عندما لا يجد فرنجية ما يهاجم به قائد الجيش.. فيشهر سلاح الإلغاء

عندما لا يجد فرنجية ما يهاجم به قائد الجيش.. فيشهر سلاح الإلغاء

 

Telegram

 

أحمد الأيوبي

بلغته الحادة التي لامست الاستفزاز والخروج على لائق الخطاب، قارب رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية علاقته مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، فأشهر أسلوب الإلغاء والشطب والاستبعاد، وأصرّ على استخدام أساليبه المعهودة في تجاوز الحقائق وتشويه الوقائع، وتجاهل الإنجازات وعدم إعطاء الحقّ لأهله، ورفض الاعتراف بالفضل لأهله، وتضييع الحقوق الكبرى، وهذا ما برز في جوانب كثيرة من حديث “الزعيم الأخضر” ضمن برنامج “صار الوقت” مع الإعلامي مراسيل غانم، وخاصة في قضية جريمة تفجير مرفأ بيروت.

تاريخ من الكيد والإساءات

قال رئيس تيار المردة:”علاقتي بقائد الجيش ليست جيدة ولا سيئة “وكلّو سوا ما بيعنيلي”.

بالتأكيد لن تكون العلاقة جيدة إذا كان المطلوب نموذج من العلاقات الزبائنية التي اعتادتها أكثرية الطبقة السياسية، أما أن تكون العلاقة ليست سيئة، فلأن قائد الجيش يقوم بواجباته ويدرك كيف يدير العلاقة مع السياسيين على قاعدة المصلحة العامة، وهو ما لا يسمح بأي سوء في العلاقات إلاّ لمن يضع نفسه خارج هذا السياق.

لكنّ استخدام عبارات الإلغاء المعنوي في كلام فرنجية، يتحوّل إلى كيدٍ وإساءة غير مبرّرة وغير مفهومة سوى في إطار الاستهداف الشخصي. وهذا الأسلوب اعتاده فرنجية مع خصومه، من الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى البطريرك الراحل مانصرالله بطرس صفير، وسائر من تقتضي مصلحته أو مصالح محوره استهدافهم بأبشع الطرق والمصطلحات.

عندما يتحدث أهل الطبقة الفاسدة

يدرك سليمان فرنجية أنّ قائد الجيش لن ينجرّ إلى سجال سياسي معه، لذلك فإنه يستمرئ توجيه الإساءات وهو مطمئنٌ إلى أنّ العماد جوزاف عون لن ينحدر إلى مستوى سجالات عقيمة، لا تسمن ولا تغني من جوع، خاصة أنّ من يوجّه الانتقاد هو جزء من طبقة أفلست البلد وأوصلته إلى الانهيار، وكان ولا يزال جزءاً من منظومة الحكم الفاسدة التي تقاسمت وشرّعت كلّ الموبقات طوال سنوات السيطرة السورية وما بعدها..

عندما لا يجد فرنجية ما يهاجم به قائد الجيش

لم يجد فرنجية ما ينتقد به قائد الجيش، لأنّ العماد جوزاف عون تحصّن بسيرة ذاتية بيضاء لا يستطيع أحدٌ خدشها أو تشويهها، كما أحاط نفسه بفريقٍ نظيف، يتولى تطهير إدارة المؤسسة العسكرية من حشو السياسيين في مراحل سابقة، ويقوم بتقوية المناعة العسكرية من خلال الحفاظ على تماسك العسكر رغم تعاظم الصعوبات والأزمات. لذلك قال كلاماً لا معنى له، ويشبه الكلام الفارغ في السياسة وفي الشكل، فما معنى أنّ علاقته بقائد الجيش ليست جيدة وليست سيئة؟

سياسة الأبواب المفتوحة

في الأساس، يفتح العماد جوزاف عون أبواب مكتبه للجميع بدون استثناء، وربما هذا ما يزعج البعض الذين اعتقدوا أنّه باستطاتهم التحكّم بأبواب هذا المكتب، لكنهم كانوا مخطئين، وبالتالي، فإنّ السياسيين هم الذين يحدِّدون موقعهم وموقفهم، ويقرّرون المسافة التي يقفون فيها من قيادة الجيش، التي تبقى رمز وحدة الوطن، وليس ذنبها أنّ البعض يعجز عن التعامل مع هذا الواقع.

إلغاء سياسي وحسابات رئاسية خاطئة

كان أبرز وأوقح ما جاء في كلام فرنجية أنّه يريد إلغاء قائد الجيش من المعادلة، فقط على خلفية الملفّ الرئاسي، وهذه قضية نعتقد أنّ على البيك أن يراجع حساباته فيها بشكل دقيق. فمشكلته ليست مع جوزاف عون، بل مع حلفائه، وخاصة “حزب الله” الذي يبدو أنّه تخلى عن التزامه السابق معه في الرئاسة، وعاد ليقول بأنّ للاستحقاق ظروفه في حينه، وهناك نتائج الانتخابات التي سيكون لها تأثيرها في القرار.

الحقيقة الصارخة في وجه الافتراءات

يمتلك سليمان فرنجية القدرة على كشف الملفات إن وُجدت، لكنّه يدرك أنّه كان سيفتح عليه أبواباً تسوؤه لو أنّه فتحها. فالواقع يتحدث عن إنجازات أكبر من أن تُحصر أو تُعَدّ في سياق الجهود التي قادها العماد جوزاف عون لتأمين صمود الجيش، من خلال الاتصالاته وجولاته العربية والدولية، بعد أن قالت له سلطة، يعتبر سليمان فرنجية أحد أركانها: إذهب أنت وربك فقاتِلا إنّا هاهنا قاعدون.

أما نجاح العماد عون في إدارة حفظ الأمن والتصدي للملفات المتفجرة من حادثة خلدة إلى عين الرمانة، وليس انتهاءاً بإخماد الكثير من أسباب الاضطرابات الداخلية، وتنفيس الاحتقان واحتواء مصادر الإرهاب، فضلاً عن المساهمة في تخفيف أزمات الطاقة بتقديم جزء من احتياط المحروقات لصالح الناس في مختلف المناطق، وتوفير الإغاثة حيث أمكن للمناطق الشعبية.

ربما لا تكون هذه الجهود من أولويات النائب فرنجية وفريقه، لكنّها بالتأكيد من أولويات اللبنانيين الذين لم يعودوا يثقون إلاّ بالمؤسسة العسكرية وبقيادتها، التي قالت للسياسيين قوموا بواجباتكم تجاه الناس فالبلد ينهار، بيد أنّ واقع الحال يقول: لقد أسمعتَ لو ناديت حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي.

صلاحيات الترسيم للسلطة السياسية

حاول فرنجية توريط الجيش في صفقة ترسيم الحدود التي يقودها الثنائي الشيعي عملياً، بينما يلعب فيها الرئيس ميشال عون دوراً حيوياً، فيما الحقيقة هي أنّ الجيش أنجز مهمته الوطنية في وضع الخرائط وفي تقديم كل ما هو مطلوب للسلطة السياسية التي يقع في يدها حصراً اتخاذ القرار، لكنّ على فرنجية هنا أن يجيب عن أسئلة كبرى، أهمها:

ــ أنّه يؤكد أنّه والرئيس عون والنائب جبران باسيل في خط استراتيجي واحد، وهو يقول إنه متمسك بحقوق لبنان في الترسيم، فكيف سيكون موقفه مع الاستمرار في اعتماد الخط 29 بدل الخط 32 من الذين يقف معه في الخط الاستراتيجي نفسه؟

ــ ماذا سيكون موقفه من “حزب الله” إذا غطى هذا التنازل ووافق عليه، وقد كان ورد كلام في إطلالة الأمين العام للحزب حسن نصرالله عن استعداده للقبول بالتوقيع على عقود التنقيب عن النفط مع شركات أميركية؟

خلاصة القول للفاسدين: أنتم لا تعنون للناس شيئاً

يعمل العماد جوزاف عون قائداً للجيش، فيقوم بواجباته ويتصدى للمسؤوليات الجسام الملقاة على كاهله مع القيادة، وقد أثبت الجدارة والكفاءة وتصرّف بمسؤولية عالية وبوطنية صادقة، وبتواضع حبّب به المخلصين، وأقدم بشجاعة في جميع الميادين، فاستحقّ الرئاسة قبل الكرسيّ، واستحقّ الريادة بالإنجازات وبالحفاظ على وحدة وطن لا يبقيه متماسكاً إلاّ إرادة أبنائه في العيش معاً، وتماسك مؤسسة عسكرية بصمودها سيبقى لبنان وينتصر!

وأفضل ما يمكن الردّ به على على فرنجية وشركائه أنّكم أنتم لا تعنون للبنانيين شيئاً، بل إنّ الشعب يراكم سبب كوارثه ومآسيه، ومن كان في هذا الموقف، لا يحقّ له التنظير على الناس في السياسة والأمن والوطنيات.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram