بو صعب يكشف "مبادرة التشاور"... وهذه تفاصيلها

بو صعب يكشف

 

Telegram

 

مَن يعود الى مشهد حلقة الـ  Mtv الخميس، وما تبعها، أمس الجمعة، وما سبقها منذ نهاية تشرين الأول من مواقف ومظاهر وسجالات، يمكنه مع الأسف، العودة الى مقولة من أقوال تولستوي: "عليك أن تحترم رأي الأغبياء، لأنهم الأكثرية".

ففي معرض هذه المقولة، وفي سياق ما حصل في لبنان ويحصل، منذ 1987 وحتى الآن في لبنان،( وكذلك في محيطنا)، أسمح لأنفسنا أن نجلد أنفسنا، لا بل علينا ان نجلد أنفسنا، وذلك حيال واقع أنه على عكس ما يقال "إن في لبنان عقد اجتماعي بين أقليات" ، فإن في لبنان "تعاقدا" بين اللاوعي والأكثريات"  لدى المكونات او الطوائف أو المجموعات اللبنانية، سمها ما شئت.

وعلى ما يبدو، فإن الاشتباكات والأزمات والنكبات والانتفاضات، والانهيارات المعيشية، رفعت من مستوى دهاء الزعماء، ورفعت من تطيّر وتهوّر "جماهيرهم"، وخفضت أو خيبت آمال ورجوات الثلث الصامت الباقي، أو بالإحرى "الثلث المتبصّر" من مجتمع الشعوب اللبناني على ارض لبنان.

هذه الظواهر، هي فعلاً عجيبة غريبة، في وطن فعلاً فريد من نوعه في الأرض قاطبة، في لبنان الذي يجمع عشرين طائفة ومذهب،2450 حزباً وجمعية.

لبنان مصدر الابداعات والمبدعين، والوارد اسمه 79 مرة في كتب ديانات سماوية، بات في الأعوام الأربعين الماضية، إسماً يندرج ضمن نماذج الصراعات والاخفاقات، واليوم ، ضمن صور الفشل... وآخر المؤشرات هو الفشل في انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية ما بعد الاستقلال.

روح الدستور اللبناني، المستمد في معظمه من الفرنسي، تنادي وتصرخ: "روحوا انتخبوا رئيس جمهورية فورا... وروح الدستور، ومواده تؤكد أيضا، أنه لا يوجد أي مصطلح فراغ في السلطات، بل هناك مصطلح شغور. فعدد من الخبراء في الدستور، يوضحون، أنه اذا جمعنا، المواد الدستورية : 25-41-42-59-62-73-74، فإن ملخصها يمنع الشغور سواء في السلطة التشريعية أو الإجرائية، وانه استنادا لذلك، فإن نص المادة 74 تؤكد على إلزام البرلمان أن ينتخب رئيساً للجمهورية في شكل طارئ ومستعجل، وفورا وهي عبارة واردة في المادة.

إن هذا الملخص، وبغض النظر عن المواكبة بين الخارج والداخل للاستحقاق، وتأمين أجواء معقولة لتسهيل انتخاب رئيس، هذا الملخص يحتم على أفرقاء الداخل، أن يعودوا، كل الى ذاته الوطنية اللبنانية، وتأمين أجواء  (لا تثير مخاوف ونيات الشرق والغرب، أو لا فرق) والذهاب الى انتخاب رئيس للبنان بسرعة.

عملياً، إذا كان الحوار أو "التشاور"، سلوكا مفيدا، لمسار انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصا في هذه الظروف الصعبة والعصيبة والقاهرة، فإن دولة الرئيس الياس بوصعب، الذي تحدث معه "ليبانون فايلز"، ألقى حجرا براقا على ضفة النهر. ومع العلم ان مياه النهر، عادة، في الخريف تكون راكدة، لكن نائب رئيس البرلمان أبو صعب، لن يقذف بهذا الحجر من الضفة الى المياه ليحركها ويطلق "مبادرة التشاور"، إلا بعد أن يجس النبض، ويلمس جذوة من استعداد معظم الأفرقاء السياسيين، لتلقف "مبادرة التشاور" بعدما كان الرئيس نبيه بري، أوقف دعوته الافرقاء للتحاور بسبب عدم تجاوب كتلتي القوات والعونيين.

دولة أبو صعب، أكد لنا أن الأمر ليس سهلا، لكن مرحلة جس النبض قائمة، وأنه يعتزم  العودة يوما بيوم الى الرئيس بري، لعرض مجريات الأمور، واستمزاجه في الأجواء... وعندما تصبح الأجواء أفضل، وردات الفعل مقبولة، عندها تنطلق فعلا مبادرة أو بالأحرى مسار التشاور بغية الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية.

وفي سياق وقوفنا على رأيه وحراكه، سألناه عن تأثيرات عودة بنيامين نتانياهو، الى الساحة السياسية الاسرائيلية الإجرائية في موضوع الترسيم، فكرر لنا أبوصعب، أن كل التأكيدات والتطمينات التي محضها الفريق الأميركي للبنان ولأبو صعب، تدعو الى الركون والتثبت، من أن أي تغيير أو نكث اسرائيلي بتفاهم الترسيم البحري الجنوبي، لن يحصل.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram