أليس كذلك أيّها اللواء ابراهيم؟؟

أليس كذلك أيّها اللواء ابراهيم؟؟

 

Telegram

 

 

كان عليّ، قبل كتابة هذه المقالة، أن أستعيد قول بابلو نيرودا «أنا الذي راقصت قصائدي أزهار البنفسج، وراقصت ضوء القمر، مثلما راقصت الأرواح الجميلة في الطرقات، وفي الحقول، كيف لي أن أتحول، بين ليلة وضحاها، الى غراب يرثي الحياة، حتى الحياة في... بلادي؟».


لن أسأل عن أي نوع من التشاؤم، بل عن أي نوع من الألم، عاد به اللواء عباس ابراهيم من واشنطن وحيث التقى العديد من صانعي القرار. ولطالما قلنا ونقول دوماً ان الولايات المتحدة هي النسخة المعاصرة عن القضاء والقدر. في هذه الحال، ونحن الذين تحكمنا الغربان بالياقات البيضاء، هل حقاً أننا، كمعترضين على الجنون الأميركي، كائنات دونكيشوتية وتقاتل، الى الأبد، طواحين الهواء؟

بدقة قرأنا كلامه الأخير لمجلة «الأمن العام». بطبيعة الحال لم يقل لنا ما رأي الأميركيين في وضعنا. لكن غالبية الديبلوماسيين العرب، والأجانب، يؤكدون لنا أن لبنان سيبقى هكذا في عنق الزجاجة (أم في قعر الزجاجة؟)، مثلما ستبقى سوريا وايران (العراق في منتصف الطريق، واليمن لم يعد أكثر من حطام)، الا بعد أن ينضوي، بالكامل، تحت المظلة الأميركية التي هي، بشكل أو بآخر، المظلة الاسرائيلية.

والنتيجة خذوا بطروحات آموس هوكشتاين، والا لا نفط ولا غاز. ربما... لا هواء!!

ويقال لنا أنظروا ما حل بحليفتكم روسيا، وهي القوة الجبارة، عندما قررت أن تقف بالسلاح في وجه أميركا. لقد هزموا القيصر، الحائر كيف يخرج من المستنقع الأشد هولاً من المستنقع الأفغاني. عاد أدراجه بعدما كان على أبواب كييف، وها أنه يلوّح (يا للمهزلة؟) بضرب وزارة الدفاع هناك، وربما مقر فولوديمير زيلينسكي، فيما المفروض أن يلوّح بضرب البنتاغون والبيت الأبيض الذي يهدد لا باعادة الدببة القطبية الى ما وراء الثلوج وانما الى ما وراء العصر الحجري...

اللواء ابراهيم الذي من البديهى أن يقرأ الأفرقاء كلامه، وما وراء كلامه، يدق بكلتا يديه ناقوس الخطر. صناديق الاقتراع زادت في مأساوية التصدع الداخلي. عنتريات من هنا وهناك، وتراشق بالحجارة من فوق السطوح، في حين أن الدولة بلغت أقصى حالات التحلل. اذ يستحيل تشكيل حكومة، مع توقع أن يبقى قصر بعبدا خاوياً بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، أي مجلس نيابي، وأي تشريع واشتراع، حين تتحول المقاعد الى خنادق؟

اذاً، وكما قال المدير العام للأمن العام، هذا الوضع يمكن أن يؤدي الى كارثة. قصده أن الوضع كارثي فعلاً. و «نحن نعمل بجهد استثنائي لمنع دخول البلاد في فوضى مجتمعية».

ألا تشير كل المعطيات على الأرض، أو في الأبراج العالية، الى أن أولياء أمرنا يتأرجحون بين البارانويا والشيزوفرانيا؟ انفصال تام عن كل ما يجري حولهم، أو تحت أقدامهم. تابعوا ما يقال عنهم في ارجاء الدنيا: ابعثوا بهم الى... أرخبيل الغولاغ!

الرجل الذي خطوطه مفتوحة مع الجميع وصل صوته الى الجميع. ماذا اذا ارتطم هذا الصوت بالآذان المقفلة، وبالعيون المقفلة، وبالعقول المقفلة، وبالضمائر المقفلة؟ وماذا سيقول اللواء عباس ابراهيم لهم؟ وماذا سيقول، وهنا السؤال السؤال، لقائد الجيش اذا ما بدا أن الانفجار على وشك أن يحطم الجدران الزجاجية، والتماثيل الزجاجية، ويدخل الى القاعة؟ هنا الدولة ـ المقبرة...

أجل، على قاب قوسين من الفوضى التي تقتضي الجهد الاسنثنائي الأخير لمنعها. لا بالتصدي للجوعي، وللمعوزين، وللمكدسين في أروقة الجحيم، وهم غالبية اللبنانيين، وانما لأولئك الذين يمتطون ظهورنا، ويمتطون أرواحنا، والذين (هم هم) يقفلون في وجهنا كل طرقات الخلاص، وكل احتمالات الخلاص.

أليس كذلك أيها اللواء ابراهيم الذي نعلم أي ألم، أي غضب، تختزن في صدرك؟ اقرأوا ما قاله. ساعة الفوضى هي ذاتها ساعة الحساب. كم هو عسير ذاك الحساب!! اللهم انّي بلغّت. هكذا قال...  

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram