افتتاحية صحيفة البناء:
واشنطن تعترف بخسارة التموضع التركي والسعودي… وأوروبا تستعجل الحل مع روسيا لقاء ابن سلمان وميقاتي يفتح الباب لأسئلة حول تغيير في وجهة الدور السعودي رئاسياً باسيل للحوار حول مشروع سياسي ينتج التفاهم على اسم الرئيس وتحديد الضمانات
لا زالت تردّدات القمم الصينية السعودية والخليجية والعربية تشغل المنصات الإعلامية والسياسية في واشنطن، ومحاولات استقراء ما بعد التموضع التركي والسعودي على الدور الأميركي في الشرق الأوسط والعالم، حيث تُجمع المقالات في الصحف الكبرى وخصوصاً ما كتبته فاينانشال تايمز ووول ستريت عن أن الحدث السعودي كبير، نفطياً لجهة الإعلان السعودي عن أن النفط في الخليج ليس عهدة أميركية، وكبير استراتيجياً حيث صارت الصين شريكاً في النفوذ في الخليج، وهي أصلاً أكبر شريك تجاري مع دول الخليج، وهذا يعني أن المرجعية في العلاقة الإيرانية الخليجية ستنتقل الى الصين كما انتقلت المرجعية في العلاقة التركية السورية إلى روسيا، وأن التمايز الروسي والصيني عن رأي الشريكين السوري والإيراني، ثبت أنه قادر على احتواء مطالب تركيا والسعودية دون أن تشعر سورية وإيران بالتخلي من الحلفاء، خصوصاً أن الصين وروسيا تشجّعان لغة التسويات والحوار وتقدّمان نفسيهما كضامنين للتفاهمات، والعروض الروسية الصينية لحلفاء كانوا بالأمس هم الأقرب لواشنطن، تأتي بعدما انهكت الحروب هذين الحليفين وثبت أن أميركا ليست جهة يمكن الاعتماد عليها لخوضها أو الوثوق بها للفوز بالحروب.
يأتي التطوّر في حال حلفاء واشنطن متتابعاً ومليئاً بالأنباء السيئة، فالحالة في أوروبا تسير بسرعة الى المزيد من التفاقم، كما كشفت الصحف الأميركية عن ما دار في حوارات الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي صارح الرئيس الأميركي بأن أوروبا يصعب عليها تحمل كلفة الصمود حتى نهاية فصل الشتاء، ما لم تنخرط معها أميركا كشريك في تحمل أكلاف الصمود بدلاً من بيعها الغاز بأربعة أضعاف سعره مقارنة بالسعر الروسي. وإذا لم تكن واشنطن مستعدة أو قادرة على ذلك فالبديل الوحيد هو تسريع التفاوض مع روسيا بحثاً عن حل ينهي حرب أوكرانيا ويُعيد لأوروبا فرص الحصول على الغاز والنفط من روسيا بالأسعار التي يتحملها الاقتصاد والمجتمع في أوروبا.
لبنانياً، جاء الإعلان السعودي عن استقبال ولي العهد محمد بن سلمان لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ليعلن نهاية مرحلة الفيتو السعودي على شخص رئيس الحكومة، وهو فيتو كان ضمن منظور إدارة ظهر سعودية للبنان ولمفهوم التسوية السياسية فيه، وقالت مصادر نيابية تتابع الموقف السعودي إن الإشارة التي يقدّمها الإعلان هي فتح الباب السعودي لخيارات تختلف عن السياسات التي تمّ اعتمادها منذ إنهاء حقبة الرئيس السابق سعد الحريري، والتي كان عنوانها تشكيل جبهة عدائية بوجه حزب الله وحصر الحراك السياسي بهذا العنوان، فيما تشير لغة البيان السعودي الى العودة الى لغة سابقة كان فيها الدور السعودي منفتحاً على التسويات السياسية والسعي للعب دور فيها.
في الملف الرئاسي سجل موقف لافت لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، حيث دعا لحوار اقترحه على حزب الله أولاً، يقوم على التفاهم على مشروع سياسي يتم من خلاله البحث بالخيار الرئاسي وانتقاء الاسم المرشح وتحديد الضمانات اللازمة، بما رأت فيه مصادر تتابع العلاقة بين التيار وحزب الله، انه رغم تأكيد باسيل على رفض ثنائية ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون، وتجديد أسباب رفضه لترشيح فرنجية، إلا أنه بالحديث عن أولوية المشروع السياسي للدولة والضمانات كإطار لبحث اسم المرشح ربما يوحي بتخفيض سقف رفضه لفرنجية إذا توافر هذين العاملين، ويفتح ثغرة في الجدار المسدود.
لم يكن اللقاء بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ورئيس حكومة تصريف الـعمال نجيب ميقاتي في الرياض يوم السبت هو الاول بين الرجلين، فبحسب مصادر مطلعة لـ»البناء» فان ابن سلمان وميقاتي التقيا على هامش قمة شرم الشيخ في مصر، كما التقيا أيضاً على هامش افتتاح مونديال 2022 في قطر. ورأت المصادر أن لقاء السبت الإيجابي مقدمة لفتح صفحة جديدة بين الطرفين، مشيرة الى أن اللقاء يعتبر الأول بين مسؤول لبناني رسمي وابن سلمان منذ العام 2019، معتبرة أن اللقاء شهد تأكيداً سعودياً على استمرار دعم المملكة لبنان وفق الشراكة الفرنسية السعودية التي تظهّرت في تأسيس صندوق فرنسي سعودي للمساعدات الإنسانية للبنان.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، استقبل في الرياض، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وجرى خلال الاستقبال استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين. وقد عبّر ميقاتي عن الشكر والتقدير الدائم لمواقف المملكة التاريخية تجاه لبنان والدور الأساسي للمملكة في إرساء المصالحة اللبنانيّة وتكريس مرحلة السلام بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف. كما أكد على التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل الخطوات التي تمنع الإساءة إلى المملكة العربية السعودية وكل الدول العربية لا سيما منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتمّ التأكيد خلال الاستقبال على أهمية انتخاب رئيس للبنان وتنفيذ الإصلاحات التي يتطلع لها الشعب اللبناني والمجتمع الدولي. وأكد ابن سلمان، حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره، وعلى استمرار الدعم الإنساني الذي تقدّمه المملكة وفرنسا للشعب اللبناني الشقيق.
في السياق، جاء البيان الختامي للقمة السعودية – الصينية مؤكداً «الحرص على الإجراءات اللازمة لحفظ أمن واستقرار لبنان»، وشدّد على «أهمية إجراء الإصلاحات اللازمة، والحوار والتشاور بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، تفادياً لأن يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، أو مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات».
اما مجلس التعاون الخليجيّ، فأكد في بيانه الختامي «مواقف مجلس التعاون الثابتة مع الشعب اللبناني ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية، مؤكداً أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدّد أمن واستقرار المنطقة، مشدداً على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة، فلا تكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها».
ودعا المجلس «جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية، والعمل على كل ما من شأنه تحقيق تطلّعات الشعب اللبناني الشقيق في الاستقرار والتقدم والازدهار»، مشيداً بـ»جهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان».
وكان رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ استقبل ميقاتي في مقرّ إقامته في الرياض، واشار الى ان «الصين مهتمّة بتطوير التعاون مع لبنان في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وهي مستمرّة في دعم لبنان بكل ما يحتاج إليه ولا سيما في هذه الفترة، في مجال الطاقة المتجدّدة».
اما ميقاتي فقال «إنّ لبنان يتطلع إلى المزيد من الاستثمارات الصينية في لبنان لا سيما في مجال البنى التحتية، والتي للصين خبرات واسعة فيها». وتمنى «فتح الأسواق الصينية لمنتجات حرفية لبنانية»، وشكر الصين على «هبة تمويل بناء الكونسرفاتوار الوطني».
وتعليقاً على القمة الخليجية الصينية، سأل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، «كيف يحق لغيرنا أن يُنوِّع خياراته ويتَّجه نحو الشرق، ولا يحقُّ لنا ذلك في لبنان؟». وكان قاسم أكد: «أننا حريصون كحزب الله على أمرين أساسيين خلال هذه المرحلة، الأول أن يتمّ انتخاب الرئيس بأسرع وقت ممكن، والثاني أن نبقى مواكبين لحاجات الناس ومتطلباتهم كي لا يكون الانهيار كبيرًا». وأردف: «حتى نتمكن من إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت ممكن لا بدّ من الاتفاق على مواصفات مشتركة بين الكتل المختلفة، من أجل أن نصل إلى تحديد الاسم الذي ينسجم مع هذه المواصفات»، موضحًا أن «المواصفات ثلاث، هي أولًا رعاية خطة للإنقاذ الاقتصادي المالي، ثانيًا قدرة الرئيس على التواصل والتعاون مع كل الأطراف الموجودين على الساحة، ثالثًا أن لا يكون الرئيس استفزازيًا بل يعمل بهدوء لمعالجة القضايا الخلافية».
اما على خط الدوحة، فالتقى قائد الجيش العماد جوزاف عون نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وشكر عون وزير الخارجية القطري على المبادرات المتكرّرة التي تقوم بها دولة قطر لمساعدة الجيش اللبناني خلال هذه المرحلة.
كما بحث العماد عون مع رئيس أركان القوات المسلحة القطرية سالم بن حمد بن عقيل النابت في علاقات التعاون بين جيشي البلدين وسبل استمرار الدعم القطري للجيش اللبناني بهدف مساعدته على تجاوز الصعوبات الراهنة.
واليوم يزور الرئيس ميقاتي الصرح البطريركي في بكركي في تمام الساعة التاسعة صباحًا للقاء البطريرك الراعي الذي ناشد الحكومة التأني في استعمال الصلاحيّات حرصاً على الوحدة الوطنية، ومنعاً من استعمال البعض هذه الاجتماعات لأغراض سياسية وطائفية، ورأى أنّ أفضل ما يمكن للحكومة العمل عليه، هو تسريع انتخاب رئيس للجمهورية. وطالب الراعي في عظة الأحد بالتوجه للأمم المتحدة ودول القرار لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان، وقال إنه «لا مناص من تدويل القضية اللبنانية بعد فشل الحلول الداخلية».
ورد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على الراعي مؤكدا ان «واجب القامات الوطنية والروحية إعلان نفير وطني للحوار وليس للتدويل، والمطلوب حماية رأس لبنان لا تسليمه للذبح، وأي مساعدة دولية أو إقليمية مشكورة، لكن تحت سقف السيادة اللبنانية لا شطبها، ولأننا قاب قوسين أو أدنى من الميلاد العظيم المطلوب توطين الحلول لا تدويلها والسير بالحوار الوطني لا الطائفي والقطيعة تدمير لجسور البلد، والحوار النيابي خشبة خلاص لبنان».
واعتبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بأن «تفاهم مار مخايل مع حزب الله على المحك، وذلك نتيجة القيام باتفاق وعدم تحقق نتائجه». ولفت الى ان «ما حصل كبير جدا ولا يخصّ فريقين في لبنان، ففي بلد في لبنان تعقد حكومة تصريف أعمال لاتخاذ قرارات قسم كبير منها غير ملح بغياب رئيس وبغياب 8 وزراء؟».
وأكد باسيل في حديث تلفزيوني، أنه «لا قيمة لأي تفاهم وطني – لا فقط بين طرفين – يناقض الشراكة المتوازنة، وبعدم احترام الشراكة نصبح بمشكلة ميثاق، ولا يحاول احد تحوير ما قلته إنني قلته عن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وتحديداً في موضوع عقد جلسات الحكومة لم يحصل الاتفاق مع السيد نصرالله شخصياً، وبالصادقين قصدت حزب الله».
وأشار الى أن «حزب الله ينطلق من انه يريد رئيساً يحمي المقاومة، وأن هناك جبران باسيل وسليمان فرنجية، وانا لست مرشحاً فبقي فرنجية، والحزب حاول إقناعي لماذا فرنجية، وأنا لم أقتنع».
ولفت الى ان «معادلة اما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية او قائد الجيش جوزيف عون مرفوضة، بمعنى أن تخييرنا بين اسمين فقط أمر غير مقبول، والموضوع ليس موضوع سلطة بل موضوع وجودي ولا يمكن فرض تسويات علينا من دون احترام موقفنا. وفي موضوع قائد الجيش الموضوع ليس موضوع اسم ولا يتعلق بالاسم بل يتعلق في أننا نكرّس أن كلّ قائد جيش عندما يصل الى المنصب يصبح همّه برئاسة الجمهورية، والأزمة اليوم ليست أمنية بل اقتصادية ومالية وسياسية فما هو المشروع هنا؟».
وأكد باسيل بأننا «لا نوافق على قاعدة «اختيار رئيس يحمي المقاومة»، فالمقاومة جزء من المشروع ويجب حمايتها لحماية الدولة، والمشروع هو الدولة والهدف هو الدولة، والمقاومة جزء من المشروع، ونريد رئيساً يحمي الدولة ويحمي الشراكة في الدولة ويحمي المقاومة».
واعتبر أن الحوار لينجح بحاجة الى تحضير لأن فشله كارثة ولا يمكن أن تضربني خنجراً ومن ثمّ تدعوني الى الحوار، والجرح كبير وبري يعرف معنى الميثاقية ومن غير المفروض أن يقبل بضربها». اضاف «حرصت وفقاً للاحترام المتبادل بيننا وحزب الله على السير بالورقة البيضاء، بالرغم من انني لست معها فتحاً للمجال أمام الاتفاق، ولكن لا يمكن أن نبقى هكذا وسنعمل جدياً في التيار على أن يكون هناك مرشح جديّ».
ودعا لوضع «ورقة عمل تكون ضمانة للاسم المرشح ليكون رئيساً للجمهورية ومن ثمّ يأتي الضامنون، وثالثاً يأتي الشخص وساعتها عند وجود مشروع واضح نجيّر قبولنا لهذا الشخص».
في المقابل اشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قبلان قبلان، الى أن «رئيس التيار الوطني الحر لا يستطيع الاعتراض على جلسة مجلس الوزراء لسبب واحد هو لأنه في عام 1989 الرئيس السابق ميشال عون كان رئيساً لحكومة مستقيلة حكمت البلد لسنتين».
وشدد على أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري يريد حوارًا للتوافق على اسم أو أكثر لرئاسة الجمهورية، والأسماء المطروحة حاليًا هي أسماء للحرق ولتضييع الوقت».
*****************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
قطر تفتح باب الترشيح لقائد الجيش... والسعودية تسهّل
اتجه المشهد السياسي نحو مسار جديد غداة الوقائِع التي أقفلَ عليها الأسبوع الماضي، من زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى الدوحة، واللقاء الذي جمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض السبت الماضي. إذ بدت الآراء متفقة على «توافر عوامل خارجية جديدة قد تجد ترجمة لها في الملف الرئاسي، وليس بالضرورة أن تكون حلولاً».
صورتا عون في الدوحة وميقاتي في الرياض أفضتا إلى خلاصتين. أولاً، أن «دعم قائد الجيش كمرشح رئاسي لم يعُد مجرد تحليلات»، وثانياً أن «السعوديين فتحوا للفرنسيين نافذة حوار في ما يتعلق بالملف اللبناني»، وسط معلومات تفيد بأن الرياض تناقش مع الفرنسيين والأميركيين فكرة دعم ترشيح قائد الجيش في حال كان منخرطاً في برنامج يحاكي هواجسهم.
وحتى ليل أمس، لم يكُن قائد الجيش الذي عاد إلى بيروت قد وَضعَ أياً من المقربين إليه في جوّ زيارته، رغمَ أنها حظِيَت باهتمام بالغ. فهو أحد أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية أو يكاد يكون المنافس الجّدي الوحيد لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وللمرة الأولى، لم يُحصر سفر «القائد» بدعم المؤسسة العسكرية، بل ثمة قناعة بأن دعوة عون إلى قطر تأتي في إطار مزيد من «التعرّف» إليه، تمهيداً لمرحلة جديدة في الملف الرئاسي قد تحمِل إعلاناً رسمياً لترشيحه.
في موازاة ذلك، حمل الإعلان عن لقاء ميقاتي وابن سلمان، بعدَ لقاءات سابقة بقيت بعيدة من الإعلام، حملَ إشارة واضحة إلى تراجع المملكة «مبدئياً» عن الـ«لا» الحاسمة التي كانت ترفعها في وجه كل من يحاول مفاتحتها في الملف اللبناني. وتؤكد مصادر مطلعة أن استقبال ابن سلمان لميقاتي جاء بناء لطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خصوصاً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال لا يزال يحظى بالأفضلية لدى الفرنسيين الذين يحاولون إقناع السعوديين به كرئيس لحكومة ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أياً كان. علماً أن الدعم السعودي مقرون بشرط الالتزام بالسياسة السعودية المعبّر عنها في البيان الختامي للقمة السعودية - الصينية الذي شدد على «أهمية إجراء الإصلاحات اللازمة، والحوار والتشاور بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، تفادياً لأن يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، أو مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات»، وهو ما تعهد ميقاتي به بعد اللقاء بالتأكيد على «اتخاذ كل الخطوات التي تمنع الإساءة إلى المملكة العربية السعودية». واستغل ميقاتي وجوده في الرياض لتعزيز صورته العربية فالتقى ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وأشار إلى أنه «سيزور الكويت على رأس وفد وزاري مطلع السنة، وهناك العديد من الملفات التي سيتم بحثها»، قبل أن يجتمع مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ونظيره الجزائري أيمن عبد الرحمن.
*******************************
افتتاحية صحيفة النهار
انفتاح سعودي ومرونة داخلية: خميس الحوار؟
مع ان الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستكون كفيلة ببت الاتجاه المتصل بطرح رئيس مجلس النواب نبيه بري تحويل الجلسة العاشرة لمجلس النواب الخميس المقبل الى جلسة تشاور وحوار بين رؤساء الكتل النيابية او عقد الجلسة الانتخابية “العادية”، يبدو ان ثمة ملامح مرونة متسعة نيابياً لتمرير هذه الجولة الحوارية ولو انه يصعب الرهان سلفا على نتائج واضحة لها. ولم تستكمل بعد الأجوبة التي ينتظرها رئيس المجلس في الساعات المقبلة ليحدد الاتجاه التالي، ولكن المناخ العام الذي يسود حيال الطرح الحواري لم يظهر تحفظات ترقى الى مستوى الرفض كما حصل في المرة السابقة حين أجمعت الكتل المسيحية الكبيرة على التحفظ او الرفض او وضع الشروط التي لا يغدو معها الحوار البديل المنفصل عن الجلسات الانتخابية. وتشير المعطيات الى ان المواقف النهائية الرسمية للكتل من الطرح الحواري ستتبلور اليوم وغدا، فاذا لم يكن هناك مواقف رافضة للطرح بالمطلق، فان بري سيسير في الاعداد لدعوة رؤساء الكتل النيابية الى جلسة حوارية الخميس حول بند واحد وحيد هو الاستحقاق الانتخابي الرئاسي. اما اذا برزت في الساعات المقبلة مجددا معالم رفض يمكن الا تكتمل معه معالم الحضور الجامع للكتل والنواب المستقلين، فان الإطاحة بالعرض الحواري سيكون واردا بما سيبقي موعد الخميس المقبل مخصصا للجلسة الانتخابية العاشرة والتي ستكون الأخيرة هذه السنة قبل عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة .
يشار في هذا السياق الى ان “القوات ال#لبنانية” التي كانت اشترطت ان تكون أي جلسة حوارية من ضمن جلسات متواصلة انتخابية للمجلس لا زالت على هذا الشرط، ولكن النائب غسان حاصباني اعلن امس ان “لا مشكلة لدى “القوات” في المشاركة بالحوار” الذي دعا إليه بري، بعد جلسة الانتخاب. وسأل حاصباني “ما الهدف من الحوار إذا كان لطرح المواصفات من كلّ طرف؟ هناك من يريد رئيساً سيادياً إصلاحياً وفريق يريد رئيساً يحمي “المقاومة” ولا يطعنها بظهرها”. ورأى أنّ الحركة التي يقوم بها النائب جبران باسيل هي في إطار رفع سقف المفاوضات ولا سيما مع حليفه “حزب الله” وهو ذهب إلى بكركي لإنقاذ شخصه واستنهاض العصب المسيحي ليتلطّى خلفه. وأشار إلى أنّ محاولات التلطي وراء الغطاء المسيحي واللجوء إلى بكركي كلّما دعت الحاجة هدفها واحد هو الوصول إلى #رئاسة الجمهورية، مضيفًا: “هذا معيب للطائفة المسيحية ولكلّ الطوائف”.
كما ان النائب تيمور جنبلاط اعلن ترحيبه بدعوة بري للحوار مضيفا: “لطالما كنا ولا نزال من دعاة تسريع الحوار، وبعد الوصول الى المأزق وحالة الجمود والتعطيل للاستحقاق الرئاسي، فإنه لا مفر من الاتفاق على شخصية قادرة على تطبيق الدستور والالتزام باتفاق الطائف ومواجهة التحديّات المقبلة من خلال برنامج اصلاحي واضح، والحوار أيضا يجب أن يضمن انتظام المؤسسات لكي تعمل للتخفيف عن كاهل المواطن مما يعانيه في لقمة عيشه ومقوّمات صموده الاقتصادي والاجتماعي والاستشفائي وازماته المتفاقمة”.
بن سلمان وميقاتي
اما التطور الاخر الذي برز على المشهد الداخلي – العربي فكان في الرياض حيث استقبل ولي العهد السعودي الأمير #محمد بن سلمان السبت الماضي رئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي في اطار مشاركته في القمة العربية الصينية. واتخذ هذا اللقاء دلالات بارزة ان لجهة كونه المرة الأولى التي يخص بها بن سلمان ميقاتي بهذا الاجتماع الرسمي او لجهة ما سيتركه من تأثيرات وايحاءات داخلية وسط تصاعد الحملة الحادة التي يتولاها “التيار الوطني الحر” على رئيس الحكومة علما انه من المقرر ان يزور ميقاتي بكركي قبل ظهر اليوم.
وعكس اللقاء ملامح انفتاح سعودي على رفع مستوى الاهتمام بالملف اللبناني . ونقلت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين في هذا السياق عن مسؤول فرنسي رفيع ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تمنى على ولي العهد السعودي استقبال الرئيس ميقاتي خلال وجوده في الرياض وتناول التطورات في لبنان معه وحضه على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة دوليا.
ولكن مصادر حكومية قالت ان اللقاء كان نتيجة اتصالات سابقة أجريت بين ميقاتي والرياض وأوضحت أن اللقاء استمرّ لأكثر من نصف ساعة وكان جيّداً، وكان ثمرة اتصالات مكثفة بدأت منذ فترة. وأشارت المصادر الى أن اللقاء طوى الصفحة القديمة وفتح صفحة جديدة بين ميقاتي و#السعودية . وعما إذا كانت ستكون هناك مساعدات مالية من السعودية للبنان، قالت المصادر إنه من المبكر الكلام على هذا الموضوع وان الأهم بالنسبة الى ميقاتي بموازاة انتخاب رئيس للجمهورية العمل على المساعدات المالية للبنان من أجل تحسين وضعه الاقتصادي.
اما في المعلومات الرسمية عن اللقاء فافادت وكالة الانباء السعودية انه “جرى خلال الاستقبال استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين. وقد عبر رئيس الوزراء اللبناني عن الشكر والتقدير الدائم لمواقف المملكة التاريخية تجاه لبنان والدور الأساسي للمملكة في إرساء المصالحة اللبنانية وتكريس مرحلة السلام بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف. كما أكد التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل الخطوات التي تمنع الإساءة إلى المملكة العربية السعودية وكل الدول العربية لا سيما منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتم التأكيد خلال الاستقبال على أهمية انتخاب رئيس للبنان وتنفيذ الإصلاحات التي يتطلع لها الشعب اللبناني والمجتمع الدولي.
وأكد ولي العهد حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره، وعلى استمرار الدعم الإنساني الذي تقدمه المملكة وفرنسا للشعب اللبناني الشقيق”.
الراعي والتدويل
وفي غضون ذلك برزت عودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى المطالبة المركزة بتدويل الازمة اللبنانية انطلاقا من سؤاله “هل يوجد قرار متخذ عن سابق تصور وتصميم لهدم لبنان القائم، والبناء على أطلاله مسودة دولة لا تنتمي إلى شعبها ولا إلى تاريخها ولا إلى محيطها؟ “. وقال في عظته امس:
“كيف يحكم النواب على ذواتهم وهم يجتمعون تسع مرات ولا ينتخبون رئيسا للجمهورية؟ هذا يعني أنهم لا يريدون انتخاب رئيس، أو ليسوا أهلا لانتخاب رئيس، وبالتالي يطعنون بوجود الجمهورية اللبنانية … أليست جلسات المجلس النيابي، كما هي قائمة، لإيهام الشعب والعالم بأنهم يجتمعون لإنتخاب الرئيس، وهم يخدعون ويموهون؟. من هنا ضرورة التوجه إلى الأمم المتحدة ودول القرار لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان. لا مناص من تدويل القضية اللبنانية بعد فشل كل الحلول الداخلية. واللافت أن الذين يفشلون الحلول الداخلية هم أولئك الذين يرفضون التدويل. وحين يتم تعطيل الحل الداخلي ويرفض التدويل يعني أن هؤلاء الأطراف لا يريدون أي حل للوضع اللبناني. إما يكون لبنان كما يريدون أو لا يكون. لكن يجب أن يعلم الجميع أن لبنان سيكون كما يريده جميع أبنائه المخلصين”.
***********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الراعي لا يرى بديلاً عن “التدويل”… وميقاتي يزوره “موضحاً” اليوم
باسيل “بعد السحسوح” الإعلامي: السيّد عندي “غير كل الناس”!
بالشكل لا تبديل ولا تغيير في إطلالة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل المتلفزة أمس عن مؤتمره الصحافي الأخير، فجاءت تحت سقف الشعارات التهويلية ذاتها من قبيل “دورنا سلاحنا” و”لا قيمة لأي تفاهم يناقض الشراكة” واستهلها برسالة “تفاهم مار مخايل على المحكّ”، لكنه في المضمون بدا كمن يتحسس رقبته السياسية “بعد السحسوح” الإعلامي الذي تلقاه من “حزب الله” تأنيباً وتكذيباً لما أورده عن الوعد غير الصادق، فأعاد استدراك كلامه وتأطيره ضمن سياق تبريري أوضح فيه أنه لم يقصد به السيّد حسن نصرالله قائلاً: “أنا لم أقصد التشكيك بصدقية السيّد حسن الذي لديه مكانة خاصة بقلبي وعقلي وهو عندي غير كل الناس”، وأردف مستطرداً: “أتفهّم أن ينزعج “حزب الله” من التشكيك بصدقيته وأنا أعرف صدقهم وتحديداً السيّد”.
أما في صلب العقدة الرئاسية التي تستحكم بحبل الودّ والتواصل بينه وبين قيادة “حزب الله”، فانطلق باسيل من كونه “الشخص الوحيد الذي يعطي ضمانة للحزب ويمثّل مسيحياً” ومما سبق ووعده به نصرالله لناحية عدم السير برئيس للجمهورية “برّا خياراتنا ولا نوافق عليه”، ليستنتج متسائلاً: “إذاً كيف يمكن أن يبقى “حزب الله” متمسكاً بترشيح سليمان فرنجية؟”، وجدّد التشديد على أنّ “معادلة فرنجية أو جوزيف عون مرفوضة ولن نرضى بهكذا تسوية تفرض علينا لا من برّا ولا من جوّا”.
وإذا كان واضحاً أنّ باسيل قصد “حزب الله” تحديداً برفضه الضغط الداخلي لإنجاز هكذا تسوية، فإنه على مستوى الضغوط الخارجية تعمّد إيصال هذه الرسالة إلى “المسؤولين المعنيين في باريس والدوحة” وفق ما نقلت أوساط واسعة الإطلاع لا سيما غداة ما لمسه خلال زيارته كلاً من فرنسا وقطر من “ميل جدّي لدعم ورعاية تسوية لبنانية تفضي إلى انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية”، موضحةً أنّ “المسؤولين القطريين يسعون بالتنسيق مع الفرنسيين إلى بلورة صيغة حل توافقي للأزمة الرئاسية في لبنان، خصوصاً وأنّ المملكة العربية السعودية لا تزال عند موقفها الرافض للغوص بإشكاليات وخلافات المنظومة السياسية اللبنانية، وتصبّ اهتمامها راهناً على استمرار المساعدات الإنسانية الإغاثية للشعب اللبناني عبر الصندوق السعودي المشترك مع فرنسا، وهذا ما سمعه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال اللقاء الذي عقده بوساطة فرنسية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”.
وصباح اليوم يزور ميقاتي بكركي لقطع الطريق على “وشاية” ميشال عون وباسيل عليه الجمعة في الصرح البطريركي، ولإيضاح الأمور والظروف التي أحاطت بانعقاد مجلس الوزراء، سيّما غداة إشارة البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد إلى أنه كان قد تمنى على ميقاتي “إعادة النظر في انعقاد الجلسة وتأجيلها من أجل مزيد من التشاور (…) لكن الحكومة مع الأسف عقدت جلستها بمن حضر وكان ما كان من معارضة”، مناشداً في ضوء ذلك “الحكومة التأني في استعمال الصلاحيات حرصاً على الوحدة الوطنية ومنعاً لاستغلال البعض مثل هذه الاجتماعات لأغراض سياسية وطائفية”.
وفي السياق عينه، برز تشديد الراعي على ترفّع بكركي عن الخلافات والوشايات السياسية الداخلية، مؤكداً أنّ “البطريركية المارونية لا تتورط بالصراعات بين السياسيين والأحزاب، ومواقفها تبقى فوق النزاعات والتنافس السياسي ولا تنحاز إلا إلى الحق الوطني”. وذكّر من هذا المنطلق بأنّ “الجماعة السياسية والنيابية لا تحترم فكرة قيام لبنان ولا الشراكة ولا التعددية ولا الاستقلال ولا الميثاق الوطني ولا الطائف ودستوره”، معتبراً أنّ إخفاق النواب على مدى تسع جلسات في انتخاب رئيس للجمهورية “يعني أنهم لا يريدون انتخاب رئيس أو ليسوا أهلاً لانتخاب رئيس (…) ومن هنا ضرورة التوجه إلى الأمم المتحدة ودول القرار لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان فلا مناص من تدويل القضية اللبنانية بعد فشل كل الحلول الداخلية”، لافتاً الانتباه إلى أنّ “الذين يفشلون الحلول الداخلية هم أولئك الذين يرفضون التدويل، وحين يتم تعطيل الحل الداخلي ويُرفض التدويل يعني أن هؤلاء الأطراف لا يريدون أي حل للوضع اللبناني، إما يكون لبنان كما يريدون أو لا يكون… لكن يجب أن يعلم الجميع أن لبنان سيكون كما يريده جميع أبنائه المخلصين”.
***********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان: بري يعطي الأولوية للحوار ولا يحبّذ إلحاقه بجلسة انتخاب الرئيس
دعوته لقيت ترحيباً من الأكثرية النيابية… وينتظر جواب باسيل و«القوات»
محمد شقير
أكد مصدر نيابي بارز أن الأكثرية الساحقة في البرلمان اللبناني أبدت موافقتها الفورية على دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتحويل الجلسة النيابية، المقررة الخميس المقبل، لانتخاب رئيس للجمهورية، إلى جلسة حوارية، في محاولة لفتح ثغرة في الحائط المسدود الذي يعيق انتخابه. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن بري ينتظر رد فعل حزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» ليكون في مقدوره أن يبني على الشيء مقتضاه، لأن عدم تجاوبهما سيدفع باتجاه التمديد لمسرحية تعطيل جلسات الانتخاب إلى ما لا نهاية، وهذا ما يؤدي إلى حشر النواب أمام الرأي العام اللبناني، ومن خلاله المجتمع الدولي، الذي يصر على وقف مهزلّة الدعوات لجلسات الانتخاب التي تنتهي إلى استمرار الشغور في سدة الرئاسة الأولى إلى أمد طويل.
ولفت المصدر النيابي إلى أن مجرد موافقة حزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» على المشاركة في الجلسة الحوارية بحثاً عن مخرج يؤدي إلى إخراج انتخاب رئيس للجمهورية من المأزق السياسي الذي لا يزال يحاصره، يعني أن الطريق قد تكون سالكة للتوافق على اسم المرشح الذي يحظى بتأييد الغالبية النيابية، وقال إن عدم تجاوبهما مع دعوة الرئيس بري سيؤدي حكماً إلى تكرار مسرحية التعطيل.
ورأى أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة لتحديد إمكانية السير في جلسة حوارية مفتوحة أو العودة إلى جلسات الانتخاب التي ستنتهي على شاكلة سابقاتها من الجلسات، وقال إن مشاركة أحد الطرفين في الانخراط في الحوار سيدفع برئيس المجلس إلى تثبيت دعوته للحوار، وإن كان يفضّل أن يأتيه الجواب بما يؤدي إلى اكتمال عقد المدعوين للحوار حول طاولة مستديرة تُعقد في إحدى القاعات المخصّصة للاجتماعات، ويشارك فيها ما بين 12 و15 من النواب بالنيابة عن الكتل والتكتّلات النيابية، إضافة إلى ممثلين عن النواب المستقلين.
وأكد المصدر أنه لا بديل عن الحوار. ولفت إلى أن الكتل النيابية، سواء أكانت في المعارضة أو في الموالاة، إضافة إلى المستقلين من النواب، أبلغت بري موافقتها على دعوته للحوار، باستثناء حزبي «القوات» و«التيار الوطني الحر». وأوضح أن الحوار هذه المرة لن يكون كسابقه من الحوارات التي توصلت إلى إصدار توصيات بقيت حبراً على ورق، ولم ترَ النور بسبب انقلاب بعض الأطراف المشاركة فيها على تعهداتهم بترجمتها إلى خطوات عملية، وقال إن الظروف السياسية الراهنة غير تلك الظروف التي كانت قائمة سابقاً؛ خصوصاً أنه لا مصلحة لأحد بالتمديد للأزمات الكارثية التي حلّت بلبنان.
ورأى المصدر النيابي أن الرئيس بري لا يحبّذ الرأي القائل بأن تُعقد أولاً جلسة تخصّص لانتخاب رئيس للجمهورية، سرعان ما تتحوّل إلى جلسة حوارية، شرط أن تبقى مفتوحة من دون أن يصار إلى إقفالها، وقال إنه لا جدوى سياسياً من اعتماد مثل هذا الاقتراح، لأن هناك صعوبة في تحويلها إلى جلسة حوارية يشارك فيها الجميع، وتتحول إلى ما يشبه جلسة حوار الطرشان، يختلط فيها الحابل بالنابل وتتحوّل حكماً إلى جلسة نيابية بامتياز، بدلاً من أن يصار إلى تقنين الحضور ليكون الحوار مثمراً.
واعتبر المصدر النيابي أنه لا مشكلة في اختيار الكتل النيابية لممثليهم إلى الحوار النيابي المفتوح الذي يُفترض أن يشمل النواب المستقلين، وسأل؛ ما الجدوى من تقسيم الحوار إلى جلستين طالما أن جلسة الانتخاب لن تؤدي إلى فتح ثغرة يمكن للنواب التأسيس عليها لوقف المراوحة، وكأن البلد بألف خير، ولدى البرلمان متسع من الوقت يتيح له اللعب في الوضع الضائع؟
وكشف أن حزب «الكتائب» أبدى استعداده للمشاركة في الحوار، وهذا ما ينطبق على «اللقاء الديمقراطي» برئاسة النائب تيمور وليد جنبلاط الذي كان سباقاً، ليس في تجاوبه مع دعوة بري للحوار فحسب، وإنما لأنه يعلّق أهمية على التواصل بحثاً عن تسوية لإخراج انتخاب الرئيس من التأزُّم الذي أصبح أكثر كلفة على المستويات كافة. وكشف أيضاً أن كتلة «التجدُّد» النيابية التي تضم النواب ميشال معوض، وأشرف ريفي، وفؤاد مخزومي، وأديب عبد المسيح، أبدت استعدادها للمشاركة في الحوار، وقال إن أكثرية الأعضاء فيها تحبّذ الانخراط فيه، مع أن ريفي يتحفّظ على المشاركة «لأن التجارب الحوارية السابقة كانت مخيّبة للآمال، بسبب انقلاب (حزب الله) على موافقته على كل ما صدر عنه». وأضاف أن الكتلة تنتظر عودة معوّض من زيارته الخاطفة لواشنطن، التي اصطحب فيها ابنته للالتحاق بإحدى جامعاتها، وقال إنه لا عودة عن قرارها، وهذا ما ينسحب أيضاً على كتلة «الاعتدال» التي تضم نواباً عن عكار والمنية والضنية، إضافة إلى النواب المنتمين إلى القوى التغييرية الذين توزّعوا أخيراً على أكثر من محور نيابي ويمكن أن يشاركوا بممثلَيْن اثنين عنهم.
وعليه، يترقّب الوسط السياسي الجواب النهائي لحزب «القوات» على دعوة بري للحوار، وإن كان يصر حتى الساعة على التلازم بين تخصيص الدورة الأولى من جلسة الخميس لانتخاب الرئيس، على أن تبقى مفتوحة، إفساحاً في المجال أمام انطلاق الحوار، ليعود البرلمان لاحقاً وفي نفس اليوم لاستكمال انتخابه في دورة ثانية، ما يعني أن البرلمان سيمضي في يوم انتخابي طويل، بلا نتائج توقف تعطيل العملية الانتخابية.lebanon
************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: الرياض لميقاتي: الرئيس والإصلاحات أولاً.. وباسيل: تفاهم مار مخايل على المحك
ثلاثة مواضيع ستشكّل الشغل الشاغل السياسي والإعلامي هذا الأسبوع: الحوار النيابي تحت قبّة البرلمان، الحوار المسيحي الذي يمكن ان تقوده بكركي، ولقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض.
يستمر الشغور الرئاسي المتمادي أحد الهموم الوطنية الأساسية، حيث انّ استمراره يُبقي الدولة في حالة من عدم التوازن، في ظلّ غياب رئيس الجمهورية وغياب حكومة أصيلة، والخلاف حول اجتماعات حكومة تصريف الأعمال، كما الخلاف حول التشريع، في ظلّ من يقول بتشريع الضرورة، ومن يقول انّ مجلس النواب تحول هيئة انتخابية لا تشريعية. وهذا الوضع غير المتوازن ينعكس سلباً على وضع متردٍ مالياً أساساً، فيما إعادة انتظام العمل المؤسساتي يفتح طريق الإنقاذ، الذي سيبقى متعثراً ومتعذراً في انتظار إعادة إنتاج الهرمية الدستورية.
وفي هذا الوقت تتركّز الأنظار في ثلاثة اتجاهات أساسية:
ـ الاتجاه الأول، ساحة النجمة، مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى استبدال الجلسة الانتخابية الرئاسية المقرّرة الخميس المقبل بجلسة حوارية، في اعتبار انّ جلسات الخميس استُهلكت واستُنزفت، ولن تؤدي إلى أي نتيجة، باستثناء استنساخ المشهد نفسه، مع تغييرات في الشكل لا المضمون، تتعلّق بطريقة تصويت النواب والكتل النيابية.
فهل سيتمّ التجاوب مع دعوة بري؟ وما هو الشكل الذي ستتخذه الجلسة الحوارية؟ وهل ستضمّ جميع النواب أم رؤساء الكتل فقط؟ وهل يمكن التعويل على خطوة من هذا القبيل لكسر حلقة الشغور؟ وفي انتظار ان يحدِّد بري الصيغة التي يراها مناسبة، وفي انتظار ردّ الكتل وتفاعلها، يمكن ان يُبنى على الشيء مقتضاه.
– الاتجاه الثاني، بكركي، مع احتمال دخول البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على خط الاستحقاق الرئاسي، ليس فقط من باب الموقف الذي يشكّل مادة ثابتة في مواقفه وخطاباته، إنما من باب اللجوء إلى خطوات عملية ومبادرة رئاسية، من خلال لقاءات ثنائية تفتح طريق التوافق على أسماء تشكّل تقاطعاً بين القوى المسيحية واستطراداً الوطنية، ولا يعتبرها أي فريق انّها تشكّل تعويماً لخصمه على حسابه.
فهل سيبادر البطريرك الراعي في هذا الاتجاه؟ وهل ستشهد بكركي لقاءات سياسية محورها الانتخابات الرئاسية؟ وهل سيحاول الدعوة إلى طاولة حوار مسيحية على الرغم من معرفته المسبقة انّ هذه الطاولة مرفوضة، وانّ القوى المسيحية المعارضة تفضِّل اللقاءات الثنائية؟
– الاتجاه الثالث، السرايا الحكومية، مع اللقاء الذي عقده ميقاتي مع الامير محمد بن سلمان، وهذا اللقاء يعزِّز موقع رئيس حكومة تصريف الأعمال على المستوى السنّي. ولكن، هل سيشكّل في المقابل نقزة على مستوى “حزب الله”؟ وهل توقيت هذا اللقاء، ولو انّ حصوله جاء على هامش القمة العربية-الصينية، يعني انّ ميقاتي حسم تكليفه في العهد الجديد؟ وهل هذه الصورة التي تتمناها أكثر من شخصية سنّية تعني انّ ميقاتي تحوّل الرقم السعودي الصعب؟ وهل صحيح ما يقوله البعض، من انّ أبعاد هذا اللقاء بروتوكولية فقط، وانّه لن يكون لها أي متممات على أرض الواقع، وكل الهدف منها توجيه رسالة للبنانيين لا للسنّة، من انّ المملكة مهتمة بلبنان، أم انّ هذه الصورة تعني إعادة الاهتمام السعودي بالوضع السنّي، وانّها رسالة مفادها أنّ ميقاتي يحظى بدعم سعودي؟
ميقاتي وبن سلمان
وكان ميقاتي عاد والوفد المرافق إلى بيروت مساء امس الاول، بعد لقاء جمعه لنصف ساعة مع ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في قصر عرقة في الرياض.
وافادت “وكالة الانباء السعودية” الرسمية، انّه “جرى خلال الاستقبال استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين. وقد عبّر دولة رئيس الوزراء اللبناني عن الشكر والتقدير الدائم لمواقف المملكة التاريخية تجاه لبنان، والدور الأساسي للمملكة في إرساء المصالحة اللبنانية، وتكريس مرحلة السلام بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف. كما أكّد دولته على التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل الخطوات التي تمنع الإساءة إلى المملكة العربية السعودية وكل الدول العربية، لا سيما منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتمّ التأكيد خلال الاستقبال على أهمية انتخاب رئيس للبنان وتنفيذ الإصلاحات التي يتطلع لها الشعب اللبناني والمجتمع الدولي. وأكّد سمو ولي العهد ـ حفظه الله ـ، حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره، وعلى استمرار الدعم الإنساني الذي تقدّمه المملكة وفرنسا للشعب اللبناني الشقيق”.
اختراق مهم
وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ لقاء ميقاتي مع ولي العهد السعودي “يشكّل في هذا التوقيت اختراقاً مهماً على الصعيد الخارجي، وفي العلاقة مع السعودية، الأمر الذي قد ينعكس ايجاباً على لبنان، بشكل او بآخر”.
وإلى ذلك، قالت مصادر الوفد اللبناني إلى الرياض لـ “الجمهورية”، انّ “اللقاء بين ميقاتي وبن سلمان كان جيداً، وقد تجاوز النصف ساعة، وشكّل خطوة متقدمة في اتجاه طي الصفحة القديمة وفتح صفحة جديدة، تبدأ فصولها على المستوى الشخصي بين الرئيس ميقاتي ومسؤولي المملكة، قبل ان تتوسع لتشمل لبنان الرسمي”. واضافت: “انّها خطوات تنتظر ما يمكن ان ينجزه اللبنانيون من إصلاحات مطلوبة على اكثر من مستوى، ولا سيما منها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكي تنتظم العلاقة على مستوى المؤسسات الدستورية، وتشكيل حكومة جديدة تطلق مجدداً ما يمكن ان يحيي الثقة بين المملكة ولبنان، وهو امر رهن بالتطورات في لبنان وقدرة أي مسؤول على تنفيذ الحدّ الأدنى مما هو مطلوب، بعدما تعددت السيناريوهات المطلوبة”. واكّدت المصادر نفسها، “انّ الحديث عن مساعدات سعودية مالية ليس أوانه. فهناك عدد من المحطات الفاصلة عن هذه المرحلة، وانّ الاولوية اليوم هي العمل على إعادة بناء المؤسسات الدستورية انطلاقاً من انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية”.
وعلى الرغم من حديث بعض الأوساط عن عدم وجود أي تدخّل خارجي لترتيب اللقاء بين ميقاتي وولي العهد السعودي، وخصوصاً من الجانب الفرنسي، قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ جلّ ما انتهت إليه مساعي المبادرة الفرنسية التي يقودها الرئيس ايمانويل ماكرون هو إعادة فتح هذه النافذة بين المملكة ولبنان، على هامش القمة الصينية ـ السعودية والعربية والخليجية.
ميقاتي عند الراعي
وفي الوقت الذي تكتم مصادر ميقاتي على نتائج لقائه مع ولي العهد السعودي في انتظار استئناف نشاطه الرسمي، علمت “الجمهورية”، انّه سيزور بكركي صباح اليوم للقاء البطريرك الراعي للبحث معه في آخر التطورات، وخصوصاً في ضوء مجموعة الملاحظات التي سجّلها رداً على دعوته الى عقد جلسة لمجلس الوزراء الاثنين الماضي، وما ينوي القيام به في المستقبل.
وعلمت “الجمهورية”، انّ ميقاتي سيلتقي ايضاً خلال الساعات المقبلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي ينتظر من الكتل النيابية الأجوبة النهائية عن دعوته إلى طاولة الحوار في شأن الاستحقاق الرئاسي في مقر المجلس النيابي في ساحة النجمة.
الحوار المرتجى
أكّدت اوساط مواكبة للمسعى الحواري الذي يقوده رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ”الجمهورية”، انّه يربط انعقاد الحوار المرتجى حول الاستحقاق الرئاسي بحضور رؤساء كل الكتل النيابية، خصوصاً الكتلتين المسيحيتين الأكبر، “التيار الوطني الحر” (تكتل “لبنان القوي”) و”القوات اللبنانية” ( كتلة “الجمهورية القوية”)، وإلّا إذا غابت إحداهما فإنّ الحوار يفقد كثيراً من جدواه، وبالتالي قد يدفع رئيس المجلس إلى العدول عنه.
واشارت الاوساط، إلى انّ بري يحاول من خلال هذا الحوار تخفيف التشنج وإيجاد خرق ما في الجدار السميك، وإن يكن هناك من يعتبر انّ انتخاب رئيس الجمهورية هو أكثر تعقيداً من ان يعالجه رؤساء الكتل النيابية، وانّ اي حوار من هذا النوع ستكون وظيفته المضمرة ملء الفراغ بالتي هي أحسن، إلى حين ينضج القرار الكبير بانتخاب الرئيس.
مار مخايل على المحك
في هذه الاثناء، اكّد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في حوار مع قناة “إل بي سي” مساء امس، أنّ “تفاهم مار مخايل على المحك، ولبنان قائم على فكرة أساسية وهي الشراكة المتوازنة”. وقال إنّ “ما حصل في موضوع الجلسة كبير جدًا، فحتى لو لم يكن هناك اتفاق، هل من الطبيعي في بلد مثل لبنان، بنظامه ودستوره وميثاقه، أن تنعقد حكومة تصريف أعمال لإقرار بنود قسم كبير منها غير ضروري، في غياب رئيس الجمهورية وثمانية وزراء يمثلون مكونًا أساسيًا”. وأضاف: “كلامي في بيان “التيار” لم يكن موجّهاً إلى السيد حسن نصرالله، وفي موضوع عقد جلسات الحكومة لم يحصل أي اتفاق مع السيد نصرالله شخصياً، وبعبارة الصادقين قصدتُ “حزب الله”.
وقال باسيل: “لست مُرشحاً لرئاسة الجمهورية و”الثنائي الشيعي” وقف وراء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. إذ لا يمكنه أن يقوم بما قام به منفرداً ووحيداً”. واعتبر أنّه، “تبين أنّه في المراسيم الصادرة عن الحكومة محاولة لتكريس أخذ رئيس مجلس الوزراء مكان رئيس الجمهورية، فيما الدستور واضح في قوله “مجلس الوزراء يأخذ صلاحيات الرئيس وكالة لا رئيس الحكومة”. أضاف: “لا يجب أن يكون عادياً أن يعمل مجلس الوزراء بطريقة طبيعية في غياب رئيس للجمهورية. وانا اطلب تصحيحاً والعودة عن الخطأ الذي حصل، أي توقيع رئيس حكومة تصريف الاعمال على المراسيم من خلال توقيع الـ24 وزيراً”.
وأردف باسيل: “حزب الله ينطلق من أنّه يريد رئيسًا يحمي المقاومة، وأنّ هناك جبران باسيل وسليمان فرنجية. وأنا لست مرشحًا. فبقي فرنجية. والحزب حاول إقناعي لماذا فرنجية وانا لم أقتنع”. واضاف: “المشروع هو الدولة، والمقاومة غرضها حماية الدولة، وهي جزء من المشروع لحماية لبنان، وبالتالي أريد رئيسًا يحمي الدولة والمقاومة والشراكة في الدولة”.
تابع: “نحن احترمنا رغبة الثنائي الشيعي برئاسة مجلس النواب، واحترمنا رغبة هذا المكون، وحتى برئاسة الحكومة كان لنا رأي مختلف، واحترمنا رغبتهم”.
وأكّد أنّ “شخص السيد حسن له مكانة خاصة في عقلي وقلبي، وافكر به بشكل مختلف عن كل الناس في السياسة في لبنان. وإذا وضعنا جانباً الجنرال ميشال عون، السيد حسن هو عندي “غير كل الناس”. ولفت الى انّ “معادلة اما رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية او قائد الجيش جوزف عون مرفوضة، بمعنى انّ تخييرنا بين اسمين فقط امر غير مقبول، والموضوع ليس موضوع سلطة بل هو موضوع وجوديّ. ولا يمكن فرض تسويات علينا من دون احترام موقفنا، وفي موضوع قائد الجيش الموضوع ليس موضوع اسم ولا يتعلق بالاسم، بل يتعلق في اننا نكرّس انّ كلّ قائد جيش عندما يصل إلى المنصب يصبح همّه برئاسة الجمهورية. والأزمة اليوم ليست أمنية بل اقتصادية ومالية وسياسية. فما هو المشروع هنا؟”. وأكّد “اننا لا نوافق على قاعدة “اختيار رئيس يحمي المقاومة”، فالمقاومة جزء من المشروع، ويجب حمايتها لحماية الدولة، والمشروع هو الدولة والهدف هو الدولة، والمقاومة جزء من المشروع، ونريد رئيساً يحمي الدولة ويحمي الشراكة في الدولة ويحمي المقاومة”. وقال انّ “وحدة الطائفة الشيعية لا تقوم على حماية الفساد، بل على مكافحة الفساد، ويمكن ان يكون “حزب الله” متمسكاً برئيس مجلس النواب، ولكن يمكننا ان نقول نحن والحزب ورئيس المجلس “stop” ونبدأ في الممارسة بالخروج من النهج نفسه”.
التدويل ضرورة
في غضون ذلك، سأل البطريرك الراعي في قداس الاحد من بكركي: “كيف يحكم النواب على ذواتهم وهم يجتمعون تسع مرات ولا ينتخبون رئيساً للجمهورية؟”. وقال: “هذا يعني أنّهم لا يريدون انتخاب رئيس، أو ليسوا أهلاً لانتخاب رئيس، وبالتالي يطعنون بوجود الجمهورية اللبنانية، ويفقدون ثقة الشعب واحترام الدول الشقيقة والصديقة التي تعمل على إنقاذ لبنان”. وشدّد على “ضرورة التوجّه إلى الأمم المتحدة ودول القرار لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان”. واضاف: “لا مناص من تدويل القضية اللبنانية، بعد فشل كل الحلول الداخلية. واللافت أنّ الذين يُفشلون الحلول الداخلية هم أولئك الذين يرفضون التدويل. وحين يتمّ تعطيل الحل الداخلي ويُرفض التدويل يعني أنّ هؤلاء الأطراف لا يريدون أي حل للوضع اللبناني. إما يكون لبنان كما يريدون أو لا يكون. لكن يجب أن يعلم الجميع أنّ لبنان سيكون كما يريده جميع أبنائه المخلصين”.
وتطرّق الراعي إلى ما حصل حول جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، فقال: “تمنينا على دولة رئيس الحكومة إعادة النظر في انعقاد الجلسة وتأجيلها من أجل مزيد من التشاور، ولتحديد صلاحيات حكومة مستقيلة وتصرف الأعمال في غياب رئيس الجمهورية. لكن الحكومة مع الأسف عقدت جلستها بمن حضر، وكان ما كان من معارضة. لذلك، نناشد الحكومة التأني في استعمال الصلاحيات حرصاً على الوحدة الوطنية ومنعاً لاستغلال البعض مثل هذه الاجتماعات لأغراض سياسية وطائفية. وأفضل ما يمكن أن تقوم به الحكومة، لا سيما رئيسها، هو العمل على الصعيد العربي والدولي لتسريع انتخاب رئيس للجمهورية”. ودعا الأحزاب إلى “التعالي عن نزاعاتها، لكي تخلق الظرف المناسب للقاءات ناجحة، وإلّا لا قيمة لتكرار اجتماعات تذهب في مهب الريح كما هو حاصل منذ ثلاثة أشهر”.
…والتدويل تضييع
وردّ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في كلمة له في بلدة ميس الجبل على دعوة الراعي إلى تدويل الأزمة فقال: “أقول للبنانيين بعامة والقوى السياسية والروحية بخاصة: أي تدويل للمسألة اللبنانية هو تضييع للبنان، والأمم المتحدة لا شغل لها إلّا نسف بنية لبنان السكانية عبر مفوضية اللاجئين والجمعيات الملونة، ونيويورك مركز تقاسم الصفقات، ولا نؤمن بعدالة المشارط الدولية، وتدويل القضية اللبنانية نسف صريح للسيادة اللبنانية، ولن نقبل بتقديم رأس لبنان إلى أي جزار دولي أو إقليمي”. واعتبر انّ “الحل بتلبية دعوة الرئيس نبيه بري التي تأخذ البلد من القطيعة إلى الحوار، لإنقاذ لبنان من أم الكوارث”. وقال: “لا حلف فوق حلف إنقاذ لبنان. والعين على قطار المجلس النيابي للحوار، والشراكة الإسلامية- المسيحية رأسمال لبنان وضرورة وجوده وبقائه وإنقاذه”. ورأى انّ “طريق إنقاذ المصلحة الوطنية يمرّ بمجلس النواب، ومن يريد يدعو للحوار، ومن يرفض يقاطع ويضع لبنان بمهب الريح، وواجب القامات الوطنية والروحية إعلان نفير وطني للحوار وليس للتدويل”.
عودة
واكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في قداس الاحد الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، والذي تخلّله جناز لراحة نفس البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم في الذكرى العاشرة لرحيله، “انّ لبنان، وقع في ما كان يحذّر منه كثيرون، ومنهم أبينا البطريرك الراحل الذي قال: “نريد وطناً يرسخ حتى لا نصل في المستقبل إلى مرحلة قرع الباب للحصول على حقوقنا”.
وقال عودة: “مع انقضاء الجلسة التاسعة لمجلس النواب دون انتخاب رئيس، ومع استمرار التدهور العام، وازدياد الكلفة على البلد وأبنائه، نأمل من النواب وعي مسؤوليتهم، وتطبيق الدستور، والقيام بواجبهم الوطني والإقتراع في الجلسة المقبلة لمن يرونه مناسباً، والوصول إلى انتخاب رئيس مع ما يستتبع من خطوات دستورية تضع البلاد على طريق الإصلاح والتعافي”.
“الكابيتال كونترول” تابع
من جهة ثانية، تستأنف اللجان النيابية المشتركة للمال والموازنة، الإدارة والعدل، الإقتصاد الوطني والتجارة، اليوم، جلساتها المخصصة لمتابعة درس مشروع القانون المعجل الوارد بالمرسوم رقم 9014، الرامي إلى وضع ضوابط استثنائية ومؤقتة على التحاويل المصرفية والسحوبات النقدية، المعروف بقانون “الكابيتال كونترول”. وستستمر أعمال اللجان اليوم وغداً.
وتزامناً مع هذا الاجتماع، دعا “تحالف متحدون” منتظمين من صفوفه ومجموعة من المواطنين، للتجمع في العاشرة صباحاً أمام مدخل مجلس النواب لجهة مبنى بلدية بيروت، اعتراضاً على ما هو مطروح، والإسراع بإعادة الحقوق للمودعين.
**********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
تأكيد سعودي على أهمية انتخاب الرئيس.. والخلافات المسيحية تؤخّر التفاهم
ميقاتي إلى بكركي بعد عودته من الرياض.. وباسيل يُحذِّر حزب الله من التمسك بفرنجية
مع عودة لبنان الرسمي الى الخارطة العربية والخليجية على وجه الخصوص، يحفل الاسبوع الطالع، وربما يكون الأخير، قبل اقتراب البلاد من عيد الميلاد المجيد وعيد رأس السنة الميلادية، وسط تصاعد الأسئلة عن حدود الأزمة، وصعود الدولار، وجنون الاسعار والارباكات التي ترافق دخول المساعدة الثانية على الراتب للموظفين العاملين والمتقاعدين من مدنيين وعسكريين.
في بحر الاسبوع، الذي يبدأ عملياً اليوم ثلاثة اختبارات، وصولاً الى الخميس المقبل، اليوم الفاصل في مجال الانتخابات الرئاسية، في بحر ما تبقى من هذا العام، أو في بحر العام المقبل، إذا حسنت النيات، وسط مخاوف من استمرار الخلافات المسيحية على التفاهم الرئاسي.
1 – الاختبار الاول: نقدي، يتعلق بمسار الدولار في السوق السوداء، وحجم الارتفاع الذي يسجله، وصلة ذلك بالكلام عن توقيف «صيرفة» للمواطنين.
2 – الاختبار الثاني: نيابي، يتعلق بمدى جدية اللجان المشتركة في السير قدماً في اقرار مواد قانون الكابيتال كونترول، لدخول البلد في العام المقبل، على بينة من خطة التعافي والاصلاحات واستعادة الودائع، والاموال المنهوبة او صرف النظر عنها، على خلفية ما كتب قد كتب، وما نهب قد نهب!
3- الاختبار الثالث: رئاسي، ويتعلق بالحوار حول التوافق على شخصية تنتخب لرئاسة الجمهورية، وحسب المعلومات المتوافرة، فإن الرئيس نبيه بري حصل على ردود بعض الكتل، وهو ينتظر اليوم وغداً حتى الاربعاء الردود المتبقية، ليبني على الشيء مقتضاه.
وحسب معلومات «اللواء» فان الحوار الذي دعا اليه الرئيس برّي مرشح لأن يشق طريقه الى التطبيق، وقالت مصادر نيابية مسيحية لـ»اللواء»: ان لديها معلومات وليس تقديراً، بأن التسوية السياسية لإنتخاب رئيس للجمهورية باتت قيد التحضير نتيجة الضغوط والمساعي الدولية العربية وغير العربية، وان الدول الشقيقة والصديقة لا يهمها من يكون رئيس الجمهورية بقدر ما يهمها التوافق الداخلي اللبناني على الرئيس وعلى رئيس الحكومة وبرنامج الحكومة، على ان يكون اختيار الرئيسين وفق معايير معينة وان يكونا مقبولين من كل او معظم الاطراف.
واوضحت المصادر انه نتيجة هذا التفاهم الخارجي سيحصل تفاهم داخلي، لذلك لا بد من الحوار كخيار وممر ضروري للتفاهم الداخلي، مشيرة الى ان الدليل على هذا الانفراج هواستقبال ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في الرياض، ومواقف الكتل النيابية اللبنانية المرحبة بالحوار، ولو ان القوات اللبنانية ما زالت تضع شروطاً أو معايير للحوار، لكنها وافقت عليه من حيث المبدأ.
وأضاف المصدر ان هذا الجو كان جزءاً مما حمله مساعد وزير الخارجية الاميركية الاسبق دايفيد هيل الذي زار بيروت ولو بصفته الشخصية كونه اصبح خارج الادارة الاميركية لكنه يدير مركز ويلسون للدراسات في واشنطن، والتقى العديد من الشخصيات الرسمية والسياسية وهو مهتم بمتابعة التطورات في دول منطقة الشرق الاوسط ومنها لبنان.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» أن موضوع طرح الحوار حول ملف الرئاسة الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري قيد التشاور، ولذلك فإن الكتل النيابية تناقش الأمر ضمن اجتماعات تعقدها، وسط معطيات تفيد أن ثمة نوابا يؤيدون هذا الحوار على الرغم من أن كتلهم لا تبدي حماسة له.
وأوضحت هذه المصادر أن الحركة السياسية يتوقع لها أن تدخل في اجازة الأعياد قريبا مع العلم أن زوبعة جلسة مجلس الوزراء تركت تداعياتها ، واللقاء المرتقب بين البطريرك الراعي والرئيس ميقاتي يتطرق إلى الموضوع بعدما كان البطريرك استمع الى وجهة نظر النائب جبران باسيل.
إلى ذلك، افيد أن اللقاء الوزاري التشاوري الذي دعا إليه الرئيس ميقاتي لا يزال قائما ويتوقع أن يشارك فيه جميع الوزراء.
ولي العهد يؤكد على أهمية انتخاب رئيس
بالتزامن، كانت اللقاءات التي عقدها الرئيس نجيب ميقاتي مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الصيني جينبينغ، وقادة عرب ورؤساء حكومات، مبعثاً على التفاؤل لجهة ما وصف «بالحفاوة غير المسبوقة» بالرئيس ميقاتي في الرياض.
وخلال اللقاء اكد الامير محمّد بن سلمان حرص المملكة على امن لبنان واستقراره، وعلى استمرار الدعم الانساني، الي تقدمه المملكة العربية السعودية، وفرنسا، الى الشعب اللبناني.
وجرى خلال الاستقبال، حسب وكالة الانباء السعودية (واس)، استعراض اوجه العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتم التأكيد خلال الاستقبال على اهمية انتخاب رئيس للبنان وتنفيذ الاصلاحات التي يتطلع إليها الشعب اللبناني والمجتمع الدولي.
وقد عبر الرئيس ميقاتي عن الشكر والتقدير الدائم لمواقف المملكة التاريخية تجاه لبنان والدور الاساسي للمملكة في ارساء المصالحة اللبنانية وتكريس مرحلة السلام بعد اقرار وثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف.
كما اكد دولته على التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل الخطوات التي تمنع الاساءة الى المملكة العربية السعودية وكل الدول العربية ولا سيما منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
باسيل يهادن ولا يشارك بالحوار
سياسياً، اعتبرت مصادر سياسية ان اطلالة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل التلفزيونية بالامس، كانت تهدف إلى تلطيف كلامه الاخير، والتراجع عمّا وصف بالتطاول على الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، من خلال قوله بتراجع الصادقين عن وعودهم في مسألة انعقاد جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي خلافا لرغبته، والتملص من فحوى هذا الكلام، واستبداله بعبارات ملطفة، بعدما تفاعلت ردود الفعل ضده،وباتت تنذر بردات فعل غير محسوبة على مستقبل العلاقات بين الطرفين.
ولكن بالرغم من هذا التراجع الواضح تجاه نصرالله، الا ان باسيل امعن في تصعيد الموقف، بتكرار رفضه انتخاب سليمان فرنجية او قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة، ما يعني امعانه في الصدام مع حزب الله وحلفائه على خلفية تاييده هذا الخيار او ما شابهه، وقطع الطريق على أي محاولة اوتفاهم لدعم وصول أي منهما لرئاسة الجمهورية، بتفاهمات محلية اواقليمية ودولية بعدما، ظهرت مؤشرات ووقائع بهذا الاتجاه.
ولاحظت المصادر ان توقيت اطلالة باسيل هذه، تزامنت مع زيارة لافتة للعماد جوزيف عون إلى قطر، لا يمكن تجاهل مؤثراتها ومفاعيلها على الاستحقاق الرئاسي، بالرغم من محاولة حصر ابحاثها، بموضوع الدعم القطري للجيش اللبناني ظاهريا، ما يعني سعي باسيل للالتفاف على جهود المسؤولين القطريين في اي تحرك يقومون به لتحقيق التوافق على انتخاب عون للرئاسة.
ولم يبد رئيس التيار الوطني الحر حماساً لتحويل جلسة الخميس الى جلسة حوار حسب دعوة الرئيس نبيه بري على الرغم من مهادنة حزب الله، والتراجع عن اتهامه بعدم المصداقية لكنه قال: سنشارك في الجلسة التشاورية الحوارية، ولا نريد مشاكل مع احد، خصوصاً مع حزب الله لاننا دفعنا الكثير للوصول الى الاتفاق مع حزب الله.
واكد ان شخصه هو الضمانة لحزب الله، لكنه تنازل عن ذلك لحل المشكلة في البلد، كاشفاً عن رفض معادلة: جوزاف عون او سليمان فرنجية، كاشفاً عن العمل الجدي داخل التيار الوطني الحر لتسمية مرشح جدي للرئاسة، معتبراً ان تمسك حزب الله بترشيح فرنجية يعد ضربة اكبر من انعقاد جلسة مجلس الوزراء.
واشار الى ان «الفحوى من عدم ترشحي لرئاسة الجمهورية لعدم حشر احد، مؤكداً ان السيد نصر الله عندما يلتزم معي يلتزم للنهاية ولا اشكك بصدقه».
وقال: «لا نوافق على قاعدة اختيار رئيس يحمي المقاومة» فالمقاومة جزء من المشروع، ويجب حمايتها لحماية الدولة، ونريد رئيساً يحمي الدولة ويحمي الشراكة في الدولة ويحمي المقاومة.
وقال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان تفاهم مار مخايل هو المحك… ونفى ان يكون قال ان التفاهم سقط وأكد على ما اسماه «الشراكة المتوازنة».
ولاحظ من تابع النائب باسيل انه تراجع عن مناخ الاشتباك مع حزب الله، مشدداً على ان للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مكانة خاصة لديه.
وتساءل: هل يقبل «حزب الله» وغيره ان تصدر مراسيم كالتي صدرت؟ وإن قبلوا فهذا يعني ان هناك مشكلة كبيرة».
الراعي للتواجه الى الأمم المتحدة
وتمنى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الحكومة «التأني في استعمال الصلاحيات حرصاً على الوحدة الوطنية، ومنعاً لاستغلال البعض مثل هذه الاجتماعات لأغراض سياسية وطائفية».
وافضل ما يقوم به رئيسها «العمل على الصعيدين العربي الدولي لتسريع انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكدا ان البطريركية المارونية لا تتورط بالصراعات بين السياسيين والاحزاب.
وأضاف: «أليست جلسات المجلس النياني، كما هي قائمة، لإيهام الشعب والعالم بأنهم يجتمعون لإنتخاب الرئيس، وهم يخدعون ويموهون؟. من هنا ضرورة التوجه إلى الأمم المتحدة ودول القرار لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان. لا مناص من تدويل القضية اللبنانية بعد فشل كل الحلول الداخلية. واللافت أن الذين يفشلون الحلول الداخلية هم أولئك الذين يرفضون التدويل. وحين يتم تعطيل الحل الداخلي ويرفض التدويل يعني أن هؤلاء الأطراف لا يريدون أي حل للوضع اللبناني. إما يكون لبنان كما يريدون أو لا يكون. لكن يجب أن يعلم الجميع أن لبنان سيكون كما يريده جميع أبنائه المخلصين».
من جانبه، اكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ان اي تدويل للمسألة اللبنانية هو تضييع للبنان، والأمم المتحدة لا شغل لها الا نسف بنية لبنان السكانية عبر مفوضية اللاجئين والجمعيات الملونة، واصفاً التدويل بأنه نسف صريح للسيادة اللبنانية.
في هذه الاثناء استأثرت بالاهتمام زيارة قائد الجيش اللبناني جوزاف عون الى قطر، بدعوة رسمية من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن عبد الرحمن آل ثاني
وتطرق البحث الى شكر العماد عون الجانب القطري للمساعدات التي قدمتها للجيش اللبناني، ثم الى استعداد قطر للاستمرار بدعم الجيش خلال هذه المرحلة.
فتح المدارس
ومع تجدد الدعوة الى الاضراب القسري التحذيري على مدى يومين من كل اسبوع، طلب وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي عبر مدير عام التربية ابلاغ مديري الثانوية والمدارس فتح ابوابها امام التلامذة والمعلمين.
كوليرا: صفر
كورونا: 59
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير عن حالات الكوليرا في لبنان عدم تسجيل اي اصابة جديدة، فاستقر العدد التراكمي للحالات المثبتة على 658، فيما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة، وبقي العدد التراكمي للوفيات 23.
وفي تقرير منفصل، اعلنت الصحة عن تسجيل 59 اصابة جديدة بحالة الكورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1221182 كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة.
المغرب يُشرق على العالم
بلغ المنتخب المغربي لكرة القدم الدور نصف النهائي لمونديال قطر 2022 للمرة الأولى في تاريخه، ليصبح بتغلبه على البرتغال 1-صفر أول بلد عربي وإفريقي يبلغ هذا الدور بنهائيات كأس العالم، ليضرب موعدا ناريا مع فرنسا حاملة اللقب التي تخطت انكلترا 2-1، وذلك في مربع الكبار الذهبي مساء الأربعاء المقبل.
وسجل يوسف النصيري هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 42، ليتابع اسود الاطلس تسجيل اسمهم بأحرف من ذهب بالنسخة الحالية، وكما كان المنتخب المغربي أول بلد عربي وإفريقي يبلغ الدور ثمن النهائي، فعلها مرة ثانية وبات أول ممثل لهما يبلغ الدور نصف النهائي محققاً ما عجزت عنه الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010).
واللافت أنه فور انتهاء المباراة معلنة انتصار المغرب، حتى انطلقت الاحتفالات في الدوحة لتعم كافة الأقطار العربية من المحيط الى الخليج، كما في بلاد المهاجر، وهي ظاهرة، توقف عندها العالم، بنجاح هذا المنتخب في توحيد قلوب العرب، كما توحدهم القضية الأم فلسطين، والتي كانت رايتها القاسم المشترك لكل هذه الاحتفالات، بعدما حرص اللاعبون المغاربة على الاحتفال به، حتى بات ظاهرة النسخة الحالية من المونديال.
وفي موقف لافت، طالب الكاتب الفرنسي جورج مارك بن عمّو ملك المغرب وحكومته بتقديم اعتذار بسبب رفع المنتخب المغربي علم فلسطين في المباريات لأن المغرب وقّع اتفاقيةَ تطبيع مع إسرائيل، مضيفا أن منتخب المغرب نسف جهود التطبيع التي قادها أندري أزولاي، بما يشكل دلالة على وقع التأثير الذي باتت تشكله هذه الظاهرة على كيان الاحتلال.
***********************************
افتتاحية صحيفة الديار
الراعي يُصرّ على تدويل الأزمة اللبنانيّة : لا حلول داخليّة
المسيحيّون يُطيحون مساعي بري الحواريّة مُجدّداً
ميقاتي ينجح أخيراً بلقاء بن سلمان… لا مفاعيل مُباشرة قريباً ؟ – بولا مراد
باتت كل القوى على يقين من أن أي خرق في المشهد السياسي اللبناني، والذي لا شك لا يكون الا من بوابة الاستحقاق الرئاسي، لن يحصل قبل مطلع العام المقبل، ومن أن الفترة التي تفصلنا عن ذلك الموعد ستكون مجرد مرحلة تمرير وقت، يتخللها رفع للسقوف بهدف تحسين شروط التفاوض حين تدق ساعة التسوية الكبرى.
وبالرغم من المساعي التي يبذلها رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لحث البطريرك الماروني بشارة الراعي على الامساك بالكرة الرئاسية، وسحب البساط من تحت رجلي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو ما تجلى بوضوح من خلال حركة الرجلين باتجاه بكركي نهاية الأسبوع الماضي، يبدو واضحا ان الراعي يعي تماما انه غير قادر على ان يؤدي اي دور في هذا المجال، ما دفعه يوم أمس وخلال عظة الاحد االى الدعوة مجددا لتدويل الازمة اللبنانية.
في هذا الوقت، نجح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اخيرا، في لقاء ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان. لكن مصادر مواكبة أكدت انه لن يكون هناك اي مفاعيل مباشرة للقاء في المدى المنظور، سواء على الملف اللبناني او لجهة تبني الرياض لميقاتي ودعمه، لافتة الى ان خطة المملكة للتعامل مع الشأن اللبناني لم تتبلور بعد، فيما الدور القطري لا يزال هو الاكبر، مع توجه لان يتبلور بعد انتهاء المونديال.
المسيحيون يقطعون طريق بري
وقبل ٣ ايام من موعد الجلسة الجديدة لانتخاب رئيس للبلاد، والتي دعا اليها بري لافتا الى امكان تحوّلها الى جلسة حوارية، في حال كان هناك تجاوب مع مسعاه الجديد، لا تبدو القوى المسيحية متحمّسة للجلوس حول طاولة يديرها رئيس البرلمان. وهو ما عبّرت عنه بوضوح مصادر «التيار الوطني الحر»، معتبرة في حديث لـ «الديار» انه طرف غير محايد ليدعو للحوار، فيما شددت مصادر «القوات» على شكل هذا الحوار، مؤكدة لـ «الديار» رفض استعادة الحوار بنسخة ٢٠٠٦، رابطة اي موافقة على دعوة بري بضرورة المزاوجة بين الانتخابات الرئاسية والحوار، لجهة ان يحصل هذا الحوار مثلا بعد دورة اولى لانتخاب رئيس لا تؤدي الى نتيجة، فيدعو بري ممثلين عن الكتل لحوار في مكتبه كي تثمر الدورة الثانية وتؤدي الى انتخاب رئيس.
ويبدو البطريرك الراعي مقتنعا بعدم جدوى المحاولات الداخلية، وبأنه لم ينجح من قبل لجهة عدم قدرته حتى على جمع القادة المسيحيين، فبري لن ينجح ايضاً، وهو ما تبلغه من باسيل وجعجع.
وطالب الراعي في عظة الأحد يوم أمس، بالتوجه الى لأمم المتحدة ودول القرار لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان، وقال إنه لا مناص من تدويل القضية اللبنانية بعد فشل الحلول الداخلية. واعتبر أنّ الذين يُفشلون الحلول الداخلية هم من يرفضون التدويل، وحين يتم تعطيل الحل الداخلي ويُرفض التدويل، يعني أن هؤلاء الأفرقاء لا يريدون أي حل للقضية اللبنانية، وهم يريدون لبنان كما يريدون، فيما لبنان سيكون كما يريده جميع أبنائه المخلصين.
… قبلان يردّ على التدويل
وسارع المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كعادته الى الرد على الراعي، واعتبر ان «تدويل القضية اللبنانية نسف صريح للسيادة اللبنانية، ولن نقبل تقديم رأس لبنان إلى أي جزار دولي أو إقليمي»، مشددا على ان «الحل بتلبية دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي تأخذ البلد من القطيعة إلى الحوار لإنقاذ لبنان من أم الكوارث».
نجاح منقوص لميقاتي؟
وفي الرياض، عبّر ميقاتي خلال لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض، عن «الشكر والتقدير الدائم لمواقف السعودية التاريخية تجاه لبنان والدور الأساسي لها في إرساء المصالحة اللبنانية وتكريس مرحلة السلام بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف»،
وأكّد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) على «التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل الخطوات التي تمنع الإساءة إلى السعودية وكل الدول العربية، لا سيما منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية».
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، تم التأكيد خلال الاستقبال على أهمية انتخاب رئيس للبنان، وتنفيذ الإصلاحات التي يتطلع اليها الشعب اللبناني والمجتمع الدولي.
وفيما عممت مصادر ميقاتي اجواء ايجابية، قالت انها احاطت باللقاء واصفة اياه بـ «الجيد وبأنه ثمرة اتصالات مكثفة بدأت منذ فترة، ولم يطلبه الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون». واشارت مصادر مطلعة لـ «الديار» الى ان نجاح ميقاتي في انجاز هذا اللقاء، الذي كان يسعى اليه منذ مدة، يبقى منقوصا باعتبار انه لن تكون له اي مفاعيل مباشرة على المشهد اللبناني، اقله في الوقت الراهن، لان الخطة السعودية للتعامل مع لبنان لم تنضج بعد، بعكس قطر التي تنشط بالتنسيق مع باريس لايجاد مخرج للازمة اللبنانية، وهو ما يفترض ان يتبلور بعد انتهاء انشغال الدوحة بالمونديال، لافتة الى ان زيارة قائد الجيش اليها وقبلها باسيل ليستا زيارتين عابرتين، وهو ما سيتكشف قريبا، مع عدم استبعاد سير رئيس الوطني الحر بالعماد جوزيف عون رئيسا، نكاية بحزب الله ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
لقاء ولي العهد السعودي وميقاتي مثمر .. والراعي يدعو للتدويل
بعد الحج العوني الى بكركي في اطار محاولة لتحويل الانظار عن جوهر الخلاف وحقيقة سطو السلاح غير الشرعي على قرار الدولة من خلال افتعال ازمة دستورية ميثاقية طائفية وصراع سني- ماروني على الصلاحيات الرئاسية والحقوق المسيحية، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي زيارته الى الرياض في اطار مشاركته في القمة الخليجية –الصينية وسط حفاوة سعودية لافتة به عكسها الود الذي ابداه ولي العهد الامير محمد بن سلمان ومروحة لقاءات عقدها مع عدد من رؤساء الدول كان آخرهم رئيس الصين، ما اعاد بحسب اوساط سياسية مراقبة، عودة مهمة لدور لبنان على طاولات القمم، في مؤشر الى ان الدولة اللبنانية، ان نفذت المطلوب منها عربيا وغربيا استنادا الى البيان السعودي الاميركي الفرنسي المشترك وبيان القمة المنعقدة في الرياض اخيرا، فان انقاذها لن يكون سوى مسألة وقت قليل لا اكثر.
اوضحت مصادر حكومية، أن لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، “استمرّ لأكثر من نصف ساعة وكان جيّداً، وهو ثمرة اتصالات مكثفة بدأت منذ فترة ولم يطلبه الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون”.
وأشارت المصادر، إلى أن “اللقاء طوى الصفحة القديمة وفتح صفحة جديدة بين ميقاتي والسعودية”. ورداً على ما إذا كانت ستكون هناك مساعدات مالية من السعودية للبنان، قالت المصادر إنه “بكير بعد على هالموضوع”.
وتابعت، “الأهم بالنسبة لميقاتي بموازاة انتخاب رئيس للجمهورية العمل على المساعدات المالية للبنان من أجل تحسين وضعه الاقتصادي”.
وتمّ خلال اللقاء، بحسب ما أفادت وزارة الخارجيّة السعودية، استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ أكد ميقاتي على الشكر والتقدير الدائم لمواقف المملكة التاريخية تجاه لبنان والدور الأساسي للمملكة في إرساء المصالحة اللبنانية وتكريس مرحلة السلام بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف.
وأكد بن سلمان على التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل الخطوات التي تمنع الإساءة إلى المملكة العربية السعودية وكل الدول العربية لا سيما منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ميقاتي وشي
كما استقبل رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ الرئيس ميقاتي في مقر اقامته في الرياض، وخلال اللقاء، قال رئيس الصين إنّ بلاده “تقدر المساهمة الايجابية للبنان في تعزيز التعاون بين الدول العربية والصين”، وأضاف: “الصين مهتمة بتطوير التعاون مع لبنان في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وهي مستمرة في دعم لبنان بكل ما يحتاج اليه لا سيما في هذه الفترة في مجال الطاقة المتجددة”. بدوره، شكر الرئيس ميقاتي “الصين على مساهمتها الفعالة منذ سنوات في حماية الاستقرار في جنوب لبنان عبر مشاركتها الفاعلة في قوات اليونيفيل”، وقال: “إنّ لبنان يتطلع الى المزيد من الاستثمارات الصينية في لبنان لا سيما في مجال البنى التحتية والتي للصين خبرات واسعة فيها”.وتمنى “فتح الاسواق الصينية لمنتجات حرفية لبنانية”، وشكر الصين على “هبة تمويل بناء الكونسرفاتوار الوطني”.
وحضر اللقاء وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وزير المال يوسف الخليل، وزير الصناعة جورج بوشيكيان، مستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة، وسفيرة لبنان في جمهورية الصين الشعبية ميليا جبور.
القائد في قطر
وليس بعيدا من الخليج، وصل قائد الجيش العماد جوزف عون لبنان إلى دولة قطر، حيث يلبّي دعوة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وذلك للبحث في سبل استمرار دعم الجيش خلال هذه المرحلة.
جولة هيل
اما في الداخل فهدأت الحركة السياسية اليوم. فيما واصل مساعد وزير الخارجية الاميركية الاسبق السفير دايفيد هيل العائد الى لبنان في زيارة شخصية، جولته على المسؤولين فزار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والمرشح الرئاسي رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض. في معراب تباحث المجتمعون في الاوضاع العامة محلياً واقليمياً حيث اطلع جعجع ضيفه على التطورات على الساحة اللبنانية، مؤكداً ان الفرصة اليوم سانحة لانجاز تغيير جذري بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية سيادي يضع في صلب اولوياته خطة اصلاحية للنهوض بالبلاد ووضعها على مسار الانقاذ.
لا للاملاءات
في المقابل، انتقد تكتل بعلبك الهرمل النيابي اثر اجتماعه الدوري في مكتبه في بعلبك، برئاسة النائب حسين الحاج حسن، “التدخلات الأميركية في الحياة السياسية اللبنانية وبخاصة في الموضوعين الرئاسي والحكومي، وتأثيرها على الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية في لبنان”. ودعا “جميع القوى السياسية إلى الاستجابة لدعوة الرئيس نبيه بري الحوارية، وإلى عدم الاستجابة إلى أي إملاءات أميركية أو سواها”. وقال: “أمام الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تتهدد اللبنانيين جميعهم، يدعو تكتل بعلبك الهرمل النيابي حكومة تصريف الأعمال إلى التفاعل الإيجابي بين مكوناتها، والسعي الدؤوب إلى معالجة قضايا اللبنانيين المشتركة في الأمن الغذائي والصحي والبيئي والاجتماعي والتربوي، وفي المياه والكهرباء والمحروقات وفرص العمل وتنشيط الاقتصاد”.
الراعي: لا مناص من تدويل القضية اللبنانية
على الحكومة التأنّي في استعمال الصلاحيات
دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد ، الى «ضرورة التوجه إلى الأمم المتحدة ودول القرار لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان». وقال : لا مناص من تدويل القضية اللبنانية بعد فشل كل الحلول الداخلية. واللافت أن الذين يفشلون الحلول الداخلية هم أولئك الذين يرفضون التدويل. وحين يتم تعطيل الحل الداخلي ويرفض التدويل يعني أن هؤلاء الأطراف لا يريدون أي حل للوضع اللبناني. إما يكون لبنان كما يريدون أو لا يكون. لكن يجب أن يعلم الجميع أن لبنان سيكون كما يريده جميع أبنائه المخلصين».
وذكر الراعي «نواب الأمة عندنا ومتعاطي الشأن السياسي، أن أساس قيام لبنان سنة 1920 هو التعددية الثقافية والدينية في الوحدة؛ وأساسه إثر الاستقلال هو الميثاق الوطني بالعيش معا في المساواة؛ وأساسه بعد اتفاق الطائف هو إعادة توزيع أدوار الطوائف، بحيث تقول مقدمة الدستور: «لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك».
وقال :»إن كل ما تقوم به الجماعة السياسية والنيابية يسري خلاف هذه الأسس. فهي لا تحترم فكرة قيام لبنان، ولا الشراكة، ولا التعددية، ولا الاستقلال، ولا الميثاق الوطني، ولا الطائف ودستوره. هل الهدف من هذا السلوك المعيب هو القضاء على خصوصية لبنان وقيمه ونظامه؟ وهل يوجد قرار متخذ عن سابق تصور وتصميم لهدم لبنان القائم، والبناء على أطلاله مسودة دولة لا تنتمي إلى شعبها ولا إلى تاريخها ولا إلى محيطها؟».
وسأل :»كيف يحكم النواب على ذواتهم وهم يجتمعون تسع مرات ولا ينتخبون رئيسا للجمهورية؟ هذا يعني أنهم لا يريدون انتخاب رئيس، أو ليسوا أهلا لانتخاب رئيس، وبالتالي يطعنون بوجود الجمهورية اللبنانية، ويفقدون ثقة الشعب واحترام الدول الشقيقة والصديقة التي تعمل على إنقاذ لبنان. أليست جلسات المجلس النياني، كما هي قائمة، لإيهام الشعب والعالم بأنهم يجتمعون لإنتخاب الرئيس، وهم يخدعون ويموهون؟».
وتحدث عن انعقاد اجتماع الحكومة الإثنين الماضي بالحد الأدنى من الوزراء وبالحد الأقصى من جدول الأعمال، «ومن دون التوقف عند التمثيل الميثاقي»، لافتا الى «المعارضة التي اتخذت بعدا دستوريا وسياسيا وطائفيا خشينا حصوله قبل وقوعه ونبهنا إليه. وتمنينا على دولة رئيس الحكومة إعادة النظر في انعقاد الجلسة وتأجيلها من أجل مزيد من التشاور، ولتحديد صلاحيات حكومة مستقيلة وتصرف الأعمال في غياب رئيس الجمهورية، لكن الحكومة مع الأسف عقدت جلستها بمن حضر وكان ما كان من معارضة. لذلك، نناشد الحكومة التأني في استعمال الصلاحيات حرصا على الوحدة الوطنية ومنعا لاستغلال البعض مثل هذه الاجتماعات لأغراض سياسية وطائفية»
أضاف : « أفضل ما يمكن أن تقوم به الحكومة، لاسيما رئيسها، هو العمل على الصعيد العربي والدولي لتسريع انتخاب رئيس للجمهورية. هذا هو الحل فيما البلاد تتدهور».
وأكد «إن البطريركية المارونية لا تتورط بالصراعات بين السياسيين والأحزاب. مواقفها تبقى فوق النزاعات والتنافس السياسي، ولا تنحاز إلا إلى الحق الوطني. وتلتزم المبادئ الوطنية الجامعة والثوابت التاريخية والدستور ببعده الميثاقي»، داعيا الاحزاب إلى «التعالي عن صراعاتها، لكي تخلق الظرف المناسب للقاءات ناجحة، وإلا لا قيمة لتكرار اجتماعات تذهب في مهب الريح كما هو حاصل منذ ثلاثة أشهر».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :