن مرشح توافقي، واستتباع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في قطر بعد لقاء مع بعض اعضاء دول اللقاء الخماسي، بموقف جديد، اعلنت فيه،بانه ليس لفرنسا اي مرشح للرئاسة الاولى في لبنان، ليس الاعلان الرسمي عن نعي مبادرتها، وانما بمثابة انضمام فرنسا لمواقف دول اللقاء الخماسي، بما تمثله دولهم اقليميا وعربيا ودوليا، والذين لم يؤيدوا مبادراتها سابقا، وكانوا على تباين معها.

واهمية المؤشر الثاني لتأييد كتلة اللقاء الديمقراطي بتأِييد ترشيح ازعور، تكمن بأنه يراعي توجهات دول اللقاء الخماسي وتحديدا المملكة العربية السعودية، وهي الدول التي حددت مواصفات ومعايير للمرشحين الرئاسيين، ولم تدخل في التسميات، وهذا المنحى قد ينسحب على العديد من النواب السنّة المبعثرين والتغييريين المترددين، ويزيد في اصوات النواب المؤيدين لترشيح ازعور.

وعليه، اتخذت جلسة الانتخاب رقم 12 لانتاج رئيس للجمهورية، مع تعيين مسؤول فرنسي رفيع هو وزير الخارجية السابق جاك – ايف لودريان، أبعادا جديدة، من دون اسقاط عناصر المفاجآت والحسابات والتأثيرات المباشرة على الكتل والتجمعات النيابية على مستوى الملتزمين او المحيرين او الرماديين.

وقال مصدر نيابي لـ «اللواء» ان الجلسة المقبلة اشبه بجلسة «تبرئة الذمم»، من تهم التعطيل، لا سيما مع التوجه الفرنسي الجديد وعزم دول اللقاء الخماسي، على انهاء الشغور، وسط البلوغ  بعقوبات، على ان تحسم الاتصالات الجارية بين العواصم الوجهة الاخيرة للمرشح المكتوب له ان يكون رئيساً.

ومنعاً لأي تأويل، برَّر اللقاء الديمقراطي موقفه بأن الحزب او من رشح ازعور وهذا الترشيح لا يعني تموضعاً او اصطفافاً، مجددا الالتزام بالحوار من اجل التوافق، رافضا اعتبار ترشيحه كنوع من التحدي.

ولاحظت مصادر دبلوماسية متابعة ان التقاء كتلة حزب الله واللقاء الديمقراطي على الحوار، وكتل اخرى، يعني ان جلسة الاربعاء المقبل، لن تكون الحاسمة في انجاز انتخاب الرئيس، انما تفتح الباب امام حوارات جديدة لبلورة وضعية من شأنها إنضاج طبخة التفاهمات، بالتزامن مع اطلاق حركة اتصالات دبلوماسية- سواء عبر اللقاء المستمر بين الجانبين السعودي والسوري، او من خلال لقاء وزيرة الخارجية الفرنسية مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان خلال اللقاءات الخليجية- الدولية حول مكافحة الارهاب.

ويُنتظر ان تقوم باريس بمقاربات اخرى للملف يأخذ بالاعتبار التطورات التي حصلت بترشيح جهاد ازعور مقابل ترشيح سليمان فرنجية. فيما يفترض ان تتبلور تباعاً خلال الايام الفاصلة عن جلسة الانتخاب مواقف الكتل النيابية الحائرة او المترددة او المتأخرة عن تحديد موقف، بعد استنفاد كل الاتصالات والخيارات، وسط توجه لعدم استخدام الورقة البيضاء لدى معظم إن لم يكن كل الكتل والنواب المستقلين. فما يبدو من بعض المؤشرات والمواقف ان الامور ذاهبة الى تسوية جديدة لا احد يعرف متى تتم في ظل استمرار الاستعصاء القائم.

وفي ما يبدو انه مقدمة لنشاط رئاسي علني وبدء جولة جديدة من الاتصالات مع الكتل، اعلنت مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك، «أن مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور علق عمله مؤقتاً في صندوق النقد الدولي، مشيرةً إلى أنه في إجازة حالياً، من أجل تجنب أي تصور بشأن تضارب المصالح».

وعلى هذا تتجه الانظار الى ما سيحمله لودريان والى مواقف الكتل والنواب الفرادى الذين لم يحددوا او يعلنوا خياراتهم بعد، لاسيما نواب جزين صيدا شربل مسعد أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، و«الاعتدال الوطني» و«اللقاء المستقل»، وحتى موقف تكتل «التوافق» الجديد، ومجموعات «نواب التغيير» الذين يميل اغلبهم للتصويت لمصلحة ازعور ولو لم يتم الاعلان عن ذلك بعد، حيث توقعت مصادرهم تبيان وجهة كل مجموعة منهم واتخاذ القرار خلال ايام قليلة.

الى ذلك،  وفي حين يُرتقب زيارة لودريان الى بيروت ربما قبل جلسة الانتخاب في 14 حزيران، التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وزيرة الخارجية الفرنسية في الرياض على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي «لهزيمة داعش» المنعقد في الرياض. وحسب المعلومات «تفاهم الوزيران حول مسألة السفير اللبناني في فرنسا. كما تناولا ملف النزوح السوري في لبنان والانتخابات الرئاسية، حيث شددت كولونا على ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل ما يهمها ان يصبح للبنان رئيس للجمهورية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة».

كما افادت الوزيرة الفرنسية عن تعيين الرئيس ماكرون لودريان موفداً الى لبنان «حيث سينشط ليسرّع في مسار انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية».  من جهته، أكد بوحبيب على ضرورة تأييد فرنسا للموقف اللبناني حول ملف النزوح السوري.

كما التقى الوزير بوحبيب وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، الذي «قدّم شكر القيادة السعودية وتقديرها لكافة الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية المختصة في لبنان، وعلى سرعة تجاوبها في تحرير المواطن السعودي المختطف هناك». وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، كما تناول الجانبان أبرز الموضوعات المطروحة في الاجتماع الوزاري للتحالف ضد «داعش».

وقد دعا الوزير بوحبيب الامير بن فرحان لزيارة لبنان، «مما يعطي زخما لعودة الاخوة السعوديين لزيارة وطنهم الثاني لبنان.كما شكر المملكة على التسهيلات التي قدمتها لاجلاء اللبنانيين خلال ازمة السودان».

وتناول الوزيران «اهمية الموقف العربي الاخير من الازمة السورية، والحاجة لحل عربي لها بما يعود بالفائدة على جميع الدول العربية في المنطقة، لا سيما لبنان عبر ايجاد حل لملف النزوح السوري وتداعياته. وفي هذا الاطار، اشار الامير الى انه يقوم بالجهود اللازمة مع الاوروبيين بما يراعي الهواجس اللبنانية». واكد «ان لبنان يواجه أعباء اقتصادية ولا يمكنه تحمّل كلفة بقاء اللاجئين السوريين».

وفي الرياض ايضاً، أكد رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «أنّ الحل السياسي في لبنان بيد اللبنانيين وليس أي دولة أخرى»، مؤكداً أنّ قطر تدعم الجيش اللبناني لأهميته لاستقرار البلاد.

وكشف بعد لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنّ قطر تتشاور باستمرار مع فرنسا لإيجاد حلول سلمية لقضايا مثل الوضع في لبنان وسوريا والنووي الإيراني.

من جانبها، اشارت كولونا الى أنّ قطر وفرنسا تعملان معا على تقديم حلول سياسية للأزمة في لبنان وانتخاب رئيس لكل اللبنانيين.

في المقابل، رأى عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم أنّ «الأمور تسير بشكل مريح بالنسبة إلى المرشح الرئاسي جهاد أزعور، من دون أن تكون المعركة قد حُسِمَت»، مشيراً إلى أنّ الاتصالات ستستمرّ حتى موعد انعقاد الجلسة.

وأكّد كرم أنّ «المواقف التي صدرت عن «التيار الوطنيّ الحرّ» في هذا الصّدد إيجابيّة ومن المنتظر أن تصبّ نسبة كبيرة من أصوات نوابه لصالح أزعور».

وتوجهت كتلة «تجدد» بعد اجتماعها امس، «إلى بعض النواب المترددين في اتخاذ القرار المناسب، مطالبة إياهم، بحسم خيارهم وانتخاب المرشح الذي تقاطع على تأييده القوى النيابية كمخرج من الأزمة، وتنبه إلى أن الذرائع التي استعملت سابقاً من قبل بعض النواب، للاستنكاف عن مواجهة الوصاية على المؤسسات، أدّت إلى تصلب الممانعة في التمسك بفرض مرشحها، وشتت قوى المعارضة، وبالتالي بات يفترض بها اليوم، أن تصحح هذا الخطأ، بالتصويت في الاتجاه الذي يرفع الوصاية عن المؤسسات الدستورية وفي طليعتها رئاستي الجمهورية والحكومة».

جلسة حكومية

على الصعيد الحكومي، من المرتقب ان يدعو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء مطلع الاسبوع المقبل وعلى الارجح الثلاثاء، لبحث واقرار ورقة الحكومة اللبنانية لمؤتمر بروكسل، وزيارة وزير المهجرين عصام شرف الدين الى دمشق الاربعاء او الخميس للتحضير لزيارة وفد حكومي رسمي الى العاصمة السورية للبحث فيملف عودة النازحين.

خفض تعرفة الكهرباء


معيشيا، أعلنت مؤسسة «كهرباء لبنان»، في بيان، أنه «بناء على المداولات وتوجيهات رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الطاقة والمياه وليد فياض ووزير المالية يوسف خليل في الاجتماع المنعقد في السرايا الحكومية صباح الثلاثاء الواقع فيه 6/6/2023، ونظرا لانخفاض أسعار المشتقات النفطية، وانخفاض سعر صرف الدولارالاميركي في السوق الموازية واستقرار سعر صرف الدولار على منصة صيرفة، اتخذ مجلس إدارة المؤسسة في جلسته المنعقدة عصر الأربعاء الواقع فيه 7/6/2023 القرار رقم 285 القاضي بخفض التعرفة الكهربائية لإصدار فواتير شهري كانون الثاني وشباط 2023. على النحو التالي:

-حسم نسبة 25 في المائة على الرسوم الثابتة، أي على كل من رسم بدل الاشتراك وبدل التأهيل.

-الإبقاء على سعر الشطر الأول المدعوم، أي 10 سنت أميركي لكل ك.و.س. / لأول 100 ك.و.س. استهلاك.

– تخفيض سعر الشطر الثاني إلى 26 سنتا أميركيا لكل ك.و.س. استهلاك يزيد عن 100 ك.و.س.

صندوق النقد يحذّر

أعلن صندوق النقد الدولي، «أنّ لبنان بحاجة إلى تحرك عاجل بشأن إصلاحات اقتصادية شاملة لتجنب عواقب يتعذر إصلاحها على اقتصاده».

وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك للصحافيين: إن هناك حاجة لإصلاحات لوقف الأزمة الشديدة والمتفاقمة التي يواجهها الاقتصاد اللبناني.

 

**********************

افتتاحية صحيفة الديار

«خلط الاوراق» يتصاعد رئاسيا… الاصطفاف الحاد لن ينتج رئيسا الأربعاء

 تباين حول موقف باريس وزيارة لودريان قبل الجلسة: هل من مرشح ثالث؟

 جنبلاط يتموضع خلف ازعور ويدعو للحوار… «اليونيفيل» تحذر من التصعيد – ابراهيم ناصرالدين

 

«خلط للأوراق»، «وحبس للانفاس» في المدة الفاصلة عن تاريخ جلسة يوم الاربعاء لانتخاب رئيس للجمهورية. التطورات الداخلية والخارجية خلال الساعات القليلة الماضية اطلقت العنان للكثير من التحليلات غير المسندة الى وقائع بل ربما هي اقرب الى تمنيات كل فريق سياسي يرغب في تجيير الاحداث لصالح مرشحه، فيما بدأ الحديث جديا على مستوى بعض الدوائر الدبلوماسية عن جولة جديدة من الحوار مع القوى اللبنانية «بروح» فرنسية جديدة لمنع الذهاب إلى صدام كبير، للوصول الى «المرشح» الثالث، يقودها المبعوث الجديد جان ايف لودريان المرتقب وصوله الى بيروت قبل جلسة الانتخاب، حيث انقسمت الآراء حول طبيعة الطروحات التي يحملها وكيفية بلورتها على ارض الواقع. وبانتظار استكشاف طبيعة الموقف الفرنسي المعزز بتنسيق مع الدوحة، وغياب مقصود من السعودية عن المشهد، فيما تراقب واشنطن دون تدخل فاعل بانتظار ما ستؤول اليه الامور، حسم النائب السابق وليد جنبلاط تموضعه في الجلسة المرتقبة بقرار كتلة «اللقاء الديموقراطي» بالامس التصويت للمرشح جهاد ازعور الذي جمد مسؤولياته في صندوق النقد الدولي. قرار لم يكن مفاجئا في «عين التينة» التي تستقبل وفد بكركي خلال الساعات القليــلة المقبــلة، وهي سبق وتبلغت من النائب السابق غازي العريضي عن وجود توجه للتخلي عن خيار الورقة البيضاء، لكن هذا لم يمنع وجود «استياء» واضح من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ازاء قرار «حليفه». جنوبا، دخلت «اليونيفيل» على خط خفض التوتر وسط مخاوف من خروج الامور عن السيطرة بعد تجددت المواجهات بين اهالي من كفرشوبا وقوات الاحتلال استدعت اجتماعا ثلاثيا في الناقورة.

ما هو مصير الجلسة؟

 

وهكذا فان النصاب بأكثرية ثلثي أعضاء البرلمان بات مؤمّناً، لكن وعلى الرغم من كل المواقف المستجدة لن ينتهي إلى نتيجة حاسمة تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية. كما تقول مصادر نيابية، فلا احد يضمن أي مصير ستذهب إليه جلسة الانتخاب الثانية، خصوصا ان كلا الطرفين قادر على التعطيل، لكن الجديد بعد موقف كتلة «اللقاء الديموقراطي»ان ازعور سيحصل في دورة الانتخاب الأولى على 65 صوتاً، وهذا يطرح اسئلة جوهرية اليوم حول مصير جلسة الانتخاب الأولى. لكن ما هو محسوم ان انعقاد جلسة الانتخاب الثانية غير مطروح، لان احدا من الاطراف لن يقبل بالهزيمة.

تاويلات حول موقف باريس

 

في هذا الوقت، لا يزال تعيين  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوزير الخارجية السابق، جان إيف لودريان، مبعوثاً شخصياً له إلى لبنان موضع اخذ وجذب بين فريق المعارضة والفريق المؤيد لسليمان فرنجية،وسط معلومات عن وصوله الى بيروت قبل جلسة يوم الاربعاء المقبل ، موعد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس جمهورية. وفيما اكدت اوساط نيابية مؤيدة لرئيس «المردة» بان الفرنسيين لا يزالون عند موقفهم من «السلة» المتكاملة كمخرج وحيد للخروج من حالة الاستعصاء الحالي، دون ان يكونوا قد تخلوا عن فكرة وصول فرنجية الى بعبدا على الرغم من تكرار موقف باريس بان لا مرشح لديها للرئاسة.

 

ولفتت تلك الاوساط الى ان باريس لا ترى لدى الاطراف الرافضة لطرحها اي مخرج واضح للازمة بل جاء دعم ترشيح جهاد ازعور ليضيف تعقيدات جديدة على المشهد العام، ولودريان جاء ليخلف بيار دوكان الذي خرج الى التــقاعد، وسيحمل معه اسئلة. وزير الخارجية القطري اعلـــن ان الدوحة تتعاون مع باريــس في الملــف الرئاســي.

تقرير لا قرار

 

وتشير اوساط دبلوماسية الى ان باريس القلقة على الوضع في لبنان، ترسل لودريان لاعداد تقرير شامل حول التطورات المستجدة على الساحة اللبنانية. وقد عقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقاء مطولا معه طالبا منع اعداد تقرير شامل للخارجية الفرنسية وقصر الاليزيه «لينبى على الشيء مقتضاه».

تفاؤل المعارضة!

 

ترى اوساط في المعارضة ان تعيين لودريان يشير بوضح الى تغييرجذري في السياسة الفرنسية، وهي ترى ان تصريحات وزيرة خارجيتها كاترين كولونا من الرياض «انه ليس لفرنسا مرشح رئاسي» يطوي علنيا صفحة دعم فرنجية ويفتح مسارات اخرى لا بدّ انها ستتقاطع من خلالها مع دول الخماسية حول رئيس التسوية والتوافق. وكان وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش المنعقد في الرياض، مع نظيرته وقد شددت كولونا على ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل  يهمها ان يصبح للبنان رئيس جمهورية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.

مقاربة فرنسية جديدة؟

 

ووفقا للمعارضة، فان تعيين لودريان وكلام الوزيرة كولونا، يعد مقاربة جديدة أسست لها محادثات البطريرك الراعي مع الرئيس ايمانويل ماكرون واتفاق المعارضة والتيار الوطني الحر، بما فيها من غالبية مسيحية ، على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة ، ما دفع باريس الى التراجع عن دعمها فرنجية. وهي بدات خطة جديدة بقيادة لودريان العليم بخبايا وتعقيدات السياسة اللبنانية وكانت له مواقف حادة منهم في بداية الازمة قبل نحو اربع سنوات وفي اعقاب انفجار مرفأ بيروت، حينما أنّبهم وحذرهم وهددهم بأن لبنان متجه نحو الزوال ان لم يضعوا مصالحهم جانبا ويشرعوا في المعالجات والاصلاحات.

مرحلة المرشح الثالث؟

 

من جهتها ترى اوساط دبلوماسية معنية بالشان اللبناني ان تعيين لودريان هو اعلان فشل لخلية الازمة الفرنسية التي لم تنجح في تسويق مبادرة فرنجية- سلام كما في اقناع قوى المعارضة وتلك المناهضة لفرنجية بالعودة عن قرارها وتبني ترشيحه. واليوم يمكن القول ان مرحلة جديدة تحمل على الاعتقاد ان حقبة رئاسية جديدة قد انطلقت عنوانها «مرشح التسوية» اي لا ازعور ولا فرنجية، استنادا الى قاعدة رئيس توافقي لا غلبة من خلال انتخابه لأي فريق سياسي على الاخر، على ان يلعب لودريان دور التواصل بين الداخل والخارج في اختياره. علما ان  لودريان لديه علاقة «ممتازة» مع الجانب السعودي وهو امر ينقل الاتصالات الفرنسية- السعودية الى مستوى اكثر تقدما ما يسمح بالوصول الى الوصول الى تفاهمات حول مستقبل لبنان السياسي.

 ازعور في «اجازة»

 

وفي خطوة لافتة قبل نحو اسبوع من جلسة الانتخابات، أكدت مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك أن مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعورعلق عمله مؤقتاً في صندوق النقد الدولي، مشيرةً إلى أنه «في إجازة حاليا». ولفتت الى انه من أجل تجنب أي تصور بشأن تضارب المصالح تخلى أزعور موقتا عن مهامه في صندوق النقد الدولي وهو في اجازة من الصندوق.

 جنبلاط يحسم خياراته

 

في هذا الوقت، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حسم موقفه، وقد اعلنت كتلة اللقاء الديموقراطي التي عقدت اجتماعا بحضوره، تأييدها ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لانتخابات رئاسة الجمهورية، وقالت ان جنبلاط كان أول من طرح تسميته ضمن سلة من الأسماء التي عرضها مع مختلف القوى السياسية على قاعدة التوافق والخروج من منطق التحدي، مشيرة إلى ان تأييد أزعور لا يعني في أي حال من الأحوال تموضعنا في  اي اصطفاف، بل كنا أول المبادرين الى طرحه قبل تبنيه من أي طرف آخر. واكدت الكتلة من جهة اخرى التزامها بالحوار وصولا إلى التوافق المنشود، واستغربت اعتبار أزعور مرشح تحدّ. ودعت كل القوى إلى التمسك بمنطق الحوار الحقيقي وصولاً إلى إتمام استحقاق الرئاسة بأسرع وقت. وعلم في هذا السياق ان جنبلاط يعتزم زيارة عين التينة خلال الساعات المقبلة لشرح موقفه الذي سبق ونقله الى الرئيس بري الوزير السابق غازي العريضي..

حزب الله لن يتراجع

 

في المقابل، أعلنت كتلة «الوفاء للمقاومة» أنّ أعضاءها سيشاركون في الجلسة النيابية المقرّرة لانتخاب رئيس للجمهورية الأربعاء المقبل وسيصوّتون لصالح المرشح سليمان فرنجية، مؤكدة حرصها على «إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن»، ومشاركتها «في الجهود المبذولة لتوفير فرص انتخاب الرئيس المناسب لبلدنا في هذه المرحلة الدقيقة». من جهته اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، انه ليكن واضحا بان افق المواجهة في الملف الرئاسي مسدود، و«اليد» لا تزال ممدودة للنقاش، وقال «قد نقنعكم بمرشحنا، وقد يحصل تدوير للزوايا، ولهذا ما تزال يدنا ممدوة للحوار».

  «اليونيفيل» تتدخل لتخفيف التوتر

 

على صعيد التوتر المفتعل جنوبا من قوات الاحتلال الاسرائيلي، عقد اجتماع ثلاثي غير مباشر حضره ضباط من الجيش وضباط من «اليونيفيل»، وضباط اسرائيليون، وقد حمل الجيش اسرائيل مسؤولية التصعيد ورفع مستوى التوتر في المنطقة، داعيا الى انسحاب قوات الاحتلال من الاراضي اللبنانية. وقد رفعت قوات «اليونيفيل مستوى الانذار لديها بعدما لمست مخاطر امكانية خروج الامور عن السيطرة في ظل الاستفزازات الاسرائيلية المستمرة في كفرشوبا. وقد أكّد النّاطق الرّسمي باسم «اليونيفيل»، القوات الدولية أندريا تيننتي، أنّ «جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض، وكانوا على الأرض منذ البداية لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية، والمساعدة في تخفيف حدة التوتر.

اتصالات حثيثة

 

وفي سياق تحذيره من التصعيد، حض تيننتي كل الاطراف على استخدام آليات التنسيق التي نضطلع بها بشكل فعال، لمنع سوء الفهم والانتهاكات، والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة»، لافتًا إلى أنّ «رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو يجري الاتصالات بالجهتين، ويسعى جاهداً لإيجاد حلول. داعيا كلا الجانبين، إلى ممارسة ضبط النفس، وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر على طول الخط الأزرق.

التوتر في كفرشوبا

 

ودخل اهالي من كفرشوبا في مواجهة مع جنود العدو لليوم الثاني على التوالي خلال محاولاتهم تثبيت اسلاك معدنية قرب خط الإنسحاب في تلال كفرشوبا لمنع تكرار عبور الرعاة والمزارعين إلى الأراضي المحتلة، فيما راقب افراد من الجيش اللبناني الأشغال الإسرائيلية.

لماذا «اليونيفيل» قلقة؟

 

هذا القلق من قبل «اليونيفيل» تعزوه مصادر دبلوماسية غربية، الى ارتفاع منسوب التوتر على الجانب الاسرائيلي الذي يواصل مناوراته العسكرية الشاملة تحسبا لحرب متعددة الساحات تشمل حزب الله وايران، وهو امر اثاره وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن على هامش زيارته الى السعودية في خضم النقاش حول امكانية التطبيع بين اسرائيل والمملكة، وهو طرح سلسلة من الاسئلة على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ازاء موقف بلاده في حال اندلاع نزاع عسكري بين ايران واسرائيل. وقد حذر بن سلمان وفق تلك المصادر، واشنطن من تداعيات كارثية لاي حرب في المنطقة، لانها لن تقف عند حدود اهداف من بادر لاشعالها.؟!

توجيه ضربة لايران

 

هذه المعلومات المسربة من الرياض، تتماشى مع اجواء «السعار» في اسرائيل حيث اكدت صحيفة «يديعوت احرنوت» انه إذا وضع رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غالنت على «الطاولة» اقتراحاً للعمل ضد إيران، فسيحظى بأغلبية واسعة في الكابينت السياسي – الأمني بخلاف الوضع الذي ساعد قبل عقد، حين لم يحقق نتنياهو ووزير دفاعه في حينه باراك أغلبية في الكابينت في اقتراح بالعمل ضد إيران. وذلك على خلفية كشف الصواريخ المتطورة من إنتاج إيراني، وتواصل تقدمها في برنامجها النووي. وعلى مدى أسبوع، أجرى الجيش والقيادة السياسية مناورة واسعة تضمنت سيناريو العمل في إيران كجزء من معركة متعددة الجبهات.

العدو الاصعب؟

 

في هذا الوقت، اقر قائد لواء الكوماندوس الإسرائيلي المنتهية ولايته، العقيد ماني ليبرتي، انه في حال نشوب حرب في الشمال، فإنّ الأمر سيكون صعباً مع لبنان، مؤكّداً أنّ «حزب الله عدو صعب وأوضح أنّ الدخول إلى العمق في مثل هذه الحرب، هو آخر خيار يمكن أخذه».

قرار «مجنون»؟

 

وجاءت تصريحات ليبرتي ضمن مقتطفاتٍ مِن مقابلةٍ أجرتها معه صحيفة «إسرائيل هيوم»، وستُنشر كاملةً اليوم الجمعة، وأجاب فيها عن تساؤلات الصحيفة بشأن ما ستكون عليه الحرب المقبلة. وقد أكّد ليبرتي أنّ حزب الله هو العدو الصعب، خاصةً أنه يمتلك آلاف القذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات.ولفت القائد السابق للواء الكوماندوس إلى أنّ إسرائيل بحاجة إلى إنهاء الحرب القادمة في لبنان بشكلٍ مغاير، موضحاً أنّه «إذا لم نفعل ذلك، فسيكون الأمر صعباً علينا، ومليئاً بالنيران». وخلص ليبرتي الى القول بأنّ الحرب يمكن وصفها بـالتحدي الكبير، مؤكّداً أنّ إدخال الكوماندوس إلى العمق في لبنان هو خطوة يتم اتخاذها فقط عندما لا يوجد أي خيار آخر، أو بهدف منع وضع لا يوجد فيه خيار، واصفا القرار بأنّه «قرارٌ مجــنون».

 تخفيض الفاتورة الكهربائية

 

كهربائيا، أعلنت مؤسسة «كهرباء لبنان»، انه نظرا لانخفاض أسعار المشتقات النفطية، وانخفاض سعر صرف الدولارفي السوق الموازية واستقرار سعر صرفه على منصة صيرفة، اتخذ مجلس إدارة المؤسسة القرار رقم 285 القاضي بخفض التعرفة الكهربائية لإصدار فواتير شهري كانون الثاني وشباط 2023 ،ووفقا للتقديرات سيتم حسم ثلث التعرفة القائمة حاليا.

 عدوان الى بيروت ؟

 

في سياق متصل بقضية سفير لبنان لدى فرنسا رامي عدوان، امن الجانب اللبناني حماية لسفيره في باريس من المحاكمة في فرنسا بعد ان اعلنت وزارة الخارجية والمغتربين استدعاء السفير الى الادارة المركزية، علما ان لبنان لا يسمح بتسليم اي من رعاياه الى دول اجنبية لمحاكمتهم. وقد تمّ إبلاغ الخارجية الفرنسية بتولي المستشار زياد طعان رئاســة البعثة بصفة قائم بالأعمال إعتباراً من ٧ حزيران ٢٠٢٣.

 

************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

جنبلاط «يطبش » كفة أزعور ماذا سيفعل الثنائي؟

 

من الرياض، افتتحت فرنسا موسم الرئاسة اللبنانية الجديد. بلسان وزيرة خارجيتها كاترين كولونا اعلنت «ليس لفرنسا مرشح رئاسي»، فطوت عمليا وعلنيا صفحة دعم مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية وفتحت اخرى لا بدّ ستتقاطع من خلالها مع دول الخماسية حول رئيس التسوية والتوافق. مخرج الموسم الجديد هو المبعوث الرئاسي الخاص الى لبنان وزيرَ الخارجية السابق جان إيف لودريان المعين اول امس لنسج وحياكة السيناريو الانقاذي على ان يحط في بيروت قريبا جداً وقبل جلسة 14 حزيران الانتخابية. فهل تنجح المبادرة الفرنسية الثانية في انقاذ لبنان من براثن الفراغ والفوضى الممهدين لانقلاب تدريجي على النظام، وفق التحذيرات الفاتيكانية؟

 

بوحبيب – كولونا

 

في انتظار ما ستفرزه قابل الايام من معطيات على الخط الرئاسي ، حضرت التطورات اللبنانية في لقاء وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ووزيرة الخارجية الفرنسية في الرياض. فقد التقى بوحبيب مع نظيرته الفرنسية على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش المنعقد في الرياض. وتفاهم الوزيران حول مسألة السفير اللبناني في فرنسا. كما تناولا ملف النزوح السوري في لبنان والانتخابات الرئاسية، حيث شددت كولونا على ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل ما يهمها ان يصبح للبنان رئيس للجمهورية خصوصا في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة. كما افادت الوزيرة الفرنسية عن تعيين الرئيس ماكرون لودريان موفدا الى لبنان حيث سينشط ليسرّع في مسار انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. من جهته، أكد بوحبيب على ضرورة تأييد فرنسا للموقف اللبناني حول ملف النزوح السوري.

 

بلورة الصورة

 

في الداخل، تنتظر الساحة المحلية بلورة المواقف النيابية من جلسة الاربعاء المقبل لجهة الشخصيات التي ستقترع لها الكتل والشخصيات، والتي لا يزال جزء لا بأس به منها ضبابيا. واذ يرتقب ان يحدد اللقاء الديموقراطي خياراته في الساعات المقبلة، أوضح النائب غسان سكاف ان من المبكر رسم الصورة الإنتخابية، مشيراً إلى أن «هناك بعض النواب لم يقرروا بعد من سيكون مرشحهم». وفي حديث اذاعي، أشار سكاف إلى أن زيارة لودريان لها دلالة بأن الرئيس ماكرون يولي إهتماماً واسعاً بالملف اللبناني. وأضاف « نحاول أن نتواصل مع الفريق الآخر للوصول إلى تسوية معينة فإذا لم تنجح التسوية حينها ستكون المنافسة الديموقراطية سيدة الموقف».

 

لا تطيير للنصاب

 

من جانبه، وفي وقت يبحث نواب الجنوب المستقلون عن اسم شخصية ثالثة، أكّد النائب شربل مسعد أنّه والنائبين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري «في تواصلٍ وتشاورٍ مستمرّ من أجل تحديد الموقف في شأن جلسة الانتخاب». وفي حديث تلفزيوني شدّد على «ضرورة أن يحمل الرئيس العتيد الصفات التغييرية التي من شأنها أن تجمع اللبنانيين على مشروع نهضوي»، رافضاً الكشف عن سلّة أسماء في جعبة نوّاب صيدا الثلاثة. وإذ أكّد أنّ «خيار الورقة البيضاء غير وارد»، أوضح أنّ «الأيام المقبلة ستكون كفيلة في تحديد الموقف النهائي». أضاف «من الضروري أن ننتخب رئيساً للجمهورية اليوم قبل غد وأدعو النواب للمشاركة بالجلسة». ورداً على سؤال، أجاب «نحن نواب صيدا جزين لن نعطّل النصاب ونحن ضد التعطيل ولن ننتخب بورقة بيضاء».

 

بكركي وعين التينة

 

وفي وقت يزور موفد بطريركي عين التينة اليوم، أشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى الى ان «مع عدم الوصول الى تقاطعات مشتركة بين القوى السياسية اللبنانية هناك محاولات جدية للتواصل مع الفرقاء اكان عبر مبادرة البطريرك الراعي ام الموفد الفرنسي وقد يكون هناك مبادرات عربية أخرى». أضاف في حديث تلفزيوني «فرنسا تقدم مساعدات للبنان ولكن ايضا هناك مصالح ولودريان لديه ميزة خاصة بعلاقاته القوية على مدى 5 سنوات بالخارجية ما كان يساهم بحلّ مشكلة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان». وتابع: «هناك كتل لم تعلن موقفها بعد ولا مرشحها وبالتالي قد يكون هناك صعوبة بالانتخاب في الجلسة المقبلة»، لافتاً الى ان الاتصالات قد تفضي الى شيء ولننتظر الفقرة الفاصلة بالتزامن مع الجلسة والا سيكون التأسيس لجلسة اخرى مع توافق».

 

الحزب وفرنجية

 

اما كتلة الوفاء للمقاومة فلاقت الرئيس نبيه بري في اعلان التصويت لفرنجية واعلنت في بيان اثر اجتماعها الاسبوعي «أن أعضاءها سيشاركون في الجلسة النيابية المقررة لانتخاب الرئيس يوم الأربعاء المقبل في 14 حزيران الجاري وسيصوتون لصالح المرشح الرئاسي سليمان فرنجية متمنين له الفوز وللبنان الاستقرار والنهوض».

 

ازعور متقدّم

 

في المقابل، رأى عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم أنّ «الأمور تسير بشكل مريح بالنسبة إلى المرشح الرئاسي جهاد أزعور، من دون أن تكون المعركة قد حُسِمَت»، مشيرًا إلى أنّ الاتصالات ستستمرّ حتى موعد انعقاد الجلسة. وفي حديث اذاعي، أكّد كرم أنّ «المواقف التي صدرت عن «التيار الوطنيّ الحرّ» في هذا الصّدد إيجابيّة ومن المنتظر أن تصبّ نسبة كبيرة من أصوات نوابه لصالح أزعور». وأشار إلى أنّه وبناءً على التواصل الحاصل بين مختلف القوى السياسية والكتل النيابية فإنّ أرقام أزعور جيّدة وهو عليه أيضًا أن يقوم بسلسلة اتصالات، معتبرًا أنّ «التصاريح المتوترة الصادرة عن فريق الممانعة بمثابة تأكيد على صحّة هذا الكلام». وعن موقف «اللّقاء الديموقراطي» المرتقب هذا المساء، لفت كرم إلى أنّ «الأجواء إيجابية ولكن لا يمكن استباق قرار التكتل»، معتبرًا أنّ «تكليف جان إيف لودريان بالملف اللبناني يصبّ في خانة إصلاح ما صدر عن الفريق الفرنسي السابق». وأضاف: أعتقد أن تسوية سليمان فرنجية – نواف سلام طويت، والمقاربات والمواقف الجديدة تدلّ على ذلك.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram