افتتاحية صحيفة البناء:
ألمانيا تلاحق «انقلابيين»… ولافروف: التلاقي التركي السوري في إطار اتفاقية أضنة حزب الله متمسك بالتفاهم مع التيار رغم الخلاف… والخطوة الثانية عند التيار لا الحزب جلسة اليوم الرئاسية نسخة عن سابقاتها رغم التلويح بمفاجآت… وآخر جلسات العام?
فاجأت الأنباء الألمانية التي تحدثت عن مشروع انقلابي لحزب بيت الرايخ الأول، الأوساط الأوروبية والدولية، خصوصاً أن عدد ومواقع الذين ألقي القبض عليهم أقل من أن يمثلوا تهديداً للنظام الألماني، وما لفت الانتباه هو تسريب معلومات عن علاقة لبعضهم بالسفارة الروسية في برلين، التي سارعت للنفي وفعل الكرملين مثلها، ما طرح السؤال حول وجود قطبة مخفية وراء فتح ملف هذه الجماعة الهامشية وتلبيسها ثوباً كبيراً بحجم الانقلاب، لتأزيم العلاقات الروسية الألمانية على خلفية اتهامات لروسيا ينتظر المراقبون متابعة كيفية تعامل الجهات الألمانية معها، طالما أن مصدر المعلومات والتدابير التي تحدثت عن كشف المحاولة الانقلابية هو جهاز المخابرات الألمانية، التي تعمل بتنسيق وثيق مع المخابرات الأميركية المنزعجة من خطوات المستشار الألماني أولاف شولتز نحو موسكو، وفقاً لتصريحاته الأخيرة التي لاقت دعوات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتقديم ضمانات أمنية لروسيا كمقدمة للتفاوض معها، وهو ما فشل ماكرون في تسويقه أميركياً خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.
على صعيد دولي إقليمي حساس كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تقدّم على مسار العلاقات السورية التركية، باتجاه العودة الثنائية إلى اعتبار اتفاقية أضنة الموقعة بين الدولتين عام 1998 إطاراً صالحاً لاحتواء الأزمة الحدودية التي تدور حول نشاط الجماعات الكردية المسلحة، بحيث توافق تركيا على أن ضمان أمن تركيا عبر الحدود تتولاه الدولة السورية، وترتضي الدولة السورية منح القوات التركية صلاحيات الملاحقة لمدى جغرافي وزمني معينين عندما تكون تلاحق جماعات مسلحة تسببت بأعمال تستهدف الأمن التركي. واتهم لافروف الأميركيين بتشجيع نزعات انفصالية للجماعات الكردية، داعياً الأكراد الى العودة لدولتهم، مضيفاً أن روسيا متمسكة بأن تضمن اي مبادرة وحدة وسيادة سورية.
لبنانياً، قالت مصادر سياسية في قوى الثامن من آذار، إن العاصفة التي تسبب بها اجتماع الحكومة الأخير لم تهدأ بعد، وإن ما أصاب العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، بعد موقف رئيس التيار النائب جبران باسيل، الذي حمّل الحزب مسؤولية الجلسة، وتبعه كلام نواب ومسؤولين في التيار بالاتجاه ذاته، لن يلقى تعليقاً من حزب الله المتمسك بالتفاهم الذي يجمعه مع التيار الوطني الحر، وإن الحزب لن يكون الجهة التي تفك تحالفها مع أي من حلفائها، وإن تاريخ حزب الله يقول بأنه يعتمد مناقشة الخلافات في الغرف المغلقة وليس في وسائل الإعلام، وعندما يخرج بكلام علني حول خلاف مع حليف فهذا يعني أن التحالف في أزمة عميقة وأمام مخاطر السقوط، ومن زاوية العلاقة بالتيار لا يبدو هذا هو الحال من وجهة نظر حزب الله، ولذلك تقول المصادر إن الخطوة الثانية بعد كلام قيادة التيار ليست عند الحزب بل عند التيار، ليس فقط لأن الحزب لن يردّ على ما طاله من مواقف واتهامات، بل لأنه لن يبادر الى أي خطوة بانتظار تبلور صورة واضحة عن وجهة ما يريده التيار فعلياً.
الجلسة النيابية التي تنعقد اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية لن تسجل جديداً. فالورقة بيضاء باقية خيطاً يجمع الحلفاء رغم الخلاف، ورغم الحديث عن مفاجآت، وفقاً لما تقوله مصادر نيابية في كتل التصويت بالورقة البيضاء، وعن احتمال ظهور مفاجآت في الجلسة المقبلة تقول المصادر إن احتمال ان تكون جلسة اليوم آخر جلسات العام وارد طالما أن الموعد المقبل يفترض أن يكون منتصف الشهر الحالي قبيل موعد عيد الميلاد، حيث يسافر الكثير من النواب الى الخارج قبل الأعياد.
ولا تزال مواقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورسائله التصعيديّة لا سيما تجاه «حارة حريك» تطغى على المشهد السياسيّ بعدما أربكت كافة الأطراف وخلطت الأوراق ودفعت الجميع إلى إعادة حساباته في استحقاقات المرحلة المقبلة وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي.
وإذ تشكل الجلسة التاسعة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية أول اختبارات العلاقة بين التيار الوطني وحزب الله لجهة تلويح باسيل بالتوقف عن التصويت بالورقة البيضاء والاتجاه نحو تسمية مرشح بالمواصفات التي وضعها التيار، علمت «البناء» أن تكتل لبنان القويّ لن يقاطع جلسة الانتخاب اليوم بل سيحضرها لكن سيصوّت بالورقة البيضاء بانتظار حسم التكتل لمرشحه الذي قد يظهر في أول جلسة في العام المقبل، على أن نتيجة جلسة اليوم لن تخالف نتيجة سابقاتها من حيث الحضور والتصويت وعداد المرشحين.
وإذ لم يصدر حزب الله أيّ موقف على كلام باسيل التصعيدي، أشارت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى «أننا وحزب الله لسنا حزباً واحداً ومن الطبيعي التباين الحاصل بالمواقف وآخرها حول جلسة مجلس الوزراء التي نكرر أنها غير دستورية وغير ميثاقية وغير وطنية، ونحن وقفنا الى جانب حلفائنا في مراحل صعبة، وكنا نتمنى أن يقفوا معنا في ظل الحرب التي نتعرض لها من أطراف عدة، وصحيح أنه لن يؤدي هذا الخلاف الى قطيعة بين الحزب والتيار والحوار سيستكمل لكن ما حصل أمر جديد بالعلاقة أهمها ابتعاد بيننا في السياسة، الأمر الذي سينعكس على ملفات عدة لا سيما انتخابات رئاسة الجمهورية».
وحذّرت المصادر من «محاولة قوى عدة الضغط على النائب باسيل في ملف الانتخابات الرئاسية لفرض عليه تنازلات والسير بمرشحين لا يمثلون المسيحيين»، مؤكدة أن التيار سيواجه ويخوض معركة الرئاسة حتى النهاية، ولن يقبل إلا برئيس يملك حيثية سياسية على الصعيدين المسيحي والوطني».
ويأخذ التيار على الحزب وفق المصادر أنه كان يعلم بانعقاد الجلسة ولم يحرّك ساكناً باتجاه ثني القيمين على عقدها، بل شارك فيها وكان شاهداً على قراراتها غير الدستورية والشرعية وتتجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية وفق ما ظهر بالمرسوم الذي عرضه باسيل في مؤتمره الصحافي والذي وقعه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عنه وعن رئيس الجمهورية في وقت يجب أن يوقعه الـ24 وزيراً لأنهم يقومون مقام رئيس الجمهورية جميعهم.
ووفق قراءة لمواقف باسيل فإنه يحضر لأمر ما ومواجهة بأسلحة متعددة للمسار الذي يسلكه رئيس حكومة تصريف الأعمال، أهمها التوقف عن حضور جلسات مجلس النواب التشريعية، والطعن بالمراسيم والقرارات التي صدرت في مجلس شورى الدولة، والتوجه للانفراد بتسمية مرشح لرئاسة الجمهورية والإعلان النهائي برفض السير برئيس تيار المردة سليمان فرنجية فضلاً عن إعلان العمل باللامركزية المالية والإدارية بشكل منفرد.
في المقابل كشفت مصادر نيابية في لجنة الصحة النيابية لـ»البناء» أن «كل النواب الموجودين بمن فيهم نواب التيار الأعضاء في اللجنة اقتنعوا بضرورة إقرار البنود الصحية وأن اللجنة تحرّكت من دون طلب من أحد وطالبت بعقد الحكومة، لأنه إن لم تقرّ مراسيم الدواء في مجلس الوزراء سنقع في كارثة صحيّة».
إلا أن مصادر التيار تردّ بالقول إن «هذه الملفات الصحية ليست وليدة الساعة ويمكن إقرارها بمراسيم جوالة، خصوصاً أن مصرف لبنان كان يدعم الدواء بمئة مليون دولار في الشهر وعندما جاء وزير الصحة فراس الأبيض أخذ الحاكم رياض سلامة قراراً بخفض المبلغ الى 35 مليون من دون الرجوع الى وزير الصحة لتحديد حاجات المرضى من الأدوية، وبالتالي كان يستطيع المصرف المركزي زيادة المبلغ، لكن عقد هذه الجلسة تحت العناوين المعيشية والصحية خارج الإطار الوطني في وقت هناك حلول دستورية وقانونية بلا عقد جلسة يشكل استفزازاً مقصوداً للمكوّن المسيحي».
وإذ أبدى عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله استغرابه حيال خطاب باسيل، محذراً من أبعاده الوطنية، لفت لـ»البناء» الى أن «الخطر الكبير في كلام باسيل هو مطالبته بتطبيق اللامركزية المالية والإدارية بقانون وغير قانون ما يعيدنا الى الطروحات الانعزالية أي الحكم الذاتي»، وتابع: «لا يجوز بهذه الظروف الدولية والإقليمية والاجتماعية استنباط خطابات طائفية وخلق انقسامات جديدة».
واعتبر النائب علي درويش أن «باسيل لم يكن موفقاً بالخطاب الطائفي الذي أدلاه»، موضحاً لـ»البناء» أن «الرئيس ميقاتي استند بعقد الجلسة الى الدستور والى حق الحكومة بتصريف الأعمال خصوصاً بالحالات الطارئة التي تندرج الملفات الصحية وحياة الناس في إطاره»، مؤكدة أن «خطابات ميقاتي وطنية وجامعة، والمسؤول عن هذه الأزمة هو الشغور الرئاسي وليس ميقاتي السبب بعدم انتخاب رئيس، والحل ليس بإطلاق النار على جلسات الحكومة بل انتخاب رئيس للجمهورية».
وكان البطريرك الماروني مار بشارة الراعي التقى ملك الاردن عبدالله الثاني في حضور ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله ورأى الراعي أن «لبنان يعاني من عدم وجود سلطة قادرة على الحسم ما ولّد سلطات وأصحاب نفوذ وتقاسم سلطات ويتحمل عبئاً اقتصادياً كبيراً وهويته مهددة وديموغرافيته تتغيّر بسبب وجود نصف مليون فلسطيني ومليون ونصف مليون سوري على أرضه». وطالب الراعي من الأردن بـ «عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة يتناول تطبيق الطائف نصاً وروحاً وقرارات مجلس الامن الثلاثة 1680 و1559 و1701 لحل أزمة اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية وإعلان حياد لبنان».
وفي سياق ذلك، بحث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمالعبدالله بوحبيب، مع سفراء الدول الاسكندنافية لدى لبنان، قضية النازحين السوريين. وشدد بو حبيب خلال الاجتماع على «ان لبنان لا يستطيع تحمل وجود حوالي المليوني نازح سوري على أرضه من دون تحديد موعد لعودتهم الى بلادهم»، معتبراً أنه «في حال توقفت المساعدات الدولية لهم سيعودون الى بلادهم».
ووفق معلومات «البناء» من مصادر معنية بالملف فإن وزارة المهجرين أنجزت كل ما هو مطلوب منها بملف النازحين ولا سيما بالشق السياسي وتم الاستحصال على كافة الموافقات والتسهيلات والتقديمات من الدولة السورية، لكن العراقيل داخلية وخارجية، هناك ضغوط من الدول المانحة على مفوضية شؤون اللاجئين وعلى الرئيس ميقاتي لعرقلة العودة.
وكشفت المصادر أنه تمّ إعداد لائحة النازحين الذين يرغبون بالعودة من عرسال ويجري إعداد اللوائح أيضاً في كل من عكار وطرابلس. (550 عائلة).
وتحدّثت عن تغير في موقف المنظمات الدولية تجاه الإطار القانوني لأزمة النزوح، إذ اقتنعت مفوضية شؤون اللاجئين بأن القوانين 1951 و1967 تتيح للدولة اللبنانية التعاطي مع الدولة السورية ومن دون العودة الى المنظمات الدولية، لا سيما أن العودة طوعية، وحصل نوع من الاتفاق مع المنظمات للدفع للنازح السوري المال على الأراضي السورية، لكن الدول المانحة لم تعطِ أي جواب بعد للموافقة. ولفتت المصادر الى أنه في حال أعطت الجهات المانحة الضوء الأخضر للمنظمات الدولية بالدفع للنازحين في سورية، تكون نضجت الظروف الدولية لعودة النازحين، وإلا لن يعود النازحون قبل سنوات.
وترأس الرئيس ميقاتي الذي يغادر اليوم الى السعودية للمشاركة في القمة الخليجية – الصينية، اجتماعاً للجنة الوزارية المخصصة للأمن الغذائي في السراي الحكومي، شارك فيه الوزراء موريس سليم، يوسف الخليل، جورج بوشكيان، بسام المولوي، عباس الحاج حسن وأمين سلام الذي أعلن أن «تنفيذ قرض البنك الدولي بشأن القمح سيبدأ بأواخر كانون الأول وبذلك سنحافظ على استقرار لمدة سنة بدعم الخبز».
الى ذلك، علمت «البناء» أن «الزودة على رواتب القطاع العام (ثلاثة معاشات) ستصرَف وتحوّل قبل رأس السنة وبدءاً من 15 الشهر الحالي. إلا أن المساعدة الاجتماعية لأساتذة التعليم الرسمي والتقني (130 دولاراً) لن تعطى للأساتذة كدعم من الجهات المانحة، ويحاول وزير التربية عباس الحلبي تأمين قرض من الدولة لدفعها لكن تعذّر ذلك حتى الآن، مشيرة الى أن أساتذة التعليم الرسمي يتجهون الى الإعلان عن الإضراب المفتوح قريباً.
وبقي قرار وزير المال يوسف خليل بفرض ضريبة الدخل التصاعدية على الرواتب والأجور والتي تصل نسبتها الى (25 %) والتي رفضتها لجنة المال والموازنة في جلستها الاخيرة، بقيت محل متابعة. ووفق معلومات «البناء»، فقد زار وفد من الاتحاد العمالي العام وزير المالية منذ أيام واعترض على هذا الأمر فوعد الوزير بتعديلات على القرار.
وكشفت أوساط نيابية لـ»البناء» أن النواب أجمعوا بالجلسة الأخيرة على الطلب من وزير المال يوسف خليل إعادة درس القرارين لناحية الشطور وسعر الصرف والمفعول الرجعي، لا سيما أن الموازنة أقرّت في شهر 11 من هذا العام، فضلاً عن ضرورة إعادة النظر باحتساب الضريبة على رواتب الدولار على صيرفة، الأمر الذي يربط نسبة الضريبة بسعر صيرفة.
والخلاصة التي خرج بها الاجتماع وفق الأوساط بأن وزير المال خضع لدعوات النواب وتعهّد بإعادة درس القرارات، وبالتالي تجميد العمل بالقرارين ريثما تتم إعادة النظر بهما خلال أيام.
على صعيد القروض الشخصية، علمت «البناء» أن البنك المركزي يُعيد درس موضوع آلية تسديد القروض لإيجاد صيغة لا ترتب أعباء جديدة على المواطنين، والتوجه هو الاستمرار بدفعها على الدولار الرسمي، وذلك بعدما طلب النائب علي فياض ونواب آخرون من وزير المال ومصرف لبنان إعادة النظر بدفع قروض التجزئة والشخصية بالدولار على سعر الصرف الرسمي وليس على 15 ألف ليرة، لكي لا ترتب أعباء إضافية على المواطنين لا سيما ذوي الدخل المحدود.
*****************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
باسيل يضبط السقف والحزب يلتزم الصمت: التيار يبدأ مناورة جديدة من باب الرئاسة
التهدئة في التخاطب هي عنوان المرحلة الآن بين حزب الله والتيار الوطني الحر. لكن "الله أعلم كيف سيكون موقفنا في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية" اليوم، على ما قالت مصادر رفيعة في التيار الوطني الحر لـ"الأخبار". وفيما رفضت الإشارة إلى ما إذا كان نواب تكتل لبنان القوي سيستمرون في التصويت بورقة بيضاء، اكتفت بالقول: "القرار لدى النائب جبران باسيل، وسيتبلّغه النواب في اللحظات الأخيرة"، مؤكدة أنه "في شي جديد".
في غضون ذلك، تعمّد حزب الله عدم التعليق على تصعيد باسيل في مؤتمره الصحافي أول من أمس، خصوصاً أن رد الفعل هذا لم يكن مفاجئاً. غياب المسؤولين في الحزب عن الواجهة كان بقرار، فيما القلّة التي تطوّعت للرد التزمت "تعميماً" داخلياً بـ "كظْم الغيْظ"، والتريث في الخوض في النتائِج المحتملة لغضب باسيل، في انتظار رصد أبعاد المضمون السياسي لما قاله، مع التأكيد على "التمسك بالتحالف معه".
وإذا كان حزب الله يتصرف على قاعدة تفهّم غضب رئيس التيار، فإن ذلك ينطلق من اعتبار الحزب أن الأخير يعلم تماماً، كما الحزب نفسه، بأنه لا يمكن التضحية بتفاهم سياسي كانت له نتائج كبيرة على المستوى الوطني. وإذا كان الانفصال وفكّ التفاهم مضراً بحزب الله، فإن باسيل يدرك بأن الضرر على التيار سيكون كبيراً أيضاً. وعليه، فإن الطرفين محكومان بالتفاهم على استمرار التفاهم، مشيرة إلى أن "تفعيل الخط الساخن بين الطرفين لم يحن وقته بعد".
أما باسيل، من جهته، فقد بادر إلى تبريد بعض الرؤوس الحامية التي طالبت في المجلس السياسي للتيار أمس بـ"الإعلان فوراً عن فك التفاهم"، وحض القيادات والمناصرين على عدم الذهاب بعيداً في النقد والمزايدة. وحرص على إبلاغ كل المعنيين داخل التيار بوجوب التزام السقف الذي حدده في مؤتمره الصحافي أول من أمس، وعدم "الشطح" في المزايدة أو الذهاب أبعد، في ظل ارتياح وتأييد عونيين عارمين للتمايز في هذه المرحلة وتكريس الاستقلالية المطلقة في الخيارات.
ونقل زوار باسيل عنه قوله إن انعقاد جلسة مجلس الوزراء "كان رسالة، وقد تم الرد عليها بشكل واضح ومباشر من دون مواربة أو لف ودوران كما يفعل آخرون"، مع اعتياد التيار على رد فعل الحزب في حالات مشابهة، لجهة الانكفاء وعدم التعليق. وتلفت مصادر في التيار إلى أن "تجربة التحريض أو القصاص جربها خصوم التيار منذ عام 2006 على مرأى من الحزب ومسمعه، وهو يعرف جيداً أنها لا تقود مع التيار إلا إلى نتائج عكسية بالكامل".
لكن ذلِك لم يقلّل من أهمية بعض الخلاصات الناتجة من موقف التيار الحاد خصوصاً في ما يتعلق بالملف الرئاسي. فقد اعتبرت مصادر مطلعة أنه "لا يُمكن أن يكون الموقف الحاد لباسيل مرتبطاً بانعقاد جلسة مجلس الوزراء فقط، بل كانت بالنسبة إليه محطة لإيصال رسالة بأن لا مجال للتشاور في ترشيح رئيس حزب المردة سليمان فرنجية وضرورة البحث في خيار آخر"، وهو ما يمكن أن تتبلور بعض ملامحه في مناورة جديدة في جلسة اليوم.
وقالت مصادر التيار إن "التكتل لم يكن قد توصل حتى ليل أمس إلى قرار بشأن الجلسة، لكن النقاش كانَ مفتوحاً على خيارات كثيرة من بينها مقاطعة الجلسة أو التخلي عن الورقة البيضاء والكشف عن اسم مرشحنا الرئاسي".
وقد تداول بعض النواب العونيين باقتراح تصويت التكتل أو نصفه للمرشح ميشال معوض، لكن وجهة نظر باسيل تقول إنه لن يبادل الأخطاء التكتيكية بأخطاء تكتيكية مماثلة، ولن يرد الخطأ الاستراتيجي بخطأ استراتيجي، وإن كان يرى أن الوقت حان للتمايز بالتصويت، طالما أن أهداف كل من المجموعتين من التصويت بالورقة البيضاء ليس هو نفسه.
وبمعزل عن الرسالة السياسية التي أراد باسيل توجيهها، أول من أمس، كردّ أولي على عقد جلسة حكومية من دون التنسيق معه أو رغماً عنه، فإن ما استقاه التيار من هذه الجلسة يتمحور حول "إمكانية إدارة البلد من دون رئيس جمهورية وأن الأولوية اليوم عند حزب الله هي لتسيير أمور الحكومة المستقيلة لا لانتخاب رئيس". هذه المقاربة استفزت باسيل ومعه نواب التيار الذين سمعوا من رئيس التيار أن أي افتراض بأنه يمكن للقوى السياسية الممثلة بالترويكا، وإلى جانبها حزب الله، التعامل مع الفراغ الرئاسي كأمر طبيعي و"بيجي عمهلو"، وأنه يمكن للدولة أن تعمل بشكل عادي لا بل تعيد حكومة منتهية الصلاحية إلى الحياة، سيتم منعه بكل الوسائل المتاحة أكانت سياسية أو شعبية أو قضائية. من هذا المنطلق، يصبح لرفض باسيل لانعقاد جلسة عامة لمجلس النواب لأي سبب باستثناء انتخاب الرئيس، بعدان:
1- رد فعل مباشر على تأمين الغطاء للجلسة الحكومية والإطاحة بما سماه الشراكة الوطنية المنصوص عنها في الطائف والتي تتطلب وجود رئيس جمهورية يمهر المراسيم بتوقيعه ولا يحل محله وزير أو رئيس حكومة.
2- الإطاحة مسبقاً بأي طموح لميقاتي أو غيره بعقد جلسة أخرى عبر التأكيد أن التشريع معطل كما العمل النيابي وكل المعارك والقضايا الملحة إلى حين انتخاب رئيس. بالتالي لا أولوية تعلو فوق هذا الموضوع. اللافت أن رد الفعل العوني هذه المرة ليس مصوباً في وجه ميقاتي أو بري إنما حصراً في وجه حزب الله، شريك وحليف التيار الأساسي. بمعنى أن تفرّد الحزب بعقد جلسة حكومية يدرك مسبقاً حجم ضررها على الموقع المسيحي الأول وعلى ما جرى الاتفاق عليه في مجلس النواب، يعني "تقصّد توجيه ضربة موجعة إلى باسيل مغلفة بعناوين إنسانية". لذلك كانت مقاطعة التيار العامة والشاملة لما يراه حزب الله أولوية، بمثابة ردّ على اعتبار الحزب مسألة الرئاسة غير ملحة ويمكنها الانتظار. كما حرص التيار على تعطيل كل المسارات الفرعية إلى حين إنجاز الانتخابات ولو تطلب الأمر تحالفات مستجدة بين الخصوم.
لكن ثمة من يوضح هنا أن موقف التيار أول من أمس وأمس وغداً هو نفسه الموقف السابق بضرورة تحوّل مجلس النواب إلى هيئة انتخابية فقط، بالتالي الامتناع عن البحث بأي شأن آخر. المستجدّ اليوم، هو بدء ربط الموقف العوني بمواقف القوات والكتائب والمستقلين الذين يدورون في فلك 14 آذار من ناحية التوافق على أولويات ملء الفراغ الرئاسي. ولا شكّ أن البطريركية المارونية لعبت دوراً سريعاً للخروج بموقف مسيحي موحد وجامع بين كل هذه القوى أكان قبيل عقد الجلسة أو بعدها. ترجم الأمر لاحقاً في رفض القوات، حليف بري الرئيسي، حضور الجلسة العامة التي عيّنها رئيس مجلس النواب للبتّ في عريضة الاتهام حول وزراء الاتصالات، ما دفع بري إلى الرضوخ وتأجيلها. حصل ذلك رغم حضور النائب جورج عدوان لاجتماع هيئة مكتب المجلس والاتفاق خلال الاجتماع مع لجنة الإدارة والعدل ورئيسها على حضور الجلسة ومبادرة عدوان إلى التداول باسم مرشح من قبل القوات لتمثيلها في لجنة التحقيق النيابية المعتزم تشكيلها خلال الجلسة. قبل أن تعلن معراب مقاطعتها بشكل مفاجئ لها "من منطلق فرض ضغط سياسي لانتخاب رئيس لأن كل القضايا الأخرى يمكن أن تنتظر، والأجدى تحويل كل الجلسات إلى جلسات انتخاب". هكذا نجحت الأحزاب المسيحية الثلاثة المتناحرة في ما بينها، في تسكير مجلس النواب ومنع انعقاده، ولعب التيار على هذا التوافق الآني لتوجيه ضربة مضادة إلى بري عبر شركائه. علماً أن الأحزاب الثلاثة تفصل ما بين عمل اللجان النيابية حيث سيستمر النواب بالحضور وبين الجلسات العامة، من ناحية تطرق اللجان إلى تحضير القوانين والبحث بموادها من دون القدرة على إقرارها.
*****************************
افتتاحية صحيفة النهار
“التاسعة العقيمة” اليوم… بمجلس يزداد تشلعاً
لم يكن تفصيلا نافلا، ولا امرا عابرا، ان يحول رفض الكتل المسيحية الكبيرة عقد جلسات تشريعية ل#مجلس النواب وتاليا تطيير الجلسة التي كانت مقررة امس للنظر في مساءلة ثلاثة وزراء سابقين للاتصالات في ملفات اهدار، ولو ان الجلسة ارجئت بذريعة “التمني” من هيئة مكتب المجلس على رئيس المجلس #نبيه بري ارجاءها لتمكين الهيئة العامة مجتمعة من النظر في الموضوع. ذلك ان المقاطعة لجلسات التشريع وان اكتسبت طابعا دستوريا وحججا لها وقعها وثقلها الدستوري نظرا الى نظرية أولوية انتخاب رئيس الجمهورية في أي انعقاد للمجلس قبل أي اجراء اخر، فانه لا يمكن تجاهل توغل الازمة الكبيرة الناشئة عن تمادي الفراغ الرئاسي الى نشوء معادلة توازن سلبي يبدو معها شلّ جلسات التشريع بمثابة خطوة متقدمة ردا على معادلة تطيير النصاب في كل جلسات انتخاب انتخاب رئيس الجمهورية. حتى انه لم يعد ممكنا تجاهل تصاعد طابع طائفي اتخذ دلالاته في ارجاء الجلسة النيابية البارحة تحت وطأة مقاطعة الكتل النيابية المسيحية بالإضافة الى عدد من النواب المستقلين. وهو امر يسجل في اقل الأحوال ترجمة إضافية للتداعايات السياسية التي بدأت تنزلق اليها البلاد في الشهر الثاني من عمر ازمة الفراغ الرئاسي التي بدأت مع نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في نهاية تشرين الأول الماضي.
تبعا لذلك تكتسب الاطلالة اليوم على الجلسة التاسعة التي يعقدها مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية دلالة إضافية ولو انها لن تكون سوى نسخة طبق الأصل في نتائجها وآليتها عن الجلسات الثماني السابقة. هذه الدلالة تتأتى من مجلس نواب آخذ في التشلع واتساع الثغرات والفجوات وتراكم تداعيات المعارك الصغيرة منها بين مكوناته والكبيرة الخارجة عن اطار قراراته وهوامشها والمتصلة “بانتاج الرئيس “خارج ساحة النجمة على ما بات مكشوفا ومعروفا ومفضوحا. وتنعقد تاليا الجلسة التاسعة الانتخابية لمجلس النواب اليوم وقد ازداد المجلس تراكما على تراكم من خلال المناخ الشديد التوتر بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” بفعل ترددات مشاركة الحزب في جلسة مجلس الوزراء التي كانت بمثابة ضربة موجعة للغاية للتيار العوني، ومن ثم رد رئيس التيار النائب جبران باسيل بمؤتمره الصحافي الذي حفل بالتهويل على الحزب بمواقف الحرد والغضب والاتهامات المبطنة. ولكن بدا واضحا امس ان ازمة السخط والغضب والاتهامات والتهويل بدأ وضعها كالعادة في مثل التجارب السابقة بين الحليفين قد وضعت على سكة التبريد، تمهيدا لمعالجة تداعياتها، اذ لم يصدر أي رد من الحزب ونوابه ومسؤوليه على مؤتمر باسيل فيما انحسرت مبارزة السجالات الحادة بين انصار الحليفين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بما يؤشر الى بدء احتواء الخلاف. ومع ذلك سيكون تلويح باسيل بطرح مرشح من جانب تياره على محك الرصد بدءا من اليوم اذ ان الخلاف الحقيقي والجدي بينه وبين الحزب يتصل برفض باسيل المطلق لترشيح سليمان فرنجية الذي يتبناه الحزب حتى الان. واذا كان يرجح ان يصوت “تكتل #لبنان القوي” اليوم بالاوراق البيضاء كما افرقاء ٨ اذار الاخرين، فان المعارضة ستسعى الى إعادة رفع سقف التصويت لمرشحها النائب ميشال معوض بعدما تراجع عدد الأصوات في الجلسة السابقة.
الملك والبطريرك
وفيما ساد الجمود السياسي المشهد الداخلي امس، لم تكن ازمة الاستحقاق الرئاسي بعيدة من المواضيع التي طرحت في لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس مع العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين في عمان في حضور ولي العهد الأردني الامير حسين بن عبدالله والقائم باعمال السفارة اللبنانية السفير يوسف رجي والقائم باعمال السفارة البابوية في عمان .
وأفاد الديوان الملكي في الأردن ان العاهل الأردني اكد خلال لقائه البطريرك الراعي “الوقوف إلى جانب لبنان ودعمه في جهوده لتخطي الأزمات التي تواجهه”.
وكان الراعي اعلن في وقت سابق ان “لبنان يعاني من عدم وجود سلطة قادرة على الحسم ما ولّد سلطات وأصحاب نفوذ وتقاسم سلطات ويتحمل عبئا اقتصاديا كبيرا وهويته مهددة وديموغرافيته تتغير بسبب وجود نصف مليون فلسطيني ومليون ونصف مليون سوري على أرضه”. وجدد الراعي المطالبة “بعقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة يتناول تطبيق الطائف نصا وروحا وقرارات مجلس الامن الثلاثة 1680 و1559 و1701 لحل أزمة اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية وإعلان حياد لبنان”.
إضرابات وامن غذائي
وسط هذه الأجواء السياسية المضطربة بدا ان موجة الاضرابات التي بدأت منذ فترة متجهة الى مزيد من التفاقم في الأيام المقبلة. وقد افيد امس ان نقابة موظفي “تلفزيون لبنان” ستعقد اليوم الخميس اجتماعًا طارئا لاعلان عدد من الخطوات المقبلة. وعُلم أّنّ النقابة تتجه لاعلان الاضراب المفتوح، وذلك إثر عدم دفع رواتبهم وغلاء المعيشة. وذكر ان وزارة المال بدأت باتخاذ الإجراءات اللازمة لدفع الرواتب بما يحول دون الاضراب .
وفي سياق مشابه عُقد امس اجتماع في وزارة العمل ضمّ وزيرَي العمل والاتصالات في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم وجوني القرم، ورئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية ابرهيم الموسوي وتم البحث في ملف الاتصالات خصوصاً في ما يتعلق بإضراب الموظفين، وتم الاتفاق على آلية لمتابعة الموضوع مع النقابة المعنية نظراً إلى دور وزارة العمل في معالجة هذه الأمور. وسيُعقد لقاء عاجل مع النقابة في وزارة العمل في حضور النائب الموسوي، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للوزير بيرم. واكد الوزير القرم خلال اجتماع مع المسؤولين في شركتي الخليوي “ألفا” و”تاتش” “وقوفه الدائم الى جانب الموظفين، وقد عمل منذ اليوم الاول لوصوله الى الوزارة، على تحسين وضعهم برغم الظروف التي مرّ بها القطاع، وباعتراف من نقابة موظفي ومستخدمي الشركتين، عبر دفع الـ “bonus” عن السنوات السابقة، وشهر إضافي عن كل من السنتين السابقتين، ونسبة ٢٥ في المئة من الـ”فريش” دولار على الراتب، وتأمين درجة أولى للموظفين وعائلاتهم مع توفير الدواء ١٠٠%، ومساعدات مدرسيّة مع نسبة ٢٠% “فريش” دولار. واستغرب “أسلوب النقابة القائم على الضغط”، قائلاً: “إن المفاوضات تحت الضغط غير مقبولة والوصول الى الحل يكون عبر اجراء مفاوضات صحية وحوار بنّاء وسلمي للحؤول دون إيقاف المرفق العام الذي يعتمد عليه اقتصاد لبنان واللبنانيون.”
من جهة ثانية، رأس رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي الذي يغادر اليوم الى السعودية للمشاركة في القمة العربية – الصينية اجتماعا للجنة الوزارية المخصصة للأمن الغذائي في السرايا الحكومية، واعلن وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام ان اللجنة بحثت في مواضيع طارئة أهمها آلية توزيع القمح والطحين بالكميات المطلوبة من اجل الاكتفاء الذاتي لإنتاج الخبز وأكدنا خلال الاجتماع أن الملف ممسوك بشكل محكم جدا، والكميات متوافرة في السوق بعد عمل وجهد كبيرين من قبل اللجنة الوزارية التي ترأسها وزارة الإقتصاد بالتعاون مع وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة والجمارك والأمن العام، مما مكّن كل الأفران والمطاحن في لبنان من العمل بشكل واضح وشفاف، وايجاد الكميات بأفضل الطرق والسبل الممكنة”. أضاف “سيبدأ في أواخر الشهر الجاري تنفيذ قرض البنك الدولي الذي ستبدأ مفاعيله بالظهور في بداية العام ٢٠٢٣. وان استيراد أولى شحنات القمح سيتم في مطلع شهر كانون الثاني المقبل، وبذلك سنحافظ، وبحسب الأسعار العالمية للقمح، على استقرار دائم لمدة سنة في دعم ربطة الخبز وسعر القمح وتوفيره في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها البلد”.
************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
ترشيح كنعان على طاولة “التيار”… و”الورقة البيضاء” مستمرة اليوم
“حزب الله” يمتصّ “فوعة” باسيل… “الوعاء الكبير يتّسع للصغير”!
“لبنان يعاني من عدم وجود سلطة قادرة على الحسم ما ولّد سلطات وأصحاب نفوذ وتقاسم سلطات”… بهذه الصورة القاتمة نقل البطريرك الماروني بشارة الراعي هموم البلد إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، محذراً في تصريحاته من عمّان من أنّ “هوية لبنان مهدّدة وديمغرافيته تتغيّر”، ليجدّد الإلحاح على ضرورة “عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة يتناول تطبيق الطائف نصّاً وروحاً وقرارات مجلس الأمن الثلاثة 1680 و 1559 و 1701، وإعلان الحياد”.
وضمن “برواز” هذه الصورة القاتمة، تقف المنظومة الحاكمة صفاً مرصوصاً متكاتفاً في سبيل منع قيام الدولة “القادرة على الحسم” لمصلحة الإبقاء على مزرعة الدويلات ممسكة بمقاليد الحكم اللبناني، ولا شيء يعكرّ صفو العلاقة والشراكة بين أركانها سوى الخلاف على “تقاسم النفوذ والسلطات”، تماماً كما هو حاصل اليوم في خلفيات الخلافات المحتدمة بين أهل السلطة على أرضية المعركتين الحكومية والرئاسية.
وعلى الصفيح الحكومي والرئاسي الحامي، ارتفع منسوب الغليان والاحتقان بين توأم “مار مخايل” الذي حكم البلد بطوله وعرضه على مدى نحو عقد من الزمن، نيابياً وحكومياً ورئاسياً، ليجد نفسه اليوم على شفير خطر التهديد بالانفصال تحت وطأة تناتش الترشيحات الرئاسية بين موارنة قوى 8 آذار، لا سيما منهم حليفا “حزب الله” اللدودان، رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.
لكن ورغم ما بلغه باسيل في كلامه الأخير من “مستويات غير لائقة في التعاطي بهذا الشكل التشهيري في مقاربة العلاقة بين “التيار الوطني” و”حزب الله” عبر الإعلام”، على حد تعبير مصدر رفيع في قوى الثامن من آذار، فإنّ قيادة “الحزب” لا تزال تتعاطى “بحرص وترفّع مع المستجدات صوناً لهذه العلاقة واحتراماً للتفاهم الاستراتيجي والوطني الذي أرسى دعائمه كل من الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون بين الجانبين”، موضحاً أنّ “حزب الله” من هذا المنطلق آثر الصمت “رغم أنّ لديه الكثير ليقوله مقابل حملات التجني والتشهير التي تطاله، ويحرص على أن يمتصّ “الفوعة” بانتظار أن تهدأ النفوس الغاضبة لكي تعود لغة العقل والتعقّل ويصار تالياً إلى إعادة الأمور إلى نصابها السليم”.
ولأنّ “الوعاء الكبير يتسّع للصغير”، يلفت المصدر إلى أنّ “حزب الله” اعتاد على تلقّي “سهام اللوم من الحلفاء بصدره الواسع”، مذكراً بأنها “ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها “الحزب” لمواقف مماثلة هي في الحقيقة أقرب إلى الطعنات في الوجه من تلك الطعنات في الظهر التي تحدث عنها باسيل، لكنه دائماً ما يعضّ على الجراح ويغلّب مصلحة حلفائه على مصالحه والشواهد كثيرة على ذلك سواءً في الانتخابات النيابية أو في التشكيلات الحكومية أو حتى في الاستحقاقات الرئاسية”، وختم: “يكفي أنّ ما يشكو منه باسيل اليوم في الملفين الحكومي والرئاسي، سبق أن شكا منه الكثيرون من الحلفاء والخصوم على حد سواء بحيث كان الجميع يلوم “حزب الله” على مرّ السنوات الماضية باعتباره هو من يقف إلى جانب “التيار الوطني” في سبيل تحقيق شروطه ومطالبه الرئاسية والحكومية منذ العام 2006 حتى الأمس القريب… لكن من دون منّة ولا “تربيح جميلة” بخلاف الأسلوب الذي يعتمده باسيل في استعراض مسار العلاقة مع “الحزب” كلما استشعر ضيقاً أو تأزماً ما”.
واليوم، تنعقد جولة رئاسية عقيمة جديدة تحت وطأة استمرار مسرحية “الورقة البيضاء وتعطيل النصاب” التي يدير وقائعها “حزب الله” على خشبة المجلس النيابي “كرمى لعيون” حليفيه فرنجية وباسيل بانتظار حل إشكالية الترشيح الرئاسي في صفوف قوى 8 آذار، بينما تواصل قوى المعارضة دعمها لترشيح النائب ميشال معوّض مع إبقاء محاولاتها واتصالاتها مفتوحة في سبيل توحيد الصف مع نواب “الاعتدال” و”التغيير” لتدعيم فرص الوصول إلى مرشح توافقي قادر على ملامسة النصف زائداً واحداً في حاصله الانتخابي.
وغداة تلويح رئيس “التيار الوطني” بالإقدام على خطوة الإقلاع عن الورقة البيضاء والتصويت لمرشح يسميه “التيار” في صندوق الاقتراع، علمت “نداء الوطن” أنّ باسيل تداول مع الدائرة المقربة منه في مسألة ترشيح النائب ابراهيم كنعان للرئاسة، وتقرر أن يُعقد اجتماع صباح اليوم للتشاور مع كنعان في هذه الخطوة قبل المشاركة في جلسة انتخاب الرئيس، غير أنّ مصادر واسعة الاطلاع أكدت أنّ “الأرجحية هي لاستمرار تصويت نواب “لبنان القوي” بالورقة البيضاء في جلسة اليوم”، لكنها لفتت في الوقت عينه إلى أنّ ترشيح كنعان “خيار مطروح جدياً على طاولة ترشيحات “التيار الوطني” لكنه سابق لأوانه راهناً”.
***********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان يوقع في 3 سنوات بـ185 متهماً بـ«التعامل مع إسرائيل»
سجل لبنان خلال 3 سنوات أعلى نسبة من الموقوفين بجرم التعامل مع إسرائيل، حيث أوقفت القوى الأمنية اللبنانية 185 شخصاً يشتبه في تعاملهم مع إسرائيل منذ بدء الانهيار الاقتصادي قبل 3 سنوات.
ويُعدّ هذا الرقم قياسياً مقارنة مع السنوات الماضية؛ إذ تمّ؛ على سبيل المثال، اعتقال أكثر من مائة شخص بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل في الفترة الممتدة بين أبريل (نيسان) 2009 و2014؛ غالبيتهم من العسكريين أو من موظّفي قطاع الاتّصالات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أمني قوله إنه منذ عام 2019 «أوقفت القوى الأمنية 185 شخصاً؛ بينهم 182 تم تجنيدهم بعد بدء الأزمة الاقتصادية». وأحيل 165 شخصاً منهم إلى القضاء، بينهم 25 صدرت بحقهم أحكام.
ومن بين الموقوفين، وفق المصدر ذاته، «شخصان أرسلا رسائل عبر البريد الإلكتروني إلى (الموساد) يطلبان العمل معه».
وقبل بدء الانهيار الاقتصادي الذي يرزح تحته لبنان وصنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، لم يتجاوز عدد التوقيفات بالتهمة ذاتها 4 أو 5 أشخاص سنوياً، وفق المصدر ذاته.
وقال مسؤول أمني آخر للوكالة: «هذه أول مرة نشهد فيها توقيفات بهذا الشكل بتهم العمالة»، مرجحاً أن يكون «السبب الرئيسي هو الأزمة الاقتصادية، وتداعيات انهيار الليرة، ثم انفجار مرفأ بيروت، ما دفع لبنانيين للبحث عن مصدر رزق آخر للحصول على عملة صعبة».
وأضاف: «يبدو أن الإسرائيليين وجدوا في ذلك فرصة مناسبة، ففتحوا حسابات لشركات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تستقبل طلبات توظيف، ويستهدفون عبرها لبنانيين يبحثون عن عمل». وأظهرت التحقيقات، وفق المصدر ذاته، أن الإسرائيليين يتواصلون لاحقاً مع مقدمي طلبات التوظيف عبر الهاتف.
وفي يناير (كانون الثاني) 2022، أفاد مسؤول قضائي بارز بتوقيف 21 شخصاً في إطار عملية أمنية لتفكيك 17 شبكة تجسّس لمصلحة إسرائيل.
ووفق المصدر الأمني المطلع على التحقيقات، اعترف بضعة موقوفين بأنهم لم يكونوا على دراية في بادئ الأمر بأنهم يعملون لمصلحة إسرائيل رغم شكهم، لكنهم واصلوا ذلك من منطلق خصومتهم السياسية مع «حزب الله».
وأوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية على مر السنوات عشرات الأشخاص بشبهة التعامل مع إسرائيل. وصدرت أحكام قضائية في حق عدد من الموقوفين وصلت إلى حد 25 سنة سجناً.
ولبنان وإسرائيل ما زالا في حالة عداء. وشنّت إسرائيل في يوليو (تموز) 2006 هجوماً مدمراً على لبنان استمر 33 يوماً، وجاء بعد خطف «حزب الله» جنديين إسرائيليين عند الحدود. وتسبب النزاع في مقتل 1200 شخص في لبنان؛ معظمهم مدنيون، و160 إسرائيلياً معظمهم جنود.
************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: إرتدادات الهزة تُراكِم التعقيدات.. وفشل تاســـع اليوم .. عبدالله للراعي: الأردن إلى جانبكم
يبدو أنّ لبنان سيبقى وإلى أجل غير مسمّى، رازحاً تحت تأثير الهزّة العنيفة التي ضربته، وزادت الانقسام الداخلي عمقاً واتساعاً، وصعدت بالواقع السياسي الى أعلى درجات التشنج، وفتحته على شتى الاحتمالات والسيناريوهات السياسية وغير السياسية. ورسمت في الوقت نفسه علامات استفهام حول مصير الملف الرئاسي، وخصوصاً انّ جدار التعقيدات بات سميكاً جداً، إلى حدّ انّ مختلف الاوساط السياسية باتت تتقاطع عند فرضية ترحيل الملف الرئاسي لأشهر طويلة، وربما إلى ما بعد الربيع المقبل.
وعلى ما تشي الأجواء الصدامية الممتدة على اكثر من جبهة، فإنّ ارتدادات الهزة، قد لا تقلّ عن عنف الهزّة نفسها، ولاسيما انّها مصحوبة بكتل انفعالية ساخنة، تهدّد بقطع ما بقي من اوصال تربط ما بين المكونات السياسيّة، وخصوصاً انّ الخطاب السياسي لدى بعض المكونات يقوده الانفعال، وبات محكوماً بنزعة المواجهة في شتى الإتجاهات.
مواجهة شاملة
وإذا كان «التيار الوطني الحر» قد اتكأ على انعقاد جلسة مجلس الوزراء ليشهر سلاح المواجهة الشاملة مع الجبهة الممتدة من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، إلى حركة «امل» ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى حليفه «حزب الله»، وتجنيد مواقع التواصل الاجتماعي لتصويب غير مسبوق على رأس تفاهم مار مخايل المعقود مع الحزب، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه في موازاة ذلك يتوسّل جواباً حول الأفق الذي ستبلغه هذه المواجهة، وهل يمكن لها أن تعدّل أو تغيّر أو تقلب في الموازين الداخليّة؟ وهل انّ المنحى الإنفعالي سيمكّن التيّار من أن يأكل العنب الرئاسي، ويميل الدفّة الانتخابية لمصلحة شخصية يريدها لرئاسة الجمهورية؟
التيار: معركة وجود
القراءة البرتقاليّة للمواجهة القائمة، تقاربها بوصفها «معركة وجود» يخوضها «التيار الوطني الحر» مع ما يسمّيها «منظومة التعطيل وخرق الدستور وانتهاك الميثاق وكسر الشراكة»، التي تبدّت بشكل فاضح في «التحالف الرباعي الجديد» الذي يسعى إلى تثبيت وقائع جديدة، متجاوزاً موقع ودور ومكانة رئيس الجمهورية، ورئيس التيار النائب جبران باسيل اكّد أن «لا عودة إلى الوراء، ولن نخضع لهذه المنظومة بأي شكل من الاشكال».
وتؤكّد القراءة البرتقالية، «انّ ما حصل لناحية محاولة تكريس خرق للدستور بإلغاء رئاسة الجمهورية ومصادرة قرارها وصلاحياتها، بعقد جلسات غير دستورية لحكومة غير موجودة، يثبت التيار في الموقع الاول للتصدّي لهذا المنحى مهما كلّف الامر، ومن هنا، فإنّه لا مكان على الإطلاق لمجاملة احد اياً كان، امام الخطيئة التي يمعنون في ارتكابها بحق لبنان. والرسالة التي اطلقها النائب باسيل شديدة الوضوح لناحية ان يتحمّل كل طرف مسؤولياته لأنّه «ما بيمشي الحال هيك».
واللافت في القراءة البرتقالية التصويب المباشر على «حزب الله»، من دون أن تقفل الباب نهائياً امام من سمّتهم «الصّادقين من الشركاء»، ملقية الكرة في ايديهم للمبادرة إلى تصويب الخطأ، بما يجعل من التأزّم الحاصل، فرصة جديدة للإنقاذ بالتفاهم مع الجميع».
وتلفت القراءة البرتقالية «انّ الغاية المعلنة وغير المعلنة لتلك المنظومة، تتلخص بهدف وحيد وهو اختطاف رئاسة الجمهورية، وفرض انتخاب مرشّحهم على البيئة المسيحية، وتبعاً لذلك، فهذا الامر مرفوض، والتيار لا يقبل بهذا المسار المدمّر، كما لا يقبل بمنطق الاستفزاز والابتزاز الذي يُمارس جهاراً على التيار لحمله على تغيير قناعاته ومسلّماته، فهذا منطق عقيم لن يجنوا منه سوى الخيبة، ذلك انّ التيار يشكّل المعبر الإلزامي لانتخاب رئيس الجمهورية، ولن يتمكنوا من تجاوزه او املاء إرادتهم عليه».
وتصل القراءة البرتقالية إلى خلاصة ساخرة من بعض الاصوات التي باتت تعتبر انّ «التيار الوطني الحر» ورئيسه النائب باسيل، لن تقوم لهما قائمة بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وتقول: «هذا منطق الإلغائيين، يجعلنا اكثر تصلباً وتصميماً وثباتاً مع جمهورنا الواسع، فلن يستطيع احد ان يلوي ذراعنا، او ان «يزحزحنا» عن ثوابتنا وموقعنا كرقم صعب وفاعل في قلب المعادلة السياسية الداخلية».
عطالله: محاولة انقلاب
وفي السياق الهجومي، كشف عضو «تكتل لبنان القوي» النائب غسان عطالله «أنّ «حزب الله» وعد «التيار الوطني الحر» بأنّه لن يشارك بالجلسة الحكومية وشارك فيها»، قائلاً: «الذي حدث هو شيء خارج عن الدستور».
أضاف: «إذا اعتقد «حزب الله» انّ هذا النوع من الجلسات قد يضغط على التيار للذهاب بالأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية فهو أمر «مُحزن» وقواعد التيار لا تتغيّر بالضغط».
واعتبر عطالله أنّ «المرحلة تشبه إنقلاب عام 1990، واليوم كان «في محاولة هيك» وفشلت وميقاتي يؤدي ما كلّفه فيه الثنائي الشيعي».
وقال: «حزب الله» أمّن حاضنة لتروكيا جديدة لا تمثل الدستور والميثاق، ومشهد الحكومة بالأمس يؤكّد هذا الوصف».
لا ردود
على انّ اللافت للانتباه في مقابل الهجوم البرتقالي، يبدو انّ قرار الجهات المستهدفة بالهجوم هو عدم النزول إلى حلبة السجال مع «التيار الوطني الحر» ورئيسه. فالرئيس ميقاتي يتجنّب الردّ المباشر على ما طاله من هجوم سياسي وتجريح شخصي، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يبدو وكأنّه أدار الأذن الطرشاء للمنطق الانفعالي، فيما «حزب الله» وعلى رغم الامتعاض الذي لا تخفيه اوساط قريبة منه من «الافتراء» عليه، آثر الصمت حيال ما طاله من شريكه في تفاهم مار مخايل، تاركاً الكلام المباح ليُقال عبر قنوات الإتصال واللقاءات المباشرة. وأُفيد في هذا السياق، بأنّ ابواب التواصل بدأت تطرق بين الجانبين.
قراءة الخصوم
الّا انّ لمن أدرجهم التيار ورئيسه في جبهة الخصوم، قراءة مختلفة لا تعطي التيّار ورئيسه أفضلية ان يبقى في موقع الهجوم في هذه المواجهة، وخصوصاً انّ الجهة المقابلة له أوسع من أن يستطيع ان يجاريها، كونها تمتلك بدورها ما قد يجعله يعود الى التموضع سريعاً في موقع الدفاع. فضلاً عن انّه في مكان آخر، يقف على حافة مواجهة مفتوحة مع خصومه التقليديين وفي مقدّمهم «القوات اللبنانية» وحلفاؤها في المقلب السيادي والتغييري. وكذلك مع الحزب «التقدمي الاشتراكي» ووليد جنبلاط. ولا يخرج من هذه المواجهة ايضاً، الرئيس سعد الحريري، الذي وإن كان قد انكفأ شخصياً عن الحياة السياسية، إلّا أنّ جمهوره ما زال في قلب المواجهة بمفعول رجعي يمتد إلى العلاقة النارية التي احتدمت بين الطرفين بعد انتفاضة 17 تشرين.
وتعتبر قراءة الخصوم «انّ باسيل كبّر الحجر كثيراً، حيث انّه بعد انتهاء فترة العسل التي امضاها خلال الولاية الرئاسية البرتقالية، ممتلكاً قدرة التحكّم والقرار خلالها، فَقَدَ كل تلك الامتيازات، ودخل في صراع مرير للبقاء على قيد الحياة السياسية، مثقلاً بخلافات واشتباكات سياسية مع جبهة واسعة من الخصوم، وبهبوط مريع عن عرش التمثيل المسيحي إلى رتبة شريك في هذا التمثيل، ولكن ضمن حدود محصورة، إلى جانب قوى مسيحية اساسية صار لها حضور فاعل، نمّته إخفاقات التيار وسياساته الالغائية لكل هؤلاء. وأمام هذا الواقع لم يعد يملك سوى سلاح التصعيد، اعتقاداً منه انّ بذلك يتمكن من تحصين ذاته وتأمين مقومات استمراره رقماً فاعلاً في المشهد السياسي».
وتصل قراءة الخصوم إلى خلاصة مفادها، انّ باسيل يقود معركة خاسرة، محاولاً من خلالها ان يحقق القدر الأعلى من المكاسب والمعنويات السياسية على الحلبة الرئاسية، فيما هو في الواقع أسقط نفسه في المأزق، وهو يدرك في الوقت نفسه انّه يستحيل على ايّ من الأطراف السياسيّة أن يتبرّع بالترياق لفريق سمّم البلد، وسمّم علاقاته بالجميع، ونزّه نفسه وشيطن كلّ الآخرين، وسلوكه انتقامي من الجميع، بحيث لم يترك للصلح مطرحاً مع أحد، حتى مع اقرب حلفائه.
الفشل التاسع
وسط هذه الأجواء، ينعقد مجلس النواب اليوم في جلسة انتخابية، لا يُنتظر منها سوى تسجيل فشل تاسع في انتخاب رئيس للجمهورية.
على انّ مجريات جلسة اليوم، لا يبدو انّها ستكون بمنأى عن التأثر برياح الاشتباك السياسي الاخير، وهو الامر الذي قد يعدّل بعضاً من المشهد الانتخابي، وخصوصاً في ما خصّ التصويت بورقة بيضاء مقابل تصويت جبهة السياديين والتغييرين للنائب ميشال معوض. وكذلك تشتت بعض الاصوات لصالح مرشحين مغمورين.
وإذا كانت الاجواء السابقة لانعقاد الجلسة تؤشر إلى انّ ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله» ماضيان مع حلفائهما في التصويت بالورقة البيضاء، الّا انّ الأجواء معاكسة لدى «التيار الوطني الحر»، بعد تلويح رئيسه جبران باسيل بالاقتراع لإسم معين. وهو ما اكّدته مصادر في «تكتل لبنان القوي» لـ»الجمهورية»، بأنّ التوجّه هو للاقتراع وليس للتصويت بورقة بيضاء.
ورفضت هذه المصادر الإفصاح عن اسم الشخصية التي سيقترع لها نواب «تكتل لبنان القوي»، فيما توالت التكهنات من اكثر من مصدر، حيث رجح البعض، الّا يبادر التيار إلى الافصاح عن مرشحه الجدّي، سواء أكان من التيار او خارجه، طالما انّ وجهة الملف الرئاسي لم تتحدّد بعد، بل ان يلجأ إلى واحد من أمرين؛ اما التصويت من باب تقطيع الوقت، وتردّد في هذا السياق اسم الوزير السابق زياد بارود. واما بأن يردّ الطابة إلى خصومه وحلفائه من باب النكاية بهم، ويمنح اصواته للنائب ميشال معوّض، او ربما لمرشّح آخر مستفزّ لهم.
وحول هذا الامر، قالت مصادر نيابية لـ»الجمهورية»: «من حقّ ايّ طرف ان يقترع لمن يريده من المرشحين المفترضين لرئاسة الجمهورية، ولكن إن كان هذا الاقتراع منطلقاً من خلفية الانفعال ومن باب النكاية، وهو يعلم انّ هذا الاقتراع لن يوصل إلى اي نتيجة، فهذا لا يعبّر سوى عن مراهقة سياسية لا أكثر ولا أقل».
الراعي يلتقي عبدالله
من جهة ثانية، إلتقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، في حضور ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله، يرافقه القائم بأعمال السفارة اللبنانية السفير يوسف رجي والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور ماورو لالي وكاهن رعية مار شربل المارونية في عمان الخوري جوزف سويد والمحامي وليد غياض.
واكّد الملك عبدالله خلال اللقاء، «على الوقوف إلى جانب لبنان ودعمه في جهوده لتخطّي الأزمات التي تواجهه».
ورأى الراعي انّ «لبنان يعاني من عدم وجود سلطة قادرة على الحسم، ما ولّد سلطات وأصحاب نفوذ وتقاسم سلطات، ويتحمّل عبئاً إقتصادياً كبيراً، وهويته مهدّدة وديموغرافيته تتغيّر بسبب وجود نصف مليون فلسطيني ومليون ونصف مليون سوري على أرضه».
وطالب الراعي الأردن بـ «عقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة، يتناول تطبيق الطائف نصاً وروحاً وقرارات مجلس الأمن الثلاثة 1680 و1559 و1701 لحلّ أزمة اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية وإعلان حياد لبنان».
قبلان: تشريع الضرورة
إلى ذلك، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان في بيان امس «إنّ حماية الدولة والمصالح الملحّة أكبر ضرورة وطنية، وكذلك ترك مصالح البلد كارثة مدمّرة، والقضية قضية أولويات بعيداً من لعبة الشّطب والتهديد بالإغراق السياسي، وقيمة الخيارات الوطنية تظهر باللحظات الحرجة، والخصومة السياسية لا تعني قلب طاولة البلد، ولعبة الثأر بالقضايا الوطنية خطيرة جداً، والفراغ الرئاسي يفترض لجوء القوى السياسية للمجلس النيابي كضامن وطني، واللعب فوق المسرح الخارجي انتحار، والمجلس النيابي ملاذ وطني وسلطة ميثاقية قادرة وحاسمة، والمشكلة بالرهانات الخارجية، والبلد شراكة إسلامية مسيحية، والضمانة وسط هذا الفراغ القاتم تكمن بالمجلس النيابي كقوة وطنية جامعة، ولعبة التحدّيات عار، فيما البلد على شفير هاوية، ولأنّ المصالح الوطنية العليا مهدّدة، فهذا يعني أنّ تشريع الضرورة فوق كل اعتبار، كما أنّ إنقاذ المصالح الوطنية يفترض جهوزية القرار السياسي لا شطبه، والمطلوب حماية الدولة من السقوط لا المساهمة بإسقاطها».
النازحون
وفي سياق متصل بملف النازحين، فقد كان هذا الملف محور اجتماع عقده وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب امس مع سفراء الدول الاسكندينافية لدى لبنان؛ السويد، النروج، فنلندا والدانمارك، وحضرته سفيرة سويسرا ماريون ويشلت، وشدّد بو حبيب خلال الاجتماع على «انّ لبنان لا يستطيع تحمّل وجود حوالى مليوني نازح سوري على أرضه من دون تحديد موعد لعودتهم إلى بلادهم»، مؤكّداً انّه «في حال توقفت المساعدات الدولية لهم سيعودون إلى بلادهم».
واكّد بو حبيب «انّ لبنان هو بلد نموذجي للتعايش بين المسلمين والمسيحيين، يجب الحفاظ عليه وحمايته من تداعيات النزوح السوري، اضافةً الى وجود اللاجئين الفلسطينيين على ارضه منذ 74 عاماً ينتظرون حلاً سياسياً».
***********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ماكرون يُمهِّد في قمة الأردن لتسريع انتخاب الرئيس
التيار العوني يتّجه للتصويت للبستاني.. ونكسة جديدة في الكهرباء بسبب فقدان الثقة
الترقب الذي ساد عشية الجلسة التاسعة لمجلس النواب، والمخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية: مَن يحضر من النواب، ومَن يغيب، ثم ما التصاريح التي ستصدر، سواء قبل الجلوس في مقاعد النواب، بانتظار «مطرقة الرئيس»، وتلاوة المواد الخاصة وصولاً الى «مطرقة صدّق وأقفل المحضر» بانتظار الجلسة العاشرة..
على هذا النمط، يتوقع كثيرون «اليوم الانتخابي» اليوم، قبل سفر الرئيس نجيب ميقاتي الى المملكة العربية السعودية لتمثيل لبنان في القمة العربية – الصينية التي تفتتح اعمالها في الرياض.
والجلسة تعقد ايضاً على مرمى ايام قليلة من القمة الاقليمية في الاردن، بمشاركة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والدول المجاورة للعراق، لا سيما المملكة العربية السعودية، وتركيا وايران، وقطر ومصر، والمرجح ان يحضر فيها الملف الرئاسي اللبناني، لا سيما بين ماكرون وولي عهد المملكة محمد بن سلمان، اذا ما تمكن من المشاركة.
وعشية قمة بغداد، استقبل الملك عبد الله الثاني البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث جرى عرض الوضع في لبنان، والمساعدات الانسانية التي قدمها الاردن الى لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، فضلاً عن تأكيد الملك عبد الله دعمه المستمر للبنان في جهوده لتخطي الازمات.
وكان الراعي قال: ان لبنان يعاني من عدم وجود سلطة قادرة على الحسم ما ولّد سلطات وأصحاب نفوذ وتقاسم سلطات، ويتحمل عبئاً اقتصادياً كبيراً، وهويته مهددة، وديموغرافيته تتغير بسبب وجود نصف مليون فلسطيني ومليون ونصف مليون سوري على أرضه.
وطالب الراعي من الأردن بـ«عقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة، يتناول تطبيق الطائف نصاً وروحاً، وقرارات مجلس الامن الثلاثة 1680 و1559 و1701، لحل أزمة اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية وإعلان حياد لبنان.
وعشية الجلسة التاسعة، وبانتظار موقف نواب تكتل لبنان القوي: هل سيمضون بالتصويت بالورقة البيضاء، ام يسمون واحداً منهم، وهل قرروا عدم التنسيق مع حزب الله في الجلسات؟
اسئلة لم يحسمها اجتماع المكتب السياسي للتيار الوطني الحر الذي اجتمع عصر امس، لكن قيادياً في حزب الله، لم يستبعد استمرار النواب العونيين بالتصويت بالورقة البيضاء، معتبراً ان الهزة التي تعرض لها تفاهم مار مخايل ما هي الا «غيمة صيف عابرة»، مؤكداً ان التباين بين حزب الله والتيار لن يصل الى مرحلة فك التحالف بينهما، مشيراً الى أن «القادر على فك التحالف لن يفكه»، واصفاً الفوضى التي سببتها عبارات باسيل في مؤتمره الصحفي بعد ظهر الثلاثاء لا تعدو كونها «عاصفة في فنجان».
بالمقابل، شددت مصادر سياسية على ان حملات التصعيد والتازم السياسي بين حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تحت عنوان الخلاف حول الاستحقاق الرئاسي ظاهرياً، ستبقى تدور في حلقة من التنافر والتراشق باتهامات التحريض وعدم الالتزام بالتحالف والشراكة الوطنية، والتنسيق مع دول خارجية وغيرها، لحين بلورة اتجاهات الاستحقاق الرئاسي محليا واقليميا ودوليا، وعندها يمكن التكهن بمستقبل هذا التحالف، وما إذا كان يتجه الى الانفكاك وطي صفحة العلاقات المميزة بين الطرفين.
واعتبرت المصادر ان تمادي رئيس التيار الوطني الحر ضد حزب الله واتهامه بدعم توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لعقد جلسة لمجلس الوزراء من دون أن يسميه، انما يندرج ضمن الادوار التي مارسها هو شخصيا بجدارة، بدعم من الحزب على مدى السنوات الماضية، ان كان ،بافتعال الاشتباك السياسي مع خصوم الحزب ،او بتغطية تجاوزات وارتكابات الحزب غير الشرعية بتعطيل تشكيل الحكومات،او شل عملها،او اسقاطها،كما حصل مرارا ، مقابل الاستفادة الشخصية لمصلحته السياسية،على حساب المصلحة الوطنية العليا.
وقالت المصادر ان تجاهل حزب الله الرد على اتهامات رئيس التيار الوطني الحر بالتنصل من عدم المشاركة بجلسة الحكومة، والوعود والعهود التي قطعها، يبقى ضمن عدم تخطي حدود التحالف المرسومة بينهما، بالرغم من التداعيات السلبية التي تركها على مستقبل التحالف بينهما،الا ان تهديد باسيل ومطالبته بتطبيق المركزية الموسعة، قطع منتصف الطريق بفك التحالف بينهما، لان مثل هذه الطروحات التي تحمل في طياتها، نوايا أو توجهات تقسيمية ضمن الوطن الواحد، تقع ضمن المحظور لدى الحزب ،ولن تمر مرور الكرام، نظرا لمخاطرها على وحدة ومستقبل لبنان كله.
وتوقعت المصادر ان ترسم جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم، ومن خلال خيارات نواب التيار الوطني الحر ، مسار العلاقة بين حزب الله والتيار العوني، بعدما لوح به باسيل بالامس بأن التيار قد يستبدل الاقتراع بالورقة البيضاء، ما يعني انه يلوح بخيار الاقتراع لشخصية ما يختارها التيار بمعزل عن التنسيق والتحالف مع الحزب كما كان يحصل باستمرار من قبل، ما يعني، زيادة التعقيد بالعلاقات بينهما، والاستمرار بخيار فك التحالف، اذا لم يأخذ الحزب بمطالب التيار باختيار الرئيس الجديد،بالرغم ان الاجواء تؤشر الى المنحى السلبي المتواصل لهذه العلاقات.
وشددت المصادر على ان محاولة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، رفض توجه حزب الله لترشيح خصمه السياسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وفرض معادلة، الاخذ بوزن التيار بالاستحقاق الرئاسي من خلال ابعاد فرنجية عن أولوية السباق للرئاسة الاولى، وتسمية مرشح يدور بفلكه، الا ان هذه المحاولة ستبوء بالفشل، في حال وسع الحزب مروحة الانفتاح على القوى السياسية الاخرى وابدى مرونة في اختيار مرشح مقبول يحظى بتاييد ودعم هذه القوى، بمايؤهله للفوز بالرئاسة الاولى بمعزل عن التيار الوطني الحر.
وكشفت المصادر ان التيار الوطني الحر قد اختار اسما معينا، سيقترع له اليوم،بدلا من الاقتراع بالورقة البيضاء، ترددت معلومات غير مؤكدة، بانه النائب ابراهيم كنعان، الا ان البعض استبعد مثل هذا الخيار، لان علاقات باسيل وكنعان، ليست على ما يرام منذ ما قبل الانتخابات النيابية الاخيرة، وهناك تنافر حاد بين الرجلين، في حين ذهب البعض إلى ان اسم المحامي ناجي البستاني هو الذي وقع عليه الاختيار.
الجلسة
رئاسياً، وبعدما ظهر الخلاف بين حزب الله والتيار الوطني الحر الى العلن بمواقف رئيس التيار وبعض نوابه وكوادره وعدم رد الحزب على الحملات عليه عبر مواقع التواصل، لم يظهر بعد كيف سيتصرف التيار حيال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التاسعة التي تُعقد اليوم، وسط تسريبات نيابية متعددة عن بقاء الوضع الانتخابي على حاله كما في الجلسات السابقة، حيث ستبقى الورقة البيضاء هي الطاغية ما لم يقرر بعض نواب التيار اليوم وضع اسماء معينة من ضمن قائمة المرشحين او وضع اسم مرشح جديد، علماً ان بعض نواب التيار ومنهم الياس بوصعب وآلان عون ألمحوا الى احتمال عدم وضع الورقة البيضاء… لكن في اي جلسة انتخابية؟. وقد عقد تكتل نواب التيار اجتماعا مساء امس لبحث الموضوع لكن لم يُعرف القرار المتخذ.
وبالنسبة لنواب قوى التغيير فلازالت الامور لديهم كما كانت سابقاً، «ستاتيكو» اصوات للدكتور عصام خليفة واصوات لغيره كميشال معوض وزياد بارود كما قال احدهم لـ «اللواء»، علما ان بعضهم خارج لبنان. وكذلك حال النواب المستقلين الذين ستتوزع اوراقهم بين مؤيد لمعوض والورقة البيضاء واوراق مرمزة.
وافادت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان ما من تغيير يطرأ على جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم لجهة بقاء الأصطفافات النيابية على حالها والانقسامات بين الكتل، فيما تبقى الورقة البيضاء خيار نواب حركة امل وحزب الله، اما التيار الوطني الحر فلن يكون بعيدا عن خيار عدم التصويت أو تسجيل الغياب مع العلم أنه لا يرغب في ان يطلق عليه لقب المعطل .في الوقت الذي يتردد فيه أنه قد يصوت لاسم محسوب، في المقابل يستمر تصويت المعارضة للنائب ميشال معوض، وسألت المصادر ما إذا كانت جلسة الخميس هي الأخيرة قبيل الدخول في عطلة الأعياد ام لا، مشيرة إلى وجود توقعات بأرتفاع نسبة الغياب.
وفي سياق نيابي متصل، دعا الرئيس نبيه بري اللجان المشتركة الى جلستين متتاليتين يومي الاثنين والثلاثاء من الاسبوع المقبل، لمتابعة المناقشة حول مشروع قانون الكابيتال كونترول، في ضوء التقدم الحاصل لجهة وضعية الاموال الجديدة، وكيف سيتم الاشراف على تطبيق القانون عند اقراره.
الامن الغذائي متى؟
على الصعيد المعيشي، ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يغادر اليوم الى السعودية للمشاركة في القمة الخليجية – الصينية، اجتماعا للجنة الوزارية المخصصة للأمن الغذائي ظهراً في السراي الحكومي، شارك فيه وزير الدفاع الوطني موريس سليم، وزير المالية يوسف الخليل، وزير الصناعة جورج بوشكيان، وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي، وزير الزراعة عباس الحاج حسن ووزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام.
وصرح سلام بعد الاجتماع: بحثت اللجنة في مواضيع طارئة أهمها آلية توزيع القمح والطحين بالكميات المطلوبة من اجل الاكتفاء الذاتي لإنتاج الخبز. أكدنا خلال الاجتماع أن الملف ممسوك بشكل محكم جدا، والكميات متوافرة في السوق بعد عمل وجهد كبيرين من قبل اللجنة الوزارية التي ترأسها وزارة الإقتصاد بالتعاون مع وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة والجمارك والأمن العام، مما مكّن كل الأفران والمطاحن في لبنان من العمل بشكل واضح وشفاف، وايجاد الكميات بأفضل الطرق والسبل الممكنة.
أضاف: سيبدأ في أواخر الشهر الجاري تنفيذ قرض البنك الدولي الذي ستبدأ مفاعيله بالظهور في بداية العام ٢٠٢٣. ان استيراد أولى شحنات القمح سيتم في مطلع شهر كانون الثاني المقبل، وبذلك سنحافظ، وبحسب الأسعار العالمية للقمح، على استقرار دائم لمدة سنة في دعم ربطة الخبز وسعر القمح وتوفيره في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها البلد.
تابع سلام: اما الملف الثاني الذي تم بحثه ويهم المزارع اللبناني في حضور الوزراء المختصين، فهو ملف تصريف القمح، نحن نعمل الآن على خيارين لخدمة المزارع وزراعة القمح في لبنان.
اضاف: كما تم البحث بالدولار الجمركي وتأثيره على المواد الغذائية، و٧٠ بالمئة من المواد الغذائية لا تخضع لهذا الرسم. نحن نقوم بدراسة دقيقة لهذا الملف، ولهذا السبب تأخرت اللوائح، ونحن كوزارة رفضنا رفضاً كاملاً انعكاس كل نسب الزيادات التي تبلغ اما ١٥ بالمئة أو ١٠ بالمئة أو ٣ بالمئة على المنتجات الغذائية لكي لا يتحملها المواطن. وسنصدر لائحة توضح كل هذه المنتجات وما سيخضع منها للضريبة الجمركية، أو لضريبة ١٠ بالمئة على المواد المستوردة التي احرص على أن تدرس بدقة كبيرة، ولن نقبل بها اذا كانت تزيد الاعباء. ولن أوقع علي اي جدول يزيد عبئا، ولو واحد في المئة، على المستهلك اللبناني.
كهربائياً، لم يكفِ بيروت وضواحيها وبعض مناطق صيدا وطرابلس ما تعانيه من ازمات حتى انقطع التيار الكهربائي تماما منذ ايام عديدة عن محطّات تغذية راس بيروت والضاحية الجنوبية وصيدا نتيجة توقف معمل الزهراني عن العمل بسبب فقدان الفيول لتشغيلها، وستبقى هذه المحطات معزولة حتى توافر الفيول للمعمل. وزاد الطين بلة قرار نقابة «عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان بعد اجتماعها لبحثت فيه في مسألة رواتب العمال والمستخدمين، الاعتصام والتوقف عن العمل داخل مكاتب المؤسسة اعتباراً من اليوم الخميس، ما أثار خوف المواطنين من حرمانهم من ساعات التغذية القليلة للكهرباء. وقد يحصل تأخير في إصلاح الأعطال في حال حدوثها على شبكات التغذية، مع بروز ازمة ثقة بين حاكم مصرف لبنان ومؤسسة كهرباء لبنان على خلفية المخاوف من تطيير القرض دون الحصول على كهرباء، وفقاً لخطة 8-10 ساعات تغذية، الامر الذي شكل نكسة بتراجع الرهان الى 3 او 4 ساعات تغذية.
وكشف وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض الى ان الزيادة بالتغذية الكهربائيّة ستكون تدريجيّة، وربما لن تكون من 8 الى 10 ساعات في البداية، موضحاً ان مبلغ 600 مليون دولار يُؤمّن 8 ساعات تغذية كهربائية ولكن مصرف لبنان كشف ان المبلغ المتوفر هو النصف اي 300 مليون دولار ما يعني 4 ساعات تغذية تقريباً.
كوليرا:2
كورونا:51
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات الكوليرا في لبنان «تسجيل اصابتين جديدتين رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 666، فيما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة، وسجل العدد التراكمي للوفيات 23».
وفي تقرير منفصل، أعلنت الصحة عن حالات كورونا تسجيل» 51 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1220918، كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة».
رفع منتخب المغرب علم فلسطين يُزعج الأميركيين
اقتحم المغرب صفوف المنتخبات الكبرى وتربع في ربع نهائي مونديال قطر 2022 لكرة القدم، محققاً مفاجأة كبرى بعد تخطيه إسبانيا القوية فاصبح أول دولة عربية تبلغ دور الثمانية، كما أنه الوحيد من خارج المنظومة التقليدية التي تضم عادة المنتخبات الأقطاب من غرب أوروبا واميركا الجنوبية.
لكن أكثر ما ميز الانجاز المغربي، كان الالتفاف العربي حول هذا المنتخب من كافة الأقطار العربية، حيث عمت الاحتفالات من المحيط الى الخليج، بما فيها الجزائر رغم التوتر السياسي بين البلدين، كما أن المنتخب العربي حرص وكما باللقاءات السابقة على رفع علم فلسطين، في لقطة تم تداولها على نطاق واسع بمختلف منصات مواقع التواصل.
ويبدو أن هذه الظاهرة التي تتمدد في مونديال العرب بدأت تزعج داعمي الكيان المحتل، وتمثل ذلك بالتقرير الذي نشره موقع cnn التابع للشبكة التلفزيونية الأميركية الشهيرة، والذي ركز على تكرار رفع علم فلسطين من جانب المنتخب المغربي كما ازدهار هذه الظاهرة في الملاعب القطرية التي تستضيف مونديال 2022.
وبما يمكن اعتباره تحريضا، ذكر التقرير الفيفا بالقوانين التي تمنع الشعارات السياسية، علما أن هذا المعيار سقط مع اندلاع الحرب في اوكرانيا، حيث تحولت الملاعب العالمية كما المناسبات الرياضية، إلى ساحات مستباحة للتحريض ضد روسيا ومن يؤيدها، لا بل إن الولايات المتحدة وحلفاءها أجبرت السلطات الرياضية على استبعاد روسيا والدول المساندة لها من البطولات الرياضية، بما اعتبر ازدواجا للمعايير ممن يعتبرون أنفسهم مناصرين لقضايا انسانية، متجاهلين ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، المحتلة أرضه من ممارسات لا إنسانية وعديمة الاخلاق منذ نحو 75 عاما، حيث لم يزعجهم سوى رفع هذا العلم.
***********************************
افتتاحية صحيفة الديار
لا تغيرات كبيرة في المشهد الرئاسي اليوم… والعين على موقف باسيل
عطب كبير يصيب «الحزب» و«التيار»… وبري وميقاتي وجنبلاط لن يتراجعوا
الراعي يلتقي ملك الاردن ويوجه كلاما لاذعا الى المسؤولين اللبنانيين – رضوان الذيب
المنطقة تعيش مرحلة الوقت الضائع، الاميركيون غير مهتمين بالملف اللبناني بعد انجاز الترسيم وينتظرون تبلور نتائج زيارة الرئيس الصيني الى الرياض، وتشكيل الحكومة الاسرائيلية وانتفاضة الشعب الفلسطيني، بالاضافة الى الاحداث الايرانية والانتخابات التركية بعد رفض الرئيس السوري الاجتماع باردوغان قبل الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في حزيران رغم الضغوط الروسية والاهم الحرب الروسية الاوكرانية. هذه الملفات لن تتبلور قبل نصف سنة واكثر، والجميع الان يلعب في الوقت «الضائع»، وربما تشهد المرحلة الانتقالية مشاكل هنا وهناك وتصاعدا في المناوشات الاعلامية، وفوضى محدودة تحت السقف دون اي تغيير في « الستاتيكو» الحالي سياسيا واقتصاديا وامنيا، والذين التقوا السفير السعودي عبد العزيز البخاري مؤخرا لاحظوا ان الملف الرئاسي ليس اولوية وما زال البحث في العموميات، رغم ان البخاري كرر رفضه وصول رئيس من ٨ اذار بغض النظر عن الارتياح لدور فرنجية والعلاقة الجيدة معه، وعاد السفير السعودي الى تمرير فكرة التوافق على الرئاستين الاولى والثالثة مسبقا مع التمسك بتسمية رئيس الحكومة. اما القطريون، وحسب المعلومات، فقد طرحوا اسم قائد الجيش العماد جوزف عون امام جبران باسيل وحضوه على تبني عون، لكنه تمسك بالخيار الثالث خارج قائد الجيش وفرنجية متحدثا بايجابية عن بعض الاسماء، وفي مقدمها زياد بارود، لكن القطريين تمسكوا بدعم جوزف عون.
حزب الله وباسيل
خطوط التواصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر اصيبت بعطب كبير وجروح لن تندمل في الوقت القريب، لكنها ليست «ملتهبة» الى حد اليأس من علاجها، وسط قناعة من الطرفين باستحالة «الطلاق الماروني» ولو تكرس الافتراق الرئاسي كليا، ووسطاء الخير الذين التقوا باسيل وحزب الله وانتقلوا بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك حتى ساعات الصباح الاولى وطوال يوم امس، لمسوا مدى الانزعاج الكبير لدى باسيل بعد عقد الجلسة الحكومية، والقناعة الكامنة لديه عن استهدافه والاقتصاص منه وصولا الى كسره وتحجيمه من قبل نبيه بري بالاستناد الى نجيب ميقاتي، مستغربا صمت حزب الله وسكوته عن هذه المحاولات الاقصائية ضده شخصيا. واكد باسيل «استحالة استمرار العلاقة» معه في هذه الطريقة، وربما «فضلوا سليمان فرنجية على جبران باسيل والتيار»، لكن سعاة الخير سمعوا في المقابل من باسيل، حرصا على العلاقة مع حزب الله، وما «يكنه» من محبة واحترام لسماحة السيد حسن نصرالله، ولا شيء يفرقنا استراتيجيا مع التمسك بسلاح الحزب والانفتاح على سوريا». وتحدث باسهاب عن العلاقة المتينة بين السيد نصرالله وميشال عون. وفي المعلومات ان بعض الوسطاء قالوا لباسيل «ما بقى حدا بيحبك في البلد» فرد «بيكفيني محبة واحترام السيد»، لكن كل ذلك لا ينفي الخلاف الشامل والعميق بينهما على الملف الرئاسي وملفات اخرى. وفي المعلومات، ان باسيل كرر للوسطاء والاصدقاء، انه لن يمشي بخيار سليمان فرنجية مهما كانت النتائج، ولن يصوت لمرشح نبيه بري ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط وكل رموز حقبة الفساد الذين حاربوا عهد ميشال عون واستخدموا كل اسلحتهم في المعركة ضده، ولم يتركوا «طاقة» الا واستخدموها ضد التيار الوطني، وقاد سليمان فرنجية المواجهات ووضع نفسه في الصفوف الامامية، ولم يقم باي مبادرة ايجابية تجاه التيار حتى بعد مغادرة الرئيس عون بعبدا، بل على العكس حاول مد الجسور مع القوات اللبنانية، بالاضافة الى ان حكم فرنجية سيكون امتدادا لعهود الفساد التي خربت لبنان منذ التسعينات، «وكما لحزب الله هواجسه، نحن لدينا هواجسنا ايضا» وعلى الحزب الاخذ بها، والغصة عند العونيين تعود الى القناعة الكاملة عندهم، بأن الجلسة ما كادت لتعقد لولا قرار حزب الله بتغطية الترويكا الجديدة «فرنجية – بري – ميقاتي»، وكشف مسؤولون في التيار الوطني، ان الحزب كان قد وعد التيار بعدم حضور الجلسة.
في المقابل، طرح حزب الله وجهة نظره والحيثيات التي استدعت دعم سليمان فرنجية، وسئل باسيل : هل تضمن الخيار الثالث وعدم الانقلاب علينا اذا مورست الضغوط الاميركية عليه؟ حتى نجلا رياشي وغيرها انقلبوا عليك؟ ورغم كل النقاشات، تمسك كل طرف بوجهة نظره، لكن باسيل «باح بكل شيء» فيما التزم حزب الله الصمت وعدم الرد على كلام مسؤولي التيار الوطني والحرص على المعالجة بعيدا عن وسائل الاعلام، وخصوصا ان لدى الحزب الكثير من الكلام لقوله لباسيل وجها لوجه.
وفي المعلومات، ان باسيل سيواصل حملاته الاعلامية متجاوزا كل السقوف في المعركة ضد بري و ميقاتي وجنبلاط، وهناك ارتياح في التيار للمكاسب الشعبية التي حققها، وتحديدا عند المسيحيين من خلال وقوف الشارع الى جانبه ضد بري وميقاتي وجنبلاط، مما دفع الاطراف المسيحية الى الوقوف معه. ورغم كل التصعيد، فان المعلومات تفيد باتجاه باسيل للتصويت بالورقة البيضاء في جلسة اليوم، وهذا يعني الحرص على الابقاء على خطوط التواصل مع الحزب دون التخلي عن خطواته التصعيدية الاخرى وصولا الى استخدام الشارع اذا دعت الحاجة واستمرت الحرب عليه، بعد ان لمس مدى الجهد الذي بذل لكسره مقابل صمت حزب الله، وتمنى الوسطاء عدم اللجوء الى الشارع لنتائجه الخطرة وضرورة ضبط وسائل التواصل الاجتماعي والتخفيف من الاحتقانات.
واشارت المعلومات، ان الحديث المباشر بين حزب الله وباسيل سيتجدد لكنه يحتاج الى بعض الوقت حتى يهدأ رئيس التيار الذي عقد اجتماعا مع الوزراء الثمانية وتم التوافق على استمرار المعركة والتصعيد الى النهايات، ورفض قرارات مجلس الوزراء …
وفي المقابل، كشفت المعلومات، عن ان التواصل بين بري وميقاتي مفتوح طوال الساعات الماضية مع التاكيد على الهدوء وعدم الانجرار الى السجالات في الجلسة الرئاسية اليوم وتحقيق رغبة باسيل باعطائها ابعادا طائفية، ويبقى الرهان على دور الرئيس بري في سحب» فتائل « التفجير، وقد تم التمهيد لذلك بتاجيل جلسات المجلس النيابي امس، لكن الدعوات الى الهدوء لا تعني التوقف عن ممارسة مجلس الوزراء لاعماله ومهامه. وكشفت المعلومات عن توجه لدى ميقاتي لعقد لقاء تشاوري لكل الوزراء بعد عودته من السعودية مطلع الاسبوع المقبل للتشاور في جدول اعمال الجلسة الحكومية المقبلة ومشاركة الجميع في وضعه واقرار سلسلة بنود هامة كالتجديد للمتعاقدين وتوقيع وزير المالية على دورة ضباط عون الـ « ٩٤ « التي لم تشملها الترقيات بسبب الخلافات بين عون وبري ورفض وزير المالية التوقيع على الترقيات، هذه الدعوة اذا حصلت ستقطع كل الخطوط بين بري وباسيل، وعندئذ كيف سيتصرف حزب الله الرافض لعزل التيار واستفراده، علما ان حزب الله لم يتدخل من قريب او بعيد بتأمين النصاب لجلسة مجلس الوزراء الاثنين على عكس ما يسوقه باسيل، بل اكد على حضور وزيريه من اجل مصالح الناس، حتى ان حزب الله قال لقيادات ارسلانية» انتم احرار بموقفكم بشان حضور عصام شرف الدين او عدمه جلسة الحكومة ولا نطلب شيئا «، لكن باسيل اصر على موقفه باتهام حزب الله بدعم بري، وهذا ما ادى الى عقد الجلسة الحكومية.
في ظل هذه الاجواء يعمل سعاة الخير على تهدئة الاجواء مراهنين على عامل الوقت.
بري وميقاتي وجنبلاط لن يتراجعوا
بالمقابل، وحسب المعلومات، فان بري وميقاتي وجنبلاط مستمرون في معركة تحجيم باسيل الذي عليه ان يعي ان ال ٦٥ نائبا الذين صوتوا لبري لاعادة انتخابه رئيسا لمجلس النواب مضمونون لسليمان فرنجية دون زيادة ونقصان، ونجاح سليمان فرنجية مضمون في الجلسة الثانية اذا وافقت القوات على تأمين نصاب الثلثين في الجلستين الاولى والثانية، وتحولت القوات اللبنانية الى لاعب اساسي «بيضة القبان» في الحسم، وليس التيار الوطني، فهل تتم اعادة احياء الحلف الرباعي رغم ان القوات ملتزمة الصمت حول النصاب مع التمسك برفض جعجع وصول اي رئيس لسوريا؟
الراعي يلتقي ملك الأردن
استقبل ملك الاردن عبدالله الثاني، أمس، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في حضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، والوفد المرافق للبطريرك الراعي.
وتناول اللقاء، بحسب وكالة «بترا» الاردنية للانباء، «العلاقات الأخوية التي تربط الأردن ولبنان والشعبين الشقيقين».
وجدد الملك عبدالله «التأكيد على وقوف الأردن ودعمه المستمر للبنان في جهوده لتخطي الأزمات التي تواجهه»، لافتا إلى «مواصلة الأردن بذل كل الجهود لرعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من منطلق الوصاية الهاشمية عليها».
من جانبه، أشاد البطريرك الراعي «بمواقف الأردن بقيادة الملك عبدالله الداعمة والمتواصلة للبنان وشعبه وللقضايا العربية»، مثمنا «المساعدات الإنسانية والطبية التي أرسلها الأردن مباشرة عقب انفجار مرفأ بيروت قبل نحو عامين».
وأكد البطريرك بشارة الراعي أنّ «لبنان يمر بسلسلة مآزق من الفراغ في رئاسة الجمهورية الى الأزمة المالية الاقتصادية التي هجّرت شبابه وصولا الى عزلته عن العالم».
وتوجه الراعي بكلامه إلى المسؤولين اللبنانيين، قائلاً «لا يمكنكم مواصلة ما تفعلونه بلبنان، لا يحق لكم هدم وطن حضاري وثقافي، ولا يحق لكم الا تنتخبوا رئيسا للجمهورية، وأن تفقروا الشعب وتهجّروه. ولا يحق لكم ان تناموا مرتاحين وقد تخطى الدولار الـ41000 ليرة، إنما عليكم ان تدركوا ان السياسة فن شريف لخدمة الخير العام».
الخلافات والتعيينات
وفي المعلومات، ان حزب الله وبري وميقاتي وجنبلاط متفقون على عدم طرح اي تعيينات في اي جلسة حكومية، لكن السؤال، هل تؤثر الخلافات بين التيار الوطني وبري وجنبلاط في ملف تعبئة الشغور في رئاسة اركان الجيش اللبناني مع احالة رئيس الاركان العميد امين العرم الى التقاعد في ٢٤ كانون الاول وعضوي المجلس العسكري العميدين مالك شمص وميلاد اسحاق الى التقاعد في شباط، وهل سيصدر قرار عن وزير الدفاع موريس سليم بالتمديد ٦ اشهر منعا للشغور في المرفق العام كما حصل مع رئيس الاركان السابق العميد وليد سلمان، ام تعطل الخلافات السياسية هذا القرار؟ كما ان المواجهة بين عون وجنبلاط انتقلت الى القضاء مع تقديم رئيس التقدمي شكوى ضد القاضية غادة عون على خلفية تسريبة عن تهريب جنبلاط ومجموعة من السياسيين اموالهم الى سويسرا والحجز عليها، بالاضافة الى تسريبات عونية عن كيفية نقل جنبلاط اكثر من ٥٠٠ عقار لاولاده وما هي المبالغ التي دفعها للدولة؟ وكيف تم تخمين العقارات؟ وكان لافتا امس التسريبات عن توقيف امين السجل العقاري في الشوف ورد الموظفين بالتوقف عن العمل، وجاء هذا التوقيف بعد فتح ملف الدوائر العقارية وشمل العديد من الموظفين والسماسرة الكبار.
توقيف ١٨٥ متعاملا مع «اسرائيل»
افاد مصدر امني لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية، ان القوى الامنية اعتقلت ١٨٥ متعاملا مع العدو الاسرائيلي منذ بدء الازمة الاقتصادية في ٢٠١٩، وهو رقم قياسي، و تم تحويل ١٦٥ منهم للقضاء عازيا ارتفاع العدد الى الازمة الاقتصادية، مشيرا الى ان اثنين منهم اتصلا بالعدو الاسرائيلي طالبين تجنيدهما في الموساد. واوضح المصدر الامني انه تم اعتقال ١٠٠ متعامل بين عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٤ معظمهم من العسكريين وموظفي الاتصالات، محذرا من استمرار الازمة الاقتصادية وانعكاسها على السلم الاهلي.
***********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الجلسة التاسعة: من يجرؤ على تحدّي الورقة البيضاء؟
انحسرت العاصفة الكلامية التي خلفها انعقاد الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء استعداداً لاختبار آخر يبدو انه سيغدو ملازماً لطبيعة العلاقات المهتزة بين التيار الوطني الحر وحزب الله مهددا تفاهمهما السياسي، بما يرسم علامات استفهام كبيرة حول المصير الذي سيؤول اليه من جهة وكيفية معالجة الملفات الكثيرة المأزومة التي تواجهها الحكومة في زمن الشغور الرئاسي
وفي وقت عوقب “وزير النِصاب” جورج بوشكيان بحرم ارمني القي عليه، وقضى بفصله من كتلة نواب الارمن ، لم يخرق المشهد الداخلي المترنّح سوى لقاء كنسي- ملكي في الاردن وموقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي التقى الملك عبدالله الثاني بن الحسين كرر فيه مطالبته بمؤتمر دولي لتطبيق الطائف والقرارات الدولية.
ازاء هذا الواقع، لا شيء يوحي بأن اي تبدل سيطرأ على مشهد العقم الرئاسي في الايام المقبلة، او في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية المقررة اليوم في ساحة النجمة، لاسيما في ظل الخلاف الذي انفجر في الساعات الماضية بين التيار والحزب والذي سيزيد المشهد تعقيدا.والسؤال الذي يطرح هل سينفذ باسيل تهديده بالتمايز عن الحزب في موضوع الرئاسة ويضع اسم مرشح ما بدلا من الورقة البيضاء.
الهوية مهددة
وفي وقت طارت جلسة مجلس النواب التي كانت مقررة اليوم للبحث في ملف ادعاء الاتهام ضد وزراء الاتصالات السابقين، بفعل الاجماع المسيحي على مقاطعتها في ظل الشغور، التقى البطريرك الماروني ملك الاردن في حضور ولي العهد الامير حسين بن عبدالله يرافقه القائم باعمال السفارة اللبنانية السفير يوسف رجي والقائم باعمال السفارة البابوية المونسنيور ماورو لالي وكاهن رعية مار شربل المارونية في عمان الخوري جوزف سويد والمحامي وليد غياض. وكان الراعي رأى ان “لبنان يعاني من عدم وجود سلطة قادرة على الحسم ما ولّد سلطات وأصحاب نفوذ وتقاسم سلطات ويتحمل عبئا اقتصاديا كبيرا وهويته مهددة وديموغرافيته تتغير بسبب وجود نصف مليون فلسطيني ومليون ونصف مليون سوري على أرضه”. وطالب الراعي من الأردن بـ “عقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة يتناول تطبيق الطائف نصا وروحا وقرارات مجلس الامن الثلاثة 1680 و1559 و1701 لحل أزمة اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية وإعلان حياد لبنان”.
تجارب سيئة
سياسيا ايضا، رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم أن “التقارب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر في ما يتعلق بالدستور أمر طبيعي، الا انه لكل منهما اعتبارات معينة، فالقوات تمارس حقها الديموقراطي وتنتخب فيما التيار ما زال متمسكا بالورقة البيضاء”. وردا على سؤال ما إذا كان سيحصل تقارب بين “القوات” و”التيار” حول الاستحقاق الرئاسي، قال في حديث اذاعي “إن التجارب مع التيار كانت سيئة ومخيبة للآمال ولن نقبل ان نكون ورقة لتدعيم موقف التيار في وجه حزب الله”. وعن تبني القوات ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، أكد كرم “انها ليست مسألة وقت بل ظروف، وان لا علم لدي عن نضوج تسوية خارجية تمهد لوصوله”. وأكد أن “القوات ليست ضد عقد جلسة وزارية إذا اقتضى الامر، إلا أن جدول أعمال الجلسة التي عقدت كان فضفاضا وكأنه لا يوجد فراغ في موقع الرئاسة”. وختم “النية واضحة وهي تعطيل الرئاسة الأولى وتسيير الأمور من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي”.
باسيل
الى ذلك، استقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المنسقة العامة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي وضعته بصورة المناقشات حول لبنان في مجلس الأمن الدولي. كما تم استعراض الوضع السياسي المستجد في لبنان. كذلك استقبل باسيل السفير المجري فرنك شيياك الذي بحث معه في شؤون مشتركة بين البلدين.
اضرابات
اقتصاديا، الاضرابات تتوالى. امس، افيد ان نقابة موظفي تلفزيون لبنان ستعقد اليوم الخميس اجتماعًا طارئا لاعلان عدد من الخطوات المقبلة. وعُلم أّنّ النقابة “تتجه لاعلان الاضراب المفتوح، وذلك إثر عدم دفع رواتبهم وغلاء المعيشة”.
في الموازاة، عُقد امس اجتماع في وزارة العمل ضمّ وزيرَي العمل والاتصالات في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم وجوني القرم، ورئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية ابراهيم الموسوي. وتم البحث في ملف الاتصالات خصوصاً في ما يتعلق بإضراب الموظفين، وتم الاتفاق على آلية لمتابعة الموضوع مع النقابة المعنية نظراً إلى دور وزارة العمل في معالجة هذه الأمور. وسيُعقد لقاء عاجل مع النقابة في وزارة العمل في حضور النائب الموسوي، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للوزير بيرم.
الامن الغذائي
من جهة ثانية، رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يغادر اليوم الى السعودية للمشاركة في القمة الخليجية- الصينية ، اجتماعا للجنة الوزارية المخصصة للأمن الغذائي ظهراً في السراي الحكومي، وصرح وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام بعد الاجتماع أكدنا خلال الاجتماع أن ملف الخبز ممسوك بشكل محكم جدا، والكميات متوافرة في السوق بعد عمل وجهد كبيرين من قبل اللجنة الوزارية التي ترأسها وزارة الإقتصاد بالتعاون مع وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة والجمارك والأمن العام، مما مكّن كل الأفران والمطاحن في لبنان من العمل بشكل واضح وشفاف، وايجاد الكميات بأفضل الطرق والسبل الممكنة”. أضاف “سيبدأ في أواخر الشهر الجاري تنفيذ قرض البنك الدولي الذي ستبدأ مفاعيله بالظهور في بداية العام 2023.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :