افتتاحية صحيفة الأخبار :
الترسيم: لبنان يرفض رفع مستوى التمثيل
فور الإعلان عن اتفاق الإطار على ترسيم الحدود الجنوبية، بدأت قيادة الجيش تنفيذ المهمة الموكلة اليها بتشكيل فريق من الضباط لتمثيل لبنان. وقد رشّحت عددا من الأسماء لعرضها على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي سيعطي رأيه فيها بعد عودته من الكويت، وهي اسماء قابلة للتعديل. في الوقت عينه، يحاول العدو فرض رفع مستوى التمثيل في المفاوضات إلى المستوى السياسي، وهو ما يرفضه لبنان
بعدَ أيام على إعلان رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن اتفاق إطار التفاوض غير المباشر بين لبنان و"إسرائيل" على ترسيم الحدود الجنوبية، باشرت قيادة الجيش المُلزمة بتشكيل فريق من الضباط الذين سيمثّلون لبنان على طاولة المفاوضات إلى جانب فريق من الخبراء، بوضع اقتراح لمجموعة من الأسماء. وهذه الأسماء يجب أن تُرفع الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ليختار منها أعضاء الوفد اللبناني، وفقاً لصلاحياته الدستورية. وبحسب معلومات "الأخبار"، فإن من بين الأسماء المرشحة العميد الطيار بسام ياسين، نائب رئيس أركان الجيش، إضافة إلى كل من العقيد الركن البحري مازن بصبوص "وهو مختصّ في هذا الملف وله دراسة معمّقة عن الحدود البرية والبحرية، يعتبر فيها أن حق لبنان في البحر يتجاوز مساحة الـ 860 كلم"، والعقيد المهندس شاكر الحاج. هذه الأسماء بحسب مصادر مطلعة، ليست الوحيدة، فهناك أسماء أخرى ستقدّم الى عون اليوم أو غداً. وسيبتها رئيس الجمهورية، بالتشاور مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، بعد عودتهما من الكويت التي سيزورانها للتعزية بأميرها الراحل.
الوفد سيكون برئاسة عميد في الجيش، ويضم ضباطاً وخبراء متخصصين في القانون الدولي والحدود، وسيعقد أول اجتماعاته في منتصف الشهر الحالي بحضور الموفد الأميركي ديفيد شينكر الذي يصل الى لبنان في 12 تشرين الأول. ولم تُحسم بعد، بين لبنان والامم المتحدة، التفاصيل المتعلقة بـ"شكل" المفاوضات: كيف سيجلس الوفدان والراعي والوسيط؟ وكيف سيكون شكل الطاولة؟ هل سيُعتمد الإطار نفسه الذي اعتمد عام 1996، في لجنة مراقبة تفاهم نيسان، أي أن يجلس الوفدان اللبناني والاسرائيلي، كلّ منها في غرفة منفصلة عن الآخر، أم كما يجري الآن عبر اللجنة الثلاثية (الجيش اللبناني، اليونيفيل، جيش العدو) في مقر القوات الدولية في الناقورة، والتي تجتمع بصورة دورية منذ أكثر من 10 سنوات، على طاولة بثلاثة أضلع منفصلة، من دون أن يتبادل وفد لبنان أو وفد العدو الحديث المباشر، ويتوجه كل منهما بالكلام الى ممثل الأمم المتحدة. أما بالنسبة إلى الخرائط، فتقول المصادر إن لدى الجيش كل الخرائط التي بدأ إعدادها منذ عام 2006، وانطلق فيها الترسيم من النقطة (1) جنوباً باتجاه الشمال، وتبين في ما بعد أنه ترسيم خاطئ ويحرم لبنان من نحو 860 كيلومتراً مربعاً من المياه في المنطقة الاقتصادية الخالصة. تُضاف إليها الخرائط التي جرى إعدادها عام 2008، وتضمنت تعديلاً في النقطة (1) لتصبح النقطة (23) هي نقطة انطلاق الترسيم جنوباً، ما أعاد قانوناً مساحة الـ 860 كلم مربعاً الى السيادة اللبنانية، فضلاً عن مرسوم المنطقة الاقتصادية الخالصة الذي تمّ اصداره عام 2011 وإيداعه لدى الأمم المتحدة.
وأهم ما في هذه الخرائط هو النقطة الفاصلة للحدود البرية في الناقورة، وهي النقطة "ب 1" التي سيكون لها تأثير كبير في رسم اتجاه خط الحدود البحرية، وبالتالي المنطقة الاقتصادية الخالصة. وهذه النقطة الموجودة في الناقورة كان يتمركز فيها "الجيش الإسرائيلي"، مع أنها تقع ضمن الأراضي اللبنانية. وقد دخلها الجيش اللبناني عام 2018، وكشف على العلامة المثبتة منذ اتفاقية الهدنة. واسترجاع هذه المسافة البسيطة على البر يعني استرجاع نحو 17 كلم عند نقطة نهاية المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر. وكان العدو قد حاول سابقاً إجراء تعديلات عليها عبر دفع الحدود لنحو خمسين متراً شمالاً متذرعاً بحجج أمنية، لكن لبنان رفض، لأن التعديل، ولو لمتر واحد شمالاً، يعني حتماً خسارة لبنان عشرات الكيلومترات في البحر.
لكن يبدو أن مسار انطلاق عملية التفاوض غير المباشر قد يعترضه بعض المطبات، إذ يحاول العدو "التذاكي" بتسريب معلومات نقلتها صحيفة "هآرتس" منذ ثلاثة أيام عن أن "وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس سيقود المحادثات من جانب تل أبيب، حيث تم بلورة الشروط الإسرائيلية لهذه المفاوضات قبل أسبوعين في اجتماع عقد برئاسة شتاينتس وكبار رجالات وزارته، وبمشاركة جهات من مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية ووزارة العدل ووزارة الأمن". هذا الشرط - إن صحّ - من شأنه أن يمنع انطلاق التفاوض المتفق عليه في الإطار وهو تفاوض تقني وفني، ومحاولة فرض مستوى وزاري من قبل تل أبيب هو لإعطاء التفاوض طابعاً سياسياً، علماً أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" لفتت إلى أن ما يجري "ليس مؤشرات سلام ولا تطبيعاً". مصادر في الجيش أكدت أن "هذا الشرط يخالف الإطار المتفق عليه، والإصرار يعني أن إسرائيل تريد أن تعرقل، وللبنان الحق في الانسحاب والرفض وتبليغ ذلك الى الوسيط الأميركي والأمم المتحدة"، علماً أن "كل هذه الصيغة سيجري الاتفاق النهائي عليها قبل جلسة التفاوض". بدورها، أكّدت مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ"الأخبار" أن لبنان يرفض قطعاً مشاركة وزير الطاقة الإسرائيلي في المفاوضات، وأن إصرار العدو على هذا الامر يعني تفجير المفاوضات قبل انطلاقها.
************************************************************
افتتاحية صحيفة البناء :
كورونا يحصد المليون الأول من الوفيات عالمياً … ولبنان عالميّاً من الـ 139 الى الـ 65 الرؤساء إلى الكويت اليوم وحوار جوّيّ بين عون وبري... بعد سقوط "حكومة المستقلّين" / حكاية الغاز بدأت من البحرين.. بعد خطيئة السنيورة... وعلي حسن خليل دفع ثمن توقيعه
مع تخطي رقم المليون بين الوفيات بوباء كورونا في العالم، وتخطي عدد الإصابات الـ 35 مليوناً، انتقل لبنان في عدد الإصابات المسجل من مرتبة الـ 139 بين دول العالم قبل ستة شهور إلى المرتبة الـ 65 مقترباً من مصاف الدول الأعلى في عدد الإصابات، حيث اللافت أن الدول العربية تتقدّم صعوداً في عدد الإصابات وتحتلّ 13 دول عربية مراتب في فئة المئة الأولى بينها العراق الذي صار في المرتبة الـ 15، وبقي لبنان في عدد الوفيات في مرتبة جيدة قياساً بعدد الوفيات عن كل مليون نسمة، حيث يسجل لبنان رقم 60 حالة وفاة من كل مليون قياساً بدول غربية متقدّمة تسجل مئات الوفيات من كل مليون نسمة، لكن بقياس العدد المستجدّ خلال آخر أسبوعين للإصابات المطبّق عالمياً يدخل لبنان مرحلة التفشّي والتوسّع، ما دفع للبدء بتطبيق عمليات العزل للمناطق التي تبلغ هذه النسب لتفادي الإغلاق الشامل بدءاً من أمس.
مع متابعة ملف كورونا ومستجداته، بقي ملف اتفاق الإطار لترسيم الحدود في الواجهة، حيث توقفت مصادر على صلة بالاتفاق عند تساؤلات يجري طرحها في التداول للتشكيك بصدقية الحديث عن إنجاز وطني لبناني كبير في الاتفاق، مثل التساؤل عن سبب قبول لبنان في هذا التوقيت بالاتفاق، للإيحاء بأن الاتفاق جاء تحت تأثير العقوبات، أو أن المقاومة منحت ورقة للرئيس الأميركي، بينما سؤال التوقيت يطرح معكوساً فلبنان منذ عشر سنوات يفاوض على الشروط ذاتها والأميركي كان يرفضها أو يرفض بعضها، وينقل رفض الإسرائيلي للبعض الآخر، والرفض كان مبنياً على رهانات وحسابات جوهرها تغيير موازين القوى بوجه المقاومة، سواء من خلال الحرب على سورية، أو من خلال تفجير الوضع الاجتماعي تحت ضغط الانهيار المالي الذي لعب الحصار الأميركي دوراً حاسماً فيه، وقادت واشنطن نتائجه السياسية وراهنت على محاصرة المقاومة داخلياً بالاستيلاء على الشارع اللبناني بما فيه شارع مؤيدي المقاومة للانقلاب عليها، وعندما يئس الأميركيون من إحداث أي تغيير في موقف رئيس مجلس النواب ومن خلفه المقاومة، وافقوا على الشروط اللبنانية المتمثلة بالتمسك بالرعاية الأممية والمفاوضات غير المباشرة وتلازم مسارات الترسيم البري والبحري، وحدث ذلك في تموز الماضي، لكنهم حجزوا الاتفاق أملاً بتعديله تحت ضغط تأثير المسار التفاوضي حول الحكومة الذي فخّخه الأميركيون، وأملاً بأن تؤدي العقوبات التي فرضوها إلى التعديل المنشود في موقف الرئيس بري، ولما جاءت النتائج عكسيّة، واقترب موعد الانتخابات الرئاسية، واقترب الإسرائيليون من استحقاق تلزيم أحواضهم القريبة من المربعات اللبنانية، وافقوا على إعلان اتفاق الإطار لمباشرة التفاوض، ولو وافق الأميركيون عام 2010 أو في أي وقت بعده على الاتفاق وإعلانه لوافق الرئيس بري ومن خلفه المقاومة، لأن الثابت الوحيد هو رفض تعديل الشروط التي تمسّك بها بري، وصار توقيت الاتفاق رهن القبول الإسرائيلي والأميركي أو قبول البقاء بوضعية اللااتفاق.
عن سياق تولي الرئيس بري للتفاوض تقول المصادر إن الأمر ليس كما يصوّره البعض، كأن الرئيس بري وضع يده على ملف كان مطروحاً على لبنان كدولة، وخطفه بري من أمام الآخرين.
والحقيقة هي كما ترويها المصادر أنه ملف صنعه بري وأكمل فيه حتى بلغ المرحلة التي تستدعي أن تتولاه الدولة كدولة بمؤسساتها. وتروي المصادر أن أمر التنقيب عن النفط والغاز وقوننته كان له مسار عاديّ نيابياً ووزارياً، حتى حدثت الخطيئة التي ارتكبها الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة عام 2007 عندما تورط وورط لبنان بمشروع لترسيم الحدود البحرية مع قبرص، استغله الإسرائيليون عام 2009 لوضع اليد على جزء من المنطقة الاقتصادية اللبنانية عندما قاموا ببدء مفاوضات الترسيم مع قبرص، والتي انتهت عام 2011 ، وهي الخطيئة التي تم تصحيحها لاحقاً عبر خرائط الجيش اللبناني، ولم يكن قبل ذلك ثمة ما يفتح العين على تداخل لبناني إسرائيلي في ملف النفط والغاز، وفي العام 2009 وصلت لبري دعوة للمشاركة في مؤتمر للطاقة في البحرين، أوفد إليه مستشاره للشؤون النفطية الدكتور ربيع ياغي، الذي عاد إليه بتقرير سريّ لشركة نوبل انرجي عن الغاز في المتوسط يشير إلى تريليونات الأمتار المكعبة من الغاز، ما كان كافياً ليدرك بري حجم الثروة اللبنانية المقدرة في هذه المياه، وسبب دعوته لحضور المؤتمر، فحمل التقرير إلى لقاء الحوار الوطني في بعبدا في عهد الرئيس ميشال سليمان، موزعاً نسخاً منه على المشاركين، داعياً لاستنفار وطني لحفظ هذه الثروة واستثمارها، وهو ما واجهه السنيورة كرئيس للحكومة يومها بالتقليل من أهميته، وبقي بري يحمل هم الملف ومسؤوليته، مسارعاً لتكليف معاونه السياسي النائب علي حسن خليل توقيع اقتراح قانون لثروات النفط والغاز بالاستناد إلى مجموعة استشارية قانونية واقتصادية متخصصة، وربما يكون خليل دفع في ما ناله من عقوبات قبل إعلان الاتفاق بأيام، ثمن توقيعه لاقتراح قانون النفط والغاز، الذي أقرّ لاحقاً في مجلس النواب، قد غادر بري المستشفى حيث كان يخضع لعملية جراحيّة قبل أن تلتئم جروحه في موعد جلسة اللجان المشتركة التي يترأسها عادة، ليتولى ترؤسها انطلاقاً من حجم الاهتمام الذي يوليه للملف، وبادر بري بعدها لمراسلة الأمم المتحدة، وانتظر زيارة مقررة للأمين العام بان كي مون لمفاتحته بالرغبة بدور الأمم المتحدة لرسم خط أبيض على زرقة البحر يمنع النزاع اللاحق حول خطوط النفط والغاز بين لبنان و"إسرائيل"، استناداً إلى الخبرات التقنية للأمم المتحدة، ودورها في رسم الخط الأزرق على الحدود البرية، وكانت مفاجأته أن كي مون ومرافقيه لم يحركوا ساكناً معه جواباً على كلامه، حتى مغادرة الوفد فاقترب كي مون من بري ومال صوبه هامساً، تحدَّث مع الأميركيين، لتبدأ رحلة السنوات العشر، التي بقي الأميركي فيها يستهلك الوقت والجلسات من دون قبول الشروط اللبنانية، لدرجة يمكن القول إن أغلب مواعيد اللقاءات كانت عمليات جس نبض لمدى تراجع لبنان عن شروطه، حتى تم الاتفاق في تموز الماضي وأفرج عنه قبل أيام، فأعلنه بري بالتزامن مع بيانات أميركية وإسرائيلية وأممية.
في الملف الحكوميّ، ينتظر فتح ملف الاستشارات النيابيّة الملزمة لتسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة الجديدة خلال الرحلة الجوية التي ستجمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى الكويت للتعزية بأميرها الراحل، ومعهما رئيس حكومة تصريف الأعمال، ووفقاً لمصادر تتابع الملف الحكومي فإن النقاش حول خريطة طريق نحو اسم يلقى التوافق لتولي مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، سيجري على قاعدة الانطلاق من أن "حكومة المستقلين" كصيغة لحكومة بلا سياسيين قد سقطت مع تجربة الرئيس مصطفى أديب التي تحوّلت إلى حكومة اللون الواحد سياسياً، وصار المطلوب البحث عن أرضية تفاهم سياسي حول الحكومة قبل التوافق على اسم رئيسها الذي يجب ان يكون سياسياً، فيما يجب أن يكون الوزراء بالحد الأدنى بخلفيات سايسية ونيابية تمثل الكتل المشاركة، مع عدم استبعاد مشاركة وزراء سياسيين فيها.
لا تزال الضبابيّة تسيطر على المشهد الحكومي. فرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب سوف يتوجّهون اليوم إلى الكويت، لتقديم واجب العزاء بوفاة الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، علماً أن البعض يراهن جرياً على العادة على لقاء عون وبري على متن الطائرة الخاصة التي تقلهما ودياب من أجل الدفع نحو إيجاد المعالجة السريعة للملف الحكومي لا سيما أن الرئيس عون بحسب مصادره يواصل التأكيد على التمسك بالمبادرة الفرنسية التي رغم انتقاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لما جاء على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بيد أن الحزب لم يُقفِل الباب أمام المبادرة الأمر الذي يعطي بعض الإيجابية، علماً أن البعض يلفت الى ان المبادرة الفرنسية تحتاج الى جرعة دعم أميركية - خليجية ليُكتب لها النجاح.
ورغم ذلك، تشدّد مصادر مطلعة لـ"البناء" على ان اللقاء الأخير الذي جمع مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي بالسفير الفرنسي برونو فوشيه قبل مغادرته لبنان كان إيجابياً حيث جرى خلاله تبادل وجهات النظر حيال المبادرة الفرنسية ففند الموسوي ما جرى منذ طرح ماكرون المبادرة ليؤكد أن محاولة أميركية دخلت على الخط لتعطيل التأليف.
وليس بعيداً، رجحت مصادر بارزة لـ"البناء" ان يكثف الرئيس عون اتصالاته في الأيام المقبلة مع القوى السياسية من أجل الإسراع في إجراء مشاورات التكليف، مع تأكيد المصادر نفسها ان الواقع الراهن يؤكد انه لا يوجد اليوم في المشهد الحكومي سوى مبادرة الرئيس نجيب ميقاتي التي تقوم على تأليف حكومة من 20 وزيراً: 14 وزيراً أخصائياً و6 وزراء سياسيين من دون حقائب.
في المقابل، تظن مصادر سياسية اخرى لـ"البناء" أن التأليف الحكومي سوف يتأخر الى ما بعد الانتخابات الأميركية. فالتوافق قد يحصل على الرئيس المكلف لكن الشياطين تكمن في تفاصيل التأليف في ظل الموقف الاميركي الذي لا يزال على حاله من رفض مشاركة حزب الله في أي حكومة مقبلة. فالمعنيون يؤكدون الفصل الأميركي بين الملفات اللبنانية المتصلة بالمبادرة الأميركية في مسألة ترسيم الحدود من جهة، والتأليف الحكومي الذي يشترط الاميركي ان لا يشمل حزب الله الذي سيبقى وحلفاؤه عرضة للعقوبات الأميركية.
إلى ذلك تنطلق في الأيام المقبلة المفاوضات بين لبنان و"اسرائيل"، حول ترسيم الحدود البحرية والبرية بينهما، برعاية اليونيفيل وتحت علمها في مقرّها في الناقورة، من منطلق تأكيد لبنان التزامه التفاوض وفق اتفاقية بوليه نيوكمب 1923 - اتفاقية الهدنة 1949 القرار 425 قانون البحار 1982 والقرار 1701. مع تشديد العميد المتقاعد أمين حطيط لـ"البناء" على أن لبنان بحاجة لترسيم بحري لحدود المنطقة الاقتصادية لأن هذه لم ترسم منذ إنشائه في 1920 اذ لم يكن قائماً مفهوم المنطقة الاقتصادية يومها في حين أن لبنان لا يحتاج الى ترسيم حدود برية مع فلسطين المحتلة لأنها حدود موجودة قائمة منذ 1923 ومصادق عليها دولياً منذ 1932، فضلاً عن أن لبنان لا يحتاج لتفاوض على الحدود الدولية البرية من اجل إزالة الاعتداء الإسرائيلي عنها، فالقرار 425 يوجب الانسحاب من غير تفاوض، وبالتالي فان الحدود البرية لا تحتاج لتفاوض للتثبيت فهي ثابتة ولا لتفاوض للتحرير فالقرار 425 يلزم الانسحاب من دونه.
ورحب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الأحد في كنيسة المقرّ البطريركيّ الصيفيّ في الديمان على أن إعلان الدولة اللبنانية توصلها إلى اتفاق إطاري لترسيم الحدود البرية والبحرية مع "إسرائيل" بما يسمح للبنان بأن يستعيد خط حدوده الدولية جنوباً، ويسهّل له استخراج ثرواته البحريّة من النفط والغاز، ويُنهي مسلسل الاعتداءات والحروب بين لبنان و"إسرائيل"، بموجب القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، ويضعه على مسار التفاوض السلميّ عوض القتال، من دون أن يعني ذلك عملية تطبيع. ولا بدّ في المناسبة من إيجاد اتفاق يحلّ مسألة وجود نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني على أرض لبنان، والعمل على ترسيم الحدود مع سورية لجهة مزارع شبعا، وإنهاء الحالة الشاذة والملتبسة هناك.
واعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم خلال جولة مع وسائل الإعلام في مزارع شبعا أنّ الإعلان عن إطار المفاوضات لترسيم الحدود لا يعني أن الاتفاق حتمي. وقال: "نلفت عناية المعنيين ومَن سيتولى المفاوضات ألا يغفل لبنان قضية مزارع شبعا من أولويات التفاوض لاستعادتها".
الى ذلك يزور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الولايات المتحدة في 14 من تشرين الأول الحالي للقاء عدد من المسؤولين الأميركيين الكبار من ابرزهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بعد زيارة سيقوم بها إبراهيم في الساعات المقبلة الى العراق.
وعلى خط كورونا تتجه الأنظار الى مساعي لجنة إدارة الكوارث المعنية بكورونا ووزارة الصحة ووزارة الداخلية الى الوصول إلى فرملة سرعة انتشار الفيروس خاصة أن المستشفيات الحكوميّة وعلى وجه التحديد تعاني ما تعانيه من أزمات مالية فضلاً عن نقص أسرّة لم تعد تكفي بحسب مصادر طبية وصحية.
وفيما سجل عداد كورونا أمس، تراجعاً في عدد الاصابات والوفيات، لكن الارقام المسجلة لا زالت تنبئ بتصاعد خطير يستدعى اقصى درجات الوقاية والحذر، حيث أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 1002 اصابة جديدة بكورونا رفعت العدد التراكمي منذ 21 شباط الماضي الى 44482 حالة.، كما سجلت 8 حالات وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن امس، في حديث تلفزيوني اننا اصبحنا في سباق مع الوباء والظروف الاقتصادية والمالية ضعيفة وبعد انفجار مرفأ بيروت بدأت الأمور تخرج نسبياً عن السيطرة، مضيفا يتم العمل على زيادة عدد الأسرة في المستشفيات الحكومية لاستقبال المزيد من الحالات.
الى ذلك، أقيم في بلدة كفتون، قداس لراحة أنفس شهداء البلدة وشهداء الجيش اللبناني، بحضور حشد من أبناء المنطقة. وبعد نهاية القداس، ألقى النائب سليم سعادة كلمة جاء فيها: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومن ينتظر وما بدلوا تبديلاً". صدق الله العظيم).
وتابع "يعزنا ويشرفنا ويصبّرنا أن يجتمع ويمتزج وتختلط دماء شهدائنا الأخيار في كفتون بدماء شهدائنا الأبرار في الجيش اللبناني الباسل. ونعلن هذا بكل فخر وثقة وثبات وإباء لأن النهضة القومية الاجتماعية تشد الطوائف المتنازعة اليها لتوحدها وتصهرها يداً واحدة وقبضة واحدة في وجه الجهل والجهالة والجاهلية. ولأن الجيش اللبناني أيضاً كما النهضة يشدّ الطوائف المتنازعة إليه ليوحدها ويصهرها يداً واحدة وقبضة واحدة في وجه الجهل والجهالة والجاهلية".
وقال نحن لسنا من دعاة الثأر والانتقام لأن قاموس النهضة لا يبشر بتلك الغرائز والأحقاد. فقاموس النهضة القومية الاجتماعية هو قاموس فكري فلسفي عقائدي حضاري إنساني أخلاقي ومناقبي. لكننا في الوقت نفسه نؤكد ونشدّد على ضرورة إظهار الحقيقة كاملة واحقاق الحق والوصول الى خواتيم هذا الاعتداء الآثم والبغيض. لذلك لا بد لنا هنا من أن نشكر جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية بدءاً بمخابرات الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي على ما قامت وتقوم به من عمل دؤوب وتضحيات كبيرة، بهدف ملاحقة العصابات التي تقف وراء هذه الجريمة الارهابية والتكفيرية".
وأكد: "رجاؤنا الوحيد هو التمسك بإيماننا وبجوهر رسالتنا وقضيتنا وعقيدتنا وسلوكنا ومحبتنا وغيرتنا، لأن الإنسان الجديد يسكن في عقولنا وضمائرنا ونفوسنا وهو خلاصنا الوحيد والأكبر. واذكروا دائماً اننا لا نيأس ولا نخاف ولا نتراجع أبداً، فنحن ابناء الحياة والحياة لنا".
*******************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
الدولة تختفي مع تحقيقاتها في ذكرى الشهرين!
كان يمكن تبرير غياب حكومة تصريف الاعمال عن الاستجابة لمطلب اهالي شهداء الضحايا شهداء انفجار 4 اب في مرفأ بيروت بحضور اي مسؤول لابلاغهم بأخر تطورات التحقيقات الجارية في هذا الانفجار المزلزل الذي احدث في واقع لبنان المأزوم ما لم تحدثه اسوأ الحروب، لان هذه الحكومة باتت في حكم البقاء بقوة فراغ السياسة وانتظار ساسة لبنان ومسؤوليه من يرشدهم الى مسالك المسؤوليات المصيرية. ولكن مأساة اهالي الشهداء، كما مأساة جميع اللبنانيين، برزت ماثلة بقوة امس في ذكرى مرور شهرين على انفجار المرفأ في اختفاء كل الدولة برؤسائها ومسؤوليها وسلطاتها وسياسييها، فبدا مشهد احياء ذكرى شهرين على الانفجار اشبه باستذكار دراماتيكي لكارثة افتقاد لبنان لدولة ورجال دولة يقفون او يتجرأون على الحضور بين اهالي الشهداء اقله لتوضيح التبريرات لسبب تأخر التحقيق الرسمي في الانفجار الذي كانت هذه الدولة يوم حصوله طلبت انجازه في خمسة ايام، فاذا بشهرين يمران حتى الان ولا نتائج حاسمة في الانفجار واسبابه وظروفه وملابساته ولا من يحزنون. مشهد اختصر بواقعيته ورمزيته الفراغ المخيف والعجز الخيالي والقصور المتفاقم الذي تعيشه الدولة بكل مؤسساتها وسلطاتها والذي لم يكن ينقصه سوى الاطباق على المبادرة الفرنسية واجهاض مهمة الرئيس المكلف مصطفى اديب لكي يعم الشلل الرسمي والسياسي فيما تكابد البلاد اسوأ تداعيات الازمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي يرزح تحتها لبنان والتي يتوجها منذ اسابيع انفجار الانتشار الوبائي لفيروس كورونا دافعا بلبنان الى مصاف الدول ذات المستويات القياسية في خطورة مواجهة الجائحة. وفي غياب اي توضيحات، جرى احياء الذكرى عصر امس في اعتصام رمزي لمجموعة من اهالي الضحايا الذين قطعوا لبعض الوقت اوتوستراد شارل حلو قرب تمثال المغترب بعدما طالبوا الرؤساء الثلاثة بالتواصل معهم وامهلوهم نصف ساعة لابلاغهم الرد حول مستجدات التحقيق في الانفجار. وبعد قطع الطريق لفترة قصيرة طير الاهالي بالونات بيضاء تحمل اسماء الشهداء وانهوا اعتصامهم.
المراوحة الطويلة؟
وسط هذه الاجواء بدا في حكم المؤكد ان المراوحة في ازمة تشكيل الحكومة الجديدة بعد اطاحة تكليف مصطفى اديب والتسبب بنكسة كبيرة وجسيمة للمبادرة الفرنسية مرشحة للاستمرار طويلا بما يتجاوز الموعد الافتراضي المتصل بالانتخابات الرئاسية الاميركية بعد شهر، اذ تبدو تعقيدات الواقع اللبناني العامل الاكثر تأثيرا على اطالة امد الازمة ولا شيء يضمن ابدا ان تشهد الازمة حلحلة في المدى المنظور. واذا كانت الساعات الاخيرة شهدت حملة ترويج معطيات موجهة من جانب “حزب الله” استهدفت توزيع مزاعم عن تفهم فرنسا للموقف الذي اتخذه الثنائي الشيعي، فان المعلومات المتوافرة من جهات معنية بهذا الملف تشير الى ان اي شيء جديد لم يبرز بعد لدى الجانب الفرنسي الذي يترك للبنانيين حاليا امر مواجهة الاستحقاق الحكومي تكليفا وتأليفا ضمن مهلة الستة اسابيع التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وفي هذا السياق اكدت مصادر مطلعة لـ”النهار” ان اي شيء جدي لم يبرز بعد في افق استحقاق تكليف شخصية بتشكيل الحكومة الجديدة ولا صحة تاليا لكل ما اطلق من بالونات اختبار او معطيات غير جدية حول ترشيح اسماء مطروحة او ستطرح لتولي رئاسة الحكومة الجديدة . وتؤكد هذه المصادر ان مسار تداول اسماء المرشحين لتولي رئاسة الحكومة لم يفتح بعد والاستحقاق لا يزال يراوح وسط شلل سياسي واسع وجمود كبير يطبع مجمل الوضع الداخلي . ولكن الاوساط المتصلة ببعبدا تشير الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يعتزم البدء بتحريك المشاورات والاتصالات لتحريك الاستحقاق الحكومي بدءا من اللقاء الذي سيجمعه اليوم في الطائرة الى الكويت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب لتقديم التعازي بامير الكويت الراحل الشيخ صباح الاحمد الصباح. ومع ان اي موعد لا يبدو واضحا بعد لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف فان الجهات المعنية بالاتصالات لا تبدي تفاؤلا بموعد قريب ما دامت تعقيدات التكليف غير مرشحة للتذليل قريبا بدليل انقطاع كل جسور الاتصالات الداخلية في هذه المرحلة وحالة الانتظار الذي تطبع مجمل الواقع الداخلي والتي زادها تعقيدا الاتجاه الى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان واسرائيل اذ تبدو قوى سياسية عدة في حالة رصد لخلفيات توقيت لهذه الخطوة بعدما شابتها شكوك وتساؤلات اظهرت واقع التشرذم الذي تعاني منه الدولة .
وفيما زار الرئيس سعد الحريري الكويت امس مقدما التعازي الى اميرها الجديد اكدت مصادر تيار “المستقبل” لـ”النهار” في الشأن الحكومي ان الحريري لا يزال متمسكا ببنود المبادرة الفرنسية من دون تعديل يؤدي الى نسف جوهرها بعدما ثبتت مسؤولية ايران عن تعطيل ولادة الحكومة من طريق “حزب الله” في انتظار نتائج الانتخابات الاميركية .
ولعل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عبر عن مقلبي الازمة امس اذ حمل بشدة من جهة على اهمال المسؤولين ولكنه اشاد في المقابل بالاتجاه الى مفاوضات ترسيم الحدود . وقال انه تلقى “بامل اعلان الدولة اللبنانية توصلها الى اتفاق اطاري لترسيم الحدود البحرية والبرية مع اسرائيل بما يسمح للبنان بان يستعيد خط حدوده الدولية جنوبا ويسهل له استخراج ثرواته البحرية وينهي مسلسل الاعتداءات والحروب بين لبنان واسرائيل بموجب القرار 1701 “.
تجربة العزل
وسط هذه الاجواء تصدر اتساع الانتشار الوبائي لفيروس كورونا الالويات نظرا الى اشتداد خطر القصور الاستشفائي الناجم عن عجز المستشفيات عن استقبال الاعداد التكاثرة للمصابين بكورونا وبلوغ قدراتها الاستيعابية الذروة . وفي هذا السياق اتجهت الانظار امس الى رصد تجربة اقفال وعزل 111 بلدة وقرية في مختلف المحافظات اللبنانية والتي يمكن ان تشكل نموذجا لاختبار قدرة الدولة على فرض الاجراءات الالزامية للحماية من جهة وتخفيض مستويات الاصابات وتخفيف الضغط على المستشفيات من جهة اخرى .وقد شهدت التجربة في يومها الاول تفاوتا واسعا في التزام المواطنين تدابير العزل والحجر في المنازل كما في التزام البلديات القرار الرسمي. ولكن وزارة الصحة اطلقت عبر فرقها الطبية احدى اوسع واضخم الحملات لاجراء الفحوص السريعة والعادية في البلدات والقرى المشمولة بقرار الاقفال بما يعني اجراء الفحوصات لعشرات الوف المواطنين. وفي هذه الاثناء حافظ عداد الكورونا على مستوياته المرتفعة القياسية اذ سجلت وزارة الصحة امس 1002 اصابتين مما رفع مجمل العدد التراكمي للاصابات في لبنان منذ شباط الماضي الى 44482 كما سجل ثماني حالات وفاة رفعت العدد الى 406.
*********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
عويدات أحال القاضية عون إلى “التفتيش”
أسبوع “جس نبض”… والرئيس المكلّف “العقدة المفتاح”!
كورونا يحاصر البلد ويقطعّ الأوصال بين بلداته، والسلطات الرسمية سلّمت باجتياح الوباء وتركت له تحديد مصائر اللبنانيين، فيصيب بعضهم ويقتل بعضاً آخر ويأسر الباقي في الحجر. وكما في الملف الصحي كذلك في الملف الحكومي، اللبنانيون متروكون لأقدارهم وأهل الحكم يكتفون بتنظيم السير على الطريق السريع المؤدي إلى “جهنم” بعدما قطعوا الدروب أمام كل مخارج الطوارئ وآخرها المبادرة الفرنسية التي اختطفها الثنائي الشيعي ووأد الآمال اللبنانية المعقودة عليها حكومياً وإصلاحياً واقتصادياً ومالياً. واليوم بعدما “فشّل وهشّل” الثنائي مصطفى أديب، عادت الأمور إلى مربعها الأول تحت كليشيهات وأسئلة ممجوجة باتت تثير الغثيان في النفوس لكثرة تردادها: تأليف قبل التكليف؟ تشكيلة تكنوقراط؟ تكنوسياسية؟ مصغرة؟ موسعة؟ وسواها من العبارات والمصطلحات التي لا ينفك الطقم الحاكم يجترّها ويلوكها عند كل استحقاق حكومي.
وبدل أن يكون لبنان بعد شهرين على زلزال بيروت أمام حكومة مهمة إنقاذية كاملة المواصفات والصلاحيات تنطلق في رحلة الألف ميل نحو استعادة الثقة داخلياً وخارجياً في البلد، أعاد السياسيون الوضع الحكومي إلى “الخطوة الأولى” ليكون الأسبوع الطالع بمثابة أسبوع “جسّ نبض” حكومي استكشافاً للأوراق والنوايا على طاولة التكليف والتأليف، بدءاً من مشاورات رئيسي الجمهورية ومجلس النواب ميشال عون ونبيه بري، ذهاباً وإياباً على متن رحلة الكويت، وصولاً إلى تفعيل قنوات التواصل بين مختلف الأفرقاء المعنيين توصلاً “إلى تحديد مواصفات وإسم الرئيس المكلف أولاً” حسبما أوضحت مصادر مواكبة لـ”نداء الوطن”، مؤكدةً أنّ الشخصية التي سيتم التوافق على تكليفها تعتبر في هذه المرحلة “العقدة المفتاح لكل العقد الأخرى”، وشددت في هذا المجال على أنّ “كل ما سيتم طرحه وبحثه ينطلق من هذه النقطة المحورية للبدء تالياً بالعمل على رسم خطوط التكليف والتأليف العريضة وبلورة معالم التشكيلة المرتقبة شكلاً ومضموناً”.
في الغضون، لا تزال قرارات النائبة العامة الاستئنافية القاضية غادة عون مثار أخذ ورد وجدل وبلبلة على شريط الأحداث القضائية لا سيما في مطاردتها رئيسة مصلحة السير هدى سلوم بشتى أنواع الملاحقات والإجراءات، وجديدها خلال الساعات الأخيرة إصدار مذكرة بحث وتحرٍّ بحق سلوم إلى جانب خمسة موظفين في مصلحة تسجيل السيارات في الأوزاعي على خلفية تحقيق يعود إلى العام 2016 ويتعلّق بسرقة المليارات نتيجة التلاعب في الرسوم المتوجّبة وفي قيود الشاحنات. وعلى الأثر، رفض وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي مثول سلوم والموظفين الخمسة المعنيين أمام القاضية عون، معتبراً أنّ قرارها ليس مبرراً قانوناً، فبادر إلى مخاطبة النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات طالباً منه رفع بلاغات البحث والتحري واسترداد قرارات منع السفر التي سطرتها عون.
ورأى مرجع قضائي لـ”نداء الوطن” أنّ القاضية عون “تتجاوز أصول المحاكمات الجزائية وبات من الواضح أنّ قراراتها يغلب عليها الطابع الكيدي أكثر من القضائي”، كاشفاً في المقابل أنّ مدعي عام التمييز قرر إحالة عون إلى التفتيش القضائي بسبب إصدارها بلاغات بحث وتحرّ خلافاً للقانون بعد رفض وزير الداخلية مثول سلوم وموظفي “النافعة” أمامها، ربطاً بوجود الملف الذي تم استدعاؤهم على أساسه أمام النيابة العامة المالية من جهة، وبسبب وجود دعوى جزائية مقامة من هدى سلوم بوجه القاضية عون ما يمنعها قانوناً من وضع يدها على أي ملف يتعلق بالمدعية.
وتوازياً، علمت “نداء الوطن” أنّ عويدات أحال الملف كذلك إلى مجلس القضاء الأعلى لإحاطته علماً بمخالفات القاضية عون واتخاذ القرار الذي يراه المجلس مناسباً بحقها، بالتزامن مع ترقب مثول عون أمام التفتيش القضائي لبحث مضمون إحالتها وتحديد الإجراء الواجب اتخاذه حيالها.
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
عون يرفض حكومة اللون الواحد ولا يحدد موعداً للاستشارات النيابية
لام «الثنائي الشيعي» على رفض اقتراحه لـ«المالية»
بيروت: محمد شقير
خرج عدد من زوار الرئيس اللبناني ميشال عون ممن التقوه في اليومين الماضيين بانطباع لا جدال فيه بأنه أصيب بخيبة أمل من جراء إسقاط المبادرة الفرنسية التي تشكل الفرصة الأخيرة للبنان لوقف انهياره المالي والاقتصادي، رغم أن معظم الأطراف الرئيسة التي التقاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كانت التزمت خريطة الطريق التي طرحها لوضع مبادرته على سكة التطبيق بقيام حكومة تتشكل من اختصاصيين ومستقلين.
فرئيس الجمهورية الذي يأخذ على بعض الأطراف السياسية انقلابها على المبادرة الفرنسية كما ينقل عنه زواره، بدا شديد الانزعاج، وهذا ما يفسر قراره بالانكفاء عن القيام بدورة جديدة من المشاورات إلى حين مبادرة هذه الأطراف إلى مراجعة حساباتها، لعلها تتفادى الكوارث السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية المترتبة على إسقاط المبادرة الفرنسية أو إعاقتها وصولاً إلى التصرف وكأنها لم تكن.
ويؤكد الزوار أنفسهم أن ماكرون بمبادرته كان وراء إعادة تحريك الاتصالات التي فتحت الباب أمام الوصول إلى تسوية تستدعي من الجميع تقديم التسهيلات المطلوبة أو تبادل التنازلات التي تدفع باتجاه إخراج لبنان من التأزم، ويقول هؤلاء لـ«الشرق الأوسط» إن عون يتمسك بالمبادرة الفرنسية ولا يرى بدائل لها في المدى المنظور، وبالتالي فهو يعلق كل الآمال عليها، لعلها تتيح له أن ينهي الثلث الأخير من ولايته الرئاسية بتحقيق إنجاز يكمن في وقف التدهور ومنع البلد من التدحرج نحو الفوضى.
ويلفت هؤلاء إلى أن عون «يوزع المسؤولية في إسقاط المبادرة الفرنسية على الأطراف إنما بنسب متفاوتة، وهو وإن كان يغمز من قناة رؤساء الحكومات السابقين فإنه يضع اللوم الأكبر على حلفائه»، وتحديداً «حزب الله» وحركة «أمل»، على خلفية عدم موافقة «الثنائي الشيعي» على المخرج الذي طرحه لتسوية الخلاف حول وزارة المالية في ظل إصرار هذا الثنائي على تسلمه هذه الحقيبة.
وفي هذا السياق، ينقل الزوار عن عون قوله إنه دعا إلى المشاورات السياسية التي قام بها في محاولة لتذليل العقبات التي لا تزال تؤخر ولادة الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس المكلف السفير مصطفى أديب بعد أن أُحيط علماً بأنه يميل للاعتذار عن تأليفها.
ويضيف هؤلاء بأنه ركز في مشاوراته التي شارك فيها من خارج «قوى 8 آذار» الرئيس نجيب ميقاتي وعضو كتلة «المستقبل» النيابية سمير الجسر، على طرح مجموعة من الأسئلة أبرزها كيفية الخروج من المأزق وتطبيق المداورة في توزيع الحقائب على الطوائف وموقف الكتل النيابية من تسمية ممثليها في الحكومة.
ويؤكدون أن عون عندما استدعى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد للقائه في بعبدا طرح عليه أن يترك له تسمية من يتولى وزارة المالية من خارج الطائفة الشيعية وأن يكون مسيحياً، في مقابل أن يتعهد شخصياً بتوفير الضمانات التي يطالب بها «الثنائي الشيعي» لتبديد ما لديه من هواجس. لكن رعد، بحسب الزوار، أصر على موقفه، كما أصر «الثنائي الشيعي» على موقفه برفض المخرج الذي تقدم به زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ويقوم على احتفاظ الثنائي بوزارة المالية شرط أن يترك لرئيس الحكومة اختيار الاسم المرشح لتوليها.
وبهذا يكون «الثنائي الشيعي» قد أقفل الباب في وجه الوصول إلى تسوية، خصوصاً أنه يصر على أن يكون من حقه الحصري تسمية الوزراء الشيعة، متهماً نادي رؤساء الحكومات بتسمية الوزراء مستقوياً بالخارج، فيما يحق لرئيس الجمهورية تسمية الوزراء المسيحيين أسوة بإصرار الثنائي على تسمية وزرائه.
وهكذا اضطر ماكرون إلى تمضية إجازة قسرية بمنحه الأطراف السياسية فرصة تتراوح ما بين 4 و6 أسابيع لمراجعة حساباتها قبل أن يعاود تحركه، وهذا ما دفع بقوى محلية للاعتقاد بأنه يربط استئناف تحركه بإجراءات الانتخابات الرئاسية الأميركية في ضوء رفض طهران التدخل بذريعة أن تشكيل الحكومة هو شأن داخلي، مع أن الوجه الآخر لعدم تدخلها يكمن في أنها تحتجز تشكيل الحكومة لعلها تتمكن من بيعها في مفاوضاتها المرتقبة مع واشنطن.
وعليه لا يبدو أن عون في وارد الدعوة على الأقل في المدى المنظور لإجراء استشارات نيابية مُلزمة لتسمية الرئيس المكلف لخلافة أديب، وتعزو مصادر سياسية السبب إلى أن المعطيات الراهنة ما لم تتبدل رأساً على عقب باتجاه إنضاج الظروف المواتية لولادة حكومة جديدة فهو ليس في وارد إقحام نفسه في مغامرة سترتد عليه شخصياً وسيصاب بسببها بخيبة أمل جديدة مع أنه لم يعد يحتمل مزيداً من الصدمات.
وتعتقد المصادر نفسها أن تجربة عون من خلال تعثر تشكيل حكومة جديدة باتت تعطيه الحق في مطالبته بضرورة التلازم بين التأليف والتكليف أو على الأقل التفاهم على اسم الرئيس المكلف مقروناً هذه المرة بحسم الخلاف الدائر حول وزارة المالية، فيما لا يبدو أن الحريري على استعداد لتعويم مبادرته أو طرح مبادرة جديدة رغم أنه طرحها منفرداً من خارج نادي رؤساء الحكومات السابقين.
لذلك، لن يدخل عون في مشكلة مع القوى المناوئة له، وهذا ما يفسر عدم استعداده لتشكيل حكومة مواجهة من لون واحد على غرار الحكومة المستقيلة برئاسة حسان دياب تقديراً منه أنها ستلقى معارضة تمتد إلى خارج الحدود اللبنانية، مع أن فترة تصريف الأعمال قد تكون مديدة بصرف النظر عن أنها غائبة عن السمع بعد أن تحولت إلى عداد لإحصاء الإصابات والوفيات بسبب وباء فيروس «كورونا».
*********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
مخاوف من جمود الإستحقاق الحكومي… برّي: لرئيس حكومة عاقل
لم تشهد عطلة نهاية الأسبوع أي تطور ملموس على جبهة التحضير لاستشارات التكليف، التي يفترض أن يدعو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إليها لاختيار الشخصية التي ستكلّف تأليف الحكومة الجديدة، فيما غَزت إشاعات كثيرة الاوساط السياسية حول اتفاقات مزعومة على اسم او أسماء لتولّي هذه المهمة، تبيّن انها مجرد إشاعات رَماها البعض لهدف تسويق نفسه ليس إلّا.
وفي ظل التوقعات في أن يبقى الاستحقاق الحكومي في دائرة الجمود في انتظار عبور الاستحقاق الرئاسي الاميركي المقرر في 3 تشرين الثاني المقبل، تتجه الانظار الى «الخلوة الجوية» المُنتظر انعقادها اليوم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في طريقهما ذهاباً وإياباً الى الكويت للتعزية بأميرها الراحل الشيخ صباح الاحمد الصباح وتَهنئة خلفه الشيخ نواف الاحمد الصباح، حيث يتوقع ان يبحث الرجلان في ما آل اليه الاستحقاق الحكومي والخطوات الدستورية الواجب اتخاذها لإنجازه في قابل الايام، وإمكان إجراء استشارات التكليف قريباً لاختيار خلف للدكتور مصطفى أديب الذي اعتذر عن هذه المهمة بعد شهر من تكليفه.
يغادر عون وبري ورئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب قبل ظهر اليوم الى الكويت لتقديم التعازي بأميرها الراحل لأميرها الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وإليهم يضمّ الوفد الرسمي وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبة والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في الكويت باسل عويدات،على أن يعود الجميع مساء الى بيروت.
خلوة بيروت – الكويت
وفي هذه الأجواء عقد الرهان على هذه «الخلوة الجوية» بين عون وبري، والتي ستستغرق نحو ست ساعات ونصف تقريباً في الذهاب والاياب، وذلك من اجل البحث في ملف الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية لتكليف بديل من أديب لتأليف الحكومة.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ عون وبري يدركان خطورة مرور الوقت من دون إجراء الاستشارات بعدما عَبّر كلّ منهما على طريقته عن الحاجة إليها، فرئيس الجمهورية باشَر اتصالاته في الكواليس لاستمزاج الآراء من هوية الشخصية البديلة في انتظار اللحظة الذي ستسمح ببدء الحديث عنها وتظهيرها الى العلن فور تَوافر الاجماع المطلوب لمثل هذه الخطوة، لأنّ تحديد مواعيد الإستشارات من دون هذا التفاهم قد يؤدي الى نَسف أي فرصة وحصول بلبلة لا يتحملها الوضع الراهن، خصوصاً في ظل تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية والنقدية التي تناسَلت وانسحبت نتائجها الكارثية على مختلف الصعد.
وفي الوقت الذي نقل عن عون تشديده على ضرورة الاسراع بهذه الخطوة والتفاهم على إطلاق عملية التأليف مجدداً، نقل عن بري قوله «انّ المفاوضات التي ستنطلق في الرابع عشر من الشهر الجاري في الناقورة من اجل ترسيم الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية، يجب ان تواكبها حكومة كاملة المواصفات لتشكّل في قرارها دعماً يحتاجه الوفد اللبناني الى المفاوضات الصعبة والمعقدة التي نتوقعها مع الإسرائيليين».
ونقل عن بري ايضاً قوله «انّ البحث لا يزال جارياً عن رئيس حكومة عاقل يستطيع مع الوزراء مواجهة التحديات».
لا تسمية لبعاصيري
وفي الوقت الذي تسرّبت معلومات عن «تفاهم» بين الثنائي الشيعي والرئيس سعد الحريري على تسمية نائب حاكم مصرف لبنان السابق محمد بعاصيري لتشكيل الحكومة الجديدة، نَفت مراجع معنية علمها بمثل هذا التفاهم، مؤكدة أنّ حركة «أمل» و«حزب الله»، اللذين رفضا في مرحلة من المراحل بقاء بعاصيري في نيابة حاكمية مصرف لبنان، لا يمكن ان يبحثا في تسميته لتأليف الحكومة.
وقالت مصادر معنية بالاستحقاق الحكومي انّ البعض يرشّح نفسه لرئاسة الحكومة، والبعض الآخر يرشّح أسماء على سبيل جَس نبض المعنيين ومعرفة ردّات أفعالهم على هذه الاسماء، قبل الخوض جدياً في هذه الترشيحات من عدمها، ولكن تبيّن لهؤلاء انّهم في واد وواقع الاستحقاق الحكومي في واد آخر، خصوصاً انّ الاسماء المتداولة يستحيل ان يقبل بها المعنيون او الحراك الشعبي الذي انتفض ضد السلطة والطبقة السياسية منذ 17 تشرين الاول الماضي ولا يزال، ويرفض ان تتولى رئاسة الحكومة أسماء تحوم حولها شبهات فساد او غيره من الارتكابات التي باتت معلومة لدى عامة اللبنانيين.
الاتفاق الإطار
من جهة ثانية، أكد قريبون من بري لـ«الجمهورية» انه مرتاح جداً الى اتفاق الإطار الذي تم إقراره لترسيم الحدود البرية والحرية.
َووفق هؤلاء فإنّ بري «لا يعير اي اهتمام للاتهامات والتفسيرات الهزيلة التي وضعت الاتفاق في إطار التمهيد للتطبيع مع العدو الاسرائيلي، وهو يعتبر انّ الذين يشوّهون حقيقة اتفاق الإطار إنما يُثبتون انهم لم يقرأوه بل ينطلقون قي مقاربتهم السطحية له من مواقف وأحكام سياسية مُسبَقة».
ويروي هؤلاء انّ بري «يضحك في عِبّه» عندما يُنقل اليه أنّ هناك من يتهم حركة «أمل» بالسعي الى التطبيع ومهادنة اسرائيل، متسائلاً: «هل يعلم هؤلاء انّ الحركة نفّذت 1980 عملية ضد الاحتلال الاسرائيلي؟».
التلطّي خلف بكركي
في مجال سياسي آخر، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» انّ هناك مَن طرح على البطريرك بشارة الراعي فكرة عقد لقاء ثنائي قبل ان تتطور لاجتماع يضمّ النواب الموارنة، ولدى استمزاج رأي «القوات» بلقاءات من هذا النوع سجّلت اعتراضها لسببين أساسيين:
ـ السبب الأول، لأنّ الأزمة المالية التي تعصف بالبلد ليست من طبيعة مذهبية او طائفية، إنما أزمة وطنية مالية اقتصادية معيشية بامتياز تُطاوِل ابن عكار وطرابلس والضنية وزحلة مثلما تُطاوِل ابن كسروان والمتن وبيروت والشوف والنبطية وبنت جبيل. وبالتالي، هذه المسألة تتطلب معالجة وطنية لا طائفية، وما يحصل أساساً هو أكبر من قدرة طائفة أو حزب، ويستدعي تَآلف جميع اللبنانيين للخروج من هذه الأزمة غير المسبوقة.
– السبب الثاني، انّ دعوة البطريرك إلى إعلان حياد لبنان لاقت تجاوباً لدى معظم الفئات اللبنانية التي أمَّت الديمان وبكركي تأييداً لهذا الإعلان الذي يشكّل إنقاذاً للبنان من سياسة المحاور التي أغرقته في حروب وأزمات وحَوّلته ساحة مُستباحة لنزاعات الآخرين، والحياد يشكّل حلاً وطنياً لا مذهبياً وطائفياً، والبطريرك حَمله لإنقاذ لبنان وجميع اللبنانيين».
ورأت المصادر انه «انطلاقاً من الأزمة المالية العابرة للطوائف والمناطق، وانطلاقاً من دعوة الحياد الى حل لبناني وطني، لا يجوز عقد اجتماعات من طبيعة طائفية او مذهبية لا تقدّم ولا تؤخّر في الأزمة القائمة، بل قد تؤخّر، فيما المطلوب تَضافر كل الجهود للخروج من هذه الأزمة التي شكّلت المبادرة الفرنسية فرصة استثنائية للخروج منها، ولكن تمّ إجهاضها عن طريق التمسّك بالأولوية المصلحية نفسها التي أدت أساساً إلى هذه الأزمة».
وختمت المصادر: «في كل الحالات، لا يجوز لبعض الأفرقاء المسيحيين، الذين تَمادوا بعيداً جداً في انفرادهم بالقرارات وإدارة الدولة وبعد سقوطهم المريع، أن يأتوا الآن الى بكركي للتلطّي خلفها».
مواقف
وفي عظة الأحد من الديمان، رحّبَ البطريرك الراعي بـ«إعلان الدولة اللبنانيّة تَوصّلَها إلى «اتفاق إطاريّ» لترسيم الحدود البريّة والبحريّة مع إسرائيل بما يَسمحُ للبنان بأن يستعيد خط حدوده الدوليّة جنوباً، ويُسهِّل له استخراج ثرواته البحريّة من النفط والغاز، ويُنهي مسلسل الاعتداءات والحروب بين لبنان وإسرائيل، بموجب القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، ويَضعه على مسار التفاوض السلميّ عوضَ القتال، من دون أن يعني ذلك عمليّة تطبيع». ودعا الى «إيجاد اتفاق يَحلّ مسألة وجود نحو نصف مليون لاجئ فلسطينيّ على أرض لبنان، والعمل على ترسيم الحدود مع سوريا لجهة مزارع شبعا، وإنهاء الحالة الشاذّة والمُلتبسة هناك».
ورأى الراعي: «إنّ ما يؤلمنا بالأكثر هو إهمال السلطة السياسيّة لشعبها، وتَحكّم الجماعة السياسيّة بمصير بلادنا، وإمعان النافذين في إفشال تأليف حكومة تتولّى إدارة شؤون البلاد، بعد أن نجحوا في إرغام رئيس الحكومة المكلّف على الإعتذار، على الرغم من المبادرة الصديقة التي بادرَ بها مشكوراً الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون. فنقول لهم جميعاً: لستم أسياد الشعب بل خدّامه! وليست الدولة ملككم، بل ملك شعب لبنان! لا يحقّ لأحدٍ منكم أو لفئة أو لمكوّن أن يجعل من لبنان حليفاً لهذه أو تلك من الدول في صراعها ونزاعها وحروبها وسياساتها، بل لنجعله صديقاً ووسيطَ سلامٍ واستقرار! لا تجعلوا من لبنان صوتاً لهذه أو تلك من الدول بل حافظوا عليه صوتاً حرّاً للحقّ والعدالة وحقوق الإنسان والشعوب! حافظوا عليه في هويّته السياسية وهي حياده الناشط الذي يحرّره من حالة التبعيّة إلى الخارج، ودوّامة الحروب؛ ويحقّق سيادته الكاملة داخليّاً وإقليميّاً ودوليّاً، مُرتكزة على دولة القانون، وعلى جيشها وسائر قواها المسلّحة؛ ويُمكّنه من القيام بدوره ورسالته في الأسرتين العربيّة والدوليّة».
ورأى انّ «فداحة الأوضاع واحتمالات حصول تطوّرات من طبيعةٍ متنوّعة، تُحتِّم الإسراع بتأليف حكومة تُجسّد آمال المواطنين، ليَنتظِم العمل الدستوريّ والميثاقيّ، فلا يُبيح أحدٌ لنفسه استغلال حالة الغيبوبة الدستوريّة أو تصريف الأعمال، أو وباء كورونا، وما هو أدهى من ذلك، ليخلق أمراً واقعاً».
عودة
من جهته، رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، في قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، انّ «ما نعيشه في لبنان حالياً يُنذر بالأسوأ، والكل أذنبوا بحق هذا البلد الحبيب النازف، ولا يزالون جميعاً يحومون حول الجثة ليتقاسموها. سَلّموا لبنان الجريح إلى من يستطيع تضميد جروحه، ولا تنتحلوا صفة الجرّاح لأنكم تزيدون الجروح التهاباً. إرحموا لبنان وشعبه الصامد، يرحمكم الله». وقال انّ «مَن في يدهم السلطة يضيعون الوقت في خلافاتهم العقيمة، ومطالبهم التعجيزية، والتمسّك بمكتسباتهم ومصالحهم على حساب الوطن وأبنائه. ما يدفعنا إلى السؤال: هل هناك نية حقيقية للعمل والإنقاذ والإصلاح الحقيقي؟ وهل يعملون عند رَب عملٍ واحد اسمه لبنان أم هناك من هو أغلى وأكبر وأهم؟».
«لبنان القوي»
وأكد أمين سر تكتل «لبنان القوي» النائب ابراهيم كنعان انّ «الملف الحكومي تحرّك، وهناك حركة فرنسية وضعت الماكياج للمبادرة السابقة، ما خلقَ جواً جديداً يفترض ان يكون عملياً وواقعياً هذه المرة. فالتجربة السابقة عَلّمت الكل، والأخطار المالية والاقتصادية والأمنية تدفع الجميع نحو مَسار يطرح إمكانية الوصول الى نتيجة». وإذ اكد انّ «تكتل لبنان القوي يريد من الحكومة أمرين: ان تتشكّل في أقرب فرصة وأن تنفّذ الاصلاحات»، شدد على انّ «التفاهم مطلوب لحماية التأليف بعد التكليف، والمضمون يجب ان يكون قبل الشكل، وما حصل في فترات سابقة من تَبدية الشكل على المضمون كان خطأ».
كورونا
على الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 1002 إصابة جديدة بكورونا، ما رفع العدد التراكمي للاصابات منذ 21 شباط الماضي الى 44482 حالة.
ووجّه وزير الصحة حمد حسن رسالة الى المستشفيات الخاصة، لأن تُبادر إلى تجهيز الأقسام وتفتح أبوابها لاستقبال حالات كورونا. وقال من مستشفى دار الأمل الجامعي – بعلبك: «التكتيك الذي اتُّبع بالتدخّل وتنفيذ الخطة حال دون التفشي المجتمعي للوباء». وشدّد على أن «لا صفقات على حساب المصابين أو ضحايا كورونا، وكل ما يُقال في هذا الاطار هو لِذرّ الرماد في العيون».
وانطلقت أمس من وزارة الصحة العامة فِرق طبية لإنجاز المسوحات اللازمة (فحوص PCR وRapid Tests) في المدن والبلدات الـ 111 التي بدأ إقفالها وعزلها، بهدف الكشف على الواقع الوبائي فيها والسعي للحدّ من تفشي الوباء.
ويعمل الفريق على إجراء 650 فحص pcr للذين لديهم عوارض، 2000 rapid test مُنتقاة للاشخاص الذين يتعاطون مباشرة مع الناس، كأصحاب السوبرماركات والصيدليات وعمال النظافة في البلديات والمصالح التي هي على تَماس مباشر مع المواطنين، وستكون العيّنات مُنتقاة من أهالي القرى الخاضعة للاقفال.
*********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الطائرة الرئاسية إلى الكويت اليوم تقطع إجازة «التباعد السياسي»
حزمة عقوبات أميركية جديدة تتجاوز مفاوضات الترسيم.. وخيار الإغلاق قائم
باستثناء خبر المغادرة الرئاسية الثلاثية، الصادر رسمياً عن قصر بعبدا،تبدو البلاد في اجازة، وكأنها رسمية- سياسية بعد تجاذبات الاسايع القليلة الماضية، على خلفية اخفاق المرحلة الاولى من مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي توسعت انشغالاته من حوض المتوسط الى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق… والصراع العسكري الدائر بين اذربيجان وأرمينيا، مع حرصه الدائم على استمرار مبادرته، والسعي الى تنظيم مؤتمر دعم للبنان في بحر الشهر الجاري، الحافل بتطورات متعددة، ليس اقلها مباشرة المفاوضات اللبنانية- الاسرائيلية، برعاية اميركية، في الناقورة من اجل ترسيم الحدود البحرية والبرية، وسط معلومات تسربت من واشنطن عن حزمة جديدة من العقوبات المالية على شخصيات لبنانية، تتهمها الادارة الاميركية بتقديم الدعم لحزب الله..
وكان من الملفت لانتباه المراقبين البرقية التي بعث بها الرئيس عون الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب، المصاب مع زوجته ميلانيا بفايروس كورونا، متمنياً له الشفاء.
فرسمياً، يغادر الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب، قبل ظهر اليوم الاثنين بيروت الى الكويت لتقديم التعازي الى امير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بوفاة المغفور له الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح.
ويضم الوفد الرسمي وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه والقائم باعمال السفارة اللبنانية في الكويت باسل عويدات. ويعود الوفد الرسمي اللبناني في اليوم نفسه الى بيروت.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الملف الحكومي يفترض به ان يحل ضيفا بين الرئيسين عون وبري في الطائرة التي تقلهما الى الكويت لتقديم التعازي بوفاة امير الكويت.
ولفتت المصادر الى أنهما سيتشاوران في المرحلة المقبلة حكوميا وموضوع الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة التي يناط موعدها لرئيس الجمهورية. وفهم من المصادر انه ربما يكون هناك بحث في بعض التفاصيل المتصلة بشكل الحكومة وغير ذلك على ان الموضوع يحتاج الى بحث إذ لا يمكن القيام بخطوة دستورية في المجهول.
ومن المفترض ان تنطلق مع عودة الرؤساء المشاورات السياسية للتوافق على تسمية رئيس جديد مكلف، ويبدو ان اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي سيكون المنطلق الاساسي وربما الوحيد، إذا لم يحصل تطور غير متوقع خلال اليومين المقبلين بطرح افكار او مقترحات جدّية اخرى، وليس للتسلية وتضييع الوقت او لحرق أسماء معينة، كما حصل مع اعادة طرح اسم نائب حاكم مصرف لبنان السابق محمد بعاصيري، الذي اكد مساء السبت: «أنه غير مرشح لأي منصب حكومي ولا يسعى لرئاسة الحكومة». وقال: «لا علم لي بطرح إسمي لرئاسة الحكومة، ولكن أنا أقبل أن أكون في أي موقع كان لخدمة لبنان».
ولاحظت مصادر سياسية متابعة لإقتراح ميقاتي بتشكيل حكومة تكنو-سياسية برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي زار الكويت وقدم واجب العزاء بالأمير الراحل، من عشرين وزيرا بينهم ستة وزراء دولة يمثلون الطوائف والقوى السياسية الست الكبرى، انه حتى الان لم يصدر اي رفض علني على الاقل من كل القوى السياسية لإقتراحه بتشكيل حكومة تكنو- سياسية من عشرين وزيرا بينهم ستة وزراء دولة يمثلون الطوائف والقوى السياسية الست الكبرى. ولم يصدر حتى من رؤساء الحكومات السابقين ما يشير الى رفض او اعتراض على المبادرة.
وذكرت مصادر مطلعة ان المهم ان تمشي مبادرة ميقاتي وينفتح الباب سريعاً للنقاش وان يحدد الرئيس الحريري موقفه، بعد المعلومات عن رغبة بعض القوى السياسية تكليفه ترؤس الحكومة الجديدة. لكن ثمة من طرح السؤال: هل ينتظر الحريري ضوءاً أخضر من جهة ما دولية او اقليمية؟ وهل سيوافق على المعايير الجديدة– القديمة التي تخالف معايير تم وضعها للرئيس المكلف المعتذر أديب، بحيث يتم الاتفاق المسبق على اسم الرئيس المكلف وعلى شكل الحكومة وعلى توزيع الحقائب وعلى العناوين العامة لبرنامج الحكومة قبل ان يحصل تكليفه او تكليف من يُسميه؟
وكان نقل عن لسان الرئيس بري امام وفد من «الميادين» ان خطوة ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وفلسطين: ضرورية: «لكنها ليست كافية يجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت، حكومة قادرة على التمكن من إنقاذ البلد من ما يتخبط به من أزمات وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار بحرفيته، فإتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل (وكفى بيعاً للمياه في حارة السقايين»). وفي الموضوع الحكومي جدد الرئيس بري التأكيد على التمسك بكل مندرجات المبادرة الفرنسية لافتاً الى أن «التحدي الأساس الآن هو الوصول الى اتفاق على إسم لرئيس الحكومة وباقي الأمور والخطوات من السهل التوافق عليها تحت سقف هذه المبادرة».
وفي اطار الاتصالات مع الولايات المتحدة كشف الوزير السابق وئام وهاب ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم يتوجه اليوم الى العراق، والاربعاء في 14 الجاري الى الولايات المتحدة الاميركية، في مهمة لم يكشف عنها، وعن طبيعتها، لكنها متعلقة، بالاوضاع في لبنان، لا سيما ما يجري على صعيد التحضير لعقوبات جديدة.
المفاوضات
الى ذلك يتوقع ان يتم خلال اليومين المقبلين تشكيل الوفداللبناني الى مفاوضات الناقورة لتحديد الحدود البحرية والبرية بين لبنان وفلسطين المحتلة وسط معلومات ان الوفد سيضم في عضويته نائب رئيس الاركان للعمليات العميد بسام ياسين من (كفر تبنيت الجنوبية) ورئيس الوفد اللبناني الى المفاوضات الثلاثية الدورية التي تعقد برعاية اليونيفيل العميد حسيب عبدو وضباط من البحرية والمخابرات ومدنيين مختصين بينهم حسب معلومات رسمية الخبير في المفاوضات الحدودية الاميركي من اصل لبناني نجيب مسيحي. ولكن لم تحسم اسماء الوفد بشكل نهائي بعد، وستعرض الاسماء على الرئيس عون لاتخاذ القرار النهائي بتشكيل الوفد.
وسط ذلك، بدا انه وراء الأكمة ما وراءها، اذ ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي «الصالونات المغلقة» حملة تستهدف الرئيس بري، بعد المؤتمر الصحفي الذي اعلن فيه اطلاق الاطار العملي لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية والبرية، بوساطة الولايات المتحدة الاميركية.
غصة في الفضاء لدى اهالي ضحايا المرفأ
وأحيا عشرات الأشخاص أمس ذكرى مرور شهرين على انفجار مرفأ بيروت معربين عن غضبهم إزاء تحقيق يراوح مكانه ومسؤولين لا يحرّكون ساكنا، ومطلقين في أجواء العاصمة ومن أمام ركام المرفق المدمّر بالونات ترمز إلى الضحايا.
وأوقع انفجار الرابع من آب أكثر من 190 قتيلا و6500 جريح، ودمّر أحياء بكاملها.
وبعد مرور شهرين على الانفجار لم يتوصّل التحقيق اللبناني إلى كشف ملابساته كما لم يتم الإعلان عن أي نتائج.
والأحد، بعيد الساعة السادسة عصرا في توقيت الانفجار نفسه الذي دمّر مناطق شاسعة من العاصمة اللبنانية، أطلقت في سماء بيروت عشرات البالونات البيضاء التي كتبت عليها أسماء الضحايا من منطقة مطلة على المرفأ، .
وبثت عبر مكبّرات الصوت أغان لبنانية على غرار «لبيروت» للسيدة فيروز.
ورفع المشاركون في إحياء الذكرى من نشطاء وأقارب الضحايا صور أحبائهم الذين قضوا في الانفجار، وقد قطعوا الطريق لفترة وجيزة.
وأعربوا عن غضبهم إزاء القادة السياسيين، وقد حمّلوهم مسؤولية الفاجعة بسبب فسادهم وانعدام كفاءتهم.
وقالت سامية وهي أم لتوأمين يبلغان تسع سنوات أفقدها الانفجار زوجها الذي كان يعمل في المرفأ «نعيش العذاب كل يوم. يستكثرون علينا أن نعرف من ارتكب هذه الجريمة ضد الإنسانية».
وتابعت «إنها حرقة العمر. أولادي حرموا من كلمة (بابا) كل العمر».
من جهتها قالت سلوى التي فقدت خالها في انفجار المرفأ حيث كان يعمل «خالي بالنسبة لي كان مثل ابي».
وقالت سلوى بالعامية «الله يسامحكن»، وأضافت «نطالب بمعاقبة كل المسؤولين عن هذا الانفجار»، قبل ان تقاطعها امرأة بالعامية «الله ينتقم منهن».
وتابعت سلوى «نطالب بمعاقبة كل من تسبب بهذا الانفجار، بهذه الكارثة».
وقال ابراهيم حطيط الذي فقد شقيقه ثروت في الانفجار «كنا ننتظر إشارة منهم (أن يبيّنوا لنا) انهم مهتمون بمطالبنا التي تتمثل بكشف نتائج التحقيقات ومحاسبة المتسببين بهذه المجزرة الكارثية»، مضيفا «انتم قتلتم أبناءنا مرتين، مرة بفسادكم والأخرى باهمالكم لمطالبنا».
احباط محاولة تهريب اشخاص
وفي اليوميات، الناشئة عن الانهيارات المتلاحقة وتداعياته، أعلن الجيش اللبناني أنه منع محاولة جديدة لعبور البحر المتوسط في شكل غير شرعي عبر اعتراض مركب على متنه 37 شخصا معظمهم من السوريين.
وجاء في بيان صادر عن الجيش الأحد «أوقفت وحدات من القوات البحرية في الجيش اللبناني مركبا يستخدم في تهريب أشخاص قبالة جزر الراكمين (شمال البلاد) وأحبطت عملية تهريب 37 شخصا (34 سوريا بينهم 7 أطفال و3 نساء إضافة إلى لبنانيين اثنين وفلسطيني واحد).
كما أوقف جهاز الاستخبارات لبنانيا لقيامه «بتنظيم وتحضير عملية التهريب».
مسيرة رفع الدعم
وتحت عنوان «إرفعوا اليد عن السلطة لا الدعم عن المواد الأساسية»، انطلقت بعد ظهر السبت مسيرة من أمام ثكنة الحلو في منطقة مار الياس، باتجاه فردان ثم الكونكورد، وكانت المحطة الأخيرة أمام مصرف لبنان في الحمراء، رفضا لرفع الدعم وللغلاء وارتفاع سعر صرف الدولار.
المتظاهرون الذين حملوا العلم اللبناني طالبوا برحيل السلطة وسقوط منظومة الفساد التي فقّرت اللبنانيين وأذلّتهم، ومع تلويحها برفع الدعم عن الوقود والدواء.
صحياً 44482
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1002 اصابة جديدة بكورونا و8 حالات وفاة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الى 44482 اصابة.
ونقل عن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن قوله: انه تبلغ من السفير القطري في لبنان محمد حسن جابر الجابر ان بلاده، ستعيد بناء مستشفى الكرنتينا وتجهيزه بالكامل، لا سيما لمواجهة كورونا.
ولم يخفِ حسن تفضيله الاقفال التام لمدة اسبوعين ما دام الفايروس تفشى على نحو خطير للتمكن من وقفه.
*********************************
افتتاحية صحيفة الديار
«نصف التزام» في اليوم الاول للإقفال الجزئي… ووزير الصحة يطالب المستشفيات الخاصة باستقبال المصابين بـ «كورونا»
حكومة الـ «تكنو سياسية» تتقدم على حكومة الاختصاصيين… وصعوبة في الاتفاق على الرئيس المكلف
إجتماع للسفير الفرنسي مع حزب الله… وباريس تركز على الإصلاح ولن تدخل في لعبة الأسماء
ادارة التحرير
الحرب التي تشنها الدولة ووزارتا الصحة والداخلية لمحاربة وباء الكورونا كانت جزئية، لان المدن والقرى التي عددها 111 والتي شملها الاغلاق التزمت جزئياً، واكثرية البلديات طالبت بمؤازرة ودعم من قوى الامن الداخلي لتطبيق قرار وزير الداخلية والبلديات بالاقفال التام لمدة اسبوع كامل.
وفي جولة على المناطق التي شملها قرار الاقفال، تبين ان المحلات التجارية والمطاعم التزمت جزئياً وليس بشكل تام، وشكا اصحاب المحلات من ان احداً لم يقم بزيارتهم ويبلغهم مضمون القرار، لا من قبل البلديات، ولا من جهة القوى الامنية. غير أن الخطوة كانت ناجحة الى حد ما، كون المواطنين واصحاب المصالح الاقتصادية والعمال والتجار باتوا يشعرون بخطورة وباء كورونا الذي وصل عدد الاصابات به أول من أمس الى 1321، لينخفض يوم أمس الى 1005 اصابة وهو يعني انخفاض 300. هذا وعلق الجسم الطبي في لبنان ايجابياً على الانخفاض الفجائي بنسبة 30% في يومٍ واحد. بالتوازي طالب وزير الصحة الدكتور حمد حسن المستشفيات الخاصة باستقبال المصابين معتبراً ان رسالة المستشفيات هي انسانية بالدرجة الاولى، وليست ذات بعد مالي بحت، قائلا «ان المستشفيات الحكومية امتلأت اسرتها بالمصابين، ومطلوب من المستشفيات الخاصة المساعدة لوضع حد لانتشار «الكورونا» وتأمين الشفاء للمصابين من خلال استقبالهم ومعالجتهم».
هذا وعلمت «الديار» ان وزارة الداخلية ستنشر اليوم الاثنين قوى من الامن الداخلي لتطبيق قرار الاقفال. ويبدو ان لبنان هو امام تجربة هامة لمحاربة الكورونا فاذا نجحت خطوة التعبئة العامة في 111 قرية وبلدة، فان لبنان يكون قد سار على الطريق الصحيح لوضع حد لانتشار الوباء، اما اذا فشلت الخطوة فيعني ذلك ان على وزارة الصحة وهيئة التعبئة العامة اتخاذ تدابير اكثر قساوة من خلال فرض التباعد الاجتماعي والزام الناس بالكمامات واطلاق حملة توعية هامة مرتبطة بالنظافة الشخصية واغلاق تام لكل النوادي الليلية والمطاعم والمعامل حتى تستطيع السلطات المختصة ضبط الوضع والبقاء تحت خط 1000 اصابة في اليوم الواحد.
من جهة اخرى، نشرت وزارة الصحة فرقاً طبية في المناطق التي عددها 111 لاجراء فحوصات «PCR» حيث استطاعت اجراء 11 الفاً و200 فحص مخبري في كامل هذه المدن والقرى، مع العلم ان النتائج ستظهر اليوم الاثنين.
حكومة تكنو سياسية تتقدم على حكومة الاختصاصيين
يبدو ان طرح حكومة «تكنو سياسية» يتقدم على حكومة الاختصاصيين لان الكتل النيابية رحبت بإشراك 6 وزراء سياسيين الى جانب 14 وزيراً من الاختصاصيين، على ان تكون الحكومة مؤلفة من 20 وزيراً. وطرح حكومة «تكنو سياسية» جاء من الرئيس نجيب ميقاتي ورغم عدم صدور تصريحات علنية بتأييدها، الا ان الرؤساء عون وبري وقادة
الاحزاب والجهات السياسية عمليا رحبوا بحكومة بالطرح كونها تتماشى مع مطالبهم السابقة، اضافة الى ان المفاوضات غير المباشرة التي ستجري بين لبنان وسلطات الاحتلال الاسرائيلي لترسيم الحدود البرية والبحرية، تتطلب وجود حكومة تضم سياسيين لمواكبة هذه المفاوضات غير المباشرة، كما ان اشراك سياسيين بعدد 6 وزراء ينهي المشكلة مع عدة كتل نيابية واهمها حزب الله وحركة امل.
واذا كان التأليف يتجه نحو الانفراج الجزئي، فان الصعوبة هي في الاتفاق على اسم الرئيس المكلف، كون تجربة تكليف الرئيس مصطفى اديب شكلت صدمة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وللرئيس بري وكتلة نواب حزب الله وحركة امل وغيرهم ايضاً، ذلك ان الرئيس اديب امتنع عن التشاور مع الكتل النيابية او تقديم اسماء لهم او حقائب وحتى بالنسبة لرئيس الجمهورية لم يقدم اي تصور لحكومته بالاسماء والحقائب، ولا مع الرئىس بري ولا مع التيار الوطني الحر، لذلك قررت هذه الكتل الاجتماع بأي اسم يتم طرحه لتأليف الحكومة قبل ان يتم تكليفه لاخذ ضمانات بانه سيتشاور مع الكتل النيابية ولا يخفي الاسماء عنهم والحقائب، ولا يحتفظ بالسرية التامة كما فعل الرئيس المكلف مصطفى اديب. هذا، ولن يوافق حزب الله وحركة امل بالتحديد وغيرهم من الكتل على تقديم اسم في الاستشارات النيابية لدى رئيس الجمهورية قبل مناقشة الشخصية التي ستكلف تأليف الحكومة فاذا حصلوا على ضمانات، سوف يتم تسمية الرئىس المكلف والا فان التكليف متأخر ربما لاسبوعين او شهر كون موضوع تأليف الحكومة بات دقيقاً جداً في ظل ملف ترسيم الحدود اضافة الى ملف تسمية حزب الله وحركة امل للوزراء الشيعة. هذا ولم يتم معرفة مواقف كتل اخرى مثل التيار الوطني الحر او غيره.
اجتماع السفير الفرنسي مع ممثل حزب الله
التقى السفير الفرنسي فوشيه بالسيد عمار الموسوي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله وكانت الاجواء ايجابية وابلغ السفير الفرنسي الموسوي ان فرنسا تفهمت خطاب سماحة السيد حسن نصرالله، فيما شرح النائب السابق الموسوي موقف الحزب الذي ما زال يؤيد المبادرة الفرنسية، لكن ضمن اطار الرعاية الفرنسية، والقبول بالاصلاحات انما على اساس ان تكون وزارة المالية من حصة الثنائي وان يسمي الثنائي وزراءه في الحكومة. ويتوقع ان ينقل السفير الفرنسي الذي انتهت مدة عمله في لبنان هذه الاجواء الى المسؤولين في العاصمة الفرنسية.
اما فرنسا فقررت عدم الدخول في لعبة الاسماء لاختيار الرئيس المكلف او الدخول في مناقشة موضوع المداورة او غيره بل تعتبر ان الحكومة المقبلة يجب ان تركز على الاصلاح وان الرئيس الفرنسي ماكرون ينتظر من القيادات اللبنانية ان تساعد نفسها في الاتفاق على تشكيل الحكومة، وبعدها تقوم فرنسا بالمساعدة في تذليل العقبات، لكن المسؤولية الاولى تقع على المسؤولين اللبنانيين والسياسيين، وفرنسا لا تريد ان تكون بديلا عنهم.
الرئيسان عون وبري في طائرة واحدة الى الكويت
سيسافر اليوم رئيس الجمهورية العماد عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس دياب في طائرة واحدة الى الكويت وستكون الرحلة من بيروت الى الكويت نقطة التقاء واجتماع بين الرئيسين عون وبري لبحث الملف الحكومي والاستشارات النيابية والاجواء الفرنسية الجديدة. هذا ويبني المراقبون آمالاً على ان اجتماع الرئيسين عون وبري قد يؤدي الى اطلاق الاستشارات النيابية الاسبوع الحالي، وهذا التوقع ليس في محله لان رئىس الجمهورية العماد ميشال عون لن يدعو الى استشارات في هذه السرعة بل يحتاج الامر الى دراسة ابعد واطول، وبالتالي قبل اسبوعين لا استشارات نيابية بل مشاورات سياسية بين الاطراف والقيادات للتفاهم على صيغة الحكومة بشكل نهائي، والاتجاه طبعاً نحو حكومة تكنو سياسية، والاهم اسم الرئيس المكلف، وهنا يعلن الرئيس سعد الحريري انه غير مرشح لتأليف الحكومة الا انه في حال حصل توافق فرنسي ـ سعودي على الحريري وحصل توافق بين الأخير والكتل النيابية وبالتحديد حزب الله وحركة امل، فان الحريري هو الذي سيكلف تشكيل الحكومة رغم موقفه الرافض لتشكيلها، كونه لا يستطيع مقاومة طلب فرنسا والسعودية بان يشكل الحكومة المقبلة.
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
بري: لمواكبة الترسيم بتشكيل حكومة سريعاً
في غياب اي مؤشر لامكان الخروج من مستنقع التأزم الحكومي، يقفل الاسبوع السياسي في لبنان على صفر نتيجة لجهة تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة في موعد قريب. لا عجب ما دام الستاتيكو المتحكم بالتكليف والتأليف لم يتبدل قيد انملة وموقف «الثنائي الشيعي» على حاله من الشروط والتصلب، خلافا لمسار انطلاق المفاوضات مع اسرائيل.
فباستثناء الموقف الفرنسي المؤيد للمشروع البطريريكي الداعي الى اعتماد حياد لبنان وقد اعلنه النائب في البرلمان الفرنسي عضو لجنة الدفاع البرلمانية غواندال رويار، لم يسجل ما يخرق الجمود القاتل.
وفي السياق، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية بان الاتصالات الفرنسية لم تتوقف في اعقاب اعتذار اديب كما في توقيت تلى المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الاحد الماضي في اكثر من اتجاه. فالى الإتصالات التي واظب عليها الفريق الديبلوماسي والإستخباري المعاون لماكرون في الملف اللبناني مع عدد من الشخصيات اللبنانية بغية استمزاج الرأي في امكان احياء المشاورات الضرورية من اجل تكليف بديل من السفير اديب ضمن المهلة المعقولة من اجل استئناف مساعي التأليف في وقت قريب، كانت تحركات فرنسية غير معلن عنها وبقي الاجتماع الابرز ذاك الذي عقده السفير الفرنسي المنتهية ولايته برونو فوشيه مع مسؤول الشؤون الخارجية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي قبل مغادرته بيروت صباح يوم الجمعة عائدا الى بلاده ايذانا بانتهاء مهامه الديبلوماسية في بيروت بعد ثلاث سنوات على وجوده فيها. وكشفت المصادر الديبلوماسية ان اللقاء الذي علمت به الخارجية الفرنسية مسبقا لم تشأ ان تعطيه اي طابع رسمي خارج نطاق الإطلاع على رأي الحزب في شأن التطورات الأخيرة بعد اعتذار اديب ومضمون المؤتمر الصحافي للرئيس ماكرون والوقوف على مدى استعداد الحزب للتجاوب في حال استؤنفت المبادرة بصيغة جديدة تمنع تكرار الأخطاء التي ارتكبت في المرحلة الأولى واستكشاف ما يمكن القيام به في المستقبل.
الى ذلك، كشفت المصادر الديبلوماسية عن انجاز ما زال طي الكتمان وهو يتصل بالمجهود الذي يبذله وفد نقدي ومالي وقانوني من البنك المركزي الفرنسي في بيروت وهو الذي باشر قبل فترة الاطلاع على حسابات مصرف لبنان بغية اجراء نوع من التقييم للخطوات التي اتخذها في السنوات الأخيرة والتثبت من اسباب العجز المفاجىء وهي مهمة شارفت على نهايتها قبل ان تقلع مؤسسة «الفاريس آند مارشال» بمهمتها التي تعاقدت بشأنها مع الحكومة اللبنانية من اجل اجراء التحقيق الجنائي في حسابات المصرف المركزي.
سياسيا ايضا، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقائه وفداً من شبكة الميادين الإعلامية ردا على سؤال حول اتفاق الإطار في موضوع الترسيم للحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة «انها خطوة ضرورية لكنها ليست كافية يجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت، حكومة قادرة على التمكن من إنقاذ البلد من ما يتخبط به من أزمات وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار بحرفيته، فإتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل (وكفى بيعاً للمياه في حارة السقايين»). وفي الموضوع الحكومي جدد الرئيس بري التأكيد على التمسك بكل مندرجات المبادرة الفرنسية لافتاً الى أن «التحدي الأساس الآن هو الوصول الى اتفاق على إسم لرئيس الحكومة وباقي الأمور والخطوات من السهل التوافق عليها تحت سقف هذه المبادرة».
وليس بعيدا، وبعد انقضاء شهرين بالتمام على انفجار المرفأ، أعلن متحدث رسمي بإسم مكتب التحقيقات الفدرالي «اف بي آي»، أنّه «لم يتمّ الوصول الى استنتاجات تقول ان انفجار 4 آب جريمة مُتعمدة، وبناءً لطلب الحكومة اللبنانية نقوم بالمساعدة في التحقيق». وأكّد، ان هذا «ليس تحقيقنا لذا لن نُقدّم تعليقات إضافية حالياً». وتوازياً، اعتبرت وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم أنّ جريمة انفجار المرفأ هي فرصة للقضاء لتطبيق القانون بعيدًا من أي ضغط لإعادة ثقة المواطن به. وأكّدت أنّها ليست مطلعة على مسار التحقيقات بانفجار المرفأ، مشيرة إلى أنّها راسلت التفتيش القضائي بموضوع التسريبات انطلاقًا من مبدأ سرية التحقيق. وقالت نجم: «حصل لغط بما يتعلق بالـ5 أيام التي قيل إنّ التحقيق سينتهي فيها وللتوضيح فالتحقيق المقصود هو الإداري الداخلي الذي تجريه الحكومة ولا علاقة له بالتحقيق القضائي».
وعلى ضفة «كوفيد 19 الذي يوسع مروحة انتشاره لبنانيا وقد ألّفَ عداد اصاباته اليومية وارتفع عدد ضحاياه، اشار وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن الى ان القرار الذي اتخذ من قبل وزارة الداخلية بناء على اللجنة الوزارية بعزل ١١١ بلدة قرار جريء يحاكي هواجس المجتمع والتحديات الحياتية اليومية لا سيما الازمة الاقتصادية الخانقة، واوضح بانه لا احد يموت من الجوع في ظل التعاضد المجتمعي، ولكن يمكن ان نموت من الفيروس. وشهد يوم أمس من عزل واقفال البلدات تفاوتا ملحوظا في الالتزام الذي بلغ نسبة الخمسين في المئة على الاكثر.
اما الازمات المعيشية المتناسلة فعلى حالها من دون حلول، لا بل تشتد يوميا. وفيما تهريب المحروقات الى سوريا على غاربه، رفعت محطات المحروقات في النبطية ومنطقتها خراطيمها أمام السيارات بحجة عدم تسلمها مادة البنزين من الشركات ونفاد مخزونها، باستثناء عدد قليل منها استمر بتزويد السيارات بالبنزين لتتوقف بعدها عن العمل بحجة انتهاء المخزون لديها. وشكا المواطنون من الوقوف لساعات أمام المحطات، مطالبين الوزارات المختصة بالقيام بدورها في هذا الاطار.
بري: إتفاق الإطار لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل
وكفى بيعاً للمياه في «حارة السقايين»
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقائه وفدا من شبكة «الميادين» الإعلامية ان «أكبر خيانة للمبدأ هي ما حصل مع قضية فلسطين والقدس، فهي المعيار لقياس الانتماء في الموقف الصواب، ففلسطين والقدس ليستا قطعة من الأرض، هما قطعة من السماء».
وقال: «عندما فقد العرب كيفية سلوك الطريق نحو فلسطين، حصل التبعثر والتشظي العربيين، فإذا كان للحكام ضروراتهم، لكن للشعوب أولوياتها التي يجب ألا تتغير، وهي أولوية فلسطين».
أضاف: «لبنان يقع ضمن محيط متلاطم من التداعيات الخطرة على مساحة المنطقة، من العراق وسوريا واليمن، وهي دول شقيقة لاتزال ضمن دائرة خطر التقسيم، فالمطلوب إزاء هذا الخطر الصبر وعدم الإستسلام، فهذا الخطر ليس قدرا على هذه الأمة».
وأكد أن «لبنان أكثر بلد في العالم العربي يتضرر من الصلح مع العدو الإسرائيلي».
وعن اتفاق الإطار في موضوع الترسيم للحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، قال رئيس المجلس: «هي خطوة ضرورية، لكنها ليست كافية، يجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت، حكومة قادرة على التمكن من إنقاذ البلد من ما يتخبط به من أزمات، وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار بحرفيته، فإتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل، وكفى بيعا للمياه في حارة السقايين».
وفي الموضوع الحكومي، جدد بري التأكيد على «التمسك بكل مندرجات المبادرة الفرنسية»، لافتا الى أن «التحدي الأساس الآن هو الوصول الى اتفاق على اسم لرئيس الحكومة، وباقي الأمور والخطوات من السهل التوافق عليها تحت سقف هذه المبادرة».
وحول المخاوف من خطر استيقاظ الإرهاب، قال: «نعم داعش مشروع لم ينته لا في سوريا ولا في العراق ولا حتى في لبنان».
وفي الشأن العراقي، أكد بري على «الضمانة التي يمثلها سماحة آية الله السيد علي السيستاني لحماية وحدة العراق».
وكان رئيس مجلس النواب قد استقبل في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، النائب السابق ناصر قنديل الذي رأى في تصريح بعد اللقاء : «اتفاق الإطار يحتاج الى حكومة تستطيع أن تتعامل مع قضية مصيرية، مع ثروات سيادية، مع مسؤولية نخشى عليها أن تضيع في الفوضى اذا بقينا بلا حكومة».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :