يوم الخميس تتّجه الكتل النيابية مرة جديدة الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، في جلسة حتى اللحظة ستكون شبيهة بسابقاتها، كون القوى السياسية المعنية بهذا الاستحقاق لم تتفق على اسم يحظى بالاصوات التي تؤهله للفوز في الدورة الأولى، في حين يتريث حزب الله وحركة أمل بإعلان اسم المرشح الذي يدعمه محور الثامن من آذار في ظل رفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أي حديث عن تبني رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، وذهابه نحو خيار البحث عن مرشح توافقي يحظى بتأييد التيار والقوات اللبنانية.
ولكن مشهد "الويك أند" الفائت، خرقه حضور فرنجية المؤتمر الوطني الذي دعت اليه المملكة العربية السعودية في قصر الاونيسكو في الذكرى الـ 33 لاتفاق الطائف، وهو حضور طغى على كل تفاصيل اللقاء الذي غاب عنه اي ممثل عن حركة امل كما غابت النائبة بهية الحريري ونجلها أحمد امين عام تيار المستقبل، فيما استغل التيار الوطني الحر المناسبة ليكون في الصفوف الامامية عبر نائبه سيزار ابي خليل الذي جلس مع الوزير السابق سليم جريصاتي الى جانب السفير وليد البُخاري.
واذا كان الرئيس بري مُحرجا في مشاركة البُخاري واصدقاء المملكة مؤتمر الطائف الذي يؤكد عليه رئيس المجلس، الا أن رئيس المردة سليمان فرنجية لم ير إحراجاً بدخول الاونيسكو من بابها العريض ومشاركة السعودية احتفالها، فباب الخليج أكثر من ضرورة بالنسبة للرجل الذي شاهد بأم العين مصير الرئيس ميشال عون حين كان رئيسا للبلاد وكيف أوصدت السعودية الباب أمامه، ويعلم فرنجية أن الخروج بمواقف متقدمة تُناصر المقاومة على حساب العلاقة مع السعودية تُقفل أيضا باب الاستحقاق الرئاسي أمام صاحبها.
يريد فرنجية ارسال اشارات للمملكة ودول الخليج من خلال خطوات تُظهر انفتاحه على أي حوار معها تحت سقف الطائف، ويتطلع الى لعب دور الوسيط بين المملكة وحزب الله في لبنان وفتح قنوات الحوار في المستقبل، رغم أن عراب الطائف وجسر التواصل بين الحزب والرياض قد استشهد عام 2005، ولكن لفرنجية قراءته الخاصة التي تنطلق من تسويات المنطقة وتحديدا بين السعودية ايران وسورية وانعكاساتها على لبنان في السنوات المقبلة وما قد ينتج عنها من انفراج داخلي يُسهل على رئيس المردة الكثير في حال وصل الى سُدَّة الرئاسة.
آمال فرنجية بالدخول على خط "الصُلحة" مع المملكة والتشديد على حياده الايجابي في الملفات المتصلة بأمن السعودية، لا يمكن صرفها داخل محور "المقاومة"، حيث يرفض التيار الحديث عن أي تسوية رئاسية مع فرنجية، واللافت أيضا المعلومات الواردة من سورية حيث تشير الى برودة النظام وتحديدا الرئيس السوري بشار الاسد في دعم فرنجية للرئاسة وقد ترك الامر لحزب الله المعني بهذا الاستحقاق والعالم بطبيعة المنافسة وما اذا كان فرنجية قادراً على الوصول أو ثمة الكثير من المطبات أمام الرجل وعلى رأسها فيتو باسيل عليه ورفض القوات المُطلق لوصوله الى بعبدا.
يُقدم فرنجية نفسه على أنه رجل الانفتاح على المحاور مع تمسكه بثوابت محوره، غير أن برودة حزب الله وامل في تسويقه يُضاف اليها تقاسم الاكثرية النيابية على أكثر من كتلة على عكس العام 2016 حين تمكنت أكثرية الحزب من ايصال عون الى سدة الرئاسة، كلها أمور تُصعب مهمة ايصال فرنجية الى الرئاسة وهو ما قد يذهب بالاطراف الى خيارات بديلة تنطلق من اسم تتوافق عليه السعودية وايران ويأتي من خارج الاسماء المتداولة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :