التزم رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري بشروط تعليق العمل السياسي، الذي تركه قبل عام عن غير ارادته، بعد ان انتهت "فترة السماح" التي اعطيت له منذ تقديم استقالته في السعودية في 4 تشرين الثاني 2017، وخرج منها بضغوط لبنانية وفرنسية ومصرية، بأنه سيغيّر من ادائه السياسي، في عدم ارتمائه بحضن الثنائي "امل" وحزب الله، اللذين كان مطلبهما ترؤس الحريري للحكومة، وهو ما ازعج الرياض بعد وصول الملك سلمان بن عبد العزيز الى العرش الملكي، وتولي نجله الامير محمد منصب ولي العهد، بعد "حركة تصحيحية" داخل الاسرة الحاكمة وحلفاء لامراء فيها، وكان من بينهم آل الحريري، الذين اوصلهم الى السلطة الامير ثم الملك فهد بن عبد العزيز، الذي قرّب رفيق الحريري منه، واصبح موفده الشخصي في مهام خارجية، وتحديداً في لبنان ومواكبة حروبه وازماته، وايجاد الحلول لها، فكانت مؤتمرات لوزان وجنيف في العامين 1983 و1984، ثم مؤتمر الطائف في العام 1989، الذي انهى الحرب الاهلية، وانجز اصلاحات في النظام السياسي، جرى التمهيد له في "الاتفاق الثلاثي" بين "حركة امل" برئاسة نبيه بري والحزب "التقدمي الاشتراكي" برئاسة وليد جنبلاط و"القوات اللبنانية" برئاسة ايلي حبيقة، الذي انقلب رفاقه في "القوات" عليه، وشاركهم الرئيس امين الجميل، فاخرجوه بعملية عسكرية من "المجلس الحربي" في الكرنتينا الى زحلة فسوريا ولبنان بشقه "الوطني".
من هنا، فان زمن "الحريرية السياسية" التي انتعشت مع تبوؤ رفيق الحريري موقع رئاسة الحكومة على مدى عشر سنوات، ثم نجله سعد لثلاث فترات بعد اغتيال والده، فانها في افول طالما الدعم السعودي لها قد توقف في السياسة والمال، فلم يترشح للانتخابات النيابية في العام 2022، ولا اي شخص ملتزم بـ "تيار المستقبل"، وتم تعليق النشاط التنظيمي له، وخرجت قيادات منه .
ووفق ما نقل زوار "بيت الوسط" عن الحريري، الذي لم يؤكد موعد عودته الى لبنان، ولا تاريخ استئناف العمل السياسي، وكان جوابه دائما لسائليه "الله يعين لبنان وشعبه"، وهو ما اعلنه امام المناصرين الذين احتشدوا امام الضريح او في حديقة "بيت الوسط"، حيث لم تدخل الوفود الشعبية الى داخل المنزل. واقتصر الحرير اجتماعاته مع العاملين في "تيار المستقبل" من القياديين فيه والكوادر، الذين ناقش معهم افكارا تنظيمية وآلية العمل في الاطر الانسانية، وتقديم ما امكن من مساعدات في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وانهيار عملته الوطنية، وتراجع القدرة الشرائية عند المواطنين، حيث تم التركيز على كيفية استعادة العمل بالمؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية التي اقفلت، ولكن دون تقديم اجوبة نهائية امام سيل الآراء والاقتراحات.
ووفق مصادر مطلعة على اللقاءات، التي جرى خلالها البحث في المؤتمر الذي كان سيعقد "لتيار المستقبل" وتم ارجاؤه، كما جرى تمرير اشارات حول نشاط بهاء الحريري في العام الماضي حيث انشأ تنظيم باسم "سوا للبنان" وانخراط في الانتخابات النيابية والعمل السياسي وتنشيط الاعلام المرتبط بها، وتأثير ذلك في وحدة "الحريرية السياسية" مع مواصلة نشاطه واخره في لارنكا وواشنطن.
وتوقف الحريري امام الحشود الشعبية التي حضرت الى الضريح، ولفته "وفاء الناس للشهيد رفيق الحريري"، لكنه لاحظ تراجع الاعداد عن مناسبات سابقة ، وبرّر بعض مسؤولي "المستقبل" ذلك بالوضع المالي والاقتصادي وهموم الناس والمعيشية، اضافة الى انه حصل انكفاء شعبي من "تيار المستقبل"، حاول البعض ان يحتويه، واظهار وجود "تعددية سياسية" في الطائفة السنية.
اما في اللقاءات السياسية، التي اقتصرت على وفد من "القوات اللبنانية" من كتلة "الجمهورية القوية"، فان العتب كان حاضرا في كلام الحريري، الذي سبق له واتهم "القوات" بانها ضالعة في ما حلّ به سياسياً، منذ فرض الاستقالة عليه في الرياض، وانه لا يعتبر "القوات" شريكا سياسياً، في حين انه لم يكن قاسياً مع رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي زاره مطمئنا، وكذلك مع رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل، وهم كانوا حلفاءه في 14 آذار، اذ تجنب الحريري الخوض معهم في توقيت عودته السياسية، وان غداءه مع الرئيس نبيه بري لانه لم يتركه ، وكان يطرح اسمه دائما لرئاسة الحكومة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :