استشارات عون ومبادرة الحريري: ترحيب فرنسي وتبدل خارجي!

استشارات عون ومبادرة الحريري: ترحيب فرنسي وتبدل خارجي!

Whats up

Telegram

المركزية

"أنا بريء من دم هذا الصدّيق". بهدي هذا المبدأ، أراد الجميع فجأة ضخ الحياة في الملف الحكومي، لا لشيء إلا ليغسلوا أيديهم من التعطيل الذي فرمل الاندفاعة السابقة وحدا بالرئيس المكلف مصطفى أديب إلى الاعتذار وحزمه حقائبه الديبلوماسية عائدا إلى العاصمة الألمانية برلين.

وفي قراءة متأنية لشريط الأحداث الحكومية في الأيام الأخيرة، تعتبر مصادر مراقبة عبر "المركزية" أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي لم يخف بعض المحسوبين عليه كونه ممتعضا من إعادة المبادرة الفرنسية إلى نقطة الصفر، بادر إلى تحديد موعد للاستشارات النيابية ليصيب بذلك عصفورين بحجر: فهو من جهة يؤكد أن الأولوية المطلقة لديه هي لتحمل واجباته الدستورية التي يجهد ليؤكد أنه ينفذها على أكمل وجه. ومن جهة ثانية، تتابع المصادر نفسها، حشر رئيس الجمهورية حلفاءه وخصومه على حد سواء، برمي كرة تسمية الرئيس المكلف العتيد في مرمى الثنائي الشيعي ورؤساء الحكومات السابقين على السواء، لافتة إلى أن زعيم تيار المستقبل سعد الحريري أحسن التقاط هذه الاشارات المهمة سريعا. فكان أن اغتنم فرصة مقابلته الاعلامية الأولى بعد خروجه من الحكم قبل نحو عام تحت ضغط الثورة، ليبادر إلى طرح نفسه "مرشحا حكما" لمنصب رئاسة الحكومة، و"من دون جميلة حدا"، في إشارة واضحة إلى رهانه على حجم كتلته النيابية وتأثيرها، بغض النظر عن الخلافات التي ظهرت عميقة مع الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط، كما مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. غير أن الأهم أن الحريري لم يقفل الباب أمام التفاوض والنقاشات، متماهيا بذلك، من حيث لا يدري مع الرئيس عون، الذي أعطى الأفرقاء المحليين مهلة أسبوع للاتفاق على اسم الرئيس الملكف.

على أن المصادر لا تخفي أن وراء هذه الخطوة المحلية رسائل كبيرة وكثيرة إلى المجتمع الدولي، لا سيما منه فرنسا، الراعي الأول للمبادرة الانقاذية، مشيرة الى ان مواقف الحريري امس عكست تبدلا في الموقف الخارجي على الارجح او تغييرا ما في الحد الادنى. وفي السياق، تنقل مصادر ديبلوماسية إلى "المركزية" ترحيب باريس بخطوة الرئيس عون الاستشارية، على رغم أنها كان من المفترض أن تأتي في وقت سابق. لكن الأهم أن اللبنانيين فهموا أخيرا الرسائل التحذيرية الفرنسية الكثيرة، وفرنسا تنتظرهم بفارغ الصبر ليشكلوا حكومة تقود المسار الاصلاحي طبقا للورقة الفرنسية وتواكب المؤتمر الدولي لدعم لبنان المنتظر في تشرين الثاني المقبل.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram