على رغم كل ما يقال، وكل ما "يرى وما لا يرى" على مسار السعي لتأليف حكومة جديدة، وعلى رغم "السدود والعراقيل"، إلا أن الأمور لا تزال محكومة بالمسافة القصيرة القائمة بين التهويل وإمكان التشكيل.
فالتهويل بعظائم الأمور في حالت تولت حكومة تصريف الأعمال الحالية، المهمات، لدى وقوع الفراغ الرئاسي بدءًا من الأول من تشرين الثاني المقبل، يرمي الى الضغط من أجل الحصول على مكتسبات في أي حكومة يمكن تأليفها من الآن وحتى ليل ٣١ تشرين الأول- أي نهاية ولاية العماد ميشال عون في رئاسة الجمهورية. كما يرمي الى شحن الأجواء والتجييش الحزبي، في حال لم تؤلف حكومة، وتسلمت حكومة تصريف الأعمال الدفة.
هذا في التهويل، أما احتمالات التشكيل، فهي لا تزال ممكنة بحسب تأكيد أوساط مطلعة على الجهود والضغوط التي يستمر بها حزب الله، وذلك على عكس كل ما يشاع أن هذه المساعي تلاشت، وعلى عكس ما يشاع ان مهمة اللواء عباس ابراهيم المكوكية توقفت.
الأوساط، إذ لفتت لـ "ليبانون فايلز" الى أن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، يتعاطى بكل برودة والى حد عدم الاكتراث، حيال اللهجة التهويلية التي تحدث بها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، تشير الى أن ضغوط حزب الله لن تتوقف قبل نهاية يوم الاثنين المقبل، وفي الاتجاهين :
في اتجاه ميقاتي من اجل تليين موقفه، وتضمينه استجابة جزئية لبعض المطالب.
وفي اتجاه باسيل من أجل التخفيض الفعلي من سقوف شروطه.
وكررت تلك الأوساط أن إمكانات التأليف تبقى قائمة، لكنها أردفت، أنه في حال انتهت المهلة الدستورية الرئاسية ولم ينتخب رئيس للجمهورية، ولم تتألف حكومة جديدة، فإن إيجابية وحيدة، إذا صح الوصف، تظهر لدى حصول الفراغ الرئاسي، وتكمن هذه الايجابية، في أن المخاوف من فوضى أو مشكلات من أي نوع كانت، او أي تطورات سلبية، اضافة الى مزيد من التقهقر المعيشي- الاقتصادي، كل ذلك سيحتم الدفع، نحو التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية خلال "شهرين ثلاثة أربعة"، وعدم ترك الشغور الرئاسي على غارب عشرات الأشهر...
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :