#هيهي متحور كورونا الجديد.. من يصدق

#هيهي متحور كورونا الجديد.. من يصدق

 

Telegram

 

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر مفاده “عاجل: اكتشاف متحوّر جديد في الصين لفايروس كورونا أشد انتشارا وخطورة يسمى متحوّر هيهي”. وفي الوقت ذاته، نشرت وسائل الإعلام العربية تقارير عن “المتحوّر هيهي” المزعوم وخطورته حتى أنها نسبت الخبر إلى “وكالة الأنباء الصينية”. لينتشر بعدها هاشتاغ #هيهي بكثافة على مواقع التواصل.

وعرضت قناة عربية شهيرة، تقريرا مصورا عن المتحوّر هيهي، وقالت إن السلطات الصينية “رصدت مكافأة قيمتها 16 ألف دولار لقاء أي معلومة تكشف مصدر متحوّر هيهي من فايروس كورونا”. وأضاف التقرير، أن فايروس هيهي ظهر مؤخرا على الأراضي الصينية، لافتا إلى إطلاق حملة “حرب شعبية” للقضاء على المتحوّر الجديد.

ولم يعد انتشار الأخبار الكاذبة يقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل امتد الأمر إلى وسائل الإعلام التي سقطت في الفخ نفسه. ولا ينجح المحتوى المُزيَّف غالبا في اجتياز الفحص الدقيق في غرف الأخبار غير أن البعض من وسائل الإعلام باتت تقع مرارا في فخاخ الأخبار المزيفة، فقد أضحت هذه الأخبار تولّد ردود أفعال قوية وتخلق وهما لدى الرأي العام بما ينعكس على قراراته.

وفتح الأمر الباب للحديث عن صحافة التحرّي في ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تزال نادرة، إذ بات معظم الصحافيين في قبضة مواقع التواصل الاجتماعي يتناقلون الأخبار دون التأكد من مدى صحتها.

ويندرج نقل هذا الخبر وفق خبراء، ضمن أخطاء صحافية غير مقصودة بسبب قلة الكفاءة المتأتية من ضعف التكوين، سواء الأكاديميّ أو داخل المؤسسة الإعلامية نفسها، وعدم توفّر الشروط اللازمة للتحرّي في حقيقة الأمور.

ويقول مغردون إن ما يجري في الساحة الإعلامية العربية هزّ كثيرا مبدأ نشر الحقائق، خاصة في عصر الصحافة الرقمية، إذ بات الزائر يتساءل بعد مطالعته لأيّ خبر: هل هو صحيح أم أنه مجرّد إشاعة جديدة مصدرها مواقع التواصل الاجتماعي؟

ومع انتشار الأخبار حول السلالة الجديدة من فايروس كورونا، دبّ الخوف على مواقع التواصل في العالم. وعرض مغردون ما قالوا إنه “أعراض المتحوّر الجديد”.

وتحدث آخرون عن آثار السلالة الجديدة من فايروس كورونا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية.

وفنّد مغردون آخرون الإشاعة، فكتبت إعلامية مصرية منتقدة نشر إعلام بلادها للإشاعة دون تثبّت ممّا سبّب الفزع.

رغم ما نشر في الصحف المصرية، مستشار منظمة الصحة العالمية يرد “لا يوجد متحوّر أو فايروس اسمه هيهي”، وقال مدير وحدة التأهب لمخاطر الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية “فايروس هيهي شائعة مصدرها مواقع التواصل الاجتماعي، السؤال: هل تعمّدت الصحافة المصرية نشر الفزع بين الناس؟”.

يذكر أن الحديث عن المتحور “هيهي” ظهر بعد انتشار أنباء، في الثاني من نوفمبر الحالي 2021، عن دعوة الحكومة الصينية شعبها إلى تخزين احتياطات غذائية.

ونشرت وزارة التجارة الصينية إعلانا على موقعها الإلكتروني قائلة “ندعو العائلات إلى تخزين كمية معينة من المنتجات الأساسية لتلبية الاحتياجات اليومية وحالات الطوارئ”. ولم يحدّد الإعلان سبب الدعوة أو ما إذا كان البلد مهدّدا بنقص الغذاء. ودعت أيضا الوزارة مختلف السلطات المحلية إلى تسهيل الإنتاج الزراعي وتدفقه وتيسير الإمداد ومراقبة مخزون اللحوم والخضروات والحفاظ على استقرار الأسعار.  وقال صحافيون مقيمون في الصين إن “التحذير إجراء روتيني من وزارة التجارة قبل حلول فصل الشتاء، إضافة إلى تفشي حالات كورونا في عدة مقاطعات، وهطول أمطار غزيرة أدّت إلى إغلاق بعض الطرقات”.

من جانب آخر، قاد البحث عن خبر “هيهي” المزعوم في وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، بالعربية وبالإنجليزية إلى نتيجة واحدة: لا وجود لهذا الخبر في الوكالة، ولا ذكر لهيهي.

وكانت النتيجة ذاتها لدى البحث عن هيهي بالإنجليزية، بمختلف أشكال الكلمة، إذ لا وجود لخبر عن المتحور هيهي، أو لإعلان الصين عنه في مواقع علمية أو إخبارية ذات صدقية وفي وكالات الأنباء العالمية.

وإذا كان المتحور “هيهي” مجرد خدعة وكذبة، فإنه تبين أنه لا توجد مدينة صينية تدعى “هيهي” أصلا، بل المدينة تدعى “خي خا” بالعربية، وتبين أن كلمة “هيهي” هي تهجئة حرفية لاسم المدينة باللغة الإنجليزية Heihe، وتقع مدينة “خي خا” في مقاطعة هيلونغجيانغ في شمال شرق الصين، وكانت إحدى المدن التي تردد اسمها بين أسماء مدن أخرى في شمال شرق الصين رصدت إصابات محلية جديدة بكورونا في أواخر أكتوبر الماضي. وقد اتخذت تدابير وقائية فيها، بحيث “طلبت المدينة التي يسكنها 1.3 مليون نسمة تعليق أنشطة التصنيع وعمليات الشركات في المناطق الحضرية، باستثناء الأعمال الحيوية. كما حظرت على السكان والمركبات في تلك المناطق الحضرية المغادرة، وعلقت الدخول إليها لأسباب غير ضرورية. وأوقفت أيضا خدمات الحافلات وسيارات الأجرة”.

يذكر أن المصالح السياسية بين الدول لعبت دورا كبيرا في تغذية الأخبار الكاذبة منذ بدء انتشار الفايروس، فلم يقتصر التضليل على مواقع التواصل الاجتماعي، بل انتقل إلى وسائل الإعلام من خلال تصريحات السياسيين والاتهامات المتبادلة بين الدول بالمسؤولية عن انتشار الفايروس، وانخرطت بها الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، وانحازت دول مؤيدة لهذه الدول وروّجت وسائل الإعلام لمواقف الدول الحليفة لحكوماتها بهذا الشأن.

وأكدت دراسات عديدة أن الأخبار الكاذبة، بما فيها المعلومات الخاطئة والنصائح غير السليمة على وسائل التواصل الاجتماعي، قد تجعل انتشار الأمراض أسوأ. وفي تحليل لمدى تأثير المعلومات الخاطئة، قال علماء بجامعة إيست أنجليا “يو.إي.أي” البريطانية “إن أي جهود تنجح في منع الناس من نشر أخبار كاذبة يمكن أن تسهم في إنقاذ أرواح”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram