افتتاحيات الصحف ليوم الإثنين 19 تشرين الأول 2020

افتتاحيات الصحف ليوم الإثنين 19 تشرين الأول 2020

 

Telegram

 

 

افتتاحية صحيفة البناء :

 

ثلاثة أيّام فرنسيّة للاتصالات والعودة الى ‏النسخة الأولى للمبادرة قبل استحقاق ‏الخميس بعبدا ستتوقف بعد التكليف أمام تمثيل الطوائ ف بصورة عادلة في التأليف هل ‏يحمل إبراهيم من واشنطن وباريس كلمة سرّ لحكومة تكنوسياسيّة؟

 

 من‎ ‎دون‎ ‎حل‎ ‎معضلة‎ ‎العلاقة‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎والمرشح‎ ‎الأوحد‎ ‎لرئاسة‎ ‎الحكومة‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري،‎ ‎لا‎ ‎حكومة،‎ ‎سواء‎ ‎تم‎ ‎التكليف‎ ‎للحريري‎ ‎أم‎ ‎تم‎ ‎تأجيل‎ ‎الاستشارات‎ ‎مجدداً،‎ ‎فإذا‎ ‎العلاقة‎ ‎بين‎ ‎الحريري‎ ‎والتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎التي‎ ‎تشكل‎ ‎موضوع‎ ‎أزمة‎ ‎يمكن‎ ‎تخطيها‎ ‎في‎ ‎محطة‎ ‎تكليف‎ ‎الحريري‎. ‎فالعلاقة‎ ‎بين‎ ‎عون‎ ‎والحريري‎ ‎ستبقى‎ ‎موضوع‎ ‎أزمة‎ ‎غير‎ ‎قابلة‎ ‎للحل‎ ‎في‎ ‎محطة‎ ‎التأليف،‎ ‎هذه‎ ‎هي‎ ‎المعادلة‎ ‎التي‎ ‎رسمتها‎ ‎مصادر‎ ‎تتابع‎ ‎ملف‎ ‎الاتصالات‎ ‎الحكومية‎ ‎للقول‎ ‎إن‎ ‎الأمر‎ ‎لن‎ ‎يستقيم‎ ‎باتجاه‎ ‎حلحلة‎ ‎يريدها‎ ‎اللبنانيون،‎ ‎ولا‎ ‎يحققها‎ ‎انتهاء‎ ‎يوم‎ ‎الخميس‎ ‎بتسمية‎ ‎الحريري‎ ‎إن‎ ‎لم‎ ‎تتحقق‎ ‎تفاهمات‎ ‎تسيق‎ ‎التسمية‎ ‎وتضمن‎ ‎ولادة‎ ‎سلسة‎ ‎للحكومة‎ ‎الجديدة‎.‎


على‎ ‎خط‎ ‎بعبدا‎ -‎‎ ‎الرابية‎ ‎من‎ ‎جهة،‎ ‎وبيت‎ ‎الوسط‎ ‎من‎ ‎جهة‎ ‎مقابلة،‎ ‎وصلت‎ ‎المساعي‎ ‎التي‎ ‎بذلها‎ ‎بعض‎ ‎الوسطاء‎ ‎الى‎ ‎طريق‎ ‎مسدود،‎ ‎لكن‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎المتمسك‎ ‎بتسمية‎ ‎الحريري‎ ‎لم‎ ‎يشغل‎ ‎محركات‎ ‎وساطته‎ ‎بعد،‎ ‎وباريس‎ ‎لم‎ ‎تضع‎ ‎ثقلها‎ ‎لتذليل‎ ‎العقبات‎ ‎التي‎ ‎تنتج‎ ‎عن‎ ‎إصرار‎ ‎الحريري‎ ‎على‎ ‎تسميته‎ ‎قبل‎ ‎إنجاز‎ ‎تفاهم‎ ‎سياسي‎ ‎على‎ ‎حكومة‎ ‎يترأسها‎ ‎سياسي‎ ‎مهما‎ ‎كانت‎ ‎تسميتها،‎ ‎واستعداده‎ ‎لطمأنة‎ ‎فرقاء‎ ‎سياسيين‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎فرقاء‎ ‎آخرين‎ ‎الى‎ ‎مستقبل‎ ‎مشاركتهم‎ ‎في‎ ‎مسار‎ ‎التأليف،‎ ‎ما‎ ‎جعل‎ ‎التسمية‎ ‎تصطدم‎ ‎بحاجز‎ ‎بعبدا‎ - ‎الرابية‎.‎
مع‎ ‎مطلع‎ ‎الأسبوع‎ ‎تقول‎ ‎المصادر،‎ ‎تبدأ‎ ‎ثلاثة‎ ‎ايام‎ ‎فرنسية‎ ‎للاتصالات‎ ‎المكثفة،‎ ‎لإنجاح‎ ‎مسعى‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎تستوحي‎ ‎النسخة‎ ‎الأولى‎ ‎من‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎التي‎ ‎كان‎ ‎الحريري‎ ‎مرشحاً‎ ‎لرئاسة‎ ‎الحكومة‎ ‎مكتوباً‎ ‎بين‎ ‎سطورها،‎ ‎وتعدلت‎ ‎بنسختها‎ ‎الثانية‎ ‎كحكومة‎ ‎اختصاصيين‎ ‎برئاسة‎ ‎غير‎ ‎سياسي،‎ ‎مع‎ ‎تسمية‎ ‎السفير‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎.‎


الخيارات‎ ‎المتاحة‎ ‎وفقاً‎ ‎للمصادر،‎ ‎مع‎ ‎تراجع‎ ‎فرص‎ ‎تأجيل‎ ‎جديد،‎ ‎أن‎ ‎تنجح‎ ‎الاتصالات‎ ‎الخارجية‎ ‎والداخلية‎ ‎بتذليل‎ ‎العقد،‎ ‎فتكون‎ ‎تسمية‎ ‎الحريري‎ ‎مدخلاً‎ ‎لإقلاع‎ ‎مسار‎ ‎التأليف،‎ ‎أو‎ ‎أن‎ ‎تبقى‎ ‎الأمور‎ ‎على‎ ‎حالها،‎ ‎فتنتقل‎ ‎الأزمة‎ ‎من‎ ‎التكليف‎ ‎إلى‎ ‎التأليف،‎ ‎حيث‎ ‎لا‎ ‎ولادة‎ ‎لحكومة‎ ‎لا‎ ‎يوقع‎ ‎مرسومها‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الذي‎ ‎كرّسه‎ ‎الدستور‎ ‎شريكاً‎ ‎كاملاً‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎من‎ ‎جهة،‎ ‎ومسؤولا‎ ‎عن‎ ‎تفحّص‎ ‎عدالة‎ ‎تمثيل‎ ‎الطوائف‎ ‎فيها‎ ‎وفقاً‎ ‎لمعيار‎ ‎واحد،‎ ‎انطلاقاً‎ ‎من‎ ‎مسؤوليته‎ ‎عن‎ ‎السهر‎ ‎على‎ ‎احترام‎ ‎الدستور،‎ ‎وقد‎ ‎ورد‎ ‎في‎ ‎المادة‎ 95 ‎نص‎ ‎صريح‎ ‎عن‎ ‎تمثيل‎ ‎الطوائف‎ ‎بصورة‎ ‎عادلة‎ ‎في‎ ‎الحكومة،‎ ‎ما‎ ‎يعني‎ ‎أنه‎ ‎إذا‎ ‎منحت‎ ‎كتل‎ ‎نيابية‎ ‎حق‎ ‎اختيار‎ ‎الوزراء‎ ‎المنتمين‎ ‎إلى‎ ‎طوائفها‎ ‎وحرمت‎ ‎كتل‎ ‎أخرى‎ ‎من‎ ‎فعل‎ ‎المثل،‎ ‎فهذا‎ ‎يعني‎ ‎سقوط‎ ‎عدالة‎ ‎التمثيل‎ ‎بين‎ ‎الطوائف،‎ ‎وبالتالي‎ ‎حجب‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎لتوقيعه‎ ‎عن‎ ‎صيغة‎ ‎حكومة‎ ‎يجدها‎ ‎مخالفة‎ ‎للدستور‎ ‎وفقاً‎ ‎للنص‎ ‎الصريح‎.‎


المصادر‎ ‎تنتظر‎ ‎ما‎ ‎سيحمله‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم‎ ‎إلى‎ ‎بيروت‎ ‎بعد‎ ‎زيارته‎ ‎واشنطن‎ ‎ومروره‎ ‎بباريس‎ ‎في‎ ‎طريق‎ ‎العودة،‎ ‎وما‎ ‎يبدو‎ ‎من‎ ‎مناخات‎ ‎تفاؤلية‎ ‎يحملها‎ ‎كما‎ ‎تقول‎ ‎تصريحاته‎ ‎من‎ ‎واشنطن،‎ ‎وما‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎سيحمل‎ ‎معه‎ ‎كلمة‎ ‎سر‎ ‎أميركية‎ ‎فرنسية‎ ‎للانتقال‎ ‎إلى‎ ‎حكومة‎ ‎تكنوسياسية‎ ‎تبدو‎ ‎نقطة‎ ‎التقاطع‎ ‎الممكنة‎ ‎للخروج‎ ‎من‎ ‎الأزمة‎.‎


يستمر‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم‎ ‎في‎ ‎جولته‎ ‎في‎ ‎الولايات‎ ‎المتحدة‎ ‎الأميركية‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎ينتقل‎ ‎بعدها‎ ‎الى‎ ‎فرنسا‎ ‎للقاء‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎المسؤولين‎ ‎الفرنسيين،‎ ‎ويعود‎ ‎الى‎ ‎بيروت‎ ‎قبل‎ ‎خميس‎ ‎الاستشارات‎ ‎الذي‎ ‎تؤكد‎ ‎مصادر‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أنها‎ ‎لن‎ ‎تؤجل‎ ‎وأنها‎ ‎في‎ ‎موعدها‎ ‎حتى‎ ‎الساعة،‎ ‎وألمحت‎ ‎المصادر‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎الاتصالات‎ ‎لم‎ ‎تنجح‎ ‎في‎ ‎تذليل‎ ‎العقد‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎ميرنا‎ ‎الشالوحي‎ -‎‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎حتى‎ ‎الساعة،‎ ‎مشيرة‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎الاتصالات‎ ‎المحلية‎ ‎في‎ ‎عطلة‎ ‎الأسبوع‎ ‎كانت‎ ‎الى‎ ‎حد‎ ‎ما‎ ‎مجمّدة،‎ ‎لكنها‎ ‎ربما‎ ‎تعود‎ ‎اليوم‎ ‎مع‎ ‎مطلع‎ ‎هذا‎ ‎الاسبوع،‎ ‎معتبرة‎ ‎أن‎ ‎توجّه‎ ‎الحريري‎ ‎الراهن‎ ‎مرده‎ ‎عطفاً‎ ‎على‎ ‎التأييد‎ ‎الفرنسي‎ ‎له،‎ ‎عدم‎ ‎الممانعة‎ ‎السعودية‎ ‎والأميركية‎. ‎ورأت‎ ‎المصادر‎ ‎ان‎ ‎التوجه‎ ‎الراهن‎ ‎نحو‎ ‎إجراء‎ ‎التكليف‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎يبنى‎ ‎على‎ ‎الشيء‎ ‎مقتضاه‎ ‎في‎ ‎ملف‎ ‎التأليف‎ ‎الذي‎ ‎يقع‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎لجهة‎ ‎إجراء‎ ‎الاتصالات‎ ‎مع‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎ان‎ ‎الامور‎ ‎بين‎ ‎الحريري‎ ‎والمكونات‎ ‎الأساسية‎ ‎ليست‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎يرام‎.‎


وأكّد‎ ‎اللواء‎ ‎إبراهيم،‎ ‎أن‎ "‎وكيل‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎لشؤون‎ ‎الشرق‎ ‎الأدنى‎ ‎ديفيد‎ ‎هيل‎ ‎يؤيد‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎بأسرع‎ ‎وقت‎ ‎ممكن،‎ ‎ويؤيد‎ ‎تقديم‎ ‎مساعدات‎ ‎إلى‎ ‎لبنان‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎تبقى‎ ‎مشروطة‎ ‎بالإصلاحات‎ ‎المطلوبة‎"‎،‎ ‎وصولاً‎ ‎الى‎ ‎المساعدات‎ ‎التي‎ ‎ستأتي‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎ ‎بعد‎ ‎هذه‎ ‎الإصلاحات‎ ‎نتيجة‎ "‎سيدر‎". ‎وقال‎ ‎إبراهيم‎ ‎في‎ ‎تصريح‎ ‎السبت‎: ‎‎"‎ما‎ ‎تطرقنا‎ ‎إليه‎ ‎هو‎ ‎تأكيد‎ ‎الإدارة‎ ‎الأميركية‎ ‎على‎ ‎أي‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎أو‎ ‎حكومة‎ ‎قادرة‎ ‎أن‎ ‎تقوم‎ ‎بالإصلاحات‎ ‎المطلوبة،‎ ‎ولم‎ ‎ندخل‎ ‎بالأسماء‎ ‎وأنا‎ ‎لست‎ ‎بموقع‎ ‎مناقشة‎ ‎الأسماء‎ ‎مع‎ ‎الادارة‎ ‎الأميركية‎". ‎وحول‎ ‎الموقف‎ ‎الأميركي‎ ‎المعارض‎ ‎لمشاركة‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎في‎ ‎الحكومة،‎ ‎أكد‎ ‎أنه‎ "‎لم‎ ‎يتم‎ ‎التناقش‎ ‎مع‎ ‎هيل‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الموضوع،‎ ‎وهذا‎ ‎الأمر‎ ‎سيادي‎ ‎وتقرّره‎ ‎السياسة‎ ‎اللبنانية‎". ‎وأشار‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ "‎الضمانة‎ ‎للاستقرار‎ ‎الأمني‎ ‎هو‎ ‎الاستقرار‎ ‎السياسي،‎ ‎وللأسف‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎هذا‎ ‎الاستقرار‎ ‎السياسي‎ ‎غير‎ ‎متوفر،‎ ‎والدليل‎ ‎عدم‎ ‎القدرة‎ ‎على‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎".‎


في‎ ‎هذا‎ ‎الوقت‎ ‎ترى‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎ان‎ ‎الامور‎ ‎لم‎ ‎تصل‎ ‎الى‎ ‎حد‎ ‎التفاهم‎ ‎على‎ ‎التأليف‎ ‎بعد،‎ ‎حيث‎ ‎الصراع‎ ‎هو‎ ‎على‎ ‎التأليف‎ ‎بين‎ ‎الحريري‎ ‎وباسيل،‎ ‎إذ‎ ‎يتهم‎ ‎الحريري‎ ‎باسيل‎ ‎بمحاولة‎ ‎وضع‎ ‎يده‎ ‎على‎ ‎التأليف‎ ‎مقابل‎ ‎اتهام‎ ‎باسيل‎ ‎للحريري‎ ‎بالمثل‎. ‎الأمر‎ ‎الذي‎ ‎قد‎ ‎يؤخر‎ ‎التأليف‎ ‎إذا‎ ‎بقيت‎ ‎الأمور‎ ‎على‎ ‎هذا‎ ‎المنوال‎. ‎مع‎ ‎الإشارة‎ ‎هنا‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎مصادر‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎تشير‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎توجه‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎حسم‎ ‎بعدم‎ ‎تسمية‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎يوم‎ ‎الاستشارات‎ ‎الخميس،‎ ‎قائلة‎ ‎إن‎ ‎التكتل‎ ‎لن‎ ‎يكون‎ ‎مع‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎طروحاته‎ ‎الراهنة‎ ‎على‎ ‎الإطلاق‎ ‎والأمر‎ ‎محسوم‎ ‎لدينا،‎ ‎ملمّحة‎ ‎في‎ ‎الوقت‎ ‎عينه‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎التكتل‎ ‎قد‎ ‎يمنح‎ ‎الثقة‎ ‎للحكومة‎ ‎عندما‎ ‎تتشكل‎.‎


وليس‎ ‎بعيداً‎ ‎اعتبرت‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎ان‎ ‎الثنائي‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎من‎ ‎جهته‎ ‎متمسكاً‎ ‎بموقفه‎ ‎من‎ ‎تسمية‎ ‎الوزراء‎ ‎الشيعة‎ ‎وبحقيبة‎ ‎المال،‎ ‎لكن‎ ‎المصادر‎ ‎نفسها‎ ‎تشير‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وحركة‎ ‎امل‎ ‎لم‎ ‎يقطعا‎ ‎التواصل‎ ‎والتشاور‎ ‎مع‎ ‎الحريري‎ ‎وهذا‎ ‎يشكل‎ ‎خرقاً‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الاطار،‎ ‎بخاصة‎ ‎أن‎ ‎النائب‎ ‎محمد‎ ‎رعد‎ ‎كان‎ ‎أبلغ‎ ‎النائب‎ ‎بهية‎ ‎الحريري‎ ‎التي‎ ‎زارته‎ ‎ما‎ ‎أبلغه‎ ‎حرفياً‎ ‎للرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎ايمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎لجهة‎ ‎التمسك‎ ‎بـ‎ 90 ‎في‎ ‎المئة‎ ‎من‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية،‎ ‎بخاصة‎ ‎أن‎ ‎الاولوية‎ ‎اليوم‎ ‎هي‎ ‎لمعالجة‎ ‎الازمة‎ ‎الاقتصادية‎ ‎ما‎ ‎يتطلب‎ ‎التواصل‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎التفاهم‎ ‎لإنقاذ‎ ‎البلد‎.‎
وأبدى‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎لموقع‎ "‎الانتشار‎" ‎‎"‎تفاؤلاً‎ ‎بأن‎ ‎يحمل‎ ‎الاسبوع‎ ‎الطالع‎ ‎ابتداءً‎ ‎من‎ ‎اليوم‎ ‎أخبارًا‎ ‎من‎ ‎شأنها‎ ‎أن‎ ‎تطمئن‎ ‎اللبنانيين‎ ‎على‎ ‎صعيد‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎". ‎في‎ ‎وقت‎ ‎شددت‎ ‎مصادر‎ ‎كتلة‎ ‎التحرير‎ ‎والتنمية‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎على‎ ‎أن‎ ‎تأجيل‎ ‎الاستشارات‎ ‎لم‎ ‎يعد‎ ‎يجوز‎. ‎فالوضع‎ ‎لا‎ ‎يحتمل‎ ‎التأجيل‎ ‎انما‎ ‎يستوجب‎ ‎من‎ ‎الجميع‎ ‎المسارعة‎ ‎في‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎فاعلة‎ ‎تنقذ‎ ‎ما‎ ‎يمكن‎ ‎إنقاذه‎ ‎وتقارب‎ ‎حل‎ ‎الأزمات‎ ‎المعيشية‎ ‎والاقتصادية‎ ‎وتنفذ‎ ‎الإصلاحات‎ ‎المطلوبة،‎ ‎داعية‎ ‎الى‎ ‎الاحتكام‎ ‎الى‎ ‎الدستور‎.‎
وقال‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎ ‎في‎ ‎قداس‎ ‎الأحد‎ ‎في‎ ‎الصرح‎ ‎البطريركي‎ ‎في‎ ‎بكركي‎: ‎‎"‎مَن‎ ‎منكم،‎ ‎أيّها‎ ‎المسؤولون‎ ‎والسياسيّون،‎ ‎يملِكُ‎ ‎تَرفَ‎ ‎الوقتِ‎ ‎لكي‎ ‎تؤخِّروا‎ ‎الاستشاراتِ‎ ‎النيابيّةَ‎ ‎وتأليف‎ ‎الحكومة؟‎ ‎مَن‎ ‎منكم‎ ‎يَملِكُ‎ ‎صلاحيّةَ‎ ‎اللَعبِ‎ ‎بالدستورِ‎ ‎والميثاقِ‎ ‎ووثيقة‎ ‎الطائف‎ ‎والنظامِ‎ ‎وحياةِ‎ ‎الوطن‎ ‎والشعب؟‎ ‎ارفَعوا‎ ‎أياديَكم‎ ‎عن‎ ‎الحكومةِ‎ ‎وافرِجوا‎ ‎عنها‎. ‎فأنتم‎ ‎مسؤولون‎ ‎عن‎ ‎جُرم‎ ‎رمي‎ ‎البلاد‎ ‎في‎ ‎حالة‎ ‎الشلل‎ ‎الكامل،‎ ‎بالإضافة‎ ‎إلى‎ ‎ما‎ ‎يفعل‎ ‎وباء‎ ‎كورونا‎".‎


وبينما‎ ‎تشهد‎ ‎مختلف‎ ‎المناطق‎ ‎والبلدات‎ ‎اللبنانية‎ ‎ارتفاعاً‎ ‎مقلقاً‎ ‎في‎ ‎عدد‎ ‎الإصابات،‎ ‎أصدر‎ ‎وزير‎ ‎الداخلية‎ ‎والبلديات‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎العميد‎ ‎محمد‎ ‎فهمي‎ ‎تعميماً‎ ‎يتعلق‎ ‎باستمرار‎ ‎إقفال‎ ‎بعض‎ ‎القرى‎ ‎والبلدات‎ ‎بسبب‎ ‎ارتفاع‎ ‎اصابات‎ ‎كورونا‎ ‎فيها‎ ‎والتي‎ ‎انخفضت‎ ‎الى‎ 79 ‎بلدة‎ ‎أعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎في‎ ‎تقريرها‎ ‎اليومي،‎ "‎تسجيل‎ 1002 ‎حالة‎ ‎جديدة‎ ‎مُصابة‎ ‎بفيروس‎ "‎كورونا‎" ‎المستجد‎ (‎كوفيد‎19) ‎خلال‎ ‎الساعات‎ ‎الـ‎24 ‎الماضية،‎ ‎ليرتفع‎ ‎العدد‎ ‎التراكمي‎ ‎للإصابات‎ ‎منذ‎ 21 ‎شباط‎ ‎الماضي‎ ‎إلى‎ 61949 ‎حالة‎"‎،‎ ‎مشيرةً‎ ‎إلى‎ ‎أنّه‎ "‎تمّ‎ ‎تسجيل‎ 3 ‎حالات‎ ‎وفاة‎ ‎جديدة‎ ‎خلال‎ ‎الساعات‎ ‎الـ‎24 ‎الماضية،‎ ‎ليرتفع‎ ‎العدد‎ ‎الإجمالي‎ ‎للوفيات‎ ‎إلى‎ 520".‎


وأوضح‎ ‎مستشار‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎ادمون‎ ‎عبود،‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ "‎اللقاح‎ ‎ضد‎ ‎فيروس‎ ‎كورونا‏‎ ‎المستجد‎ ‎ذو‎ ‎أهمية‎ ‎قصوى،‎ ‎لأنه‎ ‎الحل‎ ‎للوصول‎ ‎للمناعة‎ ‎المجتمعية‎"‎،‎ ‎وأعلن‎ ‎عبود‎ ‎أننا‎ "‎في‎ ‎الوزارة‎ ‎نستطيع‎ ‎تأمين‎ ‎اللقاح‎ ‎لـ‎20% ‎من‎ ‎اللبنانيين‎ ‎وسيعطى‎ ‎الأولوية‎ ‎للمعرضين‎ ‎للإصابة‎ ‎بشكل‎ ‎أكبر‎ ‎من‎ ‎غيرهم‎"‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أن‎ ‎الوزارة‎ "‎تواصلت‎ ‎مع‎ ‎الشركة‎ ‎المصنعة‎ ‎للقاح‎ ‎ومع‎ ‎السفارة‎ ‎الروسية‎ ‎بهذا‎ ‎الصدد،‎ ‎و‏البنك‎ ‎الدولي‎ ‎أبدى‎ ‎موافقة‎ ‎مبدئية‎ ‎على‎ ‎تمويل‎ ‎اللقاحات‎ ‎فور‎ ‎تأكيد‎ ‎صحتها‎".‎


أمنياً،‎ ‎أوقف‎ ‎الأمن‎ ‎العام‎ ‎شبكة‎ ‎تنشط‎ ‎بتهريب‎ ‎أشخاص‎ ‎لبنانيين‎ ‎وفلسطينيين‎ ‎الى‎ ‎أوروبا‎ ‎وتحديداً‎ ‎الى‎ ‎اسبانيا‎ ‎بحسب‎ ‎الوكالة‎ ‎الوطنية‎ ‎للإعلام‎. ‎ويعمل‎ ‎أفراد‎ ‎من‎ ‎الشبكة‎ ‎في‎ ‎مراكز‎ ‎مختلفة‎ ‎في‎ ‎مطار‎ ‎بيروت،‎ ‎منهم‎ ‎وكيل‎ ‎إحدى‎ ‎الطائرات‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎تهرّبهم‎ ‎ومدير‎ ‎العمليات‎ ‎في‎ ‎إحدى‎ ‎شركات‎ ‎الخدمات‎ ‎الأرضيّة‎ ‎وموظف‎ ‎في‎ ‎مبنى‎ ‎الطيران‎ ‎الخاص‎. ‎وفي‎ ‎أثناء‎ ‎التحقيق‎ ‎معهم،‎ ‎اعترفوا‎ ‎بقيامهم‎ ‎بعمليات‎ ‎التهريب،‎ ‎وأحيلوا‎ ‎على‎ ‎النيابة‎ ‎العامة،‎ ‎بناء‎ ‎على‎ ‎إشارة‎ ‎القضاء‎ ‎المختص‎.‎

 

*************************************************************

 افتتاحية صحيفة الأخبار :

 

حزب الله للحريري: لا موافقة مسبقة على شروط صندوق النقد

 

يزداد سعد الحريري ثقة بأن تأجيل الاستشارات النيابية لن يسهم سوى في ‏تأخير تكليف تأليف الحكومة أسبوعاً واحداً. كل المعطيات تصب في صالح ‏تكليفه، بعدما لم يتمكن معارضوه من فرض أي خيار بديل. لكن إنجاز ‏التكليف لن يعني أن التأليف سيكون سهلاً. ذلك حساباته مختلفة، ورئيس ‏الجمهورية لن يسمح بكسر جبران باسيل مرتين، كما لن يسمح حزب الله ‏في إطلاق يدي الحريري لوضع برنامج الحكومة بما يناسبه


إذا لم يطرأ أي جديد، فإن سعد الحريري سيكون يوم الخميس في 22 تشرين الأول 2020 رئيساً مكلفاً بتأليف ‏الحكومة، بعدما غادر "موقعه الطبيعي"، كما قال، في 29 تشرين الأول 2019. عام مضى على الانتفاضة وعلى ‏الاستقالة التي حاول الحريري بيعها للمنتفضين، قبل أن يعود بعد عام، على أنقاض الانتفاضة والليرة والاقتصاد ‏والمرفأ، من دون أن يدّعي هذه المرة أنه أحد أحصنة "الثورة" كما فعل عندما رحل. هو عائد لتثبيت موقعه في ‏السلطة، التي أسهمت في خراب البلد. لكنه هذه المرة يحمل ما يراه "وصفة الخلاص"، التي كتبتها فرنسا، ووافق ‏عليها كل الأطراف‎.


بعد يومين من تأجيل الاستشارات النيابية، علّ التأجيل يعيد خلط أوراق التكليف، كما كان يأمل التيار الوطني ‏الحر، تبيّن سريعاً أن الأمور لم تتغير. "القوات" كانت تمنّي النفس بالنتيجة نفسها أيضاً. وبحسب المعلومات، فقد ‏رفضت في ليلة تأجيل الاستشارات الخروج ببيان تسعى فيه إلى إحراج جبران باسيل من خلال التأكيد أنها ‏ترفض التأجيل. ما رجّح هذه الخطوة كان الرهان على اعتذار الحريري. لكن سرعان ما أبدى الأخير تمسكه ‏بترشيحه، واثقاً من أنه الفرصة الأخيرة لإطلاق مسار الدعم الدولي، الذي قد يوقف الانحدار نحو الهاوية‎.


بدوره، حسم التيار الوطني الحر موقفه باكراً، مؤكداً أنه لن يغيّر رأيه من الاستشارات. وهو لن يسمّي الحريري، ‏حتى لو اتصل بباسيل أو لم يتصل. مع ذلك، تؤكد مصادر متابعة أن باسيل لم يستسلم بعد. مصادر متابعة تشير ‏إلى أنه يسعى خلال الأيام الفاصلة عن موعد الاستشارات، الذي صار صعباً على رئاسة الجمهورية تحمّل تبعات ‏تأجيله مجدداً، إلى إقناع حلفائه بقطع الطريق على الحريري، وتسمية جواد عدرا أو جمال كبي لتأليف الحكومة. ‏حزب الله يرفض السير بخيار كهذا. يدرك سلفاً أنه سيكون محكوماً بالفشل، أسوة بتجربة حكومة حسان دياب، ‏التي لم تستطع جمع الداخل ولا كسب دعم الخارج. ولذلك يدرك الحزب أن التفاهم مع الحريري قد يكون الخيار ‏الأفضل في هذه المرحلة، من دون أن يعني ذلك أنه حسم أمره بتسميته في الاستشارات. أما الحريري، فيدرك ‏سلفاً أن الحزب لن يعرقل عمله، كما يدرك أن الأكثرية النيابية مضمونة له، مع حصوله على أصوات كتلته، ‏إضافة إلى أصوات كتل: التنمية والتحرير، اللقاء الديموقراطي، اللقاء التشاوري، المردة، الطاشناق (أعلن النائب ‏أغوب بقرادونيان أن الحزب سيتخذ قراره غداً ولن يكون بالضرورة متوافقاً مع موقف تكتل لبنان القوي)، إضافة ‏إلى نواب مستقلين‎.


السير بالاستشارات وتكليف رئيس الجمهورية لسعد الحريري بتأليف الحكومة سيكونان تجاوزاً لمعضلة أولى. ‏التأليف بحسب كل المعطيات لم يكون سهلاً. رئيس الجمهورية، الذي يملك التوقيع الثاني على التشكيلة، سيسعى ‏إلى تعويض ما خسره التيار الوطني الحر من رصيده في مفاوضات التكليف. وحتى إذا أعلن التيار أنه سيكون ‏خارج الحكومة، فإن أحداً لا يشك في أن باسيل ستكون له اليد الطولى في اختيار الوزراء الاختصاصيين من ‏الطائفة المسيحية، وإن اعتبر هؤلاء من حصة رئيس الجمهورية‎.‎

ثنائي حركة أمل وحزب الله لن يكون معرقلاً للتأليف. الاتفاق بشأن الحصة الشيعية منجز، والحريري لن يمانع أن ‏يسمي الطرفان وزراء الطائفة من غير الحزبيين. لكن الاتفاق أو التوافق على التأليف لا ينسحب على برنامج ‏الحكومة. هنا، بحسب المعلومات، يبدو أن الاتفاق ليس منجزاً. الحريري طلب "شيكاً على بياض" من القوى التي ‏يتواصل معها، لجهة منحه حرية تطبيق برنامج مع صندوق النقد الدولي. يُردّد أنها الفرصة الأخيرة للإنقاذ، ولذلك ‏يطلب من جميع الذين يتواصل معهم تعهداً مسبقاً بالسير ببرنامجه الحكومي، المبني أساساً على المبادرة الفرنسية ‏وتطبيق برنامج صندوق النقد الدولي. لا أحد يعارض، في المبدأ، المبادرة الفرنسية. لكن العشرة في المئة، التي ‏سبق أن أبلغ النائب محمد رعد تحفظ الحزب عليها، لا تتعلق برفض الانتخابات النيابية المبكرة وحسب، بل تشمل ‏أيضاً بعض شروط صندوق النقد غير المقبولة بالنسبة إليه. تلك تحديداً ما يريد الحريري الحصول على التزام ‏بشأنها. يقول إنه لا بد من السير بإجراءات قاسية لفترة وجيزة، على أن يعود البلد بعدها لينهض من أزمته. لكن ‏الحريري لم يسمع جواباً يرضيه من حزب الله الذي يرفض إطلاق يدي الحريري في السلطة، وتحديداً لجهة ‏الالتزام بما يطلبه صندوق النقد‎.‎
‎.‎

 

 

***************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

أسبوع تكليف الحريري أم الأزمة إلى المجهول؟

اذا كان الخميس الماضي مر كأمر واقع مانع لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديدة ومعروفة الأسباب ومكشوفة تماما، فان الأسبوع الحالي يفتح على سؤال جسيم الخطورة هو، هل يلتزم العهد اجراء الاستشارات في الموعد الثاني الذي حدده لها الخميس المقبل، ام يقدم على مغامرة شديدة الخطورة في إرجائها مرة ثانية ؟ السؤال لا ينطلق من أي تهويل سياسي او غير سياسي بدليل التحذيرات اللافتة جدا من استرهان تشكيل الحكومة والامعان في تأخيرها للكنيستين المارونية والأرثوذكسية اللتين عبر عنهما امس كل من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة. ولكن واقع البلاد المنذر بأسوأ تداعيات الازمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، كما بالانفجار المخيف لتفشي الانتشار الوبائي لفيروس كورونا وسط اشتداد المخاوف من انهيار النظام الصحي والاستشفائي، بات في درجة متقدمة من الخطورة بحيث يستحيل تصور اخضاع الاستحقاق الحكومي وقتا أطول للمماحكات والحسابات الضيقة والسياسية والشخصية على النحو الفاقع السائد منذ القرار الأول بإرجاء الاستشارات. والاهم من ذلك ان البلاد دخلت البارحة السنة الثانية من عمر انتفاضة 17  تشرين الأول الشعبية العارمة التي  يمكن  إخضاعها لتقويمات سلبية وإيجابية بطبيعة الحال، ولكن أحدا لا يمكنه تجاهل الأثر الكبير الذي تركته وتتركه تباعا في تعميم صورة اللبنانيين المنتفضين على الفساد والاهتراء السياسي الذي كان في أساس الانهيارات المخيفة التي شهدها لبنان وهو الامر الذي جعل المجتمع الدولي لا يستمع الا لكلمة الانتفاضة ويمنحها الصدقية والثقة ويضغط باسمها على الطبقة السياسية الحاكمة ويضع الشروط الصارمة للإصلاحات مدخلا وحيدا لتقديم الدعم الى لبنان. هذه الدلالات برزت بقوة السبت الماضي في احياء ذكرى مرور سنة على الانتفاضة التي تلقت تحيات دولية بارزة اكثر من اللفتات الرسمية للدولة اللبنانية وكان ابرزها من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا. اما الأبرز في احياء الذكرى التي اعادت مجموعات الانتفاضة والثورة الى الشارع وساحات بيروت والمناطق فتمثل في اضاءة شعلة الانتفاضة في مجسم أقيم قرب مكان الانفجار في مرفأ بيروت الذي اضحى الساحة الرمزية للانتفاضة وتضحيات بيروت ولبنان واللبنانيين حيث سقط لهم الشهداء وسالت دماء الضحايا والجرحى على مذبح الفساد الرسمي والسياسي والإداري الذي كان السبب الأول في الانفجار المدمر في 4 آب الماضي.

 

وسط هذه المناخات الضاغطة بكل ثقلها وتداعياتها، تكشف المعطيات المتجمعة حتى مساء امس ان رئاسة الجمهورية باتت تواجه مأزقا بالغ الحرج بعد تصاعد التداعيات الداخلية والخارجية في وجهها عقب ارجاء الاستشارات الأسبوع الماضي. فعلى الصعيد الدولي بات في حكم المؤكد ان الضغط الفرنسي والأميركي المزدوج تصاعد بقوة من اجل الإفساح امام الاستشارات بما وفرته من أكثرية لتكليف الرئيس سعد الحريري وقد سمع الذين قابلوا مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر قبل أيام تأييدا واضحا لديه لتكليف الحريري بما ينسجم مع تأييده للمبادرة الفرنسية نفسها. اما في البعد الداخلي فان مجمل الازمات وتداعياتها تملي ترجيح كفة التزام الموعد الجديد للاستشارات وعدم الارجاء ثانية لان الثمن الذي سيتحمله العهد ان اقدم على تأخير الاستشارات للحؤول دون تكليف الحريري سيكون فادحا. فالأكثرية التي توافرت للحريري لن تتبدل حتى في حال ارجاء الاستشارات مجددا ثم ان العهد سيتحمل تبعات بالغة الخطورة للارجاء الثاني من شأنها فتح الازمة نحو تداعيات سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية قد تكون الأسوأ اطلاقا منذ بدايات الانهيار في لبنان.

 

في موعدها… ولكن

وأكدت مصادر مطلعة في هذا السياق مساء امس ان الاستشارات النيابية الملزمة ستجرى في موعدها الخميس المقبل، ولن تؤجل ، الا ان المشكلة التي حاول رئيس الجمهورية تفاديها قبل التكليف ستنتقل الى عملية التأليف. فالحريري سيكلف الخميس وبأصوات تراوح بين 68 و70 صوتاً بما فيها نحو ثلث النواب المسيحيين في المجلس من كتل “المردة” والقومي والطاشناق الذي قد يتمايز عن “تكتل لبنان القوي” ، اضافة الى النواب المنتمين لكتلتي “المستقبل” “والتنمية والتحرير”.

 

وتشير المصادر المتابعة الى ان تكليف الحريري ينطلق من هذه النسبة من الاصوات ليدخل ازمة تأليف في معضلة الوقوف على رأي الكتل بتسمية ممثليها في الحكومة لا سيما اذا وافق مسبقاً على مطلب “أمل” و”حزب الله” بالحصول على وزارة المال وبتسمية وزرائهما، فضلاً عن مطلب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالتمثيل الدرزي.

 

ووفق المصادر ان هذا التفاهم المسبق قد يقيد الحريري بمطلب الكتل الاخرى بحقها في التسمية.

 

وتراهن هذه المصادر على دور فرنسا باعادة تحريك اتصالاتها مع القوى السياسية اللبنانية ومع الدول الخارجية المعنية بالملف اللبناني.  فواشنطن وكما نقل عنها انها غير مهتمة الا بالاسراع بتأليف حكومة لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة، وكذلك هو موقف الرياض المبتعد عن الواجهة الحكومية.

 

وتشير المصادر الى ان اللواء عباس ابرهيم وفِي طريق عودته من واشنطن سيمر بباريس حيث ستكون له اتصالات او لقاءات ستشمل رئيس الاستخبارات الخارجية السفير برنار ايمييه، واذا احتاج الامر السفير ايمانويل بون مستشار الرئيس الفرنسي رئيس خلية الازمة المعنية بالملف اللبناني. مع العلم ان الادارة الفرنسية كانت أطفأت محركاتها في الشأن اللبناتي على خلفية استيائها من القوى السياسية وعدم التزامها ما تعهدت به بشأن تأليف حكومة انقاذية تفتح الباب على الاصلاحات المطلوبة وعلى عقد باريس لمؤتمر دعم للبنان.

 

وفيما يلتزم الحريري الصمت بانتظار يوم التكليف، تؤكد مصادر “المستقبل” ان الحكومة التي سيؤلفها هي حكومة قادرة على تنفيذ المبادرة الفرنسية، واذا اصرت القوى السياسية على تسمية ممثليها في الحكومة ففي هذه الحالة لن تشكل الحكومة.

 

وفي أي حال بدت أوساط بارزة في قوى 8 آذار نفسها متخوفة مساء امس من احتمال ارجاء الاستشارات مرة أخرى الخميس المقبل. وإذ لفتت هذه الأوساط الى ان الاتصالات السياسية كانت معدومة في الأيام الأخيرة لم تخف اعتقادها بان الإرجاء المحتمل للاستشارات ومجريات الأمور قد تؤثر سلبا على حظوظ تكليف الحريري .

 

الراعي وعودة

وفي اطار المواقف من الازمة ابرز البطريرك الراعي أهمية انطلاقة الانتفاضة الشعبية في ذكرى انطلاقتها “من اجل التغيير في ذهنية السياسيين ودور المجتمع وأداء مؤسسات الدولة”. وإذ انتقد بشدة أداء المنظومة السياسية سأل “من منكم أيها المسؤولون والسياسيون يملك ترف الوقت لكي تؤخروا الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة ؟ ارفعوا ايديكم عن الحكومة وأفرجوا عنها فأنتم مسؤولون عن جرم رمي البلاد في حالة الشلل الكامل إضافة الى ما يفعله وباء كورونا”.

 

كما ان المطران عودة سأل بدوره “لماذا كل هذا التردد والتأجيل في تشكيل حكومة تنقذ الوطن الجريح والشعب الكسيح ؟ ولم كل تلك الإجراءات الخانقة والعراقيل الواهية؟”.

***************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

الراعي ينزع “الميثاقية” عن التعطيل و8 آذار تنتظر “التعليمة” الأميركية

تلقيح اللبنانيين… “الاتجاه شرقاً”!

 

حدثٌ جلل وعد به وزير الصحة حمد حسن اللبنانيين: اللقاح قبل نهاية العام! إعلانٌ سابقٌ لعصره وأوانه لا شك سيقف العالم “بدهشة” أمامه كما سبق أن أدهشته “إنجازات” حسان دياب. من راهن على تجارب لقاحات دول العالم المتقدم ومن ينتظر مصادقة منظمة الصحة العالمية عليها سيخيب رهانه وانتظاره، فاللبنانيون باتوا على مرمى حجر من اللقاح ولم يعد يفصل بينهم وبين أولى جرعاته سوى شهر أو شهرين “بالحد الأقصى” كما تعهد حسن. لكن عن أي لقاح يتحدث، وكيف ومن أين سيتأمن، فهذه مسألة أخرى، لها ما لها وعليها ما عليها من علامات الاستفهام التي طرحتها مصادر صحية عبر “نداء الوطن” معتبرةً أنّ لهذا الإعلان “أبعاداً سياسية أكثر منها طبية”، تندرج ضمن إطار سياسة “الاتجاه شرقاً” عبر الدفع نحو استعجال استقدام اللقاح الروسي إلى لبنان مقابل استبعاد اللقاح الأميركي.

 

في الشكل، اتكّل حسن في تصريحه على انضمام لبنان إلى مجموعة “كوفاكس” العالمية للقاحات كورونا، التي تضمن لأعضائها حصة من اللقاحات فور تأمينها مجاناً ضمن إطار برنامج مساعدة دول العالم الثالث على مكافحة الوباء، أما في الجوهر، فثمة “تهميش مقصود” لأهمية مصادقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية “أف دي آي” على اللقاح المنوي استحضاره للبنانيين، خصوصاً في ظل ما كشفته المصادر عن معلومات تشير إلى مسارعة وزارة الصحة لدفع الأمور باتجاه التعاقد مع شركة اللقاحات الروسية بغية قطع الطريق على إمكانية استقدام اللقاح الأميركي الذي تنوي طرحه شركة “فايزر” (Pfizer) الأميركية، محذرةً في المقابل من خطورة التقليل من شرط “الأمان” المطلوب توافره في أي لقاح قبل اعتماده في لبنان، حيث يبقى الأهم في اعتماد اللقاح ليس فقط التحقق من نسبة فاعليته ضد كورونا بل أيضاً ضمان عدم وجود أي مضاعفات جانبية لاستخدامه على جسم المريض، علماً أنّ هناك حالات أخضعت للتجارب السريرية على نوع من أنواع اللقاحات بينت أنه استطاع مكافحة الوباء لكنّه أضرّ في المقابل بالنخاع الشوكي للمريض.

 

أما الأوساط المواكبة لحركة وزارة الصحة، فتنفي وجود أي خلفيات سياسية وراء تصريح حسن، مؤكدةً لـ”نداء الوطن” أن الوزارة تواصلت مع كافة الشركات المعنية بتصدير اللقاحات، سواءً كانت أميركية أو روسية أو صينية، لكنّ المسألة مرتبطة بالتوقيت أكثر من أي شيء آخر. وإذ لم تستبعد إمكانية استحضار اللقاح الروسي إلى لبنان، أوضحت في هذا المجال أنّ كل المؤشرات والمعطيات تفيد بأنّ كبريات الشركات الأميركية المتخصصة باتت جاهزة لطرح لقاحاتها في الأسواق إنما جرى تأخيرها عمداً لأسباب متصلة بالسباق الرئاسي الأميركي، وعليه فإنّ لبنان ليس عليه أن يبقى منتظراً لما بعد انتهاء الحظر الأميركي على إصدار اللقاحات في حال تأمن له اللقاح من روسيا أو الصين.

 

وعن الأسئلة المتصلة بعدم تقديم روسيا أو الصين لقاحاتهما للمصادقة عليها من جانب منظمة الصحة العالمية، فلم تعتبر الأوساط ذلك أمراً مرتبطاً بجودة هذه اللقاحات من عدمها إنما هي مسألة تخضع لاعتبارات الخشية الروسية والصينية من “سرقة” تركيبة اللقاح قبل اعتماده وطرحه في الأسواق العالمية.

 

حكومياً، تبدو قوى 8 آذار متلهفة لعودة اللواء عباس ابراهيم في سبيل تقصي أجواء “التعليمة” الأميركية إزاء المرحلة اللبنانية المقبلة، كما عكست أجواء أوساطها خلال الساعات الأخيرة، في حين ستكون لابراهيم محطة فرنسية أيضاً في طريقه إلى بيروت، بحيث عُلم أنه سيبيت ليلةً في باريس وقد يحمل خلالها رسائل ذات صلة بالملف الحكومي إلى المعنيين في السلطة ربطاً بموجبات تنفيذ المبادرة الفرنسية.

 

وبالانتظار، يبدي رئيس مجلس النواب نبيه بري تفاؤله بأن يعبر الملف هذا الأسبوع من ضفة التكليف إلى ضفة التأليف، استناداً إلى الرهان السائد على استنفاد رئيس الجمهورية ميشال عون قدرته على تسويف موعد الاستشارات النيابية الملزمة وإرجائها إلى ما بعد الخميس المقبل. غير أنّ مصادر مواكبة للمجريات الحكومية لا تزال تساوي بين كل الاحتمالات والرهانات، وتحاذر التعويل على أي احتمال أو رهان بشكل قاطع “طالما أنّ الموضوع بالنسبة لرئيس الجمهورية مرهون بإرضاء جبران باسيل”، مشددةً لـ”نداء الوطن” على أنه “إذا كان الاتجاه الغالب خلال الساعات الأخيرة هو نحو إجراء الاستشارات في موعدها وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، فإنّ ذلك لا يمنع حصول أي تبديل في المعطيات والتوجهات في بعبدا كما حصل عشية موعد الاستشارات الخميس الفائت”. وأعربت عن قناعتها في الوقت عينه بأنّ “إجراء الاستشارات الخميس المقبل لن يعني بالضرورة تسهيل ولادة الحكومة إنما قد ينقل الكباش الحكومي بين بعبدا وبيت الوسط من التوقيع على مراسيم التكليف إلى التوقيع على مراسيم التأليف في حال لم تحصل ضغوط خارجية كبيرة تفرض ولادة الحكومة سريعاً”.

 

تزامناً، استرعى الانتباه في عظة قداس الأحد نزع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي “شماعة” الميثاقية عن عملية تبرير تعطيل الاستشارات النيابية الملزمة، متوجهاً إلى المسؤولين الذين “فقدوا الحياء واحترام الشعب والعالم” وإلى القيّمين على الدولة الذين “عطّلوا دورها ككيان دستوري”، بالقول: مَن منكم يملك ترف الوقت لكي تؤخِّروا الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة؟ مَن منكم يملك صلاحية اللعب بالدستور والميثاق ووثيقة الطائف والنظام وحياة الوطن والشعب؟ إرفعوا أياديكم عن الحكومة وأفرجوا عنها”.

 

*************************************** 

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان: «القوات» يسحب الغطاء عن تأجيل الاستشارات

رفضه «نصيحة» باسيل ينهي ذريعة «الميثاقية» ويضغط على عون

 

بيروت: محمد شقير

لم يتمكن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يخوض آخر معاركه لقطع الطريق على عودة رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، من جر حزب «القوات اللبنانية» للتموضع تحت خيمته، على خلفية أن رفض الحزب تسمية الحريري في الاستشارات النيابية سيفقدها الميثاقية، ما يدفع برئيس الجمهورية ميشال عون إلى التذرع بذلك لتبرير احتمال تأجيله للاستشارات للمرة الثانية خلال أسبوع.

 

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية بارزة أن حزب «القوات» لم يتردد في اتخاذ قراره بعدم التجاوب مع رغبة باسيل الذي أعلمه بها بالمراسلة لغياب التواصل بينهما منذ فترة طويلة. وكشفت المصادر أن قيادة «القوات» قررت «أن تدير ظهرها للنصيحة التي أسداها باسيل، إنما بلسان الرئيس عون الذي عزا التأجيل الأول للاستشارات إلى أن تكتلات نيابية اتصلت به وتمنت عليه تأجيلها لبروز صعوبات تستدعي منه التدخل لإيجاد الحلول لها».

 

وأشارت المصادر إلى أن قيادة «القوات» اعتبرت أنه لا صلة للاستشارات النيابية بالميثاقية، ورأت أنها ليست مادة للتداول فيها لأنها خارج البحث طالما أنها محصورة بتسمية الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدة أن الهدف منها تعداد الأصوات في نهاية الاستشارات للإعلان عن اسم المرشح الذي نال تأييد غالبية النواب.

 

ولفتت إلى أن هذا الموقف «أسهم في إسقاط الذرائع التي استند إليها عون لتبرير تأجيل الاستشارات والتي ستكون حاضرة بامتياز في الاستشارات التي ستجرى الخميس المقبل، ما يفقده التذرع بها لأن التيار الوطني الحر سيجد نفسه وحيداً ولن يتمكن من جر الآخرين إلى ملعبه لاستخدامهم في تعطيل اللعبة البرلمانية وصولاً إلى ابتزاز الحريري والتهويل عليه». وأضافت أن «باسيل لا يعير أي اهتمام للاصطفاف السياسي الذي خلط أوراق إلغاء خطوط التماس السياسية بين قوى 8 آذار وبين ما تبقى من قوى 14 آذار، بعد أن تفرق العشاق ولم يعد ممكناً إعادة الروح إليها».

 

ورأت أن رئيس «القوات» سمير جعجع، وإن كان على خلاف مع الحريري، فإنه في المقابل «أبقى على كوة يمكن التأسيس عليها لعلها تفتح الباب لمعاودة التواصل بينهما». وقالت إن «حزب القوات في اجتماع نواب تكتل الجمهورية القوية انتهى إلى تجديد موقفه بعدم تسمية الحريري لتولي رئاسة الحكومة انسجاماً مع قناعته بتشكيل حكومة من رئيسها إلى وزرائها من مستقلين واختصاصيين من دون أن يسمي المرشح البديل في مواجهة الحريري خلافاً لتسميته في المرات السابقة السفير نواف سلام للرئاسة الثالثة». وأكدت أن «مشاركة نواب القوات في الاستشارات من دون تسمية أي مرشح لرئاسة الحكومة يفقد عون ومن خلاله باسيل عدة الشغل لتبرير تأجيله الثاني للاستشارات، وهذا ما يتيح له الإبقاء على خط الرجعة لمعاودة التواصل مع تيار الحريري».

 

واعتبرت أن الاستشارات ستجرى في موعدها «لأن التذرع بفقدانها الميثاقية ليس في محله ولم يسبق أن استخدمت مثل هذه الذريعة لتعطيلها»، وقالت إن «باسيل يخوض معركته وحيداً، وهو الآن يتموضع تحت عباءة رئيس الجمهورية».

 

وسألت المصادر: «أين يقف حزب الله من إصرار حليفه باسيل على جر الأمور إلى حافة الهاوية؟ وهل يلاقيه في منتصف الطريق حرصاً منه على استرضاء رئيس الجمهورية الذي لا يزال وتياره يؤمنان له الغطاء السياسي، مع أن أوساطاً مقربة من الثنائي الشيعي تؤكد أن الحزب فوجئ بدعوة عون للاستشارات وبتأجيلها لاحقاً؟».

 

لكنها استطردت أن «حزب الله لا يركض وراء البحث عن مشكلة مع عون وباسيل، ويفضل عدم إقحام نفسه في لعبة تعطيل الاستشارات حرصاً منه على تحالفه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يرفض تأجيلها، وسيكون له الرد المناسب في حال تقرر ترحيلها لأن البلد لا يحتمل التأجيل وبات في حاجة إلى تشكيل حكومة بعيداً عن الابتزاز والتهويل».

 

وحذرت من أن تأجيل الاستشارات «ستترتب عليه تداعيات سياسية سلبية تتجاوز الداخل إلى الخارج لأن باريس لن تقف مكتوفة اليدين حيال من يسعى إلى تعطيل مبادرتها»، مشددة على ضرورة «عدم أخذ البلد رهينة وجره إلى حافة الهاوية لأن الظروف تبدلت ولن يكون في مقدور عون تكرار تعطيل الانتخابات الرئاسية لأكثر من عامين ونصف ولم يفرج عنها إلا بعد انتخابه رئيساً للجمهورية».

 

وسألت المصادر: «هل يتحمل عون الدخول في مواجهة محلية وداخلية على خلفية ترحيله للاستشارات؟ وماذا سيقول للمجتمع الدولي الذي يبدي استعداده لمساعدة لبنان بشروط الالتزام بالمبادرة الفرنسية فعلاً لا قولاً؟». وأضافت أن «باسيل لن يتمكن من تأجيلها بعد أن فقد القدرة على تطييف عملية التكليف، إضافة لافتقاده الشريك المسيحي».

 

ونبهت إلى أن «تأجيل الاستشارات سيرفع منسوب الاحتقان في الشارع السني، فيما المطلوب استيعابه لئلا يدخل لبنان في أزمة حكم، وبالتالي فإن الجميع في مأزق أمام المجتمع الدولي في حال تقرر تعطيلها وهذا ما يدفع عون إلى مراجعة حساباته وصولاً إلى سحب التأجيل من التداول لتسهيل عملية التكليف ومن ثم التأليف الذي سيتوقف على رد فعل عون وتياره السياسي في حال أن رياح تشكيل الحكومة تسير بما لا تشتهيه سفنهما».

 

وقالت مصادر سياسية إنه «لم يعد أمام الرئيس عون من خيار سوى الالتزام بموعد الاستشارات النيابية الملزمة الخميس المقبل، وإلا ستذهب البلاد نحو أزمة حكم تتلازم هذه المرة مع تجديد الحصار المحلي والدولي على العهد القوي».

 

***************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

إستشارات الخميس بين الإجراء والتأجيل .. بري: التكليف بين الرمادية والضبابية

 

استذكرت الثورة ذكرى انطلاقتها الأولى في 17 تشرين، في تظاهرات عمّت المناطق اللبنانية، وجاءت تعبيراً عن حالة الغضب مما آلت إليه الأمور، في ظلّ رفض السلطة الإنصات إلى وجع الناس وعدم إقدامها على تحقيق الإصلاحات المطلوبة من أجل فرملة الانهيار. وعلى رغم المشهد الوحدوي للثورة العابر للمناطق والطوائف كتعبير رفضي، إلّا انّها لم تتمكن بعد عام على انطلاقتها من توحيد صفوفها وخطابها وبرنامجها، الأمر الذي انعكس على زخمها وديناميتها، فاستفادت السلطة من تراجع الضغط الشعبي، الذي من ضمن أسبابه وباء كورونا والوضع المعيشي. ولكن، ما لم تستطع لا السلطة ولا غيرها من تغييره والقضاء عليه، هو حالة الوعي السياسي الذي أحدثته الثورة، وجعلت معظم اللبنانيين معنيين بالشأن العام وعلى أتمّ الاستعداد لممارسة دورهم في المحاسبة في صندوق الاقتراع، عندما يحين وقت الانتخابات النيابية. أما في السياسة، فكل الأنظار شاخصة إلى الاستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس، وما إذا كانت ستبقى في موعدها المقرّر أم سيصار إلى تأجيلها، كما حدث في الجلسة السابقة، في الوقت الذي كرّر فيه رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل التأكيد أنّه لن يكلِّف الرئيس سعد الحريري، فيما نشطت الاتصالات على أكثر من مستوى داخلي وخارجي، في محاولة لتثبيت جلسة الخميس وخروج الحريري منها رئيساً مكلّفاً، وبدأ البحث عن المخارج المحتملة، في ظلّ السعي لعدم إظهار الحريري وباسيل في موقع المتراجع أمام الآخر، والسيناريو الأكثر ترجيحاً، والذي يُعمل عليه، يستند إلى زيارة يقوم بها الحريري إلى القصر الجمهوري، ويعلن من القصر انّه بعد تكليفه يفتح باب التشاور مع رؤسا الكتل حول الحكومة العتيدة.

ويبدو انّ هذا المخرج هو الأقرب إلى الواقع، لأنّ لا الحريري في وارد التواصل مع باسيل والظهور بمظهر المنكسر أمامه، ولا باسيل في هذا الوارد أيضاً، فضلاً عن انّ بعبدا ستكون محرجة كثيراً بتأجيل متكرّر من دون أسباب موجبة حقيقية، خصوصاً وانّ البلاد لا تتحمّل مزيداً من التأجيل والمراوحة والتشنّج، فضلاً عن انّ الدخول الدولي على الخط يضغط في اتجاه إنجاز التكليف كخطوة أولى تفتح باب التأليف.

 

ولاحظت مصادر معنية، «أنّ هناك من كان يريد ان يحرج الحريري بالتأجيل ليخرجه فيعتذر عن المهمة، ولكن هذه المهمة فشلت مع استيعاب الحريري هذه المحاولة، بعدم التعليق والإصرار على تكليفه، ومع نضوج الاتصالات تتجّه الأمور الى الحسم يوم الخميس، إلّا في حال طرأت عوامل غير منظورة». وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»: «انّ التكليف لا يعني انّ طريق التأليف ستكون معبّدة وسهلة وسالكة، في ظلّ خلاف مستحكم بين وجهة نظر الحريري بتأليف حكومة من الاختصاصيين، طالباً من القوى السياسية ان ترتاح لفترة 6 اشهر، وبين هذه القوى المتمسّكة بوجهة نظرها لجهة تسمية الوزراء وربما الحقائب. ولكن الأكيد انّ الجميع سيكون خلال هذه المرحلة في انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبعدها يُبنى على الشيء مقتضاه».

 

احتمالان

ولكن اوساطاً سياسية واسعة الاطلاع قالت لـ«الجمهورية»، انّه على بُعد أيام من الموعد الثاني للاستشارات، هناك احتمالان في شأن سيناريو الخميس المقبل:

 

ـ الاحتمال الأول، هو ان تحصل الاستشارات وان يتمّ تكليف الرئيس سعد الحريري بأكثرية الاصوات، بمعزل عن مآخذ الرئيس ميشال عون و«التيار الوطني الحر» على ترشيحه، وذلك انطلاقاً من فرضية انّ رئيس الجمهورية لا يستطيع أن يتحمّل تبعات تأجيل آخر، وسط تفاقم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، على أن ينتقل بعد ذلك الى خط الدفاع الثاني المتمثل في استحقاق التأليف، متسلحاً بتوقيعه الدستوري الالزامي، للجم اندفاعة الحريري وَتصويب قواعد تشكيل الحكومة وفق معايير قصر بعبدا.

ـ الاحتمال الثاني، هو ان يلجأ عون الى إرجاء الاستشارات مرة أخرى، اذا وجد انّ اسباب تأجيلها لم تنتف بعد، خصوصاً لجهة ضعف الميثاقية المسيحية وعدم احترام وحدة المعايير في المقاربة الحكومية، على حساب المسيحيين عموماً والجهة الاوسع تمثيلاً لهم خصوصاً.

 

رمادية وضبابية

في غضون ذلك، نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله، انّ الاجواء المحيطة بالملف الحكومي لا تزال رمادية وضبابية، نتيجة جمود الاتصالات والمشاورات، بعد تأجيل استشارات الخميس الماضي، مع أمله في أن يتحرك نحو الأمام هذا الأسبوع.

 

لا حراك حكومياً

وخلال عطلة نهاية الأسبوع التي جاءت في منتصف الطريق بين الموعد المؤجّل للاستشارات النيابية الملزمة وتلك المنتظرة، لم يُسجّل اي حراك يتعلق بالملف الحكومي، بعدما تحدثت اوساط التيارين «البرتقالي» و«الأزرق» عن «كربجة» في الاتصالات، زاد منها البيان الذي صدر السبت الماضي عن المجلس السياسي لـ«التيار الوطني الحر»، الذي أقفل كل اشكال التواصل بين التيارين، من خلال اعلان رفضه النهائي تسمية الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، على قاعدة انّ حكومة الإختصاصيين لن تُشكّل إلّا إذا كان الإختصاصي على رأسها، وهو ما يعني انّه لا موقع للحريري فيها، كما ليس لغيره من التيار او غيره من الأطراف السياسية والحزبية.

 

بعبدا لا تتكهن

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ كل ما يُقال عن تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة المقرّرة الخميس المقبل مرة أخرى او عدمه، هو من اصعب التوقعات في مثل هذه الظروف التي تعيشها البلاد. وأكّدت انّ دوائر القصر الجمهوري لا يمكنها ان تتكهن من اليوم بمصير الإستشارات، وانّها ترصد حركة المشاورات والوساطات الجارية بصمت ومن دون أي تعليق، في انتظار ما يشير الى مصيرها، في ظلّ مجموعة من التعقيدات المتشابكة التي تفيض بالمواقف المزدوجة.

 

وساطة فاشلة

وتحدثت المصادر لـ «الجمهورية» عن وساطة يقودها احد رجال الأعمال من الاصدقاء المشتركين للحريري وباسيل، ولكنها لم تصل بعد الى اي نتيجة بعد. ولم تكشف المصادر اي تفاصيل، لئلا يُقال انّه قد عجز حتى الأمس عن فتح اي ثغرة في الحائط السميك القائم بين الرجلين، وجعل مهمته من اصعب المهمات التي يقوم بها.

 

وتزامنت هذه المعلومات مع مجموعة من الرسائل السلبية التي تلقاها المسؤولون من اكثر من قطاع، رفع الصوت عمّا يهدّد معظمها، ولا سيما من القطاعات الإقتصادية والمالية والسياحية والطاقة، وتلك التي ينتظرها القطاع التربوي، في ضوء الإقفال الذي ما زال مسلسله مستمراً بين المناطق اللبنانية كافة، وهو ينعكس بقوة على مصير السنة الدراسية التي ستفقد كثيراً من مقومات الصمود لتجاوز ترددات الجائحة على اكثر من مستوى.

 

«التيار»

ونقلت قناة «OTV» عن مصادر «التيار الوطني الحر» تأكيدها أن ليس هناك أي تواصل بين الحريري وباسيل، «فالأخير لم يطلب أساساً أن يلتقي الحريري ولم يرفض أي طلب من جانبه، لكن لا الاتصال ولا اللقاء سيغيّر من الموقف بعدم تسميته، والسبب هو أنّه لا تنطبق عليه صفة الاختصاص التي نصّت عليها المبادرة الفرنسية». وأوضحت المصادر، أنّه «اذا انتقل البحث الى حكومة سياسيين او تكنوسياسيين فلا مانع، ولكن مثل هذه الحكومة لها معاييرها الدستورية والانتخابية».

 

ونسبت OTV الى «مصادر مطلعة» قولها، إنّه «لم يطرأ أيّ عنصر جديد على صعيد الاتصالات الحكوميّة، والاستشارات قائمة في موعدها، لكن هناك تخوّفاً من أن يكون هناك تكليف وبعدها تعثّر في التأليف، خصوصاً بعدما اتضح أنّ هناك فريقين هما الثنائي الشيعي والحزب التقدمي الاشتراكي يصرّان على تسمية الوزراء من حصتهم».

 

صمت حتى الخميس

وقالت مصادر «بيت الوسط» لـ«الجمهورية»، انّ الصمت الذي يسوده، باقٍ حتى يوم الخميس المقبل، وليس هناك من جديد يمكن البناء عليه. ولفتت الى انّ ما هو مطروح للخروج من الأزمة، عبر آلية المبادرة الفرنسية بات واضحاً، ولا يحتاج الى كثير من التوضيحات، وانّ على الكتل النيابية أن تقول كلمتها الخميس في ما هو مطروح بما تراه مناسباً من موقف.

 

ونفت هذه المصادر ما تردّد عن لقاء محتمل اليوم بين الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

 

مواقف

وفي جديد المواقف السياسية، استذكر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الثورة، فإنتقد المنظومة السياسية التي «تتجاهل عمداً وإهمالاً وازدراء مطالب المتظاهرين وشعبنا».وقال: «من منكم، أيها المسؤولون والسياسيون، يملك ترف الوقت لكي تؤخّروا الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة؟ من منكم يملك صلاحية اللعب بالدستور والميثاق ووثيقة الطائف والنظام وحياة الوطن والشعب؟ إرفعوا أيديكم عن الحكومة وأفرجوا عنها. فأنتم مسؤولون عن جرم رمي البلاد في حالة الشلل الكامل، إضافة إلى ما يفعل وباء كورونا».

 

ودعا الراعي الثورة الى ان «تطل بقيادة جديدة متفاهمة مع بعضها البعض، تمثل الشعب وتحاور الدولة والمجتمع الدولي» ووصفها بأنّها «فرصة لبنان لكي يغيّر من خلال الديموقراطية والتراث والقيم».

 

عودة

ومن جهته، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده استذكر الثورة في سنويتها الاولى، فقال في قداس الاحد في كاتدرائية مار جاورجيوس في وسط بيروت «منذ عام، فرحْنا واليوم نفرح ببدء تشكّل الوعي الوطني الصادق الذي يرفض التبعية والإستزلام، ويفضح الفساد وسوء الحكم والإدارة، وينشد الدولة العادلة، دولة القانون والمؤسسات. لكن هذا الفرح يتلاشى مع عودة الروح الطائفية والقبلية والحزبية. لقدْ أثبتنا أننا لا نزال شعباً يحتاج الكثير من الوعي والحرية». وأضاف: «نحن نعيش في فساد سياسي وأخلاقي يقودنا إلى موت حتمي. ألا تثبت المماطلة في اتخاذ القرارات المهمة أنّ دولتنا مائتة ومميتة في آن؟ لِمَ كل هذا التردّد والتأجيل في تشكيل حكومة تنقذ الوطن الجريح والشعب الكسيح؟ لِمَ كل تلك الإجراءات الخانقة والعراقيل الواهية؟ لِمَ لا نطبّق الدستور وننفذ بنوده دون اجتهاد أو تحريف؟ هل بسبب عبادة الأنا؟».

 

ولاحظ «انّ اللبنانيين ما زالوا يصفّقون للزعماء الذين يهدرون مستقبلهم ومستقبل أولادهم، ويضيّعون الفرصة تلو الأخرى لإنقاذ البلد، ولا يهتمون للوقت الذي يمرّ، ويجرّ وراءه ما تبقى من أمل في انتشال البلد من الحضيض، متمسكين بمماحكاتهم التافهة ومطالبهم العقيمة. ما زال عدد الوزارات وأسماء الوزراء والحصص أهم من مصير لبنان واللبنانيين. يهتمون بأمور كثيرة والحاجة إلى أمر واحد: إنقاذ البلد والتكاتف والعمل الجدّي من أجل ذلك».

 

الهيئات الاقتصادية

إقتصادياً، تعقد الهيئات الاقتصادية الممثلة للقطاع الخاص اللبناني إجتماعاً استثنائياً وطارئاً، عند الثالثة بعد ظهراليوم في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، تبحث خلاله، بحسب بيان، في «المخاطر المزلزلة المحدقة بالاقتصاد الوطني بكل مكوناته وبحياة اللبنانيين، وستحدّد فيه موقفها من كل ما يحصل على أرض الواقع ومتطلبات استعادة المبادرة لإنقاذ الوطن قبل فوات الأوان». وسيلي الاجتماع مؤتمر صحافي تطلق فيه الهيئات «نداء استغاثة لإنقاذ لبنان، وستقول فيه كلمتها المسؤولة والنابعة من حس وطني حماية للوطن والشعب»، بحسب البيان أيضاً.

 

كورونا

وفي ظلّ التفشّي السريع لوباء كورونا، أعلنت وزارة الصحة العامة أمس تسجيل 1000 واصابتين جديدة بالوباء، ما رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 61949.

 

وتماشياً مع القرار الجديد لوزير الداخلية محمد فهمي، يتعلق بإقفال بعض القرى والبلدات بسبب ارتفاع إصابات كورونا، أصدر الرئيس الأول لمحاكم الاستئناف في جبل لبنان القاضي رجا خوري، قراراً قضى بالإقفال التام لمبنى قصر العدل في بعبدا بكل دوائره القضائية والمحاكم، اليوم الإثنين. كذلك، ستكون قصور العدل في بعقلين وجونية والدامور مقفلة في شكل تام طيلة فترة الإغلاق.

 

وعلى ضوء القرار أيضاً، أعلنت الثانويات والمدارس الرسمية والخاصة في بلدات: بخعون والسفيرة وكفرحبو في الضنية، تأجيل افتتاح العام الدراسي لمدة اسبوع.

 

 

***************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

تكليف الحريري الخميس.. وعقدة باسيل تعالج عند التأليف

جنبلاط للمشاركة في الحكومة.. والطاشناق لتسمية رئيس المستقبل.. وواشنطن للإسراع بالحكومة

 

 

ثلاثة أيام فاصلة عن حسم مسارات الأزمة: إصدار مراسيم تكليف الرئيس سعد الحريري، وتشكيل حكومة «مهمة»، تماشيا مع روحية المبادرة الفرنسية، واستناداً الى الفقرة 2 من المادة 53/د، التي تنصّ على «يسمي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب، استناداً الى استشارات نيابية ملزمة يطلعه رسمياً على نتائجها» أو تتأجل الاستشارات ثانية، اذا ما أفلح «المتفذلكون» دستورياً، باجتراح بعدعة جديدة للتأخير، في معرض الضغط على الرئيس المرشح الحريري، لحمله على الخروج من «الماراتون الحكومي» قبل التكليف، وبعد التأليف.

 

الرئيس بري، المعني دستورياً، بالاطلاع على نتائج الاستشارات الملزمة، لم يقطع الأمل، ببداية جيدة لاسبوع «الانتظارات الثقيلة»، حتى ولم يقطع الامل من ان تسفر الاتصالات عن اجواء افضل، مع ادراكه للأسباب التي حالت دون نجاح المساعي، بإعادة وصل ما انقطع بين رئيس تيار «المستقبل» ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي قرر تياره عدم تسمية الرئيس الحريري «استناداً الى ما اجمع عليه المجلس السياسي للتيار الوطني الحر، الذي اجتمع الكترونيا السبت الماضي، لجهة عدم تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، باعتباره ليس صاحب اختصاص مع تأكيد الاحترام لشخصه ولموقعه التمثيلي والسياسي…».

 

واوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الملف الحكومي مجهول المصير اقله في عملية التأليف خصوصا ان التكليف حاصل للرئيس سعد الحريري ما لم يسجل اي تطوّر. وأفادت المصادر ان اللقاء الذي لم يعقد بين الرئيس الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قبل التكليف قد يعقد في خلال مشاورات التكليف الا اذا غاب باسيل وحمل كتلته المطالب، لكنها رأت ان لا احد يعلم كيف ستحل معضلة التأليف وما اذا كان التمثيل المسيحي سيقتصر على من سمى الحريري في الأستشارات ام لا .ِ

 

وقالت انه من الآن وحتى الخميس كل الاحتمالات واردة ان لجهة بقاء الامور على حالها او حصول خرق ما لكن اي تأجيل اخر للاستشارات له تبعاته ولذلك يترقب ان تتضح المعالم الحكومية اكثر فأكثر.

 

وحسمت مصادر نيابية عملية التكليف، وقالت ان المراسيم ستصدر الخميس، بعد الاستشارات، على ان تعالج قضية باسيل عند تأليف الحكومة.

 

وباستثناء الرئيس بري، ووضوح الرؤية له، فإن الكتل، ذاهبة الى ضرب الأخماس بالأسداس، فكتلة نواب الأرمن، تتجه للتغاير عن موقف التيار الوطني الحر.

 

ويزور رئيس حزب الطاشناق آغوب باقرادونيان قصر بعبدا اليوم، على ان تجتمع كتلة النواب الارمن عشية الاستشارات لتحديد الموقف، مع الاتجاه لتسمية الرئيس الحريري، باعتباره المرشح الوحيد، الأقوى في طائفته.

 

وبالنسبة لكتلة اللقاء الديمقراطي، علمت «اللواء» ان الكتلة ستمسي الرئيس الحريري، وعند التأليف، ستطالب بحصة وزارية، تمثل الدروز، ولا تقتصر على النائب الامير طلال ارسلان.

 

موقف فرنسي اذا استمر التعطيل

 

وكشفت مصادر ديبلوماسية اوروبية ان المسؤولين الفرنسيين المعنيين بمتابعة تنفيذ المبادرة الفرنسية، عبروا عن استيائهم الشديد من قرار رئيس الجمهورية ميشال عون تأجيل مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة استنادا الى ذرائع واهية وغير مقنعة، وهي لا تعير أي اهتمام لمصلحة الشعب اللبناني وحل الازمة المعقدة التي يعانيها، وانما تبين ان التأجيل يعود لمصالح شخصية وغايات خاصة.

 

واشارت المصادر إلى ان المسؤولين الفرنسيين الذين نقلوا هذا الاستيلاء عبر ديبلوماسي أوروبي في لبنان، يعتبرون ان التأجيل الذي الذي حصل يستهدف المبادرة الفرنسية أيضا وهي المبادرة التي على اساسها، تجري التحركات والاتصالات لتشكيل الحكومة الجديدة، وهذا يتعارض كذلك مع المواقف التي تؤكد استمرار تأييد المبادرة المذكورة، وفي الوقت نفسه تعيق وتعرقل تنفيذها فعليا على أرض الواقع.

 

ولمح هؤلاء المسؤولين الى مواقف عالية النبرة ستتخذ في حال استمر تعطيل الاليات التي ينص عليها الدستور اللبناني  لغايات ومصالح خاصة، لا تأخذ بعين الاعتبار اهمية الالتزام بتنفيذ بالدستور لتشكيل الحكومة الجديدة لصالح إنقاذ لبنان من سلسلة الازمات التي تتراكم وتضغط بقوة على الشعب اللبناني.

 

من جهة ثانية كشفت مصادر سياسية ان اتصالات بعيدة من الاضواء تجري لترتيب لقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس سعد الحريري قبل حلول موعد الاستشارات النيابية الملزمة المؤجلة منذ الاسبوع الماضي، للتفاهم على تسريع خطى هذه الاستشارات وإزالة غيمة التباين في العلاقة بين الحريري وصهر رئيس الجمهورية النائب جبران باسيل بعدما وصلت هذه العلاقة الى الدرك الأسفل بسبب سلوكيات الاخير الاستفزازية الحمقاء في التعاطي السياسي، ان كان في المرحلة السابقة او الحالية بعدما فشلت كل المحاولات لجمعه مع الحريري قبل مرحلة الاتصالات والمشاورات الاخيرة لاستكشاف مدى استعداد الاطراف السياسيين الاستمرار بالالتزم بتاييد ودعم تنفيذها.

 

واستغربت المصادر السياسية كل ما يروج ويشاع عن مدى التاثير السلبي لاستثناء باسيل من اللقاءات مع الحريري قبل موعد الاستشارات على عملية التسمية أولا وتشكيل الحكومة الجديدة. وقالت منذ بداية تحركه التقى الحريري رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي من موقعهما الدستوري واعتمد الية تولى عبرها وفد رفيع من كتلة المستقبل النيابية زيارة رؤساء وممثلي الكتل في منازلهم أو مقراتهم للتشاور معهم حول مواقفهم من المبادئ ولم يتم كسر هذه القاعدة مع اي رئيس تكتل اخر خلافا لما يتم الترويج له زورا لتبرير اللقاء مع باسيل، في حين ستشمل لقاءات الرئيس الحريري ومشاوراته مع جميع رؤساء الكتل، بمن فيهم رئيس التيار الوطني الحر في حال تسميته رئيسا للحكومة الجديدة.

 

وكشفت مصادر دبلوماسية ان الجانب الأميركي يؤيد ترشيح الرئيس الحريري، وهو متوافق مع الجانب الفرنسي على هذا الصعيد.

 

ولفت المدير العام للامن العام عباس ابراهيم، الى ان «وكيل وزارة الخارجية الاميركية ديفيد هيل يؤيد تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وهو مع تقديم مساعدات الى لبنان على ان تبقى مشروطة بالاصلاحات المطلوب من الحكومة اجراؤها، وصولا الى المساعدات التي ستأتي الى لبنان بعد هذه الاصلاحات نتيجة «مؤتمر سيدر»، وهم (اي الجانب الاميركي) يصرون على النقاش والوصول الى نتيجة مع «صندوق النقد الدولي».

 

واشار في تصريح من واشنطن، حول الموقف الاميركي المعارض لمشاركة حزب الله في الحكومة، الى «انني لم أتناقش مع هيل في هذا الموضوع وهذا الأمر سيادي وتقرره السياسة اللبنانية».

 

وحول ما يُحكى عن اتفاق اميركي- فرنسي على السير برئيس الوزراء السابق سعد الحريري كرئيس للحكومة المقبلة، على ان يطبق الورقة الاصلاحية اوضح «اننا لم نخض بالاسماء ابداً، وما تطرقنا اليه هو تأكيد الادارة الاميركية على اي رئيس حكومة او حكومة قادرة على القيام بالاصلاحات المطلوبة، ولم ندخل بالاسماء وانا لست بموقع مناقشة الاسماء مع الادارة الاميركية».

 

ويعود اللواء ابراهيم الى بيروت، عبر باريس في الساعات المقبلة.

 

سنة على 17 ت1

 

احيت مجموعات الحراك المدني الذكرى السنوية الاولى للانتفاضة في ظل أغانٍ وأناشيد وطنية وثورية ورفع الأعلام اللبنانية ويافطات تطالب برفض السلطة القائمة وسياسة الفساد والمحاصصة والمحاور والمطالبة بانتخابات نيابية مبكرة وقانون عادل ونظام منبثق من ارادة الشعب.

 

وألقيت كلمات لعدد من منظمي التحركات شدّدت على «استكمال الثورة حتى تحقيق كافة المطالب وهي تأمين العدالة الاجتماعية، استعادة الاموال المنهوبة، محاسبة الفاسدين، إلغاء النظام الطائفي وانتخابات نيابية مبكرة».

 

ثم قلّد المنظمون «وسام الثورة» للعديد من المحتجين وأهالي الشهداء والجرحى والمعتقلين.

 

تزامناً قرّرت مجموعة من الكهنة والرهبان والراهبات نصب خيمة اعتصام في ساحة كنيسة مار منصور المهدمة، للمطالبة بـ«العدالة والتعويض لضحايا انفجار 4 آب والتعويض عن الممتلكات والمؤسسات التي تهدمت والمطالبة بمحاسبة المسؤولين المباشرين وغير المباشرين عن الموضوع».

 

بدورها، انطلقت مسيرة تضم مئات المتظاهرين، من جسر الرينغ، باتجاه مصرف لبنان، ورفع المشاركون فيها الأعلام اللبنانية ولافتات تدعو إلى التغيير ومحاسبة الفاسدين، مرددين هتافات تؤكد استمرار التحركات حتى تحقيق كل المطالب، فقطع عناصر الجيش المنتشرة في المكان، طريق الرينغ باتجاه برج المر.

 

61949

 

صحياً، اعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن تسجيل 1002 اصابة جديدة، بفايروس كورونا، و3 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الى 61949 اصابة مثبتة مختبرياً، منذ 21 شباط الماضي.

 

***************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

بري مُتفائل بالتأليف والتكليف… وشينكر وباريس تدعمان الحريري لتأليف الحكومة

جلالة وزارة الطاقة و«الشعبوية» هما العقدة… وفرنسا ستعمل على تذليل الصعوبات

المحلل السياسي

 

اعلن الرئيس نبيه بري عبر حديث لموقع «الانتشار»، انه متفائل بشأن التكليف وتأليف الحكومة، وان المحركات ستدور قبل يوم الخميس موعد الاستشارات الملزمة، الذي دعا اليها رئىس الجمهورية العماد ميشال عون في 22 تشرين الاول 2020، وان الاجواء العامة تشير الى التفاؤل وتكليف الحريري على الارجح.

 

وكما ان الرئيس بري يرشح الحريري، فان حزب الله يجاريه، لكن مع بعض الشروط التي يتشارك فيها مع بري بشأن تسمية الوزراء الخبراء، خاصة في وزارة المالية. وفيما يبدو ان حركة امل وحزب الله سيسميان الحريري للتكليف، فإن هناك احتمال ضعيف بتأجيل الاستشارات كما يُروّج له البعض، واذا حصل، فسيكون هناك ازمة بين الرئيس بري ورئىس الجمهورية العماد ميشال عون.

 

وفي المعلومات، ان مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد شينكر الذي التقى الحريري، ابلغه ان واشنطن مرتاحة لترشيحه، رغم ان الادارة الاميركية لا تتعاطى مباشرة بتفاصيل تأليف الحكومة اللبنانية، لان باريس تتواصل مباشرة ويومياً مع المعنيين في الملف الحكومي، وتعمل على ازالة كل العقبات والصعوبات من امام الحريري لتأليف الحكومة، ويبدو ذلك من خلال اتصال الرئىس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالوزير وليد جنبلاط وبالحريري اللذان تواصلا هاتفياً، ويبدو ان جنبلاط سيقوم بتسمية الحريري بعدما كان ممتنعا، لكن تدخل الرئىس ماكرون اعطى نتيجة، حيث حصل تفاهم بين الحريري وجنبلاط على ان يؤيد «اللقاء الديموقراطي» والحزب التقدمي الاشتراكي الحريري لتأليف الحكومة الجديدة.

 

 جلالة وزارة الطاقة والشعبوية…

 

يواجه الرئيس الحريري حزبان مسيحيان رئيسيان، هما التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية اللذان لن يسمياه، وبذلك تكون الاكثرية النيابية المسيحية لن تعطيه اصواتها، باستثناء الوزير سليمان فرنجية والارمن المؤيّدين لتكليف الحريري.

 

اما بالنسبة للتيار الوطني الحر الذي تولى وزارة الطاقة لمدة 10 سنوات يعتبر انه ساهم في تخفيف فترة التقنين في الكهرباء ونجح بذلك من خلال استئجار بواخر تركية بما ادى الى اعطاء الطاقة الكهربائية للمواطنين. ويملك التيار الوطني الحر خطة للكهرباء، ولديه خبراء واختصاصيين يستطيعون تولي وزارة الطاقة وادارة الكهرباء، اضافة الى ملف الغاز والنفط والسدود المائية، لكن التركيز هو على الكهرباء.

 

والتيار الوطني الحر الذي قام عبر وزارة الطاقة بتلزيم مشروع دير عمار بـ 675 مليون دولار بالتراضي، يعتبر ان معمل دير عمار سيزيد من طاقة اعطاء الكهرباء للمواطنين اللبنانيين، كما ان لديه مخطط لاقامة معمل كهرباء كبير في سلعاتا في شمال لبنان على اطراف محافظة جبل لبنان، وهذا المعمل سيكون الحل النهائي للكهرباء في لبنان، وبالتالي، لا يريد التيار الوطني الحر التخلي عن وزارة الطاقة، لانه علم ان الحريري سيسمي خبيراً واخصائياً بالكهرباء، والتيار لن يقبل بذلك. ومن هنا قرر التيار الوطني الحر عدم تسمية الحريري لاسباب اخرى كما يقول المقرّبون منه، الاّ ان كل المعلومات تؤكد ان السبب لعدم تسمية الحريري هو وزارة الطاقة.

 

 التفاهم الرباعي والشعبوية المسيحية مقابله

 

ظهر على خارطة التحالفات السياسية او التفاهمات السياسية، ان تيار المستقبل تفاهم مع حركة امل وحزب الله ووليد جنبلاط وشكلوا تفاهماً رباعياً جعل المسيحيين يلتحقون بهذا التفاهم بدل ان يكونوا طرفاً رئيسياً فيه، واذا كانت شعبية الاحزاب المسيحية الكبرى قد خفت نتيجة ثورة 17 تشرين وانتشرت فئة مستقلة جداً، فان معارضة التفاهم الرباعي، الذي هو من الفئة الاسلامية، اي تيار المستقبل السني وحركة امل وحزب الله الشيعيان واللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي من طائفة الموحدين الدروز، فان مواجهة هذا التفاهم يتطلّب موقفاً مسيحياً قوياً، يكون بحجم التفاهم الرباعي داخل الحكومة، وبذلك يعطيهم شعبية مسيحية كبيرة.

 

ولاول مرة في اوساط الرأي المسيحي تظهر فئة مسيحية جديدة تؤيد موقف التيار الوطني الحر وموقف حزب القوات اللبنانية لعدم تسمية الرئىس سعد الحريري من خلال مواجهة الحزبان التفاهم الرباعي الذي يُحكى عنه، ويبدو ان ذلك سيعطيهم شعبية اكبر في المرحلة المقبلة، وحتى لو طلب شينكر من بعض القيادات المسيحية تأييد الحريري او تدخلت فرنسا مع بعض القيادات اللبنانية المسيحية لتأييده، فيبدو

 

ان التيار الوطني الحر وحزب القوات لن يعطوا اصواتهم للحريري من اجل تكليف تشكيل الحكومة الجديدة.

 

 تحرك فرنسي في الايام المقبلة

 

مقابل هذا الوضع الذي يجعل الحكومة دون ميثاقية مسيحية هامة مع ان الاصوات المسيحية و«التفاهم الرباعي» يعطون الحريري الاكثرية لتشكيل الحكومة، لان كتلة المستقبل مع الكتلتين النيابيتين الكبيرتين ايّ «كتلة التنمية والتحرير» و«كتلة الوفاء للمقاومة» يضاف اليهما كتلة «اللقاء الديموقراطي التي تتشكل من 11 نائباً، اضافة الى كتلة فرنجية، وقد ينضمّ اليهم نواب «اللقاء التشاوري» لان المعلومات تشير الى ان «اللقاء» قد يسمي الحريري، كل هذه الكتل قد يصل عدد نوابها الى 70 نائباً قد يسمّون الحريري لتشكيل الحكومة.

 

لكن الحريري سينقصه التأييد المسيحي الهام من القوات والتيار الوطني الحر، وبالتالي، سيعطي ذلك انطباعاً بان الميثاقية غير محترمة، لان الاكثرية المسيحية لن تعطي اصواتها، لكن الجهود الفرنسية ستنصب على الدكتور سمير جعجع كي يسمي سعد الحريري، مع ان هنالك صعوبة في ان يقوم بتغيير رأيه لان جعجع يطالب بانتخابات نيابية مبكرة ويقول انه في ظل هذا العهد «فالج لا تعالج».

 

اما الوزير جبران باسيل فاعلن بشكل واضح انه لن يسمي الحريري، لكن التيار الوطني الحر لم يقل انه لن يعطي الحريري الثقة اذا ظهر ان الحكومة التزمت خطة اصلاحية وجاءت باختصاصيين وخبراء، وعندها قد يعطي التيار الثقة للحريري، وستسعى فرنسا مع باسيل لمنح اصوات التيار الوطني الحر للحريري لكن باسيل والوطني الحر يؤكدان انه مهما جرى من اتصالات او مهما كانت المواقف، فالتيار الوطني الحر لن يسمي الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة.

 

ولكن السؤال المطروح، اذا اتصل الرئيس ماكرون بباسيل والرئىس العماد ميشال عون وتمنى عليهما تأييد الحريري، فهل يبقى التيار على رفضه بعدم منح الحريري اصواته ام يحصل تغيير؟

 

الوزير جبران باسيل قال انه مهما جرى من اتصالات، فان التيار الوطني الحر لن يقوم بتغيير موقفه ولن يمنح اصواته لتكليف الحريري تشكيل الحكومة.

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الراعي وعودة ضد تأجيل الاستشارات وبري متفائل حكومياً  

 

في الوقت الذي حقق المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم نتائج مهمة في زيارته الى واشنطن  حيث من المقرر ان ينتقل منها الى باريس للقاء المسؤولين الفرنسيين، وفي الوقت الذي احيا اللبنانيون ذكرى مرور سنة على انتفاضة 17 تشرين، استمر فريق الريس ميشال عون وصهره جبران باسيل في وضع العصي في دواليب المبادرة الانقاذية التي اطلقها الرئيس سعد الحريري لتعويم المبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة اختصاصيين.

 

الراعي وعودة

 

فقد روجت مصادر سياسية يقال انها مقربة من بعبدا معلومات عن احتمال تأجيل الاستشارات النيابية مرة ثانية ، خصوصا بعد صدور موقف بالغ السلبية من المبادرة الفرنسية اطلقه التيار الوطني الحر برفض تسمية الحريري لرئاسة الحكومة ، واثارة المزيد من الغبار تحت شعار الميثاقية . وهذا السلوك حدا بالبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي للغمز من قناة عون عبر اطلاق موقف حاد من الذين يملكون ترف الوقت لتأخير  الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة؟ معتبرا ان  المسؤولين السياسيين  فقدوا الحياء واحترام الشعب والعالم، والقيمون على الدولة عطلوا دورها ككيان دستوري في خدمة الشعب والمجتمع.

 

وقال: إرفعوا أياديكم عن الحكومة وأفرجوا عنها. فأنتم مسؤولون عن جرم رمي البلاد في حالة الشلل الكامل، إضافة إلى ما يفعل وباء كورونا.

 

بدوره سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده لماذا كل هذا التردد والتأجيل في تشكيل حكومة تنقذ الوطن الجريح والشعب الكسيح؟

 

بومبيو

 

وبالتزامن مع احياء ذكرى ١٧ تشرين برزت سلسلة مواقف دولية داعية الى الاصلاح والى تغيير النهج فوجه وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو  رسالة للمسؤولين اللبنانيين فغرد قائلا: «منذ عام من اليوم، بدأ اللبنانيون بالنزول إلى الشوارع للمطالب بالإصلاحات، وبتحسين الحكم، ووضع حد للفساد المستشري الذي خنق إمكانات لبنان الهائلة. تبقى رسالتهم واضحة  ولا يمكن إنكارها، فالعمل كالمعتاد غير مقبول».

 

فرنسا

 

جدّدت فرنسا دعوتها للمسؤولين اللبنانيين إلى التوافق لتشكيل حكومة، واعتبرت أنه حان وقت «اختيار النهوض بدل الشلل والفوضى». واوضحت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن «تشكيل حكومة مَهمّة قادرة على تطبيق الإصلاحات الضرورية لا يزال مؤجلا، رغم الالتزامات التي أعادت مجمل القوى السياسية اللبنانية تأكيدها». وأضافت «تعود لهؤلاء، ولهم وحدهم، مسؤولية الانسداد المطول الذي يمنع أي استجابة للانتظارات التي عبّر عنها اللبنانيون»، وشددت على أن باريس «مستعدة لمساعدة لبنان في الإصلاحات الكفيلة لوحدها بتعبئة المجتمع الدولي».

 

بريطانيا

 

اما السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ، فغرد عن ثورة 17 تشرين، مؤكدا أن: «على لبنان أن يجد طريقه للعودة إلى الاستقرار والازدهار. الكل يعرف ما يجب أن يحدث، والمجتمع الدولي يبقى متحداً حول وجوب القادة أن يحققوا إنجازات حيث فشلوا حتى الآن. إن الإصلاحات العاجلة و حكومة جديدة فعّالة، مع وضع المصلحة الشخصية والمجتمعية جانباً، أصبحت أكثر أهمية الآن، هناك سبب للأمل. هناك الآن نقاش مفتوح حول حجم التغييرات الضرورية، والقضايا التي لطالما كانت من المحرمات. هناك أشخاص طيبون في أجزاء من الإدارة، وهم بحاجة إلى الدعم. أغلبية الشعب اللبناني تدفعه القيم الحميدة. فليس من دون معنى أن يسود الطابع السلمي الحراك وأن يتم دفع الأفراد بدرّاجاتهم خارج الحشود. فقد تشهد وحتى أنها شهدت بلدان أخرى كمّاً أكبر من العنف.»

 

ولفت الى انه: «اليوم نحن ندعم مجالات جديدة مثل الصحة بينما نضاعف دعمنا في مجالات عدة مثل الأمن والتعليم والإنسانية».

 

سلبية التيار

 

اما التيار الوطني الحر فأكد مجلسه السياسي تمسّكه بالمبادرة الفرنسية وبتشكيل حكومة مهمّة يكون رئيسها ووزراؤها من أهل الإختصاص وتكون إصلاحية منتجة وفاعلة برئيسها ووزرائها وبرنامجها، على أن تدعمها الكتل النيابية. وأجمع خلال اجتماعه الدوري الكترونيا برئاسة رئيسه النائب جبران باسيل على «عدم تسمية دولة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة بإعتباره ليس صاحب إختصاص مع تأكيد الإحترام لشخصه ولموقعه التمثيلي والسياسي. ورفض المجلس السياسي «تسخيف الخلاف حول هذه النقطة بتصويره خلافًا شخصيًا يمكن حلّه بلقاء أو بإتصال هاتفي، كما تحوير موقف التيار في الإعلام والسياسة من خلال حملة ممنهجة تصوّر موقفه وكأنه متوقف على إتصال سياسي لم يطلبه التيار أصلاً بل جاء التداول فيه نتيجة حملة إتصالات قام بها تيار المستقبل ورئيسه ونتيجة فبركات سياسية إعلامية صار التسويق لها. وأكد المجلس أن قرار رئيس الجمهورية بتأجيل الإستشارات أمرٌ يعود له، «لكنه في مطلق الأحوال لن يُغيّر في موقف التيار، وفي الوقت نفسه يؤكد التيار الوطني الحر تمسكه بإستمرار الحوار مع تيار المستقبل وهو سيعمل على تطويره تنفيذًا للبرنامج الإصلاحي تبعًا لما تم الإتفاق عليه في خلال زيارة وفد المستقبل للمقر المركزي للتيار قبل أيام».

 

احتفالات 17 تشرين

 

متحدية جائحة كورونا وتداعياتها المنهكة، والجدران الامنية المنصوبة امامها، استعادت ساحة الشهداء حلة ثورة 17 تشرين لإحياء الذكرى السنوية الاولى لانطلاقتها. الوفود من مختلف المناطق انهت استعداداتها توجّهت  بكثافة للمشاركة في الاحتفال المركزي. من ساحة صور ومن تعلبايا وبعلبك وطرابلس وقرى جبل لبنان وكل البلدات انطلقت المواكب للمشاركة في الاحتفال الرسمي حيث تضاء شعلة الثورة. كما عمّت الاحتفالات والمسيرات مختلف المناطق. وفي ساحة الشهداء احتفلت مجموعات من الحراك بعد الظهر بالمناسبة، وسط الاغاني والاناشيد الثورية ورفع الإعلام اللبنانية ويافطات ترفض السلطة القائمة وسياسة الفساد والمحاصصة والمحاور وتطالب بانتخابات نيابية مبكرة وقانون عادل ونظام منبثق من ارادة الشعب، وألقيت كلمات لعدد من منظمي الاحتفال، شددوا فيها على «استكمال الثورة حتى تحقيق كافة المطالب وهي تأمين العدالة الاجتماعية، استعادة الاموال المنهوبة، محاسبة الفاسدين، إلغاء النظام الطائفي وانتخابات نيابية مبكرة. ثم قلد المنظمون «وسام الثورة» للعديد من المحتجين وأهالي الشهداء والجرحى والمعتقلين.

 

الراعي ينتقد تأخير الإستشارات إرفعوا أيديكم عن الحكومة

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في بكركي، وألقى عظة مما قال فيها:  مرت سنة كاملة على انطلاق الثورة الشعبية، من أجل التغيير في ذهنية السياسيين، ودور المجتمع وأداء مؤسسات الدولة. لكننا نرى بألم وإدانة المنظومة السياسية تتجاهل عمدا وإهمالا وازدراء مطالب المتظاهرين وشعبنا: فلا تهزها ثورة، ولا تفجير مرفأ، ولا تدمير عاصمة، ولا انهيار اقتصاديا، ولا تدهور ماليا، ولا وباء، ولا جوع، ولا فقر، ولا بطالة، ولا موت أبرياء. فلا تؤلف حكومة، ولا تحترم مبادرات صديقة، ولا تجري إصلاحات، ولا تفاوض جديا مع المؤسسات المالية الدولية. لقد فقد الشعب الثقة بالجماعة السياسية والدولة، والمسؤولون السياسيون من جهتهم فقدوا الحياء واحترام الشعب والعالم، والقيمون على الدولة عطلوا دورها ككيان دستوري في خدمة الشعب والمجتمع.

 

لا أحد بريء من دم لبنان النازف. المسؤولية جماعية والحساب جماعي. من منكم، أيها المسؤولون والسياسيون، يملك ترف الوقت لكي تؤخروا الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة؟ من منكم يملك صلاحية اللعب بالدستور والميثاق ووثيقة الطائف والنظام وحياة الوطن والشعب؟ إرفعوا أياديكم عن الحكومة وأفرجوا عنها. فأنتم مسؤولون عن جرم رمي البلاد في حالة الشلل الكامل، إضافة إلى ما يفعل وباء كورونا.

 

في الذكرى السنوية لإنطلاقة الثورة، نحن نعتبر أنها نجحت في إحداث تحول في الشخصية اللبنانية، وفي إعادة النبض إلى الشعب، وفي تزخيم طاقاته النضالية من أجل بناء دولة حرة، وطنية، قوية وعصرية. نجحت الثورة في توحيد جيل لبناني متعدد الانتماءات الدينية والثقافية والحزبية، فاندمج وجدانيا حول أولويات الحياة. ونجحت الثورة أيضا في تعزيز المفهوم السلمي للتغيير. منذ يومها الأول، رحبنا بهذه الثورة البهية، وأيدنا شبابها وشاباتها، ودعونا الدولة، بأجهزتها الأمنية والعسكرية، إلى احتضانها وحمايتها، وشجبنا التعرض للمتظاهرين الذين هم أبناؤنا ومستقبل لبنان. لكننا في المقابل نددنا بشدة بالمتسللين الذين اعتدوا على الأملاك الخاصة والعامة وعلى المؤسسات، وشوهوا وجه الثورة الحضاري. وإذ لا نزال نتطلع إلى الثورة بأمل، نريدها ثورة متجددة، ثورة أخلاقية مستقلة وغير تابعة لأحد في الداخل والخارج. نريدها ثورة موحدة وموحدة تحدد أهدافها اللبنانية بجرأة ووضوح. نريدها ثورة تحمل برنامجا اجتماعيا ووطنيا بناء، فلا يختلف الثوار على مطالبهم في الساحات وينزلقون في حلقات العنف. نريدها ثورة تطل بقيادة جديدة متفاهمة مع بعضها البعض، تمثل الشعب وتحاور الدولة والمجتمع الدولي. فلا ثورة من دون أهداف وبرنامج وقيادة. إنها لجريمة أن يخسر لبنان ثورته الرائعة. هذه فرصة لبنان لكي يغير من خلال الديمقراطية والتراث والقيم. فهلموا يا شباب لبنان وشاباته، إلى التغيير. أنتم مستقبل لبنان وعنكم قال صديقكم البابا يوحنا بولس الثاني انتم قوة لبنان التجددية، ونحن معكم.

 

عودة: دولتنا مائتة ومميتة في آن مازالت الحصص أهمّ من مصيرِ لبنان

 

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قداس الاحد في كاتدرائية مار جاورجيوس في وسط بيروت، وألقى عظة مما قال فيها: منذ عام، فرحْنا واليوم نفرح ببدء تشكل الوعي الوطني الصادق الذي يرفض التبعية والإستزلام، ويفضح الفساد وسوء الحكم والإدارة، وينشد الدولة العادلة، دولة القانون والمؤسسات. لكن هذا الفرح يتلاشى مع عودة الروح الطائفية والقبلية والحزبية. لقدْ أثبتنا أننا لا نزال شعبا يحتاج الكثير من الوعي والحرية. هل فوتْنا فرصة صنع التغيير؟

 

ألا تثبت المماطلة في اتخاذ القرارات المهمة أن دولتنا مائتة ومميتة في آن؟ لم كل هذا التردد والتأجيل في تشكيل حكومة تنقذ الوطن الجريح والشعب الكسيح؟ لم كل تلك الإجراءات الخانقة والعراقيل الواهية؟ لم لا نطبق الدستور وننفذ بنوده دون اجتهاد أو تحريف؟ هل بسبب عبادة الأنا؟

 

ما زال اللبنانيون يصفقون للزعماء الذين يهدرون مستقبلهم ومستقبل أولادهم، ويضيعون الفرصة تلو الأخرى لإنقاذ البلد، ولا يهتمون للوقت الذي يمر، ويجر وراءه ما تبقى من أمل في انتشال البلد من الحضيض، متمسكين بمماحكاتهم التافهة ومطالبهم العقيمة. ما زال عدد الوزارات وأسماء الوزراء والحصص أهم من مصير لبنان واللبنانيين. يهتمون بأمور كثيرة والحاجة إلى أمر واحد: إنقاذ البلد والتكاتف والعمل الجدي من أجل ذلك.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram