افتتاحيات الصحف ليوم الإثنين 7 أيلول 2020

افتتاحيات الصحف ليوم الإثنين 7 أيلول 2020

 

Telegram


افتتاحية صحيفة الأخبار :


الحكومة الأسبوع المقبل؟

نهاية أسبوع هادئة أمضتها عملية تأليف الحكومة. لا تطور مهماً، بانتظار الأسبوع الحالي، الذي يُتوقع أن يحمل معه ‏بدء النقاش الفعلي في التركيبة الحكومية. الرئيس المكلف مصطفى أديب عمد خلال الأيام الماضية إلى وضع تصوره ‏الأولي لشكل الحكومة، على أن يبدأ الاتصالات مع الأطراف الأساسيين هذا الأسبوع، وخاصة أن المداورة في الحقائب ‏السيادية لم تحسم بعد، كما لم تحسم مسألة التعامل مع الحقائب المسيحية؛ من يسمّيها إن كان القوات والتيار خارج ‏الحكومة؟ وقبل هذه وتلك لم يحسم حجم الحكومة، وسط تأكيد لسعي الرئيس المكلّف إلى تأليف حكومة مصغّرة تضم ‏اختصاصيين. لكن ثمة من يبدو واثقاً من أن أياً من العقد لن يطول، على أن تكون فترة الأسبوعين كافية لإنجاز مهمة ‏التأليف. ويذهب البعض في تفاؤله إلى حد الجزم بأن الحكومة ستبصر النور مطلع الأسبوع المقبل، مؤكداً أن القوى ‏السياسية الداعمة لأديب لن تعرقل مساعيه. وأشارت مصادر سياسية رفيعة المستوى إلى أن رئيس تيار المستقبل، سعد ‏الحريري، يحث أديب على الالتزام بفترة الأسبوعين التي حدّدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتأليف الحكومة، ‏معتبراً أن هذا الأمر أسياسي لنيل الدعم الفرنسي، ومن خلفه الغربي‎.


إلى ذلك، بدأ أمس قرار رفع الدعم يسلك طريق التنفيذ. وزير الاقتصاد راوول نعمة قرر وقف دعم السلع المتعلقة ‏بالإنتاج الحيواني والزراعي، بحجة أن الأسعار لم تنخفض، بل ارتفع بعضها ضعفي الأسعار السابقة للدعم. وبدلاً ‏من اللجوء إلى البحث عن سبل لخفض الأسعار ومراقبة حسن إفادة المستهلكين من الدعم، استسهل نعمة اللجوء ‏إلى الخيار الذي يفضّله، وهو وقف الدعم. وفي السياق نفسه، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن هناك ‏جهداً لـ"ترشيد" السلة الغذائية. وقال لمحطة "أم تي في" إنه يجري العمل على أن يكون هنالك بطاقة لكل مواطن ‏للشراء بقيمة ???? للدولار، من دون أن يحدد الفئات التي تستفيد من البطاقة. وأكد سلامة أنه طلب من وزارة ‏الطاقة تحديد حاجات البلد من الفيول والمحروقات، إلى حين يصبح هنالك خطة واضحة‎.
وفي سياق منفصل، أشار سلامة إلى إنه "لن يفلس أيّ مصرف في لبنان، ونحن اتّخذنا قراراً مفاده أنّ المصرف ‏الذي لا يمكنه تأمين المتطلّبات من حيث السيولة أو رأس المال سيقوم مصرف لبنان بتملّكه والحقوق تبقى ‏محفوظة‎".‎

*************************************


افتتاحية صحيفة البناء :


لافروف في دمشق… وصواريخ على مطار بغداد العسكريّ… ومطار أبها السعوديّ رسائل تحت الطاولة توحي بتعقيدات التأليف... وأديب متفائل بتخطّيها / مليار دولار أنفقت على دعم المستوردات الغذائيّة... ووزير الاقتصاد يتنصّل

تبدو المنطقة مشرّعة على رياح تخلط أوراقها في إجازة الشهور الرئاسية الأميركية، فكما يسعى الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون للاستثمار على فرصة حجز مقعد لبلاده على شرق المتوسط خلال هذه الإجازة برضا وتفهّم أميركيين، تبدو كل من سورية والعراق واليمن على موعد مع متغيّرات، فعلى جبهة اليمن تصعيد مثلته غارات الطائرات المسيَّرة التي وصلت إلى مطار أبها، وفي العراق الصواريخ تتساقط على مطار بغداد العسكري الذي تتوسّطه قاعدة أميركية، وفي سورية توقعات لخطوات سياسية أمنية اقتصادية تحملها زيارة الوفد الحكومي الروسي برئاسة نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف وعضوية كل من وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف، حيث تقول مصادر متابعة للزيارة إن تفاهمات اقتصادية نوعية ستوقع خلال الزيارة كترجمة للالتزام الروسي بالوقوف بوجه العقوبات المفروضة على سورية. وتضيف المصادر أن الوضع في إدلب وشرق الفرات سيحتل حيزاً رئيسياً في المباحثات، ومن ضمنه سياق العلاقة بكل من تركيا والجماعات الكردية، ومناقشة مسار عمل اللجنة الدستورية.


على المسار الحكومي لم تشهد العطلة أية نشاطات تشير إلى تحرك عجلة التأليف، فيما تتضارب المعلومات حول سلاسة وتعقيدات تنتظر مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب. فالحوار الذي ضمّه مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل بقي في العموميّات، وإعلان النيات المتبادلة بالتعاون لتسريع ولادة حكومة فاعلة تتولى إنجاز الإصلاحات المتفق عليها ضمن سلة مؤتمر سيدر، وفقاً للتعهدات التي قطعت بحضور الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون، والتنسيق بين مكوّنات الغالبية النيابية خصوصاً حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وفقاً للأطراف الثلاثة قائم، والرئيس السابق للحكومة سعد الحريري يواكب مع الرئيس المكلف مسار مهمته وتؤكد أوساطه عدم وجود نية لديه لتسمية وزراء سياسيين، بل تقديم بعض الترشيحات لاختصاصيين مقربين يترك لرئيس الحكومة الاختيار منهم وفقاً لمتطلبات الحكومة وتوازناتها، مع حذر حريري من وجود تطلعات كامنة لدى التيار الوطني الحر يتم تبنيها كتوجهات رئاسية في بعبدا، وفقاً لحصيلة ما أظهرته الجلسة الأولى بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف مصطفى أديب.


من جهتها، أكدت مصادر رئيس الحكومة المكلف ?مصطفى أديب?، أنه يملك تصوراً حكومياً أولياً يتناسب مع طبيعة المرحلة يعمل على أساسه مع الأفرقاء الأساسيين، لافتة إلى أن أديب يعمل على تثبيت النقاط المتفق عليها قبل البت بنقاط التفاوض.


وكشفت المصادر أن أديب مرتاح إلى اللقاء الذي عقده مع المعاون السياسي لأمين عام «حزب الله
حسين الخليل والمستشار السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، لافتة إلى أن مهلة الأسبوعين كافية من أجل تشكيل الحكومة والعملية سالكة. وشددت المصادر على أن أديب هو من يتولى عملية تأليف الحكومة بالتعاون مع القوى السياسية الأساسية ورئيس الجمهورية ميشال عون.


مصادر متابعة للملف الحكومي أبدت خشيتها من تعقيدات تحت الطاولة تنتظر مهمة الرئيس المكلف، وقالت إن المناخ الذي يُوحي بتوتر غير معلن رسمياً بين بعبدا وعين التينة ومحوره وزارة المال، ليس بالأمر الذي يسهل تخطيه إذا دخلت الأمور حيز البحث بالتشكيلة الحكوميّة، فالمداورة في الحقائب لا تطال وزارة المال وفقاً لرؤية عين التينة، لأنها مع رئاسة مجلس النواب وتقع في كفة موازية لكل من رئاستي الجمهورية والحكومة في التوازن الطائفي، والمداورة التي تطال وزارة المال يجب أن تطال الرئاسات، بينما باقي الوزارات قابلة للمداورة ولا مشكلة فيها، بينما تقف مقاربة بعبدا عند السعي للمداورة في وزارة المال بصورة مباشرة قبل سواها، ويخشى أن يكون السعي لتسمية وزير مالية مقرّب من رئيس الجمهورية مدخلاً لتجاذبات تؤخر ولادة الحكومة.


في الشأن الاقتصاديّ تزامنت حملة التمهيد لرفع الدعم عن السلع الأساسية من قبل مصرف لبنان مع فضيحة إنفاق ما يقارب مليار دولار خلال الشهور الماضية على دعم السلع الغذائية المستوردة ليتبين أن الدعم كان عرضة للتلاعب، ومصدراً لأرباح غير مشروعة لشركات مدعومة سياسية حظيت بالدعم المالي لغير أغراض تخفيض الأعباء عن المواطنين، وكان لافتاً كلام وزير الاقتصاد الذي وضع لوائح الشركات المستفيدة من الدعم عن مساوئ وأخطاء وثغرات أفقدت الدعم مبرراته ليستخلص الدعوة لوقفه بدلاً من قيامه يوم كان وزيراً بكامل صلاحياته بمراقبة الأسعار وملاحقة المرتكبين والمخالفين وشطبهم عن لوائح المستفيدين من الدعم.


صيغة حكوميّة الأربعاء


ومع مرور أسبوع على تكليف الرئيس أديب لتأليف الحكومة الجديدة والأسبوع الأول من المهلة الفرنسية الممنوحة للقوى السياسية لتسهيل ولادة حكومة «المهمة
، لم تسجل المفاوضات التي يجريها الرئيس المكلف بعيداً عن الأضواء أي جديد، فالمفاوضات لا زالت تتركز حول حجم الحكومة بين مصغرة من 14 وزيراً من الاختصاصيين كما يصر الرئيس المكلف وبين الحكومة الموسعة من 20 الى 24 وزيراً كما يصرّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أي لكل وزير حقيبة لرفع إنتاجية الحكومة.


إلا أن المعلومات المتوافرة تشير الى أن الرئيس المكلف يستمع الى كل الآراء ويأخذ بعين الاعتبار ملاحظات كافة الأفرقاء لمن يريد حكومة قوية ومنتجة وبعيدة عن الحسابات السياسية والتعطيل، مع معلومات عن أن أديب لوّح بالاستقالة في حال أصرّت الأطراف السياسية على مطالبها. إلا أن مصادر مطلعة على ملف التأليف نفت وجود عراقيل أمام تشكيل الحكومة الجديدة، موضحة لـ«البناء
الى أن الرئيس المكلف يحتاج الى وقت ليضع التصور الأولي للحكومة ومن ثم عرضها مع الكتل النيابية ومناقشتها مع رئيس الجمهورية
، مستغربة الحديث عن شروط أو مطالب تضعها الكتل على الرئيس المكلف. وكشفت المصادر أن «الرئيس المكلف يعمد حالياً الى وضع صيغ لتوزيع الحقائب وإذا تمّت الموافقة على أي صيغة سيتمّ حينها اختيار الأسماء
. فيما تساءلت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر: «كيف أنه في بلد فيه رئاسة حكومة و23 وزارة كل واحدة باختصاص معيّن نطالب بحكومة مصغّرة من رئيس و13 وزيراً قبل أن يتم دمج بين الوزارات؟
، مشددة على ضرورة تأليف حكومة منتجة ومنسجمة هدفها اقرار الاصلاحات الضرورية ومعالجة تداعيات تفجير مرفأ بيروت وإعادة الإعمار.


ومن المتوقع أن يزور أديب بعبدا الأربعاء المقبل كما أشارت مصادره حاملاً صيغة أولية للحكومة ليعرضها على الرئيس عون.


«المداورة
و«ميثاقيّة المراسيم



وفيما لم يعرف موقف الرئيس المكلف من مسألة المداورة في الحقائب التي طرحها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، أوضحت أوساط نيابية في تكتل التنمية والتحرير لـ«البناء
الى أن الجميع مع مبدأ المداورة في الحقائب، لكن وزارة المالية مستثناة من هذا المبدأ لأنها لا تتعلق بحصة أو مكسب سياسي بل ارتبطت بعد اتفاق الطائف بمبدأ الشراكة في الحكم وميثاقية المراسيم أما باقي الحقائب فليست حكراً على أحد
، مضيفة أن «وزارة المالية هي عُرف كما عُرف توزيع الرئاسات على الطوائف الثلاث لم تكرّس بمادة دستورية
.


وتوقعت مصادر مطلعة ولادة الحكومة خلال أسبوعين على أبعد تقدير. وأضافت لـ«البناء
أن القوى السياسية ملزمة بتسهيل ولادة الحكومة في أقرب وقت لأسباب عدة: الأول تردي الاوضاع الاقتصادية والمالية لا سيما بعد تفجير مرفأ بيروت وتداعياته والحديث عن رفع الدعم عن السلع الأساسية، والثاني وجود المبادرة الفرنسية التي لا يستطيع أحد الوقوف في وجهها خشية العقوبات المالية، وثالثاً الدعوة الفرنسية لعقد مؤتمر مالي لدعم لبنان منتصف تشرين المقبل. وهذا يتطلب وجود حكومة لذلك يجب تسريع تشكيلها لتضع البيان الوزاري وتنال الثقة في المجلس النيابي وتعقد أولى جلساتها لتكون مستعدة لهذا المؤتمر
.


لودريان


وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان رداً على سؤال حول تدخّل الدولة الفرنسية في الشؤون اللبنانية، خلال مقابلة مع «راديو إنتر
الفرنسي، الى أنه «عندما لا يقوم هذا البلد بإصلاحات في زمن الانهيار، ويطلب في الوقت نفسه المساعدة الدولية، من الطبيعي أنّ تكون فرنسا في طليعة الدول التي ستقوم بمساعدته
. ولفت إلى أن «الرئيس إيمانويل ماكرون كان رئيس الدولة الوحيد الذي زار بيروت في اليوم التالي لانفجار مرفأ بيروت
، لافتاً إلى أنه على «كل فريق أن يقوم بدوره، وعلى اللبنانيين تنفيذ الإصلاحات وعلى فرنسا التأكيد عليها
، مؤكداً أنّ «المجتمع الدولي ثمّن جهود الرئيس ماكرون ودعمها، إن كان على مستوى الأمم المتحدة أو حتى الفاتيكان
.


هجرة الى قبرص


وقد دفعت الأوضاع الاقتصادية الصعبة عدداً من اللبنانيين والسوريين الى الهجرة غير الشرعية الى قبرص اليونانية عبر البحر، إلا أن السلطات اليونانية اعترضتهم وقامت بإرجاعهم الى لبنان على متن قارب يحمل 33 شخصاً (30 لبنانياً وثلاثة سوريين). حدث رأت فيه مصادر نموذجاً مصغّراً عما سيكون عليه الوضع في حال حصل انهيار مالي اقتصادي اجتماعي أمني كبير في لبنان، حيث ستتضاعف حملات الهجرة من اللبنانيين والنازحين السوريين في لبنان الى سواحل أوروبا.


تداعيات رفع الدعم


في غضون ذلك، بدأت مفاعيل التسريبات عن قرار قريب لمصرف لبنان لرفع الدعم عن السلع الأساسية بالظهور في الاسواق، الى جانب اعلان وزير الاقتصاد المستقيل راوول نعمة عن إلغاء قرار دعم المنتجات الحيوانية بسبب عمليات الغش التي يقوم بها التجار، وبحسب معلومات «البناء
فإن بعض موزعي المنتجات الحيوانية على أصحاب المزارع تعمل الى توزيع هذه المنتجات وتفرض على الزبائن التوقيع على استلام 2400 كيلوغرام فيما الوزن الحقيقي لا يتعدّى الـ 900 كيلوغرام تحت طائلة عدم التسليم. ويشير خبراء اقتصاديون لـ«البناء
الى أن «الدعم الذي أقرته حكومة الرئيس حسان دياب للمنتجات الحيوانية والسلة الغذائية من 300 سلعة لم يستفد منه المواطنون بل عاد بأرباح كبيرة لحساب خمس شركات استيراد وتوزيع كبرى محسوبة على سياسيين نافذين في البلد
. وعلمت «البناء
أن بعض شركات استيراد المواد الغذائية الكبرى في لبنان ستتوقف عن شحن واستيراد المواد الغذائية من الخارج بسبب عدم فتح الاعتمادات من مصرف لبنان اضافة الى ارتفاع أسعارها، وفي حال تحسن الوضع المالي والاقتصادي بعد تأليف الحكومة الجديدة فإن هذه الشركات تحتاج الى ثلاثة أشهر لتنظيم اعادة الاستيراد
.


وحذر الخبير المالي والاقتصادي وليد أبو سليمان من أن رفع الدعم عن السلع الأساسية سيرتفع سعر ربطة الخبز من 2000 ليرة إلى حوالي 10000 ليرة، وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملة الوطنية
، وأوضح أبو سليمان لـ«البناء
إلى أن «الاحتياطيّ النقديّ في مصرف لبنان المسموح استخدامه، هو مليارا دولار، تكفي لأقل من 3 أشهر، وإلا سيضطر المركزي لاستعمال الاحتياطي الإلزامي. وهذا ما لن يقوم به الحاكم رياض سلامة كما قال
.


سلامة


وأعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنه طلب من وزارة الطاقة تحديد حاجات البلد من فيول وغيره وعلى أيّ شركات يجب أن توزّع من أجل تلبية حاجات المواطن إلى أن تصبح هناك خطة واضحة. وأكد سلامة في حديثٍ تلفزيوني أن هناك جهداً لترشيد موضوع السلة الغذائية، وقال: «لا يُخفى أنّ استغلالاً وتهريباً يحصلان ونعمل على أن تكون هناك بطاقة لكلّ لبناني للشراء بقيمة 1515 للدولار بهدف دعم المواطن
. وشدّد على أنه «لن يفلس أيّ مصرف واتّخذنا قراراً مفاده أنّ المصرف الذي لا يمكنه تأمين المتطلّبات من حيث السيولة أو رأس المال سيقوم مصرف لبنان بتملّكه والحقوق تبقى محفوظة
.


تجاذب حول التدقيق الجنائيّ


ودخل ملف التدقيق الجنائي في دائرة التجاذبات السياسية، وسط اتهامات لوزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني بتزوير العقد مع شركة Alvarez.


ونفى مكتب وزني في بيان، التسريبات «التي تولتها جهات رسمية حول قيامه بتعديلات جوهرية وأساسية في عقد التدقيق الجنائي
، وأكد أن «هيئة التشريع والاستشارات هي هيئة تتولى إبداء الرأي في عقود الدولة ورأيها غير ملزم
. مضيفاً أن «وزير المالية أخذ بغالبية ملاحظات هيئة التشريع والاستشارات باستثناء الملاحظة المتعلقة بمجموعة إيغمونت لأن الحكومة فوّضت وزير المالية توقيع عقد التدقيق الجنائي مع شركة Alvarez ولم تطلب منه التفاوض مع طرف ثالث اي مجموعة Egmont. ولم يأخذ المطالبون بزج مجموعة إيغمونت في العقد برأيها أو موافقتها اذا ما كانت تود المشاركة في العقد
.


وفي هذا السياق أعتبر ابو سليمان أن «عقد التدقيق الجنائي يصطدم بالقوانين اللبنانية كالسرية المصرفية، الى جانب عدم نشر العقد رسمياً، متسائلاً عن عدم تطبيق قانون الوصول الى المعلومة، داعياً الى التمحيص بالعقد وتفاصيله وحدوده القانونية، وتحديد الهدف الأساسي وهو الوصول الى مواقع الهدر في مصرف لبنان، ويجب أن يشمل كافة المؤسسات العامة
.


جمعيّات منتحلة الصفة


ودعا السفير المفوض لـ«هيومن رايتس
في لبنان رومانوس رعد في بيان، اللبنانيين جميعاً وأهالي المنطقة المنكوبة من انفجار مرفأ بيروت خصوصاً، الى «التيقظ والتنبّه والتعامل فقط مع الجمعيات الأهلية والمدنية والمؤسسات المرخصة رسمياً من السلطات المختصة أو تلك التي تعمل بإشراف الجيش والإدارات الرسمية
. وحذّر من شركات وجمعيات «ينتحلون صفات جمعيات أهلية وأسماء جمعيات مجتمع مدني وغيرها الذين يستغلون وجع وحزن الناس من أجل تنفيذ أهداف خاصة أخرى كالاحتيال والسرقة
.


على صعيد التحقيقات في تفجير المرفأ، بلغ عدد الموقوفين بحسب المعلومات 31 موقوفاً من موظفين إداريين وضباطاً أمنيين لهم علاقة بإدارة المرفأ، ومن المتوقع أن يستدعي قاضي التحقيق العدلي فادي صوان وزراء العدل والداخلية والأشغال السابقين وعدداً من الضباط الأمنيين السابقين.


جريمة كفتون


على صعيد آخر، بقيت جريمة كفتون ـ الكورة التي قضى فيها ثلاثة قوميين اجتماعيين هم الشهداء: جورح سركيس وعلاء فارس وفادي سركيس، في واجهة الاهتمام، بعدما تبينت هوية عدد من مرتكبي الجريمة لديهم سوابق إرهابية، ما عزز فرضية العمل الإرهابي عن سابق تخطيط.


وفيما استمرت التحقيقات في الجريمة، أكدت مصادر خاصة ومتابعة للملف لـ«البناء
أنه يتقدّم في أكثر من اتجاه، وسيفضي في نهاية المطاف إلى إماطة اللثام عن مخطط إرهابي كبير، أنيط تنفيذه بخلايا إرهابية تتوزّع المهام في ما بينها، وهي ثلاث: الأولى تنفذ عمليات سطو وسلب وسرقة، ليس بهدف التمويل وحسب، بل لتحديد المناطق الرخوة أمنياً، والثانية تولّت الانغماس في التجمعات والتظاهرات التي تمارس أعمال العنف والتخريب والاعتداء على القوى العسكرية والأمنية، والثالثة مهمتها تنفيذ عمليات إرهابية
.


ولفتت المصادر أنّ «جريمة كفتون مكّنت القوى العسكرية والأمنية من الإمساك برأس الخيط الذي أوصل إلى كشف عدد من الخلايا الإرهابية
. وكشفت «أنه بعد ساعات قليلة على وقوع جريمة كفتون، تمّ وضع رسم تشبيهي لمسرح الجريمة، كما تمّ وضع أكثر من فرضية، وكان العمل الإرهابي متقدّماً على كلّ الفرضيات الأخرى، لكن ما جرى تعميمه علناً هو فرضية السطو والسرقة، ما ساعد القوى العسكرية والأمنية في تنفيذ سلسلة من الاعتقالات التي طالت عدداً من المتورّطين
. وتابعت المصادر: «التحقيق يتمّ بسرية تامة، والحزب السوري القومي الاجتماعي، كجهة متضرّرة، ليس بوارد استباق نتائج التحقيقات، فالملف مفتوح، وهناك متابعة حثيثة، لأنّ القضية توسّعت ولم تعد محصورة في نطاق المجموعة التي نفذت جريمة كفتون
.


ولفتت قيادة الجيش في بيان إلى تمكّن مديرية المخابرات في الجيش «من توقيف عناصر خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي كانت في صدد تنفيذ أعمال أمنية في الداخل اللبناني، وأظهرت التحقيقات أنّ أمير تلك الخلية هو الإرهابي المتواري عن الأنظار خالد التلاوي الذي استخدمت سيارته من قبل منفذي جريمة كفتون التي وقعت بتاريخ 21 /8 /2020
.


وأكدت المصادر الخاصة أنّ بيان قيادة الجيش، أشار بوضوح إلى أنّ ما حصل في كفتون هو عمل إرهابي، وهذا ما بات مؤكداً، خصوصاً بعد أن اتخذ الحزب القومي صفة الادّعاء في القضية، وطالب بإحالة الجريمة الى المجلس العدلي نظراً لطبيعتها الإرهابية، مع التشديد على الثقة الكاملة بالتحقيق الجاري حالياً والذي بنتيجته تمّ اعتقال خمسة متورّطين، وإصدار مذكرات توقيف بحق ثمانية آخرين.


ولفتت المصادر إلى أنّ عدد الذين تمّ إلقاء القبض عليهم قليل جداً، قياساً إلى عدد المتورّطين، وأنّ عمليات التعقب والتتبّع للعناصر الإرهابية مستمرة، والآتي من الأيام سيشهد وقوع العدد الأكبر من هؤلاء. وأضافت أن ما هو مؤكد أنّ شهداء الحزب القومي جورج وعلاء وفادي قد افتدوا كلّ البلد، لأنّ الخلايا الإرهابية كانت تدبّر عملاً إرهابياً كبيراً، وهذا ما سيتكشف لاحقاً. وختمت المصادر: «لو أنّ جريمة كفتون، حصلت في غير منطقة لبنانية تخضع لنفوذ القوى الطائفية والمذهبية، لكانت استدرجت فتنة كبيرة، وجرت التعمية على المجرمين الإرهابيين، غير أنّ كفتون القومية، دلّت الأجهزة الأمنية والعسكرية على الخلايا الإرهابية المهدّدة لأمن واستقرار لبنان وسلمه الأهلي
.


على صعيد أمني آخر، أفادت وسائل اعلام اسرائيلية انّ «مجهولين دخلوا إلى قاعدة كبيرة في الجليل قرب الحدود مع لبنان وسرقوا الكثير من الأسلحة، بعد أن عُثر على ثغرة في جدار مركز اللواء المناطقي 796
. ولفتت الى انّ «من بين ما سرق 23 بندقية رمي قنابل و15 بندقية أم – 16 والجيش الإسرائيلي يحقق في الحادثة
.


وشهدت بعض مناطق الجنوب أمس تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية الإسرائيلية وعلى علو منخفض.


وأفادت الوكالة الوطنية أن «طائرة «درون
إسرائيلية خرقت مساء أمس، الأجواء اللبنانية لمسافة كيلومتر واحد عند نقطة «البلان
في خراج بلدة ميس الجبل.


لقاء نصرالله – هنيّة


في غضون ذلك، التقى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إسماعيل هنية.


واستعرض الطرفان تفصيلياً مجمل التطورات السياسية والعسكرية في الأراضي الفلسطينية ولبنان والمنطقة، بما في ذلك صفقة القرن وتطبيع الدول العربية علاقاتها مع «إسرائيل
، وفقاً لقناة المنار. وأكد الجانبان على «ثبات محور المقاومة وصلابته في مواجهة كل الضغوط والتهديدات والآمال الكبيرة المعقودة عليه
. وشدد نصرالله وهنية على «متانة العلاقة
بين حزب الله وحركة حماس.


وكان هنية قد التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في إطار الزيارة التي يجريها إلى لبنان.


****************************************



افتتاحية صحيفة النهار



أي حكومة مع “عراضة الممانعة” وإطلالة التعقيدات؟

لم ينقض أسبوع بعد على الزيارة الثانية التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان، والتي شكلت دفعا قويا لاستعجال خطوات الاستحقاق الحكومي، حتى بدأت تتلبد الغيوم والشكوك المريبة في المناخات التي تواكب انصراف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب الى اعداد مسودة تركيبة حكومته. وإذ تتسم صورة عملية التأليف بغموض كبير في انتظار ما قد تتكشف عنه الأيام القليلة المقبلة من معطيات ملموسة في شان تركيبة الحكومة العتيدة لم يكن ممكنا تجاهل المناخ السلبي الذي نشأ في الأيام الأخيرة من خلال تعمد “محور الممانعة” اطلاق “عرض للقوى” واكب زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية والذي تحولت لقاءاته وجولاته ومواقفه من بيروت ومنابرها الى عملية مدروسة لاطلاق الرسائل في اتجاه خصوم ايران وتحويل بيروت منصة مستباحة. وأسوأ ما واكب هذه الظاهرة ان هنية الذي كان هدد من بيروت إسرائيل بصواريخه العابرة الى ما بعد تل ابيب ظهر امس في لقاء تنسيقي مع الأمين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله، قام بجولة واسعة في مخيم عين الحلوة ليعلن منه ان “مخيمات الشتات ستبقى قلاع المقاومة”. والواقع ان هذا الاستعراض المتعمد من “محور الممانعة ” شكل تحديا سافراً للدولة العاجزة من جهة، فيما رسم علامات ريبة كبيرة حيال طبيعة التوظيف الذي يستغله “حزب الله” للوساطة الفرنسية في لبنان والمرونة التي تتبعها حياله فيما يمرر غداة زيارة الرئيس الفرنسي هذا الخرق ليقول انه باق على تحكمه بقرارات الدولة أيا تكن نتائج الوساطة الفرنسية.



وفي ظل هذا التطور السلبي ينقضي اليوم الاسبوع الاول من مهلة الاسبوعين والمعطيات الحكومية لا تبشر بولادة سهلة للحكومة. ووفق المعطيات فان الرئيس المكلّف استمع لكل القوى السياسية والكتل النيابية، كما اطلع من رئيس الجمهورية على ما يطلبه في الحكومة المقبلة، بتوسيع العدد الى 24 وبأن يكون في الحكومة وزراء اختصاص مسيسون. وهو حتى الآن لا يبادر الى طلب اللقاء بأحد، ولا يقترح اسماء ولا حقائب على احد كما لا يطلب من أحد اقتراح اسماء.





واللقاء الذي عقده أديب قبل ايام مع المعاونين السياسيين للأمين العام لـ”حزب الله ” ورئيس مجلس النواب حسين الخليل وعلي حسن خليل جاء بناء لطلبهما ولم يكشف الا القليل عما دار في هذا اللقاء. لكن علم انهما لم يفهما من أديب من الذي سيسمي الوزراء وكيف ستوزع الحقائب ولا اذا كانت حقيبة المال ستبقى مع الطائفة الشيعية علما ان الثنائي متمسك ببقائها معه ويرفض المداورة في الحقائب الأساسية.





كما ان بيت الوسط لا يتدخل بعملية التأليف والرئيس سعد الحريري قال بوضوح : لا نريد حقيبة ولا اي وزير.



الى ذلك علم ان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل قال امام نواب كتلته السبت في اللقلوق إن الرئيس اديب لا يطلب لقاء الاحزاب ولا يسأل الاحزاب رأيها في حقائب أو اسماء. لذلك عندما يعرض تشكيلته نقرر كيف سنتعاطى مع الحكومة المقبلة.





ويقول المتابعون، ان مسار التأليف لا يبشر بأنه سيكون سهلاً ولن يتوضح قبل ان يعرض الرئيس اديب تصوره الاولي على رئيس الجمهورية، ويتوضح ما اذا كان اتفق ورئيس الجمهورية على الخطوط العريضة للحكومة لاسيما وان المعلومات تشير الى انه مصر على حكومة من 14 وزيراً.



وكان لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان امس موقف جديد شدد فيه على ضرورة قيام لبنان بالإصلاحات. وإذ اكد وقوف فرنسا الى جانب لبنان بحيث ان الرئيس ايمانويل ماكرون كان رئيس الدولة الوحيد الذي زار بيروت في اليوم التالي لانفجار مرفأ بيروت قال “على كل طرف ان يقوم بدوره. على اللبنانيين تنفيذ الإصلاحات وعلى فرنسا تأكيد الإصلاحات كما ان المجتمع الدولي ثمن وأيد جهود ماكرون والأمم المتحدة وكذلك الفاتيكان”.



جعجع وبكركي



وسط هذه الأجواء برزت المواقف التي اعلنها رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع في القداس السنوي لـ”شهداء المقاومة اللبنانية ” الذي أقيم عصر امس في معراب والتي تميزت بشن جعجع اعنف هجماته على “تفاهم مار مخايل ” بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله ” قبل ان يتوجه مباشرة الى الحزب داعيا إياه الى اتخاذ القرار الحاسم بالتسليم للدولة اللبنانية والكف عن خدمة ايران. واعتبر جعجع “ان كلمة سحرية تختصر أسباب كل ما وصلنا اليه : تفاهم مار مخايل لانه صفقة بين حزبين على تأمين مصالحهما الحزبية الضيقة على حساب لبنان” وتوجه الى الحزب سائلا :” الى اين تريد بعد ان يصل الوضع في لبنان وهل هناك أسوأ مما نعيشه وهل تنتظر مجاعة كاملة ” ودعاه الى “وضع نفسه في خدمة لبنان”. وفيما دافع جعجع بقوة عن بكركي وموقف البطريرك الداعي الى الحياد تميزت عظة الراعي امس بدعوته الرئيس المكلف الى التزام مواصفات محددة للحكومة الجديدة ابرزها “ان تكون حكومة طوارئ مصغرة ومؤهلة وقوية توحي بالجدية والكفاية … حكومة من الشعب وللشعب وليس من السياسيين وللسياسيين “.



*************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الحكومة نسخة معدّلة عن السابقة.. والبنك الفرنسي قد يدقّق حسابات “المركزي”

مضى الأسبوع الأول من الاسبوعين المحدّدين لتأليف الحكومة الجديدة، لينطلق كل الزخم والرهان على الاندفاعة الفرنسية هذا الاسبوع، على أمل ان يشهد في نهايته الولادة الحكومية الموعودة. فهناك مكابشة بين الزخم الفرنسي المحدّد بأسبوعين لاستيلاد الحكومة، وبين اللعبة الداخلية وقدرتها على التعطيل او فرض قواعد العمل الخاصة بها. وبالتالي، فإنّ هذا الاسبوع سيثبت من سيربح في نزاع الأجندات: فرنسا الراغبة في ادخال متحول في عملية تشكيل الحكومات، أم الطبقة السياسية في الداخل التي سلّمت على مضض بالقواعد الفرنسية، والآن ستظهر مدى قدرتها على الالتفاف عليها؟ وبالتالي، فإنّ حكومة مصطفى اديب إما تولد في نهاية هذا الاسبوع أو تنطلق عملية الجرجرة وبدء نزيف الصدقية الفرنسية، وهذا الأمر له علاقة بموقف النائب جبران باسيل و«التيار الوطني الحر» وموقف الرئيس سعد الحريري وتيار «المستقبل» وموقف الثنائي الشيعي.





أما أبعد من ذلك، فهناك الموقف الخليجي الذي يلفّه الصمت حيال خيار تكليف مصطفى اديب لتأليف الحكومة، وينتظر على المفترق للحسم ازاء هذا الخيار حتى ببعده الفرنسي، فيما الولايات المتحدة الاميركية اعطت فرصة للفرنسيين في موازاة «غمزة» لدول الخليج. اما اوروبا فهي داعمة لفرنسا التي وضعت كل ما بوسعها في سبيل انجاز هذا الاستحقاق اللبناني، فيما يُحكى عن تواصل فرنسي – ايراني حول لبنان، ما زال خاضعاً لمنطق علامات الاستفهام.



وعلمت «الجمهورية»، انّ الاتصالات الجارية في شأن التأليف ما زالت في اطار العناوين العريضة للتشكيلة الوزارية، من حيث الحجم وتوزيع الحقائب، ولم تدخل بعد في التفاصيل المتعلقة بالاسماء. ومن المرجح ان يرسو الحجم على 20 الى 24 وزيراً.



يجري الرئيس المكلّف اتصالاته في أجواء من الهدوء وفي الكواليس، ولم يُسجّل له اي حراك علني منذ زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اليوم التالي لإستشاراته النيابية غير الملزمة وغاب بعدها عن السمع، وبقي الحديث عن لقاء عقده مع الرئيس سعد الحريري غير ثابت، ولم يرصده أحد.



وتزامناً مع عبور الأسبوع الأول على المهلة التي حُدّدت بإسبوعين منذ تكليف الرئيس اديب الإثنين الماضي مهمة التأليف، بقي قصر بعبدا هادئاً طوال عطلة نهاية الاسبوع، ولم يُسجّل اي حراك في اليومين الماضيين، فيما افيد انّ رئيس «التيار الوطني الحر» قصد منذ ليل الجمعة – السبت منزله الصيفي في اللقلوق، عقب اللقاء الذي جمعه مساء الجمعة بـ»الخليلين» المعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، والذي خُصّص لتبادل الآراء في ضوء الافكار المطروحة في شأن التركيبة الحكومية.



«لمسة فرنسية»



قال قطب حزبي بارز لـ«الجمهورية»، انّ السقوف الزمنية التي حدّدها الرئيس الفرنسي لتطبيق مبادرته، هي مهلة حث اكثر منها مهلة حسم.



وتوقع القطب، ان توضع «لمسة فرنسية» على حكومة مصطفى أديب، مرجحاً ان تضمّ وزراء اختصاصيين يعكسون في تركيبتهم نوعاً من الاستقلالية، انما مع نكهة سياسية.



كذلك، رجّح ان تكون الحكومة الجديدة نسخة معدّلة عن حكومة حسان دياب، في اتجاه الاستعانة باختصاصيين مجرّبين، وتأمين غطاء دولي عبر المظلّة الفرنسية.



وأكّد، انّ وزارة المال ستبقى في حوزة المكون الشيعي، «وبالتالي فإنّ النقاش قد يتركّز على طبيعة الشخصية الشيعية التي ستتولاها وليس على هويتها».



تشكيلات من صنع المستوزرين



وفي الوقت الذي يحوط الرئيس المكلّف إتصالاته في شأن التأليف بالسرّية التامة ومن دون اي ضجيج، تغزو الساحة السياسية التشكيلات الحكومية الافتراضية اليتيمة التي لا يتبناها أحد علناً. وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية»، انّ بعض المستوزرين درجوا على نشر تشكيلات وزارية عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وتورط في نشرها بعض المواقع الالكترونية.



واوضحت المصادر، انّ صمت الرئيس المكلّف مردّه الى انّ الرجل اختار آلية خاصة به في التأليف لم يعتمدها احد من قبل. فهو لم يطلب الى اليوم من أي طرف اي اسم بعد.



واكّدت مراجع عليمة ومعنية، انّ «بيت الوسط» لم يتدخّل الى اليوم مع الرئيس المكلّف، «فلا هو طلب منا شيئاً ونحن لم نطلب منه اي خطوة»، حسبما قالت مصادر «بيت الوسط» لـ «الجمهورية»، مضيفة: «انّ الحديث عن لقاءات يجريها في «بيت الوسط» هو من خيال البعض المهووس بما يدور من حوله، ساعياً الى تسويق سيناريوهات وهمية لا اساس لها من الصحة».



في شقة مفروشة



وقالت مصادر مطلعة، انّ الورشة قائمة في منزل الرئيس المكلّف في محلة كليمنصو في بيروت، لترميم ما الحقه انفجار المرفأ بها من اضرار، وهو يقطن الآن في شقة مفروشة ولن يتمكن من العودة الى منزله قبل نهاية الأسبوع المقبل او مطلع الذي يليه.





التدقيق المحاسبي



على صعيد آخر، أبلغت اوساط مطلعة الى «الجمهورية»، انّ هناك بحثاً في احتمال أن يتولّى البنك الفرنسي المركزي التدقيق في حسابات مصرف لبنان، بعد الالتباسات التي رافقت التوقيع على عقد التدقيق الجنائي مع الشركة الدولية التي اعتمدها مجلس الوزراء.



واوضحت الاوساط، انّ هذا الطرح يسمح بتخطّي عقبة مخالفة قانون النقد والتسليف الذي ينصّ على استقلالية المصرف المركزي، مشيرة الى انّه ربما يشكّل مخرجاً مقبولاً لجميع الأطراف، خصوصاً انّ حاكم البنك المركزي رياض سلامة يرحّب بهذه المساعدة.



لودريان



الى ذلك، وفي جديد المواقف الفرنسية، أكّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أنّ «الوقوف إلى جانب لبنان يأتي نتيجة العلاقة المتينة التي تجمع البلدين على مختلف الأصعدة، ثقافياً واجتماعياً وفرنكوفونياً، وعلى مستوى العلاقات الشخصية أيضاً».



ورداً على سؤال حول تدخّل الدولة الفرنسية في الشؤون اللبنانية، خلال مقابلة مع «راديو إنتر» الفرنسي، شدّد لودريان على أنّه «عندما لا يقوم هذا البلد بإصلاحات في زمن الانهيار، ويطلب في الوقت نفسه المساعدة الدولية، من الطبيعي أنّ تكون فرنسا في طليعة الدول التي ستقوم بمساعدته». ولفت إلى أنّ «الرئيس إيمانويل ماكرون كان رئيس الدولة الوحيد الذي زار بيروت في اليوم التالي لانفجار مرفأ بيروت»، مشيراً إلى أنّه على «كل فريق أن يقوم بدوره، على اللبنانيين تنفيذ الإصلاحات وعلى فرنسا التأكيد عليها»، مؤكّداً أنّ «المجتمع الدولي ثمّن جهود الرئيس ماكرون ودعمها، إن كان على مستوى الأمم المتحدة أو حتى الفاتيكان».



كونتي في بيروت غداً



الى ذلك، وبعد زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ومساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لبنان، يصل الى بيروت غداً رئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي في زيارة رسمية تستمر يومين، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية في بداية لقاءاته الرسمية، وعدداً من المسؤولين الكبار، قبل ان يتفقّد الكتيبة الإيطالية العاملة ضمن القوات الدولية «اليونيفيل» في الجنوب، والتي تتولى ايطاليا قيادتها. كذلك سيتفقّد مرفأ بيروت، حيث رست احدى البواخر الإيطالية التي نقلت مساعدات ضخمة ومتطورة لاطفائية بيروت واخرى طبية واستشفائية وادوية ومساعدات غذائية مختلفة.



وتأتي زيارة كونتي للبنان بعد اقل من اسبوعين على زيارة وزير الدفاع في الحكومة الإيطالية لورينزو جويريني، الذي التقى المسؤولين الكبار واشرف على برامج الدعم الإيطالية العاجلة للشعب اللبناني، بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب.



جعجع



وفي المواقف، دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع «حزب‎ ‎الله» الى «ان يبادر ‎إلى‎ ‎القرار‎ ‎الصعب‎ ولكن‎ ‎‎الصائب،‎ ‎بأن‎ ‎يضع‎ ‎نفسه‎ ‎في‎ ‎خدمة‎ ‎لبنان‎ ‎وشعبه‎ ‎وأمنه‎ ‎ومصالحه، ‎بدلاً من‎ ‎‎أن‎ ‎تبقى‎ ‎في‎ ‎خدمة‎ ‎الجمهورية‎ ‎الإسلامية‎ ‎ومصالحها».



واعتبر أنّ «‎الدولة‎ ‎اللبنانية‎ ‎هي‎ ‎اليوم‎ ‎أسيرة‎ ‎التحالف‎ ‎القائم‎ ‎بين‎ ‎منظومة‎ ‎‎السلاح‎ ‎من‎ ‎جهة،‎ ‎ومنظومة‎ ‎الفساد‎ ‎من‎ ‎جهة‎ ‎ثانية». وإذ رأى «أننا نواجه أزمة وجودية كيانية»، شدّد على أنّ «الرؤوس الفاسدة والمجرمة يجب ان تسقط»، مؤكّداً انّ «الانتفاضة لن تتوقف قبل ان تحقق اهدافها. فانتفاضة‎ 17 ‎تشرين‎ ‎غيّرت‎ ‎في‎ ‎مسار‎ ‎الأحداث‎ ‎والذهنيات،‎ ‎‎لكنها‎ ‎لن‎ ‎تؤتي‎ ‎ثمارها‎ ‎في‎ ‎الشارع‎ ‎فقط»، مشدّداً على «وجوب اعادة انتاج سلطة جديدة، ونقطة البداية هي من الانتخابات النيابية». وطالب بتحقيق دوليّ شفّاف وموثوق في انفجار مرفأ بيروت.



وأعلن جعجع: «من‎ ‎يريد‎ ‎تطبيق‎ ‎اتفاق‎ ‎الطائف،‎ ‎نحن‎ ‎مستعدون،‎ ‎ولكن‎ ‎تبعاً‎ ‎‎لمندرجات‎ ‎الطائف‎ ‎لا‎ ‎تبعاً‎ ‎لاجتهاداته‎ ‎هو». ولفت إلى أنّه من نتائج «تفاهم مار مخايل» أنّه بدلاً من أن يدخل «حزب الله» في كنف الدّولة، دخلت الدّولة أكثر فأكثر في كنف «حزب الله»، ودمّر كلّ فرصة لقيام دولة فعليّة في لبنان».



وأكّد أنّ «نقطة البداية في التّغيير ستكون في مجلس النّواب، وعبر صناديق الاقتراع، لإعادة إنتاج سلطة جديدة، واستحداث نخبة سياسيّة جديدة». وقال: «عندما تدقّ ساعة الاستحقاق الرئاسيّ ستكون لنا فيه كلمة وقرار وموقف، ولن نقبل بأن يكون هذا الاستحقاق خاضعاً لمساومات وصفقات».



الراعي



من جهته، اشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى انّه «لا يمكن الجماعة السياسية ان تستمر في نهجها القديم بعد زلزال انفجار مرفأ بيروت وما خلَّفَ من ضحايا ونكبةٍ ودمار، وبعد وصول الحالة الاقتصاديَّة والماليَّة والمعيشيَّة إلى الحضيض، وبعد أحد عشر شهرًا من حراك الثورة الرافضة لاستمراريَّة الوجوه إيَّاها القابضة على ناصية الدولة منذ عقود، والفساد والمحاصصة والاهمال العامّ، وبعد الشَّلل الذي ما زالت تُسبِّبه وبكثرة جائحةُ كورونا منذ حوالى ثمانية أشهر».



ورأى في عظة الاحد في الديمان، انّ «من الواجب تأليف حكومةٍ تكون على مستوى الحدث الآني والمرحلة التاريخيَّة. ويستطيع الرئيس المكلَّف ذلك إذا التزم بالدستور والميثاق والديمقراطيَّة الحقَّة. فإلى الآن كان الخروج عنها نهجًا توافقَ أهلُ السلطة فيه على المحاصصة والزبائنيَّة والفساد والانحياز، فكان بالتالي انهيار البلاد». وتوجّه الى الرئيس المكلَّف قائلاً له: «ألِّفْ حكومةَ طوارئ، مصغَّرةً، مؤهّلةً، قويّةً، توحي بالجديَّة والكفاءة والأمل، تثِقُ بنفسها، وبها يثِقُ الشَّعب، ولا تسألْ ضمانةً أخرى. فلا ضمانةَ تعلو على ضمانة الشَّعب».



واضاف: «الزَّمنُ المصيريُّ يستلزم حكومةً من الشَّعب وللشَّعب، وليس من السِّياسيّين وللسِّياسيِّين. الزَّمنُ المصيريُّ يستلزم حكومةً لا احتكارَ فيها لحقائب، ولا محاصصةَ فيها لمنافع، ولا هيمنةَ فيها لفئة، ولا ألغامَ فيها تُعطِّلُ عملَها وقراراتِها. الزَّمنُ المصيريُّ يستلزم حكومةً تتفاوض بمسؤوليَّةٍ مع صندوق النَّقد الدوليّ، وتُطلق ورشة الإصلاح الفعليَّة، وتُحيِّدُ لبنانَ عن الصِّراعات وتُحيِّدُ اللُّبنانيِّين عنها».



وتمنَّى «أن تُدخِل الحكومة العتيدة في بيانها الوزاريّ برنامج العمل على تحقيق ما اعتمدَته الحكومات المتتالية من سنة 1943 إلى 1980، وهو أنَّ سياسة لبنان الخارجيَّة الحيادُ وعدمُ الانحياز».



عودة



وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خلال قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت: «المواطن فقد الثقة بدولته وحكامه. من أجل استعادة هذه الثقة يلزمنا عملاً دؤوباً يرتكز على الجدّية والشفافية والموضوعية. يلزمنا إصلاحات جذرية تستأصل كل سرطان الفساد والمحسوبية والارتهان، وكل آفات هذا المجتمع. نحن في حاجة إلى تغيير سلوكنا تجاه وطننا والتوقف عن استغلاله من أجل المصالح الشخصية. نحن بحاجة ماسة إلى أناس أوفياء للبنان. نحن بحاجة إلى دم جديد من أجل إدارة البلاد، وإلى رؤية جديدة تُدخل لبنان في منهجية جديدة قائمة على تطبيق الديموقراطية بكل مفاهيمها، وفصل السلطات، وتحصين القضاء بإبعاده عن السياسة والسياسيين، واحترام الدستور وتطبيقه، واعتماد المساءلة والمحاسبة، والاقتصاص من كل من يتخطّى القوانين أو يسيء إلى الوطن كائناً من كان. المواطن يتطلع إلى دولة المواطنة والقانون والعدالة والمساواة. نحن نتطلع إلى دولة واحدة موحّدة، إلى شعب واحد لا شعوب، إلى انتماء للوطن لا غش فيه، إلى قرار واحد للدولة لا قرارات متعددة».



وإذ سأل: «من سيعمل على تطبيق هذه المبادئ والإصلاحات؟» قال: «أعتقد أنّ في انتظار مجلس الوزراء الجديد عمل جبار. ولكي يقوم بهذا العمل نتمنى أن يكون أعضاؤه من ذوي العلم والخبرة والكفاءة والنزاهة والضمير الحي والقلب المحب. عليهم أن يشكّلوا فريق عمل متجانساً، بعيداً من المناكفات والمحاصصات، يتحلون بالجرأة والإقدام، وهدفهم بناء دولة حديثة لا فساد فيها ولا اهتراء. عليهم أن يكونوا قدوة في محبة الوطن والتضحية من أجله لا استغلاله وإغراقه في المشاكل والديون».



كورونا



على صعيد وباء كورونا، واصل عدّاده ارتفاعاً أمس في مختلف المناطق، وتحديداً الشمالية منها. وأعلنت وزارة الصحّة في تقريرها اليومي تسجيل 415 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية و4 حالات وفاة.



ومع تزايد أعداد المصابين في محلة حارة صخر (كسروان) ، توجّه النائب المستقيل نعمة افرام الى أبناء البلدة طالباً منهم «توخّي أكثر حذر ممكن في اليومين المقبلين»، في حين دعا النائب فريد الخازن «وزارة الصحة للتدخّل فوراً».



أمّا في طرابلس، التي سجّلت أمس 61 حالة إيجابية جديدة بحسب ما أعلنت خلية الأزمة، فقد أبدى النائب محمد كبارة تخوّفه الشديد من التقارير الصادرة عن انتشار الفيروس في المدينة وجوارها، محذّراً من خروج الامور عن السيطرة، خصوصاً أنّ طرابلس تحتلّ المرتبة الاولى في عدد الاصابات الاجمالي في كل لبنان، حيث أنّ 20 في المئة من المصابين يومياً هم من طرابلس، ما يستدعي إعلان حال طوارئ شعبية قبل أن تكون رسمية».



وفي عكّار، أعلنت غرفة إدارة الكوارث تسجيل 10 إصابات جديدة. أمّا في الضنية فسُجّلت 18 إصابة جديدة. كذلك سجّلت 5 حالات إيجابية في زغرتا.



سرقة مخزن اسرائيلي



من جهة ثانية، وفي تطور امني لافت جنوباً، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ مجهولين دخلوا إلى مقر اللواء المركزي 769 في الجليل وسرقوا الكثير من الأسلحة، بعدما دخلوا إلى مخزن السلاح. وأضافت، أن من بين ما سُرق 23 بندقية رمي قنابل، و15 بندقية «أم – 16».



وقد عُثر على ثغرة في الجدار المحيط بالقاعدة. مشيرة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يفحص كل جهات التحقيق، ومن ضمنها إمكانية مساعدة «للسارقين» من داخل القاعدة. ويُذكر أنّ اللواء الرقم 769 هو لواء مناطقي في تشكيلة الجليل، ومسؤول عن الأمن الجاري في القطاع الشرقي من الحدود بين «إسرائيل» ولبنان.

*************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

“غموض” أديب يربك 8 آذار… وباريس تنتظر “التزاماً بالتعهدات والمهل”

جعجع يرفع التحدي: تسليم السلاح و”لامركزية موسّعة”



نهاية أسبوع وبداية آخر، وعقارب الساعة الفرنسية تواصل تقدّمها باتجاه لحظة انقضاء مهلة السماح الممنوحة لتأليف “حكومة مهمة” اختصاصية مستقلة خلال 15 يوماً من تاريخ انعقاد اجتماع قصر الصنوبر الأخير. ومع انتصاف هذه المهلة، بدأ عملياً العد العكسي للوصول إلى لحظة “الامتحان” حين سيُكرم من أوفى بالتعهدات ويُهان من أخلّ بها، وعليه فإنّ الأسبوع الجاري سيكون الفيصل بين إطلاق الوعود والالتزام بها على طاولة الملف الحكومي تمهيداً لاتضاح معالم المرحلة اللبنانية المقبلة ومآلاتها حكومياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومالياً ودولياً. أما من منظور “معراب” فلا أمل يُرتجى من “شلة الخارجين عن القانون والفاسدين” لحل الأزمة “الوجودية الكيانية” التي يمرّ بها لبنان، سيّما وأنّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع شخّص مكمن العلّة في ما وصل إليه البلد واختصرها بـ”كلمة سحرية تختصر أسباب كل ما وصلنا إليه: “تفاهم مار مخايل المشؤوم”، رافعاً السقف والتحدي في مواجهة طرفي هذا التفاهم “الصفقة”، ليطلق من جهة رصاصة الرحمة المسيحية على العهد العوني و”اتفاق معراب المطعون”، ويتوجه من ناحية أخرى مباشرةً إلى “حزب الله” بطلب تسليم السلاح وقرار الحرب والسلم للدولة، مع وضع “اللامركزية الموسعة” كشرط محوري رئيسي على طاولة أي “مؤتمر تأسيسي أو عقد اجتماعي جديد”.



ففي الشكل والمضمون، حرص جعجع على أن تكون كلمته خلال قداس شهداء المقاومة اللبنانية هذا العام فاصلة في مضامينها بين الأبيض والأسود… ففي العلاقة مع “التيار الوطني الحر” بدا جعجع كمن يستأصل خناجر التيار من ظهر اتفاق معراب، بعدما تبيّن أنّ العونيين أرادوه “مجرد مصلحة سياسية آنية بحتة” وما أن وصل “العمّ إلى الرئاسة حتى سارع الصهر إلى تمشيط ذقنه وتعريض كتفيه” لخلافة الرئيس ميشال عون على كرسي الرئاسة الأولى. أما لـ”حزب الله” فكانت رسالة مباشرة بلا قفازات: “سلّم قرار الحرب والسّلم للدّولة، وكفّ عن تدخّلاتك الخارجيّة السّافرة غير المبرّرة في شؤون أكثر من دولة عربيّة، وكفّ عن لعب دور رأس الحربة للمشروع الإيرانيّ المتمدّد والمتوغّل في المنطقة العربيّة، وضع نفسك في خدمة لبنان وشعبه وأمنه ومصالحه بدل أن تبقى في خدمة الجمهوريّة الإسلاميّة ومصالحها”. واستطراداً، في مقابل من يطرحون إكمال تطبيق اتفاق الطائف، طالب جعجع بوجوب “البدء بتطبيقه” انطلاقاً من بنده الأول الذي ينصّ على “حلّ جميع الميليشيات اللّبنانيّة وغير اللّبنانيّة وتسليم أسلحتها الى الدولة اللّبنانيّة”، محذراً في الوقت نفسه من “محاولة لتمرير قانون انتخابات لا يراعي خصوصيّة التّركيبة التّعدّديّة للبنان ويهدف إلى الإطاحة بخصائصه وتوازناته وتركيبته المجتمعيّة والوصول تحت ستار إلغاء الطائفيّة السّياسيّة إلى تطبيق الديمقراطيّة العدديّة”.



حكومياً، لا جديد في المعطيات والمعلومات خارج دائرة الشك والتشكيك بوجود نوايا رئاسية وسياسية مبيتة تهدف إلى تدجين الرئيس المكلف مصطفى أديب وحرف مسار التأليف عن سكة التخصّص والاستقلالية إلى سكة المحاصصة والتبعية، غير أنّ الجهود المبذولة في سبيل تحقيق هذه الغاية لا تزال تصطدم بأداء يحكمه “الغموض” من جانب أديب، وهو ما “فاقم من إرباك قوى 8 آذار ومن ريبتها إزاء تضاؤل إمكانية إخضاعه وتقييده بشروط مقنّعة، بما سيؤدي حكماً إما إلى رضوخ هذه القوى لشروطه أو إلى التصدي لجهوده وظهورها علناً بموقع المعرقل لمبادرة ماكرون”، وفق ما لاحظت مصادر مواكبة لعملية التأليف من خلال حصيلة الاتصالات التي جرت خلال الساعات الماضية، مؤكدةً لـ”نداء الوطن” أنّ الرئيس المكلف لم يحسم موقفه بعد من أي طرح أو مطلب ولا زال منكباً على ترجمة تصوره للحكومة التي ينوي تأليفها “وفق ما يرتئيه من مقتضيات المرحلة لا حسبما تقتضيه مصلحة الأفرقاء السياسيين”.



وإذ ستتكثف الاتصالات والمشاورات مطلع الأسبوع لرسم الخطوط العريضة الأولية لشكل الحكومة وتركيبتها، تعتبر المصادر أنّ مسار ملف التأليف سيتضح أكثر من خلال الاجتماع المرتقب خلال الأيام المقبلة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وأوضحت أنّ الأخير “سيكون واضحاً في هذا الاجتماع لناحية التأكيد على الثوابت والأهداف التي ارتكزت عليها عملية تكليفه بموجب المبادرة الفرنسية”، مشيرةً إلى أنّ أديب يبدو حاسماً في عزمه على “إسقاط المواصفات التي يضعها بنفسه على الحقائب والأسماء بغية أن تكون حكومة مصغّرة ذات مهمة إصلاحية بحتة، كما جاء في جوهر مبادرة الرئيس الفرنسي وفي صلب الأهداف التي كُلّف على أساسها”.



وتوازياً، يسود الترقب والانتظار على الضفة الفرنسية لرصد مفاعيل التزام الأفرقاء اللبنانيين بالوعود المقطوعة أمام ماكرون، وبينما آثرت مصادر ديبلوماسية عدم الخوض في أي استباق للنتائج المتوخاة على صعيد عملية التأليف، اكتفت بالقول لـ”نداء الوطن”: “باريس تريد أن ترى ترجمة عملية على أرض الواقع لكل ما تم الاتفاق عليه في بيروت، سواءً لناحية البُعد الإصلاحي أو المعيار المستقل للتشكيلة الوزارية المرتقبة، وهي الآن تنتظر التزاماً بالتعهدات السياسية وبالمهل الزمنية لكي يُبنى على الأمر مقتضاه”.







*************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط



جعجع: لبنان يواجه أزمة وجودية و«مار مخايل» سبب كل ما وصلنا إليه



عدّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن لبنان يواجه «أزمة وجودية كيانية» تعود في جوهرها إلى الفساد و«التعدي الحاصل على الدولة ودستورها وسيادتها وسلطتها ومؤسساتها وقرارها من دويلة نمت في كنفها وعلى حسابها، مما أدى إلى شللها».

ورأى جعجع، خلال كلمة في ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» أمس (الأحد)، أنه «لا تغيير يرتجى ولا إصلاحات فعليّة ولا انتخابات نافعة إذا لم يتمّ تحرير قرار الدّولة وسلطتها، وإذا لم يصبح سلاح الدّولة هو السّلاح الوحيد»، موجهاً انتقاداً شديداً إلى السلطة.

وفي حين لفت جعجع إلى أنّ الفساد فاق «كلّ تصوّر في السّنوات الأربع الأخيرة»، قال: «هنالك كلمة سحريّة تختصر أسباب كلّ ما وصلنا إليه؛ وهي (تفاهم مار مخايل) الذي كان (صفقة بين حزبين؛ التيار الوطني الحر وحزب الله) على تأمين مصالحهما الحزبيّة الضّيّقة على حساب لبنان الوطن، لبنان الدّولة، لبنان السّيادة، وعلى حساب اللّبنانيين كشعب وتاريخ ومستقبل».

وتابع جعجع: «بدلاً من أن يدخل (حزب الله) في كنف الدّولة، دخلت الدّولة أكثر فأكثر في كنف (حزب الله)، وتمّ تدمير كلّ فرصة لقيام دولة فعليّة، وازدادت العلاقات بين المجموعات اللّبنانيّة تشنّجاً، ولم يعد أي مبعد من إسرائيل كما كان الوعد، لا بل وصل الأمر إلى حدّ اتّهام بطريرك الجمهوريّة (بشارة الراعي) بالعمالة لإسرائيل، ووقع لبنان في عزلة عربيّة ودوليّة غير مسبوقة».

وتوجه جعجع إلى «حزب الله»، قائلاً: «آن الأوان لإجراء مراجعة للسّياسات والخيارات»، وإنه «على (حزب الله) أن يسلم قرار الحرب والسّلم للدّولة، ويكف عن تدخّلاته الخارجيّة السّافرة غير المبرّرة في شؤون وشجون أكثر من دولة عربيّة».

وتطرّق جعجع إلى انفجار بيروت، عادّاً أن «ما نجم عنه في لحظات يفوق بدرجات ودرجات ما نجم عن الحرب في سنوات وسنوات» وأنّ «هذه الجريمة لن تمرّ من دون عقاب». وطالب بـ«تحقيق دولي شفّاف وموثوق، ولأنّه لا ثقة بالسّلطة القائمة».

من جهة أخرى؛ عدّ جعجع أن «(انتفاضة الـ17 من تشرين) غيّرت في مسار الأحداث والذّهنيّات، ولكنّها لن تؤتي ثمارها في الشّارع فقط، وستجنح إلى الفوضى والمراوحة والاستنزاف الذاتيّ إذا لم تكن لها خارطة طريق واضحة»، رافضاً شعار «كلّن يعني كلّن».

ورأى أنّ هذه الانتفاضة «يجب أن تنتقل إلى صناديق الاقتراع، وعلى أرض الانتخابات، فتنبثق عنها أكثريّة نيابيّة جديدة معبّرة عن طموحات اللّبنانيين»، لافتاً إلى أنّ «الانتخابات المبكرة من الطبيعي أن تجري على أساس القانون الحاليّ»، منتقداً شعار «كلن يعني كلن».

وقال جعجع: «بعد الانتخابات النيابية المبكرة، سنكون أمام برلمان جديد وحكومة جديدة، وسلطة جديدة. وعندما تدقّ ساعة الاستحقاق الرئاسي فستكون لنا فيه كلمة وقرار وموقف، ولن نقبل بأن يكون هذا الاستحقاق خاضعاً لمساومات وصفقات ووسيلة لضرب الإرادة الشعبيّة الجامحة التّائقة للتّغيير».







*************************************

افتتاحية صحيفة اللواء



تفاؤل وحذر على سطح الحكومة بانتظار 48 ساعة!

حجز أموال المعرقلين في الخارج كإجراء عقابي.. و«التدقيق الجنائي» يفجّر خلافات بعبدا وعين التينة



يوم الأربعاء في 9 أيلول الجاري، يكون مضى أسبوع كامل، على مغادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بيروت، بعد مؤتمر صحفي، حدَّد فيه رزنامة خارطة الطريق، بأوقاتها ومهلها، والمطلوب في الزمان والمكان، مع تكليف كبار مستشاريه ومنظري السياسة الفرنسية الجديدة- القديمة في لبنان والشرق الأدنى بالمتابعة.



الرئيس المكلف مصطفى أديب، من المفترض ان يحمل في هذا التاريخ (الأربعاء بعد غد) مسودة حكومة مصغرة (14 وزيراً إلى بعبدا)، في خطوة وصفت بالجدّية، لإنجاز هذا الملف.



ومع ان الرئيس المكلف يحتفظ بقدر من الصمت، حيال مسعاه تشكيل الحكومة، الا انه قال لـ«اللواء» أمس انه «متفائل، وأن شاء الله يحصل خير قريباً».



وحتي مساء أمس، لم تكن الاتصالات قد حسمت شكل الحكومة وطبيعتها، وعلم ان لقاء آخر سيجمع الرئيس المكلف بكل من المعاونين السياسيين لرئيس المجلس النيابي وللامين العام لحزب الله النائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل ورئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، بعد اللقاء بهما مطلع الأسبوع الماضي، كما سيلتقي قوى أخرى، وهو لم يطلب حتى الآن أكثر من التعاون والتسهيل لإنجاز التأليف، مشيرا حسب المتابعين إلى «اننا لا نملك ترف إضاعة الوقت». وقد سمع أديب من بعض الأطراف نصيحة مفادها ان تولي الوزير الواحد حقيبتين تقلل انتاجيته لعمل واداء وزارته.



وأكدت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة ان الرئيس المكلف يواصل اتصالاته ومشاوراته مع مختلف الاطراف لبلورة صورة التشكيلة الحكومية بصورتها قبل النهائية ضمن المهلة الطبيعية، لافتة الى ان مايجري هو ضمن الاطار المرسوم وليس خارجه.



ولم تنف المصادر ما تردد من معلومات عن مطالبة البعض في الاعلام وخارجه بحكومة موسعة من أربعة وعشرين وزيرا،الا انها أكدت أن الرئيس المكلف يصر على تشكيل حكومة انقاذ غير فضفاضة تستطيع أن تتحرك بسرعة وفاعلية وتقوم بالمهمات والواجبات الملقاة على عاتقها حسب الاولويات، وان ترضي اللبنانيين على اختلافهم، في حين ان ما يتردد عن حكومة من٢٤ وزيرا قد يعيد الى الاذهان نماذج وأساليب الحكومات السابقة والمرفوضة من اللبنانيين.



وشددت المصادر على ان الرئيس المكلف مصر على موقفه بأن يكون اعضاء الحكومة جميعهم من الاختصاصيين الكفوئين والمشهود بنجاحاتهم وغير مرتبطين بمصالح مباشرة اوغير مباشرة مع احزاب وشخصيات سياسية وان توكل لكل وزير الحقيبة التي تقع ضمن اختصاصه او على دراية واطلاع على الاقل ليستطيع القيام بالمهمات المنوطة به بفاعلية.



بالمقابل، افادت مصادر مواكبة لملف تأليف الحكومة لـ «اللواء» ان ضبابية تحيط بهذا الملف لأن لا مسودة حكومية بعد حتى وان كان رئيس الحكومة المكلف الدكتور مصطفى اديب يعمل بعيدا عن الأضواء ضمن ثوابت اعلنها تتصل بفريق عمل متجانس ما يعني بكل صراحة ان هذا الفريق لن يكون بعيدا عن توجه الدكتور اديب الذي يستند الى ما ذكرته الكتل النيابية بشأن تسهيل مهمته.



ولفتت المصادر الى ان لا اسماء مرشحة فإذا كانت رغبة رئيس الجمهورية بحكومة من اختصاصين ومسيسين فذاك امر على الرئيس المكلف اخذه بالإعتبار حتى وان كانت رغبته حكومة اختصاصين فقط تفاديا لأي تصادم مع العلم ان حركة اديب يواكبها اشراف فرنسي مباشر.



وفهم انه في خلال الأسبوع الطالع يفترض ان تتبلور الصورة بحيث يحاول الافرقاء المعنيون الخوض في التفاصيل انطلاقا مما قد يضعه اديب حول شكل الحكومة وماهيتها وتوزيع الحقائب.



واعادت التأكيد ان مهمة الحكومة الإصلاحية تبقى المنطلق وعلى هذا الأساس لا بد من ان يكون شكل الحكومة مراعيا لهذه المهمة.



لكن النائب آلان عون استغرب ما يُحكى عن شروط وشروط مضادة، متسائلاً: لا أحد يعرف تصوّر الرئيس المكلف، وأن أي اتصال لم يجر مع التيار الوطني الحر.



فرنسياً، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنّ «الوقوف إلى جانب لبنان يأتي نتيجة العلاقة المتينة التي تجمع البلدين على مختلف الأصعدة، ثقافياً واجتماعياً وفرانكوفونياً، وعلى مستوى العلاقات الشخصية أيضاً».



ورداً على سؤال حول تدخّل الدولة الفرنسية في الشؤون اللبنانية، خلال مقابلة مع «راديو إنتر» الفرنسي، شدد لودريان على أنه «عندما لا يقوم هذا البلد بإصلاحات في زمن الانهيار، ويطلب في الوقت نفسه المساعدة الدولية، من الطبيعي أنّ تكون فرنسا في طليعة الدول التي ستقوم بمساعدته».



ولفت إلى أن «الرئيس إيمانويل ماكرون كان رئيس الدولة الوحيد الذي زار بيروت في اليوم التالي لانفجار مرفأ بيروت»، لافتاً إلى أنه على «كل فريق أن يقوم بدوره، على اللبنانيين تنفيذ الإصلاحات وعلى فرنسا التأكيد عليها»، مؤكداً أنّ «المجتمع الدولي ثمّن جهود الرئيس ماكرون ودعمها، إن كان على مستوى الأمم المتحدة أو حتى الفاتيكان».



كما شدد على «وجوب التمييز بين الشق العسكري لـ«حزب الله» الذي تدينه باريس وأوروبا ويعتبره منظمة إرهابية، و«حزب الله» السياسي الذي انتخبه اللبنانيون. في التعامل مع هذه القضية ثمة عوامل مختلفة منها السياسي والطائفي والتاريخي».



بومبيو وسلاح حزب الله



وفي المواقف، كرّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ان أنظمة الصواريخ الموجهة بدقة والتي يمتلكها حزب الله في جنوب لبنان، تذكرنا بتاريخ لبنان، وأن الجميع تخلى عن سلاحه باستثناء حزب الله هذا هو التحدي الذي يطرح نفسه. وأولئك الأشخاص الذين يعتبرون جزءاً من ذلك يجب ان يعلموا ان ذلك لن يجدي، وليس هذا ما يريده الشعب اللبناني، وليس هذا ما يتطلبه الوضع الأمني الإقليمي.



وبصرف النظر عن الدعم الأميركي للشق المباشر في المبادرة الفرنسية، لا سيما أجندة الإصلاحات، قالت مصادر فرنسية على اطلاع على الخطط المطروحة للضغط على القيادات الرسمية اللبنانية بعدم عرقلة تشكيل الحكومة، تحت طائلة اتخاذ العقوبات، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بدءاً من حجز أموال المعرقلين، الموجودة في المصارف الأجنبية.



على ان الموقف بدا قاتماً بعض الشيء، في ظل عقبات محلية طارئة، تعبّر عن «التشاطر اللبناني»، وحسابات زعماء الكتل، الذين يعمل بعضهم على طريقة «زعماء الاحياء»، ومنها:



1 – استمرار التباين حول عدد الوزراء، ففريق التيار الوطني الحر وبعبدا، يرغبان بحكومة لا تقل عن 20 أو 24 وزيراً، فيما يفضل الرئيس المكلف حكومة من 10 وزراء.



2 – الرئيس المكلف يُصرّ على تأليف الحكومة من «وزراء اختصاص»، يمثلون، ولا يفرضون، في حين تتحدث معلومات (الجديد) ان كل زعيم سياسي سيقدم ثلاثة أسماء لاختيار واحد منها.



3 – الرئيس نبيه برّي يتمسك بحقيبة المال، والرئيس ميشال عون وفريقه يتشوقان إلى حقيبة المال وحقيبة الداخلية.



والمثير للاهتمام المعلومات حول حقيقة موقف «الثنائي الشيعي» من المبادرة الفرنسية، من ان هذا الثنائي يتعاطى بحذر مع المبادرة، ويدرس بدقة خلفياتها. ويمضي قيادي بارز ان «المبادرة الفرنسية قد تسقط في أي لحظة، إذ لا أسس دولية متينة تحميها، وما يحصل الان هو توافق «دولي – اقليمي» برعاية فرنسية لمنع الانهيار اللبناني بشكل كامل، ولكن في المقابل هناك اجندة مطلوب من لبنان وحكومة الرئيس المكلف مصطفى اديب تنفيذها، والجانب الفرنسي جزم خلال المحادثات المباشرة وعبر الوسطاء انه لا بنود مخفية في المبادرة والمطلوب من لبنان تطبيق الاصلاحات فقط، في حين ان اية معالجة للملفات السياسية سوف تاتي في مرحلة لاحقة وتحديدا في مرحلة التحضير الرسمي والجدي للعقد السياسي الجديد في لبنان.



ضمن هذه الاحتمالات، يستمر التلاعب بسعر صرف الليرة، فوق سقف الـ7000 ليرة لكل دولار، أو بين 7000 و8000 في الصباح والمساء، وهذا مؤشر سلبي، ليس على المستوى الاقتصادي والنقدي، بل على المسار السياسي لعملية تأليف الحكومة، أو على الأقل، انتظار ما سيحدث على الجبهة الحكومية.



دولار.. وتدقيق جنائي مؤشران سلبيان



وفي السياق المالي، أو ما عرف بـ«التدقيق الجنائي» في حسابات مصرف لبنان. لفت نظر الأوساط المالية والسياسية بالبيان الصادر عن وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، وفيه ينفي ما يمكن تسريبات تولتها جهات رسمية، عن قيامه بتعديلات جوهرية وأساسية في عقد التدقيق المالي.. وفيه بعد النفي، يوضح ان هيئة التشريع والاستشارات تتولى إبداء الرأي النهائي في عقود الدولة، ورأيها «غير ملزم»، مشيرا إلى ان الوزير أخذ بغالبية ملاحظاتها، باستثناء المتعلقة بمجوعة Egmont, وأن الحكومة فوضته توقيع عقد التدقيق مع شركة Alvarez ولم تطلب منه التفاوض مع طرف ثالث عبر مجموعة ايغمونت.



مشيرا إلى «فضيحة كبرى» تتعلق بمن أصرّ على زج اسم مجموعة Egmont في العقد، وما هي أهدافه واسبابه؟



وختم بيان وزير المال ان الوزير «لن يطلب من شركة Alvarezالمباشرة في عملها، ولن يُشكّل اللجنة الثلاثية التي نص عليها العقد لمتابعة التدقيق المالي وسيترك هذه المهمة للحكومة الجديدة، مشيرا إلى ان «رئاسة الجمهورية كان لديها أربع نقاط، وقد تمّ الأخذ بها كلها».



وتحدثت مصادر ان وزني في العقود التي وقعها مع شركة Alvarez& Marsal لم تلحظ ما طلبته رئاسة الجمهورية، مما شكل امتعاضاً لدى الرئاسة الأولى.



عند هذا الحد، دخل النائب جميل السيّد على الخط، وغرّد: «إذا كان وزير المال غازي وزني قد تلاعب بعقد التحقيق خلافاً لقرار مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، فعلى الرئيسين عون ودياب تحريك دعوى بالتزوير ضده فوراً! ثم هذا تحقيق جنائي، يعني رياض سلامة مشتبه به، يعني بينحّوه عن مركزه لينتهي التحقيق، وإلا تقريقة…».



وفي السياق المالي، كشف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن «البنك المركزي لديه في الوقت الحاضر سيولة بحدود 19.5 مليار دولار ويمكنه أن يستخدم كل ما يفوق الاحتياطي الالزامي الذي هو بحدود 17 مليار دولار».



وفي حديث عبر قناة الـ«MTV»، قال: «أمامنا وقت وقد بلغنا الحكومة انه لا يحق لنا استخدام الاحتياطي الالزامي لتأمين الدعم». وأضاف: طلبنا من وزارة الطاقة أن تحدد حاجات البلاد من المحروقات وكيف سيتم توزيع هذه الكميات بهدف أن يكون أمامنا أطول مجال ممكن لتلبية الحاجات وهناك جهد لترشيد الامر بالنسبة للسلة الغذائية لا سيما وأن هناك عمليات تهريب تحصل واستغلال من قبل بعض التجار.



وأشار الى «أننا اقترحنا اعطاء بطاقات للبنانيين تسمح بدعم المواطن بدلا من التجار للحفاظ على القدرة الشرائية والقرار يتمّ العمل عليه».



ورداً على سؤال عمّا إذا كان هناك مصرف قد يتعرض للإفلاس وعن مصير ودائع المواطنين فيه في حال حصل ذلك، طمأن سلامة قائلاً: «لن يفلس أيّ مصرف واتّخذنا قراراً مفاده أنّ المصرف الذي لا يمكنه تأمين المتطلّبات من حيث السيولة أو رأس المال سيقوم مصرف لبنان بتملّكه، والحقوق تبقى محفوظة».



جعجع: لا مانع من مؤتمر تأسيسي شرط اللامركزية أولاً



سياسياً، رحب رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع بالمؤتمر التأسيسي، شرط ان تكون اللامركزية الإدارية أوّل نقطة على جدول الأعمال.



وقال: لا سبيل إلى محاربة الفساد علي يد من كانوا سبباً وصناعاً له، والأمر يتطلب إعادة إنتاج سلطة سياسية جديدة، وتحويل الانتخابات إلى منصة للتغيير والمحاسبة والمساءلة.



واضاف: أردنا من اتفاق معراب، بالإضافة إلى كونه مصالحة وجدانية، ان يكون منطلقاً لشراكة مسيحية- إسلامية، لكن الطرف الآخر أراده مجرد مصلحة سياسية آنية بحتة..



واليوم، تواصل الفرق الهندسية العسكرية عمليات الكشف على الوحدات السكنية في محيط وسط بيروت: السان جورج، الصيفي فيلاج، ميناء الحصن، باب ادريس وبرج المرّ.



ودعت قيادة الجيش المواطنين للتواجد في منازلهم.



وامام شركة قاديشا في البحصاص، نفذ عدد من الناشطين اعتصاماً امام شركة كهرباء قاديشا، احتجاجاً على «التقنين القاسي للتيار الكهربائي في طرابلس، إذ بلغ عدد ساعات التقنين 22 ساعة في اليوم».



صحياً، ابدت مصادر نيابية استغرابها لعدم تجهيز العديد من المستشفيات الخاصة لتستطيع استيعاب تزايد المصابين بفيروس كورونا،وطالبت بايضاحات وتفسيرات عن تلكؤ المسؤولين عن القيام بهذه المهمة بالوقت المناسب، في الوقت ألذي كان يتحسب وزير الصحة وغيره من احتمالات تفشي الوباء على نطاق واسع منذ الربيع الماضي.



وذكرت المصادر النيابية بسلسلة الوعود والادعاءات التي اغدقها البعض بتجهيز المستشفيات الخاصة من الهبة المالية المقدمة من البنك الدولي لهذه الغاية وعما اذا كانت هذه الاموال قد صرفت في مكانها ام انها اهدرت وذهبت الى جيوب منتفعين معينين، وهذا يتطلب أكثر من توضيح، بل تاكيدات قاطعة من المسؤولين بان الاموال صرفت في محلها.



20426



وكان وزارة الصحة العامة سجلت أمس في التقرير اليومي إصابة 415 شخصاً بالكورونا، و4 حالات وفاة، ليرتفع العدد إلى 20426 إصابة.



*************************************

افتتاحية صحيفة الديار

تكتم الرئيس المكلف يُربك الكتل … والخليلان طالبا بميثاقية وزارتي »المال« و»الصحة«

هل يكون غسان سلامة وزير الخارجية؟ اديب يُريد حكومة 14 وعون يُريدها 24

بومبيو وأطراف لبنانية يُهاجمون حزب الله.. ولودريان: نواب الحزب انتخبهم الشعب

المحلل السياسي



يبدو ان الرئيس المكلف مصطفى اديب مُتكتم جداً بشأن تأليف الحكومة ولم يتسرّب منه اي اسم او هيكلية للحكومة العتيدة، او اي شيء عن الميثاقية او المداورة، بل كل ما تمّ الحصول عليه من معلومات هو ان الرئيس المكلف الدكتور مصطفى اديب يُريد حكومة مُصغرة مؤلفة من 14 وزيراً من ذوي الاختصاص والخبرة، فيما ذكرت معلومات نيابية وسياسية، ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يُريد الحكومة من 24 وزيراً ويُويّد المداورة في الوزارات السيادية، و يرغب في الحصول على »الداخلية« و»المالية« مقابل اعطاء وزارتي الخارجية والدفاع لجهات اخرى، لكن لم تتم معرفة موقف الرئيس مصطفى اديب نظراً للتكتم الشديد الذي يُحيط بعمله لتشكيل حكومته.



ويبدو، ان الرئيس اديب سيلتقي رئيس الجمهورية يوم الاربعاء او الخميس ليعرض عليه اول تصوّر له بتشكيل الحكومة، وذكرت وسائل اعلام فرنسية ان اسم الدكتور غسان سلامة مطروح ليكون وزيراً للخارجية، لكن لم تتمّ معرفة ما اذا كانت حركة 8 آذار توافق عليه، او ان الدكتور غسان سلامة الذي هو وزير سابق يُوافق على الاشتراك في الحكومة، كما ان اسم المصرفي الكبير سمير عساف مطروح لان يكون وزيراً او مفاوضاً مع صندوق النقد الدولي. اشارة الى ان المصرفي الكبير سمير عساف رافق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته لبيروت وهو صديق كبير له، ويُذكر ان الرئيس الفرنسي عمل في مصرف اوروبي كبير، وكان المصرفي سمير عساف مديراً للمصرف، وكان ماكرون يعمل مساعداً له.



تكتم الرئيس مصطفى اديب المكلف تشكيل الحكومة، والحديث عن المداورة جعل مُساعدي الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله الوزير علي حسن خليل والسيد حسين خليل يطلبان اللقاء بالرئيس مصطفى اديب، ولم تتسرّب معلومات كثيرة عن الاجتماع، بل رجحت اوساط ان الوزير علي حسن خليل نقل الى الرئيس المكلف ان بري مُصرّ على التوقيع الثالث في الحكومة، وان يكون الوزير من الطائفة الشيعية ومُقرّباً من بري، كما ان السيد حسين خليل نقل طلب حزب الله في ان يستمرّ الوزير حمد حسن وزيراً للصحة او ان تبقى وزارة الصحة مع حزب الله دون ان يكون وزير الصحة ينتمي الى حزب الله، لكن ان يكون حليفاً للحزب، ويبدو ان الرئيس المكلف لم يُعطِ جواباً بعد.



على صعيد آخر، يُتابع السيد برنار ايمييه رئيس جهاز المخابرات الفرنسي موضوع تأليف الحكومة، وذكرت احدى محطات التلفزة الفرنسية ان فرنسا اقترحت ان يكون الوزير السابق غسان سلامة وزيراً للخارجية في الحكومة الجديدة، وان يكون السيد سمير عساف وزيراً ايضاً او رئيس الوفد المفاوض مع صندوق النقد الدولي، وراجت شائعات انه يتمّ تحضير السيد سمير عساف لكي يكون حاكماً لمصرف لبنان في ظل الحكومة العتيدة ، ولكن من المستبعد جداً ان يحصل تغيير في حاكمية مصرف لبنان، بل سيبقى الحاكم رياض سلامة حاكماً للمصرف المركزي والسيد سمير عساف يُساعد في الملف المالي بين لبنان والمؤسسات المالية الدولية.



وهنا السؤال: هل يقبل حزب الله أن يكون غسان سلامة وزيراً في الحكومة الجديدة ام يضع »فيتو« عليه كونه في السابق، تمّ اتهام الدكتور غسان سلامة بانه شارك في كتابة القرار رقم 1559، لكن في ظل كلام الرئيس عون انه الاب وصانع القرار 1559 والحلف القائم حالياً بين الرئيس عون وحزب الله، يبدو ان حزب الله قد لا يضع »فيتو« على الدكتور غسان سلامة، واذا اشترك سلامة بالحكومة سيكون هنالك الرئيس المكلف ووزير الخارجية فيها من حصّة فرنسا مُباشرة ومن اقرب المقرّبين الى الادارة الفرنسية.



على صعيد هيكلية الحكومة، فان الرئيس المكلف يُريدها مُصغرة من 14 وزيراً كي تكون مُتجانسة، لانه برأيه ان الحكومات الموسّعة والكبيرة تفقد التجانس بين الوزراء، بينما يُريد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الحكومة من 24 وزيراً، وعلى الاقل 20 وزيراً وهذه النقطة سيتمّ بحثها في الاجتماع القادم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.



وتقول المعلومات، ان رئيس جهازالاستخبارات الفرنسي برنار ايمييه سيُساعد على حلحلة العقد وعلى تحديد ما اذا كانت الحكومة ستتألف من 14 وزيراً او 24 وزيراً.



وبالتالي، لم يعد امام الرئيس المكلف الا مهلة عشرة ايام لكي يلتزم بشروط الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي تمنى على الكتل النيابية والرئيس المكلف تأليفها خلال اسبوعين، وقد حصل على وعد منهم بتسهيل التأليف. فهل يتمّ الاخلال بموعد الاسبوعين او الالتزام بهذا الموعد؟ لان الرئيس الفرنسي سيُصاب بأول صدمة على الساحة اللبنانية وعلى صعيد مُبادرته الانقاذية السياسية والاقتصادية والمالية اذا لم تتألف الحكومة خلال اسبوعين.



ولقد اكد وزير الخارجية الفرنسي لودريان انه يجب تأليف الحكومة بسرعة والالتزام بمهلة الاسبوعين، في مُقابلة مع اذاعة فرنسية، كي تبدأ الحكومة بعملية الاصلاح، لذلك، فان مهلة الاسبوعين اذا مرّت ولم تتألف الحكومة، فقد يبدأ الرئيس الفرنسي ماكرون باعادة النظر بشأن طريقة عمله بمتابعة الازمة اللبنانية.



على صعيد موقف الولايات المتحدة من الحكومة، فقد هاجم وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو حزب الله وقال عنه انه المشكلة، وان الولايات المتحدة لا تفرّق بين الجناح السياسي والجناح العسكري في حزب الله، وصادف كلام بومبيو مع خطاب للدكتور سمير جعجع انتقد فيه انتقاداً شديداً سلاح حزب الله وطالب بان يكون السلاح في يد الدولة وحدها، وقال جعجع انه بدلاً من ان يكون حزب الله في اطار الدولة اصبحت الدولة في اطار حزب الله.



واذا كان موقف بومبيو من حزب الله بهذا الشكل حيث ركز على الصواريخ الدقيقة مُعتبراً انها تهدّد السلام في الشرق الاوسط، فقد لاقاه موقف جعجع بشأن سلاح الحزب، الا ان وزير الخارجية الفرنسي لودريان فرّق بين الجناح السياسي لحزب الله والجناح العسكري وقال: ان نواب حزب الله انتخبهم الشعب بطريقة ديموقراطية، وبالتالي لا يُمكن تجاهل الجناح السياسي في الحزب، على عكس موقف عدد من الدول الاوروبية والولايات المتحدة التي تعتبر حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري “حزباً ارهابياً”.



كتلة الوفاء للمقاومة التي تمثل حزب الله في المجلس النيابي وعدت الرئيس الفرنسي بتسهيل تأليف الحكومة الى اقصى حدّ، وقابلها ماكرون بمبادرة تجاه حزب الله من خلال اجتماعه مع نوابه ومناقشة الاوضاع كلها ، حيث نقلوا موقف السيد حسن نصرالله الى الرئيس ماكرون، كما نقلوا بعد اجتماعهم به وجهة نظر الرئيس الفرنسي الى سماحة السيد حسن نصرالله، ويُذكر هنا، ان جو الاجتماع بين ماكرون ووفد حزب الله كان مُريحاً جداً.



هل ستتألف الحكومة خلال اسبوعين؟ الجواب نعم من حيث المبدأ، لكن الصعوبة بدأت تظهر، وقد تؤخر تشكيل الحكومة اسبوعاً ثالثاً، لكن هذا الامر لن يمرّ مرور الكرام لدى الرئيس الفرنسي ماكرون ومدير المخابرات الفرنسية الذي يُطلع الرئيس الفرنسي على كل مجريات تأليف الحكومة.



وتؤكد المعلومات، ان مسألة التأليف تتمّ تحت انظار رجل المخابرات الاول برنار ايمييه الذي قد يتدخل بإيعاز من ماكرون لتذليل كل الصعوبات والالتزام بمهلة الاسبوعين لتشكيل الحكومة، لان فرنسا تعتبر انه اذا تمّ الاخلال بموعد تأليف الحكومة، فذلك سيُؤدي الى الاخلال بمهلة اجراء الاصلاحات خلال ثلاثة اشهر كي تكون مُنتهية كلياً.



*************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الراعي: لحكومة مصغرة لا احتكار فيها لحقائب ولا محاصصة



ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، القى عظة تطرق فيها الى السؤون العامة.



وقال: شهر مضى على كارثة انفجار مرفأ بيروت، بل جريمة تفجير هذا المرفأ. نعم، ما جرى هو جريمة أكان ناتجا عن إهمال، أو عن تواطؤ، أو عن عمل إرهابي، أو اعتداء. شهر مضى والأحزان مفتوحة والعذابات تتوالى والضحايا تتزايد. وإذ نكرر تقديرنا العمل المتفاني الذي تقوم به أجهزة الإسعاف والدفاع المدني والفرق الآتية من دول صديقة بحثا عن المفقودين، نجدد تعازينا إلى جميع العائلات وتمنياتنا بالشفاء للمصابين. ما كانت بيروت مكسورة مثلما هي اليوم، وما كانت عازمة على النهوض وملاقاة الشمس مثلما هي اليوم. ستعود بيروت سيدة الشرق والمتوسط، وستعود مركز النهضة الثقافية والتربوية والاقتصادية، بإذن الله وشفاعة سيدة لبنان وقديسيه.



اضاف: لا يمكن للجماعة السياسية أن تستمر في نهجها القديم بعد زلزال انفجار مرفأ بيروت وما خلف من ضحايا ونكبة ودمار، وبعد وصول الحالة الاقتصادية والمالية والمعيشية إلى الحضيض، وبعد أحد عشر شهرا من حراك الثورة الرافضة لاستمرارية الوجوه إياها القابضة على ناصية الدولة منذ عقود، والفساد والمحاصصة والاهمال العام، وبعد الشلل الذي ما زالت تسببه وبكثرة جائحة كورونا منذ حوالى ثمانية أشهر.



بعد كلِ هذه الأمور، من الواجب تأليف حكومة تكون على مستوى الحدث الآني والمرحلة التاريخية. يستطيع الرئيس المكلف ذلك إذا التزم بالدستور والميثاق والديموقراطية الحقة. فإلى الآن كان الخروج عنها نهجا توافق أهل السلطة فيه على المحاصصة والزبائنية والفساد والانحياز، فكان بالتالي انهيار البلاد.



وتابع الراعي: فيا أيها الرئيس المكلف، ألف حكومة طوارئ، مصغرة، مؤهلة، قوية، توحي بالجدية والكفاية والأمل، تثق بنفسها، وبها يثق الشعب، ولا تسأل ضمانة أخرى. فلا ضمانة تعلو على ضمانة الشعب. ونحن معه. فالزمن المصيري يستلزم حكومة من الشعب وللشعب، وليس من السياسيين وللسياسيين. الزمن المصيري يستلزم حكومة لا احتكار فيها لحقائب، ولا محاصصة فيها لمنافع، ولا هيمنة فيها لفئة، ولا ألغام فيها تعطل عملها وقراراتها. الزمن المصيري يستلزم حكومة تتفاوض بمسؤولية مع صندوق النقد الدولي، وتطلق ورشة الإصلاح الفعلية، وتحيد لبنان عن الصراعات وتحيد اللبنانيين عنها. تعيد للناس ودائعهم المصرِفية، تنقذ العملة الوطنية، تستقطب المساعدات الدولية، تعيد بناء العاصمة والمرفأ، توقف هجرة العائلات والجيل الصاعد، تسرع في ترميم المنازل ليبيت الناس فيها قبل الشتاء، تؤمن عودة الجامعات والمدارس وتوفر لها المساعدات اللازمة. إن لم تكنِ الحكومة بهذه المواصفات ستموت في مهدها.



واردف: «وكم نتمنى أن تدخل الحكومة العتيدة في بيانها الوزاري برنامج العمل على تحقيق ما اعتمدته الحكومات المتتالية من سنة 1943 إلى 1980، وهو أن سياسة لبنان الخارجية الحياد وعدم الانحياز. وقد شرحنا معانيه وقيمته في مذكرتنا التي أصدرناها في 7 آب الماضي.



فالحياد، الذي هو من صميم الكيان اللبناني، لأمر إنقاذي وجودي في الداخل، يمكن لبنان من تأدية واجبه ورسالته، وفي الخارج يعزز تضامن لبنان مع قضايا الشعوب. جميع الجماعات اللبنانية سعت عبر التاريخ، القديم والحديث، إلى تحييد نفسها عن صراعات المنطقة. وكلما كانت تلتزم الحياد كانت تنجو بنفسها وبالبلاد، وكلما كان يراودها إغراء الانحيازِ الجارف كانت تصاب بالخيبات وتجر الويلات إلى لبنان وشعبه. نصلي إلى الله في هذا الظرف العصيب أن يحمي لبنان. فنرفع المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram