افتتاحية جريدة البناء
لبنان يحتفظ بالأمل بمقاومته القويّة القادرة في عيد التحرير… وكلمة لنصرالله اليوم / الدولار يلامس الـ34 ألفاً… ولا خريطة طريق لمنع الانهيار من بوابة الانتخابات / البخاريّ يستدعي «نواب التغيير» لتأكيد الأبوّة… وضغوط على اللقاء الديمقراطيّ /
يحتفل لبنان اليوم بالعيد الـ22 للمقاومة والتحرير وسط ضبابية المشهد السياسي لمرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، ومسار انحداري على الصعيد المالي والاقتصادي، في ظل وضع دولي وإقليمي يبشر بالمزيد من الحروب، من منطقة تغلي حبلى بالمفاجآت في ظل المواجهة المتصاعدة في فلسطين وحولها، إلى عالم تدقّ أبوابه أزمات متفجّرة بتداعيات الحرب في أوكرانيا، إلى التصاعد الآتي من الشرق تحت عنوان الاستقطاب بين بكين وواشنطن حول تايوان، وتبقى المقاومة القوية والقادرة بمعادلات الردع التي فرضتها، بعدما حرّرت وحمت وقدمت مصدر القوة لحماية ثروات النفط والغاز، عنواناً وحيداً للأمل، وسط سواد يخيّم على المشهد.
يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم بالمناسبة، وينتظر الداخل والخارج ما ستتضمّن الكلمة التي يطلّ عبرها على ملفات المواجهة الدائرة حول فلسطين والتصعيد بين محور المقاومة وكيان الاحتلال من جهة، ومعادلات الردع ومستقبل ثروات النفط والغاز من جهة موازية، فيما تتوقع مصادر متابعة ان يلتفت في كلمته الى مقاربة مرحلة ما بعد الانتخابات في لبنان، رغم تخصيص كلمته لمحاور الصراع الإقليمي والمواجهة مع كيان الاحتلال في قلبها.
لبنانياً تبدو القوى الإقليمية و المحلية التي راهنت على تحقيق انتصار على القوى المؤيّدة للمقاومة ونيل الأغلبية النيابية، وفي مقدّمتها السفير السعودي وليد البخاري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حال ارتباك في كيفية التعامل مع إعلان نصر يظهر كل يوم أنه وهميّ، ويكبر المأزق كلما اقتربت ساعة الاستحقاق الخاص بتسمية رئيس جديد للحكومة، وفيما انتهت مساعي رئيس القوات بتجميع 40 نائباً هم 19 نائباً يضمون نواب القوات وحلفائها والمستقلين الذين سينضمّون الى تكتلها النيابي اضافة لـ 4 نواب للكتائب، و2 للجماعة الإسلامية والنائبين بلال حشيمي وأشرف ريفي، إضافة لـ 8 نواب من لوائح المجتمع المدني وخمسة نواب مستقلين هم ميشال معوّض ونعمة افرام وفؤاد مخزومي وأديب عبد المسيح وجان طالوزيان، يحاول السفير السعودي وليد البخاري حشد ما تبقى من النواب الفائزين بدعم سعودي لتأكيد الأبوة المرجعيّة للوائح المدعومة، ويضغط لكسب انضباط نواب اللقاء الديمقراطي وحليفه المستقل غسان سكاف على الأقلّ في تسمية رئيس للحكومة، بما يضيف 9 نواب الى الـ 40، بينما يستدعي ما تبقى من «نواب التغيير» طلباً للمبايعة.
اللبنانيّون الذين سمعوا الوعود بأن الحل بالانتخابات النيابيّة، يشعرون أنهم خارج الصورة في ضوء ما يسمعونه من الذين قالوا إن الحل بالانتخابات، فالذين أعلنوا انتصارهم هم أنفسهم قالوا إنه في اليوم الذي يلي فوزهم سينخفض الدولار الى 25 ألف ليرة، كما وعد سمير جعجع، بينما الدولار لامس أمس سعر الـ 34 الفاً، وظهر أن الذين كانوا يرددون أن الحل في الانتخابات كانوا يحدثون أنفسهم ويتحدثون عن أنفسهم، لا عن الناس ولا عن البلد. فالحل لدخولهم جنة السلطة هو بالانتخابات، وليس الحل لمشاكل البلد وأزمات الناس، حيث يغيب البلد وتغيب الناس عن الأولويات، وينشغل النواب الجدد، كما قالت مصادر نيابية، بأرقام لوحات سياراتهم، حيث يطلب أحدهم رقم لوحة الرئيس سعد الحريري ويطلب آخر رقماً يناسب عيد ميلاد زوجته.
وفيما يعيش لبنان سباقاً بين الانهيار الاقتصادي والانفجار الاجتماعي في الشارع، وبين إنجاز الاستحقاقات الدستورية، سجل سعر صرف الدولار ارتفاعاً قياسياً للمرة الأولى في تاريخ لبنان، حيث وصل خلال نهار أمس الى 34 ألف ليرة للدولار الواحد في السوق السوداء فيما تمّ التداول بالعملة الخضراء في «سوق» الصرافين غير الشرعيين بـ36 ألف ليرة، ما يُنذر بكارثة اجتماعية وانفجار اجتماعي كبير يلوح في أفق الأزمات التي تتراكم وتشتدّ بشكل غير مسبوق.
ونشطت بعض الجهات السياسية على خط الاتصالات والمشاورات لتأمين توافق على استحقاق انتخاب رئيس للمجلس النيابي خلال المهلة القانونية، في ظل استمرار الخلاف والتباين في مقاربة هذا الاستحقاق بين الأطراف السياسية أكان ضمن فريق «الثنائي الشيعي»- 8 آذار والتيار الوطني الحر من جهة وداخل قوى المجتمع المدني والتغيير والمستقلين من جهة ثانية، ما يصعب إمكانية التوافق على استحقاق على نائب رئيس المجلس بوجود مرشح واحد، فكيف باستحقاق تكليف وتأليف رئيس للحكومة والاستحقاقات المالية والاقتصادية والسيادية فضلاً عن استحقاق رئاسة الجمهورية؟
وفيما لفتت مصادر مطلعة على موقف عين التينة لـ»البناء» إلى أن «الرئيس بري لن يدعو إلى جلسة قبل توفير المناخ الملائم للتوافق بين أغلب الكتل النيابية على انتخاب الرئيس»، ولفتت الى أن «كتل ونواب عدة أعلنوا مواقفهم الداعمة لانتخاب الرئيس بري ومنهم مسيحيّون وبالتالي لا مشكلة في الميثاقية المسيحية المؤمنة». وعلمت «البناء» أن التواصل فتح بين عين التينة وكليمنصو للتنسيق بهذا الإطار، مشدّدة على أن «أصوات اللقاء الديمقراطي ستجير للرئيس برّي، لافتة الى أن «الرئيس بري سيُعاد انتخابه بمعزل عن عدد الأصوات التي سينالها، مرجحة توفير أكثرية وازنة لانتخابه، مقابل سعي بعض الجهات السياسية على رأسها «القوات اللبنانية» و«الكتائب» وبعض «قوى التغيير» والنواب المدعومين من السعودية، لإعادة انتخاب بري بأكثرية هزيلة.
وأكد عضو كتلة عكار النيابية النائب سجيع عطية لـ»البناء» الى أن «الكتلة التي تضمّ مجموعة من النواب ستمنح أصواتها للرئيس بري لغياب أي مرشح آخر يملك الحيثية السياسية والشعبية التي يتمتع بها بري، وبالتالي لن نتخذ أي موقف يؤدي الى مشكلة وتعطيل عمل المؤسسات وأي استحقاق لا سيما استحقاق رئاسة المجلس». وعلمت «البناء» أنه «ترشح لمنصب نيابة رئيس المجلس النيابي كمرشح توافقي وأبلغ الرئيس بري بالأمر».
وعلمت «البناء» ايضاً وجود تواصل بين الرئيس بري وأكثر من جهة في «المجتمع المدني» حول نيابة الرئيس.
وأكد عضو كتلة «ننتخب للتغيير» النائب شربل مسعد لـ»البناء» الى أننا «بمعزل عن تصويتنا لبري من عدمه، لكنه منتخب ويملك حيثية شعبية وسياسية ولديه الخبرة في إدارة اللعبة البرلمانية وسنتعاون معه ومع كل من يعمل لمصلحة البلد والمواطن على مستوى العمل البرلماني».
ولم يرشح أي موقف حاسم عن تكتل «لبنان القوي» الذي اجتمع أمس، حيال استحقاق انتخاب رئيس المجلس. أما بشأن نائب الرئيس، فأفادت المصادر بأن «التكتل يفضل ان يرشح النائب جورج عطالله على الياس بو صعب، لنيابة رئاسة مجلس النواب»، أما «القوات» فتتمسك بترشيح النائب غسان حاصباني.
ولفتت مصادر «الثنائي الشيعي» لـ»البناء» إلى سعي الحريصين على مصلحة البلد لإنجاز استحقاق رئاسة المجلس والمطبخ التشريعي قبل نهاية المهلة المحددة في الدستور أي خلال 15 يوماً من إجراء الانتخابات، عبر اتصالات وتواصل مع مختلف القوى السياسية».
أما في حال انتهت المهلة ولم يتمّ التوافق على سلة الاستحقاقات المجلسيّة، فيعطي ذلك إنذاراً ومؤشراً للمرحلة المقبلة لوجود مشروع تعطيل المؤسسات والدولة برمّتها لكون المجلس «أم المؤسسات»، كاشفة عن محاولة لتعطيل استحقاق انتخاب رئيس المجلس، مشيرة إلى أن «شخص الرئيس بري مستهدف وكذلك الخط الذي ينتمي إليه والمقاومة والبلد بشكل عام». وأوضحت أن لا مرشح غير الرئيس بري وبالتالي أية إعاقة لهذا الاستحقاق ستعكس نيات خبيثة لعرقلة سير عمل المؤسسات». ودعت المصادر قوى المجتمع المدني الى المبادرة لتحمل المسؤولية في إنقاذ البلد من أزماته وعدم الانخراط في جبهات سياسية داخلية أو قوى خارجيّة لاستهداف المقاومة والشركاء في الوطن».
وأعربت أوساط سياسيّة عبر «البناء» عن خوفها على «مستقبل لبنان الذي أصبح ضمن دائرة الخطر الكبير، لا سيما أن هناك قوى وجهات تضعه بين خيارين: استمرار الحصار والعقوبات حتى لحظة الانهيار الكامل للدولة ومؤسساتها وتحميل حزب الله والعهد المسؤولية، وإما تقييد المقاومة بشروط وضوابط وحدود لإلغاء دورها ووظيفتها في حماية لبنان وردع العدو الإسرائيلي». وحذّرت الأوساط من أن «أعداء لبنان يسعون لتشديد الحصار في محاولة تحقيق الأهداف بالسلاح الاقتصادي والحرب المالية والاجتماعية التي لم يستطيعوا تحقيقها بالحرب العسكرية الإسرائيلية والإرهابية والفتن الأهلية». ووضعت الأوساط ارتفاع سعر صرف الدولار بعد صدور نتائج الانتخابات في إطار فشل السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بانتزاع الأكثرية النيابية واختراق لوائح أمل وحزب الله واكتساح القوات للمقاعد المسيحية وتحجيم كتلة التيار الوطني الحر، ما دفع السعودية عبر أدواتها الخارجية والداخلية لا سيما حاكم مصرف لبنان الى إعادة التلاعب بالدولار للضغط السياسي على فريق العهد والثنائي والاستمرار بسياسة الحصار وأخذ البلد الى الفتن والتفجير في الشارع.
وبرزت دعوة وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، اللبنانيين لمواجهة حزب الله بقوله: «موضوع حزب الله بيد اللبنانيين»! علماً أن اللبنانيين حسموا أمرهم وجدّدوا الشعبية للوائح المقاومة والتحرير الذين نالوا أكبر نسبة أصوات في لبنان. وقال بن فرحان: «الانتخابات في لبنان قد تكون خطوة إيجابية لكن من السابق لأوانه قول ذلك ونحن معنيون بعودة العملية السياسية في لبنان وينبغي على الأطراف كافة العمل على ذلك».
وانتقد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان نصر الدين الغريب، تدخل السفارتين السعودية والأميركية في لبنان في الانتخابات النيابية لمصلحة أطراف ضد آخرين، وسأل: «هل أصبحت السّفارات الأجنبيّة والعربيّة تؤلّف اللّوائح وتصدر النّتائج؟ حيث الصّناديق الآتية من الخارج كان بعضها مشوّهًا أو مكسورًا، أو كان انتخاب المغتربين هناك عنوةً عن إرادتهم؟». وخاطب الّذين خسروا المعركة، بالقول: «هنيئًا لكم أيضًا، لقد حاولتم الفوز وبنيّة تصحيح المسار والاعوجاج والتّضحية في سبيل وطن ينازع، وتلزمه العقاقير البشعة للإصلاح، جنّبتم أنفسكم من «كلّن يعني كلّن». فعليكم بإعادة النّظر بمسيرتكم السّياسيّة والاجتماعيّة والتّحالفات القاتلة، لعلّكم توفّقون وقد أتى دور المحاسبة للّذين شملتهم رحمة الانتصار».
في سياق ذلك، لاقت تغريدة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري حملة انتقادات سياسية وشعبية واسعة، ولفت رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، في تصريح إلى أنّ «هفوة سفيرها تسجّل نقطة سوداء في تاريخ الديبلوماسية السعودية، والمصفقون من الضيوف هم أهل للكلام الذي قيل».
ويلقي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم كلمة بمناسبة عيد المقاومة والتحرير. ودعا المكتب السياسي لحركة أمل الجميع الى «تلقف المبادرات الايجابية وملاقاة اليد الممدودة للتعاون، فالمرحلة المقبلة وخصوصاً على صعيد التشريع يُفترض ان تحول البرلمان الى ساحة عمل وميدان تشريع رافدة لورشة إنقاذ فعلية واصلاحات حقيقية وملموسة تقترحها الحكومة المنتظرة، لا ان تكون افكار البعض الخارجة على المنطق والواقعية السياسية ممن لم يفقه بعد معنى العمل التشريعي والرقابي وآليات الدستور والقانون والنظام الداخلي للمجلس النيابي محاولة اغتيال من قبل عقلية مريضة، تريد إغراق البلد في وحول النكايات، فلبنان المقبل على أكثر من استحقاق اساسي يحتاج الى تضافر جهود كل أبنائه وقواه السياسية الفاعلة ليتمكن من الخروج من أزماته الكبيرة والكثيرة التي تعصف به والتي هي عابرة للطوائف».
وأشار الرئيس السوري بشار الأسد، في رسالة تهنئة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتهنئته بعيد المقاومة والتحرير، الى أن «الانتصار الذي تحقق قبل 22 عاماً سيبقى محطة تاريخية مشرفة لأنه أعاد الحقوق وأسقط مؤامرات الاحتلال».
ورأى الأسد، أن «الانتصار أثبت صوابية نهج وخيار المقاومة باعتباره حقاً طبيعياً لأي شعب تنتهك سيادة بلاده، وستبقى ذكرى الأبطال الذين أناروا طريق المجد بدمائهم الزكية حاضرة دائماً في الوجدان».
بالعودة الى ارتفاع سعر صرف الدولار الذي لامس أمس الـ33700 ليرة، ما انعكس على أسعار المحروقات والمواد الغذائية وكافة السلع الحياتية والحيوية.
وقد ارتفعت صفيحة البنزين 95 أوكتان: 588000 (+32000)، صفيحة البنزين 98 أوكتان: 599000 (+)، المازوت: 681000 (+3000)، الغاز: 416000 (+10000). وأعرب ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا عن «استيائه لما تشهده اسعار المحروقات من ارتفاع كبير بعد صدور جدول الأسعار»، وقال: «كفى ظلما للشعب الذي يتحمل وحده نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار الذي ينعكس على ارتفاع الأسعار ولا سيما أسعار المحروقات»، ورأى أن «أسعار المحروقات تأكل الأخضر واليابس اذ انها تنعكس على اسعار السلع كافة».
على صعيد آخر، وبعد «تهريب» الحكومة خطة التعافي المالي في آخر جلستها قبل تحولها الى تصريف أعمال مع تحفظ عدد من الوزراء لا سيما وزراء ثنائي أمل وحزب الله، طفا الخلاف بين الحكومة والمصارف ومصرف لبنان حول هذه الخطة الى العلن.
فقد جدّدت جمعية المصارف أمس، رفضها «لخطة كُتِبت بأموال المودِعين وأموال المصارف وهي تقف صفّاً واحداً مع المودِعين لرفض هذه الخطة التي لا نهوض فيها سوى في اسمها».
في المقابل ردّ المكتب الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، سعادة الشامي، على بيان المصارف، وأسف الى أن «بيان جمعية المصارف، أقلّ ما يُقال فيه إنّه مجاف للحقيقة، ويمثّل عمليّة هروب إلى الأمام، في محاولة مفضوحة تدّعي حماية المودعين». وأكّد المكتب الإعلامي أنّ «خطّة النّهوض بالقطاع المالي تحافظ على حوالي 90% من أموال المودعين، إلّا أنّ هذا لا يعني أبدًا أنّنا نتجاهل الـ10% المتبقّية. فشطب جزء من ودائع المصارف الموجودة دفتريًّا لدى مصرف لبنان، يهدف بالدّرجة الأولى إلى تسوية وضع البنك المركزي حتّى يتمكّن من القيام بواجباته، لكنّ هذا لا يعني أنّ كلّ هذه الأموال قد شُطبت من الودائع».
وتوجّه المكتب إلى المودعين، قائلًا: «لقد تعرّضتم لضرر كبير نتيجة سياسات خاطئة، لذا أنتم على رأس أولويّاتنا، فلا تدعوا أحدًا يستثمر في حقوقكم المشروعة ويتكلّم باسمكم وكأنّه الحريص عليكم. لا تسمحوا بأن يكبّلوكم بأغلال مصالحهم، كي لا يغرقوكم معهم».
------------------------------------------------------------------------------
افتتاحية جريدة الأخبار
من اتّفاق بالتراضي تفوح منه رائحة عمولات... إلى اتّهام بالعرقلة: خدعة ميقاتي حول عروض الكهرباء
في توقيت مثير للريبة، ومضمون مخادع، قدّم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي روايته عن تلزيم معامل كهرباء جديدة، متهماً وزير الطاقة وليد فياض بأنه قدّم طلباً لعرض ملف التلزيم على مجلس الوزراء، ثم طلب سحبه لأنه دمية بيد آخرين (الاتهام موجّه هنا إلى رئيس التيار جبران باسيل). رواية صدّقها كثيرون، لكنها ليست سوى نتاج صفة يشتهر بها ميقاتي دوناً عن سائر السياسيين المخادعين، إذ إن العروض المشار إليها ملغومة وتفوح منها روائح فساد سياسي وعمولات
اطلعت «الأخبار» على العروض التي قدّمتها أربع شركات إلى وزارة الطاقة. ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بعد الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، بأن هناك أربعة عروض صحيح تماماً. لكن بقية التفاصيل عن الاتهامات الموجّهة إلى وزير الطاقة وليد فياض «مغشوشة»؛ فالعرض الأول من «إنسالدو» الإيطالية مؤلّف من ورقة واحدة ويعبّر عن «اهتمام» الشركة فقط، بلا أي تفاصيل أو شراكات أو عمليات. والعرض الثاني من «ميتسوبيشي» يخلو من أي إشارة إلى التمويل. والعرض الثالث من «جنرال إلكتريك»، بالشراكة مع شركة عراقية مملوكة من أحمد إسماعيل، ليس مطابقاً فنياً وبكلفة تمويل مرتفعة جداً. أما العرض الأخير، وهو الأكثر إثارة للاهتمام كون الرئيس ميقاتي روّج له باهتمام بالغ وتلقّى نسخة منه في خريف 2021 قبل إرسال نسخة محدّثة منها إلى وزارة الطاقة، فأتى من شركة «سيمنز» الألمانية، وتدّعي فيه أنها ستقدّم عرضاً عبر شركة صينية اسمها «CMEC» بلا أي شراكة بينهما، وأن علاقتهما محصورة بأن الشركة الصينية ستكون زبوناً لدى «سيمنز» لشراء المحركات، وأن تركيب الميغاوات الواحد سيكلّف لبنان 800 ألف دولار.
-------------------------------------------------------------------------------الزمن الجميل... الحقيقيّ!
الزمن الجميل... الحقيقيّ!
تثبيت الذاكرة ليس مسألة ثانوية في تاريخ الشعوب. الحكايات التي تعود إلى أحداث عمرها مئات وآلاف السنين، لم تكن لتعيش لولا أن هناك من آمن بها وحفظها، وما أكله اليباس لا تحمله الأرض ولا تُبقيه الرياح.
لبنان، ليس نموذجاً مختلفاً عن بلدان العالم. كلّ الانقسامات القائمة حول الهُوية الوطنية والتاريخ والثقافة واللغة وأسلوب الحياة، لن تغيّر في حقيقة أن لبنان يعاني من عوارض ولادة غير طبيعية. ولادة لم يُقطع معها حبل السرّة بينه وبين من أنجبه. وليس صدفةً أن ينجح الاستعمار طوال عقود، في إقناع الناس هنا، بأن التبعية للخارج إنّما هي فعل تلقائي طالما لا وجود لهُوية وطنية أصلية.
---------------------------------------------------------------------
افتتاحية صحيفة النهار
من يشعل حريق الانهيار بعد الانتخابات؟
لم يبق السؤال امس ، بعد تصاعد “المحرقة” على جبهتي #الدولار والمحروقات ، متى وكيف وهل يمكن منع تمدد الاشتعال المخيف التصاعدي بقوة غير مسبوقة ، بل من ذا الذي يدفع بلبنان نحو الحريق الأخطر والأكثر اتساعا وشمولا بما ينذر بعظائم التداعيات غير المسبوقة منذ بدء دومينو الانهيار قبل ثلاث سنوات؟ بل الأخطر في ما يتم تداوله من تساؤلات في يوميات الرعب الجديدة : لماذا يجري الدفع بالحريق الأكبر غداة الانتخابات النيابية تحديدا اذ بدا لافتا ، والى حدود مذهلة ان الموجة المستجدة للتسونامي الذي يلهب الدولار تحديدا وما يستدرجه وراء اشتعاله من تداعيات ، جاءت وتصاعدت ولا تزال تتصاعد بالتزامن مع المناخات التي تعيشها البلاد بعد الانتخابات ونتائجها وتداعياتها والوقائع الجديدة التي وضعت عبرها البلاد .
مع دولار حطم السقوف وحلق في الساعات الأخيرة نحو سقف ال 34الف ليرة ومع صفيحة بنزين اشتعلت بسعر ناري بلغ ال 600 الف ليرة ، بدا واضحا ان الخطوط الحمر امام هذه الهجمة قد انهارت وتلاشت وان الآتي الأعظم يضع لبنان في مهب الحلقة الأخطر اطلاقا من الانهيار . كانت مفارقة مذهلة ان يحرف اشتعال سعر الدولار وأسعار المحروقات الأنظار من ساحة النجمة حيث مشهد إزالة واسقاط الحواجز الاسمنتية والبوابات الحديدية والسواتر بين مبنى البرلمان والناس تواصل لليوم الثاني مثيرا الارتياح ورياح التفاؤل الى المشهد القاتم الباعث على كل الريبة والشكوك والقلق امام اشتعال أسواق الدولار والمحروقات بالأرقام المخيفة القياسية . وفي أي حال فان الشبهة في تعمد اشعال الموجة الجديدة مشروعة ومبررة اذ لعل اللبنانيين لا ينسون ان البنك الدولي نفسه كان لمح في تقرير له عن لبنان في كانون الثاني الماضي الى اتهامه “النخبة في البلاد” بالتسبب بالانهيار لافتا الى ان “الكساد كان سببا متعمدا من قبل النخبة التي استولت على الدولة”.
اما اغرب المفاجات التي تواكب السجالات المتواصلة حول ملف الفضيحة الكهربائية التي فجرها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في وجه وزير الطاقة وفريقه فتتمثل في معلومات ترددت في الأيام الأخيرة لدى بعض الجهات عن ان هذا الاشتباك يخبئ أيضا فشل محاولة بذلت قبيل الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء لتمرير تغيير قائد الجيش رفضها ميقاتي بحدة بالغة الامر الذي حال دون طرحها على مجلس الوزراء .
جرى ذلك ويجري بينما تراوح الأوضاع المتصلة باستحقاق انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه مكانها، اذ لم توجه بعد الدعوة لانتخاب رئيس المجلس ، وسط مؤشرات الى مزيد من التأخير في تشكيل حكومة جديدة . ولكن العامل اللافت الذي سجل امس تمثل في موقف جديد لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان اذ اعلن “ان على اللبنانيين أن يقوموا بإصلاحات لاستعادة حكم الدولة” مشددا على ان موضوع “حزب الله” بيدهم. وقال ” الانتخابات في لبنان قد تكون خطوة إيجابية لكن من السابق لأوانه قول ذلك ونحن معنيون بعودة العملية السياسية في لبنان وينبغي على الأطراف كافة العمل على ذلك”.
من جانبه، شدد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، على أنه “يجب العمل على منع انزلاق لبنان إلى الفوضى” محذرا من أن “لبنان على شفا الانهيار وإذا حدث ذلك فسندفع جميعنا تكلفة الأمر أمنياً”.
أرقام قياسية
في هذا الوقت كسر الدولار رقما قياسيا جديدا ملامسا الـ33700 ليرة، وحلّقت اسعار المحروقات وباتت صفيحة البنزين بحدود ال 600 الف ليرة . بدورها اعتصمت لجنة أصحاب الصيدليات بالتنسيق مع نقابة الصيادلة امام وزارة الصحة العامة، تزامناً مع إقفال الصيدليات، للمطالبة بتطبيق قوانين تسليم الأدوية للصيدليات ومواجهة الدواء المهرَّب. ومن جانبه، أعلن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أنّ “الواقع الغذائي في لبنان لم يشهد أي يتحسّن منذ شهرين، إنما إزداد سوءاً جراء الحرب في أوكرانيا والبلبلة في الأسواق العالمية، وكذلك جراء عودة سعر صرف الدولار الى الإرتفاع في السوق المحلية فضلاً عن الصعوبات التي يواجهها مصرف لبنان في تمويل المواد الإستهلاكية الأساسية كالقمح والبنزين”. وإذ أكد أنه “لا يوجد أي مخاطر لفقدان المواد الغذائية”، نبّه “من أمور لم تكن محسوبة بدأت تضغط بقوة على الأمن الغذائي للبنانيين، وتتمثل بما يسجله سعر صرف الدولار من إرتفاع متواصل الذي يؤدي حتماً الى إنخفاض القيمة الشرائية للعملة الوطنية وبالتالي إرتفاع اسعار كل السلع ومنها المواد الغذائية”.
الاشتباك المالي
واتخذت الازمة المالية دلالاتها الصارخة مجددا في ظل موقف عنيف للغاية اعلنته جمعية المصارف عبر رفضها لخطة التعافي الاقتصادي الحكومية اذ وصفتها بانها “خطة كُتِبت بأموال المودِعين وأموال المصارف” مؤكدة “وقوفها صفّاً واحداً مع المودِعين لرفض هذه الخطة التي لا نهوض فيها سوى في اسمها”. واعتبرت ان “الحكومة اللبنانية ابت إلاّ أن تودِّع اللبنانيين بشكل عام والمودعين بشكل خاص، عبر إقرار خطة نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعاده الشامي القاضية بتنصّل الدولة ومصرف لبنان من موجباتهما بتسديد الديون المترتبة في ذمتهما، وتحميل كامل الخسارة الناتجة عن هدر الأموال التي تتجاوز السبعين مليار دولار أميركي إلى المودعين، بعدما قضت الخطة على الأموال الخاصة بالمصارف. فأبشروا أيها المودِعون، لأن الدولة اللبنانية ألغت ودائعكم بـ “شخطة” قلم. فهذا كلّ ما تمخّض عن عبقرية “الخبراء”، بالرغم من وجود خطط بديلة واضحة، لا سيما تلك التي اقترحتها جمعية مصارف لبنان والقاضية بإنشاء صندوق يستثمر، ولا يتملّك، بعض موجودات الدولة وحقوقها، ليعيد إلى المودعين حقوقهم، وإن على المدى المتوسط والبعيد”. وقالت “رضيَت الضحية ولم يرضَ الجاني، بذريعة أن هذه العائدات هي ملك للشعب ولا دخل للمودعين بها وكأن استنزاف أموال المودعين لدعم الشعب كان محللاً، أما استعادة المودعين لأموالهم فهو محرّم.”
ورد الشامي على البيان معتبرا ان “الخطر على المبادرات كما على المودعين يبقى في تصريحات مماثله وغير مسؤولة كتلك التي طالعتنا اليوم”. وأضاف” قلنا مرارا وتكرارا أننا نطمح لإرساء قطاع مصرفي سليم ومعافى يساهم في تمويل القطاع الخاص من اجل إطلاق عجلة الاقتصاد وتحفيز النمو. كما كرّرنا في مناسبات عدة أن القطاع المصرفي يمثّل أحد أعمدة الاقتصاد اللبناني وأننا نسعى لتحسين هذا القطاع وإعادة هيكلته خدمة للمجتمع. لذا فقبول بعض الخسائر في سبيل المحافظة على الوطن هو أقل ما يُطلَب أو يُتَوَقّع منّا في هذه الأوقات الصعبة.”
وقال “إلى المودعين، لقد تعرضتم لضرر كبير نتيجة سياسات خاطئة، لذا أنتم على رأس أولوياتنا، فلا تدعوا أحدا يستثمر في حقوقكم المشروعة ويتكلّم باسمكم وكأنه الحريص عليكم. لا تسمحوا بأن يكبّلوكم بأغلال مصالحهم كي لا يغرقوكم معهم.”
…والاشتباك الكهربائي
كذلك تجدد السجال بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الطاقة والمياه فيها وليد فيّاض حول ملف الفضيحة الكهربائية التي كشفها ميقاتي في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء . وعاود المكتب الإعلامي لفياض تبرير طلبه التريّث قبل وضع بندي الطاقة على جدول أعمال مجلس الوزراء قائلا ان ذلك حصل “بملء إرادتي دون أي إملاءات من أحد . أما بالنسبة إلى مقولة “حرماني اللبنانيين من الكهرباء” فهو كلام مرفوض ومردود كون ما تم التريث فيه ليس له أية علاقة بإنشاء المعامل بل بتلزيم إستشاري لتحضير دفاتر شروط ولا زلنا بصددالتفاوض معه كون الأسعار مرتفعة جداً والتمويل غير متوفّر”.
ولاحقاً رد المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي كاشفا ان الوزير فياض كان اتصل بالرئيس ميقاتي “مبديا رغبته في طيّ السجال والعودة الى بحث الملفات موضوع السجال بهدوء، من دون اللجوء الى الاعلام، واتفق مع الرئيس ميقاتي على موعد قريب لاستكمال البحث. وبعد ظهر امس فوجئنا ببيان جديد صادر عن مكتب الوزير يجدّد فيه سرد المغالطات والأكاذيب، لا بل يرفع لواء التحدي والنبرة، مما يؤكد ان هناك تصميماً على أخذ صك براءة عن فعل موصوف بشهادة اللبنانيين، فيما الهمّ الاول للرئيس ميقاتي تأمين التيار الكهربائي”.
وتساءل : “هل فعلاً وزير الطاقة هو الذي أصدر البيان ونسي أو تناسى ما التزم به تجاه الرئيس ميقاتي بالامس؟ وهل فعلاً هو الذي يدير شؤون الوزارة؟ سؤال بات مطروحاً بقوة بعد كل هذه السلوكيات الملتبسة. كفى إصدار بيانات ملفّقة”.
*************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
خطة الحكومة “استنسابية والأولوية لأموال المودعين”
بري “لا عايز ولا مستغني” وباسيل يفتح باب “المقايضة”
على خطى مؤسسة كهرباء لبنان، تسير مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان نحو “نفاد قدرتها على التغذية بالمياه إلى حد الانقطاع التام” كما بشّرت اللبنانيين أمس، معلنةً أنها بصدد “اعتماد برنامج تقنين حاد وقاس” في الوقت الراهن بسبب “الشح الحاصل في المازوت والغلاء المطرد في الأسعار والانقطاع المتمادي في التيار الكهربائي”… لتصبح عملياً وزارة الطاقة والمياه أقرب إلى وزارة “العتمة والعطش”، في وقت تتوالى فيه فصول الفضيحة التي فجّرها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في وجه “التيار الوطني الحر”، وجديدها بالأمس ما كشفه ميقاتي عن اتصال أجراه الوزير وليد فياض به بهدف لفلفة الفضيحة بعيداً عن الإعلام، ليتفاجأ بعدها ببيان صادر عن فياض “يرفع فيه التحدي والنبرة”، ما جعل “السؤال مطروحاً بقوة: هل فعلاً وزير الطاقة هو الذي أصدر البيان وهل فعلاً هو الذي يدير شؤون الوزارة”؟
وإذا كان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يدير معركته الكهربائية مع ميقاتي من خلف “بارافان” فياض، فإنه يتصدر الواجهة في معركته العلنية مع رئيس المجلس المنتهية ولايته نبيه بري، لكنه يبقي الباب مفتوحاً لإبرام صفقة “مقايضة” في الأصوات مع الثنائي الشيعي تمكنه من الاستحواذ على موقع نيابة الرئاسة الثانية، ولذلك لم يخرج تكتل “لبنان القوي” أمس بقرار واضح حيال مسألة انتخابات رئيس المجلس ونائبه وهيئة المكتب واللجان، بانتظار ما ستسفر عنه الجهود التي يبذلها “حزب الله” في هذا الصدد. غير أنّ أوساطاً مواكبة للاتصالات الجارية تؤكد أنّ “بري لا يعتبر نفسه معنياً بأي مقايضة بين رئاسة المجلس ونيابة رئاسة المجلس”، لكنه في الوقت عينه يتصرف على أساس أنه “لا عايز أصوات ولا مستغني عنها” وبالتالي فهو لا يوصد الأبواب كلياً أمام حصول “توافقات معينة” قبل انعقاد جلسة الانتخاب.
وفي جميع الأحوال، تجزم مصادر الرئاسة الثانية لـ”نداء الوطن” أنّ بري “ليس في وارد تخطي المهلة الدستورية التي تفرض عقد جلسة للمجلس النيابي الجديد خلال 15 يوماً من تاريخ انتهاء ولاية المجلس”، وقالت: “المجلس لن يُترك دقيقة واحدة من دون رئيس”، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنّ الموعد النهائي للجلسة لم يُحدد بعد، إفساحاً في المجال أمام وصول الاتصالات السياسية الجارية إلى تهيئة “أجواء هادئة” لانعقاد الجلسة بما يشمل محاولة التوصل إلى توافقات نيابية وسياسية تسبق موعد الجلسة.
أما الأوساط المواكبة للاتصالات، فنقلت أنّ بري تلقى وعداً بتصويت كتلة “اللقاء الديمقراطي” لمصلحة إعادة انتخابه رئيساً للمجلس فضلاً عن تأكيد نواب مستقلين وآخرين من عدة كتل أنهم بصدد التصويت له، وعليه فإنه “سيحصد أصواتاً أقل من المرات السابقة لكنه لن يكون رقماً زهيداً كما تردد”، مشيرةً في ضوء ذلك إلى أنّ “المعركة تتركز حالياً حول موقع نائب رئيس المجلس سيّما وأنّ رئيس “التيار الوطني الحر” لا يريد التفريط بهذا الموقع وقد رشح إليه كلاً من النائبين الياس بو صعب وجورج عطالله، طارحاً أن يترك الحرية لنواب تكتله في عملية التصويت لرئاسة المجلس لقاء أن يحصل على دعم النواب الشيعة ليحصد العدد الكافي من الأصوات لإيصال مرشحه إلى موقع نيابة رئاسة المجلس”، خصوصاً بعدما برز خلال الأيام الأخيرة طرح اسم النائب المستقل المقرّب من النائب السابق عصام فارس، سجيع عطيه، ليتبوأ موقع نائب رئيس المجلس.
وبينما الكباش على أشده بين أركان السلطة على طاولة المقايضات والتسويات، لفت الانتباه أمس تذكير وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على هامش اجتماع منتدى دافوس في سويسرا، بأنّ “على اللبنانيين أن يقوموا بإصلاحات لاستعادة حكم الدولة”، مفضلاً التريث قبل الحكم على مدى الانعكاسات الإيجابية التي ستسفر عن إجراء الانتخابات النيابية.
وبالتزامن، ارتفعت على الساحة اللبنانية حدة التراشق بين نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي وجمعية المصارف على خلفية التباين في المواقف إزاء خطة التعافي الاقتصادي والمالي التي أقرتها الحكومة ومدى محافظتها أو تفريطها بأموال المودعين، الأمر الذي وضع الحكومة الجديدة بين “خيارين: إما إعادة تبني الخطة نفسها أو تعديل بنودها”، كما رأى النائب والخبير الاقتصادي رازي الحاج، معرباً لـ”نداء الوطن” عن قناعته بأنّ الخطة التي أقرتها الحكومة “استنسابية ومبنية على عناوين صحيحة في الشكل لكنها غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع”.
وأوضح الحاج أنّ “المطلوب خطة تحاكي الإقتصاد الكلي وتعيد إطلاقه”، مشدداً على “ضرورة إطلاق النهوض الإقتصادي أولاً وتحقيق نمو وإدخال نحو 5 مليارات دولار إلى البلد يستفيد منها نحو مليون حساب مصرفي، مع ضرورة المحافظة على أموال المودعين، ثم نبحث بعدها في كيفية توزيع الخسائر”، مع إشارته في ما يتصل بالاتفاق مع صندوق النقد إلى أنّ “الصندوق همّه الوحيد ضمان إدارة الأموال التي سيسلّمها الى الدولة اللبنانية وعدم “تطييرها” كما حصل مع احتياطي مصرف لبنان الذي تبخّر على الدعم والتهريب”.
*************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لا موعد بعد لأولى جلسات البرلمان اللبناني الجديد
دفع شيعي ديني وسياسي لإعادة انتخاب بري
تسابق الأزمات المعيشية الاستحقاقات الدستورية في مرحلة ما بعد الانتخابات، حيث انخفضت قيمة العملة المحلية مقابل الدولار إلى أدنى مستوى في تاريخها، فيما لم تظهر أي مؤشرات على انعقاد جلسة عامة للبرلمان الجديد هذا الأسبوع، وسط تجاذب سياسي واقتصادي على العناوين والاستحقاقات الداهمة، ودفع شيعي، ديني وسياسي، نحو إعادة انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري لرئاسة البرلمان الجديد.
وانعكس الكباش السياسي وغياب التسويات بين القوى الفاعلة، تدهوراً إضافياً في سعر صرف الدولار، حيث سجل سعر صرف الدولار مقابل الليرة، 34 ألف ليرة، في أدنى انخفاض في تاريخه، وبلغ في بعض التداولات عتبة 40 ألف ليرة، في ظل تأزم سياسي وتشظٍّ في الخيارات والطروحات، رغم الدعوات لسلوك مسار دستوري لإنجاز الاستحقاقات والشروع في تنفيذ خطة الإصلاح المطلوبة دولياً.
ويتعين على البرلمان المنتخب أن يجتمع خلال 15 يوماً بعد انتهاء ولاية المجلس السابق، (انتهت يوم الأحد الماضي) بغرض انتخاب رئيس جديد له ونائب الرئيس وهيئة المكتب، وتليها خطوة دعوة رئيس الجمهورية لاستشارات نيابية ملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة تحل محل حكومة تصريف الأعمال. لكن لم تظهر بعد أي مؤشرات على موعد حاسم للجلسة النيابية المنتظرة، وذلك في ظل تجاذب وانقسام بين القوى السياسية حول انتخاب رئيس المجلس نبيه بري مرة جديدة من عدمه.
وبحث الرئيس اللبناني ميشال عون مع السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، الأوضاع الداخلية ومرحلة ما بعد الانتخابات النيابية والاستحقاقات الدستورية المنتظرة، وجددت غريو تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «استمرار دعم فرنسا للبنان، لا سيما في الظروف الراهنة».
وبدا أن هناك التفافاً شيعياً حول انتخاب بري لرئاسة المجلس، حيث دعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «بعض الهواة الجدد إلى الالتفات للدروس الميثاقية التي تحكم لبنان في ظل نظامه السياسي الحالي»، لافتاً خلال استقباله منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان يوانّا فرونِتسكا «إلى أن الرئيس نبيه بري اليوم هو ضرورة نيابية وطنية وميثاقية وسط عواصف عاتية تضرب لبنان».
بدوره، طالب نائب رئيس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الشيخ علي الخطيب «النواب بالإسراع في انتخاب رئيس للمجلس النيابي وفق الميثاقية الوطنية، ولتكن هذه المناسبة تعبيراً عن وحدة الموقف لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه لبنان وشعبه، وإنجاز الاستحقاقات الدستورية الأخرى وفق هذه الروحية، فيبادروا إلى انتخاب الرئيس بري الذي يشكل ضمانة وطنية لحفظ المؤسسات الدستورية وإطلاق المشاورات النيابية الملزمة لتشكيل حكومة إنقاذية إصلاحية مهمتها الأولى والأخيرة منع سقوط لبنان والنهوض باقتصاده وحفظ نقده واستعادة أمواله المنهوبة والإفراج عن أموال المودعين وحفظ الاستقرار المعيشي والاجتماعي وإعادة ثقة اللبنانيين والعالم بالدولة اللبنانية».
وانسحب تأييد إعادة انتخاب بري على «حزب الله» الذي أعلن عن تبني كتلته النيابية ترشيح كتلة «التنمية والتحرير» لبري لرئاسة البرلمان. وقال النائب عن الحزب حسن عز الدين: «من أهم أهدافنا في هذه المعركة السياسية التي خضناها يوم 15 مايو (أيار) الحالي، كان عدم سقوط أي مرشح شيعي من المرشحين على لائحة الأمل والوفاء، وهذا الهدف تحقق، ولذلك لم يستطع أي من منافسينا أن يخترقوا لوائح الأمل والوفاء بمرشح شيعي واحد ليفكّروا أو يحتملوا أن يكون هناك رئيس لمجلس النواب غير دولة الرئيس نبيه بري».
من جهته، قال المكتب السياسي لـ«حركة أمل» بعد اجتماعه أمس، إن «صفحة الانتخابات النيابية قد طُويت مع إغلاق صناديق الاقتراع التي عبّر فيها اللبنانيون عن خياراتهم الديمقراطية وتوجهاتهم السياسية»، وقال: «على بعض القوى السياسية اليوم أن تبتعد عن صيغة الخطاب التحريضي الذي انتهجته في فترة ما قبل الانتخابات لشد العصب والشعبوية التي لا تفيد لبنان، وأن يعود الرشد السياسي والنضوج الفكري إلى العقول الحامية والجامحة باتجاهات لا تخدم الثوابت الوطنية، ولا تنتبه إلى دقة المرحلة وتوازناتها، وتحاول استعادة اصطفافات موهومة لم تجدِ سابقاً، وبالتأكيد لن تنفع اليوم، في لحظة الانهيار الذي يشهده البلد على الصعد كلها».
وشددت حركة «أمل» على أن «المطلوب اليوم تلقف المبادرات الإيجابية وملاقاة اليد الممدودة للتعاون، فالمرحلة المقبلة خصوصاً على صعيد التشريع يُفترض أن تحوّل البرلمان إلى ساحة عمل وميدان تشريع رافد لورشة إنقاذ فعلية وإصلاحات حقيقية وملموسة تقترحها الحكومة المنتظرة، لا أن تكون أفكار البعض الخارجة على المنطق والواقعية السياسية ممن لم يفقه بعد معنى العمل التشريعي والرقابي وآليات الدستور والقانون والنظام الداخلي للمجلس النيابي محاولة اغتيال من عقلية مريضة، تريد إغراق البلد في وحول النكايات».
*************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: مراجعات على نار الدولار.. والرياض: التغيير و”الحزب” بيد اللبنانيين
حلّق الدولار عالياً امس مهدداً بانهيار شامل، وملتهماً مزيداً من قيمة العملة الوطنية التي باتت في الحضيض، وما تبقّى في جيوب اللبنانيين من مدخرات. ويبدو ان تحليقه مستمر نتيجة غياب المعالجات فيما المنظومة السياسية القديمة ـ الجديدة بكل تلاوينها تحلّق بدورها عالياً في خلافاتها وكيدياتها، وكأنّ الانتخابات كانت محطة لها لالتقاط الانفاس وشحذ «الهمم» استعداداً لجولة جديدة من المشاحنات والمناكفات والعنف السياسي بدأت تهدد مصير الاستحقاقات الدستورية الماثلة وأوّلها انتخاب رئيس المجلس النيابي الجديد وهيئة مكتبه، قبل ان تصل البلاد الى الاستحقاق الحكومي بعد صَيرورة الحكومة حكومة تصريف اعمال.
ومع جنون الدولار جنّت بقية الاسعار بدءاً بالمحروقات وانتهاء باسعار كل السلع الاستهلاكية التي لن ترسو على بر وكأنها في سباق لحظوي مع ارتفاع سعر الدولار، فيما لاحت في الافق مؤشرات الى انهيار شامل حذّرت منه الهيئات الاقتصادية، وملامح احتجاج شعبي عنيف قد يندلع في كل انحاء البلاد وبانت طلائعه من إقفال طريق شتورة ـ المصنع في الاتجاهين احتجاجا على ارتفاع الدولار والاسعار، ما حَرف الانظار عن الانتخابات ونتائجها وعن مجلس نيابي بدأ ولايته من دون ان يجتمع بعد حتى ليتسلم كل نائب فيه رقم لوحة سيارته او مكتبه في ساحة النجمة التي رفعت الحواجز والمعوقات من مداخلها استعداداً ليوم الاجتماع الموعود…
لم تُثمر الاتصالات التحضيرية لاستحقاق انتخابات رئاسة المجلس النيابي الجديد وهيئة مكتبه نتائج ملموسة بعد، وسط مراجعات سياسية يجريها هذا الفريق او ذاك على وقع جنون اسعار الدولار. ولكن هذه الاتصالات متواصلة في مختلف الاتجاهات لتأمين نصاب الاكثرية المطلقة على الاقل لإنعقاد جلسة الانتخاب التي تقرر مبدئياً انعقادها الاسبوع المقبل ضمن مهلة الـ 15 يوما المحددة دستورياً. وبعد ان يكون رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قد عاد من خارج لبنان حيث يتابع يوميا من هناك تفاصيل الوضع الداخلي ومستجداته. فيما سيتحدث الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الثامنة والنصف مساء اليوم عبر قناة «المنار» في مناسبة عيد المقاومة والتحرير، ويتوقع ان يتطرق الى التطورات الجارية محددا مواقف في شأنها.
وعلمت «الجمهورية» ان الاتصالات التي حصلت في الساعات الـ48 الماضية أظهرت ان الرئيس نبيه بري سينتخب رئيسا للمجلس لولاية سابعة من الدورة الاولى وبأصوات ستتعدى الـ65، اما نيابة الرئيس فلا تزال موضع اخذ ورد ضمن اربعة اسماء تتغير بورصة حظوظها وفق حسابات كل فريق.
واكدت مصادر قريبة من عين التينة لـ«الجمهورية» ان بري بصفته رئيس السن سيدعو الى جلسة لانتخاب رئيس المجلس ونائبه ضمن مهلة الـ 15 يوماً، وقالت: «الوقت لا يزال ضمن المهلة المتاحة، فكافة الكتل والنواب الذين انتخبوا لا يزالون في مرحلة القراءة والمراجعات السياسية والتعارف، وبالتالي في التوقيت المناسب سيحدد الرئيس بري موعد الجلسة.
وحول موقف «التيار الوطني الحر» ورئيسه النائب جبران باسيل من التصويت لبري المرشح الوحيد بلا منازع لرئاسة المجلس وعما اذا كان صحيحا ان «حزب الله» يعمل على وساطة معينة، قالت المصادر: «اولاً نحن لم نطلب ولن نطلب و«حزب الله» يعرف الموقف تماما، كما اننا لا ننتظر موقفهم ولا يهمنا ولا نعوّل عليه أصلاً وليسوا في حساباتنا»…
وكانت مصادر «التيار الوطني الحر» قد اشارت بعد اجتماع نواب التيار أمس الى ان لا نقاش في هذا الامر، وان الموقف هو نفسه (عدم انتخاب بري لرئاسة المجلس) الذي اعلنه رئيس التيار جبران باسيل قبل الانتخابات حين قال لا موجب، وكرّره في كلمة احتفال النصر ولم يتغير اي معطى ليتغير الجواب ولن يتغير…
تواصل بين الكتل
وفي إطار التواصل الذي يحصل بين الكتل النيابية لتحديد الموقف والتحالفات، حصل اجتماع بين كتلة «التنمية والتحرير» وكتلة «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط، واكدت مصادر المجتمعين انه تمّت خلال اللقاء مقاربة كل الاستحقاقات الآتية من المجلس النيابي الى الحكومة وصولا الى الرئاسة، كما جرى البحث في الوضع المالي والاقتصادي الذي يتدهور اكثر يوماً بعد يوم وضرورة العمل على تفعيل العمل النيابي المواكب لخطط الانقاذ».
«الكتائب»
من جهته، أعلن المكتب السياسي الكتائبي بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل أنه «لن يجلس على أي طاولة مُحاصصة ولن يمنح صوته لرئيس مجلس أو نائب له أو رئيس حكومة أو رئيس جمهورية يغطّي سلاح «حزب الله» ويدافع عنه تحت أي حجة من الحجج». وشدد على «ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة فاعلة من الكفاءات المشهود لها، تحظى بثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي، قادرة على العمل وغير مَحكومة بمعادلة حكومات الوحدة الوطنية التعطيلية».
الموقف السعودي
وفي غمرة هذه التطورات نَبّه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في تصريح له، على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس 2022» في سويسرا، الى انّ «انهيار الدولة اللبنانية أمر خطير، وينبغي الإسراع في الإصلاحات من أجل تجنّب ذلك»، مشيراً الى انه «إذا قام اللبنانيون بالإصلاحات فسنرى ما يمكننا فعله». وقال: «على اللبنانيين أن يقوموا بإصلاحات لاستعادة حكم الدولة»، معتبراً أن «التغيير وموضوع «حزب الله» بيد اللبنانيين».
ورأى أن «انتخابات لبنان قد تكون خطوة إيجابية لكن من السابق لأوانه قول ذلك». وقال: «إذا قام اللبنانيون بالإصلاحات سنرى ما يمكننا فعله»، مشدداً على «أننا معنيّون بعودة العملية السياسية في لبنان، وينبغي على الأطراف كافّة العمل على ذلك».
من جهة ثانية، كشف بن فرحان عن أنه «حقّقنا بعض التقدم مع إيران لكن ليس بشكل كاف». وقال: «على إيران أن تبني الثقة من أجل التعاون المستقبلي». واعتبر أن «التطبيع مع إسرائيل ينبغي أن يكون في نهاية عملية سلام وحل للقضية الفلسطينية». وشدّد على ضرورة دفع عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية الى الأمام»، مضيفاً أن «دول مجلس التعاون الخليجي تسعى لاستقرار وسلام منطقة الشرق الأوسط وضمان أمن الطاقة».
بدوره، أشار وزير الخارجية الأردني الى انه «يجب العمل على منع انزلاق لبنان إلى الفوضى كما يجب انتهاء الأزمة السورية، والمسار السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك».
البخاري و«البواليع»
الى ذلك، نقل زوار السفير السعودي في لبنان وليد البخاري عنه تأكيده ان الرياض مستعدة للاستمرار في مساعدة لبنان، «لكننا لن نقبل بتفعيل الدعم له قبل ان يبادر الى تنظيف نفسه من «البواليع» التي شفطت الأموال سابقاً، وإلا فإنّ اي أموال جديدة ستذهب مجددا في تلك «البواليع» ولن يستفيد منها اللبنانيون». ولفت الى انه «وعلى رغم خلافاتنا مع الإيرانيين، فهم أيضا لا يقبلون بأن يبقى الفساد مُستشرياً».
وفي موقف لافت، اعتبر البخاري، وفق زوّاره، «ان هناك في لبنان من يجب أن يتنحّى جانباً، والبعض فهم هذا الأمر فيما لم يفهمه بعد البعض الآخر من خصومنا وحلفائنا على حد سواء».
نداء الهيئات الاقتصادية
وفي هذه الاجواء وجّهت الهيئات الإقتصادية بعد اجتماع أمس برئاسة رئيسها الوزير السابق محمد شقير نداء الى القوى السياسية اللبنانية، دعت فيه الى «تلاقي الجميع في وقفة وطنية جامعة حول مشروع إنقاذي شامل يعيد لبنان الى سكة التعافي والنهوض».
وقالت: «الملطوب من الجميع وبإلحاح الذهاب سريعا لإنجاز الإستحقاقات الدستورية بانتخاب رئيس مجلس النواب وهيئة المكتب واللجان، وتشكيل الحكومة العتيدة من دون أي تأخير، والإتفاق على القرارات والإجراءات والبرامج الإنقاذية المطلوبة، بعيداً عن الشعبوية أو حتى التفكير بربط الخطوات والقرارات بالحسابات الخاصة».
وعبّرت عن « قلقها وخوفها الشديدين حيال تسارع الإنهيارات على كل المستويات»، محذّرة من «أن البلد يحتضر والشعب يعيش الويلات والمآسي، وأن الإتجاه الذي سيسلكه لبنان في الأيام المقبلة هو في أيدي القوى السياسية، فإمّا تأخذه الى شاطئ الأمان أو سنكون أمام انهيار الكيان».
سجال مصرفي
في عضون ذلك، دار سجال امس بين جمعية مصارف لبنان وجمعية المودعين ونائب رئيس الحكومة سعادة الشامي.
فقد رأت جمعية مصارف لبنان في بيان أن «الحكومة أبَت إلا أن تودِّع اللبنانيين عموما والمودعين خصوصا، عبر إقرار خطة نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعاده الشامي القاضية بتَنصّل الدولة ومصرف لبنان من موجباتهما بتسديد الديون المترتبة بذمتهما، وتحميل كامل الخسارة الناتجة عن هدر الأموال التي تتجاوز السبعين مليار دولار اميركي إلى المودعين، بعد أن قضت الخطة على الأموال الخاصة بالمصارف».
وتوجهت الى المودعين قائلة: «ابشروا أيها المودعون، لأن الدولة اللبنانية ألغت ودائعكم بشحطة قلم. فهذا كل ما تمخّض عن عبقرية الخبراء، على رغم من وجود خطط بديلة واضحة، لا سيما تلك التي اقترحتها جمعية مصارف لبنان والقاضية بإنشاء صندوق يستثمر، ولا يتملّك، بعض موجودات الدولة وحقوقها، ليعيد إلى المودعين حقوقهم، وإن على المدى المتوسط والبعيد».
وردت «جمعية المودعين» على بيان جمعية المصارف، فذكّرتها «انّ الجهة التي اودع المودعون اموالهم لديها هي المصارف ولم يودعوها لدى مصرف لبنان او الدولة اللبنانية، مع علمنا علم اليقين انّ عملية النصب والاحتيال الممنهج التي حصلت كانت عن سابق تصور وتصميم بين ثلاثي لصوص الودائع المكونة من المصارف والمركزي والدولة عبر الاستدانة بالعملات الاجنبية، وكانت المصارف تعلم ان الدولة لا تنتج الدولار ولكن جشع اصحاب المصارف بعمليات «الربا» الفاحش من الفوائد أعمى أبصارهم وقامروا بجنى عمر اللبنانيين».
وحذرت الجمعية المصارف من «محاولة تغيير اتجاه البوصلة، وتُعيد التذكير ان اموالنا لديكم ونريدها منكم كما هي وانتم من عليكم مقارعة المركزي والدولة وليس المودعون».
الشامي يرد
ورد المكتب الاعلامي للشامي ببيان اعتبر فيه ان بيان جمعية المصارف «أقل ما يقال فيه إنه مجاف للحقيقة، ويمثل عملية هروب إلى الأمام في محاولة مفضوحة تدعي حماية المودعين». وقال: «اننا نتفهّم قلق مساهمي المصارف على ثرواتهم الخاصة نتيجة لخطة النهوض الاقتصادي والمالي، وهو لأمر طبيعي ومتوقع، إلا أن الخطير وغير المسؤول يتجلى في محاولة مكشوفة لربط مصير أموالهم بالمودعين، وهي محاولة للالتفاف على خطة متكاملة العناصر كانت محط تقييم وتقدير من قبل دول ومؤسسات دولية مستعدة لتقديم المساعدة للبنان». وتوجه الى إلى المودعين قائلاً: «لقد تعرضتم لضرر كبير نتيجة سياسات خاطئة، لذا أنتم على رأس أولوياتنا، فلا تدعوا أحدا يستثمر في حقوقكم المشروعة ويتكلم باسمكم وكأنه الحريص عليكم. لا تسمحوا بأن يُكبّلوكم بأغلال مصالحهم كي لا يغرقوكم معهم».
الامن الغذائي
من جهة ثانية تبنّت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالاجماع أمس مشروع قرار حول الأمن الغذائي بمبادرة من لبنان تحت عنوان «حالة انعدام الأمن الغذائي على الصعيد العالمي».
وأشار بيان لوزارة الخارجية الى أنّ «لبنان عَمل على وضع مشروع القرار إلى جانب مجموعة من الدول الصديقة، ومنها: البرازيل ومصر وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا وماليزيا والمكسيك وباكستان وقطر وجنوب إفريقيا وتونس والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية. وبعد مفاوضات دقيقة وصعبة، تم التوصل إلى مشروع قرار جامع، يحتوي على لغة متوازنة، عملية وغير مُسَيسة. وتكمن أهمية القرار الذي يعالج أهم أزمة تعصف بعالمنا اليوم، بحصوله على اجماع الجمعية العامة، من دون اللجوء إلى التصويت».
وعبرت مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة امال مدللي عن الموقف اللبناني أمام الجمعية العمومية، قائلة: «هذه الوثيقة هي مشروع قرار يمثّل تطلعنا إلى عدم رؤية أي طفل أو أي إنسان يعاني الجوع في كل أنحاء العالم».
وذكر البيان أن وزير الخارجية الدكتور عبدالله بو حبيب، الذي كان قد شارك الأسبوع الفائت في الاجتماع الوزاري حول الأمن الغذائي في نيويورك، دعا جميع الدول إلى دعم مشروع القرار «بغية إرسال رسالة قوية للعالم مفادها أن المجتمع الدولي متّحد في مواجهة انعدام الأمن الغذائي ومحاربة الجوع حول العالم».
*************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
فوضى انهيار لبنان أمام دافوس.. والسعودية للإسراع بالإصلاحات
التيار «يتمرّد» و«التغيير» لمواجهة برّي بالبيضاء.. و«القوات» تسعى لانتزاع نائب الرئيس
هل دخلت الحكومة المعتبرة مستقيلة في فترة تصريف الأعمال الطويلة، أم أن تنشيط الأقوال، هو من سمة الخارجين من الحكم، وتبادل التهم والسجالات، في وقت يذهب فيه الدولار إلى الارتفاع صعوداً باتجاه الاربعين ألفاً او خمسين بمعنى بلا سقف، وترتفع الاسعار تباعاً بنسب هندسية لا حسابية، أي بارتفاعات مضاعفة، وفقاً لما هو متيسر في السوبرماركات، التي انتقلت تباعاً من قبول الدفع بـ»الماستر كارد» أو «الفيزا» إلى المناصفة بين «الكاش» بالليرة والباقي بالبطاقة، ثم بقبض بدل الدفع بالبطاقة بنسب بلغت الـ40% من سعر الفاتورة، إلى قبول الدفع بالبطاقة بنسبة 25% والباقي بـ»الكاش» ولو كان بكميات كبيرة تذكر بـ»اللير الايطالي» او بالليرة التركية، أو صغيرة، على طريقة بضع «وريقات» من فئة الخمسين الفاً او المائة.
يرتفع الدولار، وتغيب الكهرباء إلى درجة الانعدام، ومع ذلك، يتصاعد السجال بين الرئيس نجيب ميقاتي (الذي تواجه عودته إلى رئاسة الحكومة اعتراضاً غير معلن من النائب جبران باسيل وتياره) ووزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال، الذي سكت دهراً ونطق شهراً، فإذا به يرد الصاع صاعين، متسائلاً أين هي خطة الكهرباء التي تحدث عنها الرئيس ميقاتي، فرد الأخير بقوة على فياض، مشككاً بأنه هو من يدير وزارته، بالقول: «هل هو فعلاً من يدير شؤون الوزارة؟»، طالباً الكف عن اصدار البيانات الملفقة.
ازاء هذا الوضع المستجد، شنت محطة OTV حملة منظمة على الرئيس ميقاتي متهمة حكومته بأنها احجمت عن «إقرار خطة التعافي الاقتصادي، وعن ايجاد الحل لمعضلة توزيع الخسائر… ولم يجد إلا وزير الطاقة ليهجم عليه…».
وتساءلت المحطة: لماذا لا يدعو ميقاتي حكومته إلى جلسة استثنائية لحل مشكلة الكهرباء؟
ووصفت مصادر سياسية مسألة تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية على هذا النحو في المرحلة الحالية،بانها لعبة سياسية مكشوفة تقف وراءها القوى والاطراف التي تضررت من نتائج الانتخابات النيابية ، لانها لم تأت لصالحها وتوقعاتها، ولاعطاء انطباع للرأي العام، بأن هذه النتائج لن تؤدي إلى تحسن الاوضاع وحلحلة الازمة الضاغطة، بل تزيد مفاقمة الوضع كما يحصل حاليا.
واشارت المصادر الى وجود منصات متمركزة تحت امرة هذه القوى وبحمايتها،تتولى المضاربة على سعر صرف الليرة، استنادا الى مصالح وسياسة هذه القوى،في محاولة لاظهار ان سبب الازمة الاساس التي يواجهها لبنان حاليا، وتضعط عل اللبنانيين بقوة، هو الانهيار الاقتصادي،الناجم عن السياسات المتبعة من قبل الحكومات المتعاقبة،وليس وجود سلاح حزب ألله غير الشرعي، ودوره في تعطيل ومصادرة القرار السياسي اللبناني، والاساءة إلى علاقات لبنان العربية والدولية،وهو ما حاول تصويره الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مؤخرا بمواقفه.
وتوقعت المصادر تزايد المضاربات على الليرة، قبل موعد عقد جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب، لاثارة وشحن الاجواء العامة، و الهاء المواطنين بالتدهور المالي والاقتصادي ومفاعيله، ولحرف الأنظار عن مشكلة السلاح غير الشرعي، ومسبباته في تسميم الوضع السياسي والهيمنة على قرارات ومقدرات الدولة اللبنانية، وانعكاساته السلبية على الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية في لبنان.
واعتبرت المصادر ان حرب المسيّرات الكهربائية بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الظل جبران باسيل، بعدما اصبحت الحكومة مستقيلة، يندرج في اطار محاولات استدراج عروض، للتحكم بتشكيل الحكومة الجديدة، وفرض مطالب وشروط مسبقة، والتي تبدو صعبة حتى الساعة، بانتظار ماستؤول اليه المشاورات والاتصالات التي ستجري لتشكيلها فيما بعد.
وقالت المصادر ان استمرار تسخين المواقف وزيادة حرب البيانات بين ميقاتي وباسيل بالواسطة، لم يؤد الى حرمان اللبنانيين كليا من التغذية بالتيار الكهربائي فقط، لان الكل على علم بأن رئيس التيار الوطني الحر هو المسؤول الاول والمباشر عن الكارثة الكهربائية التي يواجهها كل لبنان بتغطية مباشرة من حليفه حزب الله، بل يؤشر الى ان تأليف الحكومة الجديدة متعثر، وقد يكون صعبا،وهذا يعني ان عمر حكومة تصريف الأعمال، قد يكون طويلا، ويمتد حت موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي هذا السياق، نفت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» أن لا علاقة لرئيس الجمهورية بسحب بند الكهرباء من الجلسة الوداعية للحكومة وقالت إن وزير الطاقة سحبه والجدل قائم بينه وبين رئيس حكومة تصريف الأعمال.
الى ذلك قالت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية لـ«اللواء» أن لا صحة بتاتا للكلام القائل عن مخطط للتمدبد لولايته وافادت أن رئيس الجمهورية يغادر قصر بعبدا في ٣١ تشرين الأول المقبل وفق ما يقتضيه الدستور ودعت إلى الإقلاع عن هذا الكلام. وما هو محسوم وغير قابل للنقاش بالنسبة إلى هذه المصادر فإن رئيس الجمهورية يغادر قصر بعبدا في نهاية تشرين الأول المقبل.
تخوف سعودي
وتخوف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان من انهيار لبنان.
وقال في كلمة له امام منتدى «دافوس 2022» السنوي في سويسرا: «ان انهيار الدولة اللبنانية امر خطير»، داعياً الى الاسراع بالاصلاحات من اجل تجنب ذلك. وقال: إذا قام اللبنانيون بالاصلاحات سنرى ما يمكن فعله.
وفي اشارة الى اهتمام المملكة العربية السعودية بلبنان اكد ان بلاده «معنية بعودة العملية السياسية في لبنان»، لافتاً الى انه يتعين على الاطراف العمل على ذلك، مشيراً الى ان «موضوع حزب الله بيد اللبنانيين». معتبراً ان من السابق لأوانه وصف «انتخابات لبنان بأنها قد تكون خطوة ايجابية».
وفي اشارة الى انفراج محتمل مع ايران قال بن فرحان: «حققنا بعض التقدم في المحادثات مع ايران ولكن ليس بشكل كاف».
وطالب وزير خارجية الاردن ايمن الصفدي بالعمل على منع انزلاق لبنان الى الفوضى، مشيراً الى ان «لبنان على شفا الانهيار، وإذا حدث ذلك، فسندفع جميعنا تكلفة الأمر أمنياً».
وفي اول اتصال لفريق الرئيس نبيه بري، المرشح الوحيد لرئاسة المجلس النيابي، زار وفد من كتلة التنمية والتحرير، برئاسة معاونه النائب علي حسن خليل، رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط في كليمنصو، بحضور النائب هادي ابو الحسن، المرشح ليكون عضوا في مكتب المجلس، خلفاً للنائب مروان حماده.
وبالطبع، كان هدف الزيارة البحث في انتخابات رئاسة المجلس، وما يمكن فعله لجهة التعاون في انجاز هذا الاستحقاق، ضمن انجازات اخرى كالمشاورات الملزمة لتأليف حكومة جديدة.
وفهم ان اجواء اللقاء الديمقراطي تميل للتصويت إلى الرئيس بري، من دون اي التزام بالتصويت لمرشح التيار الوطني الحر.
واجتمع التيار الوطني الحر مساء امس لمناقشة انتخابات رئاسة المجلس النيابي ونائب الرئيس من دون اتضاح نتائج المساعي التي يبذلها حزب الله للتوفيق بين التيار العوني وحركة امل، لكن بعض المعلومات تحدثت عن ان التيار لن يصوت للرئيس بري، وفي الوقت نفسه، لن يترك الحرية لاعضائه لجهة الانتخاب او عدمه، كما حدث عام 2018.
لكن المرواحة السياسية استمرت امس، برغم اللقاءات والاتصالات التي تجريها القوى السياسية والنواب الجدد من «تغييريين ومستقلين»، ولم يصدر بعد ما يُشير الى مقترحات او افكار او حلول للتعقيدات التي تحيط بإنتخاب هيئة مكتب المجلس الجديد، أمينا السر والمفوضون الثلاثة، واللجان النيابية، لا سيما مع تعدد تسريب اسماء المرشحين لمنصب نائب الرئيس. كما لم يصدرما يُشير فعلياً لا بالتسريبات الى من سيكون رئيس الحكومة المقبلة ولا صورة الحكومة العتيدة.علما ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يعود الى بيروت نهاية الاسبوع إثر زيارة عائلية خاصة الى لندن، قد تشمل باريس ايضاً.
ويتردد في اوساط قوى التغيير وبعض المستقلين والكتل،ان عدداً من نواب الكتل الحزبية الاساسية كالقوات اللبنانية والتيار الحر والحزب الاشتراكي قد يُصوّت «من تحت الطاولة» لإنتخاب بري، لأسباب تتعلق بالتفاهم لاحقاً على اقتراحات ومشاريع قوانين ستطرح في المجلس ولا تمر من دون موافقة برّي.
وعلمت «اللواء» ان مجموعة نواب «قوى التغيير» تواصل اجتماعاتها بهدف التوصل الى مقاربات مشتركة حول كل الامور والاستحقاقات المطروحة امامهم وامام المجلس النيابي الجديد. وقالت مصادر المجموعة: ان التركيز في المجموعة ايضاً يتناول تكريس التضامن والتوافق بين الاعضاء وتسهيل التوصل الى قواسم مشتركة. واوضحت المصادر، ان هناك قضايا عديدة تم الاتفاق عليها كأولويات، اهمها الهمّ المعيشي للمواطن بعد التدهور الحاد الذي اصابه.
واوضحت المصادر ان المجموعة تعمل على تنظيم نفسها داخلياً بالبحث في آليات عملها المجلسي وتشكيل امانة عامة للتكتل. لكنها اكدت انها لم تتخذ القرار النهائي بعد حول كيفية التعاطي مع استحقاق انتخاب رئيس المجلس هل بعدم التصويت للرئيس بري ام بورقة بيضاء وفقاً لما يدعو اليه النائب مارك ضو. وقالت: عندما يدعو رئيس السن للجلسة نبحث الامر بالتفصيل، لكن الكتلة بكل اعضائها الـ 13 ستكون على نفس الموقف.
وفيما تأكد ان نواب «قدامى المستقبل» سيصوتون لانتخاب بري، بسبب خلافهم مع «القوات اللبنانية» وبعض نواب «قوى التغيير»، يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم لمناسبة عيد «المقاومة والتحرير».
وسط ذلك، سجل تحرك لسفيرة فرنسا في لبنان آن غريو من عين التينة، حيث التقت الرئيس بري، الى بعبدا، حيث استقبلها الرئيس ميشال عون.
وحسب المعلومات الرسمية، جددت السفيرة غريو تأكيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «استمرار دعم فرنسا للبنان، لا سيما في الظروف الراهنة. وتناول البحث أيضا الأوضاع الداخلية ومرحلة ما بعد الانتخابات النيابية والاستحقاقات الدستورية المنتظرة. وتطرق الحديث الى المساعدات الفرنسية للبنان والتي كان آخرها دفعة من اوتوبيسات للنقل المشترك تم استلامها امس الاول في مرفأ بيروت. وعرض الرئيس عون موقفه من التطورات الداخلية والتحديات المنتظرة على اكثر من صعيد.
ووجه البابا فرنسيس رسالة الى الرئيس عون قال فيها: أن لقاء التقاليد الدينية المتنوعة في لبنان التي تتآلف فيه وتجتمع، يمكن أن يشكل شهادة حقة للعالم بأسره. وإن فرح القيامة يتأتى من الدهشة التي تحيط بنا أمام الانتصار النهائي للحياة على الموت، ومن انتصار النور على الظلمات. ونحن، انطلاقا من هذا الرجاء، نجد مصدر التزامنا في خدمة السلام والمصالحة. واني انطلاقا من هذا، استمطر عليكم النعم وامنح بركتي الرسولية، لكم ولقرينتكم وللشعب اللبناني بأسره.
الكهرباء: لا تغذية
وعلى صعيد الكهرباء، قالت مصادر مؤسسة الكهرباء ان «معمل دير عمار خرج نهائياً عن الخدمة، بسبب نفاد الفيول اويل، والذي كان يوفر ساعتين تغذية يومياً»… مشيرة إلى ان هناك نحو 100 ميغاواط من الكهرباء على الشبكة، مصدرها المعامل الكهرمائية وهذا الامر هو الذي حال دون انهيار الشبكة.
وسجال جمعية المصارف والحكومة
وعلى الصعيد النقدي اندلع امس سجال بين جمعية المصارف والحكومة حول موضوع المودعين، فكررت جمعية المصارف رفضها لخطة التعافي الاقتصادي، وقالت: أنها كُتبت بأموال المودعين واموال المصارف، وهي (جمعية) تصف صفاً واحداً مع المودعين لرفض هذه الخطة التي لا نهوض فيها سوى في اسمها.
وقالت الجمعية في بيان: أبَت الحكومة اللبنانية إلاّ أن تودِّع اللبنانيين بشكل عام والمودعين بشكل خاص، عبر إقرار خطة نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعاده الشامي، القاضية بتنصّل الدولة ومصرف لبنان من موجباتهما بتسديد الديون المترتبة في ذمتهما، وتحميل كامل الخسارة الناتجة عن هدر الأموال التي تتجاوز السبعين مليار دولار أميركي إلى المودعين، بعدما قضت الخطة على الأموال الخاصة بالمصارف. فأبشروا أيها المودِعون، لأن الدولة اللبنانية ألغت ودائعكم بـ «شخطة» قلم.
اضافت: فهذا كلّ ما تمخّض عن «عبقرية الخبراء»، بالرغم من وجود خطط بديلة واضحة، لا سيما تلك التي اقترحتها جمعية مصارف لبنان، والقاضية بإنشاء صندوق يستثمر ولا يتملّك بعض موجودات الدولة وحقوقها، ليعيد إلى المودعين حقوقهم.
وردّ المكتب الاعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الاعمال سعادة الشامي على جمعية المصارف ببيان قال فيه: من المؤسف أن يطالعنا ببان صادر عن جمعية المصارف أقلّ ما يقال فيه إنّه مجاف للحقيقة، ويمثّل عملية هروب إلى الأمام في محاولة مفضوحة تدّعي حماية المودعين. في حين أنّنا نتفهّم قلق مساهمي المصارف على ثرواتهم الخاصة نتيجة لخطّة النهوض الاقتصادي والمالي، وهو لأمرٌ طبيعيّ ومتوقّع، إلاّ أنّ الخطير وغير المسؤول يتجلّى في محاولة مكشوفة لربط مصير أموالهم بالمودعين، وهي محاولة للالتفاف على خطة متكاملة العناصر كانت محطّ تقييم وتقدير من قبل دول ومؤسسات دولية مستعدة لتقديم المساعدة للبنان.
وتابع الشامي: لا بدّ من تسليط الضوء على أنّ ما يتردّد حول كون الخطة ترمي إلى إعفاء الدولة ومصرف لبنان من أي مسؤولية لا يعدو كونه اتهامات عارية من الصحة ومغلوطة، وأنّ تصريحات مشابهة -من حيث عدم توخّي الدقة وعدم التحلّي بالمسؤولية- لتلك التي صدرت اليوم يمكن أن تقضي على هذا الأمل لا سيّما إذا لاقت قبولا لدى المعنيين. إنّ خطة النهوض بالقطاع المالي تحافظ على حوالي 90% من اموال المودعين، إلاّ أنّ هذا لا يعني أبداً أننا نتجاهل ال 10% المتبقية.
وتوجه الى المصارف بالقول: أنتِ ركيزة مهمة في الاقتصاد ولك دور أساسي في عملية الإنقاذ. إن هذه التصريحات التي تعبّر عن آراء قلة قليلة منكم لا تخدم مصلحة القطاع المصرفي ولا مصلحة البلد.
الامن الغذائي: محلّي ودولي
أعلن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي في بيان أنّ «الواقع الغذائي في لبنان لم يشهد أي تحسّن منذ شهرين، إنما إزداد سوءاً جراء الحرب في أوكرانيا والبلبلة في الأسواق العالمية، وكذلك جراء عودة سعر صرف الدولار الى الإرتفاع في السوق المحلية، فضلاً عن الصعوبات التي يواجهها مصرف لبنان في تمويل المواد الإستهلاكية الأساسية كالقمح والبنزين «.
ولكنه أكد أنه «لا يوجد أي مخاطر لفقدان المواد الغذائية، خصوصاً أن مستوردي المواد الغذائية كانت لديهم الكفاءة والمرونة في إيجاد البدائل للكثير من المواد الغذائية وفي اسواق عالمية مختلفة، إلا أنه نبّه من أمور لم تكن محسوبة بدأت تضغط بقوة على الأمن الغذائي للبنانيين، وتتمثل بما يسجله سعر صرف الدولار من إرتفاع متواصل الذي يؤدي حتماً الى إنخفاض القيمة الشرائية للعملة الوطنية وبالتالي إرتفاع اسعار كل السلع ومنها المواد الغذائية «.
وقال: إزاء ذلك، المطلوب فوراً من القوى السياسية إيجاد حلول جذرية للأزمة الإقتصادية قبل فوات الأوان»، مبدياً خوفاً شديداً وفي حال إستمرار الأمور بالتطوّر السلبي لا سيما على مستوى سعر الدولار، من عدم تمكّن شريحة كبيرة من اللبنانيين من الحصول على كامل إحتياجاتها من الغذاء كما الدواء والخدمات الإستشفائية وخلافه.
وحول هذا الموضوع، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالاجماع، يوم أمس الاول مشروع قرار حول الأمن الغذائي بمبادرة من لبنان تحت عنوان «حالة انعدام الأمن الغذائي على الصعيد العالمي»، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وكانت رئيسة بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفيرة أمآل مدللي قد تقدمت بهذه المبادرة وعملت عليها مع فريق البعثة، منذ حوالي الشهر والنصف، بناء على توجيهات وزير الخارجية والمغتربين وبدعم كل من رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء.
وعمل لبنان على وضع مشروع القرار إلى جانب مجموعة من الدول الشقيقة والصديقة. وبعد مفاوضات دقيقة وصعبة، تم التوصل إلى مشروع قرار جامع، يحتوي على لغة متوازنة، عمليّة وغير مسيّسة. وتكمّن أهمية القرار، الذي يعالج أهم أزمة تعصف بعالمنا اليوم، بحصوله على اجماع الجمعية العامة، من دون اللجوء إلى التصويت.
وكان وزير الخارجية عبدالله بو حبيب قد شارك الأسبوع الفائت في الاجتماع الوزاري حول الأمن الغذائي، الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية آنتوني بلينكن. وألقى كلمة لبنان ودعا فيها جميع الدول إلى دعم مشروع القرار بغية إرسال رسالة قوية للعالم مفادها أن، المجتمع دولي، متّحد في مواجهة انعدام الأمن الغذائي ومحاربة الجوع حول العالم.
والتقى بوحبيب في دارة السفير اللبناني في واشنطن بكبيرة المدراء في قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي NSC السيدة باربرا ليف والقائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السيدة يائيل لمبرت ونائبها ايثان غولدريتش ومسؤول مكتب لبنان والأردن في مجلس الأمن القومي جينانشو جاين، بحضور القائم بأعمال السفارة بالوكالة وائل هاشم.
ودارت مواضيع البحث حول سياسة لبنان الخارجية والانتخابات النيابية اللبنانية والتقدم المحقق في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والمشاريع المدعومة من البنك الدولي في لبنان، بالإضافة إلى المواضيع الإقليمية.
اعتصام الصيدليات
وفي اطار التحركات القطاعية اعتصمت لجنة اصحب الصيدليات بالتنسيق مع نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم قبل ظهر امس امام وزارة الصحة العامة تزامناً مع اقفال الصيدليات حتى الثانية من بعد الظهر، للمطالبة بتطبيق قوانين تسليم الادوية للصيدليات ومواجهة الدواء المهرب.
وكانت كلمة للنقيب سلوم اكد فيها ان «نقابة الصيادلة تقف مع المريض وتتكلم باسمه لانه يتعرض لشتى انواع التزوير، ومنعا لقتل المريض من الدواء المزور والمهرب، وهناك من اشترى دواء لمرضى السرطان واتضح انه مزور، لأن الدولة او الوزارة المعنية لم تؤمن الدواء الجيد ولم تضع الخطة السليمة لتأمين الدواء الجيد».
70 إصابة جديدة
صحياً، سجلت وزارة الصحة 70 اصابة جديدة بفايروس كورونا وحالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي الى 1098710 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
*************************************
افتتاحية صحيفة الديار
الإنهيار يُوصل الدولار الى ٣٤ ألف ليرة… ولا حدود لما ينتظرنا من مآسى
سجال ميقاتي ــ فياض يحتدم…طرح الثقة بالحكومة الحاليّة غير دستوري
إنتخابات رئيس المجلس ونائبه : إنقسام «السياديين»… وحزب الله يتشدّد ! – بولا مراد
ذهبت «سكرة» الانتخابات النيابية ونتائجها، وانفجرت سريعا كل الازمات دفعة واحدة بوجه الناس اولا، ووجه البرلمان الجديد وحكومة تصريف الاعمال ثانيا. وكما كان متوقعا، بلغنا ذروة الانهيار بعد انتهاء مفعول «الحلول الترقيعية» التي اعتمدها مجلس الوزراء في الاسابيع التي سبقت الاستحقاق النيابي، مع تسجيل رقم قياسي وتاريخي لسعر صرف الدولار مقابل الليرة يوم امس، بعد وصوله لعتبة الـ ٣٤ ألفا، ما بدأ ينعكس تلقائيا جنونا بالاسعار مع وصول سعر صفيحة البنزين لحدود الـ ٦٠٠ ألف ليرة لبنانية.
وبحسب خبراء ماليين واقتصاديين، يمكن الحديث عن غياب للضوابط، وعن عدم وجود سقف محدد لارتفاع سعر الصرف الذي قد يبلغ قريبا الـ ٥٠ ألفا، في ظل عدم قدرة المصرف المركزي على التدخل للجم الارتفاع الحاصل كما فعل سابقا نتيجة بلوغ الاحتياطات مستويات غير مسبوقة. وبات واضحا ان اسباب انفلات سعر الصرف، الى جانب كونها مرتبطة حكما بالوضعين المالي والاقتصادي اللذين بلغا مرحلة غير مسبوقة من الهشاشة، الا انها مرتبطة كذلك وبشكل اساسي بالوضع السياسي الذي يشهد كباشا كبيرا على خلفية شد الحبال الحاصل داخل البرلمان بمحاولة كل فريق الاستحواذ على الاكثرية التي باتت مشتتة بين مختلف القوى السياسية. اضف الى ذلك الصراع على استحقاق انتخاب رئيس للبرلمان ونائب له، كما على شكل الحكومة ورئيسها، وصولا للكباش حول رئاسة الجمهورية، ما يهدد بفراغ على المستويات كافة وعلى ما تبقى من اعمدة الهيكل اللبناني المتصدع.
«رزق الله على الـ ٣٤الف»؟!؟!
وتصدّر يوم امس الملف المالي وانعكاساته على الاحوال المعيشية والاقتصادية المشهد اللبناني، بعد بلوغ سعر الصرف مستوى قياسي وتاريخي، ما ترك الناس بحالة صدمة.
وفيما حذرت مصادر سياسية عبر «الديار»من ان «ما نحن فيه ليس الا اولى مؤشرات الارتطام الذي سيشتد خلال اسابيع»، لافتة الى ان «لا حدود لما ينتظرنا من مآسى»، ذهبت الباحثة في الشأنين الاقتصادي والمالي والأستاذة الجامعية الدكتورة ليال منصور ابعد بتشاؤمها حيال الوضع قائلة لـ «الديار» : «سنصل الى ايام نقول فيها رزق الله عندما كان الدولار ٣٤ الفا!»مستهجنة «ربط البعض سعر الصرف بعوامل سياسية قد تسرّع او تبطىء صعود الدولار، لكنها غير مؤثرة على واقع الحال، فحتى السير بالاصلاحات لن يكون كافيا لوقف هذا المنحى التصاعدي الذي تدخل مصرف لبنان من خلال صرف ما بين ٦٠٠ مليون دولار ومليار دولار شهريا للجمه والحفاظ على سعر مؤقت ووهمي». وشددت منصور على ان «لا خطة اقتصادية قادرة ان تخفض سعر الصرف في بلد مدولر كلبنان، لان ما نحتاجه تغيير نظام سعر الصرف وليس خططا اقتصادية ايا كانت». وبما يؤكد التخبط الذي يعيشه المعنيون بالملف المالي، استعر السجال يوم امس بين نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي و»جمعية المصارف»، ففيما اعتبرت الاخيرة ان الدولة ومن خلال خطة التعافي ألغت ودائع الناس بـ «شحطة قلم»، اكد الشامي ان خطة النهوض بالقطاع المالي تحافظ على حوالي 90% من اموال المودعين، مشددا على ان «خطة الحكومة التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي، تستند الى مبدأ تراتبية الحقوق والمطالب لاستيعاب الخسائر، بمعنى انه لا يمكن المساس بأموال المودعين قبل استنفاد رؤوس أموال أصحاب المصارف».
تشدد حزب الله
سياسيا، وفيما لا تزال النقاشات والمشاورات تتمحور حول استحقاق انتخاب رئيس للبرلمان ونائب له، مع انطلاق الحديث بشكل متواز باستحقاق تشكيل حكومة، علمت «الديار»ان رئيس المجلس الحالي نبيه بري سيعطي الوقت اللازم للاتصالات الحاصلة للتوصل الى تفاهمات، سواء بما يضمن حصوله على العدد الاكبر من اصوات النواب، وبخاصة المسيحيين منهم، او للاتفاق حول اسم نائب للرئيس لتفادي معركة كسر عضم نحن بغنى عنها تحت قبة البرلمان، باعتبار ان انطلاق العمل النيابي بمعركة من هذا النوع سيترك تداعياته على كل الاستحقاقات المقبلة. ولذلك فان بري قد لا يدعو الى جلسة الانتخاب قبل انقضاء الـ ١٥ يوما التي يحددها الدستور.
وبحسب المعلومات، لا يزال الانقسام سيد الموقف داخل فريق ٨ آذار الذي لم يتفق على اسم نائب للرئيس بعد السجال بين «أمل»و»الوطني الحر»، فيما يحاول حزب الله اقناع الطرفين ان فريقهم السياسي قادر على الاستخواذ على المقعد بسهولة في حال التوصل الى تفاهم ما، ويعتبر الحزب ان ذلك من شأنه ان ينسف كل ما يحكى عن اكثرية لصالح الفريق الآخر قادرة على فرض اجندتها السياسية انطلاقا من البرلمان.
وتشير مصادر سياسية مطلعة الى ان كلام السفير السعودي الاخير، الذي وصف فيه نتائج الانتخابات بـ «المشرّفة»، والتي أسقطت «كل رموز الغدر والخيانة وصناعة الموت والكراهية»، سيؤدي حتما «لتشدد حزب الله وحلفائه بالتعامل مع كل الاستحقاقات المقبلة، خاصة وان نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كان واضحا مؤخرا حين قال: ان ٧٧ نائبا هم مع المقاومة، وبالتالي سيسعى الحزب لترجمة هذه الارقام عند كل محطة، واليوم اكثر من اي وقت مضى للرد على السعودية التي تعتقد انها انتصرت بالاستحقاق النيابي». وتضيف المصادر: «حتى ان كل المعلومات تؤكد انزعاج معراب من عدم ملاقاتها من باقي القوى والكتل للاتفاق على اسم نائب لرئيس المجلس يتم فرضه فرضا على حزب الله وحلفائه. فلا «الكتائب»وعدد كبير من المستقلين يرغب بوضع يده بيد جعجع، كما ان معظم نواب «التغيير»لا يجدون مصلحة لهم بذلك، ما يعني ان ما يُعرف بـ «القوى السيادية» تتجه لخوض المعركة الاولى مشتتة».
طرح عون «غير دستوري»
وكما كان متوقعا اقتحم ملف تشكيل الحكومة باكرا المشهد اللبناني في ظل الخلاف الكبير في وجهات النظر حول شكل الحكومة العتيدة، وهو ما دفع رئيس الجمهورية، كما نقل عنه زواره لطرح تجديد الثقة بالحكومة الحالية، وهو اقتراح يؤكد الخبير الدستوري سعيد مالك لـ «الديار»انه «غير دستوري، وانه في حال حصل سيكون سابقة في تاريخ لبنان»، مشددا على ان «اي حكومة تنبثق من مجلس النواب والمجلس الحالي مجلس جديد لا تشبه موازين القوى فيه ما كانت عليه في المجلس القديم ما يحتم تشكيل حكومة جديدة».
وكأنه لا ينقص اللبنانيين المآسي التي يتخبطون بها، جاء السجال بين رئيس الحكومة ووزير الطاقة حول ملف الكهرباء، ليفاقم نقمة الناس الذين باتوا على ثقة ان لا ضوء قريبا في آخر النفق، طالما التعاطي بهذا الملف لا يزال قائما على النكايات.
ويوم امس، تحدّى وزير الطاقة وليد فياض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بأن يعلن العرض المُتكامل لمعمَلي الكهرباء الذي يتحدث عنه، مجدّداً نفي ما يتّهمه به. في المقابل، ردّ ميقاتي بتشكيكه في أن يكون فياض هو صاحب الرّدود عليه، طالباً منه التوقف عن إصدار البيانات.
*************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
السعودية: موضوع حزب الله بأيدي اللبنانيين
لم يعد اللبنانيون مهتمين لا بالسجال المُكهرب بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير التيار في حكومته وليد فياض وقد استعر مجددا امس بعد هدوء، ولا بالاتصالات الجارية للتوافق على نائب رئيس للمجلس النيابي والتسويات على ضفافها، ولا بالتحرير والمقاومة وعيدهما المصنّف رسميا اليوم وما سيتخلل المناسبة من شعارات فارغة ممجوجة يقولها السياسيون ويفعلون عكسها. همهم وحيد أوحد، تأمين كيفية الاستمرار في العيش في بلد لامس دولاره الـ34 الف ليرة وصفيحة البنزين الـ600 الف ولا من يردعهما، بما يهدد امنهم الغذائي، فيما امنهم الصحي في حال اسوأ وقد يضطر المريض لتطبيب نفسه في ظل اتجاه القطاع الاستشفائي الى الاضراب وحصر الاستقبال بالحالات الطارئة والحَرِجة.
فما نفع تراشق التهم بين المسؤولين ما دامت الكهرباء غائبة وماذا يفيد الشعب ان جلس الياس بو صعب او سجيع عطيه او اي نائب ارثوذكسي في البرلمان الى يمين نبيه بري، وهل يطبب ميقاتي او اشرف ريفي او اي سنيّ آخر مطروح لترؤس الحكومة المواطن المريض الفاقد الدواء رغم معاناته؟ كل هؤلاء يتناوبون على المراكز، فيما اللبناني يتقهقر تحت وطأة الازمات وذلها من دون حلول.
مراوحة سلبية
وبينما تراوح الاستحقاقات الدستورية مكانها سلبا، حيث لا دعوة حتى الساعة لمجلس النواب لانتخاب رئيس له، ما يعني مزيدا من التأخير في تشكيل حكومة تحتاجها البلاد بشدة، فيما الرئيس ميقاتي في الخارج، يتنفس الصعداء، قبل العودة الى بيروت نهاية الاسبوع، وفق معلومات «المركزية»، الازمات المعيشية تتفاقم. وقد اكد وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان ان على اللبنانيين أن يقوموا بإصلاحات لاستعادة حكم الدولة وان موضوع «الحزب» بيدهم.
الدولار والمحروقات
ففي وقت كسر الدولار رقما قياسيا جديدا متخطيا سقف ال ٣٤ الف ليرة ، ليعود ويتداول بسعر 33700 ليرة، كما حلّقت اسعار المحروقات امس وباتت صفيحة البنزين 95 أوكتان: 588000 (+32000)، صفيحة البنزين 98 أوكتان: 599000 (+)، المازوت: 681000 (+3000)، الغاز: 416000 (+10000).
الدواء والغذاء
بدورها، اعتصمت لجنة أصحاب الصيدليات بالتنسيق مع نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم قبل الظهر امام وزارة الصحة العامة، تزامناً مع إقفال الصيدليات حتى الثانية من بعد الظهر، للمطالبة بتطبيق قوانين تسليم الأدوية للصيدليات ومواجهة الدواء المهرَّب.
من جانبه، أعلن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي في بيان ان الإرتفاع المتواصل لسعر صرف الدولار الذي يؤدي حتماً الى إنخفاض القيمة الشرائية للعملة الوطنية وبالتالي إرتفاع اسعار كل السلع ومنها المواد الغذائية، مبدياً خوفاً شديداً وفي حال إستمرار الأمور بالتطوّر السلبي لا سيما على مستوى سعر الدولار، من عدم تمكّن شريحة كبيرة من اللبنانيين من الحصول على كامل إحتياجاتها من الغذاء كما الدواء والخدمات الإستشفائية وخلافه.
دعم فرنسي
سياسيا، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سفيرة فرنسا آن غريو التي زارت الرئيس نبيه بري ايضا، يرافقها المستشار السياسي في السفارة جان هيلبرون، وتم عرض العلاقات اللبنانية – الفرنسية وسبل تطويرها في المجالات كافة». وجددت السفيرة غريو تأكيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «استمرار دعم فرنسا للبنان، لا سيما في الظروف الراهنة». وتناول البحث أيضا الأوضاع الداخلية ومرحلة ما بعد الانتخابات النيابية والاستحقاقات الدستورية المنتظرة. وتطرق الحديث الى المساعدات الفرنسية للبنان والتي كان آخرها دفعة من اوتوبيسات للنقل المشترك تم استلامها امس في مرفأ بيروت. وعرض الرئيس عون موقفه من التطورات الداخلية والتحديات المنتظرة على اكثر من صعيد.
برقية البابا
وجدَّد الحبر الأعظم البابا فرنسيس ايمانه بأن «لقاء التقاليد الدينية المتنوعة في لبنان التي تتآلف فيه وتجتمع، يمكن أن يشكل شهادة حقة للعالم بأسره». كلام الأب الأقدس جاء في رسالة بعث بها إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، جوابا على رسالة التهنئة بالفصح المجيد، التي سبق وأرسلها اليه الرئيس عون في وقت سابق.
وجاء في الرسالة البابوية: «إن فرح القيامة يتأتى من الدهشة التي تحيط بنا أمام الانتصار النهائي للحياة على الموت، ومن انتصار النور على الظلمات. ونحن، انطلاقا من هذا الرجاء، نجد مصدر التزامنا في خدمة السلام والمصالحة. واني انطلاقا من هذا، استمطر عليكم النعم وامنح بركتي الرسولية، لكم ولقرينتكم وللشعب اللبناني بأسره».
خطوة ايجابية
وعشية كلمة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في عيد المقاومة والتحرير، اكد وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان ان على اللبنانيين أن يقوموا بإصلاحات لاستعادة حكم الدولة مشددا على ان موضوع «الحزب» بيدهم. وقال «الانتخابات في لبنان قد تكون خطوة إيجابية لكن من السابق لأوانه قول ذلك ونحن معنيون بعودة العملية السياسية في لبنان وينبغي على الأطراف كافة العمل على ذلك».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :