15 أيّار يومٌ مفصلي في المختارة!

15 أيّار يومٌ مفصلي في المختارة!

 

Telegram

 

قد تكون انتخابات 2022 هي محطّة تحدٍّ سياسيّ وشخصيّ بالنّسبة إلى زعيم المختارة وليد جنبلاط.

طوال سنوات لم يُنافَس وليد جنبلاط درزيًّا. كان يمنح مقعداً أو مقعدين بنفسه من اصل 8 مقاعد درزية في البرلمان، وعندما أراد المعركة أتت النتائج لمصلحته.

اليوم تكاد المعركة تطاول نصف المقاعد الدرزيّة في المجلس النّيابي، وهو أمر لم تعهده ماكينة «الحزب التقدمي الاشتراكي» منذ ما بعد اتفاق الطّائف.

حتى الآن تضمّ كتلة «اللقاء الديموقراطي» 6 نوّاب دروز من أصل 8، فيما يتمثّل الفريق الآخر بأحد مقعدي عاليه عبر النّائب طلال أرسلان، وعبر توافق بين جنبلاط والثّنائي الشيعي في مرجعيون - حاصبيا.

أمّا اليوم، فتُظهر خريطة اللّوائح الانتخابيّة أنّ هناك معركتين جديّتين درزيًّا، حيث لم يعد المقعد الدرزي الثاني في الشوف ولا المقعد الدرزي في بيروت يعدّان من المقاعد المضمونة لمصلحة جنبلاط، وباتت هناك معركة شرسة حولهما. مقعدان يُضافان إلى مقعدي عاليه وحاصبيا، أي مقعد ارسلان ومقعد توافقي سيذهب لمروان خير الدين، ليصبح المجموع أربعة مقاعد، وهنا تتضح شراسة المعركة، أما الحفاظ على الستّة أو خسارة نصف تمثيل الطائفة، وعليه قد تدخل انتخابات 2022 التاريخ!

في الشوف يبدو حسم المشهد رقمياً من سابع المستحيلات، إذ أنّ توزّع الأرقام يشير الى أنّ المعركة بين النائب الحالي مروان حمادة والوزير السابق وئام وهّاب هي «على المنخار». يحسم البعض حصول وهاب على المقعد، ولكن تشير الوقائع الى أنّ معركة اليوم تختلف عن معركة 2018، لاعتبارات عدة. فعام 2018 فاجأ وهّاب خصومه وحلفاءه في آن، حيث كانوا يتوقّعون ألّا تتجاوز أصواته الـ4000 صوت، فيما حصل عند إقفال صناديق الاقتراع على 7340صوتًا، فيما نال حمادة 7266 صوتًا. لو تُعاد هذه الأرقام اليوم سيكون وهّاب نائبًا، كون لعبة الحواصل باتت مضمونة بتحالفه مع ارسلان و»التيار الوطني الحر».

ولكن، تبدو ماكينة «الحزب التقدمي الاشتراكي» متيّقظة هذه المرّة لوهّاب، مدركةً قوّته وواضعةً خطّة لإسقاطه، ولكن هل تنجح؟

بحسب المعلومات، فإنّ قرارًا اتخذه جنبلاط بحصر توزيع الأصوات الدرزية الفائضة وتوجيهها نحو مرشَحه مروان حمادة. في الوقت عينه، سيستفيد وهّاب بالطبع من الأصوات الشيعية التابعة لـ»حزب الله» في قرى اقليم الخروب، اضافةً الى رصيد سنّي يراكمه وهّاب خدماتيًا منذ عشر سنوات. يتوقّف الحسم هنا على ثلاثة عوامل أساسية، الأوّل قدرة «الاشتراكي» على ضبط توزيع الاصوات، الثاني هو تراجع شعبية حمادة في المنطقة، وثالثًا التزام «حزب الله» بالتجيير لمصلحة وهّاب.

امّا في بيروت، فضبابية المشهد سنّيًا تنطلق من ضبابية الساحة السنّية. «الاشتراكي» استنفر كل ماكينته الانتخابية، ويبدو أنّه استنهض مفاتيح انتخابية غابت في الاستحقاقين الاخيرين، حيث لم تكن هناك حاجة فعلية لها. اليوم، كل صوت هو مؤثّر، كون قيادة الحزب اختارت ترشيح النائب فيصل الصايغ على اللائحة المدعومة من الرئيس فؤاد السينورة، والتي حتى الساعة لا يمكن لأحد تقدير عدد اصواتها سنّيًا، لا سيما وأنّ عدداً من مسؤولي تيار»المستقبل» يدعمون بشكل مباشر لائحة رئيس نادي الانصار نبيل بدر. يراهن الاشتراكيون أن يصبّ الحاصل في صالح مرشّحهم، كون وصول لائحته الى الحاصل الاول لا يعني بالضرورة نجاح أي مرشّح سنّي، حيث سيكون بالطبع الصايغ هو المرشّح الدرزي الاوّل تفضيليًا في بيروت. هذا الامر مردّه إلى قرار «حزب الله» عدم منح المرشّح الدرزي على لائحته نسيب الجوهري اصواتًا تفضيلية، وذلك بسبب قرار يرجّح البعض أنّه صادر عن الرئيس نبيه بري. فهل يخدم الحاصل الصايغ؟

إن تمكّن «الحزب الاشتراكي» من تأمين الفوز بالمقعد السنّي الثاني في الشوف، والمقعد الدرزي في بيروت، يكون النائب السابق وليد جنبلاط قد تفوّق على قانون ضرب مختلف الأحزاب بمقتل، وإن خسر المقعدين يكون الجبل والدروز أمام مشهد جديد، يقول إنّ جنبلاط يحوز على نصف التمثيل الدرزي فقط لا غير. 15 أيّار يوم مفصلي للمختارة تحديدًا.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram