كلمات في زمن الغربة
- محلي
- Icon News
- 05:17 am - يونيو 05 , 2022
فهد الباشا
1 _ لقد وصلنا ، في تردّينا ، الى المرحلة الأشدّ ايلاماً في تاريخ خيباتنا ... وصلنا الى حيث بتنا نتحسّر ،لا على وقفات عزٍّ أنقذت شرف لبنان والامّة ، وعزّ مثيلها ،من قبلُ ،عند سوانا ، بل بتنا ،اليوم، نتحسر، حتّى ،على اخفاقات أصابتنا وعلى خيبات ، مقارنةً بين "أين كنّا وأين صرنا." كلّ ما على الارض يدعو الى الثورة ،وليس على الارض ،لا من يقود ثورة ولا من يثورون . ويداهمك ،من هذا القحط ،سؤال : ألم يبقَ في لبنان أحزاب تعنيها معاناةُ الشعب ؟ ويأتيك صدىً يترجّع في الذاكرة من بعيد: كان في لبنان حزبان . واحد مضى ،مع التحوّلات الكبرى ،الى ذمّة التاريخ ، والاخر في طريقه الى هناك . ولن يُكْتَبَ له أن يقوم من كبواته والعثرات ما لم تفعل بطولةٌ ما ،منتظرة في لحظة ما ،فعلها في تصويب مجراه . هذا المجرى الذي انحرف عن اتجاهه الطبيعي ،ليسير متعثّراً باعريراج قيادات قصيرة النظر ،قاصرةٍ قاصرةٍ قاماتها النضالية عن الخروج من أنفاق نزعاتها الفردية ونزاعاتها ،والاطلالة على الافاق الجديدة لمواجهة التحدّيات والتحوّلات الداهمة .
2_ تأمّل في هذا المشهد : جماعة فصل الدين عن الدولة " في تحالف سياسي استراتيجي مع جماعةِ وصلِ الدين بالدولة . مع هذا المشهد الصافع بسورياليته ، أيةُ حاجة ،من بعدُ ، تبقى لك في التحليل والتعليل بحثاً عن العلّة ،عن الحقيقة في تداعياتها الفاجعة؟ ولا تلبث وأنت متأمّلٌ يتألم أن يأتيك فصلُ الخطاب والجواب من مظفّر النواب ،صارخاً من هول :" قتلتنا الرِّده ، قتلتنا الرِّده .. قتلتنا أنَّ الواحدَ منّا يحملُ في الداخلِ ضدّه ."
3 _لا يمكن ،بعد اليوم ، والعَوَزُ جاوز المدى ، لا لكليِّ الطوبى ولا للحالمين بالطوبى ، أن يقنعوا المحتاجين وثقيلي الاحمال بجدوى الاية القائلة : "طوبى للفقراء بالروح فانّ لهم ملكوت السموات." فالفقراء بحاجةٍ الى قوتٍ قبل الملكوت .
4 _ لا تستمرّ مودّة على عافيتها الاّ اذا استمرّت طريقها سالكةً ،امنةً على خطّين .
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :
