افتتاحية صحيفة الأخبار :
الحريري يبدأ "تأليف الحكومة" اليوم!
فعلياً، تنطلق اليوم استشارات تأليف الحكومة. "المرشح الطبيعي لرئاسة الحكومة" قرر إطلاقها بمعزل عن الاستشارات النيابية الملزمة. النتيجة لا تزال غير واضحة، بانتظار لقائه اليوم رئيسَي الجمهورية والمجلس النيابي. إذا نجح التأليف، سيليه التكليف!
لم ينتظر سعد الحريري انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي وضعها لنفسه قبل إطلاق جولة مشاوراته مع مختلف الأفرقاء لتبيان مدى استعدادهم للسير بمبادرته. البداية عبر زيارة رؤساء الحكومات السابقين إلى بيت الوسط. ثمة من يريد تحويلهم إلى ممر إلزامي، ولو شكلاً، لأي مرشح لترؤس الحكومة. وبعد ذلك، سيزور الحريري قصر بعبدا للقاء الرئيس ميشال عون قبل أن يلتقي مساءً الرئيس نبيه بري.
لا شيء واضح حتى الساعة. لكن بالشكل، يبدو أن الحريري قرّر اتباع مسار دستوري معكوس. لم ينتظر الاستشارات النيابية التي يجريها رئيس الجمهورية لتحديد اسم الرئيس المكلّف. بدأ بإجراء استشارات التأليف بطريقة غير مسبوقة. اعتقاده بأن المرشح الطبيعي لرئاسة الحكومة جعله يجري استشارات التأليف قبل استشارات التكليف. كيف سيتعامل رئيس الجمهورية مع هذا الواقع؟ وهل سيتفق مع الحريري على تسميته، أم يصار إلى تأجيل الاستشارات؟ الطريق طويلة وإمكانية التلاقي بين الطرفين صعبة، لكن لا أحد يمكنه التنبّؤ بما سيجري من اليوم حتى الخميس. بحسب مبادرة الحريري، فإنه ينوي قيادة حكومة من الاختصاصيين. لكن لم يعرف بعد إن كان سيوافق على أن يسمّي الأطراف ممثليهم أو من يختارونهم. تلك نقطة ستكون حاسمة في سير الأطراف بالمبادرة من عدمه.
مصدر مطّلع دعا إلى عدم التسرّع في الحكم على المبادرة، داعياً إلى انتظار لقاء الحريري بعون وبري، إذ لم يستمع أحد بعد إلى التصور الذي سيقدمه بشأن صيغة الحكومة وعدد الوزراء وتوزيع الحقائب وأسماء الوزراء. وقبل أن يجاب عن هذه الأسئلة، فلن يعطي أحد موقفاً. بحسب المصدر، فإن الشروط التي وضعها أديب لا يمكن للحريري أن يضعها. أديب كان شخصية غير سياسية، وقد رفض أن يتدخل السياسيون في التأليف، أو أن يُشاركوا في الحكومة. وضع الحريري مختلف؛ هو شخصية سياسية، ولن يكون بإمكانه التذرع بالسعي إلى تأليف حكومة اختصاصيين لتجنّب تدخّل الأحزاب في تسمية مرشحيها للتوزير. لم يتحدث الحريري عن مستقلين، بل عن اختصاصيين. وذلك قد يفتح الباب أمام التوافق على تسمية مختلف الأطراف لوزراء اختصاصيين.
بالنسبة إلى مصدر عوني، فإن اعتبار الحريري أن ترشيحه يأتي في سياق المبادرة الفرنسية بحاجة إلى تدقيق. "المبادرة الفرنسية تحدثت عن حكومة اختصاصيين ولم تتحدث عن حكومة اختصاصيين برئيس سياسي". يذكّر المصدر بما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. عندما اجتمع بالقيادات في قصر الصنوبر، دعاهم إلى أن يرتاحوا ويتركوا المهمة لاختصاصيين. لم يرتح الحريري هذه المرة. هنا لا بد من التأكد إن كان يحمل مبادرة جديدة أم تطويراً للمبادرة الفرنسية، التي اقتنع معدّوها بأنها لا يمكن أن تمر بالشكل الذي كانت عليه؟ فهل الحريري مستعد لأن يتشاور مع الأفرقاء في شكل الحكومة وأسماء وزرائها وفي برنامجها؟ حتى اليوم لا شيء واضح سوى أن الحريري أعلن أنه المرشح الطبيعي للحكومة، فيما أعلن رئيس الجمهورية تمسّكه بالمبادرة الفرنسية.
على مقلب ثنائي حزب الله وأمل ليس الوضع أفضل. لا يزالان على موقفهما: ما لم يُعطَ لمصطفى أديب لن يعطى لغيره. هذا يعني أن الثنائي متمسك بتسمية وزير المالية أو إعطاء لائحة للرئيس المكلف يختار منها، ومتمسّك بتسمية الوزراء الشيعة الثلاثة، ومتمسّك بالاتفاق على برنامج الحكومة. فهو لن يعطي الحريري أو غيره شيكاً على بياض لتقرير مصير البلد بما يناسبه. والأمر نفسه سبق أن أشار إليه النائب جبران باسيل. حزب الله سبق أن أعلن أنه لن يسير بكل ما يطلبه صندوق النقد، فيما الحريري لن يتردد في المضي قدماً بالخصخصة وزيادة الضرائب غير العادلة على الاستهلاك.
*******************************************************
افتتاحية صحيفة البناء :
احترام توازن الرئاسات وحكومة يسمّيها رئيسها يُسقط الطائف وسلطة مجلس الوزراء / هل قرأ الحريري خطأً انطلاق التفاوض أم انتبه لسقوط "لا تفاوض في ظل السلاح"؟ الحريري يلتقي عون وبرّي اليوم... وشينكر يبدأ التحضير لإطلاق مفاوضات الترسيم
يبدأ الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري جولة المشاورات التمهيدية لتسميته رئيساً مكلفاً بتشكيل الحكومة الجديدة اليوم، بالتزامن مع وصول معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر إلى بيروت تحضيراً لافتتاح التفاوض غير المباشر على ترسيم الحدود يوم الأربعاء. وفيما يبدأ الحريري، كما توقعت البناء من لقاء الاثنين في بعبدا، تقول مصادر على صلة بالملف الحكومي أن الحريري سيسمع من رئيس الجمهورية تذكيراً بحصيلة المشاورات التي أجراها الرئيس عون مع الكتل النيابية خلال فترة تعثر تأليف الرئيس المكلف مصطفى أديب لحكومته قبل اعتذاره بأيام، والتي انتهت إلى أن الكتل النيابية ترفض أن يقوم أحد بالنيابة عنها بتسمية مَن يمثلها في الحكومة، وأن الأرجحية لحكومة حجمها يتراوح بين 18 و20 وزيراً، وأن الكتل مجمعة على دعم المبادرة الفرنسية، وأن رئيس الجمهورية سينتظر نتائج الاستشارات النيابية لمعرفة مدى نجاح الرئيس الحريري في مشاوراته مع الكتل النيابية. أما في عين التينة فسيسمع الرئيس الحريري، وفقا للمصادر ذاتها، سؤالاً من نوع آخر حول سبب كلامه المؤذي والمهين عن تراجع رئيس مجلس النواب نبيه بري عن موقفه في التفاوض حول الترسيم تحت تأثير العقوبات، مطالباً الحريري بالجواب عما إذا كان هناك فارق بين ما سبق وأطلعه بري عليه من حصيلة للتفاوض مع الأميركي، وفقاً للبيان النهائي في شهر تموز الماضي قبل العقوبات، وبين النص الذي أعلن، والذي ربطه الحريري بالعقوبات، فجاء كلام الحريري مصدر ربح مجاني للمفاوض الإسرائيلي بداعي الكيد السياسي الداخلي، بينما كان كلام الحريري كطرف في خلاف سياسي داخلي أن يدعم المفاوض اللبناني بأن يشهد للرئيس بري صلابته وثباته وفوزه بإطار تفاوضي يحمي المصلحة اللبنانية، وأن يسجل معنى القبول الأميركي والإسرائيلي بالتفاوض في ظل السلاح، والتسليم باستحالة الانتظار الاقتصادي حتى إنهاء أمر السلاح، بعدما فشلت محاولات تطويقه، ومحاصرته داخلياً وخارجياً، بحيث شكل هذا التسليم الأميركي مدخلاً للفرصة التي يريد الحريري الاستثمار عليها لتشكيل الحكومة.
الحصيلة التي ستنتهي إليها مشاورات الحريري لا تزال غامضة، وفقاً للحدود التي سيبلغها في التراجع عن إمكانية الجمع بين طلب تحقيق التوازن بين الرئاسات، وهو ما قاله الحريري عن وضع رئيس الحكومة بالتوازي مع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، وهذا صحيح، وبين حكومة يسمّي وزراءها رئيسها، تحت شعار مستقلين واختصاصيين، لأن هذا يعني تحويل مجلس الوزراء إلى مجلس مدراء عامين وليس إلى سلطة سياسية عليا، تدير البلاد وفقاً لما جاء به اتفاق الطائف، وإسقاط مجلس الوزراء كسلطة هو إسقاط للطائف، ومثل التوازن بين الرئاسات الذي أقامه الطائف، هناك توازن بين رئيسي الجمهورية والحكومة من جهة والوزراء من جهة موازية، هو أهم إنجازات الطائف، وإطاحة هذا التوازن ستعني عملياً استعادة نظام الترويكا، حيث يتولّى الرؤساء الثلاثة رسم سياسة الدولة، بالتشاور والتوافق، من خارج الدستور وخلافاً لنصوصه، ويتحوّل مجلس الوزراء إلى مجلس مدراء تنفيذي للقرارات، إلا إذا كان الحريري يسعى لفرض عُرف جديد يقوم على إحياء صيغة الـ43 مع استبدال نقل صلاحيّات رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء بنقلها الى رئيس الحكومة، وهذا تغيير جوهري في النظام وتوازنات الطائف.
التساؤل الذي يواجه الحريري هو من الذي يستثمر في معاناة الناس وفرص الإنقاذ والمبادرة الفرنسية لتحقيق مكاسب سياسية، من يدعو لشراكة تضمن تحقيق أوسع تغطية للقرارات الإصلاحية، أم مَن يحاول إلغاء الشراكة لتحقيق الاستفراد بقوة التهويل بالانهيار؟
الحريري يبدأ جولة مشاورات جديدة
بقيت مبادرة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري محور الحركة السياسيّة وسط جولة اتصالات يقودها الحريري مع القوى السياسية يواكبها بسلسة زيارات الى بعبدا وعين التينة لوضع مبادرته قيد التشاور مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري قبيل أيام قليلة على موعد الاستشارات النيابية الملزمة.
ويزور الحريري رئيس الجمهورية قبل ظهر اليوم بعدما اتصل به امس الاول، ثم يلتقي عصراً رئيس مجلس النواب وفق ما اتفقا خلال اتصاله بينهما.
واستبق الحريري الزيارتين بلقاء رؤساء الحكومات السابقين مساء أمس، في بيت الوسط بعيداً عن الاعلام لاطلاعهم على اتصالاته المرتقبة ابتداء من اليوم.
بيت الوسط
وبحسب مصادر بيت الوسط لـ"البناء" فإن توجهات الحريري متصلة تجاه العمل على إنقاذ الوضع الراهن والذي يمكن وصفه بالكارثي وبالتالي فهو سيوسّع مروحة اتصالاته ولقاءاته التي لن تقتصر على عون وبري ليُبنى على الشيء مقتضاه، خاصة أن مبادرته تهدف إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المبادرة الفرنسيّة والشروع نحو الإصلاحات مع تشديد المصادر على أن الحريري سوف يحدّد طرحه القديم الجديد بتأليف حكومة تكنوقراط، علماً أن الأجواء الفرنسية تشير في هذا السياق وفق المصادر إلى أن السفيرة الفرنسيّة الجديدة ستبلغ الأسبوع المقبل المسؤولين اللبنانيّين بتفاصيل النسخة الجديدة من المبادرة الفرنسيّة.
عين التينة
في المقابل يُصرّ ثنائي أمل وحزب الله على تأليف حكومة تكنوسياسية لمواجهة التحديات القائمة اقتصادياً واجتماعياً والمستجدة على صعيد ملف ترسيم الحدود. كما علمت "البناء" أن الرئيس برّي متمسك بطلبه السابق بأن تبقى وزارة المال بيد الطائفة الشيعيّة وأن يسمّيه أيضاً. وهذا الأمر لا علاقة له بشخصيّة رئيس الحكومة بل أمر مبدئي. وأشارت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ"البناء" الى ان الاتصالات مستمرة بين القوى السياسية لتحديد موقفها من مبادرة الحريري والرئيس بري مستعدّ للتعاون مع الحريري لتسهيل الاتفاق على الحكومة تكليفاً وتأليفاً لكن المشاورات لا زالت في بداياتها ولم تُحسَم رغم المناخ الإيجابي الذي ظهر خلال الأيام القليلة الماضية، لكن المصادر تلفت الى أننا لن نقبل أن نوقع شيكاً على بياض، ولذلك الأمور متوقفة على المفاوضات مع الحريري ورؤيته لشكل الحكومة وبرنامج عملها ليبنى على الشيء مقتضاه.
التيار الوطني الحر
أما مصادر التيار الوطني الحر فرأت أن طرح الحريري لحكومة اختصاصيين غير ذي جدوى وهذا سوف يعني تمديداً للأزمة مع إشارة المصادر لـ"البناء" إلى أن الأجواء حتى الساعة داخل التيار تقول إن طرحاً كهذا من شأنه أن يدفع لبنان القوي لعدم المشاركة وعدم التسمية أيضاً، وبالتالي على الحريري أن يُعيد تصويب بوصلته صحيحاً إذا كان ينوي حقيقة إبداء التعاون المنشود.
وعلمت "البناء" أن الحريري سيُصرّ خلال مفاوضاته مع القوى السياسية على طرحه بحكومة تكنوقراط واختصاصيّين لمهمة محددة ومدة زمنية محددة.
وأكدت أوساط أخرى مطلعة في التيار الوطني الحر أن التيار "لم ولن يعمل على طرح أي مرشح لتولي منصب رئاسة الحكومة لا في الداخل ولا مع الخارج وأنه يتابع بإيجابية كل المشاورات التي تدور للوصول الى صيغة تلبي مطالب الناس في لبنان الذين يريدون حكومة قادرة على الإنقاذ"، ورأى أن "المبادرة الفرنسيّة يجب أن تلقى كل التجاوب من كل الأطراف، لأنها الوحيدة الجدية والصادقة والتي تحاكي الواقع اللبناني". ولفت الى ان "لبنان يستحق التضحيات ونحن أول مَن يُضحّي من أجل لبنان على ألا نكون وحدنا مَن يضحي".
القوات
إلى ذلك يجتمع تكتل القوات اللبنانية بعد غد الأربعاء لاتخاذ الموقف المناسب من التكليف، وبانتظار القرار النهائي للقوات، فإن الاتصالات والمشاورات ستكون مفتوحة حتى يوم الاربعاء مع تأكيد مصادر القوات أن موقفها لا يزال على حاله ولن يتبدل تجاه تشكيل حكومة مستقلة من اختصاصيين بعيدة كل البعد عن الطبقة السياسية. ولا تعلق المصادر على حراك الحريري الذي يبدأ اليوم، مؤكدة أن رؤيتها للحل واضحة ولا لبس فيها.
اللقاء الديموقراطيّ
كما يعقد اللقاء الديمقراطي اجتماعاً خلال اليومين المقبلين لدرس الموقف من الاستشارات من كل جوانبه ليُبنى على الشيء مقتضاه، مع ترجيح مصادر مطلعة أن تحصل اتصالات بين الاشتراكي والحريري في الساعات المقبلة قبل أن يحدد اللقاء الديمقراطي موقفه من الاستشارات.
وفيما تضاربت المعطيات حول حصول الحريري على تغطية خارجيّة أميركية سعودية لمبادرته، أشارت مصادر أخرى في الحزب الاشتراكي الى أننا لا نرى اي تغيّر اقليمي لناحية دعم ترشيح الحريري ومنطق الأمور يقول بضرورة وجود رعاية أميركية إيرانية. لكن مصادر أخرى في فريق ? آذار تشير الى مؤشرات إفليمية دولية تقف خلف تحرك الحريري الجديد. فيما اكدت مصادر البناء ان المشاورات ستتركز على خطي بعبدا بيت الوسط من جهة ومن جهة ثانية خط بيت الوسط عين التينة لتدوير الزوايا وتذليل العقد التي واجهت السفير مصطفى اديب لا سيما شكل الحكومة وعدد وزرائها ومهمتها ومن يسمّي الوزراء ودور الكتل النيابية في هذا الإطار، لكي تضمن اي حكومة الثقة النيابية في المجلس النيابي.
الفرزلي
وأكد نائب رئيس مجلس النواب ايلي فرزلي ان "هناك ?? نائباً مسيحيّاً خارج الأحزاب ومعيار الميثاقيّة في تسمية رئيس الحكومة غير محصور بالأحزاب".
وتابع الفرزلي في حديث تلفزيوني "لا أنصح الرئيس عون، بل هو في موقع الناصح للجميع وأدرك أنّه حريص على أن تكون كل طائفة ممثّلة في الحكم كما يجب".
وأضاف: "نصحت باسيل منذ سنة بتأييد الحريري، فالربط مع المكوّن السنّي أساسي". وشدد الفرزلي على انه "يجب أن يُكلف الحريري يوم الخميس وأي تخلف من قبله يتحمّل هو مسؤوليته".
الراعي
وأشار البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الاحد إلى أن قلقنا يتعاظمُ إذا تعثَّر تكليف شخصيّة لرئاسةِ الحكومة الجديدة، خصوصاً إذا تعثّر تأليف حكومة إنقاذيّة، غير سياسيّة، وتكنوقراطيّة، تتمكّن من المباشرةِ بالإصلاحاتِ في البُنى والقطاعات، وفقًا لتوصيات مؤتمر سيدر".
وأكّد أنّ ضمانة نجاح التأليف هي العزم من قبل الجميع على تجنّب التسويف، ووضع الشروط، وافتعال العقد غير الدستوريّة وغير الميثاقيّة، من أجل قضم الدولة وإبقاء مصير لبنان مرهونًا بصراعات المنطقة واستحقاقاتها الّتي لا تنتهي، معتبرًا أنّ هذه مشكلة وطنيّة خطيرة عندنا لا حدَّ لها إلّا باعتماد نظام الحياد الناشط الّذي يعيد للبنان هوّيته، ومكانته، ودوره الحضاريّ في سبيل السلام والاستقرار في الداخل وفي المنطقة.
وشدّد الراعي على أنه لا يحقّ لأيّ فريق أن يتخطّى الدستور، ولآخر أن يتنازل عنه، ولآخر أن يشوّه النظام الديمقراطيّ.
كورونا
على صعيد آخر ومع ارتفاع عدد البلدات التي ستُقفِل اعتبارًا من اليوم إلى 169 بلدة، استمر عدد إصابات كورونا بالارتفاع، واعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 1010 اصابات جديدة بكورونا و4 حالات وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية. في حين بدأ الهلع يصيب اللبنانيين من دون استثناء في ظل تمهيد المعنيين إلى رفع الدعم عن الدواء والمحروقات والمواد الأساسيّة الأمر الذي دفع بالمواطنين إلى المسارعة إلى شراء الدواء بكميات كبيرة من الصيدليات التي بدأت تعاني نقصاً من الكثير من الأدوية التي باتت مقطوعة. وفي هذا السياق بدا لافتاً ما أعلنه نقيب الصيادلة لجهة أن هناك أدوية مخزنة في مكان ما وكان أصحاب شركات الدواء ينتظرون رفع الدعم للاستفادة منها.
**********************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
من اليوم إلى الخميس: الحريري أو ترحيل التكليف؟
رحلة طرح الرئيس سعد الحريري نفسه مرشح الفرصة الأخيرة التي تجسدها المبادرة الفرنسية والتي تبدأ عمليا اليوم بعدما انجز الحريري تحضيراتها في الساعات الأخيرة، تبدو محفوفة بحقول ألغام من خلال ما ينتظر الحريري من حسابات لدى الاًفرقاء السياسيين سواء ساروا في النهاية في خيار تكليفه او رفضوه، باعتبار ان لغة الاشتراطات وربما تصفية الحسابات ستنطلق لدى معظمهم بدءا من اليوم. طبعا ما بدأ يطفو على سطح المشهد السياسي الحكومي منذ البارحة خصوصا لجهة تضخيم العقبات التي قد تحول دون انتهاء جولة اللقاءات والاتصالات التي ستنطلق اليوم الى تكليف الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة الخميس المقبل يندرج في خانة رفع الشروط السياسية والحزبية الى ذروتها لوضع الحريري امام معادلة القبول بعودته الى رئاسة الحكومة في مقابل الشراكة السياسية معه في تشكيل الحكومة من خلال استحضار الشروط إياها التي أدت الى اطاحة تجربة تكليف مصطفى اديب، والا دخول استحقاق التكليف في تعقيدات جديدة وإضافية من غير المستبعد ان تؤدي حينذاك الى ترحيل موعد الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا الخميس المقبل. ويمكن القول عشية انطلاق الجولة الحاسمة من الاتصالات واللقاءات التي سيجريها الحريري أولا من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم ستتواصل مشاوراته مع القوى السياسية والحزبية سواء عبر موفدين او من خلال اتصالات مباشرة، ان المعادلة التي تحكم مصير هذا التطور تتوزع مناصفة بين احتمالات عودة الحريري الى رئاسة الحكومة او فتح باب الاستحقاق الحكومي مجددا على المجهول اذا أقفلت الطريق امام الحريري. فمن جهة الاحتمالات الإيجابية لمصلحة ترجيح تكليف الحريري لم تبلور الأيام القليلة السابقة بعد المقابلة التلفزيونية للحريري مساء الخميس أي بدائل حقيقية وجدية من طروحاته في شأن الحكومة ولو ان معظم القوى السياسية تنوي التعامل معه بلغة الشروط والمطالب ورفع السقوف. ولكن ذلك لن يحجب حقيقة ان الوضع في البلاد بلغ مستويات كارثية من التأزم والانهيارات لا تتيح لاي طرف استعمال لغة الرفض للرفض مع الحريري الذي يذهب الى القوى السياسية ببرنامج واضح من شانه فتح ثغرة تنفس للبلاد من خلال المبادرة الفرنسية والدعم الدولي المأمول في حال تشكيل حكومة ذات صدقية إصلاحية كما يطرحها برنامج الحريري. في المقابل تتمثل الناحية السلبية في ان المناخ السياسي السائد بين الحريري وعدد من القوى ومنها العهد و”التيار الوطني الحر” وكذلك قوى حليفة له سابقا مثل “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي لا يوحي بإمكان تجاوز الحساسيات بسرعة ولا سيما اذا صح ما نقل عن التيار الوطني الحر من رفض تلقائي لعودة الحريري. وفي هذه الحال فان الأنظار ستتركز على موقف الثنائي الشيعي الذي وان بدا اكثر مرونة تجاه عودة الحريري فان الشروط التي سيطرحها ستتسم أيضا بتعقيدات تطرح التحدي القوي في وجه الحريري.
بعبدا وعين التينة
في أي حال واستمكالا لمبادرته في طرح ترشيحه لتشكيل الحكومة على أساس المبادرة الفرنسية والتزام تنفيذ البرنامج الإصلاحي، اتصل الحريري امس بكل من الرئيس عون والرئيس بري وتقرر ان يزور الحريري قصر بعبدا في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم على ان يزور عين التينة في السادسة مساء. وانطلق الحريري في مشاوراته من حلقته السياسية الأقرب اذ ألتقى مساء امس في بيت الوسط رؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام، وتناول اللقاء موقف الحريري وتحركه والاحتمالات التي تحوط هذا التحرك فيما تردد ان الحريري قد يوفد رئيسة كتلة المستقبل النائبة بهية الحريري على رأس وفد في جولة على رؤساء الكتل والأحزاب.
في موازاة هذه الاستعدادات لاسبوع يفترض ان يكون حاسما لاستحقاق التكليف لم تظهر واقعيا مؤشرات إيجابية وواضحة حيال المواقف التي ستتخذها القوى المعنية بما يبقي كفة الحذر الشديد مرجحة اقله لليومين المقبلين قبل بلورة الاتجاهات الجدية. وإذ بدا لافتا ان تسريبات ذهبت الى اطلاق أسماء سياسيين قيل ان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وراءها في مواجهة ترشيح الحريري، لم تعكس أجواء قصر بعبدا أجواء مرنة حيال الحريري الذي سيزور الرئيس عون اليوم اذ ان مقربين منه يقولون ان عون ينتظر ما سيقوله الحريري ولكن رئيس الحكومة المكلف سيكون الشخص الذي ينتج عن الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها الرئيس عون الخميس المقبل في قصر بعبدا غامزة من قناة المشاورات التي اطلقها الحريري بنفسه. ويعتبر هؤلاء المقربون ان المبادرة الفرنسية تتناول الإتيان بحكومة اختصاصيين من رئيس الحكومة الى جميع الوزراء ولا يستطيع الحريري تاليا ان يخرج ويقول انه خارج هذا التصنيف وان يكون أعضاء حكومته من الاختصاصيين فقط باستثناء نفسه فهو بذلك يخالف المبادرة .ولكنهم يستدركون انه في حال كانت الصيغة تكنوسياسية فستكون عندها موضع نقاش ولها هنا شروطها . ولكن ما استرعى انتباه المراقبين ان نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي اعلن مساء امس انه نصح النائب جبران باسيل منذ سنة بتأييد الحريري لان الربط مع المكون السني هو أساسي. وإذ توقع الفرزلي تكليف الحريري الخميس المقبل، استبعد اصطدام التكليف بعقبة ميثاقية مسيحية اذ ان هناك 22 نائبا مسيحيا خارج الأحزاب ومعيار الميثاقية في تسمية رئيس الحكومة غير محصور بالأحزاب .
وإذ يبدو موقف “القوات اللبنانية ” شبه محسوم من عدم تسمية الحريري تكرارا فان موقف الحزب التقدمي الاشتراكي قد يعلنه رئيسه وليد جنبلاط في مقابلة تلفزيونية مقررة مبدئيا مساء اليوم .
وبالنسبة الى الثنائي الشيعي سيكون لقاء بري والحريري مساء اليوم محوريا لجهة بلورة الموقف المبدئي للثنائي من عودة الحريري والشروط التي سيطرحها. ولا تبدو هذه الشروط سهلة ابدا اذ فهم ان الثنائي لن يتخلى عن شرط تسمية وزرائه بدءا بوزير المال والإتيان باختصاصيين من غير الحزبيين يطرحهم على الرئيس المكلف ليختار منهم .
وفي هذا السياق اعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس عن قلقه من احتمال “تعثر تكليف شخصية لرئاسة الحكومة الجديدة وبخاصة اذا تعذر تأليف حكومة انقاذية غير سياسية وتكنوقراطية”. واعتبر ان ضمان التأليف هو “عزم الجميع على تجنب التسويف ووضع الشروط غير الدستورية وغير الميثاقية من اجل قضم الدولة وإبقاء مصير لبنان مرهونا لصراعات المنطقة التي لا تنتهي”. وفي ما يتعلق بالمفاوضات اللبنانية الإسرائيلية برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة لترسيم الحدود البحرية والبرية قال الراعي “نحتاج الى دولة قوية وحكومة قادرة على اجراء مفاوضات ترسيم الحدود بين دولتي لبنان وإسرائيل. أهمية هذه المفاوضات ان تؤدي الى اتفاق يعزز سلطة الدولة اللبنانية المركزية التي تسيطر على حدودها الدولية المثبتة في خط الهدنة لسنة 1949 أساسا “.
… واللائحة تطول
في غضون ذلك اثار الانتشار الوبائي المتسع لفيروس كورونا في لبنان مزيدا من التداعيات السلبية لا سيما على صعيد عودة فتح المدارس ولو بشكل محدد ومجتزأ . ذلك ان وزارة الداخلية أعلنت امس قرارا جديدا اتسعت بموجبه لائحة البلدات والقرى المشمولة بقرار والأقفال والحجز المنزلي ورفعت عدد البلدات الى 169 بلدة وقرية في مختلف المناطق اللبنانية . كما نص القرار على اقفال كل الحانات والملاهي والمراقص الليلية على الأراضي اللبنانية حتى أشعار آخر .
وأحدث قرار وزارة التربية بعودة جزء من التلامذة ابتداء من اليوم ضجة وموجة استنكارات ومخاوف واسعة لجهة ما يمكن ان يعرض هذا القرار تلامذة ومعلمين وأساتذة لخطر الإصابة بكورونا في ظل صعوبة التزام تنفيذ الإجراءات الحمائية بالكامل داخل المدارس فضلا عن التمييز الذي سيصيب التلامذة باعتبار ان أعدادا كبيرة من التلامذة في المناطق المقفلة لن يتمكنوا من استلحاق بداية الموسم المدرسي. وأطلقت مناشدات ومواقف تنادي بإرجاء فتح المدارس .
يشار في هذا السياق الى ان عداد الإصابات بكورونا لدى وزارة الصحة سجل امس 1010 إصابات و4 حالات وفاة .
وفي المقابل بدأت موجة الحرائق التي اجتاحت المناطق اللبنانية في الأيام الأخيرة بالانحسار والتراجع ليتكشف كما في كل مرة مشهد الكوارث الطبيعية والبيئية التي خلفتها .
******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
إرجاء الاستشارات النيابية لمزيد من الاستشارات السياسية؟
التكليف: “اليوم” لناظره قريب!
بلبلة في البلديات، بلبلة في المدارس، بلبلة في المستشفيات والصيدليات وفي مختلف القطاعات المحاصرة بين فكي كماشة الوباء وعشوائية السلطة. من كباش “الداخلية” و”الصحة”، إلى صراع “الداخلية” و”التربية”، انتقل التخبط والتضارب في الصلاحيات والضياع في بوصلة القرارات والمعالجات الرسمية لا سيما مع إعلانين متزامنين متناقضين صدرا أمس، الأول يفتح المدارس والثاني يقفل المناطق!
أما حكومياً، فبعد مرحلة من الركود والجمود في ملف التكليف والتأليف، سيكون “اليوم” لناظره قريب، بحيث ستنطلق عملياً مشاورات التكليف في شقها السياسي على إيقاع طرح الرئيس سعد الحريري نفسه “مكلفاً حكماً” لتشكيل الحكومة العتيدة انطلاقاً من “ثلاثية” تمثيله النيابي السنّي، و”التوازن” في سدة الرئاسات الثلاثة، والتعهدات المقطوعة في قصر الصنوبر بتطبيق ورقة المبادرة الفرنسية الإصلاحية. وعلى أساس هذه الثلاثية، أعاد الحريري الحرارة إلى خطوط التواصل مع قصر بعبدا وعين التينة تمهيداً لطرح الأمور على بساط البحث الجدي اليوم “وجهاً لوجه” مع كل من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، لتبقى احتمالات التوافق من عدمه مفتوحة ومعلقة على نتائج هذين اللقاءين، فتتحدد المسارات وتتضح الخيارات تالياً على قاعدة ما سيَسمعه ويُسمعه الحريري في بعبدا وعين التينة من طروحات وأفكار حيال مبادرته.
وبينما تواصل بكركي نداءاتها المحذرة من “الإنقضاض على الشرعيّة والدستور والنظام وإسقاط الدولة المركزيّة”، منددةً بـ”الممارسة السياسيّة التي تضحّي بلبنان على مذبح المصالح والخيارات الخاطئة” وبـ”التسويف الحكومي وافتعال العقد غير الدستوريّة وغير الميثاقيّة”، مع التشديد على أن أي تفاهم حول التأليف “يجب أن يبقى ضمن منطق الدستور والميثاق، فلا يحقّ لأيّ فريق أن يتخطّى الدستور ولآخر أن يتنازل عنه ولآخر أن يشوّه النظام الديمقراطي”، حسبما عبّر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس، فإنّ غالبية الكتل والتكتلات لا تزال على ما يبدو تكيل موقفها من عملية التكليف والتأليف بمكيال مصلحي يقولب تطبيقات الدستور في إطار يخدم أجندة السلطة وصراع الكراسي.
وعلى ذلك يحتاج ارتسام خارطة المواقف النيابية من استشارات التكليف الخميس المقبل إلى مزيد من التشاور والتبصّر بانتظار إنضاج “طبخة التكليف”، من دون أن تستبعد مصادر مواكبة أن يجد رئيس الجمهورية نفسه مضطراً إلى “إرجاء موعد الاستشارات النيابية أسبوعاً إضافياً لمزيد من الاستشارات السياسية”، موضحةً أنّ “طرح الحريري كسَر الجليد في الشكل، لكن المواقف لا تزال على حالها ولا شي تغيّر في جوهر المشهد الحكومي بعد”.
وفي هذا الإطار، ستتداعى الكتل النيابية للاجتماع خلال الأيام المقبلة لحسم الاتجاهات في عملية التكليف والتأليف، على أن تبدأ طلائع المواقف بالظهور علناً اليوم على لسان رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط خلال إطلالة متلفزة يحدد فيها خياراته الحكومية، ليليه غداً رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في ذكرى “13 تشرين”، وتكتل “الجمهورية القوية” بعد غد إثر اجتماعه في معراب لاتخاذ الموقف المناسب.
وإذا كان موقف الثنائي الشيعي محسوماً سلفاً لصالح تكليف الحريري انطلاقاً من تفضيل تكليف “الأصيل على الوكيل”، يبقى أنّ رصيد هذا التكليف لا يزال حتى الساعة خالياً من دعم الكتل المسيحية الوازنة، في ضوء استمرار “القوات اللبنانية” على رفضها تسميته انسجاماً مع موقفها الداعي إلى تشكيل حكومة اختصاصيين برئيسها وكافة أعضائها، بالتوازي مع معارضة “التيار الوطني الحر” ترؤس الحريري حكومةً لا تضم غيره من القوى السياسية. ومن هنا، تبرز معضلة “الميثاقية” المفقودة مسيحياً لتغطية التشكيلة التي يعتزم تأليفها، وهو ما يجري العمل على تداركه عبر “فتوى” دستورية – سياسية، ترتكز على أنّ هذه الميثاقية يؤمنها توقيع رئيس الجمهورية على التشكيلة باعتباره شريكاً دستورياً في تأليفها، فضلاً عن كونه هو من سيتولى تسمية الوزراء المحسوبين على الحصة المسيحية في تركيبتها.
******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: أسبوع الترسيم الحدودي والحكومي.. والثنائي يتمسّك بالمبادرة الفرنسية الأصلية
حدثان سيتصدران المشهد السياسي هذا الأسبوع: المفاوضات لترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان واسرائيل التي تبدأ الأربعاء في جولتها الأولى وتستقطب اهتماماً ديبلوماسياً غربياً ومتابعة إعلامية محلية ودولية، والاستشارات النيابية الملزمة للتكليف الحكومي التي حُدّد الخميس المقبل موعدها من دون ان يعرف مصيرها بعد، قبل ان يستكشف الرئيس سعد الحريري مواقف الكتل النيابية من تكليفه.
ومن خلال هذين الحدثين تستعيد الحياة السياسية زخمها وحيويتها، لكنّ الفارق بينهما انّ مفاوضات الترسيم تنطلق الأربعاء في جولات تمتد لفترة طويلة، فيما التكليف قد يتم الخميس ويفتح الباب أمام التأليف، وقد لا يتم، لأنّ الأمر يتوقف على الاتصالات التي سيجريها الحريري، ويبدأها رسميّاً من بعبدا اليوم بلقاء مع الرئيس ميشال عون، ثم من عين التينة بلقاء مع رئيس مجس النواب نبيه بري.
تَتبّعت مختلف الاوساط السياسية داخلياً أمس التحضيرا ت الجارية لاستشارات التكليف الملزمة التي سيجريها عون الخميس المقبل لاختيار من سيكلّف تأليف الحكومة الجديدة، في وقت لم يظهر بعد وجود أي مرشّح منافس للحريري الذي اعلن نفسه «مرشحاً طبيعياً» للموقع الثالث في هرم السلطة.
وبَدا من المشاورات التي بدأها الحريري منذ اعلان ترشيحه الخميس الماضي، والتي كان منها اللقاء الذي جمعه مساء امس مع رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، انّ التركيز هو البحث في التأليف وإنجازه بعناوينه الاساسية قبل انجاز التكليف، لينصرف بعده الرئيس المكلف الى انجاز التأليف بسهولة ويُسر. وتحدث البعض عن احتمال تأجيل الاستشارات اياماً في حال لم تنجز التوافقات التي يعمل عليها لتأمين ولادة حكومية سريعة.
مشاورات الحريري
وقالت مصادر قريبة من الحريري لـ«الجمهورية» انه يجري مشاورات ذات شقين: داخلي، ويشمل رؤساء الحكومات السابقين وكتلة «المستقبل» النيابية وقيادة تيار المستقبل. وخارجي، سيبدأ اليوم باللقاءين اللذين سيعقدهما مع رئيسي الجمهورية الحادية عشرة قبل الظهر في قصر بعبدا ومع رئيس مجلس النواب في السادسة مساء في عين التينة، وستشمل الكتل النيابية.
وفي معلومات «الجمهورية» انّ اتصال الحريري بعون كان لدقائق، وطلب منه موعداً للقائه اليوم، مُبلغاً ايّاه انّ «لديه مبادرة محددة ينوي استطلاع رأيه فيها من اجل تحريك ملف تشكيل الحكومة التي تحتاجها البلاد اليوم قبل الغد». فحدّد له رئيس الجمهورية على الفور موعداً عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم.
وأوضحت هذه المصادر انّ الحريري يريد من خلال هذه المشاورات ان يتأكد ما اذا كان الذين يستشيرهم ما زالوا ملتزمين المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليتم وضعها على طاولة البحث والتنفيذ وفق آليّتها السياسية لجهة تأليف حكومة اختصاصيين، وآلّيتها الاصلاحية المتعلقة بالاصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار المالي والاقتصادي.
ورأت المصادر انه لم يعد امام لبنان فرصة للخروج من أزمته إلا هذه المبادرة، وقالت انّ لقاء الحريري مع رؤساء الحكومة السابقين مساء امس يندرج في اطار مشاوراته الداخلية، مشيرة الى انّ نادي رؤساء الحكومة السابقين سحبَ من التداول اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي تأليف حكومة تكنو ـ سياسية من 20 وزيراً، منهم وزراء دولة سياسيين والبقية وزراء ذوي اختصاص، وانّ البحث سيتركز على تأليف حكومة وفق ما تقتضي به المبادرة الفرنسية.
وعُلم انّ «الثنائي الشيعي» سيسمّي الحريري، وانّ «التيار الوطني الحر» ليس بعيداً عن هذا الترشيح خلافاً لِما يُشاع من انه يعارضه، لكنّ التيار يناقش ويهمّه البرنامج الاصلاحي وان يحصل الاتفاق على مجمل المسائل، حتى ولو اضطرّ الامر الى تأجيل الاستشارات بضعة ايام حتى إنجاز تفاهم يقضي الى تسهيل انجاز الاستحقاق الحكومي برمّته.
النسخة الاصلية
وعشيّة زيارة الحريري لبري اليوم لتسويق ترشيحه لرئاسة الحكومة، أكدت مصادر الثنائي الشيعي لـ«الجمهورية» التمسّك بالنسخة الأصلية والوحيدة للمبادرة الفرنسية، من دون أي إضافات او اجتهادات تُبَدّل جوهرها، مشيرة الى ضرورة تنفيذ الإصلاحات المتوافَق عليها ضمن تلك المبادرة. ومن المتوقع ان يكون اللقاء بين بري والحريري، بعد انقطاع، فرصة لمصارحة سياسية متبادلة في شأن الشروط المطلوب توافرها لتكليف الحريري، وقواعد تشكيل الحكومة المقبلة.
وبينما توجد تباينات واضحة في مقاربة هذا الملف بين رئيس تيار «المستقبل» من جهة والثنائي و«التيار الوطني الحر» من جهة أخرى، لفتت اوساط مواكبة الى انّ القوى السياسية قد تكون مضطرة في نهاية المطاف إلى خفض سقوفها بعض الشيء، لأنها تعرف جيداً ان الوضع الداخلي، على كل المستويات، لم يعد يتحمّل التفريط بمزيد من الفرص.
«القوات»
الى ذلك، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» انّ تكتل «الجمهورية القوية» سيلتئِم ظهر الأربعاء لتحديد الموقف من استشارات يوم الخميس، وفي الأثناء يرصد التكتل مواقف الكتل من هذا الاستحقاق ويُجري رئيسه الدكتور سمير جعجع التشاور اللازم، وسيضع التكتل في الصورة السياسية الكاملة لاتصالاته تمهيداً لاتخاذ الموقف المناسب.
وأكدت المصادر تمسّك «القوات» بتأليف حكومة من الاختصاصيين المستقلين تماماً عن كل القوى السياسية، وهذا الموقف أبلغَه جعجع للرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك انطلاقاً من اقتناع «القوات» الراسخ باستحالة الخروج من الأزمة المالية سوى من خلال حكومة استثنائية ومستقلة تماماً، وخلاف ذلك يعني انّ مصير اي حكومة سيكون الفشل، على غرار الحكومة المستقيلة. وأعادت المصادر التأكيد انّ القرار النهائي من هذا الاستحقاق يصدر الأربعاء.
مفاوضات الترسيم
على صعيد المفاوضات لترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان واسرائيل، توقعت مراجع تواكِب التحضيرات الجارية للجلسة الاولى من هذه المفاوضات المقررة بعد غد الاربعاء أن يعلن رسمياً اليوم عن تشكيل الوفد الرسمي اللبناني الى هذه المفاوضات بصيغة لم تتّضِح بعد، في انتظار انتهاء المشاورات الجارية للبَت بالإجراءات الواجب اتخاذها.
وفي المعلومات المتبادلة في الأروقة الرسمية انّ بيان مديرية التوجيه في قيادة الجيش، الذي صدر السبت الماضي، قد يكون كافياً للاعلان عن الوفد لمجرّد الكشف عن الإجتماع الأول الذي عقدته اللجنة العسكرية ـ التقنية الثلاثية برئاسة قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة «إنفاذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون». ولكن البيان لم يُشر الى اسماء الوفد، واكتفى بالإشارة الى مهمته فوصَفهَا بـ«المكلف ملف التفاوض لترسيم الحدود». وحدّد البيان الخطوط العريضة للمهمة بما قاله حرفيّاً: «أعطى قائد الجيش التوجيهات الاساسية لانطلاق عملية التفاوض بهدف ترسيم الحدود البحرية على أساس الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة برّاً، والممتد بحراً تِبعاً لتقنية خط الوسط، من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة. استناداً الى دراسة أعدتها قيادة الجيش وفقاً للقوانين الدولية».
آلية تشكيل الوفد
الى هذه المعطيات، هناك من يقول انه من الضروري ان يُصار الى الإعلان رسمياً عن الوفد بـ«مذكرة خدمة» يصدرها قائد الجيش اليوم، يعلن فيها الأسماء الثلاثة العميد الطيّار بسام ياسين رئيساً، والعقيد البحري مازن بصبوص عضواً، بالإضافة الى الخبير في القانون الدولي نجيب مسيحي الذي يعمل مع المديرية العامة للشؤون الجغرافية في قيادة الجيش في كلّ ما يتعلق بالخرائط الخاصة التي حدّدت موقف لبنان وتحديده للخط الفاصل بين المنطقة الإقتصادية الخالصة اللبنانية والإسرائيلية.
وعن مصير الأعضاء المُتبقّين المقرر ضَمّهم الى الوفد، يمكن ان تقول مذكرة قائد الجيش «تستعين اللجنة بمَن تراه مناسباً»، فينضَمّ اليهم عضو هيئة قطاع النفط المهندس وسام شباط، من دون الجزم من الآن بإمكان ان ينضم اليهم السفير هادي الهاشم من وزارة الخارجية الذي بقي حتى ليل امس مَدار بحث ونقاش من دون قرار نهائي. على ان يكون الباب مفتوحاً في المستقبل لِيضمّ الى الوفد اي خبير او اي مسؤول تستدعي المفاوضات حضوره فيها.
شينكر في بيروت
وقبل 72 ساعة على موعد انعقاد الجلسة الأولى لمفاوضات الترسيم بين لبنان واسرائيل في الناقورة، قالت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» انّ راعي اللقاء، مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى دايفيد شينكر، سيصل الى بيروت في الساعات المقبلة ومعه فريق عمله استعداداً للمشاركة في لقاء الناقورة.
ولم تشأ المصادر الإشارة الى برنامج زيارة إذا وصَلَ شينكر قبل 48 ساعة على موعد الجلسة الأولى، وعما إذا كان سيلتقي أياً من المسؤولين اللبنانيين قبل اللقاء. ولفتت الى انّ السفارة الأميركية في بيروت لم تطلب بعد، وحتى ساعة متأخرة من ليل امس، اي موعد لشينكر مع اي مسؤول رسمي وعلى اي مستوى.
الراعي
وفي المواقف، نَبّه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد الى انّ «قلقنا يتعاظَم إذا تَعثّر تكليف شخصية لرئاسة الحكومة الجديدة، وخصوصاً إذا تعثّر تأليف حكومة إنقاذية، غير سياسية، وتكنوقراطية، تتمكن من المباشرة بالإصلاحات في البنى والقطاعات، وفقاً لتوصيات مؤتمر CEDRE (نيسان 2018)» وقال: «إنّ ضمان نجاح التأليف هو عَزم الجميع على تَجنّب التسويف، ووضع الشروط، وافتعال العقد غير الدستورية وغير الميثاقية، من أجل قضم الدولة وإبقاء مصير لبنان مرهوناً بنزاعات المنطقة واستحقاقاتها التي لا تنتهي. وهذه مشكلة وطنية خطيرة عندنا، لا حد لها إلا باعتماد نظام الحياد الناشط الذي يعيد للبنان هويته، ومكانته، ودوره الحضاري في سبيل السلام والإستقرار في الداخل وفي المنطقة». وقال: «لن تكون عندنا حكومة يثق بها الشعب والأسرة الدولية، إذا لم يَتعالَ الجميع عن كل ما هو مكاسب ظرفية، سياسية كانت أم مادية، وعن المحاصصة».
ورأى «اننا نحتاج إلى دولة قوية وحكومة قادرة على إجراء مفاوضات ترسيم الحدود بين دولتي لبنان وإسرائيل. أهمية هذه المفاوضات في أن تؤدي إلى اتفاق يعزّز سلطة الدولة اللبنانية المركزية، التي من شأنها أن تسيطر على حدودها الدولية المثبتة في خط هدنة سنة 1949 أساساً، وعلى ثروات النفط والغاز، وتسهر على عدم محاصصتها وتوزيعها وتبديدها. بل تكون في عهدة الدولة لِتفي ديونها، وتطلق عجلة النهوض الإقتصادي والمالي والمعيشي».
عودة
بدوره، قال ميتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة: «في بلدنا لدينا خبراء في تطويع النواميس، أي القوانين، كل بحسب رغبته ومصلحته ومنفعة جيبه وحزبه وتياره، متجاهلاً دماء الشهداء وصراخ أهل هذا البلد الحبيب القابع تحت الركام والفقر واليأس». وقال: «حتى متى تُستباح النواميس وتنقض؟ وتقدم المصلحة الشخصية حتى لو أدى ذلك إلى موت الأخ». واضاف: «نحن في حاجة إلى مسؤولين ذوي ضمير حي، لا يرتاحون، طالما هناك مواطن واحد يئن، كما عليهم أن يكونوا القدوة في احترام الدستور والقوانين».
كورونا
وعلى صعيد وباء كورونا، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا أمس «تسجيل 1010 إصابات جديدة (1010 محلية ولا حالات وافدة)، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات الى 53568». كما أشارت الى تسجيل 4 وفيات جديدة.
وأعلنت وزارة الداخلية اللبنانية فرض تدابير عزل على 169 قرية وبلدة، بينها العشرات التي كانت قد أقفلت تماماً لـ8 أيام، لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد مع تسجيل معدلات قياسية خلال الأسابيع الماضية.
وقررت الوزارة أيضاً إقفال الحانات والملاهي والمراقص الليلية في كل انحاء البلاد «حتى إشعار آخر»، مع تعذّر فرض اغلاق عام شامل في ضوء الازمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي يعيشها لبنان.
وكانت الوزارة قد فرضت في الرابع من الشهر الحالي الإغلاق الكامل لمدة 8 أيام على 111 قرية وبلدة.
ومع ارتفاع عدد الإصابات، أعلنت وزارة الداخلية الأحد الإقفال الكامل على 169 قرية وبلدة، بينها نحو 80 منطقة مُدِّد فيها الإغلاق.
وستُقفل هذه المناطق كلياً اعتباراً من اليوم ولمدة أسبوع. ويتعيّن على سكان البلدات والقرى المشمولة بالقرار «التزام منازلهم»، مع توقف العمل في المؤسسات العامة والخاصة وإلغاء المناسبات الاجتماعية والدينية، باستثناء المؤسسات الصحية والصيدليات والأفران ومحلات بيع المواد الغذائية.
وحذّر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن من اقتراب لبنان من السيناريو الأوروبي، معتبراً أنّ «النجاح في القرار الجريء في إقفال عدد من البلدات هو الفرصة الأخيرة».
ذكرى الشهداء
من جهة ثانية أقيم في باريس أمس احتفال إحياء لذكرى شهداء انفجار مرفأ بيروت، وذلك بدعوة من جمعية الدعم الوطني والدولي للمنقذين SENIS، حيث وضع سفير لبنان لدى فرنسا رامي عدوان الورود على ضريح الجندي المجهول تحت قوس النصر، تكريماً «لذكرى الشهداء اللبنانيين وشجاعة من يضحّون بأنفسهم لمساعدة الآخرين وإنقاذهم».
ودَوّن عدوان على الضريح الآتي: «تخليداً لذكرى جميع الشهداء وتحية لجهود المسعفين، إلى من يبذل نفسه في خدمة أخيه الإنسان».
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
مشاورات بين الحريري وعون وبري اليوم
جنبلاط يعلن موقفه من تسمية رئيس الحكومة مساء… وقرار «القوات» يحسم الأربعاء
مع بدء العد العكسي لموعد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة اللبنانية، الخميس المقبل، أعلن أمس عن لقاءات يعقدها اليوم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، فيما يفترض أن تبدأ مواقف الأفرقاء بالظهور تباعاً.
واتصل الحريري بعون وبري، أمس، وتم الاتفاق على أن يعقد اللقاء مع رئيس الجمهورية صباح اليوم ومع رئيس البرلمان مساء، فيما من المتوقع أن تتكثف اتصالاته في اليومين المقبلين مع الكتل النيابية الأخرى، على أن يعلن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط موقفه من مبادرة الحريري، مساء اليوم، في حديث تلفزيوني وتحسم كتلة «الجمهورية القوية» حزب «القوات اللبنانية» قرارها الأربعاء المقبل في اجتماع لها.
وبينما أكدت مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يسجل أي تواصل مع الحريري منذ إعلانه عن ترشحه حتى الساعة، قالت إن «موقفنا من طبيعة الحكومة ومطلبنا أن تكون مستقلة من اختصاصيين لم يتبدل، أما في موضوع التكليف سيأخذ التكتل الموقف المناسب منه الأربعاء، ولذلك سننتظر ما سيحصل حتى ذلك الحين وما سينتج عن الاتصالات التي قال الحريري إنه سيقوم بها مع كل الفرقاء لعرض ما لديه».
وعلى خط «التيار الوطني الحر» الذي عاد وجدد رئيسه النائب جبران باسيل المطالبة بأن يتمثل تكتله وفق حجمه في الحكومة، أكد أمين سر التكتل إبراهيم كنعان أنه «لا وزارة مطوّبة لأحد، ولا استئثار بالتأليف لآخر». وقال في حديث تلفزيوني إن «رئيس الجمهورية يسعى إلى تحييد البلاد عن الصراعات وإلى حكومة وفق الآليات الدستورية، فلا وزارة مطوّبة لأحد ولا استئثار بالتأليف لآخر، وعلينا اتخاذ المبادرات لأن مصير الشعب والوطن على المحك، والمطلوب من الجميع التراجع خطوة للوراء والتفكير بمنطق الإنقاذ وبناء الدولة».
وفي رد على سؤال عما إذا كان لبنان يمر بأزمة حكم أم أزمة نظام، قال كنعان: «في الواقع، نحن أمام أزمة نظام، والمطلوب التوصل إلى نظام قابل للعيش بدل استيلاد الخصومات والحروب كل عقدين من الزمن. فلا المال ولا السلاح ولا الولاء للخارج يجب أن يحكم، بل القانون والدستور، لنكون في دولة فعلية وفي مجتمع قادر على معالجة خلافاته».
وأشار كنعان إلى أن «استقواء طرف على آخر كل عشر سنوات بهدف كسره، سيؤدي في نهاية المطاف إلى كسر لبنان، وهو ما لن يحصل، وعلى الأزمة الحالية أن تشكّل فسحة التأسيس لوطن برؤية جامعة وأن نتصارح للقيام بما يجب القيام به». وقال إن «المطلوب تغيير طريقة التفكير والممارسة ليكون بناء الدولة الهدف، لا تقاسم مغانمها. فمنطق الدويلة السياسية والأمنية والمالية والاقتصادية أوصل إلى الخراب، والجميع باتوا أمام مسؤولياتهم ولا أحد يمكن أن يقول (ما خصني) بل المطلوب الجمع على بناء الدولة».
في المقابل، ثمّن النائب أنور الخليل عن كتلة «التنمية والتحرير» التي يقودها رئيس البرلمان نبيه بري، موقف الحريري ومبادرته للترشح لرئاسة الحكومة، متوجهاً له برسالة عشية انطلاق مشاوراته، قائلاً: «دولة الرئيس، لطالما وجهنا إليك دعوة الإبحار قبطاناً للمركب ورفضت، واليوم نحن من يدعون لك بسلامة الوصول. تذكر دائماً ما أعلنته بعد أن غادرت ليلك الطويل، يوم الخميس الماضي في إطلالتك التلفزيونية، حين قلت إنك مستعد لمهمة محددة بزمنها بأمرين أساسيين: وقف الانهيار، وإعادة بناء بيروت».
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
فرص تكليف الحريري ترتفع.. و22 نائباً مسيحياً لـ«غطاء الميثاقية»
جلسة التفاوض الأولى بعد غدٍ تحدّد المسار.. وإرباك صحي وتربوي يرافق العودة إلى المدارس اليوم
تنظر الأوساط السياسية باهتمام الى المقاربة الجديدة للرئيس سعد الحريري، في ما خصّ المشاورات السياسية، قبل مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة، والتي تنطلق وتنتهي الخميس المقبل، لتسمية شخصية تؤلف الحكومة، انقاذاً للمبادرة الفرنسية، بعد اعتذار السفير مصطفى اديب عن التأليف، للاسباب المعروفة، والتي، وإن تبدلت بعض الاوجه فيها، الا انها حافظت على منسوب، لا بأس به، من وضع العصي في الدواليب.
فبعد اجتماع، تنسيقي ودوري، مع رؤساء الحكومات السابقين: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام، عقد مساء امس في بيت الوسط، يلتقي الرئيس الحريري، كلا من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، بعد اتصالين منفردين، اجراهما بكل منهما، واتفق على ان يقوم بزيارة كل منهما، الاول في بعبدا، قبل ظهر اليوم، والثاني في عين التينة، والموضوع واحد، كيفية مقاربة تأليف الحكومة، اذا سمته الكتل لمهمة التأليف..
وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان اللقاء المرتقب اليوم بين الرئيس عون والرئيس الحريري يمكن ادراجه في إطار مشاورات الحريري في شأن مبادرة ترشحه لرئاسة الحكومة وفق ما اعلن في مقابلته التلفزيونية الأخيرة من سقف المبادرة الفرنسية.
واشارت المصادر الى ان الاجتماع مع رئيس الجمهورية سيكون بمثابة لقاء تبريد للأجواء السابقة التي سادت، مؤكدة ان عون سيستمع الى ما يقوله الحريري الذي كان واضحا في مطالبه وحتى في تأكيد انه ات للإنقاذ.
واكدت المصادر ان الكل يستعجل التأليف، ولكن التخوف قائم من عوائق وعراقيل وشروط محددة.
ورأت مصادر سياسية انه من المبكر استقراء نتائج المبادرة التي اعلنها الرئيس سعد الحريري لكسر الجمود السياسي والمباشرة بخطوات سريعة لتشكيل حكومة انقاذ لبنان على اساس التزام كل الاطراف المسبق بأن تكون المبادرة الفرنسية هي الأساس، مادام الجميع ما يزال يدعي تأييدها وتمسكه بها،لانها تضمن الحلول المطلوبة اللازمة للمشكلة التي يواجهها لبنان.
وقالت ان ما وعد به الرئيس الحريري ببدء الاتصالات والمشاورات مع المعنيين بعد٧٢ ساعة من كلامه،حتى باشر بالاتصال برئيسي الجمهورية والمجلس النيابي للقائهما اليوم، فيما التقى مطولا لهذه الغاية اولاً مع رؤساءالحكومات السابقين وناقش معهم مفصلا ما طرحه والخطوات اللاحقة، على ان يلتقي اليوم كتلة «المستقبل» للغاية نفسها.
وينتظر ان يستكمل الحريري بعد ظهر اليوم وطوال الساعات المقبلة اللقاءات والمشاورات مع رؤساء وممثلي الاطراف السياسيين على اختلافهم استباقا لموعد اجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة.
وتوقعت المصادر ان تكون المبادرة الفرنسية هي الأساس في تحركه واستعداده لتحمل مسؤولية تشكيل الحكومة الجديدة في هذا الظرف الصعب، فيما ينتظر ما سيسمعه من المعنيين بهذا الخصوص وامكانية استعدادهم للتجاوب معه في سبيل إنقاذ البلد.
ومع ان المصادر المذكورة لم تؤكد استناد الحريري الى مواقف فرنسية واميركية داعمة لتحركه، اعتبرت أن ما ذكره عن تبدلات سريعة ساعدت على تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام خلال السنوات الماضية مؤشرا لافتا على ان تبدلات شبيهة حصلت بعد إعتذار مصطفى اديب عن تشكيل الحكومة، وقد تكون من ظواهرها ازالة الصعوبات وتحديد موعد عقد اجتماع إطار رسم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بعد غد، لانه بدون التفاهم بين الاميركيين والفرنسيين مع إسرائيل والجانب الايراني بشكل غير معلن لا يمكن لهذا الاجتماع على المستوى الإقليمي والدولي ان يحصل.
وعشية اللقاء، سارع مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية الى اصدار بيان نفى فيه ما ورد في بعض المحطات التلفزيونية وجاء فيه: بثت محطة «ام.تي.في» ومحطة «الجديد» مساء اليوم (امس) معلومات ادعت انها مواقف لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون او لاوساطه عن موضوعي تشكيل الحكومة الجديدة والمفاوضات لترسيم الحدود البحرية والبرية الجنوبية.
يؤكد مكتب الاعلام ان هذه المعلومات كاذبة ولا تمت الى الحقيقة بصلة، لان الرئيس عون لم يدل بأي موقف او تصريح حول موضوعي الحكومة ومفاوضات الترسيم، وهو لم ولن يتصرف يوما من منطلق طائفي او مذهبي في اي من المواضيع المطروحة، بل ان مواقفه تفرضها دائما المصلحة الوطنية العليا.
اما التيار الوطني الحر، فسيعلن موقفا واضحا عند الساعة السادسة من مساء غد، سواء التقى الرئيس الحريري كرئيس لكتلة نيابية كبيرة، ام لا، ويضمنها موقف تياره من اعادة تكليف الحريري تأليف حكومة مهمة، تحاكي المبادرة الفرنسية.
وكان قيادي في التيار الوطني الحر، كرر امس ان تياره لن يؤيد ان يشكل الرئيس الحريري حكومة اخصائيين.
يشار الى ان نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي قال امس ان « هناك ٢٢ نائباً مسيحيّاً خارج الأحزاب ومعيار الميثاقيّة في تسمية رئيس الحكومة غير محصور بالأحزاب».
ونقل عنه قوله: «لا أنصح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بل هو في موقع الناصح للجميع وأدرك أنّه حريص على أن تكون كل طائفة ممثّلة في الحكم كما يجب».
وكشف الفرزلي «نصحت النائب باسيل منذ سنة بتأييد الرئيس سعد الحريري، فالربط مع المكوّن السنّي أساسي.
وختم الفرزلي متوقعا «تكليف الحريري الخميس المقبل، خلال الإستشارات النيابية في بعبدا».
ولا توحي مواقف «الثنائي الشيعي» وفقا للائحة المطالب التي نشرتها «اللواء» السبت الماضي بأن مهمة الرجل سالكة وآمنة.. فالحزب مُصر علي وزارة المال، وتسمية الوزراء الشيعة، على غرار ما حصل في حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة.
لكن مصادر الثنائي، قالت لـ«اللواء» ان الموقف الأخير، يتعلق بما سيسمعه الرئيس بري من الرئيس الحريري اليوم.
اما الحسابات الدقيقة فستكون لكتلة حزب الله، التي قالت مصادرها لـ «اللواء» انه تنتظر المشاورات التي وعد الحريري بإجرائها مع القوى السياسية اعتبارا من اليوم الاثنين، والتي يُبنى على اساس نتائجها الموقف من تسميته او لا، والموقف من شكل الحكومة وعدد وزرائها وتوزيع الحقائب فيها. وهو امر تحسب له ايضا باقي الكتل حسابا لجهة الاصرار على التمثيل واختيار الوزراء، وبهذا المعنى تكون الكتل الكبرى قد حددت شرطا مسبقا لتشكيل الحكومة، ويبقى كيف سيتعامل الحريري مع هذا الشرط وسواء لاحقا في حال تكليف.
وفي السياق اذا كانت كتلة «القوات اللبنانية»، تتجه الى عدم تسمية الرئيس الحريري، فإن التوجه لدى النائب السابق وليد جنبلاط قد الى تسميته، بعد التشاور والاتفاق مع الرئيس بري.
ترسيم الحدود
وعلى جبهة التفاوض يُنتظر ان يتم اليوم حسم اسماء الوفد المفاوض حول تحديد الحدود البحرية والبرية بين لبنان وفلسطين المحتلة ويتم الاعلان عنه رسمياً، حيث بقي اسم واحد قيد البحث هو مدير مكتب وزير الخارجية السفير هادي الهاشم، اما تركيبة باقي الوفد باتت محسومة، ويضم: نائب رئيس الأركان للعمليات في الجيش العميد الطيار بسام ياسين رئيساً، والاعضاء العقيد البحري مازن بصبوص، الخبير الدكتور نجيب مسيحي.
وذكرت بعض المعلومات ان مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير قد يحضر الاجتماع الأول للمفاوضات، لكن هذا الأمر لا زال قيد الدرس وسيتم البت به الاثنين مع بت اسم السفير الهاشم. ويبدو ان الامر مرتبط بتركيبة الوفد الاسرائيلي الذي سيضم مستشار وزير الطاقة وربما اخرين من طبيعة سياسية اكثر مما هي تقنية، وهو ما يرفضه لبنان ويحصر الموضوع بالشق التقني.
وفي هذا السياق، استبق قائد الجيش العماد جوزاف عون الاعلان الرسمي عن تشكيل الوفد وعقد اجتماعاً مع اعضائه، وصدر عن قيادة الجيش مديرية التوجيه بيان جاء فيه: إنفاذا لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اجتمع قائدالجيش في مكتبه في اليرزة مع الوفد المكلف ملف التفاوض لترسيم الحدود. وخلال الاجتماع اعطى قائد الجيش التوجيهات الاساسية لانطلاق عملية التفاوض، بهدف ترسيم الحدود البحرية على اساس الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة براً والممتد بحراً تبعاً لتقنية خط الوسط، من دون احتساب اي تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة. وذلك استنادا الى دراسة اعدتها قيادة الجيش وفقا للقوانين الدولية».
والمهم في موقف قائد الجيش انه يخالف التحديد الاسرائيلي للخط البحري الذي ينطلق في البر من النقطة بـ2 عند رأس الناقورة اي بقضم 15 مترا من الارض والتي يصبح امتدادها البحري عشرات الكيلومترات بعد الانحراف الذي يحصل عن جزيرة او صخرة تيخيليت ما يعني خسارة لبنان مساحة 850 كلم بحري، بينما لبنان حدد نقطة انطلاق الترسيم البحري من النقطة ب 1 عند رأس الناقورة وينحرف نحو الجنوب لحفظ حقه في المنطقة التي تحايلت عليها اسرائيل.
169 بلدة وإرباك تربوي
صحياً، ارتفع عدد البلدات التي ستقفل ابتداءً من اليوم، ولمدة اسبوع، 169 بلدة، بالتزامن مع تزايد عدد الاصابات بالكورونا، وسط بلبلة غير مسبوقة، في ما خص الاقفال وتأثيراته على الاقتصاد، واعادة فتح المدارس بدءاً من اليوم، وفقا لقرار وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب.
وتضمن قرار وزير الداخلية الجديد اقفال 169 بلدة وقرية بسبب انتشار فيروس «كورونا» وتسجيل عدد من الإصابات فيها، بينها بعض القرى والبلدات التي كانت مقفلة أصلاً.
وأوضحت الوزارة أن العمل بتوقيت منع الخروج والولوج إلى الشوارع والطرقات يبقى ما بين الساعة الأولى من بعد منتصف الليل ولغاية السادسة صباحاً من كل يوم في المناطق المشمولة وغير المشمولة بقرار الإقفال.
وتضمن قرار وزير الداخلية، تحديد أعداد المنتقلين بوسائل النقل بحيث لا يتعدى 3 أشخاص في السيارات العمومية، ويقتصر على 4 في السيارات الخصوصية.
وأعلنت وزارة الداخلية في المادة الثالثة من قرارها الجديد إقفال الحانات والملاهي والمراقص الليلية على الأراضي اللبنانية كافة بشكل كامل وحتى إشعار آخر ومن دون أي استثناءات تحت طائلة إحالة المخالفين إلى القضاء المختص.
وعلي وقع هذا القرار ينطلق العام الدراسي «الاستثنائي» اليوم على مستوى الشهادات الرسمية وفق آلية الدمج بين الحضوري واون لاين، وسط اعتراضات سياسية ترفض هذه العودة مع ارتفاع عدد كورونا واقفال المناطق والبلدات، مما ينذر بانطلاقة متعثرة اقله على المستوى الحضوري للطلاب، اضافة الى افتقاد العديد من المدارس والثانويات لمستلزمات الحماية الصحية، ورغم وعود وزارة الصحة بمواكبة هذه الانطلاقة.
وفي اطار صحي متصل، من شأن ازمة الدواء، واستفحالها في الصيدلات، ان تؤدي الى اقفال عدد من الصيدليات، بدءا من يوم غد الثلاثاء، بعد الاضراب التحذيري الذي دعا اليه اصحاب الصيدليات، تحذيراً للوكلاء الذين يسلمون الادوية للصيدليات غير المرخصة.
واعترف وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن ان لبنان في المرتبة الثانية في العالم بنسبة للاصابات بالكورونا، وهو يقترب من النموذج الاسباني.
53568
واعلنت امس وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1010 اصابات جديدة بفايروس كورونا في لبنان ليرتفع العدد التراكمي للحالات المثبتة بين مقيمين ووافدين 53568 حالة، وتم تسجيل 4 حالات وفاة، في حين أن العدد التراكمي للوفيات هو 459 وفاة.
******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
الترسيم: «اسرائيل» تشكل وفدا سياسيا بامتياز وتقول بالمفاوضات المباشرة..ولبنان ينفي ووفده من ضابطين وخبيرين
الحريري يبدأ مشاوراته من بعبدا وعين التينة ونواياه «الحلحلة» وتكليفه بتشكيل الحكومة
«كورونا»: 1010 اصابات وقرار باغلاق 169 بلدة وكل الحانات والملاهي في لبنان
المحلل السياسي
تبدأ يوم الاربعاء المقبل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان والكيان الصهيوني في الناقورة برعاية الامم المتحدة وبوجود وسيط اميركي. وفيما يعلن وزير الطاقة الاسرائىلي يوفال شتاينتس ان فيروس الكورونا سيحدد شكل المفاوضات بين اسرائىل ولبنان حول الحدود البحرية اضاف: انه «نظرا لقيود كورونا ما ازال لا اعرف ما اذا كنا سنحضر شخصيا الى مقر الامم المتحدة في الناقورة ام ستجري المفاوضات بواسطة الانترنت او سيتم تأجيل الموعد« واضاف وزير الطاقة الاسرائىلي قائلا لا ادري الى متى ستستمر المفاوضات فالامر يعتمد على اللبنانيين مؤكدا من الجيد لنا ان نتوصل الى اتفاق وانه من مصلحة لبنان توقيع اتفاق لانه بالغ الاهمية للبنان الذي يمر بأزمة اقتصادية في حين ان الاقتصاد الاسرائىلي قوي جدا والوضع الاقتصادي في لبنان هو الاكثر الحاحا بالنسبة للبنانيين. ثم قال «اما بالنسبة الى النزاع فنحن مستعدون لحل وسط» وكان رئيس مجلس النواب اللبناني الرئيس نبيه بري قد اعلن الاسبوع الماضي التوصل الى اتفاق اطار مع «اسرائىل» حول الحدود المائية بوساطة اميركية، وتم الاتفاق ان تبدأ المفاوضات يوم الاربعاء المقبل، اما لبنان فقد شكل وفده وهو ليس على مستوى سياسي بل من ضابطين هما العميد غسان ياسين والعقيد الركن مازن بصبوص والخبير التقني نجيب مسيحي ومن وسام شباط رئىس هيئة قطاع البترول في وزارة الطاقة. وقد التقى الوفد اللبناني الذي تم تشكيله للتفاوض مع اسرائىل بشأن ترسيم الحدود البحرية قائد الجيش العماد جوزف عون في اطار اجتماعات تحضيرية تسبق انطلاق المحادثات بين الطرفين برعاية الامم المتحدة منتصف الاسبوع المقبل في جنوب لبنان. واعلن لبنان واسرائىل التوصل الى تفاهم حول بدء مفاوضات برعاية الامم المتحدة في مقر الناقورة في جنوب لبنان وفي خطوة وصفتها واشنطن، التي تلعب دور الوسيط والمسيطر، بالخطوة التاريخية بين لبنان و«اسرائىل».
وقد التقى الوفد اللبناني قائد الجيش في اول اجتماعاته الرسمية بعد تسمية اعضائه الاربعة واعلن الجيش اللبناني السبت ان العماد جوزف عون اعطى التوجيهات الاساسية لانطلاق عملية التفاوض بهدف ترسيم الحدود البحرية على اساس الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة برا والممتد بحرا والتركيز على خط الوسط استنادا الى دراسة اعدتها قيادة الجيش وفق القوانين الدولية واليوم الاثنين سيلتقي الوفد اللبناني رئىس الجمهورية العماد عون لاخذ التوجهيات ثم يلتقى الوفد اللبناني ممثل الامين العام للامم المتحدة يان كوبيتش.
في المقابل، قامت اسرائىل باستغلال هذه المفاوضات من خلال الاعلان قبل يومين عن وفدها الذي يضم مسؤولين رفيعي المستوى سياسيا بينهم المستشار الديبلوماسي لرئىس الوزراء بنيامين نتانياهو والمدير العام لوزارة الطاقة اودي الديري ورئىس دائرة الشؤون الاستراتيجية في الجيش الاسرائىلي.
وبحسب مسؤولين لبنانيين لن يحصل تفاوض مباشر بين الوفدين بل سيتم عبر ممثل الامم المتحدة وان كان جميع الاطراف سيجلسون في غرفة واحدة لكن العدو الاسرائىلي قال وفق وزير الطاقة يوفال شتاينتس ان المحادثات ستكون مباشرة بين الوفد اللبناني والوفد الاسرائىلي.
وقادت واشنطن على مدى سنوات وساطة بين الجانبين وتزامن ذلك مع توقيع لبنان في العام 2018 اول عقد للتنقيب عن الغاز والنفط في مياهه الاقليمية مع ائتلاف شركات «توتال» «واىني» و«نوفاتيك» ويضم احد المربعات المحددة جزءا متنازعا عليه مع «اسرائىل».
وهنالك تناقض في الاقوال بين الوفد اللبناني والوفد الاسرائىلي او مناورة استغلال من الاسرائيليين الذين يقولون ان الاجتماع سيكون داخل غرفة واحدة ووفق وزير الطاقة الاسرائىلي يوبال شتاينتس فان المحادثات ستكون مباشرة والوفد الاسرائىلي سيوجه كلامه للوفد اللبناني اما الوفد اللبناني فأكد انه لن يخاطب الوفد الاسرائىلي بل سيخاطب ممثل الامم المتحدة الذي ينقل وجهة النظر للوفد الاسرائىلي.
على صعيد المواقف قالت كتلة الوفاء للمقاومة ان اتفاقا على اطار تفاوضي مع اسرائىل حول ترسيم الحدود البحرية والبرية لا علاقة له ابدا بنهج المصالحة والتطبيع الذي انتهجته دول عربية.
وشددت كتلة الوفاء للمقاومة على ان تحديد احداثيات السيادة الوطنية هي مسؤولية الدولة اللبنانية المعنية حصرا بأن تعلن ان هذه الارض وهذه المياه هي ارض ومياه لبنانية واضافت الكتلة انه لا صلة ابدا على الاطلاق من خلال المفاوضات الوصول الى المصالحة مع العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين ولا بسياسات التطبيع وان الخيار هو خيار المقاومة.
وفي واشنطن اكد السفير الاميركي الاسبق لدى بيروت جيفري فيلتمن على اهمية توقيع اتفاق بين لبنان و«اسرائيل» لترسيم الحدود كي يستفيد الجانبان من مواردهما الطبيعية.
لكن السفير فيلتمن قال ان حزب الله سيستخدم ورقة مزارع شبعا كحجة للابقاء على ترسانته العسكرية التي تشكل خطرا على لبنان وفق موقف فيلتمن الاميركي وتساءل السفير الاميركي فيلتمان عن امكانية قيام حزب الله بعرقلة هذه المفاوضات في وقت لاحق.
وقال فيلتمن ان حزب الله قد يكون سهل مهمة الرئىس نبيه بري للتفاوض حول ترسيم الحدود بين لبنان واسرائىل لان حزب الله عرقل تشكيل الحكومة اللبنانية وفق وجهة نظر السفير الاسبق الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان.
نشاط الحريري ومشاوراته
اتصل الرئىس سعد الحريري الذي اعلن ترشيحه لتشكيل الحكومة المقبلة بقصر بعبدا طالبا موعدا وتم تحديد موعد له اليوم الاثنين لمقابلة رئىس الجمهورية العماد ميشال عون وسيبحث معه رئىس الجمهورية نظرة الحريري الى تشكيل الحكومة والتصور بشأنها كما اتصل الحريري بالرئيس نبيه بري طالبا موعدا واتفقا سوية على اللقاء اليوم الاثنين وسيتابع الرئىس الحريري مشاوراته ليلا مع قوى حزبية وكتل نيابية على ان ينهي مشاوراته يوم الاربعاء اي قبل يوم واحد من اجراء الاستشارات النيابية الملزمة التي يقوم بها فخامة رئىس الجمهورية العماد عون لاختيار الرئيس المكلف ويبدو ان الرئيس الحريري متجه لحلحلة الامور ونواياه هي التفاهم على المبادرة الفرنسية وجوهرها واختيار خبراء واخصائيين لعدة وزارات تتعلق بالمبادرة الفرنسية بينما هو منفتح على تسمية الكتل لبعض الوزراء من الحكومة لان الحريري مقتنع بالحل الوسط لتشكيل الحكومة.
اما الاكثرية المؤلفة من الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، يبدو انهم ليسوا ضد الحريري بدليل عدم الرد على ما قاله في المقابلة التلفزيونية مع انه وجه انتقادات لهم انما لم يصدر عن نواب التيار الوطني الحر ونواب الثنائي الشيعي هجومات او تغريدات ضد الرئىس الحريري وهذا يعني ان الاجواء بترقب لكن ما ترفضه الاكثرية هو مبدأ ان يعلن الحريري: «اما انا او لا احد» لان ذلك سيؤدي بالاكثرية لتسمية شخصية غيره اذا كان الحريري سيتصرف على هذا الاساس.
كورونا
قررت وزارة الداخلية اللبنانية اغلاق 169 بلدة ومدينة ومنطقة في كامل الاراضي اللبنانية وقررت اغلاق الحانات والملاهي الليلية في كل لبنان وذلك بالتنسيق بين وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة السياحة.
هذا وسجل عداد الكورونا انخفاضا من رقم 1480 الى 1010 مصابين فقط مع ان الرقم مرتفع الا انه سجل تراجعا باكثر من 450 اصابة، هذا مع العلم ان وزارة الداخلية اغلقت 111 بلدة ومدينة ومنطقة منذ يوم الاثنين الماضي وحتى يوم غد الاثنين ثم زادت عدد المناطق المغلقة الى 169 منطقة.
وتأمل وزارة الصحة انخفاض العدد الى حتى 600 اصابة في اليوم الواحد مع اغلاق المناطق واغلاق حانات المشروبات والملاهي الليلية التي تكتظ بالوجود البشري دون مسافات تؤمن الوقاية من عدوى الكورونا
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الحريري التقى رؤساء الحكومة السابقين.. ويلتقي عون وبرّي اليوم
تنتظر القوى السياسية كلّها ما سيحمله اليها الرئيس سعد الحريري في الجولة التي قام بها لتحدّد موقفها من تسميته او لا، في الاستشارات النيابية التي دعا اليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الخميس المقبل في قصر بعبدا.
واجرى الحريري امس اتصالا بالرئيس عون ويزور قصر بعبدا عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم الاثنين.
وفي سياق متصل اتصل الرئيس سعد الحريري بالرئيس نبيه بري واتّفقا على لقاء يعقد بينهما اليوم الاثنين عند الساعة السادسة مساء.
كما افيد ان الحريري التقى رؤساء الحكومة السابقين عصر امس بعيدا من الاعلام في بيت الوسط.
زعيم «المستقبل» سيسأل جميع القوى عن مدى التزامها ببنود المبادرة الفرنسية لناحية الاصلاحات والتعاون مع صندوق النقد الدولي، وعن دعمها لحكومة اختصاصيين. فاذا لمس منها تجاوبا مضى في المهمّة، اما اذا لمس تصلّبا، لا سيما لجهة تمسّك الاحزاب بتسمية وزرائها في الحكومة، بما يفقدهم استقلاليتهم، فإنه سينسحب من اللعبة.
شروط التفاوض
وليس بعيدا، قالت مصادر امل وحزب الله ان «تسمية وزرائنا قدر متيقّن، ويجب ان نكون شركاء في التشكيل عبر تسمية وزرائنا، وسنبقى نطرح اسماء الى ان يرضى عنها الرئيس المكلف». وفي وقت وضعت هذا الموقف في خانة «تحسين شروط التفاوض،» اعتبرت مصادر سياسية مراقبة ، ان الكل حتى الساعة، وعلى رأسهم الثنائي الشيعي وفريق الرئاسة – التيار الوطني الحر، لا يبدون في صدد التشدد، لعلمهم ان في عودة الحريري الى السراي، مكسبا لهم، خصوصا اذا كانت هذه العودة تحظى بضوء اخضر خليجي – اميركي، واذا كانت مبادرة الحريري تلحظ ايضا تنسيقا في تسمية الوزير الشيعي للمالية بينه والثنائي… فهو باستلامه الرئاسة الثالثة، يمكنه ان يعوّم العهد اذا نجح في فتح ابواب المساعدات الدولية للبنان، كما انه سيؤمّن مظلّة واقية لحزب الله وحركة امل، تقيهما شر العقوبات التي لا ترحمهما… الا ان هذه المعادلة تصلح «اليوم».. ففي بلد تدين قواه في معظمها بالولاء للخارج، قد تستدعي التطورات الاقليمية، عرقلة المبادرة الفرنسية في نسختها «الحريرية»، مرّة جديدة، لأغراض اقليمية متصلة بالاشتباك الايراني – الاميركي. وعندها، ستعود الشروط والعراقيل لترتفع، فتُسقِط اقتراح الحريري وتُبقي الاستحقاق الحكومي ولبنان مرهونين بالتطورات الخارجية واوّلها الانتخابات الرئاسية الاميركية.
قوى 8 آذار
خريطة المواقف من تكليف الحريري، لم تتظهر معالمها بعد. وفي انتظار اجتماع الكتل لحسم قرارها في الايام المقبلة، القوات اللبنانية تبدو وحيدة تحلّق خارج سرب تسمية الحريري. اما الاشتراكي، فيبقي الابواب مفتوحة على كل الاحتمالات. وفي وقت تقول المصادر ان موقف فرقاء 8 آذار سيتأثر بقوة، بما ستتوصل اليه محادثات الحريري – الثنائي الشيعي، رأى النائب طوني فرنجية أن المدخل لاخراج البلد من الازمة هو المبادرة الفرنسية، واشار الى أنه ان كانت للرئيس الحريري اليوم ضمانات سيكون عندها افضل من غيره لرئاسة الحكومة انقاذا للمبادرة «ولكن لم نحسم خيارنا بعد».بدوره، أوضح الأمين العام لحزب الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان، «الرئيس الحريري يعرف جيدا أن الطاشناق كان من أكثر المصرين على تسميته في وقت لم تكن بقية الكتل متمسكة به، ولكن موضوع تسميته في الاستشارات المقبلة منوط بما سيعلنه الحريري في الأيام المقبلة عن استعداده لتشكيل الحكومة»…
وقف الانهيار
الى ذلك، اعتبرت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر ان «أن الأولوية المطلقة، لاتزال لتنفيذ البرنامج الإصلاحي تحت مسمى المبادرة الفرنسية، وهي ترى لذلك أولوية في تشكيل حكومة إصلاحية منتجة وفاعلة برئيسها و وزرائها وبرنامجها. اما كل كلام آخر فهو خروج عن المبادرة الفرنسية ويتحمل صاحبه مسؤولية إضاعة المبادرة وتضييع الفرصة بحثاً عن حلول أخرى،و أكد التيار «موقفه المبدئي بأحقية كل طائفة أو مكوّن او فريق سياسي بالحصول على أي حقيبة وزارية من دون التسليم بوجود موانع هي أصلا غير دستورية».
مفاوضات الترسيم
أسبوع الحسم الحكومي، سيشهد ايضا حدثا استثنائيا يتمثل في انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل بوساطة اميركية ورعاية «أممية»- وربّ رابط بين المسار الحكومي والتوصل الى «الاتفاق الاطار» هذا – حيث تعقد اولى جولات المحادثات في الناقورة في 14 الجاري في حضور مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد شينكر. وفي وقت لا تزال طبيعة الوفد اللبناني ومستوى التمثيل فيه محط اخذ ورد، حيث يريده الثنائي الشيعي تقنيا بحت، وفي انتظار اعلان رئيس الجمهورية اليوم اسماء اعضاء الوفد، بعد ان يحسم مسألة وجود ممثل سياسي هو مدير مكتب وزير الخارجية فادي هاشم من عدمه، اجتمع قائد الجيش العماد جوزاف عون، إنفاذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، في مكتبه في اليرزة، مع الوفد المكلف ملف التفاوض لترسيم الحدود. وخلال الاجتماع، أعطى قائد الجيش التوجيهات الاساسية لانطلاق عملية التفاوض بهدف ترسيم الحدود البحرية على أساس الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة برا والممتد بحرا تبعا لتقنية خط الوسط دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة. استنادا الى دراسة أعدتها قيادة الجيش وفقا للقوانين الدولية».
لوفد تقني
وليس بعيدا، حذر الحزب التقدمي الاشتراكي من مغبّة وقوع السلطات اللبنانية في فخّ الإنجرار لإجراء تعديلات على أعضاء الوفد اللبناني عبر إضافة شخصيات ذات طابع سياسي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :