بقلم على خيرالله شريف
يُعتَبَرُ التقارب بين الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية، من أهم الأحداث التي تحصل في القرن الثالث والعشرين، إن صدقت النوايا في إتمامه والمحافظة عليه. وسيكون هذا التقارب بمثابة بارقة أمل لحل الكثير من المشاكل في العالمين العربي والإسلامي، وأولها أنه سيُقوِّي التعاون بين دول المنطقة للقضاء على الإرهاب وللقضاء على النفوذ الصهيوأميركي فيها. وقد يؤدي إلى إعادة وضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات الدول العربية والإسلامية، وبالتالي وقف كل أشكال التطبيع والصفقات المفروضة على المنطقة. وسيوفر على المملكة الكثير من الأموال التي تنفقها لتكفير الشيعة والتحريض عليهم، ولدعم المنظمات الإرهابية التي تعمل لتخريب الأمن في إيران والدول الحليفة لها. ومن أهم نتائجه أيضاً، انتهاء العدوان على اليمن، وعودة السلام والاستقرار والاستقلال إلى ربوعه، وتوحيد اليَمَنَين الشمالي والجنوبي. وسيوفر على السعودية الأموال الطائلة التي تنفقها على هذا العدوان.
هل سترضخ الولايات المتحدة للواقع الجديد؟
إذا كان توجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، صادقاً في تقاربه مع إيران، وفي السباحة عكس التيار الأميركي-الإسرائيلي، فإن هاتين الدولتين لن تقفا مكتوفَتَي الأيدي أمام انفلات زمام الأمور من أيديهما، وقد تلجآن إلى تطبيق إحدى خططهما البديلة، أي إلى اغتيال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان(ألم يفعلوا ذلك مع الملك السابق فيصل بن عبد العزيز بسبب استعماله لسلاح النفط في حرب أوكتوبر 1973). وربما تستكمل جريمتها بلصق التهمة بإيران، فتعيد بذلك الأمور إلى أعلى درجات التأزم، وتعيد تأجيج الفتن والحروب.
بمقدار حرصنا على التقارب والتحالف بين المملكة السعودية والجمهورية الإسلامية وبين كل الدول العربية والإسلامية والمستضعفة، نحرص على حياة القادة الذين يسيرون في هذا التقارب إلى بر الأمان، لا سيما قادة المملكة وقادة الجمهورية. فمن المتوقع أن تعمد الولايات المتحدة إلى تحريك العديد من الملفات في وجه محمد بن سلمان، مثل قضية خاشقجي، وقانون غاستا وغيرهما. وستعمد إلى تحريك النزاعات داخل العائلة الحاكمة وتعبيد الطريق أمام عمليات اغتيال داخل قصور العائلة المالكة.
المطلوب حالياً من السعودية، للوقاية من إرهاب الدولتين المذكورتين، وتحصين عملية التقارب بينها وبين إيران، وحمايةً لسلامة المملكة وقيادتها، تنفيذ سلسلة إجراءات احترازية بالغة الدقة، منها:
- وضع المقربين من الولايات المتحدة تحت المراقبة الشديدة.
- تعزيز الحماية حول ولي العهد وحول القيادات المقربة منه.
- تطهير الحرس الشخصي لولي العهد من العناصر غير الموثوقة.
- تقييد حركة السفير الأميركي في الرياض، وكذلك سفراء الدول الغربية الأخرى، ووضعهم تحت الرقابة غير المباشرة.
- تجميد التطبيع مع العدو وإخراج رعاياه من المملكة إلى أجلٍ غير مسمَّى.
نكتفي بهذا النذر اليسير من الحديث عن هذا الموضوع، وندعو الله أن يحمي كُلَّ خطوط التَمَرُّدِ على الغطرسة الأميركية، وَكُلَّ مَساعِي استعادة الأُمة لعزها ومجدها.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :