لا تزال تردّدات العملية الإنتخابية تفرض نفسها على الوقع السياسي الداخلي، لا سيما لجهة التبدّل الذي فاجأ الجميع على خلفية نجاح قوى الثورة في دخول البرلمان، وخروج رموز سياسية منه. وللإضاءة على ما حصل جنوباً من تحوّلات في هذا المجال، سأل "ليبانون ديبايت" عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، الذي اعتبر أنه على الجميع القبول بنتائج هذا الإستحقاق، لأن قانون الإنتخاب الحالي، وإن كان لدينا بعض الملاحظات عليه، هو الذي أنتج مثل هذه الإنتخابات.
وعن خروج رموز سياسية من المجلس النيابي، يشير النائب هاشم، إنها ليست المرة الأولى، وقد حصلت تجارب مماثلة في تاريخ لبنان، وانتخابات العام 1957، هي خير شاهد على التغيير الذي حصل، وقد اعتُبر يومها انقلاباً في الحياة السياسية اللبنانية. وأضاف، أن طبيعة قانون الإنتخاب، هي التي فرضت غياب أسماء ورموز سياسية عن البرلمان، فهذا القانون، هو من أسوأ القوانين، ولا يمكن أن يكون باباً للإستقرار، لأنه يفتح المجال أمام الشحن والتحريض والرشاوى، وكل ما يتعلّق باستنفار غير طبيعي في العملية الإنتخابية.
وعن الخطوة التي يجب اتخاذها إزاء عدم الرضى عن قانون الإنتخاب، يؤكد النائب هاشم، إن كتلة "التنمية والتحرير"، طرحت قانوناً يعتمد لبنان دائرة واحدة مع النسبية، ويتوافق مع تطبيق المادة 22 من الدستور، والتي تؤكد على ضرورة إنشاء مجلس الشيوخ الذي يعنى بالقضايا الطائفية، إنسجاماً مع تركيبة لبنان ومكوّناته، لأن قانون الإنتخاب، يجب أن يحاكي العلاقة بين الوطن والمواطن، وأن يحدّث مفهوم المواطَنة الحقيقية من أجل استقرار لبنان العدالة والمساواة، وأن يكون لبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي مع اعتماد النسبية، كي لا يكون أي إجحاف أو أي ظلم.
وعن اعتبار القانون، هو السبب وراء التغيير الذي حصل في الإنتخابات، أكد هاشم أن قانون الإنتخاب، ساهم في ذلك، ولكن المناخ العام وحالة الإحتقان والتحريض، هي التي ساهمت بشكل أساسي بذلك.
أما عن عدم قدرة "حزب الله" على دعم حلفائه، أوضح هاشم، أن طبيعة المعركة وعنوان التحدّي الذي أخذته العملية الإنتخابية، قد فرض بعض المعطيات التي وضعت حدوداً لأي مساعدة أو دعم للحلفاء، إضافة إلى أن طبيعة القانون والصوت التفضيلي يخلق تباينات واختلافات داخل اللائحة الواحدة والفريق الواحد، فالصراع في حقيقة الأمر هو داخل اللوائح، أكثر مما هو بين اللوائح ولوائح الخصوم، خصوصاً إذا كان هناك تنوّع داخل اللائحة الواحدة.
وعن الإستحقاقات المقبلة وسط حال التوتر اليوم، يؤكد النائب هاشم، أنه أياً تكن نتائج الإنتخابات، فهي انتهت، وعلى الجميع الإلتزام بنتائجها، وأن تكون عملية إنقاذ البلاد هي العنوان، بعدما وصلت الأمور إلى حدود الإنهيار الكامل إقتصادياً واجتماعياً.
وشدّد على وجوب أن تتضافر الجهود إذا كان هناك من هو ضنين وحريص على حماية البلد، وما تبقى منه لبدء مسيرة الإنقاذ، لأن مرحلة الإنهيار تقتضي تفاهم الجميع، وبأن لا تكون هناك حدود في المجلس بين موالاة ومعارضة، بل تلاقي لإنقاذ لبنان من الخطر الذي يداهم الجميع من دون استثناء، فالمطلوب جهود جبّارة اليوم، لأن الكل يتوحّد أمام الأزمة، وبغض النظر عن المصالح والإرتباطات والإملاءات، "كلنا في مركب واحد، وعلينا أن نتكامل مع بعضنا البعض، والعمل معاً كفريق واحد من أجل الإنقاذ".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :