السعوديّة تحبط المحاولة السويسريّة بمهدها: "ممنوع المسّ بالطائف"!

السعوديّة تحبط المحاولة السويسريّة بمهدها:

 

Telegram

 

فجاة وبعد طول غياب، اطلت سويسرا على الساحة اللبنانية من جديد من باب الدعوة المفاجئة التي برزت الى الاعلام، والتي وجهتها منظمة مركز الحوار الانساني المرتبطة بوزارة الخارجية السويسرية لممثلي الاحزاب اللبنانية لعشاء، كان يفترض ان يعقد اليوم الثلاثاء في منزل السفيرة السويسرية في بيروت، قبل ان تسود بلبلة اعلامية حوّلت الدعوة من لقاء اجتماعي الى اجتماع ممهد لحوار وطني، فنقاش بالطائف.

الخوف على الطائف ومن خلفه على الموقف السعودي من دعوة كهذه، اثار هلع مدعوين كثر، في مقدمهم "القوات اللبنانية" التي سارعت الى اصدار بيان تعلن فيه اعتذارها عن مشاركة ممثلها النائب ملحم رياشي بالعشاء السويسري. واللافت ان بيان "القوات" اعقبته تغريدة لافتة للسفير السعودي وليد البخاري الذي دخل على خط العشاء من باب الاعلان ان وثيقة الوفاق الوطني عقد مُلزم لإرساء ركائز الكيان التعددي، والبديل عنه لن يكون ميثاقًا آخر، بل تفكيكًا لعقد العيش المشترك، وزوال الوطن الموحَّد واستبداله بكيانات لا تُشبه الرسالة.

هذا التزامن بين الموقف "القواتي" والسعودي رأت فيه اوساط متابعة، ان السعودية هي من طلبت من "القوات" عدم المشاركة واصدار بيان يؤكد على ذلك.

وفيما بقي نائب "التغييريين" ابراهيم منيمنة غائبا عن السمع طوال فترة قبل ظهر امس، بعدما كان بعض زملائه قد المحوا الى امكان عدول منيمنة عن المشاركة اذا تعلق الامر باي نقاش بالطائف، ظلت مصادر الحزب "التقدمي الاشتراكي" حذرة، تترقب صدور بيان توضيحي عن السفارة السويسرية لتحديد موقفه من المشاركة او عدمها، معلنا التمسك بالطائف، الى ان حسمت سويسرا الجدل ببيان صادر عن سفارتها في لبنان تأجيل العشاء الى موعد لاحق، وموضحة ان الهدف من اللقاء كان التحضير لمناقشات تشاورية، وليس مؤتمر حوار بعد مشاورات سابقة مع جميع الاطياف السياسية اللبنانية والاقليمية والدولية في ظل احترام تام لاتفاق الطائف والدستور اللبناني.

وفيما اوضح بيان السفارة ان العشاء غير الرسمي الذي كان من المفترض أن يُقام اليوم الثلاثاء في منزل السفيرة السويسرية، كان يهدفُ إلى تعزيز تبادل الافكار بين مختلف الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية، اكدت ان الاسماء المتداولة في وسائل الاعلام لا تشمل أسماء المدعوين فعلياً، ومع هذا فقد جرى تأجيل العشاء إلى موعدٍ لاحق. فما الذي حصل ولمَ سادت البلبلة الاعلامية اذا كان الهدف من اللقاء اجتماعيا محصورا بنقاش عام بالشأن اللبناني؟ وهل حاولت سويسرا اغتنام الفرصة الاقليمية المؤاتية و الحلول مكان "الام الحنون" في لبنان؟

المعلومات من مصادر موثوق بها تفيد بان الدولة المضيفة اي سويسرا كانت اجرت اتصالات مع الدول الفاعلة منها فرنسا التي كانت ابلغت سويسرا بالا تحفظ لديها بلقاء اجتماعي او نقاش بين اللبنانيين.

وفي هذا السياق، اكدت مصادر بعض المدعوين ان اي احد لم يفاتحها بمؤتمر في جنيف يكون بمثابة "نيو دوحة" او طائف جديد، وكل ما كان يعمل عليه هو مبادرة سويسرية عبر منصة حوار لتبادل الافكار، فاذا كانت هذه الافكار بناءة عندها يبنى عليها.


حتى "القوات" التي اعلنت اعتذارها عن المشاركة بعد التضخيم الاعلامي الذي حصل للعشاء الذي كان يفترض ان يحصل، اكدت مصادرها ان الدعوة التي انت تلقتها كانت مجرد دعوة ذات طابع اجتماعي، انما يبدو ان تضخيما اعلاميا حصل لتصوير العشاء وكأنه مقدمة لطاولة حوار تجمع ممثلي الصف الاول من القيادات في جنيف، مشددة على ان اي طرف لم يفاتح "القوات" بامكان عقد مؤتمر كهذا. واعتبرت "القوات" ان توقيت طرح البعض في الاعلام وتصويره ما حصل بالمؤتمر الجديد مشبوه، هدفه الاساس اظهار ان الاستحقاق الرئاسي غير مهم، واننا قادمون الى فراغ، علما ان لا مصلحة لاحد بطاولة حوار خارج البلاد بغياب قوة دفع اساسية.

وفيما كان كل من حزب الله و"امل" و"التيار الوطني الحر" سيشاركون في العشاء، باعتباره لقاء او ندوة تناقش فيها مسائل عدة فيما لو حصل، اجمعت مصادرهم على ان الموضوع اخذ اكثر من حجمه، وان اي مؤتمر تأسيسي لم تتم مفاتحتهم به. مع الاشارة الى ان الدعوات كانت حصرت بممثلي او من تنتدبهم الاحزاب الكبرى، وعليه فالدعوات لم توجه لـ "الكتائب" او "المردة" او "الاعتدال الوطني" الذي يمثل الشريحة الكبرى من الطائفة السنية.

وفي هذا السياق، يختم مصدر بارز بالقول: ان السعودية والولايات المتحدة احبطت اي محاولة للتفكير باعادة البحث بالطائف، واصدرت امر عمليات مفاده : "ممنوع المس بالطائف وما حدا يجرب يقرّب من الطائف". ويكشف المصدر هنا ، ان الهواجس السعودية دفعت بالسفير البخاري الى زيارة بعبدا وبعدها عين التينة، حيث جدد التأكيد على حرص المملكة على وحدة لبنان وشعبه وعمقه العربي، انطلاقا من المبادئ الوطنية الميثاقية التي وردت في اتفاق الطائف الذي شكل قاعدة اساسية حمت لبنان وامّنت الاستقرار فيه ، مؤكدا على وجوب انجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها.


وعلم هنا، ان الرئيس عون جدد على مسمع البخاري على وجوب الالتزام باحكام الدستور، مطمئنا اياه الى احوال الطائف، وشارحا بان هناك استحقاقات دستورية داهمة وانه يرغب برئيس يحل كل الاستحقاقات دفعة واحدة، والا بحكومة بتكامل دستوري مع رئيس البلاد رغم ان لا شيء يلوح بالافق في هذا السياق.

وفي كل الاحوال ختم المصدر البارز بالقول: اي حوار في حال حصل بمرحلة لاحقة فوجهته ستكون فرنسا حصرا، وهذا ما كان سمعه معنيون كثر في لبنان بالاشهر القليلة الماضية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram