تسببت الحرب على سورية بأكبر ضرر مادي ومعنوي في تاريخ هذا البلد، وحسب بعض التقديرات الإعلامية المنشورة، فإن القيمة الإجمالية للضرر المادي المباشر الذي لحق بالبنية التحتية السورية نتيجة الحرب هو 4.5 مليارات دولار، وتجاوزت الأضرار غير المباشرة حوالي 28.6 مليار دولار.
هذا ما أورده مقال نشره موقع “نيو إيسترن آوت لوك” الذي لفت إلى أنه ومنذ عام 2014، فإن أكثر من 3 آلاف مواطن سوري قتلوا وأن مصير 8 آلاف آخرين مجهول نتيجة لهجمات ما يسمى “التحالف الأمريكي” الذي يدعي “مكافحة” الإرهاب, بالإضافة إلى الدمار الذي ألحقه الإرهابيون في المدارس والأسواق والمستشفيات ومحطات الطاقة والبنية الاقتصادية للبلاد.
وأضاف المقال: منذ عام 2011، غادر حوالي 6 ملايين مواطن سوري البلاد, وأصبح 6.6 ملايين آخرين نازحين داخلياً بفعل الإرهاب وتدمير البنية التحتية، فهؤلاء لم يفقدوا منازلهم فحسب، بل فقدوا أعمالهم أيضاً.
وجاء في المقال: لقد خصص المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم الذي عقد يومي 11 و12 تشرين الثاني الجاري في دمشق, للبحث عن سبل إعادة سورية لمواطنيها المهجرين من الخارج. وقد أيدت روسيا عقد هذا المؤتمر، ورفع مشكلة اللاجئين السوريين إلى المستوى الدولي, وأخذ زمام المبادرة لعقده، لكن الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وعدة دول أخرى يقيم فيها لاجئون سوريون, قد تجاهلوا الحدث ورفضوا المشاركة. بل أكثر من ذلك، سعت الولايات المتحدة بنشاط إلى حث شركائها على مقاطعة مؤتمر دمشق.
ولفت المقال الانتباه إلى أن هذا الموقف الذي اتخذته دول منخرطة بشكل مباشر في تأجيج الحرب الإرهابية على سورية, يحملهم المسؤولية الأساسية عن مأساة ملايين المواطنين السوريين الذين أجبروا على ترك منازلهم بسبب هذه الحرب.
وأوضح المقال أن فكرة عقد المؤتمر بدأت في عام 2018 إثر تحرير المناطق المحيطة بدمشق وجنوب البلاد من الإرهابيين. وأنه قبل بدء المؤتمر وأثناء عمله، طلبت الدولة السورية ولبنان والعديد من الدول الأخرى، حيث يوجد آلاف اللاجئين السوريين، مراراً وتكراراً من المجتمع الدولي المساعدة في إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم, لكن الدول الغربية تحاول تسييس مشكلة اللاجئين, وحتى أن العديد من هذه الدول شنت حملة دعائية معادية لإقناع اللاجئين بعدم العودة إلى سورية.
وأضاف المقال: إن الحصار الاقتصادي الذي فرضه الغرب على سورية يشكل صعوبة كبيرة في العودة إلى الحياة اليومية لمواطني البلاد الذين عادوا إلى وطنهم.
وتابع المقال:بالرغم من رفض الغرب المشاركة في إعادة إعمار سورية، فإن الدولة السورية, وبدعم من حلفائها، تحاول تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين, بداية باستكمال القضاء على بؤر الإرهاب الدولي في سورية, إذ تم تطهير أكثر من 70% من أراضي البلاد من الجماعات الإرهابية، وقد حل السلام والهدوء في معظم أنحاء البلاد، وبهذا فإن هناك فرصة ممتازة لضمان العودة الجماعية للاجئين إلى ديارهم.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :