افتتاحية جريدة البناء
نصرالله للتهدئة والتعاون مسؤوليّة… ونحو قانون انتخاب لا طائفيّ ونسبيّ ولبنان دائرة واحدة / الثنائيّ للتشاور بين الكتل نحو سلّة مجلسيّة تمثل الجميع تضمّ الرئيس ونائبه ورؤساء اللجان / بوصعب حاصباني وخلف في سباق نائب الرئيس… ونواب التغيير يتشاورون لتشكيل كتلة /
حطت المعارك الانتخابية رحالها، وأنهى كل طرف معركته الإعلامية لتوظيف نتائج الانتخابات في قراءة يوجّهها نحو الداخل والخارج تؤكد مقارباته، إن لم تستطع تأكيد انتصاره، بعدما صار محسوماً أمر فشل محاولة نيل الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة مواجهة مع المقاومة، كما صار محسوماً تعادل القوى في الساحة المسيحية بين القطبين الكبيرين، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وانتهت الرهانات على محاولات شطب التيار الوطني الحر أو إضعافه الى حد التهميش، بعدما تمّ تحويله الى هدف حر للرماية خلال سنتين ونصف منذ 17 تشرين الأول، واعتباره الخاصرة الرخوة التي يمكن لزعزعة مكانتها المسيحية توجيه اصابة بالغة للمقاومة، وصارت حدود الاستثمار الممكن في نتائج الانتخابات وتوظيفها، محصورة بالتباهي بفوز هناك أو تسجيل نقطة على الخصم بخسارة هناك، فتباهى التيار بنتائج عكار، ومثله فعلت القوات اللبنانية بفوز بعلبك، وسجل التيار على القوات خسارتها لمقعد في بشري، وسجل عليها خسارتها في جزين، وتباهت قوى التغيير والمجتمع المدني بفوزها، في بيروت والجبل والجنوب والبقاع، وبالمقابل صارت قوى التغيير موضع تندّر بتركيبة لوائحها التي حملت مفاجأة فوز النائب فراس سلوم عن المقعد العلوي في الشمال وظهوره مدافعاً عن المقاومة وسورية، لكن بالنسبة للجميع يفترض أن تكون قد انتهت السكرة وجاءت الفكرة، وباتت على الجميع الإجابة عن سؤال حول خريطة الطريق للمرحلة المقبلة، فلا استحقاق انتخابيّاً قريباً يسمح لأحد بالقول نحتكم غداً للانتخابات والانتخابات انتهت بالأمس، فما هي خطة العمل، غير القدرة على الاستمرار بالمناكفات والسجالات، وتثبيت العجز والفشل، فلا أكثرية نيابية قائمة عفوياً لصالح حلفاء المقاومة، كما كان الحال قبل الانتخابات، يمكن أن تتجه نحوها الأنظار لمطالبتها بتشكيل حكومة وتحمل مسؤولية الحكم، ومَن كان يرغب بنيل الأغلبية لفتح باب المواجهة مع المقاومة فشل في مسعاه، ولا إمكانية لولادة حكومة الا اذا حدث توافق ينتج أغلبية، ولا يكفي لإنتاج هذه الأغلبية أن تلتقي القوات اللبنانية والكتائب ومسيحيي قوى 14 آذار مع مَن يؤيد طروحاتهم لمواجهة المقاومة من قوى التغيير، فمجموع هؤلاء أقل من ثلث مجلس النواب، وليسوا فقط أقل من نصفه المطلوب لنيل الأغلبية، وقوى المقاومة لن تسعى لتشكيل أغلبية بالتعاون مع شخصيات وسطية وبعض نواب التغيير، تحت عنوان مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية وتتحمل المسؤولية، فيما يقوم خصومها بالتفرّج والتهرب من المسؤولية، وتسجيل النقاط.
هذه العناوين كانت محور رئيسي في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التي خصصها لتقييم نتائج الانتخابات ورسم آفاق ما بعدها، حيث دعا السيد نصرالله إلى اولوية التهدئة، والانتقال الى البحث في كيفية تحمّل المسؤولية، شارحاً حجم التحديات التي تفرضها أولويات الناس، في الكهرباء والمحروقات والخبز وسعر الصرف ومصير الودائع، ودعا نصرالله للتمييز بين الأحجام النيابية والأحجام الشعبية للقوى السياسية، في ظل قانون انتخابات قائم على عدم اعتماد معايير موحّدة في توزيع الدوائر بقياس عدد ناخبيها وعدد نوابها وبالتالي عدد الأصوات اللازم لنيل مقعد نيابي فيها، ليقول إن المعادلة الديمقراطية اللبنانية لن تستقيم حتى يعتمد قانون انتخاب خارج القيد الطائفيّ على أساس التمثيل النسبيّ في لبنان دائرة واحدة.
الاستحقاق الأول الذي أوحى كلام السيد نصرالله بأنه يحتاج إلى تدوير الزوايا والتفاهمات والنقاشات الهادئة، هو انتخاب رئيس ونائب رئيس لمجلس النواب، وانتخاب هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان النيابية، فيما قالت مصادر نيابية إن ثنائي حركة أمل وحزب الله يتجه لبدء تشاور مع الكتل النيابية بلا استثناء للتداول في فرص التوافق على سلة متكاملة تضمن توزيعاً عادلاً يتمّ الإجماع عليه يراعي التوازنات الطائفية وأحجام الكتل النيابية، بينما بدأت الكتل تتسابق على الترشيحات، خصوصاً لمنصب نائب الرئيس الذي أعلن التيار الوطني الحر ترشيح النائب الياس بوصعب لنيله، ومثله فعلت القوات اللبنانية بتسمية النائب غسان حاصباني مرشحاً، بينما تحدثت الكتل التغييرية عن التداول بترشيح النائب ملحم خلف لمنصب نائب رئيس المجلس، خلال اجتماع ضم أعضاء جميع الكتل الجديدة، تحت عنوان البحث في الانضمام لكتلة واحدة، وبقيت العقدة التي ستتحكم بترجيح كفة المرشح الأبرز لمنصب نائب رئيس المجلس تتمثل بمعرفة مَن يسبق الآخر للتفاهم مع الثنائي على السلة المجلسيّة بين المتنافسين، فيسير بتسمية الرئيس نبيه بري كرئيس للمجلس الجديد مقابل نيل دعم الثنائي لدعم ترشيح من اختاره لمنصب نائب الرئيس، ليتقاسم الآخرون مناصب رئاسة اللجان المهمة، خصوصاً لجنة المال والموازنة ولجنة الإدارة والعدل.
وأكد السيد نصرالله أن جمهور المقاومة الوفيّ أمّن شبكة الأمان السياسية والشعبية للمقاومة وسلاحها في الانتخابات النيابيّة، رغم كل التهويل والتهديد لإخافة الناس.
وفي كلمة تناول فيها آخر المستجدّات بعد صدور نتائج الانتخابات النيابيّة توجّه نصرالله لجمهوره بالقول: “لقد أمنتم شبكة الأمان السياسية والشعبية المطلوبة للمقاومة وسلاحها مقابل الاستهداف المعلن والواضح”، معتبرًا أن “رغم كل التهديد والتهويل لتخاف الناس وتتراجع لم يؤدِ الى نتيجة، والحضور الكبير في المهرجانات الثلاثة كان جوابًا، والحضور الكبير يوم الاقتراع كان جوابًا.. والنتائج التي صدرت كانت جوابًا أيضًا”.
واعتبر نصرالله أن هذا الإنجاز يأتي بعد هجمة إعلامية ونفسية كبيرة علينا وعلى حلفاء المقاومة والضغوط الاقتصادية وافتعال الأزمات، لافتًا إلى أن “النتائج الكبيرة تعطي رسائل قوية حول التمسك بالمقاومة والمعادلة الذهبية والدولة العادلة والقادرة والإصلاحات والسلم الأهلي والعيش الواحد وأولوية معالجة الأزمات الحياتية والاقتصادية”.
ورأى أن “حجم الأزمات الموجودة بالبلد المالية والنقدية والاقتصادية والحياتية لا يستطيع فريق وحده علاجها حتى لو حصل على الأكثرية، واليوم نحن أمام مجموعة كتل نيابية وقوى سياسية ونواب جدد ونواب مستقلين. قد تكون مصلحة لبنان والشعب اللبناني في ما حصل. أن لا يحصل هذا الفريق على أكثرية ولا ذاك، إذ لا يوجد فريق سياسي اليوم بالبلد يستطيع الادعاء أن الأغلبية النيابية معه”.
وأشار الى أن “ما حصل في ما يتعلق بموضوع المقاومة هو انتصار كبير نفتخر ونعتزّ به خصوصًا عندما نرى ظروف المعـركة وما استُخدم وما أنفق فيها”.
واعتبر أن “حجم الأزمات الموجودة بالبلد المالية والنقدية والاقتصادية والحياتية لا يستطيع فريق وحده علاجها حتى لو حصل على الأكثرية، وأنه عندما لا تكون الأكثرية عند أحد يعني الكل مسؤول ولا يجوز لأحد التخلي عن المسؤولية.. أهون شيء المعارضة والتنظير ولا كلفة لها”، داعيًا إلى تهدئة السجالات السياسية، انتهت الانتخابات وكل ما يجب أن يُقال بعد الانتخابات قيل أيضًا”.
وحول أزمة الوقود والغذاء في البلد، اعتبر نصر الله أن “العالم كله ذاهب الى أزمة الوقود الذي ارتفع سعره، والقمح ارتفع سعره وهناك أمور قد تنقطع من الأسواق، نستطيع أن نساجل لسنوات وإذا تعتقدون أننا بدفاعنا عن المقاومة وسلاحها سنكلّ أو نملّ ونستسلم فهذه خيالات لكن السجالات لا توصل الى مكان”.
ولفت نصرالله إلى أن “الأكاذيب انكشفت من قبل الانتخابات، إذ كانت التهمة لكل فريقنا السياسي وبنسبة أعلى للتيار الوطني الحر وبنسبة أقل لحزب الله وحركة أمل بأن فريقنا لا يريد إجراء الانتخابات، والكذبة الثانية هي إجراء الانتخابات في ظل السـلاح.. عام 2005 وعام 2009 أجريت انتخابات وأخذتم الانتخابات في ظل السـلاح واليوم عام 2022 أنتم تحتفلون بنتائج انتخابات في ظل السلاح.. أما آن لهذه الكذبة وهذا الكذاب أن يخجل؟”.
وفي ما خصّ كذبة الاحتلال الإيراني قال: “رأينا السفيرة الأميركية تجول على مراكز الاقتراع وتشكل لوائح والسفير السعودي كان أنشط ماكينة انتخابية في لبنان”، معتبرًا أن الازمات لا تعالج إلا من خلال الشراكة والتعاون بمعزل من الخصومات، فلنذهب الى نقاط الاتفاق والتعاون”.
وتابع نصرالله: “أصوات لائحة الأمل والوفاء في بعلبك الهرمل والجنوب الثالثة وفي الزهراني صيدا وصور ومرشح الثنائي في زحلة طلعوا أكثر من نص مليون صوت”، متسائلاً: “هل أنت الذي ليس لديك سوى كم ألف صوت تتكلم باسم الشعب اللبناني؟”، وأضاف: “بعد الانتخابات هل من أحد يحمل أكبر نسبة بالمسؤولية عن الأزمات الحالية ويأخذ دعمًا من السفارات ويشكل لوائح ويدعمها في كل لبنان ولم يحصّل الا نائبين أو ثلاثة يخرج ليقول الشعب اللبناني لفظ المقاومة في الانتخابات.. ما هذه الوقاحة؟”.
ولفت نصرالله الى أنه “يمكن القول إن عدد النواب لأي جهة يعبر عن الخيارات الشعبية والإرادة الشعبية في حالة واحدة هي أن يكون قانون الانتخاب على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة وخارج القيد الطائفي وبتمثيل نسبي وشباب وصبايا الـ18 ينتخبون”، ورأى أن “توزيع الدوائر تمّ بهذا الشكل غير العلمي لأنها تقصّ وتلزق وفق مصالح بعض الزعماء السياسيين”، لافتًا الى أن “المغالطة هي الخلط بين الحجم الشعبي وعدد النواب. وهذا في لبنان غير صحيح لأن النظام الانتخابي والسياسي طائفي والأسوأ أن تقسيم الدوائر الانتخابية لا تقسم على معيار علمي بل لا معيار في التوزيع”.
بدورها، دعت كتلة “الوفاء للمقاومة” النيابية، في أول اجتماع لها بعد الانتخابات “كل القوى والتيارات والجهات السياسية المتنافسة، إلى وقف السجالات الانتخابية، والتوجّه فوراً نحو مباشرة الاهتمام العملي للنهوض بالوضع البائس للمواطنين وبالوضع المتردّي للدولة ولمؤسساتها التي هشّمتها الأزمة الاقتصادية لغاياتٍ ومآرب سياسيّة أرادت أن تستهدف الخيارات الوطنيّة للبنانيين ولم تتورّع عن التلاعب بسعر العملة الوطنية وبالغذاء والدواء وكلفة العيش وشلّ الإدارة من أجل الضغط لتبديل تلك الخيارات أو التخلي عنها، وتسويق خياراتٍ انهزاميّة مموّهة تتناقض مع المصالح الوطنيّة للبنان واللبنانيين عموماً”.
وجدّدت الكتلة “التزامها العمل من أجل مصلحة لبنان السيد الحر المقاوم ومن أجل صون كرامة اللبنانيين وإعادة بناء دولتهم التي تحترمهم وتقوم بواجباتها إزاءهم على صعيد توفير الأمن والغذاء والصحة والتعليم والعمل والتنمية. وتتعهّد أن تلتزم سياسة حزب الله وتوجيهات سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله في كل مواقفها وأدائها”.
بدوره، لفت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى “أننا كنا حاسبين 3 و”طلعلنا 2” بعد خرق من قبل قوى التغيير الذين لا نعتبرهم أخصاماً وأهلاً وسهلاً بهم وأنصحهم بأن لا يضعوا شروطاً على أنفسهم كي لا يصبحوا معزولين لأن الواقع شيء والمثاليات شيء آخر”.
وقال “زمطنا بريشنا” بعد هذه المعركة الغريبة العجيبة”، مضيفًا في مؤتمر صحافي: ارتضينا هذا القانون، لكن يجب أن يتم تغييره فهو بحاجة لـ3 أيام و30 كومبيوتر لإجراء الحسابات. وأردف “علينا أن ننظر إلى الأمام لنرى كيف يمكن إنقاذ بلدنا وإذا لم نشارك كلنا في حكومة وحدة وطنية “بكربج” البلد وعلينا أن نتحاور وأن ننفتح على بعض”.
وأكد فرنجية أن “لا علاقة لنتيجة الانتخابات بحسابات الرئاسة ومن ليس معه الأكثرية معه الثلث المعطّل ومن اليوم الأوّل تمّ طرح اسمي ولم أطرح نفسي مرشحاً للرئاسة”.
ولا يزال المشهد الداخلي تحت تأثير نتائج الانتخابات النيابية وأبعادها السياسية وطبيعة التحالفات في المجلس الجديد وأثرها على الاستحقاقات المقبلة، بدءاً برئاسة المجلس النيابي ونائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس واللجان النيابية للانتقال بعدها الى استحقاق تكليف وتأليف حكومة جديدة.
وإن كان الاصطفاف السياسي لأغلب الكتل النيابية التي تمثل الأحزاب السياسية ظاهراً بوضوح في المجلس الجديد، فإن العيون منصبّة على النواب المحسوبين على قوى التغيير والمجتمع المدني لجهة مواقفهم واصطفافهم حيال العناوين المحلية والقضايا السياسية الكبرى والاستراتيجية والسيادية، وما إذا كانوا سينضوون ضمن تكتل نيابي واحد أم ضمن تكتلات عدة.
وأفادت وسائل إعلام أن 14 نائباً من “قوى التغيير”، عقدوا اجتماعاً أمس في أحد فنادق بيروت لتشكيل كتلة، ودراسة الخيارات المقبلة في استحقاق رئاسة المجلس واستشارات التكليف وغيرها من الملفات.
وتوقعت مصادر نيابية لـ”البناء” أن تبدأ المشاورات حول استحقاق رئاسة المجلس مطلع الأسبوع المقبل، مشيرة الى أن “الاتفاق سيشمل رئاسة مجلس النواب ونيابة الرئيس وهيئة مكتب المجلس واللجان النيابية ضمن سلة واحدة”، لافتة الى أن غياب أي مرشح شيعي منافس للرئيس بري سيفرض على كافة الكتل النيابية انتخاب بري أو تأمين النصاب لعقد الجلسة لإنجاز هذا الاستحقاق كمدخل لإنجاز بقية الاستحقاقات”، وأوضحت أن الميثاقية تفرض على الجميع الموافقة على رئاسة بري للمجلس ما دام ثنائي أمل وحزب الله متفقاً على هذا الأمر، كما احترم الثنائي الطوائف الأخرى أكان المسيحيين في رئاسة الجمهورية أو السنة في رئاسة الحكومة”. ووصفت المصادر مواقف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية برفض انتخاب بري، في اطار رفع السقف التفاوضي لمقايضة كل واحد منهما، الثنائي بتجيير أصواته لبري مقابل الحصول على نيابة رئاسة المجلس.
وفيما رشحت “القوات” النائب غسان حاصباني لهذا المنصب، أعلن عضو “تكتل لبنان القوي”، ألان عون أن “مرشحنا الطبيعي لمنصب نائب رئيس مجلس النواب هو النائب الياس بو صعب وهناك توازنات جديدة في المجلس وسنرى موقف القوى التغييرية”.
وأعلن النائب ملحم خلف أنه لا يسعى لمنصب نيابة رئاسة المجلس، وتوقعت مصادر “البناء” أن يؤول هذا المنصب الى النائب الياس بوصعب ضمن اتفاق بين ثنائي أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر الذي قد يترك الحرية لأعضائه بهذا الاستحقاق.
وتواصلت المواقف الدولية المرحبة بإنجاز الاستحقاق الانتخابي، والداعية الى إنجاز الاستحقاقات المقبلة بسرعة.
فقد حضّت الخارجية الفرنسية في بيان “جميع المسؤولين اللبنانيين على تعيين رئيس مجلس وزراء من دون تأخير وإلى تشكيل حكومة جديدة لكي تتخذ التدابير الضرورية للنهوض بالبلاد ولكي تقدّم حلولاً يُعتدُّ بها تلبي تطلعات السكان، ولا سيّما بالاستناد إلى الاتفاق الإطار الموقّع مع صندوق النقد الدولي”.
وغرّدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي عبر “تويتر”: “الانتخابات النيابية هي مكسب كبير لشعب لبنان! فنتائجها ليست مكسبًا فرديًا أو مكسبًا لحزب سياسيّ ما، بل ربح حقيقي للبنان. آمل أن يؤدي ذلك إلى مكاسب إصلاحية قيّمة وإلى مستقبل أفضل لشعب، كما أتمنى أن يؤدي إلى استقطاب الأدمغة من جديد مقابل الآثار الفادحة لهجرة الأدمغة التي شهدها”.
وفور انتهاء العملية الانتخابية فوجئ اللبنانيون بتفجر مجموعة من الأزمات دفعة واحدة، فغداة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، الى ما فوق الـ30 ألف ليرة، سجلت أسعار المحروقات ارتفاعاً جنونياً، لا سيما البنزين والمازوت، وسط إقفال المحطات أبوابها ورفع خراطيمها للحفاظ على مخزونها بانتظار صدور جدول الأسعار الجديد لتحقيق أرباح إضافية، فيما عادت أزمة الطحين والخبز الى الواجهة بقوة مع إقفال المطاحن والأفران وفقد الخبز من الأسواق طيلة يوم أمس. وتفاقمت أزمة الكهرباء الى حدود العتمة الشاملة في مختلف المناطق.
وتخوفت أوساط سياسية واقتصادية من عودة الأزمات دفعة واحدة، متهمة عبر “البناء” جهات خارجية وقوى سياسية ومالية داخلية بالعودة الى الخطة الماضية قبل مرحلة الانتخابات التي شهدت بعض الاستقرار بتوجهات خارجية ومراجعة سياسية لبنانية، أي خطة الحصار المالي والاقتصادي واستخدام سلاح الدولار والمحروقات ولقمة عيش المواطن في الضغط السياسي على قوى المقاومة وعلى الدولة اللبنانية لتطبيق الشروط الدولية لا سيما ملف ترسيم الحدود وسلاح حزب الله وتوطين اللاجئين الفلسطينيين ودمج النازحين السوريين مقابل حصول لبنان على ثلاثة مليارات دولار من صندوق النقد الدولي على 4 سنوات مع شروط مالية اقتصادية قاسية. مذكرة بقول رئيس حزب “القوات” سمير جعجع “انتخبونا بينزل الدولار”، وتساءلت: “هل جاءت نتائج الانتخابات بغير ما تشتهي واشنطن فأوعزت الى أدواتها السياسية والمالية والنقدية والمصرفية في لبنان بإعادة تحريك الدولار”.
وأعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في بيان، أن “المجلس المركزي وافق على تمديد مفاعيل التعميم الاساسي رقم 161 لغاية نهاية شهر تموز 2022 قابل للتجديد”. كما أكد أن “التعاطي بالأوراق النقدية بالدولار الأميركي مقابل الأوراق النقدية بالليرة اللبنانية مستمر مع المصارف من دون سقف محدّد على سعر منصّة Sayrafa. وفور صدور هذا التعميم انخفض سعر الصرف الى ما دون الـ 31 ألف ليرة ليقفل مساء أمس على 30500 ليرة.
وكشفت جهات نقابية أن “هناك 35 الف طن من القمح في لبنان تكفي من 3 أسابيع الى شهر، وبعد شهرين سيكون الحصول على الدعم المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي (بالنسبة لدعم القمح)، ووزارة الاقتصاد أكدت أنها ستتولى إدارة الأزمة بأقل الأضرار الممكنة، علما أننا قد نقع في بعض المطبات بالمرحلة المقبلة”.
وأكّد نقيب الأفران في جبل لبنان انطوان سيف أن “الافران لا تمتلك كمية كبيرة من الطحين وهي لا تكفي إلا أياماً عدة بحسب حجم الفرن وكمية استهلاكه”. وقال في حديث اذاعي: “وقعنا في الأزمة و6 مطاحن متوقفة عن العمل بسبب عدم دفع ثمن القمح في الإهراءات”. من جانبه، أشار رئيس تجمّع المطاحن أحمد حطيط الى “اننا عقدنا اجتماعاً مع وزير الاقتصاد لحل المشكلة وقال إنه سيطلب من مجلس الوزراء الجمعة زيادة الاعتمادات لتحويل البواخر الأخرى لكن لا نعلم إذا كان الوضع يحتمل حتى الجمعة وبعض المطاحن تسلّم الطحين وأخرى لا تسلّم المادة لذلك هناك أفران لا تملك الطحين ولا تسلّم الخبز”.
واصطفت السيارات أمس، في طوابير أمام المحطات. وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس أن “البنزين متوافر في مستودعات الشركات وفي بواخر في البحر”. وأكد أننا “لسنا في أزمة محروقات في لبنان، لأن الموضوع متعلق ببعض التأخير بإنجاز معاملات صرف الدولار للشركات المستوردة من قبل المصارف وفقاً لمنصة صيرفة ويجب أن يحل الموضوع سريعاً”. وأضاف أن “ الشركات توزع البنزين بكميات محدودة وبعض المحطات انقطعت من المواد بسبب تأخّر تسليمها”.
وعزت مؤسسة كهرباء لبنان زيادة التقنين الكهربائي، الى استهلاك مخزونها من الفيول، بعد رفع القدرة الإنتاجيّة لتغطية فترة الانتخابات النيابية.
على صعيد آخر، أعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن الرئيس ميشال عون غادر مستشفى “وتيل ديو” صباح اليوم (أمس) وعاد إلى قصر بعبدا بعد انتهاء الفحوص الطبية والصور الشعاعيّة التي أجراها. هذا واتصل الرئيس بري بعون مطمئناً الى صحته.
ويعقد مجلس الوزراء غداً جلسة في بعبدا برئاسة عون ستكون الأخيرة قبل تحول الحكومة الى تصريف أعمال ومن المتوقع أن تقرّ مجموعة من البنود في مختلف الملفات المالية والاقتصادية والحياتية الملحة.
---------------------------------------------------------------------------------
افتتاحية جريدة الأخبار
الحجم التمثيلي: حزب الله أول قوى التغيير ثانياً
للمرة الثانية خلال 4 سنوات، يجري اعتماد القانون النسبي في الانتخابات النيابية. رغم تشوّهاته، يتيح القانون تحديد حجم تمثيل الأحزاب التي شاركت في الاستحقاق بدقة. نتيجة انتخابات 2022 أتت كسابقتها: حزب الله الأوّل شعبياً بحصول مرشحيه على أعلى نسبة من الأصوات التفضيليّة، تليه قوى «التغيير»
ارتفع عدد الناخبين الذين شاركوا في انتخابات 2022 إلى 1951683 من 1862103 عام 2018. النسبة الأعلى من التصويت كانت في دائرة الجنوب الثالثة حيث شارك 238 ألفاً و610 ناخبين، فيما سجّلت بيروت الأولى النسبة الأدنى من الاقتراع (48 ألفاً و311 ناخباً). وكان لافتاً العدد الكبير من الأوراق الملغاة أثناء الفرز (57 ألفاً و873)، وكانت النسبة الأعلى منها في دائرة الشمال الثانية (6880 ورقة). فيما ارتفع عدد الأوراق البيضاء (19 ألفاً و308)، كانت نسبتها الأعلى في دائرة الجنوب الثالثة (3042) وأدناها في بيروت الأولى (395).
--------------------------------------------------------
ترشيحات رئاسة الحكومة تسابق استحقاق رئاسة المجلس: نوّاف سلام مجدداً؟ لبنان بين فرصة للتهدئة أو التصعيد
تظهر المداولات الأولية، التي تجرى ببطء على هامش نتائج الانتخابات، أن لبنان أمام أيام حاسمة: إما أن يدخل في مواجهة سياسية واسعة تؤدي الى تعطيل عمل المؤسسات، بما فيها المجلس النيابي قبل بدء عمله، أو تفتح الباب أمام تسوية ستكون حكماً مختلفة عما كان سائداً، ربطاً بالواصلين الجدد الى المجلس النيابي. فيما يُنسب إلى شخصيات يجري تقديمها باسم «قوى التغيير» أن مساعيها لتشكيل جبهة سياسية واسعة تتطلّب حسم الموقف من عناوين كثيرة، أهمها من ستنتخب لرئاسة المجلس النيابي، ومدى الاستعداد للمشاركة في حكومة وحدة وطنية موسعة.
-----------------------------------------------------------------------------------------
لعبة الابتزاز متواصلة بين المستوردين والمصارف و«المركزي»: توفير البنزين والقمح مقابل ضخّ الدولارات
كما قصّة القمح، هي قصّة البنزين أيضاً. فالبنزين متوافر في مخازن الشركات، كما هو القمح متوافر في مخازن المطاحن، لكن مستوردي السلعتين يمتنعون عن توزيعهما في السوق كلما ظهر تقصير في التمويل بالدولارات من مصرف لبنان. من السهل عليهم إرساء معادلة: خطف المستهلك مقابل الدولارات. اعتادوا القيام بذلك وسط فوضى الدعم والانهيار المتواصل
كل فترة تعود علامات الأزمة إلى الظهور. فبعد وقت مستقطع في فترة الانتخابات، استعاد الأطراف المعنيون بعمليات استيراد القمح والبنزين، وبتمويلها، لعبتهم المفضّلة: الدولارات مقابل عرض السلع في السوق. بالنسبة للمستهلك، هما سلعتان أساسيتان وأسعارهما مدعومة. الدعم، يتم عبر ثلاثة مصادر أساسية: الدولارات من مصرف لبنان بواسطة منصّة صيرفة، الدولارات من الحكومة التي تسحب من حقوق السحب الخاصة (SDR)، أو الدولارات التي يقترضها لبنان من الخارج مثل قرض البنك الدولي المخصص للأمن الغذائي. والأسعار مدعومة على الشكل الآتي: يموّل مصرف لبنان الدولارات للبنزين بنسبة 85% من الكميات عبر منصّة صيرفة، بينما يؤمن التجّار الـ15% الباقية من السوق بالسعر الحرّ. وتؤمن الحكومة الدولارات لاستيراد القمح من حقوق السحب الخاصة ومن القروض بينما يدفع المستوردون السعر بالليرة على سعر صرف يبلغ 1517 ليرة. بذلك، يبقى قسم من أسعار السلع قابل للتذبذب تزامناً مع تقلبات سعر الدولار في السوق الحرّة: الـ15% من سعر البنزين، إضافة إلى مواد أولية تستخدم في صناعة الخبز مثل الخميرة والنايلون والسكر والمازوت لتشغيل الفرن...
------------------------------------------------------------------------
افتتاحية صحيفة النهار
مؤشرات الانهيار تسابق انطلاقة المجلس المنتخب
قطعا لا يمكن النظر “ببراءة” الى الاندفاعات النارية لمؤشرات الازمة المالية وتحليق سعر الدولار في السوق السوداء وتداعياتهما مجدداً على الارتفاعات النارية في أسعار المحروقات متزامنة مع معالم ازمة في الطحين والخبز والبنزين ومن ثم في التعتيم الكهربائي مجددا ..وكل ذلك متزامنا دفعة واحدة غداة انتهاء اعلان نتائج #الانتخابات النيابية بالتقسيط!
ذلك ان الساعات الأخيرة شهدت تطورات مريبة لجهة تحليق سعر الدولار الى ما تجاوز سقف الـ31 الف ليرة ومن ثم اختفاء مادة البنزين في عدد من المناطق كما برزت معالم ازمة فقدان الخبز وبموازاتها ازمة انقطاع التيار الكهربائي “الرسمي”.
هذه المؤشرات جاءت وسط تفاقم الغموض المتصل بانطلاق الاستحقاقات التي ستعقب بدء ولاية مجلس النواب المنتخب في 22 أيار الحالي بدءا بانتخاب رئيس المجلس وهيئة مكتبه وهو الاستحقاق الذي يواجه عبره رئيس المجلس “التاريخي” منذ عام 1992 بلا انقطاع نبيه بري للمرة الأولى تحديا كبيرا لجهة وجود كتل وازنة ترفض إعادة انتخابه ولو انتفت المنافسة له لعدم وجود مرشح في مواجهته. كما ان الاستحقاق الثاني الأشد تعقيدا سيكون في تسمية شخصية لتشكيل الحكومة الجديدة في الاستشارات النيابية الملزمة وسط فسيفساء سنية مختلفة عن كل المراحل التي طبعت الحقبات السابقة.
وبرزت في هذا السياق الخطوة التنسيقية المبكرة التي اتخذها عدد من النواب الجدد اذ افيد ان 14 نائباً من نواب “الثورة والتغيير” عقدوا إجتماعاً مساء امس في احد فنادق بيروت بعيدا من الاعلام لتشكيل كتلة ودراسة الخيارات المقبلة في استحقاق رئاسة المجلس والاستشارات وغيرها.
في أي حال بدأت الحكومة بالاستعداد لمرحلة تصريف الاعمال باعتبار انها تعتبر مستقيلة مع نهاية ولاية المجلس الحالي. ومن المقرر ان تعقد غدا في قصر بعبدا الجلسة التي قد تكون الأخيرة لمجلس الوزراء قبل تحول الحكومة الى مرحلة تصريف الاعمال ولذلك اعد للجلسة جدول اعمال فضفاض وكثيف وقياسي من 133 بندا بدا معه ان الحكومة جمعت كل ما كان في جعبتها وادرجته على جدول اعمال جلسة وحيدة، علها تنجز في جلسة ما عجزت عنه على مدى اشهر. وهي بذلك، تسعى ايضاً الى تسهيل مهمتها في مرحلة تصريف الاعمال التي ستطول كما هو واضح، بحيث تسعى الى تأمين الاعتمادات المالية وانجاز الحد الأقصى من المشاريع والمراسيم والأمور التي تقع في اطار تسيير شؤون البلد والمواطنين وادارات الدولة ومؤسساتها عبر إقرار سلف خزينة ونقل اعتمادات، تفادياً لتوقفها عن العمل ووقوعها في الشلل التام، وذلك انطلاقاً من المخاوف القائمة حيال الاحتمالات الكبيرة لتعذر تشكيل حكومة جديدة في فترة سريعة، كما تقتضي الظروف الاستثنائية في البلاد، وهي على أبواب اشهر قليلة من انتهاء الولاية الرئاسية. وابرز جدول اعمال جلسة الغد ما يكفي لتلمس عدد من الرسائل التي ترغب حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في توجيهها، واهمها انها جاهزة لتحمل مسؤولياتها في مرحلة الشلل وقد وفرت كل الجهوزية المطلوبة لذلك مالياً عبر السلف والاعتمادات، وتنفيذياً عبر انجاز المشاريع والخطط الملحة الملوبة منها امام المانحين.
وستستهل الجلسة بتقييم لنتائج الانتخابات النيابية، على ان تنتقل مباشرة الى الاستماع الى الوزراء في استعراض لأعمال وزاراتهم، ليصار بعدها الى طرح نائب رئيس الحكومة لاستراتيجية النهوض بالقطاع المالي ومذكرة بشأن السياسات الاقتصادية والمالية. كما ستطرح الجلسة خطط لوزارة الطاقة ايضاً (تعديل المادة 7 من القانون 462 المتعلق بتنظيم قطاع الكهرباء) ومشروع تفويض وزير الطاقة التوقيع على اتفاقيتي شراء الغاز الطبيعي مع مصر وتبادل الغاز مع سوريا، وادرجت بنود تتعلق بعشرات سلف الخزينة بمئات مليارات الليرات لتمويل مختلف الإدارات والوزارات.
وفيما لا تزال القوى السياسية منهمكة في قراءة نتائج الانتخابات النيابية ، تفاقمت الازمات المعيشية بدءا بالإعلان عن ان الافران لا تمتلك كميات كبيرة من الطحين وهي لا تكفي إلا أياماً عدة. وتسببت ازمة ارتفاع أسعار المحروقات بتحركات احتجاجية بعد ظهر امس لاصحاب السيارات العمومية في وسط بيروت. وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس ان “البنزين متوافر في مستودعات الشركات وفي بواخر في البحر”. واكد اننا” لسنا في أزمة محروقات في لبنان، لأن الموضوع متعلق ببعض التأخير بانجاز معاملات صرف الدولار للشركات المستوردة من قبل المصارف وفقا لمنصة صيرفة ويجب ان يحل الموضوع سريعا”. واشارت معلومات، الى إن الشركات المستوردة للنفط لن تسلّم المحروقات إلى المحطات قبل صدور الجدول الجديد للأسعار بشرط رفع سعر صفيحة البنزين 11 ألف ليرة إضافية.
اما على صعيد الكهرباء، فاوضحت مؤسسة كهرباء لبنان انها قامت برفع القدرة الإنتاجية لتغطية فترة الانتخابات النيابية، الأمر الذي أدّى إلى استهلاك مخزونها من المحروقات بوتيرة أسرع خلال تلك الفترة، وافادت بأنّها تفاديا للوقوع في العتمة الشاملة، قد قامت باتخاذ إجراءات احترازية إضافية لإطالة فترة إنتاج الطاقة بحدودها الدنيا لأربعة أيام إضافية تقريبًا.
نصرالله
اما على الصعيد السياسي فاطل مساء امس الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بخطاب مزج فيه بين التصعيد والتهدئة، فدعا الى تهدئة السجالات الإعلامية والسياسية وإعطاء الأولوية لملفات الناس. وإذ اعتبر ان ما حصل في الانتخابات “بالنسبة الى المقاومة هو انتصار كبير ويجب ان نعتز به لان حزب الله لم يخسر لا في عدد النواب ولا في عدد الأصوات”، رأى انه لا يوجد فريق سياسي في البلد اليوم يستطيع الادعاء بان الأغلبية النيابية معه ونحن امام مجموعة كتل نيابية وقوى سياسية ونواب جدد ومستقلين وقد تكون مصلحة لبنان والشعب في ما حصل أي الا يحصل هذا الفريق او ذاك على الأكثرية “. وتابع نصرالله “أن أصوات لائحة الأمل والوفاء في بعلبك الهرمل والجنوب الثالثة وفي الزهراني صيدا وصور ومرشح الثنائي في زحلة حصلوا على أكثر من نص مليون صوت، متسائلاً: هل أنت الذي ليس لديك سوى كم الف صوت تتكلم باسم الشعب اللبناني؟
واكد ان حجم الازمات الموجودة في البلد من كهرباء ودواء وارتفاع سعر الدولار كبير ولن يتمكن فريق معين بمفرده ان يعالجه”. وأشار الى ان “كذبة الانتخابات في ظل السلاح سقطت منذ 2005 وفي حينه حصل الطرف الاخر على الأكثرية” متسائلا “اما آن لكذبة انتخابات في ظل السلاح والاحتلال الإيراني ان تنتهي ؟” متهما السفيرين السعودي والأميركي بالتدخل حتى في اللوائح. وقال ان عدد النواب لا يعبر عن الاحجام الشعبية في ظل القانون الحالي. وبدا لافتا ان نصرالله دعا أنصاره الى وقف المسيرات السيارة التي تزعج الناس كما نبه للمرة الأولى الى ان شعار شيعة شيعة يسيء الى اسم الشيعة وتمنى تجنب هذا الشعار لعدم فهمه كاستفزاز طائفي.
ويعقد اجتماع اليوم لتكتل الجمهورية القوية في معراب تتخلله كلمة لرئيس حزب “القوات “سمير جعجع حول نتائج الانتخابات والاستحقاقات المقبلة.
باريس مجددا
وفي اطار الاصداء الخارجية حيال الانتخابات اصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا قالت فيه ان ” لبنان اجتاز مرحلة مهمة يوم الأحد 15 أيار 2022 بإجراء الانتخابات التشريعية في سياق الأزمة الفادحة التي تعانيها البلاد منذ أكثر من سنتين. وتشيد فرنسا بتنظيم هذه الانتخابات في موعدها المقرر، لكنها تأسف للحوادث والمخالفات التي سجلتها بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي، وتأمل كشف حقيقة ما جرى. وتحض فرنسا جميع المسؤولين اللبنانيين على تعيين رئيس مجلس وزراء من دون تأخير وتشكيل حكومة جديدة لكي تتخذ التدابير الضرورية للنهوض بالبلاد ولكي تقدم حلول يعتد بها تلبي تطلعات السكان، سيما بالاستناد إلى الاتفاق الإطار الموقع مع صندوق النقد الدولي. وستواصل فرنسا وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني”.
من جانبها، اعتبرت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي ان “الانتخابات النيابية هي مكسب كبير لشعب لبنان فنتائجها ليست مكسبًا فرديًا أو مكسبًا لحزب سياسي ما، بل ربح حقيقي للبنان. آمل أن يؤدي ذلك إلى مكاسب إصلاحية قيّمة وإلى مستقبل أفضل لشعب، كما أتمنى أن يؤدي إلى استقطاب الأدمغة من جديد مقابل الآثار الفادحة لهجرة الأدمغة التي شهدها”.
*******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“سلعاتا مائية” على طاولة الحكومة غداً: تدمير البيئة وهدر المليارات
نصر الله يعود إلى “العدّ”: أصواتنا “أكثر من نصف مليون”
ما أن أقفلت صناديق الاقتراع حتى فُتحت “جعالات” البنزين والغاز والخبز فأغرقت المواطنين في دوامة طوابير متجددة أمام المحطات والأفران بالتوازي مع الارتفاع الدراماتيكي في سعر صرف الدولار في السوق السوداء وإيقاف بعض المصارف بيع الدولارات وفق تسعيرة “صيرفة”، ليعود مشهد الأزمات الحياتية إلى واجهة الأحداث منذراً بفترة عصيبة تنتظر اللبنانيين لن يكون تجاوزها بالأمر اليسير ما لم يسارع أهل السلطة إلى مغادرة مربع المناورة والمكابرة، والمبادرة إلى الاتعاظ من “الدرس الانتخابي” وخلاصاته التي عكست حجم النقمة الشعبية المتعاظمة على الطبقة الحاكمة.
وبينما لم يتأخر نواب قوى الثورة والتغيير المنتخبون في إطلاق عجلة التنسيق في ما بينهم من خلال اجتماع ثمانية منهم مساءً في فندق “سمول فيل” في بدارو لمقاربة الموقف من الاستحقاقات المقبلة بدءاً من استحقاق انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه… كانت على الضفة المقابلة إطلالة متلفزة متزامنة للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله حذر فيها من أنّ “التركيبة الحالية” للمجلس قد تجعل الاستحقاقات “تأخذ وقتها” من رئاسة المجلس إلى تسمية رئيس الحكومة المكلف وصولاً إلى تشكيل الحكومة، مستعيداً نغمة التمييز بين “التمثيل الشعبي” و”التمثيل النيابي” التي لطالما استخدمتها قوى 8 آذار في مقارعة أكثرية 14 آذار في مجلسي 2005 و2009، فرفض على هذا الأساس اعتبار “عدد النواب في مجلس 2022 معبّراً عن الخيارات الشعبية”، ليعود إلى استئناف “العدّ” الطائفي والمذهبي في البلد عبر الإشارة إلى أنّ الأصوات الشيعية في بعلبك الهرمل والجنوب الثالثة والزهراني وقرى صيدا وصور وزحلة والبقاع الغربي “طلعوا أكثر من نصف مليون”.
وفي سياق متقاطع مع دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى تغيير قانون الانتخاب الحالي، شدد نصرالله على أنّ المجلس لن يجسّد “الخيارات الشعبية إلا عندما يصبح انتخاب النواب على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة على القاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي مع خفض سن الاقتراع إلى 18 سنة”، أما المجلس المنتخب الجديد فنزع عنه صفة “التمثيل الشعبي الذي يجسد خيارات اللبنانيين” لا سيما في ما يتصل بقضية سلاح “حزب الله”، بل على العكس من ذلك رأى أنّ النتائج التي حققتها لوائح الثنائي الشيعي أكدت “التمسك بالسلاح وبمعادلة جيش وشعب ومقاومة”، وشكلت بالتالي “انتصاراً للمقاومة” وأمّنت “شبكة أمان سياسية وشعبية للسلاح”.
نصرالله الذي استهل خطابه بالتذكير بأنّ “حزب الله” خاض الاستحقاق الانتخابي يوم 15 أيار بـ”يد قابضة على الزناد” على الحدود، وأخرى تنشط في الدوائر الانتخابية، أكد أنّ المجلس النيابي الجديد لا توجد فيه أكثرية لأي فريق إنما أعطى الجميع “أحجاماً متفاوتة” بالإضافة إلى “عدد من المستقلين”، ومن هذا المنطلق دعا الجميع إلى “تهدئة السجالات الإعلامية والسياسية وإعطاء الأولوية لملفات الناس من خلال الشراكة والتعاون” منبهاً في المقابل إلى أنّ “الصراخ لن يؤدي إلى أي نتيجة”، مقابل اعتباره أنّ مجرد إجراء الاستحقاق النيابي في موعده دحض جملة “أكاذيب من بينها أنّ السلاح يفرض خياراته على الناس وأنّ هناك احتلالاً إيرانياً في البلد”.
أما في جديد المواقف الدولية بعد إنجاز الانتخابات التشريعية، فحضّت باريس أمس “جميع المسؤولين اللبنانيين على تعيين رئيس مجلس وزراء من دون تأخير وإلى تشكيل حكومة جديدة لكي تتخذ التدابير الضرورية للنهوض بالبلاد ولكي تقدّم حلولاً يُعتدُّ بها تلبي تطلعات السكان، ولا سيّما بالاستناد إلى الاتفاق الإطار الموقّع مع صندوق النقد الدولي”… غير أنّ الذهنية التي لا تزال طاغية على أداء أهل السلطة لم تحمل أياً من التباشير الإصلاحية أو التغييرية التي تواكب ضرورات المرحلة وأولوياتها، خصوصاً في ظل ما تكشّف من معلومات عن أنّ الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء غداً في قصر بعبدا عشية دخول الحكومة في مرحلة تصريف الأعمال قد تشهد إقرار ما سمي بـ”خطة التعافي لقطاع المياه”، وهي خطة وصفتها مصادر مواكبة للملف بأنها أشبه بـ”سلعاتا مائية” ليست في واقع الأمر سوى “استنساخ لاستراتيجية قطاع المياه التي تسببت بتدمير البيئة والقطاع وهدر المليارات على مشاريع السدود الفاشلة”.
وأوضحت المصادر أنّ “الخطة تتضمن تمويلاً بقيمة نحو 9 مليارات دولار ستصرف على استكمال مشاريع الهدر، علماً أنّ ثلث هذا المبلغ سيخصص للدراسات، كتنفيعات للمقرّبين، عدا عن أنّ اقرار الخطة سيعني حجز أي تمويل مستقبلي لمشاريع وضعها فريق وزارة الطاقة على قياس سياساته، وهي تنطوي على مخالفات لقانون المياه بشكل يخالف مبدأ وضع المخطط التوجيهي العام للمياه ومخططات الأحواض، ولا يراعي الحاجات المائية والبيئية لسائر القطاعات”، محذرةً من أنّ “خطورة هذه الخطة تكمن في فوضى الأحواض وتعزيز التلوث، فضلاً عن مفاقمة الهدر وتحويل المياه الى سلعة لا تراعي حاجات القطاع الزراعي إنما تحوّل الصرف الصحي إلى مجرد هندسات مجارير للمشاريع”.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الأزمات المعيشية تتفاقم والطوابير تتجدد بعد الانتخابات اللبنانية
«المركزي» يحاول تهدئة سعر الصرف… وبغداد تتعهد مواصلة ضخّ فيول الكهرباء
نذير رضا
انفجرت الأزمات المعيشية دفعة واحدة بعد يومين على الانتهاء من الانتخابات النيابية، حيث تجددت الطوابير أمام الأفران ومحطات الوقود، وتراجعت التغذية الكهربائية بسبب تراجع مخزون الفيول، وارتفع سعر صرف الدولار مقابل العملة المحلية لمستويات قياسية لم يشهدها منذ خمسة أشهر وقاربت 31 ألف ليرة للدولار، مما دفع «المصرف المركزي» لمحاولة تهدئة سوق المضاربات عبر تعميم أصدره، يقضي بتمديد مفعول تدخله في السوق لبيع الدولار لشهر إضافي.
وسارعت السلطات الرسمية للتدخل على خط الدولار وتأمين الفيول لمحطات إنتاج الكهرباء، حيث أكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لرئيس مجلس النواب نبيه بري خلال اتصال لتهنئته بإنجاز الانتخابات النيابية، استمرار العراق بمد لبنان بكميات الفيول الخاصة بكهرباء لبنان، تلبية لطلب بري في السابق.
ويؤمن لبنان الكهرباء عبر مصدرين، أولهما المحطات الكهرومائية التي لا توفر أكثر من 10 في المائة من الحاجة الاستهلاكية، وعبر محطات الإنتاج العاملة على الفيول الذي توفره الحكومة العراقية تنفيذاً لاتفاق سابق على أن يسدد ثمنه في مهلة لاحقة. وتتأمن التغذية الكهربائية لتوقيت يتراوح بين 4 و6 ساعات يومياً لأقصى حد في بعض المناطق، فيما تتوفر في الأوقات اللاحقة عبر الشبكة الموازية المعروفة بـ«المولدات».
وقالت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان إنها استهلكت مخزونها من الفيول بوتيرة أسرع، بعدما رفعت قدراتها الإنتاجية خلال فترة الانتخابات، لافتة إلى أنها تعتمد فقط على كميات المحروقات التي يتم توريدها بموجب اتفاقية التبادل المبرمة بين العراق ولبنان لإيصال شحنة شهرية من مادة الغاز أويل لا تتعدى حمولتها 40 ألف طن متري في ظل الارتفاع المطرد لسعر برميل النفط الخام العالمي.
وقالت إنه «تفادياً للوقوع في العتمة الشاملة، اتخذت إجراءات احترازية إضافية قضت بإيقاف قسري لإنتاج معمل دير عمار (الشمال) إلى حين استهلاك كامل خزين معمل الزهراني المتبقي في اليومين القادمين، لإطالة فترة إنتاج الطاقة بحدودها الدنيا لأربعة أيام إضافية تقريباً». وقالت إنه من المرتقب أن تصل يوم الجمعة ناقلة بحرية محملة مادة الغاز أويل إلى المياه الإقليمية اللبنانية.
وانسحب التأزم المعيشي على ارتفاع قياسي في سعر صرف الدولار في الأسواق الموازية، حيث بلغ 31 ألف ليرة في ساعات الصباح، للمرة الأولى منذ 5 أشهر حين تدخل المصرف المركزي لتهدئة الأسواق. وأثار هذا الأمر ارتباكاً في الأسواق، وارتفعت وتيرة المضاربات، فيما أقفلت بعض المحال التجارية أبوابها في ضواحي بيروت، منعاً لتكبد خسائر إضافية.
لكن التوتر سرعان ما هدأ وتراجع السعر إلى حدود الـ30 ألف ليرة بعد تعميم أصدره المصرف المركزي، أعلن فيه موافقة المجلس المركزي على تمديد مفاعيل التعميم الأساسي رقم 161 لغاية نهاية شهر يوليو (تموز) 2022 قابل للتجديد، مما يعني تمديد صرف الليرات اللبنانية عبر منصة «صيرفة» العائدة للمركزي، والتي تتيح للمصارف دفع أوراق نقدية بالدولار لحاملي الأوراق النقدية اللبنانية.
وأكد «المركزي» أن «التعاطي بالأوراق النقدية بالدولار الأميركي مقابل الأوراق النقدية بالليرة اللبنانية مستمر مع المصارف من دون سقف محدّد على سعر منصّة صيرفة».
وقالت مصادر مصرفية لـ«الشرق الأوسط» إن البيان جاء في محاولة لتهدئة المضاربة في سوق القطع، وسط شائعات عن أن «المركزي» سيوقف منصته بعد الانتخابات. وقالت إن الشائعات والمخاوف وارتفاع الطلب، أدت إلى الفوضى التي شهدتها السوق صباح أمس، وترافقت مع ضغوط من قبل مستوردي المحروقات والقمح للحصول على دولار نقدي من منصة «صيرفة».
ويتكفل مصرف لبنان، عبر «صيرفة»، بتأمين العملة الصعبة اللازمة لاستيراد القمح والمحروقات. وشهدت الأفران طوابير أمس، للحصول على الخبز مع إعلان بعضها عن نفاد مخزونها من الطحين. وأكّد نقيب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف أن «الأفران لا تمتلك كمية كبيرة من الطحين وهي لا تكفي إلا أياماً عدة بحسب حجم الفرن وكمية استهلاكه». وقال في حديث إذاعي: «وقعنا في الأزمة و6 مطاحن متوقفة عن العمل بسبب عدم دفع ثمن القمح في الإهراءات».
وساهم التأخير في تأمين العملة الأجنبية لمستوردي المحروقات وارتفاع أسعارها عالمياً، في تجدد الطوابير أمام بعض المحطات، وإقفال بعضها، في ظل الحديث عن شح في مادة البنزين وعدم توفر الاعتمادات اللازمة لاستيرادها.
وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس لـ«الوكالة الوطنية للإعلام» أن «البنزين متوفر في مستودعات الشركات وفي بواخر في البحر». وأكد: «إننا لسنا في أزمة محروقات في لبنان، لأن الموضوع متعلق ببعض التأخير بإنجاز معاملات صرف الدولار للشركات المستوردة من قبل المصارف وفقاً لمنصة صيرفة ويجب أن يحل الموضوع سريعاً»، لافتاً إلى أن «الشركات توزع البنزين بكميات محدودة وبعض المحطات انقطعت من المواد بسبب تأخر تسليمها مادة البنزين».
وفي سياق متصل، أعلن نقيب مالكي ومستثمري معامل تعبئة الغاز المنزلي في لبنان أنطوان يمين، «أن أكثرية المعامل اضطرت إلى التوقف عن تسليم مادة الغاز إلى حين إعادة النظر في إصدار جدول تركيب أسعار جديد».
*******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
جلسة تسجيل أهداف الوقت الضائع..وفرنسا لحكومة جديدة “بلا تأخير”
بعيداً من منطق القبول والرفض الذي بدأ البعض يَعتمده على طريق استحقاق انتخاب رئيس مجلس النواب الجديد، تجري بعيداً من الاضواء اتصالات حثيثة في مختلف الاتجاهات تحضيراً لإنجاح هذا الاستحقاق الذي يفترض دستورياً أن ينجز خلال أسبوعين من تاريخ بدء ولاية المجلس الجديد. وقالت مصادر نيابية لـ»الجمهورية» انه خلافاً لهذا الموقف او ذاك فإنه سيُعاد انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس الجديد لأنّ الاكثرية النيابية لهذه العملية الدستورية متوافرة، وسيتم الانتخاب بسلاسة خلافاً لاعتقادات مُغايرة لدى بعض القوى السياسية، وكذلك سينسحب الامر على انتخاب نائب رئيس المجلس وهيئة مكتبه لتنطلق بعدها الآليات الدستورية لتأليف الحكومة الجديدة تكليفاً وتأليفاً بدءاً بدعوة رئيس الجمهورية الى الاستشارات النيابية الملزمة فور إنجاز استحقاق انتخابات رئاسة مجلس النواب ومطبخه التشريعي.
كشفت أوساط سياسية مطلعة لـ»الجمهورية» انّ مشاورات بدأت في الكواليس لإنضاج «طبخة» الإدارة المجلسية الجديدة.
واذا كانت إعادة انتخاب بري رئيساً للمجلس امراً محسوماً ولو بنسبة أصوات أقل عما كانت عليه عام 2018، فإنّ هذه الاوساط تشير الى انّ «الطبخة» الجاري تحضيرها «تشمل نائب رئيس المجلس وهيئة المكتب الى جانب اللجان النيابية ورؤسائها». وأملت في «أن يتم التعامل مع هذا الملف بأفضل طريقة ممكنة، بعيداً من أي مقايضات جانبية، وذلك لإعطاء إشارة إيجابية من البداية حول سلوك المجلس المنتخب وحتى تُثبت القوى العائدة من الطبقة السياسية، والقوى التغييرية، انها التقطت الرسالة التي وجهتها شريحة واسعة من الناس عبر بريد صندوق الاقتراع».
الخارجية الفرنسية
وفي المواقف الدولية من نتائج الانتخابات قالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان امس، الآتي: «إجتاز لبنان مرحلة مهمة يوم الأحد 15 أيار 2022 بإجراء الانتخابات التشريعية في سياق الأزمة الفادحة التي تعانيها البلاد منذ أكثر من سنتين. وتشيد فرنسا بتنظيم هذه الانتخابات في موعدها المقرر، لكنها تأسف للحوادث والمخالفات التي سجلتها بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي، وتأمل كشف حقيقة ما جرى. وتَحضّ فرنسا جميع المسؤولين اللبنانيين على تعيين رئيس مجلس وزراء من دون تأخير وإلى تشكيل حكومة جديدة لكي تتخذ التدابير الضرورية للنهوض بالبلاد ولكي تقدّم حلولاً يُعتدّ بها تلبّي تطلعات السكان، لا سيما بالاستناد إلى الاتفاق الإطار الموقّع مع صندوق النقد الدولي. وستواصل فرنسا وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني».
من جانبها، غرّدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي، عبر «تويتر»، فقالت: «الانتخابات النيابية هي مكسب كبير لشعب لبنان! فنتائجها ليست مكسبًا فرديًا أو مكسبًا لحزب سياسي ما، بل ربح حقيقي للبنان. آمل في أن يؤدي ذلك إلى مكاسب إصلاحية قيّمة وإلى مستقبل أفضل للشعب، كما أتمنى أن يؤدي إلى استقطاب الأدمغة من جديد مقابل الآثار الفادحة لهجرة الأدمغة التي شهدها».
الجميع يقوم بمراجعة
وفي المواقف الداخلية علّق الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في اطلالة له مساء امس على نتائج الانتخابات النيابية، فقال: «هناك مراجعة والجميع يقوم بمراجعة، ومن هذه التجربة هناك كثير مما قيل يظهر الصدق والكذب، وانكشاف الاكاذيب».
وتوقف عند ما سمّاها «كذبة» الانتخابات في ظل السلاح، فقال: «هذه الكذبة سقطت عام 2005، وأنتم القوى السياسية الذين تقومون بذلك فزتم بغالبية عام 2005 في ظل هذا السلاح وعام 2009 أيضاً، وعام 2018 فريقنا فاز بالغالبية ولكنكم أخذتم كتلاً وازنة وكبيرة، الآن عام 2022 سْمِعنا سْلاح ومقاومة، الآن مبسوطين بنتيجة الانتخابات وتهللون على القنوات العربية والصحف، طبعاً الأرقام غير صحيحة ولكنكم تحتفلون». واضاف: «الاحتلال الايراني والتدخل الايراني هما كذبة. ولقد رأينا في هذه الانتخابات الأميركيين وشينكر والسفيرة الأميركية تجول على مراكز الاقتراع والسفارة الأميركية تدفع عشرات آلاف الدولارات». وسأل: هل رأيتم السفير الايراني أو احداً من ايران أو أحداً ايرانياً؟ ما هذا الاحتلال الايراني وانتم حققتم نتائج عظيمة وهزمتم الممانعة؟ هل يحتل النتائج والقضاة والأجهزة الأمنية؟».
وأضاف: «نحن أمام أحجام متفاوتة وعدد من المستقلين الذين ننتظر إلى أين سيتجهون وإن كانوا سيبقون مستقلين»، ورأى أنه «لا يمكن لأحد الادعاء أن الغالبية النيابية مع هذا الفريق أو ذاك»، وأعربَ عن اعتقاده بأنّ «في عدم حصول هذا الفريق أو ذاك على الغالبية ربما يكون في مصلحة لبنان»، مشدداً على انه «عندما لا توجد أكثرية فهذا يعني أن الجميع مسؤول»، ودعا إلى «تهدئة السجالات الاعلامية، والنتائج صدرت، وعلى الجميع أخذ البلد إلى التهدئة»، مُلمّحاً إلى «وجود أطراف لا تريد التهدئة لأنها تقبض ثمن صراخها وسجالاتها»، مشدداً على «إعطاء الأولوية لمعالجة أزمات الناس، وهذا لا يحصل إلا من خلال التعاون بين الجميع، والعمل على قاعدة الشراكة والتعاون لأنّ هذه هي تركيبة البلد حتى وإن كنا نختلف على قضايا جوهرية».
وأعربَ عن طموحه في أن «يكون لبنان دائرة واحدة والتمثيل نسبي والانتخاب خارج القيد الطائفي وتخفيض سن الاقتراع».
«زَمطنا بريشنا»
ولفت رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إلى «أننا كنّا حاسبين 3 وطلِعلنا 2، بعد خَرق من قبل قوى التغيير الذين لا نعتبرهم خصوماً وأهلاً وسهلاً بهم، وأنصحهم بأن لا يضعوا شروطاً على أنفسهم لكي لا يصبحوا معزولين لأن الواقع شيء والمثاليات شيء آخر». وقال: «زَمطنا بريشنا»، وأكد أن «لا علاقة لنتيجة الإنتخابات بحسابات الرئاسة ومن ليس معه الأكثرية معه الثلث المعطّل، ومن اليوم الأوّل تمّ طرح اسمي ولم أطرح نفسي مرشحاً للرئاسة».
ودعت كتلة «الوفاء للمقاومة»، في بيان إثر أول جلسة لها بعد الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات النيابية، «كل القوى والتيارات والجهات السياسية المتنافسة إلى وقف السجالات الانتخابية والتوجّه فوراً نحو مباشرة الاهتمام العملي للنهوض بالوضع البائس للمواطنين وبالوضع المتردي للدولة ولمؤسساتها التي هَشّمتها الأزمة الاقتصادية لغايات ومآرب سياسية أرادت أن تستهدف الخيارات الوطنية للبنانيين ولم تتورّع عن التلاعب بسعر العملة الوطنية وبالغذاء والدواء وكلفة العيش وشل الإدارة من أجل الضغط لتبديل تلك الخيارات أو التخلي عنها، وتسويق خيارات انهزامية مموّهة تتناقض مع المصالح الوطنية للبنان واللبنانيين عموماً». وتوقّفت عند «الإيجابيات والسلبيات» التي تخللت الانتخابات، وأكدت «ضرورة التوجّه الهادىء والموضوعي الدائم لتطوير القانون والأداء الانتخابي من أجل أن يتحقق التعبير الواقعي عن إرادة المواطنين مع ما يتطلبه ذلك من جهد تشريعي ولوجستي وإداري وإعلامي».
قطر
وقال سفير قطر إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، بعد زيارته رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، «انّ دولة قطر رحبت وترحّب دائما بإجراء العملية الانتخابية في لبنان الشقيق، ونأمل ان تؤدي هذه العملية إلى التوافق العام لاستكمال الاستحقاقات الانتخابية الأخرى». وعن نتائج الانتخابات، قال: «هذه نتائج الديموقراطية، ودولة قطر لطالما كانت على مستوى واحد من كل الأطراف في لبنان».
جلسة مُثقلة
من جهة ثانية، يعقد مجلس الوزراء عند الثانية والنصف من بعد ظهر غد جلسة مُثقلة بجدول اعمال مؤلف من 133 بنداً تتضمن كل المواضيع التي تمّ إرجاؤها من جلسات سابقة، بالاضافة الى عملية تقييم للانتخابات النيابية وملفات كبيرة كخطة التعافي.
وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ هذه الجلسة يمكن وَصفها بأنها «جلسة تسجيل اهداف في الوقت الضائع»، فهي جلسة ماراتونية ستمتدّ الى ساعات متأخرة من الليل لأنّ هناك اصراراً على الانتهاء من كل بنودها.
وعلمت «الجمهورية» انه سيُصار الى تحضير مُلحق يتضمن عشرات البنود لضمّها الى جدول الاعمال الاساسي. وقال مرجع سياسي لـ«الجمهورية» انه يتوقع «ان تكون هذه الحكومة أطول حكومة تصريف اعمال ممّا سيفرض عليها وعلى رئيسها فرضاً ان تعقد جلسات لمعالجة كل الملفات الطارئة، وربما سنكون امام سابقة تستمر فيها الحكومة بعملها في شكل عادي في الفترة اللاحقة وليس ضمن النطاق الضيق لتصريف الاعمال».
الوضع المعيشي
وعلى الصعيد الحياتي، وكما توقّع الجميع فإن الأزمات المعيشية تصاعدت بقوة بعد انجاز استحقاق الانتخابات النيابية، بدءاً بالرغيف حيث أكّد نقيب الأفران في جبل لبنان انطوان سيف أنّ «الافران لا تمتلك كمية كبيرة من الطحين وهي لا تكفي سوى أيام عدة، بحسب حجم الفرن وكمية استهلاكه»، مروراً بالمحروقات حيث شهدت بعض المحطات عودة طوابير السيارات في ظل الحديث عن شح في مادة البنزين وعدم توافر الاعتمادات اللازمة لاستيرادها. وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس انّ «البنزين متوافر في مستودعات الشركات وفي بواخر في البحر». وقال: «لسنا في أزمة محروقات في لبنان، لأنّ الموضوع متعلق ببعض التأخير بإنجاز معاملات صرف الدولار للشركات المستوردة من قبل المصارف وفقاً لمنصة صيرفة، ويجب ان يحلّ الموضوع سريعاً».
أما بالنسبة للكهرباء، فأوضحت مؤسسة كهرباء لبنان، في بيان، انه «لَمّا كانت مؤسسة كهرباء لبنان قامت برفع القدرة الإنتاجية لتغطية فترة الانتخابات النيابية، الأمر الذي أدّى إلى استهلاك تخزينها من المحروقات بوتيرة أسرع خلال تلك الفترة السابقة، تفيد أنّها، وتفاديًا للوقوع في العتمة الشاملة، اتخذت إجراءات احترازية إضافية قضَت بإيقاف إنتاج معمل دير عمار قسريًا».
التعميم 161
اما على الصعيد المالي فقد أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في بيان، أن «المجلس المركزي لمصرف لبنان وافق على تمديد مفاعيل التعميم الاساسي الرقم 161 حتى نهاية شهر تموز 2022 قابل للتجديد». وأكد أنّ «التعاطي بالأوارق النقدية بالدولار الأميركي مقابل الأوارق النقدية بالليرة اللبنانية مستمر مع المصارف من دون سقف محدّد على سعر منصّة Sayrafa».
*******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الانهيار يتجاهل الانتخابات.. ويُحجِّم السباق إلى المناصب
جلسة مالية مرهقة للحكومة الراحلة غداً.. والكهرباء تُبشِّر بالعتمة!
غداً تذهب حكومة «معاً للانقاذ» إلى جلستها الأخيرة، قبل ساعات قليلة من دخولها، في مرحلة اعتبارها مستقيلة، مع بدء ولاية المجلس النيابي الجديد، بدءاً من الأحد في 22 الجاري، والبلد مطوّق بأوضاع تذكر بمرحلة ما قبل الانتخابات:
1- الدولار الأميركي عاد إلى سباق الارتفاع مسجلاً رقماً جنونياً، تجاوز الـ30 الفاً وسط بلبلة في أداء مصرف لبنان بين وقف منصة صيرفة أو استمرارها استناداً إلى التعميم 161.
2- توقف الأفران عن العمل، في ضوء أزمة الطحين والقمح، التي لا تكفي لايام قليلة، في ضوء تقاذف التهم بين الأفران ووزارة الاقتصاد، وانعدام ربطة الخبز الصغيرة أو الكبيرة، التي ارتفع سعرها في المحلات الصغيرة والسوبرماركات.
3- وعادت السيّارات إلى الوقوف صفوفاً طويلة امام محطات المحروقات، التي رفعت بمعظمها خراطيمها في عدد من أقضية الجنوب، وصيدا وبيروت وفرن الشباك، على طول الساحل اللبناني، جنوباً وشمالاً وسط كلام لا يغني ولا يسمن من قبل الشركات وأصحاب المحطات ان لا أزمة محروقات بل مسألة اعتمادات، وفروق بين سعر المنصة وسعر المبيع بالليرة اللبنانية أو الدولار الأميركي.
وكشف رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس عن ان سوق المحروقات في لبنان يواجه تحدياً يتمثل بالحاجة إلى تأمين مبالغ كافية من الدولارات، مشيراً في هذا الإطار إلى ان شركات النفط ستسلم محطات المحروقات كميات توازي ما يسلمها مصرف لبنان والمصارف من دولارات عبر منصة صيرفة.
وتصدر اليوم أسعار جديدة للمحروقات بعدما وقع وزير الطاقة والمياه الجدول الجديد، علّها تفرج عن المازوت والبنزين المخزن لدى الشركات.
إزاء هذا الوضع المتجه إلى الكارثة، عاد المحتجون إلى الشارع، فقطعوا الطريق عند طريق الرينغ في الاتجاهين عند برج الغزال، بعدما ركنوا سياراتهم وسط الطريق، رفضاً لارتفاع سعر صرف الدولار.
وقام عدد من السائقين بقطع الطريق بواسطة السيارات امام وزارة الداخلية.
مجلس الوزراء
ويُفترض ان تكون هذه الازمات وتقييم مسار الانتخابات مدار بحث في جلسة مجلس الوزراء غدا الجمعة في القصر الجمهوري، وهي الاخيرة في عهد حكومة الرئيس ميقاتي قبل ان تتحول يوم السبت المقبل الى حكومة تصريف اعمال.
وتبحث الجلسة في جدول اعمال حافل من 133 بنداً بعضها كان يجب اقراره قبل انتهاء ولاية الحكومة نظرا لاهميته الصحية والاجتماعية والخدماتية. وأبرز ما فيه: تقييم الانتخابات النيابية، عرض الوزراءلأعمال وزاراتهم. عرض نائب رئيس مجلس الوزراء استراتيجية النهوض بالقطاع المالي ومذكرة بشأن السياسات الاقتصادية والمالية.عرض وزيرالاتصالات تخفيض مبلغ 42،65 مليون دولار من تكلفة تشغيل الهاتف الخلوي. طلب وزارة الصحة الموافقة على صرف مصرف لبنان مبلغ 35 مليون دولار شهريا لشراء الادوية للامراض المستعصية والسرطانية وشراء الحليب والمستلزمات الطبية ومواد اولية لصناعة الدواء. طلب وزير الاقتصاد الموافقةعلى دعم زراعة القمح والشعير. عرض الاستراتجية لإصلاح الشراء العام. الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة. عرض وزير البيئة عرض الخطة الانقاذية للضمان، الاستراتيجية الوطنية للحمايةالاجتماعية في لبنان،عرض وزير الطاقة والمياه لخريطة الطريق لتعافي قطاع المياه. تفويض وزير الطاقة توقيع اتفاقيتي استجرار الغازمن مصر وسوريا، وطلب انشاء مجلس تنمية الشمال وطلب انشاء المنطقة الاقتصادية الخالصة لبعلبك- الهرمل.اضافة الى اتفاقيات دولية، وشؤون وظيفية وقبول هبات وطلب سلف ونقل اعتمادات وطلبات سفر وشؤون عقارية والترخيص بتمديد مهل تشييد ابنية. وراحت سكرة الانتخابات وجاءت فكرة ما بعدها من ازمات، حيث استمر ارتفاع سعر صرف الدولار الى ما فوق 33 الف ليرة قبل ان يتراجع الى قرابة 30 الفاً، واستمرت ازمة المحروقات واضيفت اليها تحذيرات جدية من فقدان الخبز نتيجة نقص الطحين ما ادى الى ازدحام امام الافران كما امام محطات البنزين. فيما بدأ الهمس والغمز حول تركيبة هيئة مكتب المجلس الجديد من رئيس ونائب رئيس واعضاء وحول احتمال ترشيح هذا النائب الارثوذوكسي او ذاك لمنصب نائب الرئيس، حيث قال النائب ميشال ضاهر عن انتخاب نائب رئيس مجلس النواب: ان الموقع يجب أن يبقى في البقاع، ودعمي سيكون لإبن زحلة النائب الياس اسطفان إذا تم ترشيحه من قبل كتلته.أما في حال لم يتم ترشيح نائب زحلة لهذا الموقع، فأفضّل دعم النائب الصديق الياس ابو صعب لما يملكه من استقلالية في اتخاذ قراراته.
وفي هذه الاثناء بدأ الكلام العلني من عدد من النواب الجدد حول تموضعهم السياسي والنيابي، فاكد عدد من المستقلين انهم لن يكونوا في اي كتلة بينما اكد اخرون انهم سيكونون في هذه الكتلة أو تلك، بإنتظار ان يقرر نواب قوى التغيير الآتين من انتفاضة 17 تشرين اي كتلة سيشكّلون ومن ستضم ومن سيبقى خارجها او ينضم لكتل اخرى.
اشارة الى ان ولاية المجلس الحالي تنتهي السبت المقبل، وبعد عطلة نهاية الاسبوع الاحد، يبدأ المجلس الجديد يوم الاثنين ولايته الدستورية وعقد جلسات تشكيل المطبخ التشريعي.
وتحدثت مصادر نيابية عن حركة اتصالات بين النواب الجدد، سواء من قوى التغيير والمجتمع المدني وعددهم 15 نائباً لتشكيل تكتل، يجري تدارس تسميته ويجتمع وينسق في ما خص الاستحقاقات النيابية المقبلة.
ويجعل لهاث التيارات المستجدة أو القديمة في المجلس الجديد، على المناصب، لا سيما في رئاسة ونيابة رئاسة المجلس، وصولاً إلى الحكومة التي من السابق التطرق إليها، في غير محله، ويدعو إلى الاستغراب في مشهد الانهيار المريب.
ورأت مصادر واسعة الاطلاع إلى العودة إلى الضغط بالانهيار، من شأنه ان يؤثر سلباً على عملية اجراء الانتخابات ويتجاوزها، ويقلل من عملية الاستثمار السياسي في العملية التي جرت، ويحجم الرهان على وصول هذا النائب أو ذاك إلى هذا المركز أو ذاك في غير مكانه.
وفي سياق المواقف، قال عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سيزار أبي خليل، «اننا لم ننكر يوما ان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، هو الزعيم الاول للدروز ولكن هناك فرقاء اخرون لديهم تمثيلهم الدرزي ايضا واعترف بانه نجح بعدم السماح باختراق اسوار المختارة»، لافتاً إلى أن «تكتلنا اليوم ينطلق من 21 نائبا ورايحين على زيادة».
وأكد في حديث لقناة الـ«OTV»، أنه «لا موجب لانتخاب بري لرئاسة مجلس النواب وهذا موقفنا اليوم وعليه اجماع».
وذكر النائب المُنتخب غياث يزبك، «أننا سنذهب إلى النهاية أمام الاستحقاقات لتطبيق قراراتنا، وما أعلنّاه في السياسة ونريد ردّ القطار الوطني الى السكّة الصحيحة، وردّ لبنان إلى عائلته العربيّة، وعمليّة قلب الصفحة صعبة، لكن عمليّة تفويضنا أصبحت أكبر».
وأكد، في حديث لقناة الـ»MTV»، «أنّنا لم ننتخب يومًا نبيه بري لرئاسة مجلس النواب ولم نسايره يومًا، ولم نشتم «حزب الله» أو «المردة» أو «التيار الوطني الحر»، بل هم من يشتموننا، ونعترض على برّي بالسياسة لكنّه رئيس مجلس نيابي»، موضحًا أنّ «لن ننتخب برّي وسنحمّل مسؤولية انتخابه للثنائي الشيعي، الذي سيفرضه علينا واعتراضنا هو على خياره السياسي ولن نتخلّف عن حضور الجلسات».
واعتبرت مصادر سياسية ان اطلالة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله التي خصصها للحديث عن نتائج الانتخابات النيابية تصب في ثلاثة اتجاهات، الاول امتصاص تأثير انخفاض نسبة التصويت في مناطق تأثير ونفوذ الحزب، قياسا على الانتخابات السابقة، بالرغم من كل حملات التجييش وحث المواطنين في هذه المناطق على المشاركة في التصويت، واظهار النتائج بأنها بمثابة انتصار كامل للحزب وحلفائه، مستندا بذلك على نجاح جميع النواب الشيعة المرشحين بهذه الانتخابات.
اما الاتجاه الثاني، فهو التقليل من اهمية التحول البارز بنتائج الانتخابات، والتي ادت الى سقوط الرموز الأساسيين من حلفائه في دوائر عديدة، ومحاولة القفز فوق هذه الانتكاسة الكبيرة للحزب تحديدا، وهو الذي كان يدعم معظم هؤلاء، سياسيا وماديا، ويوجههم باستمرار لاستهداف خصومه السياسيين، والنيل منهم، كما يعرف كثيرون ذلك.
ولوحظ ان نصرالله سعى الى اعتبار ماحصل بالحدث العادي، وقلل من تاثير فوز هؤلاء في تركيبة المجلس، معتبرا، انه لم يعد هناك من يملك الاكثرية النيابية لتغيير المعادلة القائمة لصالحه.
وحاول الامين العام لحزب اخيرا، استيعاب الموقف الاخير لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد الذي وجه سلسلة تحذيرات وتهديدات ضد التبدلات الحاصلة في تركيبة المجلس النيابي الجديد، من خلال الدعوة للتهدئة، ووقف الحملات على انواعها، داعيا اياهم الى التعاون والانخراط في حكومة وحدة وطنية بصيغة تحمل في طياتها تحذيرا مبطنا في حال لم يتم التجاوب مع دعوته، وبالطبع كان التمسك بصيغة، الشعب والجيش والمقاومة، حاضرة في مضمون الاطلالة.
وكان السيّد نصر الله تحدث عن الانتخابات مساء أمس، فرأى ان التمويل لم يؤدِ إلى نتيجة، ورغم ظروف المعركة لم تتأثر لا في العدد ولا في الأصوات.
وأشار إلى اننا شهدنا أكبر عملية نهب وسرقة في تاريخ لبنان، وهي سرقة أموال المودعين من قبل الإدارة الأميركية وجماعتها في لبنان، وهذا ادخل الجوع إلى العائلات اللبنانية.
وقال: ما من فريق سياسي اليوم في البلد، ان يدعي انه لديه الأغلبية والأكثرية النيابية في المجلس الجديد، وقد تكون في مصلحة لبنان.
ودعت قيادتا حركة أمل وحزب الله في بيان جمهورهما إلى عدم تنظيم مسيرات بالدراجات النارية احتفالاً بالفوز، كي لا يأخذ بعض الموتورين الامور الى أماكن تعكر صفو النجاح الانتخابي».
وأضاف البيان: حركة أمل وحزب الله يربآن بجمهورهما عدم القيام بأي تصرف او تحرك قد يوضع في خانة استفزاز مناصري جهات أخرى.
وقال: أن الاستحقاق الانتخابي مضى، والمطلوب اليوم عودة الجميع لمنطق الحوار والتلاقي للخروج من الواقع الاقتصادي الخانق.
ونصح النائب سليمان فرنجية القوى التغييرية إلى عدم وضع الشروط، لأن السلبية لن توصل إلى نتيجة، ولا بديل عن إيجاد الحلول، مطالباً بالتطلع إلى مستقبل البلاد لا إلى مستنقع المزايدات.
الى ذلك، صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية بيان في شأن الانتخابات النيابية جاء فيه: اجتاز لبنان مرحلة مهمة يوم الأحد 15 أيار 2022 بإجراء الانتخابات التشريعية في سياق الأزمة الفادحة التي تعانيها البلاد منذ أكثر من سنتين. وتشيد فرنسا بتنظيم هذه الانتخابات في موعدها المقرر، لكنها تأسف للحوادث والمخالفات التي سجلتها بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي، وتأمل كشف حقيقة ما جرى. وتحض فرنسا جميع المسؤولين اللبنانيين على تعيين رئيس مجلس وزراء من دون تأخير، وإلى تشكيل حكومة جديدة لكي تتخذ التدابير الضرورية للنهوض بالبلاد ولكي تقدم حلول يعتد بها تلبي تطلعات السكان، لاسيما بالاستناد إلى الاتفاق الإطار الموقع مع صندوق النقد الدولي. وستواصل فرنسا وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني.
ورحبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية «بإجراء انتخابات في لبنان الأحد الماضي كما كان مقررا ومن دون أي حوادث أمنية». وقالت: إن الانتخابات هي مجرد نقطة انطلاق، والآن أصبح من الضروري تشكيل حكومة بسرعة لتنفيذ الإصلاحات وإعادة إطلاق الاقتصاد، مؤكدة أن إيطاليا ستواصل دعم لبنان.
وغرّدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي عبر حسابها على «تويتر»: الانتخابات النيابية هي مكسب كبير لشعب لبنان! فنتائجها ليست مكسبًا فرديًا أو مكسبًا لحزب سياسي ما، بل ربح حقيقي للبنان. آمل أن يؤدي ذلك إلى مكاسب إصلاحية قيّمة وإلى مستقبل أفضل لشعب، كما أتمنى أن يؤدي إلى استقطاب الأدمغة من جديد مقابل الآثار الفادحة لهجرة الأدمغة التي شهدها».
خبز وبنزين وكهرباء
على الصعيد المعيشي، أكّد نقيب الأفران في جبل لبنان انطوان سيف أن «الافران لا تمتلك كمية كبيرة من الطحين وهي لا تكفي إلا أياماً عدة بحسب حجم الفرن وكمية استهلاكه».
وقال في حديث اذاعي: وقعنا في الأزمة و6 مطاحن متوقفة عن العمل بسبب عدم دفع ثمن القمح في الاهراءات.
وقال رئيس تجمّع المطاحن أحمد حطيط : ننا عقدنا اجتماعاً مع وزير الاقتصاد لحل المشكلة وقال إنه سيطلب من مجلس الوزراء الجمعة زيادة الاعتمادات لتحويل البواخر الأخرى، لكن لا نعلم إذا كان الوضع يحتمل حتى الجمعة وبعض المطاحن تسلّم الطحين وأخرى لا تسلّم المادة، لذلك هناك أفران لا تملك الطحين ولا تسلّم الخبز.
والى ذلك، شهدت بعض المحطات منذ ليل امس الاول زحمة سيارات في ظل الحديث عن شح في مادة البنزين وعدم توافر الاعتمادات اللازمة لاستيرادها. وصباح امس، اصطفت السيارات في طوابير فيما اقفلت محطات اخرى ابوابها.
وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس ان «البنزين متوافر في مستودعات الشركات وفي بواخر في البحر. ولسنا في أزمة محروقات في لبنان، لأن الموضوع متعلق ببعض التأخير بانجاز معاملات صرف الدولار للشركات المستوردة من قبل المصارف وفقا لمنصة صيرفة، ويجب ان يحل الموضوع سريعاً». وأضاف: أن الشركات توزع البنزين بكميات محدودة وبعض المحطات انقطعت من المواد بسبب تأخر تسليمها.
واشار إلى أن «أسعار المحروقات مرتبطة بسعر النفط عالمياَ وسعر صرف الدولار الذي لا قدرة على ضبطه». وقال: هناك تأخير في تحويل الاموال للشركات المستوردة ويجب ايجاد حل للموضوع في الساعات المقبلة.
واشارت بعض المعلوات الى أن الشركات المستوردة للنفط لن تسلّم المحروقات إلى المحطات قبل صدور الجدول الجديد للأسعار، بشرط رفع سعر صفيحة البنزين 11 ألف ليرة والمازوت 46 ألف ليرة.
اما على صعيد الكهرباء، فاوضحت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان انه «لمّا كانت مؤسسة كهرباء لبنان قامت برفع القدرة الإنتاجية لتغطية فترة الانتخابات النيابية، الأمر الذي أدّى إلى استهلاك خزينها من المحروقات بوتيرة أسرع خلال تلك الفترة، وحيث أنّ الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها حالياً من معامل الإنتاج لدى مؤسسة كهرباء لبنان، تعتمد فقط على كميات المحروقات التي يتم توريدها لصالحها بواسطة وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، وذلك بموجب إتفاقية التبادل المبرمة ما بين كل من جانب الجمهورية العراقية والجمهورية اللبنانية، بحيث أنّ الشحنة التي يتم توريدها شهرياً من مادة الغاز أويل لا تتعدى حمولتها //40,000// ± 10٪ طن متري تقريبًا كحد أقصى، لا سيّما في ظل الارتفاع المضطرد لسعر برميل النفط الخام العالمي.
وعليه، تفيد المؤسسة بأنّها، وتفادياً للوقوع في العتمة الشاملة، قد قامت باتخاذ إجراءات احترازية إضافية قضت بإيقاف قسري لإنتاج معمل دير عمار، الذي، لا يزال خزينه يحتوي على كمية //3,700// م3، وذلك لحين إستهلاك كامل خزين معمل الزهراني المتبقي في اليومين القادمين، ليصار من ثمّ إلى إعادة وضع معمل دير عمار في الخدمة مجدداً لإطالة فترة إنتاج الطاقة بحدودها الدنيا لأربعة أيام إضافية تقريباً.
وتحدث الرئيس نبيه برّي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي أكّد له استمرار العراق بتزويد لبنان بالفيول اويل، وفقاً للاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه.
108 إصابات
صحياً، سجلت وزارة الصحة في تقريرها اليومي تسجيل 108 اصابات جديدة بفايروس كورونا، وحالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1098232 إصابة مثبتة مخبرياص منذ 21 شابط 2020.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
«طوابير الذل» عادت وتجنب السيناريو العراقي ينتظر التفاهمات المحلية والخارجية
بري للرئاسة الثانية والقوات والتيار والمجتمع المدني يتنافسون على نائب رئيس المجلس
كتلتان نيابيتان متوازيتان…فهل يكون جنبلاط أو المجتمع المدني بيضة القبان ؟ – رضوان الذيب
الانتخابات لم تفرز جديدا يسمح بتغيير جذري في الحياة السياسية اللبنانية، والمشاكل التي حكمت البلد قبل ١٥ ايار انتقلت الى ما بعده بشكل اخطر، مع عودة طوابير الذل امام محطات الوقود والأفران وشركات تعبئة الغاز والمواد الغذائية، بالتزامن مع توقف معمل دير عمار الكهربائي وغلاء جنوني طال سعر صفيحة البنزين ووصلت الى حدود ال ٦٠٠ الف ليرة بالاضافة الى فقدان السيولة، ومن المتوقع وصول سعر ربطة الخبز الى ٢٥ الف ليرة وسعر صرف الدولار الى ٥٠ الفا اذا استمرت الأمور على هذا المنوال. وهذا ما أدى الى قطع العديد من طرقات العاصمة والمناطق ليلا، لكنها لم توقف مواكب السيارات الانتخابية»مهللين» بالنصر لاسوأ طبقة سياسية، والاحتفال بعودة رموزها الى المجلس النيابي بأدوارهم المعروفة، مع تشتت النواب السنة بين قوى مستقلة، والسنيورة ومخزومي وريفي والمجتمع المدني ومستقلين «وبات النواب السنة من دون رأس أو مرجعية» بعد اعتكاف سعد الحريري الذي اثبت حضورا في طرابلس والبقاع وصيدا وعاقب السنيورة والمنقلبين عليه في هذه الدوائر، لكن بيروت الثانية خذلته بعد التدخل السعودي وخطابات المفتي عبد اللطيف دريان. فيما ظهر الرئيس ميقاتي»الحلقة الأضعف»، وهذا قد يحرمه العودة الى السراي بعد ٢١ ايار.
ما جرى في الانتخابات النيابية، يؤكد ان المشكلة في قسم كبير منها، تكمن في الناخبين الذين صوتوا «لجلاديهم» وطوائفهم، ومن ثم ممارسة «النق» طوال ال ٤ سنوات القادمة، ورغم كل ذلك تبقى «النكهة المميزة» لانتخابات ٢٠٢٢ دخول المجتمع المدني الى الندوة النياببة بكتلة مقررة قادرة على تقديم الطعون من خلال ١٠ نواب في مشاريع القوانين، وكل الانظار متجهة الى أداء نواب المجتمع المدني، وهل يضيفون شيئا جديدا للحياة البرلمانية ويعيدون للمجلس دوره وحيويته المفقودة منذ التسعينات ؟ وهل سيعملون ككتلة منظمة أم تأخذهم «شهوات»السلطة واغراءاتها الى العمل التقليدى كنواب «البلاط» ؟
وعلى الرغم من ان حزب الله وحلفاءه لم يحققوا الاكثرية وتراجعوا، فان الفريق الاخر المعارض لحزب الله لم ينل الاكثرية ايضا، واللبنانيون امام اكثريتين متساويتين، فمن يكون بيضة القبان ؟ وهل يستعيد جنبلاط هذا الدور ويساهم في انتظام سير عمل المؤسسات ؟ أم تتعطل الدولة ويعم الفراغ في المؤسستين التشريعية والتنفيذية في الفترة الممتدة بين ٢١ ايار وانتخاب رئيس للجمهورية «وتقمص» المشهد العراقي بانتظار التسوية الاميركية – الفرنسية – الايرانية- السعودية الكبرى في المنطقة مع معلومات عن مبادرة فرنسية قريبة لإنتاج تسوية مقبولة من الجميع.
ولتفادي السيناريو العراقي وحسب مصادر مطلعة وعليمة، فان الاتصالات بدأت لاقناع باسيل بحضور الجلسة النياببة لانتخاب رئيس للمجلس النيابي التي يترأسها بري كونه أكبر الاعضاء سنا وتأمين النصاب للجلسة في حال قررت القوات اللبنانية والعديد من نواب المجتمع المدني والمستقلين والكتائب مقاطعة الجلسة، وحسب المتابعين لأجواء الاتصالات الجارية التي افضت الى حضور ٥٨ نائبا لجلسة انتخاب رئيس المجلس، يمثلون الثنائي الشيعي والاشتراكي والمشاريع الاسلامية والمردة والجماعة الاسلامية والطاشناق ونواب من المستقلين والمجتمع المدني، وهؤلاء يشكلون ٥٨ نائبا، وهذا ما يتطلب حضور نواب التيار لتأمين النصاب، لكن اللافت اعلان النائب اسامة سعد التصويت ضد عودة الرئيس بري لرئاسة المجلس ؟ فيما انقشاع الصورة ينتظر بلورة الاتصالات في الأيام القادمة، خصوصا أن الوزير باسيل لم يقفل الأبواب امام الحلول طالبا دعم بري لاسناد موقع نائب رئيس المجلس النيابي الى الياس ابي صعب بعد امتعاضه من المعلومات عن فتح بري ابواب الاتصالات مع نواب المجتمع المدني لاسناد هذا الموقع لملحم خلف مقابل حضورهم الجلسة، مع العلم ان القوات اللبنانية فتحت»البازار» لاسناد هذا الموقع ايضا الى غسان حاصباني، وحسب المطلعين، فان الاتصالات لم تخرج عن المبادئ السابقة «مرقلي لمرقلك»، واذا تعثرت الاتصالات الداخلية فحضور القوات يتطلب تدخلا من الرياض، و»تأشيرة مرور» للمستقلين من واشنطن، مع اتصالات اميركية ايرانية فرنسية سعودية لفرض انتظام عمل المجلس النيابي وهذا السيناريو المتقدم سيرى النور قريبا، علما ان انتخاب رئيس المجلس يلزمه نصاب من ٦٥ نائبا، والفوز من الدورة الاولى يكون بالاكثرية المطلقة وفي حال تعثر الوصول الى الاكثرية في الدورة الاولى تجري دورة ثانية والفوز بالاكثرية المطلقة أيضا، وفي حال عدم الفوز ايضا تجري دورة ثالثة والفوز عندئذ بالاكثرية النسبية، وهذا ما يؤكد فوز بري في رئاسة المجلس لدورة جديدة
٣٦٥ الف صوت تفضيلي لنواب حزب الله
بعد انتهاء الانتخابات وضجيج الخطابات الشعبوية والمسيرات واحتفالات النصر والكلام الرسمي عن الانجازات، فان الوقائع الميدانية تؤكد ان نسبة المشاركة في هذه الانتخابات كانت الادنى منذ الاستقلال رغم حجم الانفاق المالي وتجاوزه مئات ملايين الدولارات وما فوق من كل القوى، وطالت عمليات شراء الأصوات اكثر من ٢٠٪ من المقترعين في كل المناطق واذا أضيف اليهم اصوات المغتربين، فان نسبة المشاركة الحقيقية من اللبنانيين المقيمين لا تتعدى ال ١٥ ٪ فقط جراء النقمة على فساد الطبقة السياسية التي عادت بمعظم رموزها، والمجلس الجديد ليس باستطاعته معالجة الازمات والانفجار الاجتماعي مسألة وقت فقط؟
بعيدا عن المزايدات والأصرار القواتي على الانتصار تمهيدا لطرح أحقية وصول سمير جعجع الى بعبدا، فان المطلعين على نتائج الانتخابات يؤكدون انها لم تحقق متطلبات واشنطن والرياض باسقاط حزب الله والغاء التيار الوطني الحر وما يمثله من غطاء مسيحي للحزب، وجاءت النتائج لتعطي نواب حزب الله ٣٦٥ الف صوت تفضيلي وبتقدم وصل الى ٣٠ الف صوت تفضيلي عن انتخابات ٢٠١٨ دون حساب الاصوات التفضيلية التي وزعها حزب الله على الحلفاء في كل المناطق، وقد نال النائب محمد رعد ٥٠ الف صوت تفضيلي بينما بعض الفائزين في لوائح خصومه فازوا بمئات الاصوات وهذا يعني ان الاكثرية الشعبية الحقيقية يملكها حزب الله، بالاضافة الى فوزه بمقعدين جديدين في بعلبك وجبيل ونيل العلامة الكاملة في المقاعد الشيعية مع حركة أمل، وبقيت الساحة الشيعية محصنة نيابيا ولا تعاني الانقسامات. رغم ان طبيعة قانون الانتخابات النسبي بالصوت التفضيلي سمح لخصوم الحزب بالفوز في بعلبك والجنوب الثالثة، وهذا أمر متوقع وطبيعي ويدحض كل الأصوات التي تحدثت عن ضغوطات مارسها حزب الله في مناطقه.
كما ان «الحملة» ضد التيار الوطني منذ سنتين بشتى الاجراءات اثبتت فشلها، وجاءت النتائج لتعطي التيار القوة الوازنة والراجحة في قلب جبل لبنان المسيحي والكورة وبشري «المعقل الاساسي لجعجع» وعكار، فيما خسارة جزين حصلت نتيجة المناكفات بين بري والتيار الوطني والخلافات داخل التيار وسوء الماكينة الانتخابية، ورغم ذلك، حافظ التيار على موقعه داخل الساحة المسيحية مع تقدم القوات اللبنانية ونيلها النسبة الاكبر من الاصوات المسيحية، كما ان الدخول السعودي الصريح الى جانب ١٤ اذار رفع نسبة التصويت السني لهذه القوى، بالاضافة الى اقتراع المغتربين في الخارج الذي لعب دورا هاما في اسقاط حلفاء الحزب وتحديدا في الشوف وعاليه، والجميع يعرف جيدا انعدام تكافؤ الفرص بين حزب الله وكافة الاطراف السياسية الاخرى في الخليج واميركا ومعظم الدول الاوروبية، حتى ان حزب الله طلب من مناصريه عدم التصويت في دول عديدة اذا كان ذلك يشكل خطرا على وجودهم ومعيشتهم، اما الذين يتباهون ان حزب الله فقد الاكثرية، فهم يدركون ان الاكثرية السابقة لم تكن أكثرية واقعية، وهذا الامر ينطبق على أي اكثرية يمكن ان تتشكل، ومع غياب الاحزاب والبرامج، فان أي اكثرية تبقى أكثرية متحركة وغير ثابتة وهذا ما حصل في إنتخابات ٢٠٠٩ و ٢٠١٨، ويبقى البارز حسب المطلعين، تبخر كل الاموال التي صبت للعب داخل الطائفة الشيعية وشيطنتها، وجاءت النتائج لتؤكد تمسك بيئة المقاومة وتحديدا في الساحة الشيعية بالمقاومة كخيار سياسي لحماية البلد.
تقدم المجتمع المدني درزيا
مفاجأة الانتخابات النيابية كانت في عاليه والشوف مع تقدم كبير لمرشحي المجتمع المدني في كل الاقلام الدرزية وكل القرى على حساب جنبلاط وارسلان ووهاب، وطرق النائب مارك ضو»نجم شباك الاقلام» ابواب المختارة وخلدة والجاهلية متقدما على تيمور جنبلاط واكرم شهيب، وشكل ظاهرة شبابية مع تفوقه درزيا في عاليه ونيله ٦٥٠٠ صوت تفضيلي درزي، و٥٤٠٠ صوت تفضيلي مسيحي وبنسب مرتفعة في «المغتربات»، فيما انتزع فراس حمدان مقعد حاصبيا بعد ان اعطته معظم القرى الدرزية اصواتها في مواجهة مروان خير الدين الذي تعرض لحملات مع ادارة سيئة لحملته «الاعلامية ونومه على حرير» الدعم الاشتراكي الذي لم يأت قط، وتدخلت «العناية الالهية» لانقاذ فيصل الصايغ الاشتراكي في بيروت الثانية من»براثن» الناشطة زينة المنذر بعد ان لعبت «الكسور» ضدها.
وبحسب المطلعين على الاجواء الدرزية، فان تراجع الأصوات الاشتراكية درزيا بلغ في عاليه ٢٥ ٪، وفي الشوف ١٨ ٪، وامتد هذا التراجع الى المتن الاعلى وراشيا.
وقد نالت لوائح المجتمع المدني ال ٥ في الشوف وعاليه ٥٢ الف صوت تفضيلي، منهم ٤٢ الف صوت تفضيلي للائحة «توحدنا للتغيير» وحصلوا على «٣,٦» حواصل، ولو كانوا موحدين لفازوا ب٤ حواصل ونسبة الكسور المرتفعة اعطتهم الحاصل الخامس واسقطوا جورج عدوان ونزيه متى وضمنوا فوز غادة عيد وزويا جريديني.
اما بالنسبة لأرسلان الذي تقدم في الاقلام اللبنانية وتراجع في صناديق المغتربين، فقد لعبت اصوات الكتائب والناقمين على التيار الوطني في عاليه دورا رئيسيا في اسقاطه حيث صبت الاصوات التفضيلية لهؤلاء جميعا لمارك ضو بقرار مدروس بين قوى المجتمع المدني، كما عانى ارسلان من ماكينة غير منظمة وعشوائية وعدم الالتزام بالقرارات العليا.
اما وهاب فأصيب بخلل واضح في الاقلام الدرزية اعترف به شخصيا، مع تفوق في اقليم الخروب حيث صبت اصوات العروبيين والناصريين الى جانبه، الى جانب دعم جمهور حزب الله، لكن معضلة وهاب تنحصر في استراتيجية جنبلاط الانتخابية في المعركة وحصرها درزيا، وتخليه عن المرشحين المسيحيين لتأمين النجاح لحمادة بالاضافة الى ماكينة انتخابية منظمة استطاعت اعطاء نسبة من اصوات اقليم الخروب السنية لحمادة بمعدل١٠٠٠صوت ضمنت له الفوز، ورغم ذلك حصل وهاب على ١٠,٥٠٠ صوت تفضيلي وجاء الاول في لائحته وأمن فوز فريد البستاني وغسان عطالله في لعبة الكسور، لكن الخلافات التي عصفت في عملية تشكيل اللائحة حتى اللحظات الاخيرة ساهمت في اضعافها، لكن المطلعين الدروز يعزون احد أسباب خسارة ارسلان ووهاب الى مسايرتهما لجنبلاط «ببلاش» وخسارة جمهورهم المعارض لسياسات رئيس الاشتراكي ولجوء هؤلاء الى المجتمع المدني .
واللافت في الانتخابات ان جنبلاط خسر للمرة الاولى نصف مقاعد الشوف، ويبقى البارز ايضا حصول التيار الوطني الحر على ٣ مقاعد.
لكن كل ذلك، لا يحجب مطلقا، النقمة الكامنة لدى فئة كبيرة من الشباب الدرزي على الاوضاع القائمة، ترجموها في صناديق الاقتراع ضد القوى الاساسية في الجبل، وشكلوا ماكينة منظمة وضعوا فيها كل خبراتهم العلمية و درسوا الاصوات بدقة، واستطاعوا مقارعة زعامات الجبل واحزابه التاريخية بامكانات متواضعة، وسيكون للنتائج شأن كبير على صعيد خارطة توزيع القوى الدرزية اذا لم تراجع القوى السياسية حساباتها، خصوصا ان هؤلاء الشباب استطاعوا هز«الهيبة» والتأسيس لحياة سياسية جديدة، علما ان المجتمع المدني نال في انتخابات ٢٠١٨ اعلى نسبة من الاصوات في الاقلام الدرزية تجاوزت ٨٠٠٠ صوت.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الانتخابات طويت .. والأزمات المعيشية انفجرت
هل هي محض صدفة ان تتقدم الازمات وترتفع حدتها دفعة واحدة بعد انتهاء الانتخابات النيابية مباشرة، فيختفي البنزين ويُفقد الرغيف ويُطلق العنان لسعر الدولار، وتتبخر آخر ذرّات التيار الكهربائي، ام ان ثمة من حرك مجمل هذه الملفات عن قصد لغاية ما هي على الارجح محاولة اشاحة النظر عما افرزته صناديق الاقتراع ونتائجها التي لم تعجب البعض، رغم محاولة قلب الوقائع المثبتة بالارقام؟ ام ان ما سرى من معلومات وتحليلات وتوقعات بين اللبنانيين حول انفجار الازمات بعد الاستحقاق، صدق، و»فلت الملأ» مع انتهاء مفعول ابرة المخدر التي ضختها السلطة في عروق الشعب لتمرير الانتخابات ، فعاد القديم الى قدمه والأزمات الى قواعدها مع استنزاف آخر ما تبقى من سيولة خضراء في المصرف المركزي لدعم الدواء والطحين وغيرها من المواد الضرورية، من دون ان تنجز الحكومة اتفاقها مع صندوق النقد وهي تودع اللبنانيين في آخر جلساتها غدا الجمعة، لتنصرف الى تصريف الاعمال لفترة غير معروف مداها الزمني.
الخبز لأيام
وفيما تنهمك القوى السياسية في قراءة وتحليل نتائج الانتخابات النيابية، تتفاقم الازمات المعيشية وتزداد صعوبة. وفي السياق، أكّد نقيب الأفران في جبل لبنان انطوان سيف أن «الافران لا تمتلك كمية كبيرة من الطحين وهي لا تكفي إلا أياماً عدة بحسب حجم الفرن وكمية استهلاكه».
المحروقات
على خط المحروقات، شهدت بعض المحطات منذ ليل اول امس زحمة سيارات في ظل الحديث عن شح في مادة البنزين وعدم توافر الاعتمادات اللازمة لاستيرادها. وطوال نهار امس اصطفت السيارات في طوابير فيما اقفلت محطات اخرى ابوابها. من جانبه، أوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس ان «البنزين متوافر في مستودعات الشركات وفي بواخر في البحر». واكد اننا» لسنا في أزمة محروقات في لبنان، لأن الموضوع متعلق ببعض التأخير بانجاز معاملات صرف الدولار للشركات المستوردة من قبل المصارف وفقا لمنصة صيرفة ويجب ان يحل الموضوع سريعا».
الكهرباء
اما على صعيد الكهرباء، فاوضحت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان انها وتفاديًا للوقوع في العتمة الشاملة، قد قامت باتخاذ إجراءات احترازية إضافية قضت بإيقاف قسريًا إنتاج معمل دير عمار، الذي لا يزال خزينه يحتوي على كمية //3,700// م3، وذلك لحين إستهلاك كامل خزين معمل الزهراني المتبقي في اليومين القادمين، ليصار من ثمّ إلى إعادة وضع معمل دير عمار في الخدمة مجددًا لإطالة فترة إنتاج الطاقة بحدودها الدنيا لأربعة أيام إضافية تقريبًا».
فرنجية
سياسيا، وانتخابيا في شكل خاص، وقبل كلمة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء يتطرق فيها الى نتائج الاستحقاق، وعشية اجتماع اليوم لتكتل الجمهورية القوية في معراب تتخلله كلمة لرئيس القوات سمير جعجع، اكد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أن « لا علاقة لنتيجة الإنتخابات بحسابات الرئاسة ومن ليس معه الأكثرية معه الثلث المعطّل ومن اليوم الأوّل تمّ طرح اسمي ولم أطرح نفسي مرشحاً للرئاسة».
حث فرنسي
الى ذلك، صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية بيان في شأن الانتخابات النيابية جاء فيه: اجتاز لبنان مرحلة مهمة يوم الأحد 15 أيار 2022 بإجراء الانتخابات التشريعية في سياق الأزمة الفادحة التي تعانيها البلاد منذ أكثر من سنتين. وتشيد فرنسا بتنظيم هذه الانتخابات في موعدها المقرر، لكنها تأسف للحوادث والمخالفات التي سجلتها بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي، وتأمل كشف حقيقة ما جرى. وتحض فرنسا جميع المسؤولين اللبنانيين على تعيين رئيس مجلس وزراء من دون تأخير وإلى تشكيل حكومة جديدة لكي تتخذ التدابير الضرورية للنهوض بالبلاد ولكي تقدم حلول يعتد بها تلبي تطلعات السكان، سيما بالاستناد إلى الاتفاق الإطار الموقع مع صندوق النقد الدولي. وستواصل فرنسا وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني».
تهنئة قطرية
وفي السراي، استقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي سفير قطر إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي الذي قال بعد اللقاء: «نقلت الى دولة الرئيس ميقاتي التهنئة لنجاح العملية الانتخابية، وان دولة قطر رحبت وترحب دائما بإجراء العملية الانتخابية في لبنان الشقيق.
شيا في اليرزة
في مجال آخر، استقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في اليرزة، السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا ، وتناول البحث علاقات التعاون بين جيشي البلدين.
عون يغادر المستشفى
على صعيد آخر، اعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية أن الرئيس ميشال عون غادر مستشفى «اوتيل ديو» صباح امس وعاد إلى قصر بعبدا بعد انتهاء الفحوصات الطبية والصور الشعاعية التي أجراها. هذا واتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعون مطمئنا الى صحته.
تمديد الـ161
ماليا، اعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في بيان، أن «المجلس المركزي وافق على تمديد مفاعيل التعميم الاساسي رقم 161 لغاية نهاية شهر تموز 2022 قابل للتجديد». كما أكد أن «التعاطي بالأوارق النقدية بالدولار الأميركي مقابل الأوارق النقدية بالليرة اللبنانية مستمر مع المصارف من دون سقف محدّد على سعر منصّة Sayrafa .
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :