القاهرة السينمائي علامة بارزة في السينما العربية والدولية

القاهرة السينمائي علامة بارزة في السينما العربية والدولية

 

Telegram

 

ما زال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يشكل العلامة البارزة في مهرجانات السينما ليس فقط العربية وإنما الدولية أيضا على اعتباره ما زال محافظا على مستواه الفني في العروض والتنظيم، بل وينفرد بكونه الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة “آي” في الاتحاد الدولي للمنتجين بباريس، وتأتي دورته الرابعة والأربعون لتعلن عن نفسها كدورة مثالية من حيث اختيار الضيوف والمكرمين.

بدأت منذ شهور الاستعدادات الرسمية لاستقبال الدورة الرابعة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المزمع انعقاده في الفترة ما بين 13 و22 نوفمبر المقبل. وتقام هذه الدورة كالعادة برعاية وزارتي الثقافة والسياحة المصرية بشكل أساسي إلى جانب مجموعة من الرعاة المستقلين، بينما يرأسه هذا العام النجم حسين فهمي الذي سبق وأن شغل نفس المنصب قبل عدة سنوات، ويديره المخرج المصري أمير رمسيس الذي سبق وأن قدم مجموعة من الأفلام السينمائية سواء الروائية الطويلة أو الوثائقية.

وكان رمسيس قد بدأ منذ أسابيع بتقديم البيانات الصحافية بنفسه وبشكل مصور عبر موقع يوتيوب في ظاهرة جديدة ومميزة، وعن ذلك يقول لـ”العرب” “لم نتخل عن البيانات المكتوبة ولكننا أضفنا لها المصورة، وذلك نطرا إلى أن البعض أصبح يعتمد بشكل كبير على الثقافة السمعية والبصرية ورغبة منا في خلق ارتباط أكبر بين المهرجان ومتابعيه ..وجدنا تلك الوسيلة مناسبة”.

أما بالنسبة إلى الفرصة الكبيرة التي أتيحت لمهرجان القاهرة لبرمجة دورته بهذا الشكل الكبير والهام في ظل غياب مهرجان الجونة وخاصة أنه يشترط في بعض مسابقاته وجود أفلام في عرضها العالمي الأول أو حتى العربي الأول، يؤكد رمسيس أن المهرجان بدأ برمجته منذ فترة طويلة أي قبل أن يتوقف مهرجان الجونة بفترة طويلة، وبالتالي لم يكن هناك أي تأثير أو إضافة، مشددا على أن لكل مهرجان سينمائي امتيازاته الخاصة، والهدف من الاشتراك بالمهرجانات السينمائية بالنسبة إلى منتجي السينما يختلف فيما بينهم، فبعضهم يهتم بالقيمة المالية الممنوحة لجوائز المهرجان وبعضهم الآخر يهتم بقيمة المهرجان وتصنيفه.

وكانت إدارة المهرجان قد عقدت قبل أيام مؤتمرا صحافيا للإعلان عن تفاصيل دورة هذا العام، التي ستضم بالإضافة إلى المسابقة الدولية مسابقة أسبوع النقاد ومسابقة آفاق العربية، بالإضافة إلى مسابقة الأفلام القصيرة، أما خارج المسابقات فستقدم عروضا سينمائية تحت مسمى البانوراما الدولية والعروض الخاصة.

وسيتضمن المهرجان خمس لجان تحكيم، على رأسها لجنه تحكيم أفلام المسابقة الدولية وتضم في عضويتها المخرجة اليابانية ناعومي كاواسي رئيسة لجنة التحكيم إلى جانب كل من مديرة التصوير نانسي عبدالفتاح من مصر، والممثلة سوارا بهاسكار من الهند، والمؤلف الموسيقي المصري راجح داود، والممثلة ستيفانيا كاسيني من إيطاليا، والمخرج خواكين ديل باسو من المكسيك، والممثل سمير قواسمي من فرنسا.

وكان من بين الحاضرين في المؤتمر الصحافي عضو لجنه التحكيم الرسمية، الموسيقار راجح داوود الذي قدم الكثير للدراما العربية سواء على صعيد السينما أو التلفزيون، وكان له تعاون كبير جدا مع المخرج يسرى نصرالله في جميع أفلامه، أشهرها فيلم “الكيت كات”.

وأكد داوود لـ”العرب” أن “عضو لجنة التحكيم ساء كان اختصاصه الدقيق موسيقيا أو مصورا أو مخرجا أو سيناريست فسيشارك برأيه بشكل فني في الفيلم ككل، لكن في بعض الأحيان تكون هناك أفلام تتميز بدرجة عالية من الأداء التمثيلي أو بدرجة عالية من الاتقان في التصوير أو المونتاج، عند ذلك يكون لعضو لجنة التحكيم المختص في مجاله دوره المنفرد، فعلى سبيل المثال الموسيقي سيكون له رأي أكثر عمقا وتوضيحا وتخصصا في بعض الأمور التي قد تتدخل أو تؤثر في قرار لجنة التحكيم”.

وأشار الموسيقي إلى أنه لا بد أن يكون عضو لجنة التحكيم على علاقة بالسينما بشكل ما، وفي حال كان موسيقيا فيجب أن تكون لديه بعض التجارب في وضع الموسيقى التصويرية لأفلام سينمائية، وليس مجرد موسيقي أو مؤلفا موسيقيا.

ورغم أن الموسيقى التصويرية لأي عمل درامي تشكل عنصرا هاما ومؤثرا، إلا أنه وبحسب الدكتور راجح ليس واضحاً حتى الآن هل سيخصص المهرجان جائزة للموسيقى التصويرية، فغالبا لا تمنح جوائز تخصصية للموسيقى والمونتاج والتصوير حتى في المهرجانات الكبرى باستثناء طبعا كل من مهرجان الأوسكار في الولايات المتحدة الذي يمنح جوائز للاختصاصات كاملة.

ويشارك في المسابقة الدولية للدورة القادمة 14 فيلما روائيا طويلا من بينها فيلم مصري بعنوان “19 ب” للمخرج أحمد عبدالله وفيلم تونسي للمخرج رضا الباهي بعنوان “جزيرة الغفران”، إلى جانب الفيلم الفرنسي “رائد الفضاء”، وفيلم “علم” من إنتاج فرنسا وتونس وفلسطين والسعودية، وفيلم “الصفصافة العمياء” من إنتاج فرنسا وكندا وهولندا ولوكسمبرغ، وفيلم “خبز وملح” البولندي، والفيلم الأوكراني “منظور الفراشة”، وفيلم “السد” إنتاج فرنسا ولبنان والسودان وقطر وألمانيا وصربيا، والفيلم الياباني “رجل ما”، وفيلم “الحب بحسب دالفا” إنتاج بلجيكا وفرنسا.

وتضم لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية، الممثل ميشيل كمون من لبنان، والمنتجة مفيدة فضيلة من تونس، ومصممة الملابس ريم العدل من مصر، وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة كلا من المخرج الإيطالي مايكل أنجلو فرامارتينو كرئيس للجنة تحكيم المسابقة، والمنتج والسينارست المصري أحمد عامر، والممثلة ريم تركي من فرنسا / تونس.

وتضم مسابقة النقاد التي يديرها الناقد المصري أسامة عبدالفتاح كلا من فيلم “لدي أحلام كهربائية”، وفيلم “جويلاند” للمخرج سليم صادق، وفيلم “نور على نور” للمخرجة كريستان صادق وفيلم “بامفير” للمخرج دميترو سوكوليتكي سوبتشوك، والفيلم المغربي “واحة المياه المتجمدة” للمخرح رؤوف الصباحي وفيلم “المخربون الصغار” للمخرجة شيلا بي، وأخيرا فيلم “ضحية” للمخرج ميشال بلاسكو.

وعن طريقة برمجة هذه المسابقة من المهرجان يقول الناقد أسامه عبدالفتاح لـ”العرب” “بداية لم أكتف هذا العام ببرمجة مسابقة النقاد بل تعاونت مع أندرو محسن لبرمجة أيضا مسابقة آفاق السينما العربية التي أدارها سابقا الناقد رامي عبدالرازق. أما طريقة البرمجة في المهرجان فهي تعتمد على قواعد تنظيم المهرجانات، وعلى لجنة الفرز بشكل أساسي، ونتوصل إلى الأفلام بطريقتين إما عبر تسجيل أصحاب الأفلام أنفسهم على الموقع، أو عبر برمجتنا واختياراتنا من مهرجانات أخرى للأفلام، وبعد ذلك نقوم بفرز الأفلام المتوفرة لدينا، وفي حال كان للفيلم عرض أول أو ثان، يتم الإشارة لي كمبرمج لمشاهدته مع اللجنة. وفي حال كان الفيلم مناسبا للمسابقة الدولية وهي الأكبر تتم برمجته فيها أو يتم تحويله إلى مسابقات المهرجان الأخرى”.

أما لجنة تحكيم جائزة أفضل فيلم عربي، التي يقع عليها اختيار أفضل فيلم عربي من ضمن كل المسابقات فتضم كلا من الممثل المصري أحمد مجدي، والمبرمجة دوروتا لِخ من بولندا، والممثلة نور من لبنان.

وستضم مسابقة آفاق السينما العربية 7 أفلام روائية طويلة، من بينها الفيلم السوري “رحلة يوسف” للمخرج جود سعيد، والفيلم المغربي “جلال الدين” للمخرج حسن بن جلون، وفيلم “العائلة” للمخرح الجزائري مرزاق علوش، والفيلمان اللبنانيان “أرض الوهم” للمخرج كارلوس شاهين، و”بركة العروس” للمخرج باسم بريش، وفيلم “حورية” للمخرجة الجزائرية مونيا ميدور.

وسيكرم المهرجان في دورته الحالية كلا من المخرج المجري الكبير بيلا تار، على اعتباره أحد أهم المخرجين في السينما العالمية بحسب مدير المهرجان أمير رمسيس الذي أشار أيضا إلى أن بيلا تار لم يكتف بكونه مكرما بل اقترح تقديم ورشة للسينمائيين الشباب في مصر. كما سيتم تكريم الفنانة المصرية لبلبة التي أكد حسين فهمي أهمية تكريمها، كونها واحدة من أهم الفنانات المصريات التي بدأت رحلتها منذ الطفولة وما زالت مستمرة حتى يومنا.

ويكرم المهرجان المخرجة المصرية كاملة أبوذكري التي أخرجت عدة أعمال سينمائية وتلفزيونية كان أحدثها مسلسل “بطلوع الروح” والتي أكدت لـ”العرب” أن تكريمها من قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أشعرها بالأمان وبأن مشوارها الفني وكل التعب السابق كان يستحق ذلك، وأن بلدها يقدرها وهذا شيء كبير جدا في نظرها.

وعن توجهها مؤخرا للعمل في الدراما التلفزيونية رغم نجاحها وتألقها في السينما، توضح أبوذكري أن “السبب في ذلك كان أحداث الثورة التي بدأت في العام 2011 والتي أثرت بشكل كبير على السينما لدرجة توقفت في فترة ما نهائيا نظرا إلى أن الجمهور في فترة ما كان يخاف ارتياد صالات السينما، وبالتالي حصل تدهور أيضا في صالات السينما، وقبل أن يعود الوضع إلى طبيعته ويعود الإنتاج السينمائي إلى مكانه الطبيعي، جاءت جائحة كورونا لتوقف الحركة السينمائية مجددا، وكأن سنين من عمر الفنان توقفت، وتوقفت معها طاقته وآماله وطموحاته وأحلامه، فكان التلفزيون هو الباب الآخر الذي فتح لنا ليس فقط كمخرجين وإنما أيضا كممثلين وكتاب ومديري تصوير وفنيين ومؤلفي موسيقى، الكل اتجه إلى التلفزيون لأنه المكان المتاح لإخراج مشاعرنا وأحلامنا على أمل أن تعود السينما إلى وضعها الطبيعي”.

كما سيعرض المهرجان فيلم “ذا سويمر” (السباحتان) وهو من إنتاج شركة “ووركينغ تايتل” لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتدور أحداثه حول السباحتين السوريتين يسرى وسارة ماردينى ورحلتهما كلاجئتين من الحرب السورية إلى أولمبياد ريو دي جانيرو في 2016، وهو من بطولة ناتالي عيسى، منال عيسى، ماتياس شفايغوفر، أحمد مالك، جيمس كريشنا فلويد، نائل تزيجاي، كندة علوش وعلي سليمان، ومن كتابة وإخراج سالي الحسيني.

وشغل بوستر المهرجان الذي قام بتصميمه الفنان زياد السماحي اهتمام النقاد والصحافيين لفكرته المميزة، والذي يؤكد أن “السينما جسر بين الثقافات”؛ كما يشير الفنان حسين فهمي، فالحرب والسياسة تفرقان والفنون تصل ما تفرقه الحروب، والفن لغة دولية أبجديتها ملك للجميع.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram