لم تمرّ الإنتخابات النيابية على خير ما يُرام بالنسبة إلى رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة. كان ثمة عتب سعودي كبير عليه، بعدما "كبَّر حجره"، إذ سرعان ما صعد على المرتبة متوَّجاً كأول الخاسرين... فترةً عصيبةً قضاها السنيورة بين جدران مكتبه، وهو يحاول تأمين تواصل مع السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، لكن من دون جدوى، ليتجاوز الموقف لاحقاً بعدما أجرى ما يمكن تسميته بـ"جردة حساب سياسية" أعادت الدفء إلى علاقته مع البخاري بعد فترة انقطاع.
تحسّن العلاقات بين السنيورة والبخاري، تُرجم تزكية من "صاحب السمو" بجعل السنيورة مفتاحاً بالنسبة إلى السفارة في بيروت، وأولى المهمات التي أُوكلت إليه كانت عملية تحضير النواب السنّة المستقلّين المحسوبين تقليدياً على تيار "المستقبل"، لجلسات عصف ذهن سياسي مع البخاري تحت عنوان "توحيد الموقف من الإستحقاقات اللبنانية المقبلة"، وأهمها تسمية رئيس الحكومة المكلّف. من هنا، تحوّل السنيورة إلى ممر إلزامي بالنسبة إلى مجموعة نواب، وأخذ "يُبازر" تحت هذه الصفة.
ولو أنه خسر، لكن السنيورة يرى في نفسه فائزاً إنتخابياً، وإنما يتربّع على عرش كتلة نيابية مستترة تتألف من مجموعة نواب فازوا على حساب الكتل الإنتخابية التي دعمها، بمعاونة السفير، فلا بد أن يدخل شريكاً، ولو مُضارِب إذاً. صحيح أن الثوب فضفاض على السنيورة لكون هؤلاء أصلاً يُحسَبون على تيارات سياسية لها حضورها، غير أن رتبة الشراكة بإعتقاد السنيورة، تخوّله بلورة مواقف سياسية مع هؤلاء، أو مشاركتهم آراء، بدعم من سفير المملكة ودفعهم نحو تبنّيها.
عملياً، وبعد إكرامه بزيارة السفير إليه في "بليس" الأسبوع الماضي، فعّل السنيورة محرّكاته هذا الأسبوع، بتولّي ملف التنسيق مع النواب السنّة المستقلين من المقرّبين إليه. وفي المعلومات أنه تواصل مع عدد كبير منهم، رغبةً منه في تنسيق الموقف السياسي قبيل الإستشارات، بتنسيق مع السفير السعودي، الذي عاد وأكرمه مرةً أخرى بتدشين زيارات النواب السنّة إليه، بعده. وتشير معلومات "ليبانون ديبايت"، إلى أن السنيورة الذي يطمح إلى بلوغ مرتبة التأثير لدى أكثر من جمع سياسي سنّي حديث، يروِّج بأنه بات باباً للسعودية في بيروت، وهذه المقولة تستبطن "غمزة" ثقيلة تثير تيار "المستقبل" ومسؤوليه بعدما أُسقطت عنهم صفة "بوابة الرياض". ولم يعد سراً أن "التيار" بات يتعامل مع السنيورة كـ"خارجي"، وقد أعطى توجيهاته للنيل منه، سياسياً وإعلامياً، فيما لا يمكن إستبعاد قرار استهداف السفير، أو التصويب عليه من هذه الخلفية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :