"طلال أرسلان بين مطرقة الشهامة وسندان الخيانة: هل آن الأوان لكسر حلقة التنازلات لجنبلاط؟"

"إلى متى سنظل ندفع ثمن وحدةٍ نحن ضحيتها؟! بينما يلعب الآخرون بورقة الطائفة، نحن نخسر مقاعدنا ومستقبلنا. كفانا ذلّ الصمت.. فلنرفع الصوت عاليًا: لا شراكة مع من ينقض العهود، ولا ولاء لمن يبيع الدم بالدينار. يا قادة العزّ، التاريخ يراقب..

 

Telegram

 

كتب رشيد حاطوم


في مشهدٍ يُجسّد مفارقة التاريخ الدرزي الحديث، وقف الأمير طلال أرسلان مرة أخرى كـ"درع الوحدة" أمام سيل الاتهامات التي انهالت على وليد جنبلاط في خلوة بعلشمية، ليُعيد إلى الأذهان سؤالاً مريراً: كم مرة يجب أن يدفع أرسلان ثمن ولاءٍ أحادي الجانب؟ بينما يُناقش الدروز في لبنان وسوريا مصيرهم تحت وطأة التحديات، تطفو على السطح جراح الماضي التي لم تندمل – من نقض العهود في 7 أيار إلى التوريط بمؤامرات السويداء، وصولاً إلى "صفقة مارك ضو" الانتخابية التي كشفت زيف التحالفات.

 "الشهامة كفخّ تاريخي"


الدفاع عن جنبلاط: أين الخط الأحمر؟


الموقف الأخير في بعلشمية ليس سوى حلقة في مسلسل تنازلات أرسلانية تُحفظ بها ماء وجه الطائفة، لكنها تُضعف أركان زعامته. فكلما اشتدت الأزمات على جنبلاط، يعود كـ"الابن الضال" إلى حضن أرسلان، كما حدث في وساطة 7 أيار حين أعطى تفويضاً للمير ثم نقضه الأخير لاحقاً. السؤال الأبرز: هل يُدرك أرسلان أن جنبلاط يعتبر هذه الشهامة ضعفاً قابلاً للاستغلال؟

مشيخة العقل والأوقاف: ورقة الضغط المنسية
بينما يُحاصر أرسلان في ملفات الأمن (قبرشمون، الشويفات) والتعيينات الوظيفية، يُمرّر جنبلاط أجندته عبر "المشيخة" كأنها إقطاعية شخصية. لماذا لا يربط أرسلان دفاعه عن جنبلاط بشرط واضح: وقف الاحتكار الطائفي وإعادة توزيع الموارد؟

"جنبلاط.. عندما يتحول الحليف إلى عبء"


من 7 أيار إلى مارك ضو: سجلّ من النكوص

في 2008: وساطة أرسلان مع دمشق انقلبت إلى ورقة تفاوضية لجنبلاط.

في 2022: انتخابات عاليه التي حوّلها جنبلاط إلى "مذبحة سياسية" لصالح مارك ضو على حساب المقعد الأرسلاني التاريخي.

المفارقة: جنبلاط يطلب الدعم عندما يكون ضعيفاً، لكنه يصرّ على إقصاء أرسلان عند تقسيم الغنائم!

لعبة السويداء الخطرة
اتهامات توريط الدروز بدعم الجولاني لم تأتِ من فراغ. مصادر درزية سورية تُشير إلى أن "مغامرات" جنبلاط في الملف السوري تُهدّد وجود الدروز في سوريا ولبنان معاً. فهل يعقل أن يظل أرسلان "كفيل أخطاء الآخرين"؟

 "المناصريون يثورون: كفى!"
رسالة أنصار أرسلان الصارخة:
"نحن لسنا حطباً لمحارق جنبلاط!" – هذا ما يُلخّص غضب القاعدة الأرسلانية التي تُطالب بوقف سياسة "الولاء من دون مقابل". ففي كل مرة يُنقذ أرسلان جنبلاط من مأزقه، يُكافَأ بـ:

تجميد حصته في التعيينات.

تشويه صورته كـ"خادم للأجندات الخارجية".

إفقاره انتخابياً لصالح وجوه غربية مثل مارك ضو.

هل حان وقت المواجهة؟
بعض المقربين من أرسلان يُطالبونه بـ"صفعة سياسية" تُعيد التوازن:

ربط أي دعم مستقبلي بضمانات ملموسة (مثل كوتا وظيفية أو إعادة رسم التحالفات الانتخابية).

فضح التناقض الجنبلاطي علناً إذا استمر التهميش.

تحويل خطاب "وحدة الصف" من شعار إلى استراتيجية تُشارك فيها كل الأطراف.

 "اللعبة لم تنتهِ.. ولكن القواعد يجب أن تتغير"
المشهد الدرزي اليوم أشبه بـ"غرفة طوارئ" تُنذر بانفجار إذا استمر الوضع على حاله. أرسلان أمام خيارين:

إما أن يتحول إلى "زعيم الواقعية" الذي يُعيد حساباته ويُوازن بين الشهامة والمصالح.

أو أن يظل "بطل التراجيديا" الذي تذكره التاريخ بأخلاقه بينما تُهدر مصالح أبناء طائفته.

اخيرا وليس اخرا 
"إلى متى سنظل أمّ الصبي نغفر الخيانة ونحن ننزف؟! بينما يلعب جنبلاط بـقاعدة التاجر، نحن ندفع الثمن! يا قادة العزّ.. كفانا ذلّ الصمت، فلنقل له: لا حماية بلا كرامة!"

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram