سقطت مبادرةُ رئيس "التيّار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، قبل أن تُولد. لا يُمكن لرجل "العهد" الحالي والأوحد بكل ما شهده من كوارث ليس وحده مسؤولًا عنها، أن يبادر للمشاركة في تحديد هوية الرئيس الجديد بمواصفات محددة وشروط معينة.
كما أنه لا يُمكن لمن تسبّب بالفراغ الرئاسي بين العامين (2014 - 2016) أن يقنعنا أنه حريصٌ على عدم وقوع البلاد في الفراغ القاتل، وأنه ينظر لمصلحة الوطن العليا دون الغوص في الضمانات التي يريد تحصيلها من تحت طاولة المفاوضات الرئاسية التي تجري في الصالونات المغلقة.
تجزم مصادر سياسية بارزة، أن أحدًا من القوى السياسية لا يولي اهتماماً بمبادرة باسيل الرئاسية، بل يُفضّل معظمهم فصله أو طرده من ساحة الإستحقاق الرئاسي، باعتبار أنه ترأس الجمهورية لست سنوات كانت كافية لخراب البلاد وتجويع العباد، مع التأكيد أنه ليس وحده مسؤولًا عن تراجع لبنان مئة عام إلى الوراء.
باسيل "المُبادر"، لن يوافق على أيّ رئيسٍ جديد، ما لم يحصل على حصّته من "العهد القادم"، كما أنه وبدهائه السياسي، سينجح في حرق كل من لا يتجاوب مع مطالبه، مستعيناً بورقة قوته "حزب الله"، الذي يريد ويسعى لترتيب علاقته مع العماد ميشال عون العائد إلى الرابية نهاية الجاري.
أكان رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية، أو قائد الجيش العماد جوزف عون، أو أيّ مرشّحٍ آخر تتبنّاه قوى الثامن من آذار، لن يستطيع المرور نحو بعبدا دون موافقة باسيل، وهذه الموافقة مشروطة بحصول باسيل على لقب "شريك مضارب" مع العهد الجديد. ووفق المصادر، إن فرنجية وجوزف عون تحديداً، ليسا بوارد إعطاء باسيل ما يريد ولو على حساب وصول أحدهما إلى سدّة الرئاسة.
في الظاهر، يلعب باسيل دور الساعي إلى الحوار والتوافق مع الكتل النيابية حول مرشّحٍ معين. أمّا في الباطن، يريد باسيل حماية نفسه من 6 سنوات قد تُنهي مسيرته السياسية في حال تمكّنت قوى المعارضة من إيصال مرشّحها إلى سدة الرئاسة. لذلك سيكون باسيل أكثر شراسةً بعد 31/10/2022، وقد يفتح جبهاتٍ لن تقف عند حدود عين التينة ومعراب، بل من الوارد وصولها إلى بكركي، لكن في الوقت نفسه سيكون باسيل أكثر تمسّكاً ب"حزب الله"، كي لا يسير الأخير بعكس التيّار.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :