تتوالى التساؤلات حول ماهية الإنتخابات في الشوف، في ظل تعدّد مراكز القوى، وحيث يُنقل وفق مواكبين، بأن المعركة لن تكون سهلة بعدما أحجم تيار "المستقبل" عن المشاركة في هذا الإستحقاق، وبات إقليم الخروب مسرحاً لتجاذب القوى الحزبية والسياسية، بينما، وعلى خط اللوائح يظهر بوضوح أن اللائحتين الأساسيتين هما "التيار الوطني الحر" والحزب التقدمي الإشتراكي و"القوات اللبنانية"، إلى تحالف كل من الوزير السابق وئام وهاب والنائب طلال إرسلان.
وبحسب المواكبين، فإن الصراع الكبير سيكون على المقعد الدرزي الثاني في الشوف، حيث يسعى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لتأمين أصوات تفضيلية للنائب المستقيل مروان حماده، وهذه ستكون بمثابة معركته الأساسية، وبمعنى آخر هناك وضع مغاير عن المرحلة السابقة، بحيث أن جنبلاط يركّز على المقاعد الدرزية في كل الدوائر، ولا يولي الإهتمام المطلوب للمقاعد المسيحية، وتحديداً في الشوف، إذ يرى أن هناك حرباً إلغائية يخوضها "حزب الله" في مناطق نفوذه، في حين أن الوزير وهاب نجح في لملمة الصف الدرزي بفعل تواصله وجنبلاط والنائب طلال إرسلان، ما أدّى إلى حالة استقرار على الساحة الدرزية، وهذا ما يظهر جلياً على الرغم من حماوة الإنتخابات، لذلك، فإن وهاب الذي لعب دوراً بارزاً على صعيد التقارب الدرزي ـ الدرزي، والعمل مع جنبلاط على تحصين الجبل صحياً وحياتياً واجتماعياً بمعزل عن الخلافات والتباينات السياسية، يترقّب ما سيؤول إليه تحالفه وإرسلان بمعنى انضمام "التيار الوطني الحر" إلى هذا التحالف، وإن كان لكل لائحته.
أما على صعيد المقاعد المارونية في الشوف، فقد يكون فوز النائب جورج عدوان شبه محسوم، بينما هناك معركة على المقعدين المارونيين الآخرين، وهنا، ليس هناك من مشكلة على صعيد النائب فريد البستاني، باعتباره كان الأبرز من النواب الموارنة الذي شكّلوا حالة خدماتية وتواصلاً مع الناس، ولم يخرج من التكتل الذي ينضوي فيه كما فعل غيره، وهذا ما يقدّره مناصرو ومحازبو "التيار الوطني الحر".
أما الأنظار ستكون مشدودة شوفياً باتجاه إقليم الخروب، حيث هناك زحمة مرشّحين من الطائفة السنّية بمعنى لمن ستوزع الأصوات والقواعد الحريرية، والتي بحسب المواكبين، ستكون لمعظم القوى الأساسية والوجود التاريخي للحزب التقدمي الإشتراكي الذي سيعيد ترشيح النائب بلال عبدالله، في حين أن المعركة على المقعد السنّي الثاني ستكون مشتعلة بين الحزب التقدمي الإشتراكي و"التيار الوطني الحر" والمستقلين.
ويبقى أن أصوات "الثنائي الشيعي" ستكون للحلفاء بقرار من "حزب الله" وحركة "أمل"، أي ل"التيار الوطني الحر" والوزير وهاب، مع ترقّب موقف الرئيس نبيه بري تجاه صديقه وليد جنبلاط، أي أن السؤال المطروح، في هذا السياق، ما إذا كان سيخذل الرئيس بري زعيم المختارة هذه المرة بخلاف كل المراحل السابقة، بعدما كان إلى جانبه دائماً؟.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :