افتتاحية جريدة البناء
فائض البطولة الفلسطينيّة يضرب مجدداً رغم الاستنفار الصهيونيّ: 4 قتلى في تل أبيب / المقاومة تعاقب مستوطني إلعاد مقتحمي الأقصى… والاحتلال يلوّح باقتحام جنين/ الاغتراب في الخليج يفتتح العمليّة الانتخابيّة اليوم… وترقب لنسبة المشاركة/
سارع الفلسطينيون بالردّ الموجع على اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى يوم أمس، تحت شعار بدء احتفالات إعلان ولادة الكيان الغاصب لفلسطين، فالعملية النوعية التي نفذها مقاومان فلسطينيان، لم تستطع قوات الاحتلال وأجهزة الاستخبارات تعطيل مهمتهما رغم حال الاستنفار العالي الذي تنفذه قوات الاحتلال والشرطة والإغلاق المفروض على مناطق الضفة الغربية وغزة والحصار حول القدس، استهدفت مستوطنة العاد شرق تل أبيب، واعترفت قوات الاحتلال بمقتل أربعة من المستوطنين المتطرفين الذين ينتمون إلى التيار الحريدي الذي شكل مؤيّدوه في مستوطنة العاد طليعة المشاركين في اقتحامات الأقصى، خصوصاً اقتحام الأمس، بحيث جاءت العملية عقاباً فورياً على تدنيس الأقصى وانتهاك حرمته، ورد مباشر على سياسات الإغلاق والحصار، وإعلان فشل خطط الاستنفار.
العملية هي السابعة بين عمليات اقتحام المناطق المحتلة عام 1948، وهي العاشرة بين عمليات استهداف المستوطنين وقوات الاحتلال، والقتلى يبلغون الرقم تسعة عشر ويمكن أن يرتفع العدد الى عشرين مع الحالة الحرجة لأحد جرحى العملية. وهي بذلك إعلان موجة فلسطينية صاعدة يصعب على الكيان إيقافها، وهي تتقاطع مع مواقف تصاعدية لقوى المقاومة في فلسطين والمنطقة، ليتشكل مشهد جديد في فلسطين والمنطقة، حيث المناطق المحتلة عام 1948 تلاقي الضفة الغربية والقدس وغزة، وعيون الفلسطينيين شاخصة نحو التطورات المتسارعة وسط توقعات بشنّ الاحتلال عملية تستهدف مدينة ومخيم جنين، في مسعى لتهدئة المستوطنين والتيارات الدينية المتطرفة واسترضائهم، وإذا صحت هذه التقديرات ستفتح المواجهة في جنين الباب لدخول المقاومة في غزة على الخط، مع تحذيرات علنية لفصائل المقاومة من أن اقتحام مخيم جنين خط أحمر سيُشعل المواجهة التي تؤكد قوى المقاومة أن معادلاتها لا تزال تبدأ من حماية القدس، لكنها صارت تشمل حماية جنين.
وفقاً لتقديرات فضائل المقاومة، فإن المشهد المتصاعد على ضفتي المواجهة بين الفلسطينيين والمستوطنين يجعل فرضية التفجير الكبير احتمالاً كبيراً. فحكومة الاحتلال رغم كل محاولاتها الإيحاء عبر بعض الخطوات بعدم مجاراة المتطرفين والمستوطنين، تبدو في النهاية خاضعة لمحاولات استرضائهم وإثبات أهليتها لنيل دعمهم، في ظل شعور أركان الحكومة بأن عمرها بات قصيرا، وأن التوجه الى الانتخابات المبكرة صار الاحتمال الأوفر حظاً، وسط تقديرات بتفكك الائتلاف الحكومي الهش، سواء بانسحاب النواب العرب من أعضاء الحركة الإسلامية بفعل الضغط الشعبي المتزايد الذي يتعرّضون له، أو بفعل تنفيذ بعض تيارات اليمين لتهديداتها بالانسحاب لعدم تلبية الحكومة لطلبات المستوطنين المتطرفين، واحتمال تفكك الحكومة والانفجار الكبير يسيران جنباً الى جنب كلما اقتربنا من يوم الخامس عشر من أيار الذي يشكل بالنسبة للفلسطينيين الذكرى الرسمية للنكبة، بمناسبة صدور قرار تقسيم فلسطين والاعتراف الدولي بكيان الاحتلال الذي بدأ مستوطنوه بالاحتفال بما يسمّونه بعيد الاستقلال من أمس.
لبنانياً، حل الصمت الانتخابي الذي سيمتدّ ليومين ثم يعود ليومين لاحقين، مع بدء الانتخابات في الاغتراب يومي الجمعة والأحد، قبل أن يحل الصمت الأخير قبل يوم وليلة من الأحد في 15 أيار اليوم الانتخابي الموعود.
الانتخاب الاغترابي اليوم في دول الخليج يحظى باهتمام ومتابعة المعنيين، بالإضافة لمعرفة وجهة التصويت والرهانات المتعاكسة على النتائج، لمعرفة نسبة المشاركة، في ظل كل ما يُحكى عن تعقيدات العملية الانتخابية على المغتربين، والعينة الأولى في الخليج ستحمل إشارات إضافيّة، سواء لجهة غياب عدد من المسجلين الذين وصلوا إلى لبنان بمناسبة عطلة عيد الفطر ولا زالوا في لبنان، وبعضهم ربما يكون اختار البقاء كي لا يغيب عن الانتخابات ويبدو مقاطعاً خلال إقامته في دول الخليج، خصوصاً بالنسبة لمؤيدي الرئيس سعد الحريري الذي يرون في المقاطعة تعبيراً عن تصويت لخيار الرئيس الحريري، ورسالة مطالبة بعودته الى المشهد السياسي، إن لم يكن عبر بوابة الانتخابات فعبر غيرها.
خيّم الصمت الانتخابي على المشهد الداخلي مع انطلاق المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية صباح اليوم في الخارج في 6 و8 أيار الجاري، حيث يدلي اللبنانيون في دول العالم بأصواتهم باستثناء الإمارات التي يقترع اللبنانيون فيها الأحد المقبل كما في سائر الدول العربية.
وأشار سفير لبنان في الرياض، فوزي كبارة، الى أن «8700 شخص سجلوا للاقتراع في مبنى السفارة اللبنانية في الرياض، وكل ورش العمل قائمة وجاهزة من أجل الانتخابات غداً (اليوم)»، وأوضح كبارة، «أننا قسمنا ممرات السفارة الى 3 أقسام لتجنب الازدحام، وجهزنا قاعات انتظار وخيم مع مكيّفات للتبريد»، لافتاً الى أن «الجاليات اللبنانية قدمت مساعدات عديدة من أجل هذه الانتخابات».
وتوقعت مصادر سياسية وخبراء انتخابيون لـ»البناء» «كثافة في الإقبال على الانتخابات في دول الاغتراب رغم النسبة المنخفضة للمسجلين على لوائح الانتخاب في الخارج، وبالتالي ارتفاع نسبة التصويت لأسباب عدة تتعلق برفع وتيرة الخطاب السياسي والانتخابي والطائفي والضغوط السياسية الداخلية الخاصة بعدد كبير من الدول لا سيما دول الخليج على اللبنانيين فيها للاقتراع للوائح المدعومة من السعودية في ظل الدعم المطلق والواسع التي تقدّمه المملكة لرئيس حزب القوات سمير جعجع وللرئيس فؤاد السنيورة واللوائح المعارضة لثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفائهما وللعهد الحالي، فضلاً عن تأثر المغتربين اللبنانيين بما يجري في لبنان من أزمات ومشاكل وأحداث وكوارث أليمة وأيضاً بالحملات المغرضة التي يبثها بعض الإعلام اللبناني منذ عامين وأكثر، ما سيدفع المغتربين للتعبير عن غضبهم وسخطهم في صناديق الاقتراع». وتوقف الخبراء عند المخاوف التي تحيط بالمغتربين في دول الخليج خاصة لجهة مصيرهم ومستقبلهم وأمنهم ومصالهم وأرزاقهم في هذه الدول، ما سيحول دون ممارسة حقهم الانتخابي بحرية وديمقراطية، أما في الدول التي تمنح الحرية والديمقراطية للمغتربين فتوقع الخبراء أن تأتي نسب التصويت لصالح فريق العهد والتيار الوطني الحر وثنائي أمل وحزب الله وحلفائهما. وتوقع الخبراء ايضاً أن تشكل أصوات المغتربين بيضة القبان والعامل الحاسم بأكثر من دائرة انتخابية.
ولم يسجل اليوم الأول من أيام الصمت الانتخابي أية خروق واضحة. بعكس ما يشهده المشهد الانتخابي من خروق بالجملة لقوانين الإعلام والاعلان الانتخابيين والانفاق والتمويل الانتخابيين، في ظل صمت هيئة الاشراف على الانتخابات ما يعرّض نتائج الانتخابات للطعن أمام المجلس الدستوري. واللافت هو الرشى الانتخابية التي تنتشر في الكثير من الدوائر الانتخابية بحسب شهود عيان، حيث وصل ثمن الصوت في بعض الدوائر كبيروت الى 500 دولار، حيث يتمّ الاتصال بالناخبين مباشرة من مكاتب المرشحين الإعلامية لعرض المال على الناخبين مقابل منح أصواتهم لمرشح معين.
وتفقد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين.
ولفت خلال الزيارة الى «أنها لحظة تاريخية ومهمة في وزارة الخارجية التي هي جسر حقيقي يربط لبنان المقيم بلبنان المنتشر. وهذا العمل هو خطوة إضافيّة لشدّ الأواصر بين لبنان واللبنانيين في الخارج. عندما نرى أن 220 ألف لبنانيّ مغترب تسجلوا فقط للمشاركة في الانتخاب، فيما يبلغ عدد المغتربين الملايين، كنا نتمنى لو كانت المشاركة أكبر بكثير. وفي هذه المناسبة، أدعو المسجلين الى عدم التقاعس والإقدام على الاقتراع بكثافة لإيصال صوتهم وإحداث التغيير».
وأضاف «انتخابات المغتربين دليل إضافي على أن لبنان المنتشر لا ينسى لبنان ويريد لبنان ويجب أن يعبر عن هذا الاهتمام بوطنه من خلال صندوقة الاقتراع. أشكر الجامعة الثقافية في العالم على دعمها لإنجاز ما تحقق، وهو إنجاز كبير ومهم». وشدّد ميقاتي على أن «ما يحصل اليوم هو المدماك الأول في الانتخابات النيابية، وستتمّ الانتخابات بنزاهة وشفافيّة».
بدوره، لفت وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الى «أننا نعول على الاغتراب اللبناني الذي لا يقصّر في الوقوف إلى جانب لبنان، ومرة جديدة سيثبت المغتربون أنهم لم يغتربوا وأنّ انتماءهم إلى هذا الوطن متجذّر في زوايا وجدانهم». ودعا بو حبيب المغتربين الى المشاركة في الاقتراع بكثافة وقال: «بذلنا كل الجهود لإنجاح عملية الاقتراع على أوسع امتداد جغرافي ممكن. نحن ثابتون على تنظيم عملية الاقتراع في الخارج بمهنيّة واحترافيّة خارج الأجندات والحسابات السياسية».
وفي سياق ذلك، أكد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي من دار الفتوى، «جهوزية وزارة الداخلية لإنجاز العملية الانتخابية بإذن الله بنجاح وبدون أي عوائق».
وأضاف: «وزارة الداخلية قامت بكل ما يلزم كي نصل إلى اليوم الذي نستطيع فيه أن نجري الانتخابات، فغداً فجر جديد تبدأ فيه عملية الانتخاب في الخارج وهذا بسبب فارق التوقيت، وتستمر العملية لتنتهي فجر الاثنين». ودعا «اللبنانيين إلى الاطمئنان بأنَّ الانتخابات ستمرّ بنجاح، وأدعوهم إلى أن يمارسوا دورهم وحقهم، وليعلموا أننا قمنا بواجباتنا، وبالتالي عليهم أن يعملوا بحقوقهم التي لطالما طالبوا بها، وفي الوقت نفسه أقول لهم: إننا في وزارة الداخلية لن نركن إلى ما قمنا به، بل سنبقى حذرين ومتيقظين حتى يمر يوم الاستحقاق 15 أيار ولغاية صدور النتائج بنجاح بإذن الله، ويكون المواطنون مرتاحين».
وانعكس الصمت الانتخابي على الحملات الإعلامية بين الجبهات كافة، لا سيما بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، وبين القوات والتيار الوطني الحر، في ظل انقسام حاد على الساحة السنية بين التعاطف مع الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات للحؤول دون فوز اللوائح المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة واللواء أشرفي ريفي والقوات اللبنانية، وبين دار الفتوى الذي التزم التوجيهات السعودية بالاقتراع بكثافة، وتحدثت معلومات «البناء» عن ضغوط سعودية على دار الفتوى لحثّ الشارع السني على الاقتراع، مقابل امتعاض الحريري من المفتي عبد اللطيف دريان بسبب دعواته المتكررة للشارع السني للانتخاب بعكس توجهات الحريري. وتجري حرب ضروس غير علنية بين الحريري وتيار المستقبل من جهة والسنيورة وريفي والقوات والسعودية من جهة ثانية، لكسب الأصوات السنية. فيما أكدت أوساط حركة أمل وحزب الله لـ»البناء» أن لوائح الثنائي والحلفاء ستفوز في مختلف الدوائر ولن يتمكن المنافسون من خرق لوائح الأمل والوفاء في أي دائرة، وبالتالي سيتم حصد جميع المقاعد الشيعية أولاً ومقاعد الحلفاء في كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير ثانياً، على أن يتم دعم باقي الحلفاء في مختلف الدوائر.
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال استقباله وفداً من عشيرة الكريدين العربية المقيمة في منطقتي الزهراني والوزاني برئاسة الشيخ مصطفى المحمد والاستاذ عمر المصطفى في قاعة أدهم خنجر في دارته في المصيلح، بأن «حبّ الوطن من الإيمان، وأن مثيري الفتن في أي ظرف كان انتخابياً أو غير انتخابي بين أبناء الوطن الواحد وبين أبناء الدين الواحد مشبوهون في انتمائهم الوطني وحتى الديني».
وأشار بري الى أن «الفتنة وموقظيها ملعونون في كل رسالات السماء وهي، أي الفتنة، في نتائجها لا تخدم إلا مصلحة «إسرائيل» التي كانت وستبقى هي العدو للبنان والعرب بمسلميهم ومسيحييهم».
في غضون ذلك، يتحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في المهرجان الانتخابي الذي يقيمه حزب الله تحت عنوان (باقون نحمي ونبني) عند الساعة الخامسة (بتوقيت بيروت) من عصر يوم الاثنين المقبل (9 أيار 2022) في مدينة صور – ملعب الآثار مقابل مجمع الإمام الحسين.
وإذا كان هناك شبه تسليم بإجراء الانتخابات في موعدها في 15 أيار، فقد بدأ الحديث في الكواليس السياسية عن مرحلة ما بعد الانتخابات وما ستفرزه من نتائج ستشكل المجلس النيابي الجديد وترسم مصير الاستحقاقات المقبلة، من رئاسة المجلس النيابي إلى تكليف رئيس جديد للحكومة وتشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، أشارت مصادر سياسية لـ»البناء» إلى أنه «من المبكر مقاربة هذه الاستحقاقات المقبلة في ظل الغموض الذي يعتري المشهد الانتخابي والسياسي والاقتصادي عموماً». ولفتت الى أن «لا تفاهم حول شخصية رئيس الحكومة المقبل حتى الساعة وإن كانت أسهم ميقاتي مرتفعة»، مشيرة الى أنه وفور انتهاء الانتخابات ستبدأ مروحة اتصالات رئاسية ومشاورات بين القوى السياسية بالتنسيق مع قوى خارجية على رأسهم الفرنسيون، للبدء بحسم مسألة شخصية رئيس الحكومة للانطلاق الى الاستحقاق الاصعب أي تأليف حكومة جديدة وفق التوازنات النيابية الجديدة، للانطلاق الى الاستحقاقات الأكثر سخونة وخطورة أي الملفات والازمات الاقتصادية والمالية والنقدية»، أما موضوع رئاسة الجمهورية فمؤجل بحسب المصادر ومحكوم بمواقيته، ومن التسرع بمكان تحديد مواعيد ونسج تحليلات حوله، فاستحقاق رئاسة الجمهورية مرتبط بالمتغيرات وموازين القوى الداخلية والإقليمية والدولية».
وكان مجلس الوزراء عقد أمس، جلسة عادية برئاسة ميقاتي في السراي الحكومي، وأمل رئيس الحكومة «في أن تترجم الانتخابات النيابية إرادة الناس، الذين سيقولون كلمة الفصل في صناديق الاقتراع».
وقال: «عشية بدء إجراء الانتخابات النيابية لا بد من مصارحة اللبنانيين ببعض المسائل المرتبطة بعملنا الحكومي. حاولنا معالجة القضايا التي واجهتنا منذ اليوم الأول بكل واقعية وبأقل أضرار ممكنة. نجحنا في مكان ما بقدر ما سمحت به الظروف والمعطيات. ولم ننجح حيث وُضعت العصي في دواليب الحكومة. راهنّا على حصول الانتخابات النيابية في مواعيدها الدستورية على رغم تشكيك المشككين بحصولها، على أمل أن تترجم إرادة الناس، الذين سيقولون كلمة الفصل في صناديق الاقتراع». وتمنى في 16 أيار يوماً جديداً لمرحلة تحمل الخير للبنان واللبنانيين، وأن ترى الخطط التي وضعتها حكومتنا النور. وأعرب عن ثقته بأن الأيام الآتية ستحمل معها بشائر خير. وقال: «نحن وضعنا القطار على السكة الصحيحة. يبقى أن يقود هذا القطار إلى محطات آمنة، وأن نكون مستعدين وجاهزين عندما يحين أوان الحلول الإقليمية المنتظرة». وطالب الجميع بعد طيّ صفحة الانتخابات النيابية «العمل لتجنّب الوقوع في مطبات الفراغ القاتل على مستوى السلطة التنفيذية، التي ستلقى على عاتقها مسؤولية البدء بمسيرة إنهاض لبنان من كبوته».
وأفادت وسائل إعلامية بأن «مجلس الوزراء طلب تسديد مبلغ 300 مليار ليرة للشركة الفرنسية لشراء 400 الف باسبور أي ما يعادل 12 مليون دولار»، ولفتت المعلومات، الى أن «مجلس الوزراء أقرّ 20 مليار ليرة لدعم استشفاء أفراد قوى الأمن».
وأثارت حادثة رفض أحد المستشفيات إدخال المعاون أول المتقاعد في قوى الأمن الداخلي هـ. د. الذي أصيب بجلطة دماغية قبل تأمين مبلغ 10 ملايين ليرة لبنانية، أثار حملة غضب واسعة في صفوف قوى الأمن الداخلي، وكشفت أوساط متقاعدي قوى الأمن الداخلي لـ»البناء» عن تضييق من وزارة المال على التقديمات الطبية والتغطية الصحية لأفراد قوى الأمن المتقاعدين وفي الخدمة الفعلية وهي أقدم مؤسسة عسكرية في لبنان، بعكس ما يقدم للأجهزة الأمنية الأخرى كالجيش اللبناني والجمارك والأمن العام وأمن الدولة. وناشد المتقاعدون المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان إعلاء الصوت والضرب بيد من حديد للدفاع عن حقوق العسكريين والتلويح برفض المشاركة في الانتخابات. وبعد الاتصالات والتدخلات من بعض الضباط العسكريين والسياسيين وبعد التهديد بتحركات واسعة في الشارع اليوم، تم حل الموضوع وأدخل المريض الى المستشفى وأجريت له عملية جراحية عاجلة.
ووضعت مصادر سياسية ما يتعرّض له جهاز قوى الأمن الداخلي في إطار الحرب السياسية الدائرة بين الحريري والمستقبل من جهة والسعودية والسنيورة ودار الفتوى من جهة ثانية، لكون قوى الأمن الداخلي تدين بالولاء السياسي خلال العقود الماضية للحريري وتيار المستقبل.
على صعيد آخر، تسلم مدعي عام التمييز، القاضي غسان عويدات، حسابات شقيق حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، رجا سلامة، من هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان.
وكان قد أصدر قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، نقولا منصور، قراراً بالحجز على كل أملاك رجا سلامة، وأرسل المذكرة بواسطة النيابة العامة الاستئنافية الى وزارة المالية لوضع الإشارة على ممتلكاته كافة.
وكانت قد أصدرت الهيئة الاتهامية في جبل لبنان، برئاسة القاضي بيار فرنسيس، قراراً بتخفيض كفالة رجا سلامة إلى 200 مليار ليرة لإخلاء سبيله.
ويُذكر أن حاكم مصرف لبنان، رفض تسليم داتا المعلومات العائدة لمصرف لبنان، لشركات التدقيق الجنائيّ المكلفة بإجراء التدقيق الجنائي بحسابات البنك المركزي.
-------------------------------------------------
افتتاحية جريدة الأخبار
البخاري يقود حملة حلفاء السعودية لـ «توحيد الأصوات واللوائح»: الحريري يرفض طلب الرياض زيارة لبنان والدعوة إلى الاقتراع
وعلمت «الأخبار» أن الحملة الإعلامية الواسعة التي تشنّها وسائل إعلام سعودية ومقرّبون من الرياض ضد الحريري، تأتي بعد رفض الأخير تلبية «تمنٍّ» سعودي بأن يعود الى بيروت في الأيام القليلة الفاصلة عن موعد الانتخابات، وأن يقوم بجولة تشمل بيروت وصيدا وطرابلس والبقاع وعكار لدعوة أنصاره الى المشاركة في الانتخابات.
وقالت المصادر إنه تبيّن للسعودية، في الأسابيع الثلاثة الماضية، أن لا قدرة فعلية على تحريك الشارع السني لدى الشخصيات الحليفة لها والتي تمردت على قرار الحريري. وتبلّغت الدوائر المعنية في الرياض أن السفير وليد البخاري غير قادر على تعديل ميزان القوى، وأنّ لقرار الحريري بالمقاطعة تأثيراً كبيراً على المناخات الشعبية. وترافق ذلك مع تزايد شكاوى كل من النائب السابق وليد جنبلاط وقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع وقوى تحسب نفسها على «المعارضة» مثل الكتائب وشخصيات مسيحية، من أن تراجع نسبة التصويت السنّي في عدة دوائر سيؤثر في نتائج الانتخابات.
----------------------------------------------------------------
المقاومة تضرب في تل أبيب مجدّداً: استباحة الأقصى لا تمرّ
لم تكد تمرّ ساعات على وقوع الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى في ذكرى ما يُسمّى «الاستقلال»، حتى جاء الردّ في منطقة إلعاد شرقيّ تل أبيب، حيث نفّذ مقاومان فلسطينيان عملية فدائية أدت إلى مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة أربعة آخرين بجروح خطيرة. عملية تُظهر نجاعة رهان المقاومة على جهود القدس والضفة والداخل المحتلّ في مواجهة مخطّط الاحتلال الهادف إلى تقسيم المسجد زمانياً ومكانياً، وهو ما ظهر بوضوح في تبنّي حركة «حماس» للعملية، واعتبارها إيّاها تطبيقاً عملياً لما حذّرت منه فصائل غزة من أن «الأقصى خطّ أحمر». وإذ يبدو واضحاً أن المقاومة لا تستعجل الحرب في القطاع، فهي تعتبر أن أيّ ردّ على ما يجري في القدس لا ينبغي أن يكون «تقليدياً وانفعالياً، بل منسجماً مع سياق الهَبّة الفلسطينية المستمرّة»
-----------------------------------------------------------------------
افتتاحية صحيفة النهار
الصوت الاغترابي يبدأ اليوم رحلته إلى الداخل
تتجه الأنظار اليوم الى الاختبار اللبناني الانتخابي الأول لدورة 2022 بحيث ستجرى دورة الاقتراع الأولى للمغتربين في الدول العربية التي تعتمد يوم الجمعة عطلة أسبوعية باستثناء الامارات العربية المتحدة، فيما تستكمل انتخابات المغتربين في دورتها الثانية في سائر الدول الأخرى ومن ضمنها الامارات الاحد المقبل.
وهذه التجربة هي الثانية التي يشارك فيها المغتربون في الاقتراع من بلدان الانتشار بعد دورة 2018 ولكنها تكتسب هذه المرة دلالات وابعادا اكثر أهمية من الدورة السابقة نظراً الى مجموعة عوامل ابرزها أولا الحجم الاكبر نسبيا للمغتربين الذين تسجلوا للادلاء بأصواتهم مقارنة بالدورة السابقة في سائر انحاء الانتشار اللبناني والذين فاق عددهم 220 الف لبناني. ومع ان هذا العدد يبدو متواضعا قياسا بعدد المغتربين اللبنانيين في كل انحاء العالم، فانه على رغم ذلك يشكل كتلة ناخبة يحسب لها حساب جدي لان من شأنها ان تحدث اثارا كبيرة في رسم نتائج الانتخابات اذا جاءت المشاركة الفعلية للمسجلين بنسب كبيرة . اما العامل الثاني الذي يطبع هذه الانتخابات بطابع استثنائي جديد ومختلف عن الدورة السابقة فهو يتصل بالواقع المتحرر للناخبين المغتربين الذي يجعلهم اقرب الى ترجمة الاتجاهات التغييرية والمعارضة للسلطة في صناديق الاقتراع علما انهم في غالبيتهم اقرب الى الاتجاهات المعارضة، وبذلك ستنشد الأنظار الى الكثير من الدول المعروفة بانها تضم اكثر من سواها مجموعات معروفة الاتجاهات بحيث تعكس نسبة المشاركة السيناريوات المرتقبة لتأثيرها على نتائج الانتخابات في الوطن الام يوم 15 أيار . ومعلوم ان صناديق الاقتراع للمغتربين في كل البلدان تنقل بعد الانتخابات في المغتربات الى بيروت بحيث تودع في مصرف لبنان في انتظار اجراء الانتخابات في لبنان ثم تنقل مساء يوم الانتخابات الى مراكز الفرز تبعا لتوزعها على الدوائر الانتخابية .
وفي ظل التاكيدات الحكومية والرسمية لجهوزية الاستعدادات الإدارية واللوجستية لانطلاق الانتخابات اليوم ساد امس “الصمت الانتخابي” الالزامي وفق قانون الانتخاب قبل يوم من اجراء العملية الانتخابية فيما خيّمت اجواء الاستحقاق على مجمل الحركة السياسية في البلاد. وتفقد رئيس الوزراء نجيب ميقاتي غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة #الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين وقال خلال الزيارة “إنها لحظة تاريخية ومهمة في وزارة الخارجية التي هي جسر حقيقي يربط لبنان المقيم بلبنان المنتشر، وهذا العمل هو خطوة إضافية لشد الأواصر بين لبنان واللبنانيين في الخارج”. ولفت الى انه “عندما نرى ان 220 ألف لبناني مغترب تسجلوا فقط للمشاركة في الانتخاب، فيما يبلغ عدد المغتربين الملايين، كنا نتمنى لو كانت المشاركة أكبر بكثير”. ودعا المسجلين “الى عدم التقاعس والاقدام على الاقتراع بكثافة لإيصال صوتهم وإحداث التغيير” معتبرا ان “إنتخابات المغتربين دليل إضافي على أن لبنان المنتشر لا ينسى لبنان ويريد لبنان ويجب ان يعبر عن هذا الاهتمام بوطنه من خلال صندوقة الاقتراع”. وقال ميقاتي “ان ما يحصل اليوم هو المدماك الأول في الانتخابات النيابية، وبإذن الله، ستتم الانتخابات بنزاهة وشفافية، ولم يترشح أحد منا للانتخابات كتأكيد إضافي على الحياد. وندعو الجميع الى الاقبال على الاقتراع بكل نزاهة وحرية ضمير”.
كما شدد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب على التعويل على الاغتراب اللبناني “الذي لا يقصّر في الوقوف إلى جانب لبنان، ومرة جديدة سيثبت المغتربون أنهم لم يغتربوا وأنّ انتماءهم إلى هذا الوطن متجذّر في زوايا وجدانهم”. ودعا المغتربين الى المشاركة في الاقتراع بكثافة وقال : “بذلنا كل الجهود لإنجاح عملية الاقتراع على أوسع امتداد جغرافي ممكن ونحن ثابتون على تنظيم عملية الاقتراع في الخارج بمهنيّة واحترافيّة خارج الأجندات والحسابات السياسية”.
من جانبه اكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي “جهوزية وزارة الداخلية لإنجاز العملية الانتخابية بنجاح وبدون أي عوائق”. وقال ان “الداخلية قامت بكل ما يلزم كي نصل إلى اليوم الذي نستطيع فيه أن نجري الانتخابات، فغداً فجر جديد تبدأ فيه عملية الانتخاب في الخارج وهذا بسبب فارق التوقيت، وتستمر العملية لتنتهي فجر الاثنين” ودعا اللبنانيين “إلى الاطمئنان بأنَّ الانتخابات ستمر بنجاح، وأدعوهم إلى أن يمارسوا دورهم وحقهم، وليعلموا أننا قمنا بواجباتنا، وبالتالي عليهم أن يعملوا بحقوقهم التي لطالما طالبوا بها”.
ليس بعيدا، إستقبل ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا التي اكدت انها ركزت على موضوع الانتخابات التي ستحصل خارج لبنان وبعد أسبوع داخل لبنان، “ويبدو أن كل الإجراءات اتخذت من الناحية الادارية والأمنية، وهذا امر مهم”. وأشارت الى انها استوضحت الرئيس ميقاتي “عن الخطوات الحكومية وما يمكن أن نتوقع قبل الانتخابات وحتى بعدها، ولمست جدية واهتماما منه لمتابعة كل الأمور”.
مجلس الوزراء
وعقد مجلس الوزراء جلسة عادية بعد الظهر في السرايا ابلغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلالها الوزراء ان “الانجاز الأهم الذي نحن في صدده هو الانتخابات النيابية في الخارج التي ستجري غدا، واليوم افتتحنا غرفة العمليات في وزارة الخارجية، وهناك 590 قلم في الخارج تتم متابعتهم مباشرة، وان شاء الله تكون الامور على ما يرام. إنني انوه بالجهد الكبير الذي بذله معالي وزير الداخلية لانجاز كل الترتيبات اللازمة لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها وبالشروط المطلوبة لتأمين حرية الاقتراع وسلامته”.
وتناول موضوع صندوق النقد الدولي قائلا ” لنكن واضحين نحن لم نكن أمام خيارين وفضّلنا خيار صندوق النقد. ليس امامنا سوى هذا الخيار، ومنذ اليوم الأول سمعت من المجتمع الدولي أن توقيع صندوق النقد الدولي سيفتح الباب امام حصول لبنان على منحة اضافية عما يقدمه الصندوق. ربما كان التوقيت خاطئا في مناقشة المواضيع الأساسية في مجلس النواب، لأن اكثرية النواب تريد ممارسة الشعبوية في مواقفها، ومن تجليات هذه الشعبوية كيفية مقاربة مشروع قانون “الكابيتال كونترول” الذي وضع في الأساس لحماية الودائع والمودعين وكان هذا المشروع مطلبا من النواب للحكومة . لو قلنا إننا سندفع غدا الأموال لجميع المودعين فحتما كانت هذه الاموال ستحوّل الى الخارج اذا لم يكن هناك الحدّ الأدنى من القيود لفترة زمنية محددة على التحويلات لحماية الواقع المالي والنقدي.ليس أمامنا سوى هذا الخيار،وكل من لديه خيارا أفضل فليتفضل بعرضه وطرحه للنقاش”.
ملف سلامة
وسط هذه الأجواء برز تطور لافت في ملف التحقيقات مع رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اذ اعلن الحاكم عبر “رويترز”، أنّ هيئة التحقيق الخاصة التابعة لمصرف لبنان وافقت على تسليم معلومات الحساب الخاص برجا سلامة إلى النائب العام التمييزي غسان عويدات.
ومن المقرّر أن يحصل تحقيق لبناني في مزاعم اختلاس وغسل أموال يواجهها حاكم المصرف المركزي وشقيقه على معلومات جديدة عن حساب بنكي للشقيق.
ومعلوم ان حاكم مصرف لبنان يواجه تحقيقات قضائية في لبنان وخمس دول أوروبية على الأقل في مزاعم أموال العامة هو وشقيقه رجا سلامة.
******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
المغتربون خلف “العازل” اليوم… والعين على “شحن الصناديق”
“الأخَوان سلامة”: القضاء يكشف “المستور”
غداة مجاهرة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برفع “الحرم السياسي” عن عملية تغيير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وتخليه عن شعار “لا أحد يغيّر ضباطه في المعركة”… انطلق عملياً العد العكسي لعملية جوجلة الأسماء المرشحة لخلافة سلامة على رأس الحاكمية، على أن يبقى السؤال مرتبطاً بتوقيت تعيين البديل، قبل نهاية العهد أم بعده، سيما وأنّ مسألة اقتراح المرشحين لتولي المنصب هي في قبضة وزارة المالية التي تضع كل أوراقها في جعبة “عين التينة”، حيث يؤكد المواكبون لكواليس هذا الملف أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري عازم على تجميد “ورقة” استبدال سلامة بانتظار انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون.
وبالانتظار، تتراكم الملفات القضائية وتتزاحم التحقيقات الداخلية والخارجية في مصادر أموال الحاكم وشقيقه رجا، ليضيق الخناق أكثر فأكثر حول الأخوين سلامة خلال الساعات الأخيرة في ضوء تحرك القضاء الفرنسي ميدانياً على الأراضي اللبنانية لاستقصاء المعلومات وتقصي الحقائق المالية في شبهة ارتكاب حاكم المصرف المركزي جرائم اختلاس أموال عامة وتبييض أموال بقيمة 330 مليون دولار في 5 دول أوروبية، وذلك بالتزامن مع موافقة هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان على تسليم النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات “كشوفات الحسابات” التي تخص رجا سلامة في 9 مصارف لبنانية، وهو ما وضعته مصادر مالية في خانة “كشف المستور في العمليات المصرفية التي قام بها رجا ومدى ارتباطها بالعمليات الخارجية التي قام بها لحساب شقيقه في الخارج”، خصوصاً وأنّ هذه الحسابات المصرفية التي تسلمها عويدات تعود إلى تاريخ تأسيسها في المصارف المعنيّة، وبالتالي فإنّ مسار تطوّر حركة الأموال فيها ستكون له مؤشرات ذات دلالة بالنسبة للتحقيقات القضائية على المستويين المحلي والأوروبي.
وفي هذا الإطار، كشفت وكالة “رويترز” أنّ قاضية التحقيق الفرنسية أودي بوريسي التقت أمس القاضي عويدات وقضاة آخرين بمن فيهم المدعي العام جان طنّوس في محكمة بيروت، في زيارة هي الأولى من نوعها إلى لبنان يقوم بها قاض فرنسي للبحث في قضية رياض سلامة، مشيرةً إلى أنه جرى خلال اللقاء “تبادل تفاصيل تتعلق بالتحقيقات”، مع التشديد على أنّ الهدف من الزيارة القضائية الفرنسية هو “زيادة الضغط على السلطات اللبنانية لتأمين معلومات لها علاقة بالأخوين سلامة وأشخاص آخرين لهم علاقة بالتحقيق” في هذه القضية.
وعلى الأثر، تواترت معلومات قضائية في بيروت تفيد بأنّ القاضية بوريسي عمدت إلى تسليم النائب العام التمييزي لائحة بالاتهامات الأوروبية الموجهة ضد حاكم مصرف لبنان، والتي سيكون عليه بموجبها استدعاء سلامة إلى جلسة استجواب للتحقيق معه في المعلومات والمعطيات الواردة في اللائحة، تحت طائل اعتبار القضاء اللبناني غير متعاون مع السلطات القضائية الفرنسية والأوروبية في حال عدم إقدام عويدات على هذه الخطوة.
انتخابياً، أطبق “الصمت” على شريط تصريحات المرشحين عشية انطلاق عملية اقتراع المغتربين في دول الانتشار، حيث ستجرى هذه العملية على مرحلتين وتنتهي فجر الاثنين المقبل لتشمل في محصلتها 58 دولة في المنطقة والعالم. ومع شروع أوائل الناخبين في الوقوف خلف “العازل” اليوم للإدلاء بأصواتهم بدءاً من الساعة السابعة صباحاً، تتجه الأنظار إلى رصد ومراقبة حسن إدارة العملية الانتخابية في المقار المعتمدة في دول الاغتراب، ربطاً بتوالي الشكاوى في الآونة الأخيرة من الإجراءات التي اتبعتها وزارة الخارجية في هذا الصدد، سواءً بالنسبة إلى “ضيق المساحات” المتاحة لإجراء الانتخابات في بعض الدول، أو “بُعد المسافات” في دول أخرى بين أماكن سكن العديد من الناخبين والمراكز المخصصة لاقتراعهم… على أن تبقى العين شاخصة أولاً وأخيراً باتجاه ضمان سلامة عملية نقل صناديق الاقتراع من الخارج إلى لبنان، والتي ستبدأ تباعاً بُعيد منتصف هذه الليلة مع تسلّم شركة “DHL” طلائع هذه الصناديق من مراكز الاقتراع تمهيداً لختمها وشحنها إلى بيروت فجر غد السبت.
وكان رئيس الحكومة الذي تفقد أمس غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية، قد عقد اجتماعاً مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا تمحور حول موضوع “الإجراءات المتخذة من الناحيتين الإدارية والأمنية” في إطار مواكبة العملية الانتخابية داخل لبنان وخارجه. في حين شدد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عشية انطلاق هذه العملية على ضرورة إجراء انتخابات “حرة ونزيهة وشفافة وشاملة” في لبنان، كما حثّ في تقريره النصف السنوي الى مجلس الأمن على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات “ما يمنح الأولوية لتنفيذ إصلاحات تعالج أزمات البلاد المتعددة”، من دون أن يغفل عن الإضاءة في تقريره على كون “احتفاظ حزب الله بقدرات عسكرية كبيرة ومتطورة خارجة عن سيطرة الحكومة اللبنانية لا يزال يشكل مصدر قلق بالغ”، مجدداً في هذا الصدد حثّ السلطات اللبنانية على “تكثيف مساعيها لاحتكار حيازة السلاح واحتكار استخدام القوة في جميع أنحاء أراضيها”.
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الحكومة اللبنانية تنجز التفاصيل اللوجيستية لانطلاق أولى مراحل الانتخابات اليوم
ميقاتي دعا المسجلين إلى عدم التقاعس والإقبال على الاقتراع
ذللت الحكومة اللبنانية معظم المصاعب التي تحيط بإنجاز الانتخابات على الأراضي اللبنانية وفي الخارج، حيث تبدأ عملية الاقتراع اليوم، في أولى مراحل الانتخابات النيابية، وسط تأكيد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أن الاقتراع يتم «خارج الأجندات والحسابات السياسية».
وتنطلق المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية اليوم الجمعة بفتح صناديق الاقتراع للمغتربين في الدول التي تعتمد نهار الجمعة يوم عطلة نهاية الأسبوع، وهي المملكة العربية السعودية وقطر والكويت وسوريا وسلطنة عمان ومصر والبحرين والأردن والعراق وإيران، على أن تليها المرحلة الثانية يوم الأحد بفتح صناديق الاقتراع في الدول التي تعتمد يوم الأحد يوم عطلة رسمية.
وافتتح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس، غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين. وقال خلال تفقده الغرفة «إنها لحظة تاريخية ومهمة في وزارة الخارجية التي هي جسر حقيقي يربط لبنان المقيم بلبنان المنتشر»، معتبراً أن هذا العمل «هو خطوة إضافية لشد الأواصر بين لبنان واللبنانيين في الخارج»، موضحاً: «عندما نرى أن 220 ألف لبناني مغترب تسجلوا فقط للمشاركة في الانتخاب، فيما يبلغ عدد المغتربين الملايين، كنا نتمنى لو كانت المشاركة أكبر بكثير»، ودعا المسجلين إلى «عدم التقاعس والإقدام على الاقتراع بكثافة لإيصال صوتهم وإحداث التغيير».
وقال ميقاتي إن «ما يحصل اليوم هو المدماك الأول في الانتخابات النيابية»، متعهداً إنجاز الانتخابات «بنزاهة وشفافية»، ومشيراً إلى أن عدم ترشح أحد من أركان الحكومة «تأكيد إضافي على الحياد».
وأكد وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بدوره «إننا نعول على الاغتراب اللبناني الذي لا يقصر في الوقوف إلى جانب لبنان». ودعا المغتربين إلى المشاركة في الاقتراع بكثافة وقال: «بذلنا كل الجهود لإنجاح عملية الاقتراع على أوسع امتداد جغرافي ممكن». وشدد على «إننا ثابتون على تنظيم عملية الاقتراع في الخارج بمهنية واحترافية خارج الأجندات والحسابات السياسية».
ويمضي لبنان بإنجاز الاستحقاق الذي يعول عليه كثيرون للخروج من حالة المراوحة السياسية، التي عرقلت تنفيذ الإصلاحات، في وقت لم يوضع لبنان بعد على سكة الخروج من أزماته المعيشية والاقتصادية والمالية، بالتزامن مع تفاقم معاناة اللبنانيين.
وفرضت الصعوبات المالية التي تعاني منها الدولة وتدهور قيمة رواتب موظفي القطاع العام، صعوبات تواجه عملية إنجاز الاستحقاق، وهي صعوبات قالت وزارة الداخلية أنها ذللت.
وقال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي إن وزارته «عملت كل واجباتها حتى تكون الانتخابات مثالية وممتازة»، موضحاً: «هيأنا كل التحضيرات اللوجيستية والأمنية من خلال اجتماعات أمنية متتالية، وكان آخرها اجتماع مجلس الأمن الداخلي المركزي، كما أمنا المنح للقوى العسكرية المشاركة في الانتخابات»، مذكراً بأنه قال عند بدء التحضير للانتخابات «لم ولن أدع أحداً يظلم معي»، سواء بالنسبة للموظفين والأساتذة الذين سيشاركون بالانتخابات، أو القضاة. وأكد أن تعويضات هؤلاء الموظفين الذين سيكون لهم دور في إنجاز الاستحقاق «ستكون كافية ولائقة»، متعهداً بالوفاء بما وعد به. وأضاف: «الانتخابات ستمر بنجاح، نحن مصرون على هذا الشيء، ولا يوجد سبب ألا تمر الانتخابات بنجاح، نحن متنبهون لكل التفاصيل».
ودعا مولوي اللبنانيين إلى «الاطمئنان بأن الانتخابات ستمر بنجاح»، وذكر بأن «الحكومة التزمت في بيانها الوزاري بإجراء الانتخابات، ووزارة الداخلية قامت بكل ما يلزم كي نصل إلى اليوم الذي نستطيع فيه أن نجري الانتخابات». وقال إن اللبنانيين «هم الذين طالبوا بالانتخابات، وهم الذين نزلوا إلى الساحات والشوارع والميادين للمطالبة بالانتخابات، هذه فرصتهم حتى يقولوا رأيهم، هذه فرصتهم لبناء وطنهم وبناء غدهم ومستقبلهم». وأكد أن «الحكومة ملتزمة بيانها، وأنا شخصيا كذلك، أقوم بما يجب خدمة لأهلي وخدمة للبنانيين».
وأكد مولوي أن «التخلف عن الانتخابات لا يفيد أحداً ولا يفيد البلد، هذا حق للمواطنين، الحكومة أرادت، ووزارة الداخلية عملت جاهدة لتأمين حسن الانتخاب لمواطنيها، فيجب على المواطنين أن يمارسوا هذا الحق».
وعلى صعيد التحضيرات لانتخابات المغتربين، أكد مدير المغتربين في وزارة الخارجية السفير هادي هاشم أن وزارة الخارجية والمغتربين «أنجزت كل الترتيبات المتعلقة باقتراع المغتربين»، موضحاً أن صناديق الاقتراع واللوائح وصلت إلى البلدان المعنية. وقال في تصريح لقناة «إل بي سي» التلفزيونية إن «الأمور تستكمل كي تكون العملية الانتخابية كاملة وكل المعضلات تتم معالجتها إذا وجدت». ورأى السفير هاشم أن وزارة الخارجية «تقوم بأكبر عملية لوجيستية بتاريخ لبنان الحديث»، مؤكداً أن عملية المراقبة ستكون شفافة.
ورداً على إمكانية تقديم طعن بالانتخابات، أجاب: «نرفض أي اتهام ونعمل بإمكانية بسيطة وعديد بسيط ويجب أن يكون هناك التفاف كامل حول وزارة الخارجية لأنها قامت بإنجاز ومن حق كل المرشحين أن يكون لديهم هواجس». وأكد «أننا نترك الأمر للمجلس الدستوري بحال قدمت أي طعون».
******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
إقتراع المغتربين بروفه للمقيمين.. وغوتيريش لإنتخابات حرّة
يدخل لبنان المرحلة الاولى من الانتخابات النيابية مع انطلاق المغتربين الى الاقتراع في بلدان انتشارهم، والتي ستُستكمل الأحد المقبل، وهو اقتراع سيكون يمثابة «بروفة» لاقتراع المقيمين الذين سيقترعون في 15 من الجاري، وإذا مرّت الانتخابات في سلام ونجاح، يدخل البلد مرحلة استحقاقات أخرى، بدأت المخاوف من دخوله في فراغ في حال عدم إنجازها في مواعيدها، سواء على مستوى تأليف حكومة ما بعد الانتخابات او على مستوى استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في الخريف المقبل. وقد دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجميع الى تجنّب الوقوع في «الفراغ القاتل» على مستوى السلطة التنفيذية بعد إنجاز الانتخابات.
تنطلق اليوم عملية اقتراع المغتربين في الدول التي تعتمد الجمعة عطلة نهاية الأسبوع، حيث يبلغ عدد الناخبين 30929 يتوزعون على 10 بلدان ضمن 13 مركز اقتراع. وستبدأ العملية الانتخابية السابعة صباحاً وتستمر حتى العاشرة ليلاً حيث تقفل صناديق الاقتراع.
وتصدّرت المملكة العربية السعودية المركز الأول من حيث عدد الناخبين اللبنانيين الذي بلغ 13105 ناخبين، يتوزعون على مركزي اقتراع و30 قلماً. وتلتها قطر بـ7344 ناخباً يتوزعون على 17 قلم اقتراع ضمن مركز واحد، ثم الكويت، التي تسجّل فيها 5670 ناخباً سيقترعون في مركز واحد ويتوزعون على 14 قلم اقتراع. وفي سوريا بلغ عدد المسجّلين 1018 ناخباً سيقترعون في مركز اقتراع واحد وقلمين. وفي البحرين 638 ناخباً، والأردن 483 ناخباً. وقد خُصّص لهؤلاء في كل بلد مركز اقتراع واحد وقلمان. فيما أمّنت السلطات العراقية مركزي اقتراع وقلمين لـ327 ناخباً. وفي سلطنة عمان، 903 ناخبين ضمن مركز اقتراع و3 أقلام، وسيبدأ التصويت في السادسة صباحاً وينتهي في التاسعة مساءً.
اما في مصر، فقد تسجّل 709 ناخبين، وسيبدأ الانتخاب الثامنة صباحاً ويستمر حتى الـ11 ليلاً في مركزي اقتراع وقلمين.
وفي ايران تسجّل 642 ناخباً سيبدأون الإدلاء بأصواتهم من الخامسة والنصف صباحاً حتى الثامنة والنصف مساءً ضمن مركز اقتراع وقلمين.
على ان تُستكمل هذه العملية الإنتخابية في 48 دولة تعتمد الأحد عطلة نهاية الأسبوع، بحيث يبلغ عدد الناخبين فيها 194384 سيتوزعون على 192 مركز اقتراع و521 قلماً.
وسجّل بعض الدول تقدّماً من حيث عدد الناخبين كفرنسا (27813 ناخباً) والإمارات العربية المتحدة (25066 ناخباً)، كندا (24258 ناخباً) واستراليا (20661 ناخباً).
بوحبيب يدعو البعثات
وعشية الانتخابات في بلاد الانتشار، دعت وزارة الخارجية رؤساء البعثات الديبلوماسية والقنصلية في لبنان إلى الاطلاع على مجريات العملية الانتخابية للمغتربين، من خلال غرفة العمليات التي أنشأتها في مقرها في محلة رياض الصلح.
وقال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في رسالة وجّهها الى السفراء والديبلوماسيين «إنّ الانتخابات النيابية في الخارج ستُجرى ابتداء من يوم الجمعة الواقع في 6 أيار 2022 (اليوم) وحتى الاثنين الواقع في 9 ايار 2022 بحسب توقيت كل بلد، وبما أنّ وزارة الخارجية والمغتربين ستواكب كافة تفاصيل العملية الانتخابية عبر تقنية النقل المباشر من داخل مبنى الوزارة في منطقة رياض الصلح، حيث خصّصت غرفة عمليات في الطبقة الأولى لتلك الغاية». واكّد انّ الوزارة ستفتح أبوابها طوال فترة الانتخابات النيابية في الخارج أمام جميع رؤساء البعثات الديبلوماسية والقنصلية المعتمدة لدى لبنان، للاطلاع على كافة مجريات العملية الانتخابية من داخل غرفة العمليات». وأرفق بو حبيب الدعوة بجدول خاص بمواعيد الاقتراع في مختلف البلدان حسب توقيت البلد المحلي وتوقيت بيروت.
وعلمت «الجمهورية»، انّ بو حبيب سيلتقي اليوم كلاً من المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جوانا ورونيكا، وسفير الاتحاد الأوروبي لدى لبنان رالف طراف. كذلك يلتقي سفير سوريا علي عبد الكريم علي.
عون والتحضيرات
من جهته، إطّلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من سفير لبنان لدى الامارات فؤاد دندن، خلال استقباله أمس في القصر الجمهوري في بعبدا، على التحضيرات التي أجرتها السفارة اللبنانية في دولة الامارات لإجراء الانتخابات النيابية الاحد المقبل في أبو ظبي ودبي، خصوصاً أنّ الامارات هي الدولة العربية التي سُجّل فيها أكبر عدد من الناخبين قارب الـ25 الف ناخب.
ميقاتي يحذّر
ومن جهته ميقاتي، شدّد أمس على أنّ «المطلوب من الجميع بعد أن نطوي صفحة الإنتخابات النيابية، العمل لتجنُّب الوقوع في مطبات الفراغ القاتل على مستوى السلطة التنفيذية، التي ستُلقى على عاتقها مسؤولية البدء بمسيرة إنهاض لبنان من كبوته».
واكّد ميقاتي خلال تفقّده غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين، أنّ «الانتخابات ستُجرى بنزاهة وشفافية، ولم يترشح أحد منا للانتخابات كتأكيد إضافي للحياد». ودعا الجميع الى «الاقبال على الاقتراع بكلّ نزاهة وحرية ضمير».
وخلال لقاء في السرايا الحكومية، للاطلاع على التقرير الاول لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، أمل ميقاتي في أن «تترجم الإنتخابات النيابية إرادة الناس الذين سيقولون كلمة الفصل في صناديق الإقتراع». واعتبر أنّ «16 أيار يوم جديد لمرحلة نأمل في أن تحمل الخير للبنان واللبنانيين، وأن ترى الخطط التي وضعتها حكومتنا النور». وأعرب عن ثقته في أنّ «الأيام الآتية ستحمل معها بشائر خير»، مشيراً الى «أنّنا وضعنا القطار على السكة الصحيحة، ويبقى أن نقود هذا القطار الى محطاتٍ آمنة، وأن نكون مستعدين وجاهزين عندما يحين أوان الحلول الإقليمية المنتظرة».
«متنبّهون للتفاصيل»
وإلى ذلك، طمأن وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي اللبنانيين الى أنّ «الانتخابات ستمرّ بنجاح»، ودعاهم الى أن «يمارسوا دورهم وحقهم، وليعلموا أنّنا قمنا بواجباتنا، وبالتالي عليهم أن يعملوا بحقوقهم التي لطالما طالبوا بها». وقال بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: «إنّنا في وزارة الداخلية لن نركن الى ما قمنا به، بل سنبقى حذرين ومتيقظين حتى يمرّ يوم الاستحقاق في 15 أيار الجاري وحتى صدور النتائج بنجاح ويكون المواطنون مرتاحين». كذلك أكّد أنّ «التخلُّف عن الانتخابات لا يفيد أحداً ولا يفيد البلد». وأوضح أنّ «وزارة الداخلية أدّت كلّ واجباتها حتى تكون الانتخابات مثالية وممتازة، وقد هيَّأنا كلّ التحضيرات اللوجستية والأمنية من خلال اجتماعات متتالية. وقد أمّنا المنح للقوى العسكرية المشاركة في الانتخابات، وإنّ تعويضات الموظفين والأساتذة الذين سيشاركون بالانتخابات أو القضاة، ستكون كافية ولائقة». وأكّد أنّه «لا يوجد سبب لكي لا تمرّ الانتخابات بنجاح، ونحن متنبّهون لكلّ التفاصيل».
الكهرباء مؤمّنة
وعلى صعيد الإجراءات للانتخِابات، أعلنت «مؤسسة كهرباء لبنان» في بيان، «البدء بتأمين تغذية كهربائية على مدار الساعة لمبنى وزارة الخارجية والمغتربين الكائن في وسط بيروت اعتباراً من تاريخ 05/05/2022 ولغاية 09/05/2022 ضمناً، وذلك تأميناً لخدمة النقل المباشر لمواكبة عملية الاقتراع في الخارج. كذلك، باشرت المؤسسة بتأمين التيار الكهربائي لمراكز لجان القيد الصغرى والكبرى البالغ عددها 26 مركزاً في المحافظات كافة وذلك وفقًا للآلية المتفق عليها مع وزارة الداخلية والبلديات، من تاريخ 05/05/2022 ولغاية 14/05/2022 ضمناً بمعدل 14 ساعة يومياً، على أن يُصار الى تأمين تغذية كهربائية مستدامة (24/24) لهذه المراكز يوم الانتخاب أي الأحد الواقع فيه 15/05/2022 والاثنين الذي يليه في 16/05/2022».
وأصدرت هيئة الاشراف على الإنتخابات الإعلان رقم 11، ذكّرت فيه وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمقروءة كافةً وجميع المرشّحين واللوائح والجهات السياسية، بموجبات التقيُّد بالصمت الانتخابي، اعتباراً من الساعة صفر لليوم السابق ليوم الإنتخابات ولغاية إقفال صناديق الإقتراع في مختلف مراحلها.
غوتيريش لانتخابات «نزيهة»
وفي المواقف الدولية دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقريره النصف السنوي الى مجلس الأمن لإجراء انتخابات «حرة ونزيهة وشفافة وشاملة في لبنان» في 15 أيارالجاري، مشدداً على تشكيل سريع للحكومة بعد الانتخابات «بمشاركة كاملة من النساء والشباب». كذلك دعا إلى نزع وتفكيك سلاح «حزب الله» وتحوّله الى «حزب سياسي»، مطالباً السلطات اللبنانية فرض سيطرتها على كل البلاد.
وشدّد غوتيريش على أنّ «الاستقطاب السياسي في لبنان قد تعمّق وانّ الشعب اللبناني يصارع يومياً لتلبية احتياجاته الأساسية الجوهرية»، حيث يعاني البلد انهيارا اقتصاديا بدأ عام 2019 وتفاقمَ بسبب عدم اتخاذ القوى السياسية خطوات جدية لمعالجته. وأشار إلى عدم محاسبة اي جهة حتى الآن على انفجار مرفأ بيروت وان اللبنانيين يطالبون «بالحقيقة والعدالة»، مكرراً دعوته إلى إجراء «تحقيق سريع ونزيه وشامل وشفاف»، ومشدداً على ضرورة احترام «استقلال القضاء».
وكرّر غوتيريش في التقرير مطالبه الرئيسية المتمثلة في «فرض الحكومة اللبنانية سيادتها على جميع أنحاء البلاد ونزع سلاح الجماعات المسلحة اللبنانية وتفكيكها». وقال: «إنّ احتفاظ «حزب الله» بقدرات عسكرية كبيرة ومتطورة خارجة عن سيطرة الحكومة اللبنانية لا يزال يشكّل مصدر قلق بالغ».
ولفت إلى إعلان أمينخ العام السيد حسن نصرالله في شباط الماضي أنّ الحزب يمتلك الآن القدرة على تحويل آلاف من صواريخه «صواريخ دقيقة»، وأنه يصنع طائرات بلا طيار «منذ فترة طويلة». وطالبَ السلطات اللبنانية بـ»تكثيف مساعيها لاحتكار حيازة السلاح واحتكار استخدام القوة في جميع أنحاء أراضيها». وقال: «ما زلتُ أحضّ الحكومة والقوات المسلحة اللبنانية على اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لمنع «حزب الله» وأيّ جماعات مسلحة أخرى من امتلاك سلاح وبناء قدرات شبه عسكرية خارج سلطة الدولة»، مشدداً على أنّ ذلك يمثل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن. واعتبر أنّ استمرار مشاركة «حزب الله» في الحرب في سوريا «يهدّد لبنان ويجرّه إلى نزاعات إقليمية تقوّض استقراره»، ودعا دول المنطقة التي لديها علاقات وثيقة مع «الحزب» الى «تشجيعه على نزع السلاح والى أن يتحوّل حزباً سياسياً مدنياً فقط».
نائب أميركي يهاجم «الحزب»
وأكّد عضو الكونغرس النائب الأميركي من أصل لبناني دارن لحود، خلال المؤتمر الأول للجنة التنسيق اللبنانيّة – الأميركية (LACC) في النادي الوطني للصحافة في واشنطن، أنّ «انتخابات الخامس عشر من أيار تجري في فترة أساسية حَرجة بالنسبة للبنان، وستكون هذه الانتخابات أول فرصة للشعب اللبناني للإدلاء بصوته منذ احتجاجات عام 2019، والانفجار الرهيب في مرفأ بيروت في عام 2020».
وقال لحود انه «يتوجّب على لبنان أن يُرسل انطباعًا إيجابيًا، ورسالة إلى العالم من خلال إجراء انتخابات حرة ونزيهة في موعدها وبلا تأثير من جهاتٍ معروفة الأهداف مثل «حزب الله». وأضاف: «كنوّاب أميركيين من أصل لبناني نعمل على رفع مستوى العلاقة الفريدة طويلة الأمد بيننا وبين لبنان، وهذه العلاقة المبنية على الدعم المستمر لشعب لبنان، ونواصل المطالبة في المناقشات السياسية باستمرار المساعدة العسكرية والإنسانية للبنان».
وأوضح أنّ «لبنان يواجه مجموعة غير مسبوقة من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشكل تهديدًا خطيرًا لبقائه ورفاهية أجياله الحالية والمستقبلية». وأكد أن «دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني والدعم المالي لاستمرار وجود «اليونيفيل» هي أمور حيوية من أجل الحفاظ على قوة لبنان».
مورفي
من جهته شدّد رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأدنى وجنوب آسيا وآسيا الوسطى ومكافحة الإرهاب في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور كريس مورفي، على أنه «لو لم تكن الولايات المتحدة تدعم المستقبل الاقتصادي للبنانيين وتدعم الجيش اللبناني والسلام، لكنّا شهدنا عندها وضعاً هشّاً يتدهور لبنان بسرعة فيه، من هنا فإنّنا مستمرون بهذا الدّعم». وشدد على «ضرورة محاسبة المسؤولين اللبنانيين الذين تسبّبوا باستشراء الفساد منذ فترة طويلة ويقفون اليوم في طريق تقدّم لبنان حيث إنهم بدلاً من ذلك يحاولون إثراء أنفسهم خلال هذه الأزمة».
تشديد على الاقتراع
وفي المواقف المشدّدة على ضرورة المشاركة في الانتخابات، أكد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، بعد زيارته دريان على رأس وفد، أنّ «المشاركة في الانتخابات واجب وطني للمساهمة في إنقاذ البلد وفي إحداث التغيير المطلوب للعودة الى القيَم الوطنية والروحية التي بُني عليها لبنان، والتي لا نريد له أن يتخلى عنها».
بري
من جهته، إعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ «حب الوطن من الإيمان، وأنّ مُثيري الفتن في أي ظرف كان، إنتخابيا أو غير انتخابي، بين أبناء الوطن الواحد وبين أبناء الدين الواحد، مشبوهون في انتمائهم الوطني وحتى الديني».
وقال بري، خلال استقباله وفداً من عشيرة الكريدين العربية المقيمة في منطقتي الزهراني والوزاني: «إنّ الفتنة وموقظيها ملعونون في كلّ رسالات السماء، وهي، أي الفتنة، في نتائجها لا تخدُم إلّا مصلحة إسرائيل التي كانت وستبقى العدو للبنان والعرب بمسلميهم ومسيحييهم».
موقف قوي في بروكسل
وبالتوازي مع الاستحقاق الانتخابي، يأتي المؤتمر السادس لدعم النازحين السوريين في لبنان والأردن وتركيا، والذي سيُعقد الاثنين والثلاثاء المقبلين في بروكسل، ويعني لبنان مباشرةً الذي يرزح تحت وطأة النزوح وتداعياته. وسيكون موقف لبنان قوياً في هذا الإطار، وسيبلغه الى المجتمع الدولي لوَضعه أمام مسؤولياته. إذ أعلن الوزير بوحبيب أنّ «الموقف اللبناني في مؤتمر «دعم سوريا والمنطقة» الذي سيُعقد في بروكسل في التاسع والعاشر من الجاري، سيكون بناءً لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بأنّ لبنان لم يَعد في استطاعته تَحمُّل النزوح السوري على أراضيه، وهو لا يريد أن يساعدوا النازحين فيه، أو أن يساعدوه هو، فنحن نهتمّ بأنفسنا إذا عاد النازحون السوريون الى بلادهم».
وقال بوحبيب، خلال اجتماع برئاسة عون أمس في القصر الجمهوري، خُصّص للبحث في الموقف اللبناني الذي سيُبلغّ خلال «مؤتمر بروكسل» الذي يُعقد بمشاركة ممثلين عن حكومات ومنظمات دولية وإقليمية ومنظمات المجتمع المدني: «سنطبّق قرار مجلس الوزراء الذي اتخذ في حكومة الرئيس حسان دياب في هذا السياق». وأكد «أنّنا لا نريد أن نطبّق هذا القرار من دون التعاون مع الأمم المتحدة، فنحن نريد أن نتعاون معها، الّا أنّنا يجب أن نأخذ في الاعتبار مصلحتنا، وليس أن يُملوا هم علينا مصلحتنا فنحن نعرفها. ولقد وصلنا الى مرحلة لم نعد نريد أن يُملي أحد علينا أي شيء. هذا هو الموقف اللبناني في بروكسل».
قائد الجيش
من جهة ثانية، وبعد الاتهامات التي طاوَلت الجيش بالنسبة الى ما يتعلّق بغرق «مركب الموت» في طرابلس، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون، خلال استقباله وفداً من أهالي الضحايا ومعهم بعض الناجين، أنّ «هذه الفاجعة أصابت الجميع، والضحايا هم أبناء الوطن أي أبناء المؤسسة العسكرية»، مشيراً الى أنّ «التحقيق سلكَ مساره القانوني منذ اللحظة الأولى للحادثة الأليمة، وسيُستكمل بكلّ شفافية وحياد».
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«المزاج الشعبي» يرسم معالم المجلس الجديد من الخارج إلى الداخل!
غوتيريش لانتخابات شفّافة تليها حكومة إصلاحات… وإغراءات مالية واستشفائية للقوى الأمنية والعسكرية
يتوجه المغتربون اللبنانيون اليوم في عدد من الدول العربية والأجنبية إلى صناديق الاقتراع في أوّل أيام الانتخابات في 6 أيّار، وبعدها الأحد في 8 أيار، على ان تختتم الأحد في 15 أيار في كل لبنان.
وتأتي هذه العملية، وسط إطلاق غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين. وتفقدها الرئيس نجيب ميقاتي بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب. وشدّد ميقاتي على معاني انتخاب المغتربين، واصفاً هذه العملية بأنها المدماك الأوّل في الانتخابات التي ستتم بنزاهة وشفافية.
ودعت وزارة الخارجية رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية في لبنان إلى المشاركة في الاطلاع على مجريات العملية الانتخابية للمغتربين خلال غرفة العمليات التي أنشأتها في مقر الوزارة في رياض الصلح.
و أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن انتخابات المغترببن قد تعد محطة فاصلة في سياق الاستحقاق الانتخابي حتى وإن لا يجوز اعتبارها «بروفا»، والظروف المحيطة بأنتخابات المغتربين تختلف عن ظروف اقتراع المقيمين أو لبنانيي الداخل، واشارت إلى أنه على الرغم من أن خيارات عدد منهم لم تتبدل الا أن البعض منهم تستهويه برامج القوى التغييرية.
وتلفت إلى أن نجاح وزارتي الداخلية والخارجية في إتمام انتخابات المغتربين بسلام مضمون، على ان الاختبار الأكبر للحكومة يكمن في الخامس عشر من ايار الجاري. وأفادت أنه إلى حين حلول هذا الموعد، فأن الترقب سيد الموقف للمزاج الشعبي اقتراعا أو مقاطعة أو لأي مفاجآت معينة.
ودعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء انتخابات نيابية «حرة ونزيهة وشفافة وشاملة» في لبنان يوم 15 أيار، وذلك في تقرير جرى توزيعه أمس الأربعاء وحثّ على تشكيل سريع للحكومة بعد ذلك ما سيسمح بتنفيذ إصلاحات تعالج أزمات البلاد المتعددة.
وقال غوتيريش في تقريره إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن الاستقطاب السياسي في لبنان قد تعمق وإن الشعب اللبناني «يصارع يومياً لتلبية الاحتياجات الأساسية الجوهرية».
مشيراً إلى الاحتجاجات المتكررة في جميع أنحاء البلاد والتي أثارها «إحباط عام من الوضع السياسي والأزمة الاقتصادية والمالية».
واعتباراً من اليوم، لن يعلو صوت فوق صوت عمليات الاقتراع في الانتخابات النيابية خارج لبنان (6 و8 ايار) وداخله في 15 ايار، بعدما انهت وزارتا الداخلية والخارجية كل الترتيبات واجرت بعض التعديلات على بعض مراكز واقلام الاقتراع، بحيث ستواكب الحكومة رئيسا ووزراء معنيين العمليات الانتخابية، برغم استمرارها في عقد الجلسات، والتي لن تكون آخرها جلسة الامس في السرايا، بل ستتلوها حسب المعلومات جلستان يومي ١٢ و١٩ الجاري.
وقد تفقد الرئيس ميقاتي غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين في حضور الوزير عبد الله بو حبيب والامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني شميطلي. وقال ميقاتي خلال الجولة :إنها لحظة تاريخية ومهمة في وزارة الخارجية التي هي جسر حقيقي يربط لبنان المقيم بلبنان المنتشر، وهذا العمل هو خطوة إضافية لشد الأواصر بين لبنان واللبنانيين في الخارج. عندما نرى ان 220 ألف لبناني مغترب تسجلوا فقط للمشاركة في الانتخاب، فيما يبلغ عدد المغتربين الملايين، كنا نتمنى لو كانت المشاركة أكبر بكثير. وفي هذه المناسبة، أدعو المسجلين الى عدم التقاعس والاقدام على الاقتراع بكثافة لإيصال صوتهم وإحداث التغيير.
أضاف: إنتخابات المغتربين دليل إضافي على أن لبنان المنتشر لا ينسى لبنان ويريد لبنان ويجب ان يعبر عن هذا الاهتمام بوطنه من خلال صندوقة الاقتراع. أشكر الجامعة الثقافية في العالم على دعمها لإنجاز ما تحقق، وهو إنجاز كبير ومهم. كما أشكر وزير الخارجية على إصراره ومتابعته للوصول الى هذا اليوم، على الرغم من التشكيك الكبير الذي سمعناه بحصول الانتخابات.
وختم ميقاتي «ما يحصل اليوم هو المدماك الأول في الانتخابات النيابية، وبإذن الله، ستتم الانتخابات بنزاهة وشفافية، ولم يترشح أحد منا للانتخابات كتأكيد إضافي على الحياد. ندعو الجميع الى الاقبال على الاقتراع بكل نزاهة وحرية ضمير».
وقال الوزير بو حبيب : اننا نعول على الاغتراب اللبناني الذي لا يقصّر في الوقوف إلى جانب لبنان، ومرة جديدة سيثبت المغتربون أنهم لم يغتربوا وأنّ انتماءهم إلى هذا الوطن متجذّر في زوايا وجدانهم.
ودعا بو حبيب المغتربين الى المشاركة في الاقتراع بكثافة وقال: بذلنا كل الجهود لإنجاح عملية الاقتراع على أوسع امتداد جغرافي ممكن. وقال: نحن ثابتون على تنظيم عملية الاقتراع في الخارج بمهنيّة واحترافيّة خارج الأجندات والحسابات السياسية.
وفي السياق، اكد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي بعد زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «جهوزية وزارة الداخلية لإنجاز العملية الانتخابية بنجاح ومن دون أي عوائق.
واضاف: وأنا أذكّر اللبنانيين بأنَّ الحكومة التزمت بيانها الوزاري بإجراء الانتخابات، ووزارة الداخلية قامت بكل ما يلزم كي نصل إلى اليوم الذي نستطيع فيه أن نجري الانتخابات، فغداً فجر جديد تبدأ فيه عملية الانتخاب في الخارج وهذا بسبب فارق التوقيت، وتستمر العملية لتنتهي فجر الاثنين. الحكومة ملتزمة بيانها، وأنا شخصيا كذلك، أقوم بما يجب خدمة لأهلي وخدمة للبنانيين، داعياً اللبنانيين إلى الاطمئنان ان الانتخابات ستمر بنجاح.
وفي المواقف، شدد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى اثر زيارة لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى على ان «المشاركة في الانتخابات واجب وطني من أجل المساهمة في إنقاذ البلد وفي إحداث التغيير المطلوب للعودة الى القيم الوطنية والروحية التي بني عليها لبنان، والتي لا نريد له ان يتخلى عنها».
الانطلاق
فالمغتربون الذين تسجلوا ينتخبون اليوم في المملكة العربية السعودية (وفيها 13 الف 239 ناخبا) ، سوريا (1010 ناخبين ) ،قطر (7340 ناخبا)، ايران (645 ناخبا) ، سلطنة عمان (901 ناخب)، مصر (708 ناخبين)، الأردن (498 ناخبا)، العراق (330 ناخبا) الكويت (5788 ناخبا)، والبحرين (637 ناخبا)، وبذلك يكون عدد الذين يفترض ان يقترعوا اليوم هو 31 الف و96 ناخبا، اما دولة الامارات العربية المتحدة التي يتواجد فيها نحو 25 الف ناخب لبناني سجلوا أسماءهم فسيحصل الاقتراع فيها بعد غد (الأحد).
اما توزيع عدد الناخبين المغتربين في هذه الدول على الدوائر الانتخابية ، فقد كانت دائرة بيروت الثانية الأولى بنسبة 16,63 بالمئة، جبل لبنان الرابعة ( الشوف – عاليه) بنسبة 15,73 بالمئة، ودائرة الشمال الثانية (طرابلس – المنية والضنية) بنسبة 9,85 بالمئة.
وحسب المعلومات الدبلوماسية، فإن الانتخابات ستجري في 58 دولة، يقترع فيها نحو 225 ألف ناخب في الخارج، في إشارة الي مزاج الناخب اللبناني، سواء خارج لبنان أو داخله.
مجلس الوزراء
في هذه الاثناء عقد مجلس الوزراء جلسة عادية في السرايا الحكومية أبرز ما فيها عرض وزير الطاقة حول منح تراخيص لبناء محطات لإنتاج الكهرباء من الطاقة البديلة (الطاقة الشمسية)، بعد تلكؤ البنك الدولي في تمويل مشروع استجرار الغاز والكهرباء من مصر والاردن عبر سوريا واضطرار الحكومة الى البحث عن بدائل سريعة. لكن تم تأجيل البت بالموضوع لمزيد من الدرس ولاخذ رأي هيئة الاستشارات والتشريع في وزارة العدل.
وبعد الجلسة اعلن وزير الاعلام زياد مكاري القرارات الاتية:
– طلب وزارة الصحة تسديد مصرف لبنان مبلغ 35مليون دولار لزوم شراء ادوية الامراض المستعصية والمزمنة والامراض السرطانية ومستلزمات طبية وحليب ومواد اولية لصناعة الدواء.
– تعيين العميد منير شحادة ضابطا منسقا للحكومة اللبنانية لدى قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان.
– الموافقة على مشروع قانون حفظ الطاقة (الطاقة المتجددة).
– تمديد مدتي الاستكشاف الاولى في الرقعتين 4 و9 في المياه الاقليمية اللبنانية مدة ثلاث سنوات، بناء لطلب اصحاب الحقوق، على ان تقوم وزارة الطاقة باتخاذ التدابير التي من شأنها اثبات جدية عملية الاستكشاف وضرورة الزام الشركات القيام بهذه العملية ضمن المهلة كلما امكن ذلك.
وسئل مكاري عن كيفية تأمين مبلغ الـ35 مليون دولار الذي سيخصص للادوية، وما اذا كان سيؤمن من حقوق لبنان في السحب الخاص؟ اجاب : نعم.
وردا على سؤال قال الوزير مكاري: لقد تم تأجيل البحث بموضوع الطاقة الشمسية.
وعن ملف الكهرباء قال: لم يتم البت به، ولكن وزير الطاقة يفاوض مؤسسة كهرباء فرنسا من أجل القيام بدراسة لاستدراج العروض في ما يخص خطة الكهرباء.
وتبلغ المجلس موافقة المالية وديوان المحاسبة على صرف مبلغ 300 مليار ليرة للشركة الفرنسية المكلفة طبع 400 الف جواز سفر جديد، لكن لم يُعرف كيف ستسدد وزارة المالية ومصرف لبنان هذه المبالغ.
وطغى موضوع الانتخابات النيابية على البحث والمواقف، لاسيما لجهة تأكيد وزير العدل دفع المستحقات للقضاة رؤساء لجان القيد، وكذلك قول وزير المال ان الاعتمادات للإنتخابات يجري تحويلها تباعاً.
واستهل الرئيس ميقاتي الجلسة بمداخلة مما قال فيها: بالنسبة للإتفاق مع صندوق النقد الدولي، لم يكن لدينا خيارات لنختار بين هذا وذاك، وليس لنا خيار سوى صندوق النقد.
وأشار الى موضوع الكابيتال كونترول الذي «أخذ كل هذا اللغط»، موضحا أنه «متاح امام النقاش والتعديل وإضافة كل ما يلزم» .
بعد انتهاء الجلسة، اعلن وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي انه «في إطار المتابعة وكما وعدنا ضباط وعناصر ومتقاعدي قوى الامن الداخلي بمتابعة شؤونهم، وافق مجلس الوزراء، بناءً لطلب وزارة الداخلية والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على نقل اعتماد من احتياط الموازنة على القاعدة الاثنتي عشرية، بقيمة عشرين مليار ليرة لبنانية شهرياً، لاستشفاء قوى الأمن الداخلي».
وخلافا لما تردد امس في بعض الاوساط فإن موضوع الجامعة اللبنانية لم يُطرح في الجلسة، في انتظار ان يستكمل وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي اتصالاته لبت موضوع تعيين العمداء في مجلس الجامعة لإعادة تشكيله، وإنهاء الوضع السائد.
ملف النازحين مجدداً
وبقي ملف النازحين السوريين في صدارة الاهتمام الرسمي حيث تم طرحه في جلسة مجلس الوزراء، واطلع المجلس على الاتصالات التي يقوم ها وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار المكلف بالملف.
كما ترأس رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا اجتماعا موسعا لأعضاء الوفد المشارك في المؤتمر الخاص بالنازحين السوريين الذي سيعقد في بروكسيل ما بين 9 و10 ايار الجاري، وخصص الاجتماع للبحث في الموقف اللبناني الذي سيبلغ خلال «مؤتمر بروكسل» الذي يعقد بمشاركة ممثلين عن حكومات ومنظمات دولية وإقليمية ومنظمات المجتمع المدني. ومن المقرر ان يرأس وفد لبنان الى المؤتمر وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار ويضم الوفد ايضا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب.
وقال بوحبيب بعد الاجتماع: ان الموقف اللبناني في مؤتمر «دعم سوريا والمنطقة» الذي سيعقد في بروكسل في التاسع والعاشر من الشهر الجاري، سيكون بناء لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بأن لبنان لم يعد باستطاعته تحمل النزوح السوري على اراضيه، وهو لا يريد ان يساعدوا النازحين فيه، او ان يساعدوه هو، فنحن نهتم بانفسنا اذا عاد النازحون السوريون الى بلادهم.
واضاف: اننا سنطبق قرار مجلس الوزراء الذي اتخذ في حكومة الرئيس حسان دياب في هذا السياق، ونريد ان نتعاون مع الأمم المتحدة، إلّا انه يجب ان نأخذ في الاعتبار مصلحتنا لا ان يملوا هم علينا مصلحتنا فنحن نعرفها.
حسابات رجا سلامة
على صعيد آخر، كشف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لـ«رويترز»، أنّ هيئة التحقيق الخاصة التابعة لمصرف لبنان وافقت على تسليم معلومات الحساب الخاص برجا سلامة إلى النائب العام التمييزي غسان عويدات.
وفي السياق افادت المعلومات ان عويدات تسلم فعلاً حسابات رجا سلامة من هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان.
64 إصابة جديدة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 64 إصابة جديدة بفايروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1097268 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
«ترويكا» تتولى التحريض على الحريري في المملكة: الحملة «تستفز» الشارع السني!
«العين» على حجم الاقبال الاغترابي وقلق على شرعية الانتخابات من «برودة» الداخل
صمت رسمي مريب في ملف «الترسيم»… واسرائيل تخشى «انهيارا» وشيكا لجيشها؟ – ابراهيم ناصرالدين
«الشرق الأوسط محيط صعب لا رحمة فيه للضعفاء»، كلام لرئيس حكومة العدو السابق ايهود باراك الذي كتب في صحيفة «يديعوت احرنوت» بالامس عن اهمية القوة والوحدة الداخلية لمواجهة «الاعداء»، في المقابل لم تتعلم معظم القوة اللبنانية هذا «الدرس» وتخاض في لبنان معارك انتخابية بشعارات «خبيثة» تضعف الوحدة الداخلية وتحاول سلب اللبنانيين مكامن قوتهم في محاولة لاعادتهم الى مصاف «الضعفاء»، وقد يكون «الصمت» المريب حيال انطلاق الاجراءات العملية لبدء اسرائيل التنقيب في حق «كاريش» اكثر الامور الدالة على هذه الاستراتيجية، يضاف اليها «حشر» سلاح المقاومة في معركة انتخابية لا تتعدى حدود تاثيراتها التفاصيل اللبنانية المرتبطة «بلعبة» المصالح الضيقة، فيما يتعاظم القلق في اسرائيل على مستقبل الجيش المهدد بالانهيار.
وعلى وقع «الصمت» الانتخابي في الداخل، يتوجه اللبنانيون في الدول العربية اليوم، باستثناء الامارات التي يقترع لبنانيوها الاحد كما في سائر الدول الغربية، الى مراكز الاقتراع و «العين» على حجم الاقبال على صناديق الاقتراع في ظل رهانات قد تكون مبالغ فيها من قبل بعض الاطراف السياسية على «قلب الطاولة» بأصوات هؤلاء خصوصا اذا ما اقترع كل المسجلين او معظمهم، في بعض الدوائر المفصلية وفي مقدمها دائرة بشري- الكورة – زغرتا – البترون المصنفة بدائرة السباق نحو بعبدا وليس «ساحة النجمة» حيث تجاوز عدد المسجلين الـ 26 الف ناخب بينما يبلغ الحاصل الانتخابي المفترض نحو 12 الفا، وهذا يعني ان التاثير سيكون حاسما في حال ارتفعت نسبة الاقتراع.
«الذعر» السعودي
في هذا الوقت، وبينما تخشى كل الاطراف من ان تكون «المقاطعة» الفائز الاول في الانتخابات، يثير «الذعر» السعودي المستجد من المقاطعة السنية، الكثير من علامات الاستفهام، حيال هذه «الصحوة» المتاخرة فعشية فتح مراكز الاقتراع للمغتربين في الدول العربية، رفعت المملكة العربية السعودية منسوب تدخلها المباشر في الانتخابات التشريعية المرتقبة عبر هجوم منظم يشنه كتاب سعوديون ولبنانيون في الصحف السعودية على رئيس الحكومة الاسبق «المعتكف» سعد الحريري وبينما واصلت صحيفة عكاظ حربها المفتوحة والمنظمة على رئيس تيار المستقبل انضمت بالامس صحيفة الشرق الاوسط الى «الجوقة» باتهامه بانه صاحب القرارات «المذلة» متهمة اياه بمنح حزب الله «المثالثة»!
استفزاز سعودي «للسنة»!
الانشغال السعودي المفاجىء «بالصوت» السني سخرت منه اوساط نيابية بيروتية لـ «الديار»، ورات ان البعض يحاول تحميل الحريري مسؤولية سياساته الفوضوية والخاطئة التي ساهمت في اضعاف السنة في لبنان عبر «تهميش» «زعيمهم» بعدما اكتشف عقم الخيارات المفروضة عليه والتي كانت مجرد «وصفة» «لحرب اهلية» رفض التورط بها، اما ما يجري اليوم فهو يرفع «سقف التحدي» مع الشارع السني المستفز «بالمظلومية» اللاحقة بالحريري، وما لم تنجح الضغوط التي تمارس عليه «بقوة» لدعوة جمهوره بالاقتراع ضد حزب الله، ستكون «المقاطعة» قاسية وفاعلة للغاية سنيا، والتوجهات الان من قبل قيادات المستقبل الفاعلة للجمهور بان يكون الرد هذه المرة مدويا لتاكيد زعامة الحريري من خلال البقاء في «المنازل» يوم الاقتراع، لافهام من يعنيهم الامر في الداخل والخارج، ان هذه الطائفة وفية لمن خسر كل شيء لاجلها، وستكون الصناديق الفارغة الاستفتاء الحقيقي في مواجهة «الخونة» و «المتسلقين» على اكتاف الحريري.!
توقيت الحملة ؟
ووفقا لمصادر مطلعة، يبدو الهجوم السعودي على الحريري مستغربا في توقيته، وكأن السعودية اكتشفت فجاة ان خروجه من الحلبة السياسية سيكون له تداعيات خطيرة في صناديق الاقتراع، مع العلم ان الفرنسيين ومعهم الاماراتيين سبق وحذروا الرياض من مغبة الاستمرار في سياسة «عزل» الحريري واضعافه، وجرت محاولات كثيرة قبل اعلان عزوفه لتامين عودته الى «الحضن» السعودي، لكن المملكة اصرت على رفض اي مبادرة في هذا السياق، والان توجه اللوم لرئيس تيار المستقبل وتحمله مسؤولية قرار لم يكن لديه خيار في عدم اتخاذه بعدما اقفلت في وجهه كل «الابواب» في المملكة وجرّد من اي دعم سياسي او مالي يساعده بالاستمرار في العمل السياسي، واذا كانت الرياض تريد الان مراجعة سياستها، فانها مرة جديدة ترتكب المزيد من الاخطاء عبر استفزاز «الشارع» السني الذي لم يعد «يطيق» كل المظالم المرتكبة بحق الحريري الذي تحوله الرياض الى «شهيد حيّ».
تحريض لبناني على الحريري
ووفقا لتلك الاوساط، جاءت الصحوة السعودية بعد «شكوى» ثلاثية كانت بمثابة «التحريض» من قبل وليد جنبلاط، وسمير جعجع، وفؤاد السنيورة، عبر تحميل الحريري مسؤولية خسارة متوقعة للوائحهم في معظم الدوائر التي يشكل فيها السنّة رافعة انتخابية، وعملت تلك الشخصيات على «تحريض» السفير السعودي الوليد البخاري لاقناع المملكة بالتدخل المباشر للضغط على الحريري بدعوة ناخبيه للاقتراع ضد لوائح حزب الله ودعم لوائحهم، ووفقا للمعلومات، لم ينجح جنبلاط الذي تواصل مع الحريري شخصيا في اقناعه باتخاذ خطوة متقدمة في هذا الاتجاه، وهذا ما يفسر بدء الحملة الاعلامية السعودية على «زعيم المستقبل» وسط مخاوف جدية من ارتفاع سقف الضغوط المباشرة عليه في الايام القليلة المقبلة.
السعودية: الحريري باع دماء والده!
فلليوم الثالث على التوالي واصلت صحيفة «عكاظ» السعودية هجومها على الحريري وانضمت اليها صحيفة الشرق الاوسط، وقالت انه بعد فشله سياسياً واقتصادياً ومشاركته بمسؤولية الانهيار الذي وصل إليه لبنان، وعدم قدرته على خوض الانتخابات، قدّم سعد الحريري أكبر خدمة لقتلة والده وذلك بدعوة الطائفة السنيّة لمقاطعة الانتخابات لإخلاء الساحة الانتخابية لحزب الله «الإرهابي» والتيار العوني على حساب وطنه لبنان وعلى حساب طائفته، ولا عجب في ذلك فمن باع دم والده مقابل عدم فتح ملفات الفساد التي تورط فيها، لن يتوانى في تقديم قرابين الرضا لأعداء لبنان من أجل الحفاظ على مصالحه الشخصية. واضافت، الحريري اليوم يعمل على تشتيت الأصوات السنيّة، والامتناع عن التصويت – في الانتخابات المقبلة – يعني ذهاب المقاعد السنية لحلفاء حزب الله، العدو التاريخي ليس للسنّة فقط بل للبنانيين جميعاً الذين وثقوا في سعد ذات يوم.
ووصفت الصحيفة الحريري بـ «الفاشل والضعيف جداً في المفاوضات السياسية»، وقالت انه بعد 17 عاماً مختلفاً تماماً عن ذلك الشاب الذي كفكفت دموعه السعودية إثر اغتيال والده في شباط 2005، فقد التحى، كما الإيرانيين، ولم يبقَ إلا أن يخلع الكرافتة. واتهمته بالـ «تشيّع السياسي» وقالت انه فاشل وضعيف جداً في المفاوضات السياسية، والدليل أنّه أوصل عون إلى رئاسة الجمهورية دون أن يحقق أي شيء لصالح قضيته الشخصية أو لصالح الدولة اللبنانية».
وختمت الصحيفة هجومها برسالة إلى الحريري، قالت فيها: إنّ فرصتك التاريخية حانت، وربما لا تستحقها، لكنها أتت على الرغم من أنك لم تقدم الثمن التاريخي لها. ولذلك كله، عليك أن تنحاز إلى وطنك أولاً، وإلى طائفتك ثانياً التي حطمتها باستسلامك لحزب الضاحية وزعماء الطوائف، قبل أن تسمع ذات يوم «ابكِ سعد… وطناً لم تحافظ عليه مثل الرجال!»
«تسويات مذلّة»
وفي سياق الحملة نفسها، قالت صحيفة الشرق الاوسط السعودية ان الحريري صاحب القرارات الخاطئة، و «التسويات» المذلة مع حزب الله كانتخاب ميشال عون رئيساً، إلى دوره في تغطية تغول الدويلة تحت يافطة «ربط نزاع»، ودوره في تلزيم حقيبة المالية للثنائي المذهبي؛ ما أفقد رئاسة الحكومة الكثير من صلاحياتها مع منح هذا الفريق حق الفيتو، ليتقدم مشروع «المثالثة» خطوة كبيرة مع التوقيع الثالث! إلى دوره في حماية المدعى عليهم في جريمة تفجير المرفأ، فبدت الدعوة للمقاطعة تسديد فواتير لاحقة لـحزب الله تمكنه من حجز مقاعد سنية مستفيداً من بلوكاته الانتخابية مقابل التراجع في نسبة التصويت.! ووصفت الدعوات للمقاطعة بانها وجه آخر من الممارسة العبثية لمن علّق عمله السياسي وشعاره «من بعدي الطوفان»(؟!)
وفي سياق التماهي مع الحملة السعودية اكد وزير الداخلية بسام مولوي زيارة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان في دار الفتوى أنّ التخلّف عن الانتخابات لا يفيد أحداً ولا يفيد البلد، ودعا اللبنانيين إلى الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع، معتبراً أنّ هذه فرصتهم للتّغيير، ومُشكّكاً في أن يؤدّي الامتناع إلى الغاية المرجوّة. وفي السياق نفسه، شدد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى اثر زيارة من دار الفتوى على ان «المشاركة في الانتخابات واجب وطني من أجل المساهمة في إنقاذ البلد»…
ازمة «برودة»
في هذ الوقت، لا تبدو مشكلة العزوف عن الاقتراع مشكلة سنية فقط، فثمة برود غير اعتيادي من قبل الناخبين، واذا كان نصف اللبنانيين لم يقترعوا في العام 2018 فان الاحصاءات الراهنة تشير الى ان نصف الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد، وبحسب ماكينات غالبية الاحزاب، لا تبدو الانتخابات أولوية حتى الان الا للحزبيين الملتزمين وبعض المنتفعين، وتبين ايضا ان غالبية اللبنانيين غير مهتمين بمتابعة «الكباش» الاعلامي بين المرشحين، على الرغم من الانفاق المالي الكبير على الظهور الاعلامي، وبحسب المستطلعين فان الشعارات المطروحة غير واقعية، ولا احد يقدم حلولا للمشاكل الاقتصادية القائمة في البلاد، وما يحصل مجرد تبادل الاتهامات بالمسؤولية بين مجموعة من «الشركاء» في الانهيار، اما الشعارات الكبرى والاستراتيجية فمثيرة «للسخرية»، لان احدا من «خصوم» حزب الله غير قادر على تنفيذ وعوده بنزع السلاح او «تحرير» لبنان من «الاحتلال» الايراني، بينما يدرك الحزب ان سلاحه ليس في خطر، ولا تحدد مصيره اغلبية نيابية «لا تقدم او تؤخر»، ولهذا يمكن القول ان الاولوية لدى الاحزاب في المسافة الفاصلة عن الاستحقاق الانتخابي في 15 ايار تبقى في اقناع شريحة واسعة من اللبنانيين المحبطين بعدم «المقاطعة» وذلك كي لا تفقد الانتخابات شرعيتها الشعبية. وفي هذا السياق، برزت مجددا عملية»شراء» الاصوات وعلى سبيل المثال لا الحصر، تحدث بعض المواطنين في دائرة «بيروت الثانية» عن وصول «سعر» الصوت الى 300 دولار… !
ميقاتي يحذر من «الفراغ»
في هذا الوقت، تفقد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين. وفي جلسة مجلس الوزراء تخوف رئيس الحكومة من الفراغ بعد الانتخابات وقال «نحن وضعنا القطار على السكة الصحيحة. يبقى أن يقود هذا القطار إلى محطات آمنة، وأن نكون مستعدين وجاهزين عندما يحين أوان الحلول الإقليمية المنتظرة. وطالب الجميع بعد طيّ صفحة الإنتخابات النيابية «العمل لتجنب الوقوع في مطبات الفراغ القاتل على مستوى السلطة التنفيذية، التي ستلقى على عاتقها مسؤولية البدء بمسيرة إنهاض لبنان من كبوته».
تخبط لبناني في ملف «الترسيم»
في غضون ذلك، لا يزال «الارباك» الرسمي سيد الموقف ازاء ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية جنوبا، وقد انعكس ذلك «صمتا» مريبا فيما انطلقت باخرة «انرجين باور» من سنغافورة في طريقها الى حقل «كاريش» للبدء بالتنقيب عن الغاز في غضون 35 يوماً على أن تبدأ بالإنتاج في الربع الثالث من العام الجاري التزاماً بالعقود الموقَّعة مع شركة الكهرباء الاسرائيلية.
وقد اكدت اوساط مطلعة انه بعدما تنازلت السلطة اللبنانية عن الخط 29 الذي رسمه الوفد التقني العسكري السابق المفاوض حول الحدود البحرية مع إسرائيل والقبول بالخط 23، باتت الدولة اللبنانية في موقف ضعيف، ما سمح للاميركيين والاسرائيليين برفع سقف الضغوط العملية بمنح الجانب اللبناني نحو شهر لتقديم التنازلات المطلوبة او فرض امر واقع دون حصول تفاهمات ثنائية.
ووفقا لتلك الاوساط، المطلوب من الجانب اللبناني تحرك رسمي علني بالعودة عن تنازل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن الخط 29 وتبني الخط 23 لان هذا الاجراء كفيل وحده بمنع إسرائيل من البدء بالتنقيب عن النفط والغاز في حقل «كاريش» فالشركة اليونانية لن تخاطر بالعمل في منطقة متنازع عليها، لكن على لبنان اثبات هذا الامر بوثيقة رسمية في الامم المتحدة، فهل ثمة من سيتخذ قرار يتحدى فيه الولايات المتحدة على ابواب استحقاقات داهمة ومصيرية بعد الانتخابات؟ سؤال برسم المسؤولين عن الملف، تقول تلك الاوساط التي تشير الى ان مسار وتطورات الموقف اللبناني سيكشف ما اذا كان قد حصلت تنازلات معينة في مقابل مصالح ضيقة.
خطر انهيار الجيش الاسرائيلي؟!
وفيما لبنان يفرط بثروته النفطية، نصف الإسرائيليين متشائمون مما ينتظرهم في العقد المقبل أمنياً واقتصادياً، وعلى وقع تقارير رسمية من خطر انهيار الجيش النظامي، يبرز التشاؤم الأمني بتخوف الإسرائيليين من الحرب في المدى القريب…
في غضون ذلك، أوضح عضو الكنيست السابق، عوفر شيلح، أن «13% من الجنود يتسرّبون من الخدمة انطلاقاً من عوامل نفسية، ومثل هذه النسبة أيضاً لدى الحريديم (المتشدّدون اليهود) الذين لا يخدمون في الجيش من أجل التفرغ لدراسة التوراة». ولفت شيلح إلى أن هناك أزمة شاملة في القوى البشرية تتمثل في «عدم الرغبة في الاستعداد للخدمة النظامية والتوجه إلى رتبة ضابط، أو التوقيع على الخدمة الدائمة، وصولاً إلى خدمة الاحتياط. وفي السياق نفسه، وجّه شيلح انتقاداً إلى الجيش الاسرائيلي، على خلفية عدم جهوزيته لمواجهة تحدي أزمة القوى البشرية الماثلة أمامه، خصوصاً أن الجيش لا ينجح في إقناع القوى البشرية الممتازة بالبقاء في صفوفه. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يُدرك انهيار النوعية في الخدمة الدائمة الأولى، للضباط الشبان، وفي الخدمة الدائمة عموماً، لكنه لا ينجح حتى الآن في وضع سياسة لمواجهة هذه الأزمة، معتبراً أن الجيش يحيا في حالة من الإنكار حيال الانهيار المحتمل في الجيش النظامي، ووصف شيلح الأزمة القائمة في القوى البشرية، بأن الجيش يسير بأعين مفتوحة في اتجاه الهاوية؛ حيث سيحصل الانهيار في غضون سنوات قليلة»…
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :