ريجينا صنيفر تدخل الى عالم الأمينة الأولى ضياء ومنها الى عالم أنطون سعاده والمنطقة

ريجينا صنيفر تدخل الى عالم الأمينة الأولى ضياء  ومنها الى عالم أنطون سعاده والمنطقة

 

Telegram

 

 

قرأت كتاب ألقيت السلاح فأدهشتني جُرأة الكاتبة ، فكيف لمقاتلة تعيش في آتون النار ، وشاركت في تفاصيل الحرب ونالت مكافآت حتى أصبحت مسؤولة في الجهاز الإعلامي  للقوات اللبنانية أن تخرج من ألسنة النار الى مساحات النهار تفتش عن يوم آخر تختلف تفاصيله عن ماضيها .
أدهشني ،كيف تجرّأت على سرد تلك الجرائم التي لا تخطر ببال أحد، كيف استطاعت أن تكتب عن قتل الشباب غرقا في وسط البحر أو وضعهم في قوالب عواميد الباطون أو في ترحيلهم الى سجون العدو أو رميهم في سجون تحت الأرض لا يعلم عنهم أحدا ، ولم يخطر ببالها أنها ستخضع لوقفة حساب قد تفقدها حياتها،
ففي زمن اشتعال النار لا يعود لأغصان الشجر خيار الهروب الى مناطق الأمن والسلام .
قرأت يومها موقفها على أنه استنكار لحروب الأخوة في الطائفة الواحدة ، فالتربية المنزلية والمدرسية والحزبية أدخلت الفكر الطائفي في أعماق  الشباب والصبايا ولم أكن أتصور أننا سنقرأ لها كتابا  تحت عنوان ضياء في ظلمات المشرق ، وهو في الحقيقة عن المشرق وأنطون سعاده أكثر مما هو عن ضياء ، فضياء هي الشاهد وهي الباعث للكتابة عن أنطون سعاده ومبادىء الحزب السوري القومي الاجتماعي وغايته  والمشرق .
كتبت في مقدمة الكتاب :
هذا الكتاب سيتجاوز قصة جولييت ومذكراتها مع أن شهادتها تبقى المرتكز الأساسي . وتختم :
ولهذا السبب يبدو لي أنه من الضروري إعادة وضع فكر سعاده على الطاولة للتحليل والمناقشة ، كإمكانية ، أو فرصة بل وكأمل في مواجهة اليقينات السوداوية القاتلة ، إذا لم نجرؤ اليوم فالخطر سيكون أكبر في المستقبل ، ربما اتفاقية سايكس بيكو جديدة .
لا شك أن ريجينا استطاعت أن تدخل الى عمق العلاقة بين أنطون سعاده وضياء ، فهي تسرد التفاصيل التي تشكل مفاصل أساسية في علاقة انسكبت فيه روحين وبقيت أبدية بعد غياب الجسدين .
تابعت  ريجين تفاصيل العلاقة بينهما  منذ اللقاء الأول في منزل والديها الى مفاجأة تقديم المحابس فالاعلان عن الزواج ، ومن ثم في العملية التشاركية في بناء منزل العائلة .
ضياء في ظلمات المشرق ،كتاب تقرأ فيه سياسة وفلسفة وعلم اجتماع وحب، تتفق أحيانا مع ريجينا وتختلف معها أحيانا كثيرة ،ولكن لا تستطيع إلا أن تحترم انقلابها  على المفاهيم القديمة المُعطِّلة لإرتقاء المجتمع ، ولا تستطيع إلا أن تعترف أن انقلابها حدثا نادرا لم تشهده ساحاتنا الفكرية والنضالية ، فنحن نقرأ عن انقلابات حدثت لأشخاص كانوا في اتجاهات وطنية وقومية ومن ثم انحرفوا وعادوا الى الطوائف والارتباطات السياسية المشبوهة .لذلك لا يمكن لنا أن نقرأ تجربة ريجينا على أنها تجربة عادية ‘ بل يجب أن نقرأها تجربة جاءت في المسار الصحيح والسليم لحركة الفكر والنضال في بلادنا .
ريجينا جاءت الى ضياء وأنطون سعاده دون مرافقة ، فكانت إشارة صغيرة من الدكتور جورج قرم  كافية لتذهب الى الغوص في حياة هذا الثنائي  الذي نسج علاقة فريدة لم يشهد التاريخ شبيها لها .
فقد استعانت ريجينا بالتعابير التي تؤكد تطور العلاقة بين أنطون سعاده  وضياء المير ،من علاقة حب بين شخصين الى علاقة حب متوجة بإيمان ضياء بالمبادىء القومية الاجتماعية وقناعتها أن سعاده هو زعيم الحزب وزعيم الأمة ، لذلك استشهدت ريجينا بمواقف وأحاديث ضياء بعد استشهاد الزعيم التي تؤكد على أنها كانت وفية لقسمها ولسعاده وكانت تحاول دائما تصحيح المسار حين تعصف فيه رياح النزعة الفردية .
كانت مذكرات الأمينة الأولى بوابة دخول ريجينا الى ضياء في ظلمات المشرق ، وضياء في ظلمات المشرق مدخل ريجينا الى أنطون سعاده ، وأنطون سعاده مدخل ريجينا الى حياة صراعية جديدة . 


سامي سماحة 
 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram