افتتاحية صحيفة البناء:
أردوغان: اقترحت على بوتين قمة ثلاثية مع الأسد تسبقها لقاءات سياسية وعسكرية جلسة رئاسية مكرّرة ولا مبادرات…
وكتلة الوفاء: رفض الحوار باب للتدخلات حادث الدورية الإيرلندية من اليونيفيل إلى التحقيق… وصفا: لعدم إقحام حزب الله
تتلاحق المواقف التركية التي توحي بالتحضير لنقلة مهمة في كيفية مقاربة الوضع في سورية، حيث ترتفع نبرة تحميل الأميركيين مسؤولية تهديد الأمن التركي عبر تولي واشنطن رعاية ودعم الجماعات الكردية المسلحة، وبالتوازي تزداد المواقف السياسية الهادفة لردم الفجوة مع الدولة السورية وضوحاً، وكان أبرز الجديد الذي سجله يوم أمس هو ما صدر عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال عودته من تركمانستان، حيث قال للصحافيين الذين رافقوه في طائرة العودة، إنه اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأسيس آلية ثلاثية مع سورية، لتسريع المسار الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق، مشيراً الى أن روسيا وتركيا سيّرتا دورية عسكرية مشتركة في عدة قرى خاضعة لسيطرة ما تعرف بقوات “سورية الديمقراطية” شمالي الحسكة، وأضاف أردوغان أنه عرض هذا المقترح على نظيره الروسي الذي أبدى رؤية إيجابية بشأنه، وأوضح أن المقترح التركي ينص على اجتماع بين أجهزة مخابرات الدول الثلاث أولاً، يتبعه لقاء على مستوى وزراء الدفاع ثم الخارجيّة، ثم قمة على مستوى القادة.
لبنانياً يراوح المشهد السياسي في قلب الاستعصاء الذي يسجله الاستحقاق الرئاسي جلسة بعد جلسة، حيث سجلت الجلسة العاشرة التي عقدت أمس، نسخة مكررة عن سابقاتها وانتهت إلى النتيجة ذاتها مثلها، فيما تؤكد مصادر نيابية غياب أي أفق في المدى المنظور لتحريك الركود، حيث لا توجد مبادرات خارجية يمكن الحديث عنها بدرجة من الجدية، رغم كثرة الكلام عن مبادرة فرنسية وأخرى قطرية، وعن تحولات في الموقف السعودي، أو الأميركي، تقول المصادر النيابية إن هذا كله أقرب إلى التمنيات والتحليلات التي لا يوجد ما يؤيدها في الوقائع. وهو ما أشار إليه المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل بقوله إن هناك “مبالغة كبيرة بالحديث الإعلامي وفي بعض الدوائر السياسيّة عن مشاريع وخططٍ خارجيّة. وهذا الأمر غير مبنيّ على معطيات حقيقيّة”. بالتوازي مع جمود داخلي على صعيد المبادرات مع سقوط مبادرة رئيس مجلس النواب الحوارية التي تعطلت بسبب رفض كتلتي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وحول الموقف من الحوار قالت كتلة الوفاء للمقاومة إن رفض الحوار يفتح الباب عن قصد أو غير قصد للتدخلات الخارجية على حساب المصالح الوطنية العليا للبنان واللبنانيين.
أمنياً، خرق الحادث الذي شهدته منطقة العاقبية جنوب صيدا، بين الأهالي ودورية ايرلندية من قوات اليونيفيل دخلت في طريق فرعي في منطقة خارج منطقة عملها، وهي في الطريق إلى بيروت، الأجواء السياسية والإعلامية والأمنية، وكان محور تعليقات ومواقف للتعزية بقتيل من الوحدة الإيرلندية، وتأكيد التمسك بدور اليونيفيل، والدعوة للتحقيق بالحادث، بينما دعا رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، إلى عدم إقحام الحزب في القضية وترك الأجهزة الأمنية تقوم بتحقيقاتها لجلاء حقيقة ما جرى.
وفيما أخفق مجلس النواب في الجلسة الحادية عشرة في انتخاب رئيس للجمهورية، كما كان متوقعاً، خطف الجنوب الأضواء من ساحة النجمة، بعد مقتل جنديّ إيرلنديّ وإصابة 3 بإطلاق نار على قافلة لقوّات «اليونيفيل»، في العاقبية منتصف ليل الأربعاء الخميس.
وإذ لم توضح ملابسات الحادث، كشف مصدر قضائي لوكالة «فرانس برس»، أنّ «سبع طلقات من رشّاش حربي، اخترقت آليّةً تابعةً للكتيبة الإيرلنديّة العاملة في قوّة الأمم المتحدة الموقّتة في جنوب لبنان، وأصابت إحداها السّائق في رأسه من الخلف»، وذكر أنّ «السّائق توفّي على الفور، فيما ارتطمت العربة بعمود حديدي وانقلبت، ما أدّى إلى إصابة العناصر الثّلاثة الآخرين»، موضحًا أنّ «القضاء العسكري وضع يده على التّحقيق».
وأعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي أن «حتى الآن، التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقًا لتحديد ما حدث بالضبط».
ووضعت مصادر مطلعة علامات استفهام حول الحادث، وتفاصيله، وإذ أدانت تعرّض قوات اليونيفيل لأي اعتداء لكنها تساءلت: ماذا كانت تفعل دورية اليونيفيل في هذه المنطقة؟ فهل ضلت طريقها فعلاً كما قِيل أم جاءت لتنفيذ مهمة معينة؟ لا سيما أن المنطقة التي وقع فيها الحادث تبعد كثيراً عن منطقة العمليات المحددة لليونيفيل وفق مندرجات القرار 1701 أي منطقة جنوب الليطاني. وأشارت المصادر لـ»البناء» الى أن الحادث قد يكون له علاقة بتهريب بعد التعديلات على قواعد وصلاحيات اليونيفيل في آب الماضي في اجتماع مجلس الأمن الدولي في إطار التجديد للقوات الدولية بموافقة ضمنية من الحكومة اللبنانية التي أعلنت حينها عدم علمها بالتعديلات، وبالتالي قد يكون دخول دورية اليونيفيل الى هذه المنطقة اختباراً ميدانياً عملياتياً للصلاحيات الجديدة الممنوحة لها في الجنوب.
وقبيل صدور أي بيان أو رواية أمنية رسمية توضح ما حصل، سارعت جهات سياسية وإعلامية للتوظيف السياسي في الحادث من خلال اتهام حزب الله بتنفيذ الاعتداء على اليونيفيل، علمت «البناء» أن الحادث وقع بين الأهالي ودورية اليونيفيل وليس بين الأخيرة وعناصر حزب الله.
وقال مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا في حديث لـ»رويتر»: «نتقدم بالتعزية من قوات اليونفيل لسقوط قتيل». وأضاف، «نتمنى الشفاء للجرحى في الحادث غير المقصود الذي وقع بين الأهالي وأفراد من الكتيبة الايرلندية». وطالب صفا، بـ »ترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق في الحادث وعدم إقحام حزب الله في الحادثة».
وتوالت المواقف الدولية المستنكرة للتعرّض للقوات الدولية، ودانت الخارجية الفرنسية، في بيان وزعته السفارة الفرنسية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بـ»أشد العبارات، الهجوم على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «UNIFIL» الذي وقع بالقرب من العاقبية في جنوب لبنان، والذي أودى بحياة جندي حفظ سلام إيرلندي وجرح ثلاثة آخرين».
وأفادت وزارة الخارجية، بأنّ «وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب تلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية والدفاع الايرلندي سيمون كوفني».
وأعرب بوحبيب خلال الاتصال عن إدانته الشديدة للحادث المؤلم الذي وقع اليوم في منطقة العاقبية جنوب لبنان وأودى بحياة جنديّ وسقوط عدد من الجرحى من الكتيبة الايرلندية العاملة ضمن قوات اليونيفيل، معزيًا “حكومة وشعب إيرلندا وعائلة الجندي المغفور لهم”.ودعت السفارة الأميركية في بيروت الحكومة اللبنانية إلى الإسراع بالتحقيق في الهجوم على اليونيفيل ومحاسبة مقترفيه.
وأكد وزير الدفاع الإيرلندي سيمون كوفني، في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع موريس سليم، على «أهمية توصل التحقيق الى معرفة حقيقة وتفاصيل الحادثة المؤلمة نظرًا لانعكاسها على الدور الذي تقوم به الوحدة الإيرلندية في إطار قوات اليونيفيل منذ عقود».
على المستوى الداخلي، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفياً بقائد قوات «اليونيفيل» اللواء أرولدو لازارو قدّم فيه التعزية.
وأبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «أسفه العميق للحادث الاليم». وشدّد على «ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وعلى تحاشي تكراره مستقبلاً»، مناشداً «جميع الأطراف التحلّي بالحكمة وسعة الصدر في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن». وأجرى رئيس الحكومة اتصالين بقائد الجيش العماد جوزيف عون والقائد العام لليونيفيل واطلع منهما على ملابسات الحادث.
بدوره، دعا نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الى الإسراع بالتحقيق، وكشف حقيقة ما حصل في حادثة اليونيفيل.
وأكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، بسّام مولوي، أنّ «الاعتداء على قوات اليونيفيل جريمة، وهو ليس صدفة وليس حادثاً عرضياً»، مشيراً في حديث تلفزيوني إلى أن «التحقيقات تشير إلى اعتراض سيارة جنود حفظ السلام في موقعين».
وأكّد مولوي «أنّنا لا نقبل أي ذريعة تقول إنّ الحادث من فعل الأهالي»، لافتاً إلى أنّه «من يقف وراء حادث الاعتداء على قوات حفظ السلام لا يُخفي نفسه».
وكشف أنّه «لم يتم توقيف أي متهم بحادث الاعتداء على قوات حفظ السلام حتى الآن».
في غضون ذلك، عقد مجلس النواب جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية برئاسة الرئيس بري. وبعد أن فُرِزت أصوات النواب المقترعين لانتخاب رئيس للجمهورية وعددهم 109، جاءت النتائج كالآتي: -ميشال معوض: 38 – أوراق بيضاء: 37 – عصام خليفة: 8 – صلاح حنين: 2 – زياد بارود: 2 – أوراق ملغاة: 19 أسماء أخرى: 3. وبعد الدورة الأولى وفقدان النصاب، رفع بري الجلسة من دون تحديد موعد للجلسة المقبلة. وتردّد أن نواباً من تكتل لبنان القويّ هم من صوّتوا بعبارة «الميثاق».
وقد أراد التيار الوطني الحر وفق ما تقول مصادر نيابية لـ»البناء» توجيه رسالة الى أن الميثاقية مفقودة والشراكة لا تحترم في مجلس الوزراء ولا في انتخابات رئاسة الجمهورية، وبالتالي التيار متمسك بالميثاقية وعدم تجاوز صلاحيات موقع لطائفة معينة. وأوضحت أوساط كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» أن الميثاقية مؤمنة في جلسة مجلس الوزراء بوجود وزراء مسيحيين، أما في الحوار الذي كان يريد بري عقده يفقد ظروف الميثاقية بمقاطعة كتل القوات والتيار والكتائب وبعض قوى التغيير، ولهذا السبب ألغى الحوار وأيد انعقاد جلسات الحكومة. وأشارت الى أن «الاتصالات في الملف الرئاسي ستتوقف وتؤجل الى مطلع العام الجديد وهذا ما ظهر في طيات كلام الرئيس بري في رده على سؤال أحد النواب عن موعد الجلسة المقبلة، فأجاب: «كل عام وأنتم بخير وتنعاد عليكم»، أي أن لا جلسات أخرى في هذا العام». ولفتت المصادر الى أن مسؤولية عرقلة انتخاب الرئيس تقع على كتلتي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لرفضهما الحوار.
ولفتت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن «مختلف القوى السياسية سلمت بالفشل الداخلي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي نقلت جهودها الى الخارج لاستدراج مبادرة تؤدي الى تسوية رئاسية، طالما أن الانتخابات الرئاسية لم تصنع في الداخل منذ اتفاق الطائف حتى الآن بالحد الأدنى، ما يعني أن الملف الرئاسي واللبناني عموماً ارتبط بالتطورات على المستويين الإقليمي والدولي». وأشار مصدر نيابي لـ»البناء» الى أن لم يتلق المعنيون في لبنان أي رسالة أو اتصالاً يتحدث عن مبادرة قطرية أو فرنسية أو غيرها، وما يحكى مجرد كلام وحدوده حراك وجس نبض بعض الأطراف عن تسوية تتضمن أسماء مرشحين».
وفي سياق ذلك شدد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل أن هناك «مبالغة كبيرة بالحديث الإعلامي وفي بعض الدوائر السياسيّة عن مشاريع وخططٍ خارجيّة. وهذا الأمر غير مبنيّ على معطيات حقيقيّة».
وشددت كتلة الوفاء للمقاومة خلال اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد، على أنّ «انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة اللبنانيّة هو استحقاق وطني بامتياز، والتوافق الوطني وحده هو الكفيل بإنجازه بأقصر وقت وأقل كلفة وتداعيات. وإنّ المواقف السلبيّة المناهضة للحوار وصولاً للاتفاق الوطني في ظل الموازين الانتخابيّة القائمة، هي مستغربة وغير مفهومة فضلاً عن كونها تفتح عن قصدٍ أو عن غير قصد أبواب التدخل الإقليمي والدولي على حساب المصالح الوطنيّة العليا للبلاد».
أوضحت أنّ «العبور إلى مرحلة الاستقرار والمعالجات المطلوبة للمشاكل التي يعاني منها المواطنون على صعيد الغذاء والدواء والصحة والتعليم والضمانات الاجتماعية وفرص العمل والاستثمار ومعالجة النفايات وحماية البيئة وغيرها.. متوقفة على إنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي بات يمثل المدخل الطبيعي لتعزيز الهدوء الداخلي من جهة، وتفعيل الحلول من جهة أخرى».
على صعيد آخر، استبعد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المكلّف بتشكيل الحكومة بنيامين نتانياهو، في حديث لموقع قناة «العربية»، «التراجع عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان»، معتبراً أنّ «اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان أمّن مصالح إسرائيل»، مشددًا على «أننا لسنا قريبين من اتفاق لترسيم الحدود البرية مع لبنان.
********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
اليونيفيل وحزب الله: حادثة العاقبية غير مدبرة
كل الأطراف تجري تحقيقاتها لكشف الملابسات
فيما نفى حزب الله أي علاقة له بحادثة مقتل جندي إيرلندي في جنوب صيدا، تميل قوات اليونيفيل إلى الاقتناع بأن الحادثة غير مدبّرة، والتحقيق الرسمي يبدأ اليوم
انتهى ليل أول من أمس مأساوياً على الكتيبة الإيرلندية العاملة في قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)، بعد مقتل أحد جنودها وإصابة ثلاثة بجروح، لا تزال حال أحدهم خطرة.
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكن أحد من الجهات المعنية قد وصل إلى رواية كاملة، أو حتى رواية أوليّة متماسكة، حول ما حصل عند الساعة 9:15 من ليل الأربعاء في منطقة العاقبية التابعة لبلدة البيسارية على الساحل الجنوبي، لا سيّما استخبارات الجيش اللبناني التي تولّت مهمة التحقيق بعد أن نقل مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي الملفّ إليها من الشرطة العسكرية بعد ظهر أمس، أو الشرطة العسكرية التابعة لليونيفيل التي فتحت تحقيقاً بدورها. فيما تقوم المقاومة من جانبها بتدقيق لمعرفة ما الذي جرى بالضبط.
إلا أن ما ظهر جليّاً هو القناعة المشتركة بين قيادة اليونيفيل والجيش اللبناني وحزب الله بأن ما حصل هو نتيجة حادث غير مدبّر. ووصف مصدر عسكري غربي تشارك قوات بلاده في اليونيفيل لـ«الأخبار» بأن ما حصل، بناءً على ما توافر من معلومات، هو «نتيجة سلسلة من الأخطاء غير المقصودة من الجميع». وظهرت أيضاً رغبة لدى اليونيفيل وحزب الله على حدٍّ سواء للملمة ذيول الحادثة وعدم إعطائها أبعاداً سياسية. فسارعت اليونيفيل إلى إصدار بيان هادئ يشرح ما حصل من دون أي اتهام واصفةً الأمر بالحادثة، فيما قدّم مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا تعازي الحزب للقوات الدوليّة، مؤكّداً أن لا علاقة لحزب الله بالموضوع لا من قريب أو من بعيد.
وكذلك، أبدت السفارات الغربية اهتماماً كبيراً بالمسألة، فأجرت سفارات كل من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وغيرها عدداً من الاتصالات، محاولةً استطلاع موقف حزب الله الحقيقي من أكثر من جهة، وتأكدت أن الحزب يصف الأمر أيضاً بالحادثة. فيما تولّت استخبارات الجيش اللبناني سلسلة اتصالات مع قيادة اليونيفيل لتوضيح الموقف بين جميع الأطراف.
وبما توافر من معطيات أوليّة لـ«الأخبار» من مصادر أمنية لبنانية رفيعة المستوى، ومن مصدر أمني غربي تشارك بلاده في القوّة الدولية، ومن مصدر داخل قوات الطوارئ الدولية، يمكن تكوين صورة أوليّة تلخّص بالآتي:
لسبب مجهول، وأثناء انتقال عربتين مصفحتين لليونيفيل (بناءً على بيان وزارة الدفاع الإيرلندية) من منطقة عمليات القوة جنوب الليطاني إلى مطار بيروت الدولي بهدف إيصال جنود لمغادرة البلاد ضمن عمليات التبديل الدورية، انحرفت السيارتان عن مسارهما المعتاد على الطريق الدولي إلى الطريق الفرعية داخل بلدة العاقبية، التي تقع خارج نطاق عمليات القوة الدوليّة. وبعدما لاحظ الأهالي مرور الآليتين اعترضوهما وطلبوا منهما التراجع والعودة إلى الطريق الدولية. حاولت السيارات العبور من بين الأهالي والعودة باتجاه معاكس وسط حالة هرجٍ ومرجٍ، فصدمت أحد المواطنين وعدداً من السيارات، قبل أن تتعرض أثناء فرارها لإطلاق نار، قالت وزارة الدفاع الإيرلندية في بيانها إنه من «أسلحة خفيفة»، من دون أن تذكر تسلسلاً زمنيّاً للأحداث. وبعد إطلاق النار، اصطدمت الآلية بأحد الأبنية وانقلبت.
ورغم التكهنات التي سارع العديد من المعلّقين إلى إصدارها، إلّا أنه لم يحسم حتى الآن سبب وفاة الجندي السائق، إن كان من إطلاق النار أو بسبب اصطدام المركبة. المصدر العسكري الغربي يؤكّد أن «الإمكانية الوحيدة لإصابة السائق بإطلاق النيران هو الشباك الخلفي الذي يظهر من خلال الصور وأشرطة الفيديو بأنه كان مفتوحاً، لكن لا شيء مؤكّداً حتى اللحظة، قد يكون سبب الوفاة هو الاصطدام». أما المصدر الأمني اللبناني، فيؤكّد بأن «استخبارات الجيش لم تحصل حتى الآن على تقرير الطبيب الشرعي لحسم سبب وفاة الجندي».
ويقرّ المصدر الأمني الغربي بأن «الدورية عبرت في منطقة غير مخصصة للعبور، وهذا الأمر يثير الحساسيات في الجنوب دائماً، ومن المؤكّد أن هناك خطأ حصل في خط سيرها».
أمّا مصادر القوات الدولية، فتستنتج أوليّاً بأن «المركبة ضلّت طريقها وسائقها لا يتعدّى من العمر 23 عاماً، ومن المؤكّد أنه والجنود أصيبوا بالهلع من تجمهر الأهالي وعندما حاولوا الفرار صدموا أحد الأشخاص ما أصاب المتجمهرين بالغضب فعمدوا إلى إطلاق النار على المركبة».
ويؤكّد المصدر أن «لم يتسنّ بعد لنا حسم سبب وفاة الجندي، ولم يتم إجراء تحقيق مع الجرحى بعد بسبب إصاباتهم، وننتظر التحقيق الكامل لنفهم سبب خروج الآلية عن خط سيرها المرسوم». بينما يشير المصدر الأمني اللبناني إلى أن «الجيش سيحقّق مع الجنود الدوليين حال تحسن أوضاعهم الصحيّة، ويعمل على تحديد مشتبه فيهم بإطلاق النار».
وحول فوضى السّلاح، يؤكّد المصدر العسكري الغربي، بأن «هناك عدة أحداث تحصل في لبنان وهذه الأيام يتم إطلاق النار سريعاً في أي إشكال فردي، لذلك لا نستطيع أن نتهم جهة بالحادث أو القول بأن الحادث مدبر، ونميل إلى الاقتناع بأن ما حصل رد فعل عفوي طالما أن الجميع يحمل السلاح هذه الأيام ومستعد للقتل لأسباب تافهة، وننتظر نتائج التحقيق قبل القيام باستنتاجات رسمية».
المواقف المتسرّعة ومحاولات الاستثمار
في مقابل المواقف العقلانية للمعنيين بالأمر، ظهرت مواقف متسرّعة لوزير الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب اللذين سارعا إلى إدانة الحادثة قبل فهم ما حصل. كذلك حاول أخصام المقاومة في الداخل الاستفادة من الحادثة للهجوم على حزب الله وتبنّي رواية كمين أو اعتداء على اليونيفيل. كما جاء تصريح رئيس الوزراء الإيرلندي ميشال مارتين، عن أن قواته تعمل في بيئة معادية، مغايراً للواقع، إذ إن القوات الدولية والكتيبة الإيرلندية نفسها تشيد بالأجواء الهادئة في الجنوب، خصوصاً بعد التقرير الإيجابي الذي أعلن عنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش بداية الشهر الحالي، حيث أشاد بالهدوء في الجنوب وبالتعاون بين القوات الدولية والأهالي والقوات المسلحة اللبنانية، واعترف بأن العوائق أمام القوات الدولية للوصول إلى كل النقاط على الخط الأزرق تمت إزالتها.
التوتر مسؤولية أميركية - إسرائيلية
أجواء التهدئة، لا تعفي إسرائيل والولايات المتحدة من محاولة زرع الفتن بين اليونيفيل والأهالي في الجنوب، عند كل استحقاق في مجلس الأمن والأمم المتحدة، لا سيّما في المشاورات حول التجديد لمهمة القوات الدولية في أيلول الماضي. إذ شُنت حملة شعواء للتأكيد على حرية حركة اليونيفيل من دون الجيش اللبناني، ونجحت الولايات المتحدة في الإضاءة على ثغرة في الـ 1701 على حساب العرف المنطقي القائل بضرورة تنسيق ومواكبة الجيش لتحركات القوة الدولية.
وليس خافياً، أن العديد من الصدامات التي وقعت بين أهالي الجنوب والقوات الدولية، كانت غالبيتها بسبب خروج القوات الدولية عن الطرقات المسموح لها التنقّل عبرها وبغياب الجيش الذي سرعان ما يعالج المشكلة عندما تحضر قواته للفضّ بين الأهالي والقوات الدولية. كما لا يمكن إنكار أن منطقة الساحل الجنوبي، مرصودة ومستخدمة من قبل العدو الإسرائيلي في أكثر من محطّة تاريخية، ما يترك دائماً مجالاً للشكّ عند أهالي المنطقة في أي تحرك عسكري غير معتاد.
وبانتظار صدور التحقيقات وجلاء الحقيقة، تؤكّد وقائع حادثة العاقبية ضرورة التنسيق بين القوات الدولية والجيش اللبناني في أي خطوة تقدم عليها اليونيفيل، بما يخفّف من التوتّر ويحدّ من إساءة الفهم والوصول إلى حوادث غير مقصودة.
********************************
افتتاحية صحيفة النهار
رسالة دامية من “البيئة الحاضنة” إلى اليونيفيل!
هل هي رسالة من داخل الحدود ام عابرة لها ذات اتصال باهداف إقليمية وتحديدا ببريد عابر لتصفية الحسابات ال#إيرانية – الأوروبية ؟ وما لم تكتسب الرسالة الدامية التي أودت بجندي ايرلندي وجرحت ثلاثة اخرين هذا الطابع، فأي دلالات لاعتداء متعمد عن سابق تصور وتصميم أوقع بالية للوحدة الايرلندية بزعم انها ضلت الطريق المعتادة الى بيروت في منطقة الصرفند واستهدفت بزخة رشاش بسبع رصاصات؟ تبرأ “حزب الله” صاحب النفوذ الساحق غير المتنازع عليه في المنطقة من الاعتداء الدامي، ولكن ماذا عن “سرايا” أهالي المنطقة الذين يختبئ الحزب دوما وراءهم كلما حصلت إشكالات وصدامات مع “#اليونيفيل” ؟ سواء كانت “سرايا” الأهالي وراء الاعتداء ام لا، ماذا عن “البيئة الحاضنة للمقاومة” الشديدة العدائية تجاه اليونيفيل خصوصا بعد الخضة التي اثارها تعديل في مهامها اقام “حزب الله” الدنيا ولم يقعدها ضده ؟
مجمل هذه التساؤلات أثيرت دفعة واحدة بإزاء اعتداء هو الأخطر على آلية تابعة للوحدة الايرلندية العاملة ضمن قوة اليونيفيل في جنوب #لبنان في منطقة خارج بقعة عمليات اليونيفيل، الامر الذي رسم معالم رسالة دموية متعمدة اما لرسم خطوط حمر جديدة امام تحركات اليونيفيل، واما لاهداف ابعد ما دام يصعب تصور أي طابع فوري “عفوي” في الملابسات التي أحاطت بالاعتداء ليل الأربعاء. ورسمت في المقابل فورة واسعة من ردود الفعل اللبنانية الرسمية والسياسية المنددة بالاعتداء قلقا من تداعيات هذه “الرسالة” التي وان لم تذهب الاصداء حيالها الى التخوف بعد من سحب ايرلندا كتيبتها من اليونيفيل او أي دولة أوروبية أخرى، فان ذلك لا يعني انتفاء الاحتمالات السلبية المتصلة بما قد يتوصل اليه التحقيق المفتوح في الاعتداء. ومع ان المسؤول الأمني الأبرز في “حزب الله” برأ حزبه من الاعتداء فان كتلة الحزب تجاهلت الحادث تماما ولم تات على ذكره في بيانها مساء امس ولا دانته وكأنه لم يكن.
الاعتداء
وقد قتل جنديّ إيرلنديّ وإصيب 3 بإطلاق نار على قافلة لقوّات “اليونيفيل” منتصف ليل الاربعاء الخميس اثناء مرور قوات اليونيفيل في منطقة العاقبية متجهة الى بيروت، حيث تم اعتراض الدورية وقيل ان من اعترضها هم “من قبل أهالي المنطقة” واطلقوا النار عليها، “لاعتمادها مساراً غير مسارها العادي”. وكشف مصدر قضائي لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” أنّ “سبع طلقات من رشّاش حربي، اخترقت آليّةً تابعةً للكتيبة الإيرلنديّة العاملة في قوّة الأمم المتحدة الموقّتة في جنوب لبنان، وأصابت إحداها السّائق في رأسه من الخلف”. وذكر أنّ “السّائق توفّي على الفور، فيما ارتطمت العربة بعمود حديد وانقلبت، ما أدّى إلى إصابة العناصر الثّلاثة الآخرين”، موضحًا أنّ “القضاء العسكري وضع يده على التّحقيق”. وأعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، أنَّ “جنديًّا في حفظ السلام قُتل الليلة الماضية وأصيب ثلاثة آخرون في حادث وقع في العاقبية وقريبًا من الصرفند، خارج منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان” مضيفا “حتى الآن، التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقًا لتحديد ما حدث بالضبط”.
واحدث الاعتداء صدمة واسعة عكستها ردود الفعل الرسمية والسياسية حيال مقتل الجندي الايرلندي وجرح ثلاثة من رفاقه . وأجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً هاتفياً بقائد قوات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان اللواء أرولدو لازارو قدم فيه التعزية. من جانبه، أبدى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “أسفه العميق للحادث الاليم”. وشدد على “ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وعلى تحاشي تكراره مستقبلا” ، مناشدا “جميع الأطراف التحلّي بالحكمة وسعة الصدر في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن”. وأجرى رئيس الحكومة اتصالين بقائد الجيش العماد جوزف عون والقائد العام لليونيفيل الجنرال آرولدو لازارو واطلع منهما على ملابسات الحادث.
ووسط اتساع الادانات للاعتداء ، تبرّأ “حزب الله” من الحادث ودعا مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في “حزب الله” وفيق صفا إلى “عدم إقحام حزب الله في الحادث الذي وقع في العاقبية بين الأهالي واحدى سيارات اليونيفيل من الكتيبة الايرلندية”. وطالب صفا المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق بالحادث، وأشار إلى” بعض تفاصيل الحادث كما نقلها الاهالي كاشفاً ان سيارة واحدة تابعة للقوة الايرلندية دخلت في طريق غير معهود العبور به من قبل اليونيفيل فيما السيارة الثانية سلكت الاوتوستراد الدولي المعهود المرور به ولم يحصل معها اي إشكال”. وتقدم صفا بالتعزية من قوات اليونيفيل لسقوط قتيل متمنياً الشفاء للجرحى في “الحادث غير المقصود”. وأجرى صفا إتصالاً بقائد اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو “متقدماً بإسم حزب الله بالعزاء بالجندي الذي سقط من الكتيبة الإيرلندية ومقدماً التعازي والمواساة لها ولعائلة الجندي”.
في المقابل قال الرئيس الأيرلندي مايكل دي هيغينز “نحن، كشعب، فخورون جداً بسجلنا المتواصل في حفظ السلام مع الأمم المتحدة. ومع ذلك، يجب ألا ننسى أبداً مخاطر هذا العمل”. واعتبر رئيس الوزراء الأيرلندي ميهول مارتن “أننا نعمل في بيئة عدائية صعبة”.
وتلقى وزير الدفاع الوطني موريس سليم إتصالاً هاتفياً من وزير الدفاع الإيرلندي سيمون كوفني عبّر فيه عن قلقه من الحادث الذي أودى بحياة أحد جنود الوحدة الإيرلندية العاملة في إطار قوات “اليونيفيل” وإصابة ثلاثة آخرين حالة أحدهم حرجة. وقال الوزير كوفني إنه “على مدى عقدين من الزمن لم تتعرض الوحدة الإيرلندية لأي إعتداء. وهي تقوم بواجبها لحفظ السلام في المنطقة بكل اندفاع وإخلاص”. وأكد الوزير الإيرلندي “أهمية توصل التحقيق الى معرفة حقيقة وتفاصيل الحادثة المؤلمة نظراً لانعكاسها على الدور الذي تقوم به الوحدة الإيرلندية في اطار قوات اليونيفيل منذ عقود”.
كما تلقّى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي سيمون كوفني، أعرب خلاله بوحبيب عن “إدانته الشديدة للحادث المؤلم الذي وقع في منطقة العاقبية جنوب لبنان وأودى بحياة جنديّين وسقوط عدد من الجرحى من الكتيبة الإيرلندية العاملة ضمن قوات اليونيفيل “. وأبدى بوحبيب أسفه لـ”الحادث الأليم وثقته بأن تحقيقاً دقيقاً قد بدأته السلطات اللبنانية بمشاركة قوات اليونيفيل لكشف ملابسات الحادثة كافة، وصولاً لمحاسبة المسؤولين عنها”.
من جهته، أبلغ الوزير الإيرلندي نظيره اللبناني بإمكانية إرسال لجنة إيرلندية لمتابعة التحقيقات، وبأنه سيقوم ببحث الموضوع مع الأمين العام للأمم المتحدة خلال اجتماعهما المزمع عقده على هامش زيارته حالياً لنيويورك.
ادانات دولية
وغردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على “تويتر”، “حزنت كثيراً لوفاة الجندي الإيرلندي التابع لليونيفيل. أتقدم بأحر التعازي إلى عائلته وإلى رئيس بعثة اليونيفيل اللواء ارولدو لازارو وجميع جنود حفظ السلام في جنوب لبنان. وأتمنى للجرحى الشفاء العاجل. إن إجراء تحقيق سريع وشامل لتحديد وقائع هذه الحادثة المأسوية أمر بالغ الأهمية”.
ودانت الخارجية الفرنسية، في بيان وزعته السفارة الفرنسية، بـ”أشد العبارات، الهجوم على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الذي وقع بالقرب من العاقبية في جنوب لبنان، والذي أودى بحياة جندي حفظ سلام إيرلندي وجرح ثلاثة آخرين”.
ودانت الخارجية الأميركية “بأشد العبارات الهجوم العنيف على جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل” وأكدت “إن العنف ضد قوات حفظ السلام غير معقول ، ويعرض المدنيين اللبنانيين للخطر ، ويعرض الاستقرار في جنوب لبنان للخطر”. وقالت ان “الولايات المتحدة تبعث بأحر تعازيها لأسرة وأصدقاء وزملاء جندي حفظ السلام الذي مات ، وتأمل في الشفاء العاجل للجرحى. وندعو الحكومة اللبنانية إلى التحقيق بشكل عاجل في هذا الهجوم ومحاسبة المسؤولين عنه ومنع حدوث مثل هذه الهجمات في المستقبل. نواصل حث الحكومة اللبنانية على تسهيل التعاون الكامل مع اليونيفيل ، بما في ذلك تسهيل تحركات اليونيفيل داخل وخارج منطقة عملياتها ، مع أو بدون مرافقة الأجهزة الأمنية اللبنانية ، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١.”
ترحيل الجلسات
وسط هذه الأجواء الملبدة، وكما كان منتظرا جرى ترحيل الاستحقاق الرئاسي الى السنة المقبلة بعدما عقد مجلس النواب جلسة عاشرة فاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية برئاسة الرئيس بري. وبعد ان فُرِزت أصوات النواب المقترعين لانتخاب رئيس للجمهورية وعددهم 109، جاءت النتائج كالآتي: ميشال معوض:38، أوراق بيضاء:37 ، عصام خليفة:8 ، صلاح حنين:2 ، زياد بارود:2 ، أوراق ملغاة:19 أسماء أخرى:3. وبعد الدورة الاولى وتطيير نواب 8 آذار النصاب، رفع بري الجلسة من دون تحديد موعد للجلسة المقبلة. وافيد ان نواب من “تكتل لبنان القوي” هم من صوتوا بعبارة “الميثاق” في بداية تمايز بينهم وبين نواب ٨ اذار الذين يصوتون بالاوراق البيضاء ولو ان النتيجة تصب في مكان واحد هو تعطيل العملية الانتخابية .
**********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“لجنة إيرلندية” إلى بيروت لمتابعة التحقيقات… والأدلة الأولية تؤكد “القتل العمد”
“جريمة العاقبية”: مطالبة دولية بـ”تسليم القتلة”!
أسدل مجلس النواب الستارة على عروض مسرحية الانتخاب الرئاسي للعام الجاري ليعود إلى استئنافها في العام الجديد بعد عشر جولات مستنسخة، استأصلت خلالها قوى 8 آذار الاستحقاق الرئاسي من رحم الدستور وأسرته في بيئتها الحاضنة للشغور، فتعمّدت تقزيم الاستحقاق وتحقير الموقع الأول في الجمهورية بأساليبها التعطيلية الممجوجة التي جعلت من العملية الانتخابية محطّ “مسخرة” أمام الرأي العام المحلي والعربي والدولي.
ومن الجرم الرئاسي المشهود الذي يرتكبه “حزب الله” وحلفاؤه بسلاح “الورقة البيضاء وتعطيل النصاب” طعناً للدستور والعملية الديمقراطية، إلى الجريمة الأمنية الموصوفة في الجنوب التي راح ضحيتها أحد جنود قوات “اليونيفل” بسلاح “البيئة الحاضنة” نتيجة استهداف دورية إيرلندية للرصاص من رشاش حربي لدى مرورها في بلدة العاقبية ما أدى لمقتل أحد عناصرها وإصابة ثلاثة آخرين أحدهم كانت حالته خطرة، قبل أن تتردد معلومات ليلاً تفيد بأنه فارق الحياة إثر خضوعه لعملية جراحية عاجلة لم يُكتب لها النجاح.
وإذ سارع “حزب الله” إلى تبرئة ساحته من الجريمة والتنصّل من أي مسؤولية في ارتكابها، حرص في المقابل على تقدّم صفوف المعزّين في جنازة “اليونيفل” من خلال سلسلة تصريحات صحافية تولى تظهيرها مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في “الحزب” وفيق صفا عبر وسائل إعلام محلية ووكالات أنباء عالمية، داعياً إلى “عدم إقحام “حزب الله” في الحادثة”، بينما تولّى الشيخ صادق النابلسي المقرّب من قيادة “الحزب” تظهير الجانب الآخر من الصورة من خلال تبريره عملية الاعتداء على الدورية الإيرلندية في بلدة العاقبية معتبراً في تغريدة عبر حسابه على “تويتر” أنّ “بعض الدول المشاركة في قوات اليونيفل تعمل وكيل أمن لإسرائيل (…) يعرفون الطرق والزواريب في لبنان كما يعرفون أبناءهم، لم يكونوا في هذا المكان تائهين ولم يكن غرضهم الخروج إلى شارع “مونو” لاحتساء الكحول”.
أما على الضفة الرسمية، فبدا الارتباك واضحاً على السلطة اللبنانية وسط تعتيم على نتائج تقرير الطبيب الشرعي الذي يبيّن سبب وفاة الجندي الإيرلندي شون رووني (23 عاماً)، في حين كشف مصدر قضائي لوكالة “فرانس برس” أنّ الآلية العسكرية التي كان يستقلها رووني “أصيبت بسبع طلقات من رشاش حربي فاخترقت مقعده من الخلف واستقرّت إحداها في رأسه ما أدى إلى وفاته على الفور”. وانطلاقاً من ذلك، بيّنت الأدلة المتوافرة في التحقيقات الأولية أنّ العملية ناتجة عن جريمة “قتل عمد”، سيما وأنّ وزير الداخلية بسام مولوي كان صريحاً ومباشراً في التأكيد على كون الجريمة لم تحصل نتيجة “صدفة أو حادث عرضي”، موضحاً لقناة “الحدث” أنّ “التحقيقات تشير إلى اعتراض سيارتهم في موقعين”، ولفت الانتباه إلى أنّ “من يقف وراء الاعتداء لا يخفي نفسه”، مجدداً التشديد على وجوب “أن تكون سلطة الدولة مبسوطة على كل أراضيها فلا يمكن القبول بمنطقين في دولة واحدة”، وذلك بعدما كان قد أكد إثر وقوع الجريمة أنّ “التعدي على عناصر قوات حفظ السلام لن يمر دون محاسبة” محملاً “السلاح المتفلّت” مسؤولية “التعدي على الشرعيتين الوطنية والدولية”،
أما على صعيد المواقف الإيرلندية من جريمة العاقبية، فلفت رئيس وزراء إيرلندا مايكل مارتن إلى أنّها أتت نتيجة تواجد جنود بلاده العاملين ضمن إطار “اليونيفل” في “بيئة عدائية صعبة”، بينما اتصل وزير الدفاع الإيرلندي سيمون كوفني بنظيره اللبناني موريس سليم مشدداً على “أهمية توصل التحقيق الى معرفة حقيقة وتفاصيل الحادثة المؤلمة نظراً لانعكاسها على الدور الذي تقوم به الوحدة الإيرلندية في اطار قوات اليونيفل منذ عقود”، كما اتصل كوفني أيضاً بوزير الخارجية عبد الله بو حبيب وأبلغه أنه سيبحث موضوع إرسال “لجنة إيرلندية” إلى بيروت لمتابعة التحقيقات في جريمة العقيبة خلال اجتماعه المرتقب مع الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك.
وإذ دانت كل من الأمم المتحدة وفرنسا والسفارتين الأميركية والبريطانية في لبنان الجريمة، وسط التأكيد على وجوب إنجاز التحقيقات بأسرع وقت “من دون عرقلة” توصلاً إلى “محاسبة المرتكبين”، شدد مصدر ديبلوماسي غربي لـ”نداء الوطن” على أنّ “المجتمع الدولي لن يقبل بتمييع التحقيق في جريمة كالتي حصلت ونتج عنها مقتل جنود أمميين في جنوب لبنان، بل سيبقى يتابع عن كثب نتائج التحقيقات حتى تسليم القتلة”، موضحاً أنّ “وصف قيادي أمني في “حزب الله” (وفيق صفا) الجريمة بالحادث غير المقصود لا يتطابق مع المؤشرات الأولية التي تفيد بأنّ الجريمة المرتكبة لم تكن وليدة غضب شعبي بل على العكس من ذلك بيّنت الأدلة والوقائع الميدانية والأمنية أنّ ما حصل كان كناية عن مطاردة متعمّدة للآلية الإيرلندية قام بها مسلّحون وعمدوا خلالها إلى تصويب نيران الرشاشات عليها مباشرةً بقصد القتل”.
وختم الديبلوماسي الغربي بالإشارة إلى أنّه “إذا كانت وراء الجريمة رسائل دموية معيّنة تستهدف تهديد عمل قوات “اليونيفل” فذلك ستكون له ارتدادات وتداعيات حتمية تتحمل المسؤولية عنها بالدرجة الأولى السلطات اللبنانية الرسمية باعتبارها المعنيّ الأول بالحفاظ على أمن وسلامة جنود حفظ السلام الدوليين المتواجدين بموجب قرار مجلس الأمن 1701 في جنوب لبنان”.
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
أول اعتداء على «يونيفيل» في جنوب لبنان بعد تعديل مهامها
وقع خارج منطقة عمليات القوات الدولية… وأعاد النقاش حول «قواعد الاشتباك»
بولا أسطيح
يُعدّ الاعتداء الذي تعرضت له القوات الدولية العاملة «يونيفيل»، ليل الأربعاء، في جنوب لبنان وأدى لمقتل أحد عناصرها وجرح آخرين، هو الأول من نوعه منذ تعديل ولاية بعثة حفظ السلام في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. فبالرغم من محاولات الحكومة في ذلك الوقت استيعاب تداعيات هذا التعديل الذي سمح لهذه القوات بالتحرك في منطقة عملياتها من دون إذن مسبق، ودون مواكبة من الجيش اللبناني، لكنها لم تؤدّ لطمأنة «حزب الله» الذي كان قد اعتبر أن التعديل يحوّلها إلى «قوات احتلال».
وقُتل عنصر إيرلندي من «يونيفيل»، وأصيب 3 آخرون بجروح جراء الحادثة التي تخلّلها إطلاق رصاص على عربة مدرَّعة كانوا على متنها.
وجاء في بيان للقوة الدولية، أمس: «قُتل جندي حفظ سلام، الليلة الماضية، وأصيب 3 آخرون في حادثة وقعت في العاقبية، خارج منطقة عمليات يونيفيل في جنوب لبنان». والضحايا هم من الكتيبة الإيرلندية، وفق ما أعلن وزير الخارجية والدفاع في الحكومة الإيرلندية سايمون كوفني. وذكر الجيش الإيرلندي أن أحد الجنود خضع لجراحة وهو في حالة حرِجة.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر قضائي لبناني أن الآلية «أصيبت بـ7 طلقات من رشاش حربي»، مشيراً إلى أن الرصاصات التي أصابت الجندي خلف المقود «اخترقت مقعده من الخلف، واستقرّت إحداها في رأسه»، مما أدى إلى «وفاته على الفور».
وارتطمت العربة إثر ذلك «بعامود حديدي، ثم انقلبت مما أدى إلى إصابة العناصر الـ3 الآخرين»، وفق المصدر الذي أشار إلى أن القضاء العسكري وضع يده على التحقيق، وأن الأجهزة الأمنية «تطارد» أشخاصاً يُشتبه بتورطهم في الحادثة.
ووقعت الحادثة على طريق يربط بين مدينتيْ صور وصيدا في جنوب لبنان، وحضرت دوريات تابعة لـ«يونيفيل» والجيش اللبناني، إلى المكان، وتولّت وحدات تابعة للجيش أخذ كاميرات المراقبة القريبة.
وتحدَّث شهود عيان عن اعتراض عدد من السكان آلية تابعة لـ«يونيفيل» لدى سلوكها بشكل غير اعتيادي الطريق. ولدى محاولة سائقها المغادرة كاد يدهس أحد المواطنين المعترضين، مما أدى إلى حالة من التوتر، قبل أن تنحرف عن مسارها. وأفاد شهود آخرون بسماع دويّ رشقات نارية في المكان، لم تتضح هوية مُطلقيها.
ورداً على الحادثة، ذكر مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، نقلاً عن أهالي البلدة، أن سيارة تابعة للقوة الإيرلندية دخلت في طريق غير معهود العبور به، في حين سلكت السيارة الثانية الأوتوستراد الدولي المعهود المرور به ولم يحصل معها أي إشكال.
وتقدَّم صفا بالتعزية لقوات «يونيفيل»، متمنياً الشفاء للجرحى في الحادث «غير المقصود»، ودعا إلى عدم «إقحام» الحزب في الحادث، مطالباً بترك المجال للأجهزة الأمنية؛ للتحقيق.
وربط كثيرون، في الساعات الماضية، بين تعديل هذه المهام وما حصل من اعتداء يوم أمس، إلا أن مصدراً في وزارة الخارجية أوضح أن الحادثة أصلاً حصلت خارج منطقة عمل «يونيفيل» التي يلحظها القرار الدولي رقم 1701 (الذي أنهى حرباً استمرت 33 يوماً بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، ونصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ونشر قوة إضافية للأمم المتحدة كلفها بالتنسيق مع الجيش اللبناني)، ومن ثم لا يمكن أصلاً لهذه القوات القيام بأية عملية في هذه المنطقة، سواء في إطار المهام السابقة أو الجديدة، مما يجعل الربط بين التعديلات الأخيرة وما حدث في غير مكانه.
وقال المصدر، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تحقيقات فُتحت بين يونيفيل والشرطة العسكرية لتبيان ما حصل، وهو مستنكَر ومرفوض تماماً، سواء كان حادثاً فردياً أو غيره».
ومدَّد مجلس الأمن الدولي، في 31 أغسطس (آب) الماضي، ولاية «يونيفيل» إلى عام إضافي، بعد أن تبنَّى القرار 2650 لعام 2022، بناء على طلب من الحكومة اللبنانية، لكن القرار تضمّن للمرة الأولى تعديلات في ولاية البعثة، بالقول إن يونيفيل «لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكَلة إليها»، وإنه «يُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل». وقضت قواعد الاشتباك المعمول بها منذ عام 2006، بأن يرافق الجيش اللبناني دوريات «يونيفيل» في نطاق عملياتها في الجنوب.
ورجّح كثيرون حينها أن يؤدي ذلك إلى تغيير قواعد الاشتباك القائمة منذ عام 2006 بين القوات الدولية و«حزب الله»، علماً بأن العلاقة بين هذه القوات والأهالي في منطقة عملها كانت تشهد توتراً باستمرار في السنوات الماضية، مما يؤدي للاعتداء المتكرر عليها من عدد من المدنيين، وهو ما دفع قيادتها لمطالبة القوات المسلَّحة اللبنانية بضمان سلامتها وأمنها.
ويستبعد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية الدكتور هلال خشان أن يكون ما حدث مؤخراً مرتبطاً بتعديل مهامّ هذه القوى. ويشير خشان، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «كما الكل يعلم، فمن يُقال عنهم مدنيون يتعرضون لهذه القوات في منطقة عملياتها بين الحين والآخر هم أصلاً عناصر بالحزب يرتدون زياً مدنياً»، معتبراً أن «الحزب يسيطر على منطقة عمل يونيفيل، والكل ملتزم إلى حد كبير بالخطوط الحمراء التي رسمها هناك، سواء يونيفيل أو الجيش اللبناني أو المجتمع الدولي».
وكان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، وفي محاولة لاستيعاب أية تطورات دراماتيكية على الأرض بعد الإعلان عن تعديل مهام القوات الدولية، قد أكد أنه «جرى الاتفاق مع قيادة يونيفيل على أنه لن تكون هناك أية تغييرات في قواعد الاشتباك»، وأنه «ستكون هناك استشارات دائمة وتعاون مع الجيش اللبناني».
********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: الرئيس الى 2023 وتشاورية السرايا بين مراعاة الهواجس وعدم التعطيل
الجلسة الانتخابة العاشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية كانت مسك ختام الجلسات هذه السنة ولم يكن ختامها انتخاب رئيس، ودخل بعدها الجميع في عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة على ان توجّه الدعوة الى جلسة جديدة مطلع السنة الجديدة على امل ان يحصل في العطلة ما يغيّر ما في نفوس القوم بما يمكن أن يجعل تلك الجلسة مسك ختام الاستحقاق الرئاسي فيكون للبلاد رئيس تبدأ معه سنة انفراج وخلاص.
ويعوّل المعنيون بالاستحقاق الرئاسي، وكذلك الاوساط السياسية، على مبادرة فرنسية تشجّع على الاسراع في الاتفاق على رئيس جمهورية جديد، وذلك في حال زار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة لتفقد كتيبة بلاده العاملة ضمن قوات اليونيفل في الجنوب، لأنه اذا حصلت هذه الزيارة ستكون له لقاءات على هامش مع بعض المسؤولين والقيادات السياسية، وربما يكون له لقاء في «قصر الصنوبر» على غرار اللقاءين اللذين عقدهما في خلال زيارتَيه السابقتين للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت صيف العام 2020. الا انه لم يصدر حتى الآن اي اشارة فرنسية رسمية حول احتمال زيارة ماكرون للبنان قبل نهاية السنة الجارية.
وكانت الجلسة الانتخابية العاشرة قد انتهت امس الى فشل في انتخاب رئيس جديد كسابقاتها، وبدأ التعويل على ان تشهد عطلة الاعياد مشاورات وحوارات في غير اتجاه لتدوير زوايا المواقف حول الاستحقاق الرئاسي، منها حوارات ثنائية يمكن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يبادر اليها بعد عدم تلبية دعوتَيه الكتل النيابية الى الحوار في شأن هذا الاستحقاق، ومنها ايضا ما يمكن ان تبادر اليه البطريركية المارونية لمناسبة زيارة القيادات السياسية لا سيما منها المسيحية للصرح البطريركي للمُعايدة، في الوقت الذي لم يتّضح بعد ما اذا كان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سيبادر الى الدعوة الى حوار مسيحي ـ مسيحي استناداً الى اقتراح رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، او بناء على مبادرة بطريركية لإجراء حوار مع كل من القيادات المسيحية على حدة، حتى إذا تجمّعت لديه معطيات مشجعة يمكن عندها أن يدعوها الى حوار برعايته تحدّد خلاله خياراتها ازاء الاستحقاق الرئاسي.
جَعجعة دولية
والى ذلك، وصف مصدر سياسي رفيع لـ»الجمهورية» ما يحصل من تحرك خارجي تقوده فرنسا بمشاركة قطرية لحل الازمة الرئاسية بأنه «جَعجعة دولية لا تُنتج خبزاً بلدياً». وقال: «انّ التقاطعات لا تزال مقفلة ما يجعل الاتفاق غير متاح». وكشف ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي بَدا للمرة الاولى على هذا المستوى من الاستياء في جلسة الامس «لن يُعاود طرح مبادرة حوارية في ظل هذا الانسداد. وعلى هذا المشهد انتهَت عاشِرة جلسات الانتخاب، اما الجلسة المقبلة فستتم الدعوة اليها مطلع السنة الجديدة ولن تكون قبل الثامن من كانون المقبل».
نتائج الجلسة
وكان فرز الاوراق في نهاية الاقتراع في جلسة أمس قد أظهَر انّ عدد المقترعين بلغ 109 نواب من اصل 128 الذين يتكوّن منهم المجلس النيابي، وجاءت نتائج الاقتراع التي اعلنها بري كالآتي: ميشال معوّض 38 صوتاً ، 37 ورقة بيضاء، عصام خليفة (8)، «لبنان الجديد» (6)، زياد بارود (2)، «الميثاق» (9)، صلاح حنين (2)، «التوافق» (2) و3 أوراق ملغاة.
بعدها، فُقد النصاب القانوني للجلسة، ورُفع بها وتُلي المحضر فصدّق.
تشاورية السرايا
في غضون ذلك، اذا كان الملف الرئاسي قد عُلّق على شجرة الاعياد ورُحّل الى السنة الجديدة، فإن المشهد الحكومي على موعد مع محطة كباش جديدة عند الرابعة بعد الظهر حيث تنعقد الجلسة التشاورية التي دعا اليها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للبحث في تداعيات ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الاثنين الماضي وآلية توقيع المراسيم. وقال مصدر حكومي لـ»الجمهورية» ان الجلسة سيحضرها معظم الوزراء مبدئياً بمَن فيهم الثمانية المقاطعين وذلك للجلوس معهم والاستماع اليهم، وهذا ما كان قد طلبه البطريرك الراعي والتزم به ميقاتي حتى لا يقال انه أدارَ ظهره للمقاطعين. وسيتركّز البحث، بحسب المصدر الحكومي، على تخريجة لوضع مراسيم جلسة مجلس الوزراء الاخيرة والاتفاق على آلية توقيعها وتوقيع المراسيم اللاحقة التي تحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية. واشار المصدر الى «ان المطلوب هو فَض المشكلة مع « تكبير عقل» لاستيعابها»…
وقالت مصادر «الثنائي الشيعي» لـ»الجمهورية» انّ موقفه واضح لجهة المطالبة بآلية تراعي الهواجس وتضمن في الوقت نفسه عدم التعطيل، مع التأكيد ان الاصول الدستورية الصحيحة لا تنص على توقيع ٢٤ وزيرا. واوضحت ان مراعاة الهواجس لن تكون على حساب المخالفة الدستورية بتكريس توقيع الـ٢٤ وزيرا إنما سيقبلون من باب المصلحة الوطنية او raison d’etat بتوقيع نصف الوزراء زائدا واحدا، مع العلم ان رئيس الحكومة هو الذي يعبّر عن موقف الحكومة، وبالتالي يكفي توقيعه على المراسيم، لكن لا مانع أن يُضاف الى جانب اسمه تواقيع الوزراء الحاضرين بالنصف زائدا واحدا مع انها لزوم ما لا يلزم».
وكان ميقاتي قد اعتبر خلال الاحتفال بإطلاق «الاطار الوطني اللبناني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي» امس انّ انتخاب رئيس للجمهورية «هو استحقاق أساسي جداً لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية، لكن للاسف ما زال الشغور في رأس الدولة قائماً والخلافات تعصف بين مختلف القوى والتيارات حيال مقاربة هذا الملف. أمام هذا الواقع نجد انفسنا في الحكومة مُلزمين دستوريا ووطنيا وأخلاقيا المضيّ في عملنا لإدارة شؤون الدولة ومعالجة الملفات المُلحّة وبتّها». ولفت إلى أن «هذه المهمة سنقوم بها باقتناع وإقدام وفق ما ينص عليه الدستور والواجب الوطني، وندعو الجميع الى إبعاد هذا الموضوع عن النزاعات السياسية والاعتبارات الطائفية»، وقال: «تعالوا نتلاقى على ما يجمع بين الناس ونعالج الملفات المطروحة بروح المسؤولية بعيداً من العناد والمكابرة ومحاولة أخذ البلد رهينة الاعتبارات السياسية».
«اليونيفيل» مجدداً
ومن جهة ثانية وفي خضم الأزمتين السياسية والاقتصادية اللتين تشهدهما البلاد جاءت حادثة مقتل جندي ايرلندي من الكتيبة الايرلندية العاملة في اطار قوات حفظ السلام الدولية («اليونيفيل») لِتوتّر الاجواء الداخلية والخارجية المحيطة بلبنان وتعيد تسليط الضوء على دور هذه القوات.
فقد قُتل هذا العنصر إلايرلندي وأصيب 3 آخرون من زملائه بجروح جراء «حادثة» تخلّلها إطلاق رصاص على عربة مدرّعة كانوا على متنها في بلدة العاقبية جنوب لبنان، فيما كانوا في طريقهم الى مطار بيروت الدولي، وفق ما أفادت «اليونيفيل» ودبلن ومصدر قضائي لبناني.
وأفادت القوة الدولية في بيان امس انه «قُتل جندي حفظ سلام الليلة الماضية (امس الاول) وأصيب 3 آخرون في حادثة وقعت في العاقبية، خارج منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان».
والضحايا هم من الكتيبة الإيرلندية.
ولم تحدّد قوة «اليونيفيل» في بيانها ما جرى بالتحديد، مُكتفية بالقول: «حتى الآن، التفاصيل حول الحادثة متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقاً لتحديد ما حدث بالضبط».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر قضائي لبناني أن الآلية «أصيبت بـ7 طلقات من رشاش حربي»، مشيراً إلى أن الرصاصات التي أصابت الجندي خلف المقود «اخترقت مقعده من الخلف، واستقرّت إحداها في رأسه»، ما أدى الى «وفاته على الفور». واضاف: «إرتطمت العربة إثر ذلك «بعمود حديدي، ثم انقلبت ما أدى إلى إصابة العناصر الثلاثة الآخرين»، واشار إلى أن القضاء العسكري وضع يده على التحقيق وأن الأجهزة الأمنية «تطارد» أشخاصاً يُشتبه بتورطهم في الحادثة.
وأورد الجيش الإيرلندي على تويتر أنّ قافلة، ضَمّت عربتين مدرعتين وعلى متنهما 8 أفراد، تعرّضت بينما كانت متوجهة إلى بيروت «لنيران من أسلحة خفيفة».
وأعلن وزير الخارجية والدفاع في الحكومة الإيرلندية سايمون كوفني، في تصريح لإذاعة «أر تي آي» المحلية، انّ «ما حدث بشكل أساسي، في اعتقادنا، هو أنّ ناقلتي جند مدرعتين كانتا في طريقهما من معسكرنا الرئيسي في جنوب لبنان إلى بيروت» في مهمة «إدارية عادية». ولفت إلى انه على الطريق «انفصلت العربتان المدرعتان، واحدة منهما حاصرها حشد مُعادٍ (…) وجرى إطلاق أعيرة نارية ولسوء الحظ قتل أحد جنودنا لحفظ السلام».
ورداً على الحادثة، نقل مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في «حزب الله» الحاج وفيق صفا، في تصريحات متلفزة، رواية مُشابهة لما جرى. وقال نقلاً عن أهالي البلدة إن سيارة تابعة للقوة الايرلندية دخلت في طريق غير معهود العبور به، فيما سلكت السيارة الثانية الأوتوستراد الدولي المعهود المرور به ولم يحصل معها أي إشكال. وتقدم صفا بالتعزية لقوات اليونيفيل، متمنياً الشفاء للجرحى في الحادث «غير المقصود». ودعا الى عدم «إقحام» الحزب في الحادث، مُطالباً بترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه يشعر «بحزن عميق» لوفاة الجندي الايرلندي، ودعا إلى «إجراء تحقيق سريع من الجهات المختصة للوقوف على الحقائق المتعلقة بالحادث وضرورة المُساءلة».
ودانت فرنسا، التي لديها كتيبة ضمن قوة «اليونيفيل»، «بأشد العبارات» بالحادثة، داعية إلى «الهدوء» كما لإجراء «تحقيق من دون أي تأخير أو عرقلة كي يتم تقديم مرتكبي هذا الهجوم للعدالة». وشددت على أنّ «أمن عناصر اليونيفيل، وبشكل أشمل جميع قوة حفظ السلام، يبقى أولوية».
وندّد مسؤولون لبنانيون بما جرى، فاتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً هاتفياً بالقائد العام لليونيفيل الجنرال آرولدو لازارو معزّياً إيّاها والكتيبة الإيرلندية قيادة وضباطاً وافراداً. فيما أسِف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لما جرى، مشدداً في بيان على «ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وعلى تحاشي تكراره مستقبلاً».
واعلنت وزارة الخارجية انها «تتابع باهتمام كبير مع كافة السلطات اللبنانية المعنية واليونيفيل التحقيقات التي باشرتها للتمكّن من محاسبة المسؤولين عنه».
نتنياهو والترسيم
على صعيد آخر قال رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلّف بتشكيل الحكومة بنيامين نتنياهو، في حديث لموقع قناة «العربية» باللغة الإنجليزية: «إنني أستبعِد التراجع عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان»، معتبرًا أنّ «اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان أمّنَ مصالح إسرائيل»، مشددًا على «أننا لسنا قريبين من اتفاق لترسيم الحدود البرية مع لبنان».
يُذكر أنّ نتانياهو أعربَ عدة مرات عن رفضه لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وذلك في أكثر من مناسبة قبل الانتخابات الإسرائيلية التي انتهت بحصوله على الأغلبية في الكنيست في 2 تشرين الثاني. وكان قد أشار حينها، ردًا على سؤال بشأن إلغاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان حال فوز حزبه في انتخابات الكنيست المقبلة: «إنني سأتعامل معه (الاتفاق) تماماً كما تعاملتُ مع اتفاق أوسلو»، واصفا إيّاه بأنه «اتفاق استسلام آخر».
وفي سياق آخر، ذكر أنّ «الاحتجاجات تشكل خطرا حقيقيا على النظام الإيراني»، موضحًا أنّه «لدينا القدرة على منع إيران من امتلاك قنبلة نووية»، لافتًا إلى «أننا سنمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية بلا إذن الولايات المتحدة الأميركية».
**********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الجلسات في إجازة على زغل.. واستنفار لبناني – دولي لكشف حادث العاقبية
اجتماع تشاوري للوزراء اليوم.. وفلتان الدولار يُفاقم من لهيب الأسعار
لا يتورع اصحاب الشأن عن وصف الجلسات النيابية بالعبارات المتداولة في الاوساط السياسية، وحتى الشعبية، لكثرة الهزال الذي يحيط بها، وبملابساتها، وبالنتائج غير التوافقية التي تنتهي اليها كل مرة، مع تزايد الشرخ بين الكتل النيابية والتيارات والاحزاب التي تقف وراءها، وزرع «اليأس» من العجز المستحكم في الداخل، بانتظار ما ستؤول اليه معطيات الحراك الخارجي، سواء في الدوحة، او عمان، او العواصم ذات التأثير، مع معلومات تتجمع في افق الوقت المستقطع، ان لا آمال بانتخاب قريب او حتى بعيد نسبياً لرئيس جديد للجمهورية، مع تزايد التشكل الجديد بين الأحلاف والتفاهمات بانتظار امر اقليمي، او عربي او دولي كان مفعولا، بعد أن دخلت الجلسات في إجازة الأعياد على زغل.
وعلى أن حادث العاقبية فرض نفسه بنداً ثقيلاً على الوضع، وفي اعتقاد مصادر سياسية ان الاعتداء المنظم على قوات الأمم المتحدة، الذي يحمل مؤشرات وتبعات خطيرة على الوضع جنوباَ، لم يحصل هكذا بالصدفة، ولكنه مخطط له بدليل اسلوب المطاردة لسيارة قوات الأمم المتحدة من قبل مسلحين من المنطقة، ويحمل في ابعاده وهدفه، اكثر من رسالة، محلية واقليمية ودولية وفي مقدمتها، رسالة واضحة لناقلي اخبار تصدر اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، مرشحي الرئاسة، بضرورة التروي والاخذ بعين الاعتبار وضعية الحزب وانتشاره ومطالبه المستقبلية، وفرملة اي وعود للغرب وغيره، لاسيما بعدما ترددت معلومات حول امكانية تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بجنوب لبنان ونزع سلاح المليشيات هناك بالكامل، استنادا لهذه القرارات بعد تسلم عون للرئاسة.
من ناحيتها، لم تسقط مصادر ديبلوماسية غربية من حساباتها،علاقة الاعتداء المنظم على اليونيفل، بموضوع الغاء عضوية إيران من لجنة المرأة بالامم المتحدة، على خلفية التعاطي الخشن لقوات الامن الايرانية مع المحتجين ضد النظام الايراني، بايحاء من ايران، وموجهة تحديدا الى الامين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيريش، لتعاطيه الرمادي مع هذه المسألة، وعدم قيامه بما يلزم من خطوات لمنع اتخاذ هذا الاجراء بحق ايران،على الرغم من نفي المتحدث باسم الامين العام لكل ما يروج بهذا الخصوص،لان غوتيريش لا دور ولا تاثيرله بمنع اتخاذ مثل هذا القرار ضد ايران.
واضافت المصادر ان هناك احتمالا اخر، بأن ما حصل له علاقة بتوقف مفاوضات الملف النووي الايراني، وان ايران تحاول بواسطة اذرعها المنتشرة في لبنان اظهار قدرتها على ممارسة اقسى الضغوط،لاجل حث المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة للمساعدة على معاودة المفاوضات المتوقفة.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن دخول جلسات الإنتخاب في استراحة لا يعني تعليق الدعوة لانعقادها،فهي تنطلق في العام الجديد.
ولفتت المصادر الى أن هذه الاستراحة ستكون كفيلة لتنفيس الأحتقان وتدارس بعض الخطوات من قبل عدد من الكتل النيابية ، موضحة أنه من خلالها أيضا سيصار إلى تفادي تكرار السيناريو الذي يتحكم بهذه الجلسات، مع العلم أنه أحكم قبضته على هذه الجلسات.
ورأت هذه المصادر أنه لا بد من ترقب بعض التحركات الخارجية وانعكاساتها على ملف الأستحقاق الرئاسي الذي ما زال ينتظر المسعى الجاد لتحريكه.
إلى ذلك لفتت المصادر إلى أن اللقاء التشاوري الوزاري الذي دعا إليه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بحضور الوزراء المقاطعين يتناول ملفات اجتماعية ومناقشة كيفية معالجتها ولا يعني «ميني مجلس وزراء»، مؤكدة أن اللقاء سيتجنب الدخول في مسائل تحمل طابع الاستفزاز.
إذاً، اقفل المجلس النيابي ابوابه حتى مطلع العام المقبل بعد آخر جلسة لإنتخاب رئيس للجمهورية، تصديقاً للتسريبات النيابية والسياسية التي كانت تقول منذ اكثرمن شهر ان انتخاب الرئيس متعذر قبل نهاية الفصل الاول من العام 2023، وسط مراوحة في جميع الملفات المتعلقة بإدارة الدولة الى حدّ الفشل في بعضها كمعالجة الملفات الاقتصادية والمالية والمعيشية والصحية والاستشفائية والتربوية ما يُعمّق نزيف الادمغة بهجرة الشباب والكفاءات بحثاً عن مستقبل افضل.
كما راوحت المساعي السياسية الداخلية والخارجية مكانها في وقت ينتظر اللبنانيون الفرج من الخارج المتلهي عن لبنان بكثيرمن المشكلات العالمية ويديرظهره للبنان نتيجة فشل مسؤوليه.ومع ذلك ما زال البعض يراهن على نجاح مساعي الرئيس نبيه بري بعد فترة عيدي الميلاد ورأس السنة في إطلاق الحوار للتوافق على انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة جديدة.
وافادت معلومات مصادر نيابية وسياسية ان تواصلاً يجري بين بعض القوى السياسية التقلدية وبين بعض نواب قوى التغيير من اجل التوصل الى اتفاق على بعض الملفات المطروحة. فيما ذكرت مصادر اخرى ان التفاهم والتوافق المسبق الداخلي على رئيس يحظى بقبول عربي ودولي شرط اساسي لإنتخاب اي مرشح على ألّا يكون مرشح تحدٍ لأي طرف وهذا ما يجري العمل عليه في اتصالات بعض القوى السياسية.
ووسط هذا التردي السياسي، واصل سعر صرف الدولار ارتفاعه وسجّل عصر امس، تسعيرة تتراوح ما بين 43450 و43550 ليرة لبنانيّة لكلّ دولار أميركيّ. وكان دولار السوق الموازيّة إفتتح صباحاً، على تسعيرة تراوحت ما بين 43000 و43100 ليرة لبنانيّة لكلّ دولار ، وسط مخاوف من ان يصل سعره الى 50 الف ليرة اواخر الشهر نتيجة التفلت الحاصل.
جلسة الانتخاب:
كل عام وانتم بخير
فشل المجلس النيابي امس الخميس للمرة العاشرة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية. فيما رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة الإنتخاب بعد انتهاء الدورة الأولى من دون أن يُحدّد موعداً للجلسة المقبلة، على ان يحددها لاحقاً بعد رأس السنة الجديدة، حيث افادت مصادرنيابية انه سيتم إقفال المجلس هذين الاسبوعين بسبب عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة.
وقال بري للنواب لدى مغادرته الجلسة: «كل عام وانتو بخير، وكل عيد ميلاد وانتو بخير» .
وعليه، كرست الجلسة النيابية العاشرة الفراغ، وفشلت في ايصال الرئيس الرابع عشر الى قصر بعبدا، محافظة على المشهد الانقسامي تحت قبة البرلمان، والذي بدوره يعكس حالة الاهتراء السياسي الذي بلغ الذروة واوصل البلد الى الدرك الاسفل من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والنقدي والذي ربما يتمدد مع قابل الايام ليصل الى الانهيار الامني في ظل التحذيرات التي بدأت تطلق على لسان مسؤولين في الداخل والخارج.
الاستخفاف النيابي بالاستحقاق الرئاسي كان بارزاً للعيان حيث اظهر العديد من النواب لا مبالة تجاه مسار الجلسة الذي حافظ بعد عشر جولات على رتابته، وقد تحكمت لغة الاتهامات المتبادلة بالتعطيل بالمواقف التي اطلقت قبل وبعد انعقاد الجلسة.
وقد سجلت امس بعض الوقائع من بينها تقدم المرشح مشال معوض بصوت واحد على الورقة البيضاء (38 صوتا مقابل 37)، اما الواقعة الثانية فتمثلت بتصويت 9 من تكتل «لبنان القوي» لـ«الميثاق» في اشارة منهم الى الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء والتي اعترضوا على عقدها، فيما كانت الواقعة الثالثة طلب الرئيس نبيه بري تلاوة محضر الجلسة ورفعها من دون تحديد موعد جديد لانعقادها.
وقد ظهر الاستياء على وجه الرئيس بري من طريقة التعامل مع دعوته للحوار للتفاهم على رئيس للجمهورية وقد ترجم ذلك بقلة كلامه وغياب الضحكة عن محياه وكذلك «الافشات» التي لطاما كانت تضفي على اجواء الجلسة نوعا من الارتياح في عز التشنج واجدال النيابي.
وجاءت النتائج رسمياً:
ميشال معوض: 38
زياد بارود: 2
ورقة بيضاء: 37
عصام خليفة: 8
صلاح حنين: 2
ميلاد ابو ملهب: صوت واحد.
– شفيق مرعي: صوت واحد.
أوراق ملغاة: 3
«لبنان الجديد»: 6
«التوافق»: 2
«الميثاق»: 9
وتوزعت اصوات نواب التيار الوطني الحر بين الورقة البيضاء وميشال معوض وعبارة»الميثاق» والاوراق الملغاة.
وغاب عن الجلسة بعذر كل من ادغار طرابلسي، شوقي دكاش، نجاة صليبا، سجيع عطية، هاغوب قرادونيان، بيار بو عاصي، جبران باسيل، علي عسيران، سيمون ابي رميا، هاغوب بقرادونيان، الياس جرادي، نبيل بدر، وضاح الصادق.
جلسة تشاور وزارية
وفي ظل الشغور الرئاسي، اصرارٌ من الرئيس ميقاتي على على استمرار المرفق الوازري حاضراً لتسيير أمور المواطنين. وهو سيعقد اليوم جلسة تشاورية في السراي للاتفاق على كيفية ادارة البلاد في غياب رئيس للجمهورية بعد الضجة التي أثيرت اثر جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي.
وكشف وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار بعد لقاء البطريرك بشارة الراعي ان «رئيس الحكومة دعا مجلس الوزراء الى لقاء تشاوري عند الرابعة من بعد ظهر غد (اليوم) لفتح صفحة جديدة والاتفاق على آلية بانتظار انتخاب رئيس للجمهورية».
واكد «الوقوف الى جانب البطريرك في موضوع رئاسة الجمهورية»، ودعا النواب الى «تحمل المسؤولية، معتبرا ان على الكتل السياسية الاتفاق على اسم مرشح والانتخاب، لأن هناك استحقاقات اخرى مهمة على الصعيد الاجتماعي الاقتصادي».
وأكد ميقاتي خلال حفل إطلاق «الإطار الوطني اللبناني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي» في السراي، ان «لقاءنا ينعقد بالتزامن مع الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو استحقاق أساسي جداً لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية، ولكن للأسف فإن الشغور في رأس الدولة لا يزال قائماً والخلافات تعصف بين مختلف القوى والتيارات حيال مقاربة هذا الملف.
واضاف «أمام هذا الواقع نجد انفسنا في الحكومة ملزمين دستورياً ووطنياً وأخلاقياً في المضي في عملنا لإدارة شؤون الدولة ومعالجة الملفات الملحة والبت بها.هذه المهمة سنقوم بها بقناعة وإقدام وفق ما ينص عليه الدستور والواجب الوطني، وندعو الجميع الى إبعاد هذا الموضوع عن الصراعات السياسية والاعتبارات الطائفية».
وتابع: أن ضغط الملفات الاجتماعية يتحمله جميع اللبنانيين وليس فئة منهم، والقلق على الحاضر والمستقبل حالة معممة في كل المناطق. ونزيف الهجرة وجع يصيب كل بيت وليس طائفة محددة. فتعالوا نتلاقى على ما يجمع بين الناس ونعالج الملفات المطروحة بروح المسؤولية بعيدا عن العناد والمكابرة ومحاولة أخذ البلد رهينة الاعتبارات السياسية». ورأى أن أمام وجع الناس تسقط كل الاعتبارات، ولا صوت يعلو على صوت المواطن الموجوع والقلق على الحاضر والمستقبل.
لكن الوزير عصام شرف الدين قال لـ «اللواء» انه لن يشارك في الجلسة التشاورية اليوم.
حادثة العاقبية
على أن الاخطر في المشهد كان مقتل جندي ايرلندي من الوحدة العاملة في «اليونيفيل» برصاص اطلق على سيارته، وهي في الطريق الى بيروت، من رشاش حربي، وكشف تحقيق قضائي دولي، ان الجندي القتيل اطلقت باتجاهه 7 رصاصات، وكان يتولى القيادة الى جانبه زميل له، واصيب ثلاثة جنود بجروج.
المعلومات تحدثت عن اشكال حدث مع عدد من المواطنين، عندما ضلت السيارة الدولية الطريق باتجاه طريق فرعي، غير مسلوك، وفي دون سابق انذار.
وانشغلت القيادات الرسمية والعسكرية والدبلوماسية والامنية والقضائية بالحادث، فيما نأى حزب الله بنفسه عن الحادث، وقدم رئيس وحدة الارتباط بالحزب وفيق صفا التعازي لقائد اليونيفيل الجنرال ارونالد لازارو الذي تلقى بدوره سيلا من اتصالات التعزية ابرزها من الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي، الذي اعرب عن اسفه العميق للحادث الأليم، مشددا على التحقيق لكشف الملابسات وتحاشي تكرار ما حصل في المستقبل.
وكان ميقاتي اجرى اتصالا بقائد الجيش العماد جوزاف عون واطلع منه على ملابسات الحادث..
وتلقى وزير الدفاع موريس سليم اتصالا من نظيره الايرلندي سيمون كوفني، الذي شدد على ضرورة ان يتوصل التحقيق الى كشف الجناة، وهو الامر الذي اكد عليه ايضا الوزير سليم.
وقال وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي عبر حسابه على «تويتر»: التعدي على عناصر قوات حفظ السلام لن يمر دون محاسبة، فالحفاظ على سلامتهم واجب انطلاقاً من ايماننا المطلق بأهمية تطبيق القرارات الدولية . إن الحفاظ على الشرعية مسؤولية وطنية، والسلاح المتفلت هو تعد على الشرعيتين الوطنية والدولية.
كذلك قدمت قيادة الجيش تعازيها بوفاة أحد عناصر الوحدة الإيرلندية، متمنية لرفاقه الثلاثة الجرحى الشفاء العاجل.وأشارت قيادة الجيش في تغريدة عبر «تويتر» إلى ان هؤلاء الجنود كما باقي رفاقهم هم مثال للإخلاص في أداء الواجب وان تضحياتهم محل تقدير عميق من المؤسسة العسكرية واللبنانيين جميعا.
وغردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على «تويتر»، «حزنت كثيراً لوفاة الجندي الإيرلندي التابع لليونيفيل. أتقدم بأحر التعازي إلى عائلته وإلى رئيس بعثة اليونيفيل اللواء ارولدو لازارو وجميع جنود حفظ السلام في جنوب لبنان. وأتمنى للجرحى الشفاء العاجل. إن إجراء تحقيق سريع وشامل لتحديد وقائع هذه الحادثة المأسوية أمر بالغ الأهمية». وقال سفير بريطانيا في لبنان: يجب محاسبة المسؤولين عن مقتل جندي أيرلندي من قوات اليونيفيل. بدورها، استنكرت فرنسا استهداف اليونيفل وطالبت بتحقيق فوري دون عوائق.
ولقي الحادث استنكارالعديد من النواب والشخصيات السياسية التي دعت الى التحقيق لكشف ملابسات ماجرى.
وأدانت السفارة الاميركية بأشد العبارات الهجوم العنيف على جنود حفظ السلام، التابعين لليونيفيل، ودعا السفير البريطاني الى محاسبته المسؤولين عن مقتل جندي ايرلندي.
وأعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي، أنَّ «جنديّاً في حفظ السلام قُتل الليلة الماضية وأصيب ثلاثة آخرون في حادث وقع في العاقبية وقريباً من الصرفند، خارج منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان» .
وتقدّم تيننتي «بأحرّ التعازي لأصدقاء وعائلة وزملاء جندي حفظ السلام الذين لقي حتفه، متمنياً الشفاء التام والعاجل للمصابين» . وقال: «إنّ أفكاره مع سكان المنطقة الذين ربما أصيبوا أو شعروا بالخوف في الحادث».
وأضاف: حتى الآن، التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقًا لتحديد ما حدث بالضبط..
وأشارت المعلومات المتداولة الى ان آلية تابعة لقوات «اليونيفيل» انقلبت مساء أمس الاول، في منطقة العاقبية ما ادى الى جرح أربعة من عناصر الدورية، لافتة الى ان أثناء مرور قوات اليونيفيل في بلدة العاقبية على الطريق البحرية القديمة، تم اعتراض الدورية من قبل أهالي المنطقة وذلك لاعتمادها مساراً غير مسارها العادي على اوتوستراد الجنوب، ما أدى إلى وقوع حادث سير تسبب بانقلاب الآلية. وتطور الأمر إلى إشكال وإطلاق نار من قبل «اليونيفيل» وأثناء محاولة الانسحاب من موقع الإشكال صدمت الدورية مواطناً من أهالي المنطقة لكن إصابته طفيفة. وتردد ان تبادلاً لإطلاق النار حصل بين الدورية وبين بعض الاهالي.
وحسب المقاطع المصوّرة التي وُزعت على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنّ الشبان حاولوا إنقاذ الجنود قبل أن يأتي عناصر من الدفاع المدني لينتشلوا جثة السائق. وحضر الجيش اللبناني وفريق من اليونيفيل للتحقيق بالحادث، فيما نُقل القتيل والجرحى إلى أحد مستشفيات صيدا. والتحقيق سيتركّز مع الجنود الناجين عن سبب مرورهم في طريقهم إلى بيروت في هذه المنطقة، وعدم مشاركتهم الموكب الذي سلك الأوتوستراد.
وكشف مصدر قضائي لوكالة «فرانس برس»، أنّ «سبع طلقات من رشّاش حربي، اخترقت آليّةً تابعةً للكتيبة الإيرلنديّة وأصابت إحداها السّائق في رأسه من الخلف» . وذكر أنّ «السّائق توفّي على الفور، فيما ارتطمت العربة بعمود حديدي وانقلبت، ما أدّى إلى إصابة العناصر الثّلاثة الآخرين»، موضحاً أنّ «القضاء العسكري وضع يده على التّحقيق» .
حماية المطار وسمعته
وفي السياق، الامني، اعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي ان «اللعب بالامن ممنوع، فالامن بعيد عن السياسة، وخطة قوى الامن الداخلي بالنسبة للاعياد اصبحت جاهزة وجرى تعميمها، مشيرا الى ان الموقف الرسمي ثابت بحماية المطار ومحيطه وسمعته ومنع اي عمل غير مقبول يحصل فيه او عبره».
كوليرا: 1
كورونا:69
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات الكوليرا في لبنان « تسجيل إصابة جديدة ، فارتفع العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 166 ، فيما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة ، واستقر العدد التراكمي للوفيات على 23».
وفي تقرير منفصل، أعلنت الصحة عن حالات كورونا تسجيل» 69 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1221475، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة «.
********************************
افتتاحية صحيفة الديار
تطويق ذيول حادثة العاقبية: سيناريوهان يتقدمان واسئلة حول انحراف الدورية عن مسارها ؟
لا سيناريوهات بديلة رئاسياً بعد رأس السنة والفاتيكان «محبط» من خلاف «القوات» و «التيار»
«صحوة ضمير» اوروبية في ملف اللجوء… خطة إسرائيلية لإخلاء مستوطنات الشمال تثير الذعر! – ابراهيم ناصرالدين
كسرت حادثة العاقبية رتابة المشهد المحلي العقيم التي تتكرر كل يوم خميس مع موعد عرض «مسرحية» الانتخابات الرئاسية في ساحة النجمة، مقتل جندي ايرلندي واصابة اربعة آخرين خلال خروج دورية لقوات»اليونيفيل» عن مسارها الاعتيادي، فتح باب الاسئلة على مصراعيها حول طبيعة هذا الحدث الاستثنائي غير المألوف في الجنوب، بعدما كانت الاشكالات المعتادة بين الاهالي والقوات الدولية تنتهي باشكالات محدودة وبسيطة تعالج ميدانيا. وفي غياب اي مصلحة مباشرة لاي طرف داخلي بتوجيه «رسائل» لليونيفيل، ثمة احتمالان لتفسير ما حصل، بحسب التحقيقات الجارية، اما خروج الامور عن السيطرة في هذه الحادثة والذي قد يكون نتيجة حالة ارباك ميداني سادت خلال التوتر بين مجموعة من الشبان والدورية، فحصل خلال خطأ غير مقصود ادى الى النتائج المأسوية، او قد يكون ثمة «طرف ثالث» اراد الاستفادة من الوقائع الميدانية لاحداث توتر على الارض لاسباب غير معلومة حتى الآن. والى ان تنتهي التحقيقات الرسمية، ثمة مؤشرات مهمة حملت دلالات واضحة تشير الى وجود رغبة لدى الاطراف الاساسية في عدم اعطاء الحادث اكبر من حجمه، ان لجهة مسارعة حزب الله الى قطع الطريق امام من يريد «الاصطياد في الماء العكر»، عبر نفي رئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا اي علاقة للحزب بالقضية ، رافضا زج الحزب بالموضوع، ومبادرته الى الاتصال بقائد اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو متقدماً باسم حزب الله بالعزاء بالجندي الذي سقط من الكتيبة الإيرلندية ومقدماً التعازي والمواساة لها ولعائلة الجندي. في المقابل، لم يتاثر العمل الروتيني للقوات الدولية في الجنوب، و كانت ردود الفعل الاولية الصادرة عن «اليونيفيل» متزنة الى حد كبير من خلال رفض التسرع في اي استنتاج يؤدي الى تشنج الموقف ميدانيا، فيما تبقى الكثير من الاسئلة دون اجوبة حتى الآن حول اسباب انحراف الدورية عن وجهتها الرئيسية واستخدامها طريق غير مدرج ضمن خارطة الطريق المرسومة سلفا. والى ان تتضح الملابسات، يتصاعد التوترعلى الجانب الآخر من الحدود حيث تربك الاجراءات الميدانية لجيش الاحتلال سكان المستوطنات مع الكشف عن خطة لاخلائها في اي حرب مفترضة مع لبنان الذي لم ينجح نوابه في جلستهم العاشرة في تقديم اي جديد رئاسيا، ودعوا القاعة العامة في اجازة تمتد حتى مطلع العام المقبل دون اي مؤشر جدي يوحي بان الرقم 11 سيكون مغايرا لكل الارقام السابقة، بعد ان اتضح ان كل الحراك الخارجي لا يزال دون الحد الادنى المطلوب لانتاج تسوية يستفيد منها لبنان.
حادثة العاقبية
وفي انتظار ان تحسم التحقيقات ملابسات الحادثة التي تعرّضت لها آلية تابعة لقوات «اليونيفيل» بعد منتصف ليل اول من امس على الطريق البحرية بين الزهراني وصور عند محلة العاقبية، تشير المعطيات الى ان الجندي الايرلندي قتل وجرح ثلاثة من رفاقه اثر مرور سيارتهم في الطريق البحرية التي لا تسلكها عادةً، ما أدّى الى تعقُّبها من قبل شبّان من المنطقة، وقد أثار مرور الآلية في وقت متأخّر وخارج منطقة جنوبي الليطاني بمسافة بعيدة حفيظتهم وحاولوا إيقافها، إلا أنّ السائق رفض الوقوف وداس على أقدام أحد الشبان، ما أحدث غضباً بين الجموع الذين حاصروا الآلية. فسُجّل، في تلك الأثناء، إطلاق نار لم يحدّد مصدره، ما زاد غضب الجموع ودفع بالسائق إلى القيادة بينهم بسرعة قبل أن يصطدم بأحد المحال الملاصقة للطريق. ووفقا للمعلومات، فإنّ الشبان حاولوا إنقاذ الجنود قبل أن يأتي عناصر من الدفاع المدني لينتشلوا جثة السائق. وباشر الجيش وفريق من اليونيفيل التحقيق، فيما نُقل القتيل والجرحى إلى أحد مستشفيات صيدا. ووفقا لمعلومات «الديار»، فإنّ قيادة قوات الطوارىء الدولية لم تقدم اجوبة واضحة حيال انحراف الدورية عن مسارها، وابلغت قيادة الجيش انها ستركّز في تحقيقها مع الجنود الناجين عن سبب مرورهم في طريقهم إلى بيروت في هذه المنطقة، وتخلّفهم عن الموكب الذي سلك وجهة الأوتوستراد كما تجري العادة.
التحقيقات والملابسات
ووفقا لمصدر قضائي، فان 7 رصاصات اخترقت سيارة قوات اليونيفيل اصابت احداها الجندي القتيل برصاصة في رأسه، مشيراً إلى أن الرصاصات التي أصابت الجندي خلف المقود اخترقت مقعده من الخلف، واستقرّت إحداها في رأسه ما أدى الى وفاته على الفور. وارتطمت العربة إثر ذلك بعمود حديدي، ثم انقلبت. وقد وضع القضاء العسكري يده على التحقيق وأن الأجهزة الأمنية تطارد أشخاصا يُشتبه في تورطهم في الحادثة. وأورد الجيش الإيرلندي على تويتر أن قافلة، ضمت عربتين مدرعتين وعلى متنهما ثمانية أفراد، تعرضت بينما كانت متوجهة إلى بيروت لنيران من أسلحة خفيفة. وقال ان ما حدث بشكل أساسي، في اعتقادنا، هو أن ناقلتي جند مدرعتين كانتا في طريقهما من معسكرنا الرئيسي في جنوب لبنان إلى بيروت في مهمة إدارية عادية. ولفت إلى انه على الطريق انفصلت العربتان المدرعتان، واحدة منهما حاصرها حشد معاد، وجرى إطلاق أعيرة نارية ولسوء الحظ قتل أحد جنودنا لحفظ السلام. وهذه أول مرة يقتل فيها جندي من قوة اليونيفيل في جنوب لبنان منذ كانون الثاني 2015، حين قضى جندي إسباني بنيران إسرائيلية.
تبريد ولا تصعيد
من جهته، دعا رئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا الذي اتصل بقائد اليونيفيل معزيا، الى عدم اقحام حزب الله في الحادثة، وقال انّ ما حصل في العاقبية «حادث غير مقصود»، مؤكّداً أن لا علاقة للحزب بالأمر. وفي تعليقه على الحادثة، أقرّ الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي بأنّ الحادث وقع خارج منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان، وقال إنّ «أفكاره مع سكان المنطقة الذين ربما أصيبوا أو شعروا بالخوف في الحادث»، لافتاً إلى أنّ «التفاصيل حول الحادث متفرّقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقاً لتحديد ما حدث بالضبط». وكان لافتا عدم تأثر عمل اليونيفيل في منطقة عملياتها، وتحركت آلياتها بشكل اعتيادي يوم امس. تجدر الاشارة الى ان مجلس الأمن الدولي قرر في 31 آب تفويضها لسنة واحدة. وتضمن قراره تعديلاً يتعلق بحركتها لناحية أنها لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، ويُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل. وإثر الانتقادات اللبنانية أكدت قيادة اليونيفيل أنها تعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بشكل يومي، وهذا لم يتغير.
مواقف مستنكرة
وفي المواقف، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفياً بقائد قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان اللواء أرولدو لازارو قدم فيه التعزية. من جانبه، أبدى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «أسفه العميق للحادث الاليم»… وأجرى اتصالين بقائد الجيش العماد جوزيف عون والقائد العام لليونيفيل الجنرال آرولدو لازارو واطّلع منهما على ملابسات الحادث. كما أبرق إلى رئيس إيرلندا مايكل دانيال هيغينز والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس معزياً ومعبّراً عن تضامنه معهما في هذا الحادث الأليم. وفيما توعد وزير الداخلية بمعاقبة المتورطين، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الحادث، وأشارت إلى أنّها تتابع «باهتمام كبير مع السلطات اللبنانية المعنية كافة واليونيفيل التحقيقات».
اخلاء المستوطنات
وعلى الجانب الآخر من الحدود، ادى تسريب خطة عملانية لاخلاء المستوطنات في حال نشوب حرب مع حزب الله الى حالة من القلق والاضطراب في اوساط المستوطنين، في ظل القلق الواضح من ضعف القدرة الدفاعيّة أمام احتمال دخول المقاومة الى شمال فلسطين المحتلة، فاضافة الى عمليات التحصين البطيئة في تلك المستعمرات حيث خضعت مستوطنة واحدة من أصل 21 متاخمة لخط المواجهة في الشمال والتي تقرر تحصينها منذ تموز من العام 2018، افاد تقرير لصحيفة «معاريف» ان الجيش الاسرائيلي لم ينجح حتى الآن في سدّ الفجوة المثيرة للاستغراب بين الكلام عن تعاظم حزب الله بسلاحٍ هجومي وبين النقص في الرد الدفاعي الأساسي، ولهذا كشفت عن انتهاء المؤسسة العسكريّة من بلورة خطة إخلاء المستوطنات المحاذية للحدود، بعدما حازت موافقة قائد المنطقة الشمالية في الجيش في انتظار عرضها على طاولة القرار لدى المؤسسة السياسية في تل أبيب. وأشارت الصحيفة الى ان الخطة وضعت بناءً على التقديرات السائدة لدى الاستخبارات العسكريّة بأنّ المواجهة المقبلة في الشمال ستتمدّد سريعًا الى داخل المستوطنات، ما يحتّم العمل والاستعداد لمواجهة هذا الخطر. وتنص خطة الإخلاء على سحب المستوطنين من أكثر من عشرين مستوطنة قريبة من الحدود في اتجاه أماكن أكثر أمنًا في الوسط والجنوب، و «هناك مستوطنات سيُطلب من سكانها السير مسافات طويلة قبل نقلهم بالحافلات، فيما سينقل سكان مستوطنات أخرى بصورةٍ أسرع، وكلّ ذلك بحسب ظروف المستوطنة وأوضاعها». ولفتت «معــاريف» الى أنّه في حــال نــفذت الخطــة فــي المواجهة المقبلة شمالاً، فستكون المرّة الاولى منذ الاعلان عن «إسرائيل» عام 1948 تنفذ فيها عملية إخلاء مستوطنات
وقرر الجيش الاسرائيلي خطة الإخلاء بصمت، من دون ضجيجٍ ومن دون إعلان، «خوفًا من ردّ فعل العدو». وتخوف مصدر عسكري اسرائيلي رفيع المستوى من حصول مشاكل عند إعلام المستوطنين بضرورة إخلائها. وقال «التهديدات تغيّرت بشكلٍ جوهريٍّ». بات لدينا عدوّ من نوع آخر. وهذا يلزم الجيش الاسرائيليّ بتأهيل مختلف للجنود على المستوى المهنيّ والذهنيّ، موضحًا أنّ «الهدف هو إنشاء قوة يكون عمادها جنود الاحتياط من المستوطنات نفسها، بدلاً من توزيعهم على الفرق العسكرية المختلفة.»
الجلسة العاشرة: الفشل مستمر
في هذا الوقت، وللمرة العاشرة، فشل المجلس النيابي في انتخاب رئيسٍ للجمهورية بعدما اجهض التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية دعوة رئيس المجلس نبيه برّي إلى الحوار. وهكذا لم يحمل المشهد أيّ جديد، لتنتهي الجلسة بفقدان النصاب في الدورة الثانية من دون أن يحدد بري موعداً لجلسة جديدة على غرار ما كان يفعل في ختام كلّ جلسة، مرحلا الاستحقاق الى العام المقبل. وقد انتهت عملية فرز الأصوات، ب38 صوتا لميشال معوض، و37 ورقة بيضاء، و9 الميثاق، و8 عصام خليفة، و6 لبنان الجديد، و2 زياد بارود، و2 صلاح حنين، و2 التوافق، وصوت واحد لميلاد أبو ملهب، وصوت واحد لشفيق مرعي و3 أوراق ملغاة.
سيناريوهات بديلة؟
في هذا الوقت، نفت مصادر نيابية بارزة وجود توجه لدى الرئيس نبيه بري لتطبيق سيناريو فرض الأمر الواقع بعد رأس السنة، من خلال الاتفاق مع حزب الله على عدم إخلاء قاعة البرلمان بعد انتهاء الدورة الأولى من الاقتراع بحيث يفرض عقد الجلسة الثانية بأكثرية الثلثين، ثم يقترع النواب لمن يريدون بحيث يفوز من يحصل على النسبة الكبرى من الأصوات. ولفتت الى ان هذا السيناريو ليس واقعيا في ظل الخلافات العميقة مع التيار الوطني الحر، وعدم امكان التوصل الى تسوية مع القوات اللبنانية، وهما الكتلتان المسيحيتان القادرتان على منح الميثاقية لاي رئيس كما الاصوات اللازمة لانتخابه… والى ان تتضح صورة الحراك الخارجي الذي لم يتجاوز حتى الان حدود «جس النبض»، اتضح، وفق مصادر مطلعة، ان المجتمع الدولي ليس معنيا حتى الآن بنقاش الأسماء المطروحة للرئاسة، وحتى اللقاءات التي عقدت مؤخرا في قطر مع رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، لم يطرح فيها اي نقاش حول اسم اي مرشح، بل تركزت النقاشات على البحث عن افضل السبل للخروج من الازمة الراهنة. وقد تكرر على مسامع المسؤولين اللبنانيين كلام عام حول تطبيق الإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وتعيين الهيئات الناظمة للقطاعات الحيوية.
الفاتيكان «مستاء»
وتبقى المفارقة اللافتة المعلومات التي نقلتها مصادر دبلوماسية عن اوساط «فاتيكانية» تحدثت عن شعورها بالاستياء والاحباط من الانقسامات المسيحية حول كيفية مقاربة ملف الانتخابات الرئاسية. واشارت الى ان الفاتيكان ابلغت البطريرك الماروني بشارة الراعي بهذا الموقف، معتبرة ان الكتلتين المسيحيتين الكبريين، هما معنيتان على المستوى الوطني والمسيحي، بتوحيد الموقف حيال موقع الرئاسة الاولى، وحالة الانقسام بينهما هي المسؤولة عن هذا الفراغ الذي يصيب الموقع في الصميم ويضعف من قدرة المسيحيين على التأثير في القضايا الوطنية، ويمنح الآخرين القدرة على التأثير في الاستحقاق.
اجتماع تشاوري
وفي ظل الشغور الرئاسي، اعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اصراره على تسيير أمور المواطنين «وزاريا». ولهذا يعقد اليوم جلسة تشاورية مع الوزراء في السراي للاتفاق على كيفية ادارة البلاد في غياب رئيس للجمهورية، كما كشف وزير السياحة وليد نصار من بكركي حيث اكد ان اللقاء سيعقد عند الرابعة من بعد ظهر اليوم لفتح صفحة جديدة والاتفاق على آلية بانتظار انتخاب رئيس. ويبدو ان ميقاتي قد اخذ بملاحظات البطريرك الراعي في هذا السياق، ويتفادى الدعوة الى جلسة جديدة لمجلس الوزراء، وذلك في ظل «تحفظ» «الثنائي الشيعي» عن عقدها دون اسباب «قاهرة»، لتجنب اي خضة سياسية وطائفية في البلاد.
اوروبا وتدمير لبنان؟
وفي اعتراف نادر بالمسؤولية، طالب رئيس وفد النواب الفرنسيين في البرلمان الأوروبي النائب تيري مارياني بالعمل لإعادة النازحين السوريين في لبنان إلى بلادهم. واعتبر مارياني في تقرير قدمه للبرلمان بعد جولته في لبنان، أن ما يفعله الأوروبيون هو تدمير للبنان من خلال دعم المنظمات غير الحكومية لإبقاء اللاجئين فيه، مضيفا: تخيلوا لو أن فرنسا تستضيف 22 مليون لاجئ على أراضيها وأن المجتمع الدولي يطلب منا الاحتفاظ بهم… هذا ما يلحق بلبنان نسبة إلى عدد سكانه.
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الرئاسة الى السنة الجديدة .. وحادثة العاقبية هل هي موجّهة ضد «اليونيفيل »؟
لم يكن ينقص المشهد اللبناني المنهار على الصعد كافة، بفعل خضوع الدولة بقوانينها ودساتيرها وشرعيتها، لهيمنة الدويلة ومفاهيمها للانتخابات ولادارة المؤسسات وللسيادة، سوى الاعتداء على “اليونيفيل” مساء اول أمس في الجنوب، لتكتمل ملامح “شريعة الغاب”. فأمام سلطة قوى الامر الواقع ومربعاتها، لم يكن في يد لبنان الرسمي الا ان “يعزّي” القواتِ الدولية بمقتل أحد عناصرها، وربّ قائل إن كان من الافضل له ان يعزّي نفسه بوفاة “هيبته”…
حادثة العاقبية
فقبيل فشل البرلمان للمرة العاشرة في انتخاب رئيس للجمهورية حيث يريد الفريق الممانع تحويل الانتخاب الى “حوار”، او فإن الشغور سيستمر، كما قال نوابه امس من ساحة النجمة، أفيد عن مقتل جنديّ إيرلنديّ وإصابة 3 بإطلاق نار على قافلة لقوّات “اليونيفيل” في العاقبية منتصف ليس الاربعاء الخميس، في حادثة ليست الاولى من نوعها تقع بين القوات الدولية و”الاهالي”، الذين، وفق ما تقول مصادر معارضة لـ”المركزية”، ما كانوا ليتصرفوا بهذه العدائية لولا ارتياحهم الى غطاء يؤمنه لهم حزبُ الله. وقد سارع الحزب الى التنصل وتبرئة نفسه من مسرولية الاعتداء.
إصرار على الحقيقة
وفيما تبقى غالبا حوادث كهذه، في مناطق نفوذ “الحزب”، بلا محاسبة، سُجلت ادانات دولية للاعتداء، مع اصرار على كشف الحقيقة. فقد أشار مصدر معني الى ان اليونيفيل وايرلندا ينتظران من السلطات اللبنانية تسمية الفاعلين وعدم اللجوء الى أسلوب التعمية المعتمد لمسايرة طرف فاعل في المنطقة، واستعمال عبارات ملطفة أو التلطي وراء عبارة السكان المحليين. وتابع “في كل مرة يحصل إشكال تكون الجهة معروفة الا ان التحقيق لا يسمي الأشياء بأسمائها”. ولفت الى ان ما حصل امس تجاوز الحدود، وتوصيف ما حصل بالحادث المؤسف لا يمكن ان يمر مرور الكرام.. من جانبه، قال الرئيس الأيرلندي مايكل دي هيغينز “نحن، كشعب، فخورون جداً بسجلنا المتواصل في حفظ السلام مع الأمم المتحدة. ومع ذلك، يجب ألا ننسى أبداً مخاطر هذا العمل”. واعتبر رئيس الوزراء الأيرلندي ميهول مارتن “أننا نعمل في بيئة عدائية صعبة”.
لتحقيق سريع
وغردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على “تويتر”، “حزنت كثيراً لوفاة الجندي الإيرلندي التابع لليونيفيل. أتقدم بأحر التعازي إلى عائلته وإلى رئيس بعثة اليونيفيل اللواء ارولدو لازارو وجميع جنود حفظ السلام في جنوب لبنان. وأتمنى للجرحى الشفاء العاجل. إن إجراء تحقيق سريع وشامل لتحديد وقائع هذه الحادثة المأسوية أمر بالغ الأهمية”. وقال سفير بريطانيا في لبنان: يجب محاسبة المسؤولين عن مقتل جندي أيرلندي من قوات اليونيفيل. بدورها، استنكرت فرنسا استهداف اليونيفل وطالبت بتحقيق فوري دون عوائق.
لا انتخاب
وسط هذه الأجواء الملبدة، رُحّل الاستحقاق الرئاسي الى العام المقبل. فقد عقد مجلس النواب جلسة عاشرة لانتخاب رئيس للجمهورية برئاسة الرئيس بري. وبعد ان فُرِزت أصوات النواب المقترعين لانتخاب رئيس للجمهورية وعددهم 109، جاءت النتائج كالآتي: -ميشال معوض:38 -أوراق بيضاء:37 -عصام خليفة:8 -صلاح حنين:2 -زياد بارود:2 -أوراق ملغاة:19 أسماء أخرى:3.. وبعد الدورة الاولى وتطيير نواب 8 آذار النصاب، رفع بري الجلسة من دون تحديد موعد للجلسة المقبلة. وافيد ان نواب من تكتل لبنان القوي هم من صوتوا بعبارة “الميثاق”.
بين الحوار والنقاش
وبعد الجلسة التي لم تتحوّل الى حوارية بفعل رفض “القوات اللبنانية” استبدالَ عملية الانتخاب بالحوار خارج إطار جلسة الانتخاب، قال النائب علي حسن خليل: الحوارات لكلّ الكتل والنواب للاتفاق حول كيفية التفاهم ولا نُريد الدّخول في سجالات مع أحد وهناك مبالغة كبيرة بالحديث الإعلامي وفي بعض الدوائر السياسيّة عن مشاريع وخططٍ خارجيّة وهذا الأمر غير مبنيّ على معطيات حقيقيّة.
وقف التكاذب
أما رئيس “حركة الاستقلال” المرشح الرئاسي النائب ميشال معوّض، فأكد عقب الجلسة أن “على المعارضة أن توّحد خياراتها، وأنا سأقوم باستكمال مروحة المناقشات”. وأضاف: كي نتقدّم لا بدّ من خرق للنقاش بين القوى السياسية ولإحداث خرق علينا أن نوقف التكاذب وأن يتخطّى النقاش شكل الرئيس إلى ما نريده من الرئيس. وشدد معوض على أن “لبنان قادر على الخروج من أزمته واستعادة دوره في المنطقة وأنا مقتنع أننا قادرون على التغيير”.
جلسة تشاورية
وفي ظل الشغور الرئاسي، اصرارٌ من ميقاتي على تسيير أمور المواطنين “وزاريا”. للغاية، هو يعقد اليوم جلسة تشاورية في السراي للاتفاق على كيفية ادارة البلاد في غياب رئيس للجمهورية ولتفادي الضجة التي أثيرت اثر جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي. في السياق، أكد ميقاتي خلال حفل إطلاق “الإطار الوطني اللبناني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي” في السراي ان “لقاءنا ينعقد بالتزامن مع الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو استحقاق أساسي جداً لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية، ولكن للأسف فإن الشغور في رأس الدولة لا يزال قائماً والخلافات تعصف بين مختلف القوى والتيارات حيال مقاربة هذا الملف.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :