لا يمكن للمراقب أن يغفل بصمات هذا الرجل في منطقة تحتاج لكل شيء، ومنذ زمنٍ طويل ترك هذا الرجل بصمته الساطعة على محيطه القريب، وبعدما دخل المعترك النيابي توسعت دائرة البصمة لتشمل أوسع القطاعات.
منذ دخوله الندوة البرلمانية، أراد النائب فريد البستاني أن يكون لتمثيله النيابي بُعداً شاملاً لا يقف عند الحدود التشريعية التي يعمل على تفعيلها ضمن لجنة الاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط النيابية التي يرأسها، بل العمل على مشاريع انمائية متشعبة ضمن المنطقة التي يمثلها بقوة وكانت النتيجة كبيرة على المستوى الانمائي السياحي الزراعي الصحي وغيرها.
ورغم صعوبة العمل في بيئة متأججة بالأعباء والتعقيدات وتشابك المصالح السياسية وتنافرها، استطاع هذا الرجل كسر كل الحواجز بالمحبة والعطاء، ومن يقصد منطقة الشوف يلمس متغيرات كثيرة في البنى التحتية وكيفية مقاربتها وعلاجها بأقل الأضرار الممكنة.
من إنارة طريق الدامور – دير القمر الى مستشفى دير القمر الحكومي، هنا يلاحق ملفات القرى والبلدات بكل تفصيل ومساعدة الناس على تلبية حاجاتها، ولمؤسسة فريد البستاني الدور الكبير في هذا الانماء، كما للسياحة التي تتميز بها منطقة الشوف الدور الوافي له في تعزيزها وتثبيتها ووضعها على الخريطة الوطنية والعالمية، وواجهات محلات دير القمر المرممة من المؤسسة تتماهى مع الطابع التراثي لفن العمارة التي تمتاز به البلدة، هذا بالاضافة الى تأهيل بعض المعالم الاثرية في البلدة، شاهدة على بصماته.
هذا ولا ننسى مساهمة مؤسسة البستاني في توثيق وتصوير معالم هذه المنطقة للمساهمة في الحملات الترويجية للسياحة البيئية المستدامة.
أيضاً لم ينس النائب دور الزراعة خاصةً في قضاء الشوف وهي توازي أهمية السياحة، ولذلك عمد الى إنشاء مؤسسة "شوفيات" لتنشيط الزراعة والعمل على تشجيع المزارعين على الزراعات المفيدة تجاريا وكيفية الارتقاء بالانتاج الزراعي إلى الجودة العالية المطابقة للمواصفات العالمية والتي تسهل عملية التصدير إلى الاسواق الخارجية العربية منها والاوروبية.
بالاضافة الى تنظيم ندوات توعية حول فوائد عدد من المنتجات الزراعية والتقديمات المتعددة مثل توزيع الحصص من البذور للتشجيع على الزراعة والاكتفاء الغذائي.
"جمعية المعلم بطرس البستاني" التي أسسها النائب فريد البستاني، خصصت منح تعليمية جامعية لعدد من الطلاب المتخصصين في فكر المعلم بطرس البستاني، وعمد البستاني الى تأسيس تيار "لبنان المدني" مع مجموعة من المفكرين وأصحاب الرأي والكلمة. وهو تيار سياسي هدفه إرساء الدولة المدنية بكل مندرجاتها. ومواكبة لافكار هذا التيار تقدم البستاني باقتراح قانون للزواج المدني الاختياري الذي يعتبر الخطوة الاولى في بناء الدولة المدنية.
تواجده الدائم على رأس لجنة الاقتصاد النيابية لم يمنعه من متابعة اعمال اللجان الاخرى والمساهمة بتقديم مشاريع قوانين تساعد القطاعات، فهو الذي اقترح القانون المتعلق بإعفاء جميع الشركات الصناعية اللبنانية من الضريبة المتوجبة عليها لتشجيعها وتحفيزها دعما للصناعة اللبنانية وإقتراح قانون معجل مكرر لمنح التجار رسوم جمركية مخفضة لمدة محددة لمساعدتهم على إخراج بضائعهم من عنابر المرفأ مما يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية.
هذه عينة من المشاريع التي نفذها النائب فريد البستاني شخصياً وساهم بتقديم ولو الجزء اليسير من الحاجات، إنه نائب شعبي بكل ما للكلمة من معنى،
ولكن الأهم من كل ذلك يتلخص بكلمة واحدة: النائب الإيجابي
كيف ذلك
في كل ما ذكرنا آنفاً أمر يستحق الشكر والثناء، ولكن أن يترافق كل ذلك مع إصرار على الإيجابية المطلقة في مقاربة كل الملفات والقضايا، فتسمعه بالصوت الهادئ والمصطلحات المنتقاة بعناية ومد جسور التواصل مع كل القوى والقفز فوق الخلافات والتحديات.
يصعب أن ترى مثيلاً له من سياسيي البلد يعيش في منطقة متفجرة وهو قادرٌ بكل أريحية على استقطاب الجميع الى حيز الحوار والكلمة الطيبة بدلاً من التمترس خلف متاريس الحقد والطائفية والمناطقية،
هذا الرجل ميزة اقتصادية واجتماعية وحوارية لكل اللبنانيين، فيستحق هذا النموذج أن يأخذ فرصته ودوره كي نأمل بمستقبل ملؤه الحد الأدنى من العقلانية والواقعية، وكما يقول فريد البستاني: بالنهاية سنعيش مع بعضنا مهما اختلفنا
نسخ الرابط :