حردان أقام «خلوة لتنظيمه» كانت صاخبة.. ولم يُقدّم استقالته يُقدّم نفسه «مُنقذاً».. ولا يعترف بفشله وخسائره.. ويُحمّلها للحلفاء

حردان أقام «خلوة لتنظيمه» كانت صاخبة.. ولم يُقدّم استقالته يُقدّم نفسه «مُنقذاً».. ولا يعترف بفشله وخسائره.. ويُحمّلها للحلفاء

 

Telegram

 

لم تدفع خسارة التنظيمين المنشقين في الحزب السوري القومي الاجتماعي في الانتخابات النيابية، في كل الدوائر التي رشحوا فيها، من ان تقدم القيادتان استقالاتهما، كما يحصل عادة في الاحزاب الديموقراطية، وفي الدول المتقدمة، حيث يجري تداول السلطة، وعند الخلاف يتم الاحتكام الى الشعب الذي هو مصدر السلطات، في انظمة تجري فيها انتخابات؟


وفي دستور الحزب القومي، القوميون الاجتماعيون هم مصدر السلطات، واليهم يجب العودة، وهو ما لم يحصل لدى الطرفين المنشقين، بالرغم من وجود استقالات فيهما، من مسؤولين سواء في المجلس الاعلى او مجلس العمد (السلطتان التشريعية والتنفيذية) والتي لم تحرك مَن يمسك بالقرار في الحزب الذي يرأسه اسعد حردان (البناء)، او الآخر الذي يرأسه ربيع بنات (الروشة) في تقييم ما يجري، اذ ما زال حردان متشبثاً في السلطة، ويقدم نفسه منقذاً، في حين ان مجموعة في الروشة، لا تتزحزح عن السلطة، بالرغم من توسع الدعوات في صفوف القوميين الاجتماعيين، الى حل الحزبين المنشقين، والدعوة الى مؤتمر موحد واجراء انتخابات، حيث فشلت كل المحاولات التي جرت لاعادة جمعهما.

فالتنظيم الذي يرأسه حردان، عقد خلوة له في ضهور الشوير دامت ليومين في 28 و29 ايار، وكانت صاخبة بين المطالبين باستقالة حردان، ومؤيدين له ومعه شخصياً، والذي قدم عرضاً تاريخياً لوضع الحزب الذي اصبح في مرتبة متقدمة، بدأت مع العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الاسرائيلي للبنان في ثمانينات القرن الماضي، وهي التي منحته فرصة التقدم سياسياً وفوزه بمقاعد نيابية، ومشاركته في الحكومات ما بعد اتفاق الطائف، ونسب حردان هذه الانجازات له من موقعه في قيادة الحزب، وفق ما نقل مشاركون في الخلوة التي حضرها اعضاء مجلسي الاعلى والعمد ووكلاء العمد ومسؤولين، حيث لم يمر كلام حردان دون الرد عليه، وتصويب على ما قاله، اذ اكد مشارك في الخلوة، بان المقاومة قام بها قوميون اجتماعيون منذ الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982، واولى العمليات كانت باطلاق صواريخ على الجليل في فلسطين المحتلة في 21 تموز من ذلك العام، ومن شارك فيها معروفون في الحزب، لتأتي بعد ذلك عمليات المقاومة في الجبل، ومن ثم في بيروت، وابرزها عملية مقهى «الويمبي» في الحمراء التي نفذها خالد علوان في 23 ايلول 1982، واوقع اصابات في صفوف ضباط وجنود العدو.

فمن نفذ عمليات المقاومة هم قوميون اجتماعيون، انتظموا فيما بعد في المقاومة الوطنية التي رعتها عمدة الدفاع في الحزب ضد الاحتلال الاسرائيلي، واول الاستشهاديين كان وجدي الصايغ، فلا يستطيع احد ان يحتكر المقاومة، فهي نتاج عقيدة وايمان وبطولة القوميين، وهي لا تباع لنظام او جهة حزبية، ولا يتم الاستيلاء على قرار الحزب باسمها، وفق ما واجه به معارضون لحردان، الذي اغضبه هذا الكلام، فافسح للمؤيدين له بالدفاع عنه، واعتبر احدهم بان من «يطالب باستقالة حردان يرتكب الخيانة»، ولم يخجل آخر بالقول «اذا لم يوجد حردان في الحزب فيجب ان نخلق مثله»، حيث تم تشبيهه بـ «الامير فخر الدين في الحزب»، فرفع منسوب الخطاب المتشنج الى انسحاب مشاركين في المؤتمر ومنهم رئيس الحزب الاسبق حنا الناشف الذي قال لـ «الديار» متأسفاً، بانه سيعتكف في منزله، وهو سبق وقدم استقالته من المجلس الاعلى مع اعضاء آخرين، وعلى رئيس المجلس تلاوتها فتصبح مقبولة ونافذة، حيث ابدى الناشف يأسه من امكانية الحل، مع تمسك كل طرف في السلطة سواء من حردان او في تنظيم الروشة.

فتمسك حردان بالسلطة ورئاسة الحزب تحديداً، هو من افشل الخلوة التي رأى فيها البعض بانها كانت ستخرج باستقالة حردان، لكنه لم يفعل، مقدماً نفسه بانه «حاجة للحزب ويجب ان يبقى»، ولولا وجوده على رأس قيادته لكان الوضع اسوأ، وفق ما ينقل مشاركون في الخلوة، وبعضهم اسف لان يغيب العقل عن النقاش، وتقديم مصلحة الحزب، بل ما حصل، ان حردان مستمر في القاء القبض على الحزب، وبان مجموعة معه في القيادة تكيل له المديح، دون ان تنظر الى ما آل اليه وضع الحزب الذي لم يعد مكان احترام، بسبب اداء مسؤولين فيه، يقول احد القياديين الذي شاركوا في الخلوة وكان صوته عالياً، وواجه حردان بالحقائق والوقائع، لكن الاخير لم يبال، وان كل ما تم استحصاله في الخلوة موافقة حردان على «لجنة تواصل وحوار» مع تنظيم الروشة باشرافه.

وكان اللافت في الخلوة، هو الانتقادات التي وجهت الى حزب الله والتيار الوطني الحر، لعدم الصدقية في التعامل مع الحزب، اذ اشار احد المشاركين الى ان سقف الهجوم كان عالياً ضد «الحليفين»، مع تأكيد حردان بان جهات يصل عددها الى ثمانية عملت على عدم فوزه في الانتخابات، فرد عليه احد المشاركين، لانك «شخص غير مرغوب فيه»، ولست محبوباً، مما وتّر اجواء الخلوة، التي ارادها حردان لتكون منصة له كورقة قوة له يقدمها للقوميين وللحلفاء، لا سيما القيادة السورية، بان خسارته المقعد النيابي ليس بسبب ادائه، بل لان الحلفاء لم يصدقوا معه، وهو ما شكل التفافاً حوله في الحزب، ودعوته له بان يستمر في قيادته.

وما اراده حردان من الخلوة، هو ان يحصّن موقعه في الحزب، بعد ان فقد حصانته النيابية، فلم يُستجب لما تمناه، فالاستقالات من المجلس الاعلى ستتوالى فيه، وان المستقيلين مصرين عليها ولن يعودوا الى اجتماعاته، وبدأت وحدات حزبية، تطالب تنظيم حردان، كما تنظيم بنات بحل نفسيهما، والاستجابة لدعوة القوميين الى انهاء الانقسام، الذي لم يأت على الحزب الا بالمهانة، وترك لخصومه ان يتناولوه بعبارات نابية، حيث اثّر التشرذم على المناقبية الروحية، التي كانت تميز القوميين بقيم الحق والخير والجمال.

وما حصل في خلوة «تنظيم حردان»، لا يختلف عنه الوضع في «تنظيم بنات»، الذي حصلت داخله استقالات من مــسؤوليات عدة، ويعيش في فوضى دستورية وتنظيمية وسياسية، وقد مضى على وجود «تنظيم الروشة» حوالى العامين، والخلافات داخله لم تتوقف، ولم يحرز اي انجاز، وان فشله السياسي يوازي فشل «تنظيم البناء»، وكليهما يدعوهم القوميون الاجتماعيون الى الاستقالة. 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram