مسعد: الحريري بعيد عن الواقع.. استقال تحت ضغط الشارع ويعود بضغط الخارج
- محلي
- Icon News
- 07:38 am - أكتوبر 12 , 2020
جال الرئيس الأسبق للصندوق المركزي للمهجرين الدكتور شادي مسعد اليوم في منطقة العرقوب في الجنوب اللبناني وإطّلع على وضع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين من قبل العدو الإسرائيلي. وقد شارك مسعد في جولته جمعٌ من أبناء قرى المنطقة والجوار.
في حديث صحفي بعد انتهاء جولته، أمل مسعد بالانتهاء بأسرع وقت ممكن من رسم الحدود البحريّة والبريّة بين لبنان وفلسطين المحتلة للبدء بعملية استخراج الغاز والنفط، واضعاً ثقته بفريق المفاوضات اللبناني وبرئيسه العميد الركن بسام ياسين المتمرّس والصلب.
وحول الوضع الداخلي، استغرب مسعد حماسة الرئيس الحريري للعودة الى ترؤس الحكومة اللبنانية، بعدما استقال العام الماضي على وقع احتجاجات شعبية طالبت بإسقاطه وبمكافحة الفساد وإجراء إصلاحات تطال النظام الطائفي، وبعد ورقة تلاها برسالة متلفزة عن خطة اصلاحية سينفذها خلال اشهر وهو الذي ترأس عدة حكومات لسنوات طويلة لم يظهر خلالها كرجل إصلاح ولا عمل فيها على وضع اسس لبناء وطن.
مسعد أضاف ، "في المرحلة السابقة كانت لعبة سعد الحريري مكشوفة بحرق أسماء أي مرشح سنّي لرآسة الحكومة لإظهار نفسه، بعدما لفظه الشارع، أنه الوحيد القادر على الإنقاذ وأنه المهدي المنتظر للبنانيين. من بهيج طبارة الى سمير الخطيب الى محمد الصفدي والى آخر العنقود مصطفى أديب، حرقهم جميعاً الى جانب حسان دياب ليعود هو الآن، وبعد استرضاء السعودية من قبل الأمريكيين وكقوطبة على المبادرة الفرنسية، مستشرساً للرآسة وهو قد طلب اليوم مواعيد مستعجلة ليوم غد مع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب للبدء بعملية التسويق بعد تقديم عرضه الأولي على شاشة ال أم تي في مع الإعلامي مرسال غانم".
وتساءل مسعد، "هل مفتاح الحل للأزمة يبدأ إذاً من التسليم بضرورة تكليف الحريري أولا، قبل الشروع في البحث عن تذليل العقد والعقبات التي تعترض التشكيل. الصيغة الأوفر حظا حتى الساعة هي حكومة تكنوسياسية يرأسها الحريري وتحظى بغطاء سياسي لتجاوز الأزمة. الحريري في وادٍ آخر ويتكلم عن حكومة تكنوقراط، لكن هل سيقبل الرئيس عون وحزب الله أن يسمي الحريري فريقه الوزاري بالكامل، أم أنهما سيصران على أن تقوم الأحزاب بتسمية وزرائها في حكومته التكنوقراطية؟" وهل يرضى الوزراء الصقور أن يكون الحريري دونهم على طاولة مجلس الوزراء ؟ من جبران باسيل الى علي حسن خليل ووائل بو فاعور فرسان الطاولة السياسيين، هل يقبل بهم الحريري معه وهل هو قادر على مواجهة جدالهم؟ وبالمقابل هل هو قادر على استبعادهم ويُبقي على ثقتهم النيابية؟ لا يوجد أي اسم يتقدم على الحريري في رئاسة الحكومة حاليا ولكن هل هو قادر على القيادة مع شروطهم الكبيرة والكثيرة"؟
وأضاف مسعد "للثنائي الشيعي شروطه ولن يحيد عنها، وهو كان فرضها على مصطفى أديب الذي رفضها وهرول بعيداً عن مشاكل هؤلاء وشروطهم وكأنهم لم يعوا أن الناس ترفضهم وتحملهم مسؤولية هدم البلد وإفلاسه، فيما الرئيس عون ومن وراءه التيار الوطني الحر متمترس خلف نظرة "التأليف قبل التكليف" تجنباً لشلل التأليف، ولديهم شروطهم السياسيّة والوجوديّة. بري يحاول تسويق الحريري وإقناع عون به تحت عنوان ضرورات المرحلة، لكن عون حتى الآن لم يتجاوب، في حين ننتظر موقف باسيل الذي يبدو أنه يحاول طرح أسماء أخرى لرآسة الحكومة مثل جواد عدرا أو جمال كبّي".
وكشف مسعد أنه "لا توجد أي معلومة عن الاستشارات النيابية التي يجريها رئيس الجمهورية الخميس القادم لتسمية من سيؤلف الحكومة الجديدة، حتى الآن المكونان المسيحيان، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لا يؤيدان تسمية الحريري، فهل يعود ويعتذر بغياب الميثاقية المسيحيّة أم يتجاوز ذلك بالثقة في مجلس النواب من المكونات الإسلامية مزيّنة بالقليل من نواب فرنجية؟ وهل يخضع للشرط السعودي بأن يكون رئيساً لحكومة لا يشارك فيها حزب الله وهل يقبل الثنائي الشيعي بذلك بعدما دفع الثمن مسبقاً في تسليك مفاوضات الحدود".
وختم مسعد، "الرئيس سعد الحريري من جهته يدَعي أن لديه شرطان لقبول تأليفه الحكومة: الأول حصوله على مساعدات مالية من دول مؤتمر "سيدر"، قيمتها نحو 10 مليارات دولار، والثاني امتلاك حكومته حق سنّ القوانين بواسطة صلاحيات استثنائية يوافق عليها مجلس النواب أثناء مناقشته البيان الوزاري للحكومة التي يكون ألّفها. والشرطان هذان "يُظهران بُعد الحريري عن الواقع" كما ذكر سركيس نعّوم في مقال له بصحيفة النهار."
نسخ الرابط :
