افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 2 تشرين الثاني 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 2 تشرين الثاني  2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء

 

مأرب محاصرة بعد سقوط المحافظة بيد الأنصار… وحشود تركية بمواجهة قسد تخلط الأوراق /

إحاطة دولية وعربية بالحكومة لحفظ الاستقرار تكسر الحصار السعودي… ووساطة قطرية /

معادلة قرداحي: ثمن الاستقالة تراجع سعودي عن الإجراءات العدائية بحق لبنان

 

وسط تطورات متسارعة في المنطقة، شمالاً وجنوباً، تتفاعل أزمة الحصار السعودي الخليجي على لبنان، ففي جنوب المنطقة، في اليمن أنجز الجيش واللجان الشعبية وأنصار الله تحرير مديريات محافظة مأرب، وأصبحت المدينة محاصرة، فيما بدأ الوجهاء وشيوخ القبائل بوساطات ومفاوضات لتسوية تضمن دخول أنصار الله إليها بصورة سلمية لتجنيبها ما سينتج من أي مواجهة عسكرية ميؤوس منها ومعلومة النتائج، وسط قراءة مصادر عربية دبلوماسية لمعادلة مأرب تقول إن ما قبلها غير ما بعدها، خصوصاً بما يتعلق بصورة السعودية وقدرتها على حشد المواقف العربية والدولية وراءها، وفي شمال المنطقة حشود تركية إلى شمال شرقي سورية، وسط حديث عن عملية عسكرية وشيكة على مناطق سيطرة الجماعات الكردية المسلحة التي تقودها قسد، مع ترويج تركي لضوء أخضر أميركي حصل عليه الرئيس التركي رجب أردوغان من الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائهما أول من أمس، بينما تحدثت مصادر كردية عن حضور روسي متزايد في المنطقة ضمن إطار الحديث عن تفاهمات تقضي بتسليم المواقع الأميركية للقوات الروسية قبل نهاية العام.

في تطورات الحصار السعودي على لبنان، ثبتت حكومة البحرين وحدها على التموضع الكلي خلف الموقف السعودي، بينما تمايزت الكويت بموقف يدعو لبنان لحل الأزمة مع السعودية على قاعدة أن الكويت حريصة على لبنان وعلى وحدة مجلس التعاون الخليجي في آن واحد، بما يضع المشاركة الكويتية في الخطوة السعودية بعيداً من القناعات الكويتية، بينما حافظت الإمارات على بقاء السفير اللبناني لديها ليصبح استدعاء دبلوماسييها ورعاياها تعبيراً عن القلق على أمنهم كما قالت، وليس قطعاً للعلاقات الدبلوماسية، فيما أكدت عمان استعدادها في أول لقاء لمجلس التعاون الخليجي على مستوى القمة أو وزراء الخارجية، لطرح القضية اللبنانية، والسعي لبلورة حلول مناسبة، بينما انتهى لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأمير قطر الشيخ تميم آل ثاني إلى إعلان الأمير القطري عن إيفاد وزير خارجيته إلى بيروت لبدء مساعي وساطة في الأزمة، وكانت مشاركة الرئيس ميقاتي في قمة المناخ قد تحولت إلى منصة للقاءات عالية المستوى دولياً، بحيث شملت لقاءاته بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومديرة صندوق النقد الدولي ورئيس الاتحاد الأوروبي، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون، ونقلت مصادر سياسية عن لقاءات الرئيس ميقاتي انطباعات إيجابية لجهة التضامن مع لبنان والوعود بالمساعدة على تخطي الأزمة، والالتزام بدعم الحكومة والحفاظ على الاستقرار، كما ورد في المواقف الأميركية والفرنسية المعلنة.

في الشق الداخلي، تراجع الحديث عن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، بعدما كشف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرجان عن أن الأزمة ترتبط بموقع حزب الله من المعادلة اللبنانية، وما وصفه بهيمنة حزب الله على الدولة، بينما شكل رفض الوزير قرداحي للاعتذار أو الاستقالة استجابة للضغوط، سقفاً للموقف السيادي وللتمسك بالكرامة الوطنية، عقد مهمة الذين كانوا يعتقدون بفرصة الضغط عليه للاستقالة، خصوصاً بعدما نقلت مصادر وزارية عنه معادلة للاستقالة تربطها بالتراجع السعودي عن الإجراءات العدائية للبنان.

وأشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى أنه «كان ناشد الوزير قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على أي أمر آخر»، ورأى أن مناشدته «لم تترجم واقعياً».

وقال ميقاتي في تصريح من مدينة غلاسكو في اسكتلندا، حيث يشارك في «مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي (COP26)  الذي بدأ أعماله أمس: «نحن أمام منزلق كبير وإذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا». وأجرى ميقاتي محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقد حرص الرئيس ماكرون على تمديد الاجتماع أكثر من مرة على رغم انشغالاته، معبّراً عن «تمسك فرنسا باستقرار لبنان السياسي والاقتصادي».

وفي هذا الإطار التقى الرئيس ميقاتي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين. وخلال اللقاء أكد أمير قطر أنه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريباً للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة، ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية- الخليجية. كذلك اجتمع رئيس مجلس الوزراء مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في حضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح. وفي خلال اللقاء أكد الرئيس ميقاتي «حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على معالجة أي ثغرة تعتريها بروح الأخوّة والتعاون». وأكد رئيس وزراء الكويت «حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي». وشدد على أن «لبنان قادر بحكمته على معالجة أي مشكلة أو ثغرة وسيجد كل الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية».

كما عقد الرئيس ميقاتي اجتماعاً مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم إسبانيا المستمر للبنان عبر المجموعة الأوروبية.

كذلك اجتمع الرئيس ميقاتي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وبحث معه في دعم الاتحاد الأوروبي للبنان والخطوات الحالية والمتوقعة في هذا الصدد.

وعقد رئيس الحكومة اجتماعاً مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا التي أكدت أن صندوق النقد الدولي «عازم على مساعدة لبنان للنهوض من أزمته الحالية»، واعتبرت أن «خطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكل فرصة يجب إنجاحها من كل المعنيين لأنها باب الحل الوحيد المتاح».

وفي خلال اجتماعه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت الاخيرة «استعداد ألمانيا لدعم لبنان في كل المجالات»، وأعطت توجيهات فورية إلى مستشاريها للنظر في المطالب اللبنانية التي عبّر عنها الرئيس ميقاتي، لا سيما في مجال البنية التحتية ومواكبة مسار المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي وملف النازحين السوريين.

ويرأس ميقاتي الوفد اللبناني إلى المؤتمر والذي يضم وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى، وسيلقي كلمة لبنان اليوم.

وفي بعبدا واصل رئيس الجمهورية ميشال عون اتصالاته لمعالجة تداعيات القرار الذي اتخذته السعودية وعدد من دول الخليج، بسحب سفرائها من لبنان والطلب إلى السفراء اللبنانيين فيها المغادرة، إضافة إلى بعض الإجراءات، وذلك على خلفية الاعتراض على المواقف التي صدرت عن وزير الإعلام جورج قرداحي قبل تعيينه وزيراً في الحكومة. وفي هذا السياق، تشاور عون مع ميقاتي، في الخطوات الواجب اعتمادها لمعالجة هذه التطورات، واطلع منه على نتائج الاتصالات التي أجراها مع عدد من المسؤولين الدوليين المشاركين في القمة، والتي تناولت الموضوع نفسه.

ولفتت مصادر نيابية لـ»البناء» إلى أن الاتصالات المكثفة التي تجري على الخطوط الداخلية الخارجية وكذلك التي يجريها ميقاتي على هامش مشاركته في مؤتمر COP26 لم تتوصل إلى مخرج للأزمة الدبلوماسية بين لبنان والسعودية، مشيرة إلى أن أي قرار سيتخذ سيكون بالتوافق وثانياً بما تقتضيه المصلحة الوطنية والحفاظ على الوحدة الداخلية والسيادة الوطنية». كما أكدت مصادر فريق المقاومة أن حزب الله لا يزال على موقفه الرافض لاستقالة قرداحي كون ذلك سيمس بكرامة وسيادة البلد ولن يؤدي في المقابل إلا إلى مزيد من إذلال اللبنانيين وإهانة المشاعر الوطنية وإخضاع لبنان واللبنانيين إلى الإرادة السعودية التي تتمادى في ضغوطها وشروطها على لبنان وتتخذ منه ساحة للضغط للهروب من هزائمها في أكثر من مكان لا سيما في اليمن. وشددت المصادر على أن أي مس بقرداحي سيهدد بقاء الحكومة ولن يخضع لبنان للإملاءات السعودية.

وليس بعيدا قالت مصادر معنية بالاتصالات لـ»البناء» إن لا استقالة للحكومة، مشيرة إلى دعم تلقاه الرئيس ميقاتي من الرئيس الفرنسي لاستمرار الحكومة، هذا فضلاً عن أن هناك موقفاً غربياً لا يؤيد الإجراءات الخليجية تجاه لبنان، ولفتت المصادر في هذا السياق إلى تمايز في الموقف الأميركي عن السعودي، وهذا ما تظهر خلال دعوة وزارة الخارجية الأميركية المعنيين في الرياض إلى التواصل والحوار مع لبنان الرسمي.

وفي سياق متصل أفيد بأن الوزير قرداحي يرفض الاستقالة انطلاقاً من رفضه أن يكون كبش محرقة وهو لم يتعرّض للمملكة العربية السعودية، وهو أعرب للرئيس ميقاتي عن انزعاجه من تصريحات بعض الوزراء الذين طالبوا باستقالته. وتقول أوساط متابعة إن حزب الله أسوة برئيس تيار المردة يرفض استقالة قرداحي، بخاصة أن الأزمة أبعد بكثير من تصريح، معتبرة أن ما يجري جرى ترتيبه مسبقاً ويأتي بالتوازي مع الحراك السعودي في لبنان مع بعض القوى للانتخابات النيابية.

وبدأت قرارات مقاطعة لبنان خليجياً تدخل حيز التنفيذ. وفي الإطار، أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات الانتهاء من «عملية عودة الدبلوماسيين والإداريين في بعثة الدولة لدى لبنان ومواطني الدولة إلى أرض الوطن، وذلك نظراً للأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة في الجمهورية اللبنانية وتزامناً مع قرارات دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن سحب الدبلوماسيين والإداريين من لبنان ومنع سفر مواطني الدولة إليه».

كما أعلنت شركة  DHLأن «أخذنا تعليمات منذ السبت بوقف البريد من لبنان إلى السعودية». وأشار السفير اللبناني في الكويت هادي هاشم قبيل مغادرته الكويت نحن نعول على حكمة وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر الصباح، وعلى حكمته وبعد نظره ودبلوماسيته لإيجاد المخارج المناسبة لهذه الأزمة العابرة بين لبنان وإخوته في دول الخليج العربي.

وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب دعا السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي. وقال «إن المشكلات بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها إلا بالحوار والتواصل والثقة، ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان والسعودية». وأضاف: «لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشكلات العالقة وليس الإشكال الأخير فقط لكي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة».

وأشار المكتب السياسي لحركة أمل إلى «أن زيارة البطريرك بشارة الراعي للرئيس نبيه بري حملت عنواناً واضحاً لمهمة الالتزام بالنصوص الدستورية والقوانين في ما يتعلق بمسار الملفات القضائية، وهذا ما تبناه البطريرك وعبّر عنه بعد لقائه رئيس الجمهورية وأجهض مباشرةً من المتضررين المعروفين حول موقع الرئاسة». وقال المكتب السياسي في أمل أن «إجراء الانتخابات النيابية بموعدها وتأمين شروط ومستلزمات نجاحها هو شأن وطني عام لا يجوز أن يُقدم أي طرف سياسي، ونتيجة لأزماته الخانقة على افتعال أي مشكل أو إثارة أية شكوك من أجل تطيير الانتخابات وإدخال البلد في آتون ازماتٍ تستعصي يوماً بعد آخر، وكأن لبنان متروك للأقدار التي تضرب بساحته حدثاً بعد آخر من دون أن يرتقي الكثير ممن يتنكبون المسؤوليات إلى تحمل مسؤولياتهم والدفع باتجاه إيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها اللبنانيون جميعاً في مختلف مناطقهم وانتماءاتهم في حياتهم ومعيشتهم».

في الولايات المتحدة أجرى قائد الجيش العماد جوزف عون سلسلة لقاءات تعنى جميعها بمساعدة الولايات المتحدة للجيش اللبناني وعسكرييه. سيكون للعماد عون لقاءات مع قائد منطقة القيادة الوسطى وعدد من النواب وأعضاء ​مجلس الشيوخ وأعضاء مراكز الدراسات الاستراتيجية من أصل لبناني ومجموعة الدعم الأميركية للبنان، إضافةً إلى لقاءات أخرى في وزارة الخارجية.

وأعلن وزير الطاقة والمياه وليد فياض أن «لبنان وصل إلى المرحلة النهائية لتنفيذ مشروع توريد الكهرباء والغاز من مصر والأردن للبنان، عن طريق سورية».

وأكد، في حوار خاص مع «سبوتنيك»، أن الإدارة الأميركية أعطت رسائل طمأنة للجانبين المصري والأردني بأن العقود التجارية لتوريد الغاز والكهرباء للبنان لا تشوبها أي أزمة، ولن تتأثر بقانون «قيصر» للعقوبات الأميركية الموقع على سورية.

***********************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

لبنان يرفض الابتزاز والسعودية تهدد بعقوبات اقتصادية | ميقاتي للغرب: غطّوني أو أستقيل

يعرف الرئيس نجيب ميقاتي قواعد اللعبة. السعودية لم تختَره رئيساً للحكومة. وهي أساساً غير مهتمة بالتواصل معه. ويعرف أيضاً أنه جاء إلى رئاسة الحكومة بغطاء أميركي وفرنسي. لذلك، يتصرف عملياً على أساس أن باريس أولاً، ثم واشنطن وربما آخرون، هم من يقررون مصير حكومته. لذلك عمد فور اندلاع «الغضب السعودي» من تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، إلى التواصل مع الفرنسيين والأميركيين طالباً المشورة والعون. وأول ما سمعه: لا تستقل، دعنا نحاول التوسط، لكن فَكّر في خطوة تساعدنا! ومع تعثر المحاولات في لبنان، توجه ميقاتي إلى بريطانيا للمشاركة في قمة المناخ، حيث يتوقع أن يلتقي هناك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويجري اتصالات للاجتماع بمسؤولين أميركيين، وفي جيبه ورقة من خيارين: إما توفير تغطية دولية لحكومتي أو الاستقالة!

الوساطة مع الغرب بدأت بتواصل وزير الخارجية عبدالله بو حبيب مساء الجمعة مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشرق الأوسط فيكتوريا نولاند التي أبلغته استعداد بلادها للتوسط شرط تقديم لبنان تنازلاً كاستقالة قرداحي. ثم عاد رئيس الحكومة واتصل بالمسؤولة الأميركية التي أعادت على مسمعه ما أبلغته لوزير الخارجية، ولم تجبه على طلبه بترتيب لقاء له مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على هامش قمة المناخ في اسكتلندا. وقد كان ميقاتي صريحاً في إبلاغ المسؤولة الأميركية بأنه غير قادر على إجبار قرداحي على الاستقالة، وأن استقالته ستفتح الباب على تعقيدات قد تقود إلى استقالة وزراء حزب الله وربما وزراء حركة أمل ما سيطيح بالحكومة. فانتهى الاتصال بنصيحة من نولاند لميقاتي بـ«الاستعانة بصديق»، هو البطريرك الماروني بشارة الراعي، علّ الأخير يقنع قرداحي أو فرنجية اللذين دعاهما إلى زيارته.
 

استجاب البطريرك وأبدى حماسة للتدخل لمعالجة الأمر، على رغم كلام قيل له بأن لا مصلحة لبكركي بذلك، خصوصاً بعد تدخله لمعالجة ذيول كمين الطيونة. لكنه اعتبر أن الموضوع السعودي حساس وهو الذي تربطه بالرياض علاقة وثيقة. لذلك، طلب من فرنجية زيارته برفقة الوزير قرداحي. لكن فرنجية قرر التوجه بمفرده، وكان شديد الوضوح في القول للبطريرك بأن ما يجري ليس سوى عملية إذلال وابتزاز لن يقبل الوقوع تحتها مهما حصل. وهو لا يرى موجباً لاستقالة وزير أدلى بموقف قبل توليه منصبه، ويعبّر عن موقف سياسي مثل أي شخص في العالم. وأبلغه بأنه شخصياً لن يطلب من قرداحي الاستقالة. ولفت فرنجية انتباهَ الراعي إلى أن هذه الطريقة في التعامل لا تعكس احتراماً للبنان، وأنه لا يجوز للبنانيين الوقوع تحت ضغط هذا النوع من الابتزاز. في وقت لاحق، زار قرداحي الراعي الذي حثّه على الاستقالة مع تعمّد تسريب الطلب، فأعاد وزير الإعلام شرح موقفه، وقال إنه مستعد لأي خطوة ضمن سياق عام، لكن العلاج لا يتم على هذا النحو.

أعطت الرياض «مهلة غير مفتوحة لمعالجة الوضع» لا تتعدى يومين

وكان فرنجية قد تشاور مع حلفائه، وسمع كلاماً واضحاً من قيادة حزب الله بأنه لا يحبذ تقديم قرداحي استقالته من الحكومة. وقال مرجع سياسي إن ميقاتي لم يهدد بإقالة وزير الإعلام لأنه تبلغ أنه في حال لم يكن موافقاً على معالجة مختلفة، فليستقل هو من الحكومة إذا وجد نفسه غير قادر على الاستمرار في مهمته أو لم يكن قادراً على تحمل الضغوط السعودية.
ميقاتي أجرى أيضاً مشاورات مع الرئيس نبيه بري الذي ينسق مع قيادة حزب الله ورئيس تيار المردة. وفهم رئيس الحكومة أن الثنائي الشيعي لا يمانع أي حل، ولكن ليس من زاوية الخضوع للابتزاز السعودي. بينما سارع فرنجية إلى إبلاغ الرئيس ميقاتي بأنه في حال إقالة أو استقالة قرداحي فهو لن يعيّن بديلاً عنه، وهو ما عدّه ميقاتي موقفاً عالي السقف. في هذه الأثناء، تبين أن كل ما فعله الأميركيون هو الطلب من الكويت تجميد قرارها سحب سفيرها بانتظار نتائج لقاء الراعي مع فرنجية. وبعد إعلان الأخير موقفه صدر القرار الكويتي بسحب السفير.
عدم الإقالة أو الاستقالة زاد من غضب السعودية التي بقيت مصرّة على موقفها، وزاد من هذا الغضب تسمية حكومة صنعاء شارعاً في العاصمة اليمنية باسم قرداحي، ورفع صور له. لذلك، أعطت الرياض، بحسب مصادر، «مهلة غير مفتوحة لمعالجة الوضع» لا تتعدى يومين، قبل اتخاذ قرار قطع العلاقات مع لبنان وسحب السفراء. فيما فُهم أن إقالة قرداحي أو استقالته تعيد العلاقة إلى مرحلة ما قبل كلامه، أي أن الرياض باقية على موقفها من الحكومة وعدم تقديم أي مساعدة للبنان. والإقالة أو الاستقالة تعني فقط وقف الإجراءات الديبلوماسية الأخيرة وعدم قطع العلاقات. وبحسب المصادر فإن الرياض، في وجه رفض الاستقالة، بدأت بوضوح «إجراءات الطلاق» مع الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها، وهي تنوي رفع مستوى الحصار من خلال فرض عقوبات على كيانات وشخصيات لبنانية بتهمة العمل ضد مصالحها أو دعم الإرهاب في الجزيرة العربية. وستقفل الأبواب أمام أي نوع من الدعم للبنان. وذهبت مصادر معنيّة إلى أن السعودية قد تطلب من القوى الحليفة لها في لبنان، أو تلك التي تمون عليها، مثل القوات اللبنانية وتيار المستقبل، الاستقالة من المجلس النيابي وتعطيل المجلس لا الحكومة حصراً.
حلفاء السعودية في لبنان يراهنون على موقف ما من رئيس الجمهورية ميشال عون ومن الرئيس ميقاتي. يلفت هؤلاء إلى أن الأول سبق أن تخلى عن وزير الخارجية شربل وهبه ولا يمكن أن يتحمل في نهاية عهده قطع العلاقات الخليجية مع لبنان، وأن للنائب جبران باسيل مصلحة بتسجيل موقف مراع للسعودية في وجه فرنجية. أما ميقاتي فلن يكون قادراً على الاستمرار في حكومة في وجه السعودية بعدما كان يراهن على أن تكون حكومته حكومة انفتاح عليها.


مشاركة الوزير خليل في خلية الأزمة تمت من دون موافقة الثنائي الشيعي

رغم ذلك، أبلغ رئيس الحكومة وزراء بارزين وجهات سياسية وسفراء أجانب أنه لا ينوي الاستقالة، وسيسعى خلال مشاركته في قمة المناخ إلى إجراء الاتصالات الهادفة إلى فتح حوار مع السعودية. وبعد تشكيل خلية الأزمة التي ضمت كالعادة وزراء يمثلون جميع الطوائف في الحكومة، علماً أن مشاركة الوزير يوسف خليل تمت من دون موافقة الثنائي الشيعي، وعقد الاجتماع في مكتب وزير الخارجية، ليصار بعدها إلى دعوة نائب السفيرة الأميركية، ريتشارد مايكلز، للمشاركة في الاجتماع (لم يستنكر أحد حضور مسؤول أميركي اجتماعاً رسمياً لبنانياً). وبدا الموقف الأميركي أكثر استياء مما ظهر علناً. وخلافاً لما أشيع، لم يتحدث الديبلوماسي الأميركي عن شروط سعودية في ما خص الموقوفين في ملف تهريب المخدرات أو أي ملفات عالقة بين لبنان والسعودية، بل ركّز على أن مدخل الحل يكون باستقالة قرداحي. وفهم أن هناك خلافاً داخل خلية الأزمة على كيفية مقاربة الأزمة: بين من يُريد الاعتذار للسعودية واستقالة قرداحي، ومن يطلب ربط الاستقالة – إذا كان لا بُدّ منها – بمقابل يحصل عليه لبنان. «فما جرى لا يتعلّق فقط بكلام قرداحي، والدليل على ذلك بيان السعودية التي اشتكت مثلاً من عدم تنفيذ لبنان لوثيقة التعاون القضائي الدولية، علماً أنّ لبنان لم يوقّع عليها أصلاً. كما اشتكت من عدم التعاون في مكافحة تهريب المخدرات، علماً أنّ وزير الداخلية الأسبق محمد فهمي قدّم لهم تقريراً عن كل مراحل التعاون». كذلك يسود أجواء الخارجية امتعاض من تصريح السفير اللبناني لدى السعودية فوزي كبارة الذي تحدّث عن إمكانية عودة العلاقات إلى طبيعتها «في حال نفّذ لبنان ما هو مطلوب منه»، فبدا كأنّه متحدّث باسم السعودية وليس لبنان، وتحدّث خلافاً لموقف الدولة الرسمي.
مع ذلك فإن ميقاتي لا يزال يعوّل على لقاء يعقده مع وزير الخارجية الأميركي على هامش قمة المناخ المقررة في غلاسكو، من أجل تحصين حكومته في وجه رد الفعل السعودي. لكنه أُبلغ ظهر أمس، من قبِل الأميركيين، أن لا لقاء مع بلينكن، ما اعتبره أول رسالة سلبية أميركية. فعاد ليتصل بالفرنسيين الذين يقولون إنهم رتبوا اجتماعاً له مع ماكرون. ويفترض بالأخير إجراء الاتصالات لترتيب لقاءات لميقاتي مع مسؤولين أميركيين. ويشيع ميقاتي في أوساطه أنه لا يرى داعياً لبقاء الحكومة في حالة كانت تحت حصار عربي وغربي وغير قادرة على القيام بأي إصلاحات. علماً أنه يعرف أن سبب الحرص الغربي على بقاء الحكومة يتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة التي يتوقع الغرب أن يحقق حلفاؤه فوزاً كبيراً فيها.
إلى ذلك، تبيّن أن استقالة قرداحي كانت عنواناً لنقاش موسع حول ما تقوم به السعودية في لبنان، وأن في لبنان قوى بارزة لن تقبل مقايضة استقالة وزير بعودة السفير وليد البخاري إلى بيروت، وأن الأخير بات شخصاً غير مرغوب به من قبل غالبية الشعب اللبناني، وهو محل تندّر جميع من يلتقونه، لا سيما حلفائه من الإعلاميين والسياسيين. كما أن تقارير وزارة الخارجية السعودية تصف جهده في لبنان بأنه «غير ذي جدوى».


فشل في الحوار مع إيران حول حزب الله
السعودية: المسألة تتجاوز قرداحي
علمت «الأخبار» من مصادر واسعة الاطلاع أن قرار السعودية قطع العلاقات مع لبنان متخذ منذ أسابيع، وأن التوقيت لم يكن يحتاج سوى إلى ذريعة تم استخراجها من تصريح لوزير الإعلام جورج قرداحي أدلى به قبل تأليف الحكومة بوقت طويل. لكن الأمر بالنسبة للسعوديين احتاج إلى هذه الذريعة نتيجة رفض الولايات المتحدة وفرنسا ودول خليجية قرار محاصرة لبنان وإخضاعه لعقوبات واسعة.
وذكرت المصادر أن الجانب السعودي أبلغ جهات دولية وعربية أن مشكلته تنطلق من الدور «العملاني والكبير» الذي يقوم به حزب الله في اليمن، وأن الرياض في حال إحباط نتيجة رفض الجانب الإيراني التجاوب مع طلبها التدخل لدى الحوثيين للقبول بوقف لإطلاق النار، ثم زاد الإحباط عندما طرح السعوديون مسألة «خبراء حزب الله في اليمن» وجاءهم الجواب الإيراني: اذهبوا إلى بيروت وابحثوا الأمر هناك!
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أعلن صراحة في مقابلة مع شبكة «سي أن بي سي» الأميركية، بأن سبب الوضع الحالي بين السعودية ولبنان «أوسع من مجرّد تعليقات وزير واحد»، وأن المشكلة هي في «واقع أن المشهد السياسي في لبنان لا يزال يُهيمن عليه حزب الله». ورفض أن يُسمّي ما يجري حالياً بين البلدين بـ«الأزمة»، معلناً أن السعودية تعتقد أن التعامل مع لبنان في هذه المرحلة «غير مثمر أو مفيد» بالنسبة لها، وليس من مصلحتها.
الوزير السعودي كرّر موقفه في حديث إلى وكالة «رويترز» بالقول: «القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي… المهم أن تُصيغ الحكومة في لبنان، أو المؤسسة اللبنانية، مساراً للمُضي قدماً بما يحرّر لبنان من الهيكل السياسي الحالي، الذي يُعزّز هيمنة حزب الله».

ميقاتي: اللهم إني قد بلّغت
في مجموعة «واتساب» التي تضم وزراء الحكومة، وصلت رسالة مساء أمس من الرئيس نجيب ميقاتي كتب فيها: «أعزائي جميعًا، الله وحده يعلم مدى سعادتي بهذه المجموعة المميزة، ويزداد سروري بجديتكم بالعمل والمثابرة من أجل انجاح مسيرتنا. ولا أخفي عليكم انني كنت ناشدت سابقًا معالي الوزير قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على اي أمر آخر، ولكن هذا لم يُترجم واقعياً، وعليه نحن أمام منزلق كبير. واذا لم نتدارك حل هذه الازمة سريعًا، نكون وقعنا في ما لا يريده احد منا. اللهم اشهد إني قد بلغت…».

***************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

ميقاتي يسابق تداعيات العاصفة بحكومة مشلولة

وسط مخاوف من تجاوز إجراءات القطيعة الخليجية للبنان، الأطر الديبلوماسية الى إجراءات اقتصادية أشدّ صرامة، تسربت معلومات عن بعضها أمس، كانت الخشية الموازية ان تكون اللقاءات الكثيفة التي شرع فيها ويستكملها اليوم رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي في غلاسكو في اسكوتلندا مع عدد من الزعماء العرب والغربيين قد جاءت متأخرة عن احتواء تداعيات العاصفة المتدحرجة. ولكن ذلك لا يقلل أهمية المحاولة الحثيثة التي يبذلها ميقاتي سعياً الى وقف العاصفة أولا، ومن ثم احتواء ما أمكن من تداعياتها ووضع إطار للمعالجة إذا نجحت بعض الوساطات ولا سيما منها الفرنسية والأميركية والقطرية والمصرية في الدخول إيجابا على خط الاحتواء. ذلك ان الأجواء التي أحاطت بلقاءات ميقاتي لم تسفر بعد عن أي معطى ملموس من شأنه ان يفرمل تداعيات العاصفة الخليجية خصوصا بعدما لمح ميقاتي نفسه صباح أمس وقبل وصوله الى غلاسكو الى خشيته من “منزلق كبير” ما لم يستقل وزير الاعلام جورج قرداحي على الأقل.


 
 

وعلمت “النهار” ان معظم الدول التي توسطها لبنان لمعالجة الازمة مع المملكة العربية السعودية، لاسيما الامارات وقطر والكويت، اكدت ان اي معالجة يجب ان تبدأ اولاً باستقالة قرداحي، ليبدأ بعدها اي كلام في المعالجة. وعلم ايضاً ان سلطنة عمان اكدت وقوفها الى جانب لبنان واستعدادها للمساعدة. كذلك قطر ستبدأ بمسعى وسيزور وزير خارجيتها لبنان قريباً للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في ما يمكن ان تقوم به لتطويق الازمة ومعالجتها. وحتى الآن، فان الرهان على ان تؤدي الاتصالات الى فرملة الاجراءات التي تتخذ من المملكة وبعض دول الخليج ضد لبنان.


 
 

وعلم أن لا الولايات المتحدة ولا فرنسا شجعتا على استقالة الحكومة، بل كان هناك اصرار على استمرارها، والارجح ان هذا الحزم نابع من خشية دخول البلد في فراغ على مستوى السلطة التنفيذية ما يهدد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والانتخابات النيابية، وامكان تشكيل حكومة جديدة.


 
 

ولكن مصادر وزارية في الثامن من اذار، شددت على ان لا اقالة للوزير قرداحي ولا استقالة للحكومة ولا لرئيسها. واعتبرت مصادر رسمية ان مطلب الاقالة غير قابل للتطبيق في غياب اجتماعات الحكومة وفي ظل تهديد الوزراء الشيعة بالاستقالة في حال استقالة قرداحي. لذلك كان التمني عليه بان يبادر من نفسه للاستقالة الا انه يصر حتى الان على عدم المضي بها رغم كلام بدا يتسرب عن امكان البحث بها مجددا بعد عودة الرئيس ميقاتي. وبخلاف ذلك، فان الحكومة مستمرة الا انها ستبقى مشلولة حتى اشعار آخر.


 
 

في المقابل تتدحرج تصاعدياً الإجراءات التي اتخذتها الدول الخليجية الأربع المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وتبلغ حدود التلويح بوقف الرحلات الجوية مع لبنان ووقف التحويلات المالية منه واليه.

وعلى ضعف الرهانات، وفي انتظار ما قد تحمله في الساعات المقبلة بعد اللقاءات البارزة التي اجراها ميقاتي في غلاسكو، راوحت الازمة اللبنانية – الخليجية على مزيد من السلبيات وسط رهان على لقاء ميقاتي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كما على لقاء يجمع ميقاتي بوزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن. وبدا ميقاتي قبل هذه اللقاءات متشائما حيال مسار الازمة اذ كتب لمجموعة من الوزراء إنه كان ناشد وزير الاعلام جورج قرداحي بأن “يغلّب حسه الوطني على أي أمر آخر”، ورأى أن مناشدته “لم تترجم واقعياً” وصارحهم بقوله “نحن أمام منزلق كبير وإذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا”.


 
 

وفي هذا الإطار التقى الرئيس ميقاتي امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي ابلغه انه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت قريبا “للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة ولا سيما معالجة الازمة اللبنانية- الخليجية”. كذلك اجتمع رئيس الوزراء مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح واكد له “حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على معالجة اي ثغرة تعتريها بروح الاخوّة والتعاون”. ونقل عن رئيس وزراء الكويت “حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي”. وشدد على ان “لبنان قادر بحكمته على معالجة اي مشكلة او ثغرة وسيجد كل الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية”.

 

 

مع ماكرون وميركل

 

ومساء أجري رئيس الوزراء محادثات مع الرئيس ماكرون الذي، وفق ما افاد المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي، حرص على تمديد الاجتماع أكثر من مرة رغم انشغالاته، معبّرا عن” تمسك فرنسا باستقرار لبنان السياسي والاقتصادي”. كما اجتمع ميقاتي مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي اكدت “استعداد المانيا لدعم لبنان في كل المجالات”، واعطت توجيهات فورية الى مستشاريها للنظر في المطالب اللبنانية التي عبّر عنها الرئيس ميقاتي لا سيما في مجال البنية التحتية ومواكبة مسار المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي وملف النازحين السوريين. واكدت “حرص المانيا على دعم استقرار لبنان واستعادة عافيته”، واشادت ” بحكمة الرئيس ميقاتي في التعامل مع التحديات السياسية الداخلية والخارجية”.

 

 

قرارات المقاطعة

 

ولكن قرارات مقاطعة لبنان خليجيا بدأت تدخل حيز التنفيذ. وافيد ان البعثة الديبلوماسية الإماراتيّة غادرت بكامل أعضائها الأراضي اللبنانيّة مساء الأحد. وأصدرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات بيانا أعلنت فيه “الانتهاء من عملية عودة الديبلوماسيين والإداريين في بعثة الدولة لدى لبنان ومواطني الدولة الى ارض الوطن وذلك نظرا للأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة في الجمهورية اللبنانية وتزامنا مع قرارات دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن سحب الديبلوماسيين والإداريين من لبنان ومنع سفر مواطني الدولة اليه “.

 

كما اعلنت شركة “DHL” انها تلقت تعليمات منذ السبت بوقف البريد من لبنان إلى السعودية. وتحدثت معلومات عن اتجاهات الى وقف الرحلات الجوية بين كل من دبي وابوظبي وبيروت حتى اشعار اخر ولكن السلطات المعنية في مطار رفيق الحريري الدولي لم تتبلغ أي اشعار بذلك.

 

 

حوار؟

 

وفي الإطار الديبلوماسي نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب انه دعا السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات قرداحي. وقال “إن المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها الا بالحوار والتواصل والثقة ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان والسعودية”. وأضاف: “لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة وليس الإشكال الأخير فقط لكي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة”.

 

وتعقيبا على تصريح بو حبيب قال الرئيس ميشال سليمان: “دعوة المملكة العربية السعودية للحوار امر جيد وممتاز، لكن ماذا عن الحوار مع أطراف الداخل وفي مقدمهم حزب الله وحلفاؤه عن الحياد والسلاح والسياسة الخارجية والعلاقة مع الدول العربية وسيادة الدولة؟”. وختم: “ان تأتي متأخراً خير من ألا تأتي ابدا”.

 

 

موقوفو عين الرمانة

 

في سياق آخر وعلى خط حوادث الطيونة – عين الرمانة، نفّذ أهالي موقوفي عين الرمانة وجمع من المواطنين وقفةً تضامنيّةً أمام المحكمة العسكرية في المتحف، مطالبين بـ”إخلاء سبيل أبناء عين الرمانة الّذين دافعوا عن منطقتهم”. وأعلن محامي الموقوفين أنطوان سعد: “لا نريد ان تكون عين الرمانة مكسر عصا. المنطقة مر عليها العديد من الاحتلالات لكنها بقيت ولدينا ملء الثقة بالقاضي فادي صوان وكل من يقايض على دماء الشهداء والمعتقلين انما هو يقايض على لبنان”. وخلال الوقفة أكّد الأهالي أنّهم “لم يروا أبناءهم المحتجزين منذ أسبوعين، فيما يُعاني البعض منهم من مشكلات صحيّة تحتاج إلى تدخلّ جراحي”. وطالبوا بإطلاق سراح أبناء عين الرمانة “الذين لم يقترفوا أيّ خطأ، سوى الدفاع عن منطقتهم”. كما ناشدوا القاضي فادي صوان، بإجراء تحقيقات عادلة نزيهة وشفافة. ولاحقا نُظمت مسيرة رمزية تحت شعار “لا سلاح إلا سلاح الشرعية”. وقال القيادي فؤاد أبو ناضر “بادرنا الى ترميم المنازل في فرن الشباك وعين الرمانة بعد أحداث الطيونة وحتى اليوم أهالي الموقوفين لم يتمكنوا من رؤية ذويهم، ونطالب بإنهاء التحقيقات بأسرع وقت وتوقيف مَن كان يقوم بالعراضة العسكرية وبالسلاح الثقيل”.

 

**************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

لقاءات “غلاسكو”: “طبطبة” على ظهر الحكومة

8 آذار تُفاوض “على رأس” قرداحي: ما الثمن؟ 

بين خبث وسذاجة وقلّة مسؤولية، تتفاوت مواقف أفرقاء السلطة في بيروت إزاء سبل معالجة الأزمة المستفحلة مع الخليج العربي، بينما كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في غلاسكو يسخّر كل لقاءاته وجهوده على هامش قمة المناخ لمحاولة تشكيل “لوبي” عربي – دولي يعينه على تطويق أزمة “الاحتباس الحراري” المحتدمة مع المملكة العربية السعودية ويجنّبه تجرع كأس الاستقالة المرّة مرّةً ثانية في مسيرته الحكومية.

 

وفي الداخل، تشكل “لوبي” مضاد رافض للتجاوب مع المساعي التي يبذلها ميقاتي لتبريد نار الأزمة تحت الأرضية الحكومية، حيث يتقاطع العهد مع “حزب الله” عند ضرورة عدم تقديم تنازلات “مجانية” للسعودية من قبيل الإطاحة بوزير الإعلام جورج قرداحي. إذ نقلت مصادر واسعة الاطلاع معلومات تفيد بأنّ “قوى 8 آذار لا توصد الباب نهائياً أمام إمكانية استقالة قرداحي في سبيل الإبقاء على الحكومة بعدما لمست جدية في عزم رئيسها على الاستقالة في حال بقي التعنت سيّد الموقف”، كاشفةً أنّ “الجهات السياسية المعنية بالتفاوض “على رأس” قرداحي بدت خلال الساعات الأخيرة منفتحة على خيار استقالته لكنها لا تزال تحجم عن تقديم هذه الورقة من دون مقابل، ليتركز البحث تالياً حول “الثمن” الذي يمكن تحصيله على طاولة الحوار مع السعودية لقاء المضي قدماً بهذا الخيار”.


 
 

ومن “أوراق القوة” التي يلوّح بها العهد العوني و”حزب الله”، استمرار الدعم الأميركي للتركيبة الحكومية القائمة، وهو ما تباهت به صراحةً قناة “المنار” مساءً بإشارتها إلى أنّ “الحكومة محمية بقرار أميركي – فرنسي”، بالتوازي مع تعميم موقع “التيار الوطني الحر” معلومات منقولة عن “مصادر سياسية رفيعة” تؤكد أنّ “الجانب الأميركي غير راضٍ عن الخطوات (السعودية والخليجية) المتخذة بحق لبنان”، على اعتبار أنّ “الأميركيين يبدون خشيتهم من أي فوضى في لبنان” لما لهذا الأمر من تأثير “على الاستحقاق الانتخابي وملف ترسيم الحدود” مع إسرائيل.

 

وبالعودة إلى لقاءات غلاسكو، فلم تسفر وفق مصادر مواكبة سوى عن مجرد “طبطبة” عربية ودولية على ظهر الحكومة، من دون أن يكون لها “أي أثر مباشر باتجاه حلحلة الأزمة اللبنانية مع السعودية ودول الخليج العربي”. فباستثناء الوساطة القطرية التي وعد بها الأمير تميم بن حمد آل ثاني رئيس الحكومة، مؤكداً أنه سيوفد وزير خارجيته محمد بن عبد الرحمن إلى بيروت قريباً “للبحث في السُبل الكفيلة بدعم لبنان ومعالجة الأزمة اللبنانية – الخليجية”، لم يرشح عن لقاءات ميقاتي مع سائر القادة الدوليين والعرب “أي وعود أو تطمينات عملية تشي بإمكانية إحراز أي نتائج إيجابية على مستوى محاولة فتح كوة في جدار الأزمة السعودية مع لبنان”، كما نقلت المصادر، مشيرةً إلى أنه “حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يجد ما يعد به ميقاتي بهذا المعنى، مكتفياً بإعادة التأكيد على حرص فرنسا وتمسكها بكل ما يؤدي إلى تحصين الاستقرار في لبنان ومنع انهياره الكامل”.


 
 

وفي الغضون، ينعكس التخبط الحكومي في معالجة تداعيات موقف قرداحي المؤيد للحوثيين في مواجهة السعودية والإمارات، مزيداً من التأزم في العلاقات الاقتصادية بين لبنان والسعودية. فبعد وقف الاستيراد على أنواعه من لبنان، اتخذت السعودية قراراً بإيقاف العمل مع شركات الشحن الجوي والبحري على خط بيروت ووقف الطرود بين لبنان والمملكة.

 

وبينما سرت في الساعات الأخيرة شائعات عن منع السعودية التحويلات المالية إلى لبنان وفرضها رسماً مادياً محدداً على المقيمين الراغبين بزيارته، سارعت مصادر شركات تحويل الأموال إلى نفي تبلّغها أي قرار عن تعليق التحاويل الواردة من دول الخليج عموماً والسعودية خصوصاً باتجاه لبنان، مؤكدة أن “خدمة التحاويل ما زالت سارية بشكل طبيعي وكالمعتاد حتى الساعة”. غير أنّ مصادر متابعة لم تستبعد أن تتخذ الإجراءات الخليجية منحى تصاعدياً في المرحلة المقبلة في حال عدم مبادرة الجانب اللبناني باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة هادفة إلى حلحلة الأزمة، وسط مخاوف تتصل تحديداً بإمكانية تعليق الرحلات الجوية التجارية من لبنان وإليه، فضلاً عن خطر تعليق التحويلات المالية من الدول الخليجية إلى البلد بذريعة وقوعه تحت هيمنة “حزب الله” المصنف عربياً ودولياً “منظمة إرهابية”. وفي هذا الشأن، تؤكد مصادر اقتصادية أنّ “التحويلات المالية للبنانيين المقيمين في دول الخليج العربي تقدر بحوالى 4.2 مليارات دولار سنوياً، وفي حال توقفها فإنّ لبنان سيخسر شهرياً تحويلات بما لا يقل عن 233 مليون دولار تتأتى عبر التحويلات المصرفية وشركات تحويل الاموال فضلاً عما ينقل من أموال نقداً مع القادمين من هذه الدول”، محذرةً من أنّ انقطاع هذه الأموال عن البلد سيدفع بسعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى “كسر أرقام قياسية دراماتيكية لا يمكن توقع أي سقف لها”.

 

 

**************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

ميقاتي يبحث في اسكوتلندا عن حلول لأزمة لبنان مع دول الخليج

التقى ماكرون والسيسي وميركل وأمير قطر ورئيس وزراء الكويت


 
 

تجمد في لبنان، الحراك السياسي الرامي إلى معالجة الأزمة الناشبة مع دول الخليج، بعد التصريحات المسيئة التي أطلقها وزير الإعلام جورج قرداحي، فيما حاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي البحث عن الحلول في لقاءات مع مسؤولين عرب وأجانب أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمصري عبد الفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال مشاركته في مؤتمر التغير المناخي في أسكوتلندا.

وفي اليوم الأول لمشاركته في المؤتمر أجرى ميقاتي سلسلة اجتماعات ولقاءات عربية ودولية، تناولت الوضع في لبنان وسبل دعمه للخروج من الأزمة التي يمر بها، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه. والتقى ميقاتي أيضاً أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ونقل مكتب ميقاتي عنه أنه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريباً للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية – الخليجية.

كذلك اجتمع رئيس الحكومة مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في حضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، وأكد خلال اللقاء «حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على معالجة أي ثغرة تعتريها بروح الأخوة والتعاون».

ونقل بيان لمكتب ميقاتي عن رئيس وزراء الكويت «حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي». وشدد على أن «لبنان قادر بحكمته على معالجة أي مشكلة أو ثغرة وسيجد كل الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية».

وكان له اجتماع مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي بحث معه في دعم الاتحاد الأوروبي للبنان والخطوات الحالية والمتوقعة في هذا الصدد، وعقد اجتماعاً مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا شارك فيه وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى.

وخلال الاجتماع أكدت جورجييفا أن «صندوق النقد الدولي» عازم على مساعدة لبنان للنهوض من أزمته الحالية، واعتبرت أن «خطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكل فرصة يجب إنجاحها من كل المعنيين لأنها باب الحل الوحيد المتاح».

 

**************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

“الجمهورية”: الوساطات لا تفتح أبواب الخليج.. ميقاتي يحذّر من منزلق.. ووزراء يتوقعون استقالات

المشهد الداخلي في ذروة القلق والإرباك على كلّ المستويات، ويبدو انّ الطاقم السياسي قد وصل الى طريق مسدود متخبّطاً بعجزه عن تجاوز او مواجهة الضغوط الهائلة التي تطوّق لبنان من كلّ الجهات الداخلية والخارجية.

 

هذا المشهد، الذي فاقمته الأزمة المستجدّة بين لبنان والسعوديّة وبعض دول الخليج، يفتح باب الإحتمالات السلبيّة على مصراعيه، وخصوصاً في ظلّ الحديث المتزايد عن سيناريوهات وإجراءات خليجية متتالية وأكثر قساوة على لبنان تتجاوز سحب السفراء الى ما هو أبعد وأخطر. مع الإشارة الى انّ قرارات مقاطعة لبنان خليجياً قد دخلت حيّز التنفيذ بدءًا من مغادرة الديبلوماسيين في السفارة السعودية، وكذلك السفارة الإماراتية، حيث أكّدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية الانتهاء من «عملية عودة الديبلوماسيين والإداريين في بعثة الدولة لدى لبنان ومواطني الدولة إلى أرض الوطن، وذلك نظراً للأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة في الجمهورية اللبنانية وتزامناً مع قرارات دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن سحب الديبلوماسيين والإداريين من لبنان ومنع سفر مواطني الدولة إليه».

وقال وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي سعادة خالد عبدالله بالهول، إنّ «من منطلق حرص دولة الإمارات الدائم على سلامة مواطنيها المتواجدين في الخارج، قامت الوزارة بالتواصل مع المواطنين المتواجدين في لبنان لتنسيق عودتهم إلى دولة الإمارات»، مؤكّداً أنّه «تمّت متابعة الحالات كافة حتى وصولها إلى أرض الوطن بسلام».

 

وفي السياق، أُفيد امس بأنّ لبنان تبلّغ من شركة «DHL» انّها تلقّت تعليمات منذ السبت الماضي بوقف البريد من لبنان إلى السعودية». فيما برز في هذا السياق، موقف ايراني عكسه المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، حيث قال في تصريح امس: «إنّ السعودية تدرك جيدًا أنّ سياسة الضغوط على لبنان غير مجدية»، نافياً ان يكون الملف اللبناني قد طُرح بين الجانبين السعودي والايراني بقوله: «إننا لا نطرح ملف أصدقائنا مع طرف ثالث، وحوارنا مع السعودية يتناول ملفات ثنائية».

 

مشاورات ميقاتي

 

وفيما شكّلت مشاركة الرئيس نجيب ميقاتي في «مؤتمر الامم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغيّر المناخي (COP26) في مدينة غلاسكو في اسكتلندا، فرصة لإجراء مشاورات مع مسؤولين عربا ودوليين لاحتواء الأزمة المستجدة، قالت مصادر مواكبة لهذه المشاورات، انّ ميقاتي تلقّى جرعة دعم جدّية للحكومة وحثها على معالجة الأزمات الداخلية وفي مقدّمها الأزمة الاخيرة مع دول الخليج.

 

وشملت لقاءات ميقاتي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث جرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين. وأبلغ الشيخ تميم الى الرئيس ميقاتي انّه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت قريباً للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة، ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية – الخليجية.

 

كذلك اجتمع ميقاتي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في حضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح. واكّد ميقاتي خلال اللقاء «حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي، والعمل على معالجة أي ثغرة تعتريها بروح الاخوّة والتعاون». فيما اكّد رئيس الحكومة الكويتية «حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي». وشدّد على» انّ لبنان قادر بحكمته على معالجة اي مشكلة او ثغرة، وسيجد كل الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية».

 

كما عقد الرئيس ميقاتي اجتماعاً مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز ورئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، التي اكّدت أنّ «صندوق النقد الدولي عازم على مساعدة لبنان للنهوض من أزمته الحالية»، واعتبرت انّ «خطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكّل فرصة يجب إنجاحها من كل المعنيين، لانّها باب الحل الوحيد المتاح».

 

السعودية لن تغفر

 

في هذا الوقت، تسعى وزارة الخارجية اللبنانية الى اجراء حوار مع السعودية لحلّ الازمة الديبلوماسية معها، وقال الوزير عبدالله بو حبيب («فرانس برس») «إنّ المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلّها الّا بالحوار والتواصل والثقة، ولكن ليس بإرادة الفرض، وهذا يسري على لبنان والسعودية».

 

الّا انّ الموقف السعودي في موازاة ذلك، على تصلّبه الشديد، مع تأكيد المسؤولين السعوديين على «السبب الأساسي لهذه المسألة والذي يتبدّى في دور «حزب الله» وهيمنته على القرار في لبنان».

 

وفي هذا السياق، أبلغت مصادر مطلعة على الموقف السعودي الى «الجمهورية» قولها، انّ فترة السماح التي سبق ومنحتها السعودية الى لبنان قد انتهت، فثمة استسلام كلي لـ»حزب الله» وتغطية كاملة لهيمنته على الدولة وقرارها خدمة لأجندة ايرانية»، لافتة الانتباه الى انّ المطلوب سعودياً هو كبح جماح هذا الحزب وردعه بخطوات ومواقف جادة، علماً انّ السعودية لا يمكن ان تغفر لهذا الحزب عدوانيته تجاه المملكة وتسببه في إهراق الدم السعودي في اليمن وغيرها».

 

وبرز في هذا السياق، ما قاله الأمير السعودي، سطام بن خالد آل سعود، لجهة «أنّ هناك حلاً بسيطاً ليعود لبنان كما كان في عهد رئيس الحكومة الراحل، رفيق الحريري، وهو ان تكون القيادة السياسية (في لبنان) جادة في أن يكون السلاح بيد الدولة وليس بيد أحزاب تفرض أجندتها، وبأن ينأى لبنان بنفسه عمّا يحدث بالمنطقة من تجاذبات سياسية، خصوصاً الحاقدة على الدول العربية، ليعود كما كان أثناء تواجد الشهيد رفيق الحريري، ملاذاً آمناً للسياحة والاستثمار».

 

وقال: «من غير الطبيعي وغير المنطقي أن تعود الاستثمارات الخليجية إلى لبنان أمام تصريحات علانية من قبل شخصيات سياسية وحزبية تعادي الخليج، ودعم ميليشيات إرهابية في اليمن، بالسلاح والتدريب وتهريب المخدرات بشكل منظم، وكل هذا يحدث أمام عين الحكومة اللبنانية ومن دون محاسبة لمن يقوم بهذا العمل».

 

نصيحة عربية

 

وفي السياق ذاته، أعربت مصادر ديبلوماسية عربيّة، عن شديد قلقها حيال مسار الامور في لبنان، وقالت لـ«الجمهورية»: «انّ انكسار حلقة العلاقات بين لبنان واشقائه العرب وتحديداً دول الخليج، فوق قدرة لبنان بوضعه الراهن على تحمّل تداعياته السياسية والاقتصادية. وهذا امر يفترض بالقيادة السياسيّة في لبنان ان تتداركه، وتبادر الى خطوات تثبت من خلالها جدّيتها وحرصها على هذه العلاقات».

 

ورداً على سؤال عمّا هو مطلوب من لبنان، قالت المصادر: «الواضح انّ السعودية تنتظر من لبنان خطوات سريعة وصارمة، ليس فقط حيال تصريحات وزير الاعلام اللبناني، بل حيال «حزب الله»، وتبعاً لذلك فإنّ القيادة السياسيّة في لبنان هي الأدرى بما يجب عليها ان تقوم به. فلبنان في مأزق حقيقي، وليس من مصلحته على الإطلاق ان يكون معزولاً عن اشقائه واصدقائه، لأنّه في هذه الحالة سيكون هو الخاسر وحده».

 

إلّا انّه عندما يُقال للمصادر الديبلوماسية العربيّة بأنّ خريطة التوازنات الداخلية في لبنان مختلة لصالح سلاح «حزب الله»، تسارع الى القول: «نحن ندرك هذا الامر، وندرك ايضاً حقيقة التوازنات في لبنان، وحساسية الوضع فيه على كل المستويات. ونخشى ان يؤدي ذلك الى صعوبات اضافية على لبنان وعلى الشعب اللبناني، مع الأسف وضعكم في لبنان لا تُحسدون عليه على الاطلاق».

 

«حزب الله» هو العائق

 

وفيما أُعلن عن أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتابع اتصالاته في اتجاهات مختلفة لاحتواء الأزمة مع السعودية وبعض دول الخليج، كشفت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، انّه بالتوازي مع الحصانة الأميركية والفرنسيّة لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، إلّا أنّ الوساطات التي تحرّكت اميركياً وفرنسياً وكذلك عربياً مثل مصر وعُمان، مع المسؤولين في السعودية، لم تؤدّ الى أيّة نتيجة ايجابية. بل تبلّغ الجانب اللبناني إشارات شديدة السلبية تفيد بأنّ موقف السعودية في منتهى الحدّة والتصلّب.

 

وقالت مصادر ديبلوماسية غربيّة لـ«الجمهورية»، انّ «الموقف الاميركي ما زال يعكس رغبة واضحة وشديدة بدعم حكومة الرئيس ميقاتي، ويجاريه في ذلك سائر دول المجتمع الدولي، الاّ انّ واشنطن في المقابل متفهّمة جداً للموقف السعودي، وتشارك السعودية النظرة الى «حزب الله» الذي يقف خلف كل التوترات الحاصلة في لبنان، ويشكّل العائق الأساس امام خروج هذا البلد من ازماته الصعبة. وهو ما جرى التأكيد عليه في لقاء وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان».

 

وإذ اشارت المصادر الى «انّ الأزمة بين لبنان ودول الخليج في ذروة التعقيد، ولا شيء في الأفق يؤشر الى حلحلة على هذا الصعيد»، اعربت عن «قلقها على الاستقرار في لبنان»، وقالت انّ المجتمع الدولي، وفي مقدمته واشنطن وباريس، يرفض سقوط لبنان في قبضة «حزب الله»، وهو يحث الحكومة اللبنانية على ممارسة دورها الفاعل واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم انزلاق الوضع في لبنان الى واقع صعب يزيد من حال الاضطراب ومن معاناة الشعب اللبناني.

 

إنقسام وزاري

 

وإذا كان لبنان يعاني أصلاً من حصار أزمات خنقه اقتصادياً ومالياً وسياسياً وانتخابياً وقضائياً وطائفياً، فإنّ الازمة الديبلوماسية مع دول الخليج، فرضت على الحكومة المعطّلة، عامل ضغط اضافي وشديد عليها، بحيث أُضيف اليها تعطيل جديد جعلها محاصرة بانقسام وزاري حول مقاربة الأزمة المستجدّة.

 

وقالت مصادر وزارية مؤيّدة لوزير الاعلام، انّه لم يخطئ لكي يُقال او يستقيل، وما قاله في تصريحاته حول حرب اليمن هو سابق لتوزيره، وبالتالي هذه التصريحات ليست هي السبب المباشر للأزمة الديبلوماسية مع السعودية وبعض دول الخليج، وكلام وزير الخارجية واضح جداً لهذه الناحية، حينما قال أخيراً «إنّ ازمة السعودية مع لبنان ترجع أصولها الى التكوين السياسي الذي يعزّز هيمنة «حزب الله» ويتسبّب باستمرار عدم الاستقرار».

 

اضافت المصادر: «من هنا ليس مقبولًا تحميل الوزير قرداحي مسؤولية الأزمة، وبالتالي كل مطالبة بإقالته او استقالته ستزيد الامر تعقيداً، وتدقّ مسماراً في نعش الحكومة المترنّحة اصلاً ويهدّد استمرارها، ثم من قال انّ استقالة قرداحي ستؤدي الى حلّ الأزمة الديبلوماسية الخليجية مع لبنان؟».

 

الاستقالات واردة

 

وفي المقابل، ألمحت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، الى المسؤولية المباشرة لقرداحي في التسبّب بهذه الأزمة، وانّ عليه ان يراعي مصلحة لبنان، وهو ما شدّد عليه رئيس الحكومة. وقالت المصادر، انّ على قرداحي ان يقدّر حجم الأزمة التي تسّبب بها، ويبادر الى اتخاذ قراره بالخروج من الحكومة بما قد يسهّل من حركة الوساطات مع السعودية لإعادة الامور الى ما كانت عليه». وقالت، انّه «في حال إحجام قرداحي عن اتخاذ القرار المنتظر منه، فإنّ مبادرة بعض الوزراء الى الاستقالة من الحكومة امر وارد جداً».

 

ولفتت المصادر الوزارية في هذا السياق، الى رسالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التي توجّه فيها الى الوزراء، بدا وكأنّه يمهّد من خلالها لخطوة ما قد يُقدم عليها، حينما ختمها بقوله: «اللهّم اشهد اني قد بلّغت»، مشيراً الى فشل مناشدته وزير الاعلام «بأن يغلّب حسّه الوطني على أي امر آخر»، ومحذّراً من الانحدار الى منزلق كبير جداً، ومن ان نقع في ما لا يريده أحد منا، ما لم نتدارك هذه الأزمة سريعا».

 

الاساقفة الكاثوليك

 

إلى ذلك، اعتبر اساقفة لبنان الكاثوليك والرؤساء العامّون والرئيسات العامّات في بيان بعد اجتماع في الربوة امس، برئاسة البطريرك يوسف العبسي، «انّ الوضع الذي وصل إليه اللبنانيّون لم يعد يُطاق ولا بدّ من معالجته بشكل جذري، فما يحصل يوحي كأنّ هناك مؤامرة على الشعب من مسؤوليه. فلم نشعر بعد أنّ أيّ مسؤول يعمل جديًّا على المعالجة». واكّدوا «انّ بلادنا أحوج ما تكون في هذه المرحلة إلى رجال دولة يحتكمون إلى العقل والمنطق، والأهم المواطنة الحقيقية. فالولاء للوطن غير الولاء لغيره».

 

وإذ عبّر المجتمعون عن خشيتهم من محاولة حرف التحقيقات في انفجار المرفأ عن مسارها القضائي لتدخل في البازارات السياسية» رأوا انّ «أحداث الطيونة تدفعنا الى التوقف مليًّا عند مسبباتها ونتائجها. فسقوط عدد من الضحايا والجرحى ليس بالحدث العابر، بل هو مؤشّر خطير الى قابلية انفجار الوضع في كل لحظة. فالمعالجات اقتصرت على الشكليّات ولم تتطرق الى عمق المشكلة أو عمق الأزمة إذا ما جاز التعبير. فالسلاح ما زال متفلتاً والكل يملكه، ونرى انّ المعالجة تكون بدعوة من رئيس الجمهورية لعقد مؤتمر حوار وطني حقيقي يمتد الى الفترة اللازمة للخروج بالحلول الجذرية».

 

موقوفو عين الرمانة

 

في سياق متصل، بحوادث الطيونة – عين الرمانة، نفّذ أهالي موقوفي عين الرمانة ومتضامنون معهم، وقفةً تضامنيّةً أمام المحكمة العسكرية في المتحف، مطالبين بـ«إخلاء سبيل أبناء عين الرمانة الّذين دافعوا عن منطقتهم». وقال محامي الموقوفين أنطوان سعد: «لا نريد ان تكون عين الرمانة مكسر عصا. المنطقة مرّ عليها العديد من الاحتلالات لكنها بقيت، ولدينا ملء الثقة بالقاضي فادي صوان. وكل من يقايض على دماء الشهداء والمعتقلين انما هو يقايض على لبنان». وأضاف من امام المحكمة العسكرية: «نريد ان تكون عين الرمانة الشعرة التي قصمت شعر المنظومة».

 

أمل: نتائع التحقيقات

 

الى ذلك، أعلنت حركة «امل» انّها «تتابع مع الهيئات المعنية مجريات التحقيق في جريمة الطيونة»، مؤكّدة على «ضرورة ملاحقة المرتكبين والمحرّضين والإقتصاص من القتلة، وعدم المساومة على دماء الشهداء والجرحى». ولفتت الى أنّ «الموقف الوطني للثنائي الوطني، قد قطع الطريق على أصحاب مشاريع الفتن والحروب الاهلية». وقالت الحركة في بيان لمكتبها السياسي أمس: «انّ زيارة غبطة البطريرك بشارة الراعي الى الرئيس نبيه بري حملت عنواناً واضحاً لمهمة الالتزام بالنصوص الدستورية والقوانين في ما يتعلق بمسار الملفات القضائية، وهذا ما تبنّاه صاحب الغبطة وعبّر عنه بعد لقائه رئيس الجمهورية وأُجهض مباشرةً من المتضررين المعروفين حول موقع الرئاسة».

 

وقال البيان: «أمام الفصول المتلاحقة من استباحة الدستور، وتجاوز إستحقاقاته المنصوص عنها والمتعلقة بإجراء الانتخابات النيابية الفرعية، وخلق نزاعات دستورية مرتبطة بقانون الانتخابات تحقيقاً لمصالح تيار سياسي لمس اللبنانيون بأيديهم وشاهدوا بأم العين صفحات فشله واحدة تلو الاخرى، يرى المكتب السياسي لحركة «امل» أنّ إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وتأمين شروط ومستلزمات نجاحها هو شأن وطني عام لا يجوز أن يُقدم أي طرف سياسي، ونتيجة لأزماته الخانقة، على افتعال أي مشكل أو إثارة أية شكوك من أجل تطيير الانتخابات وإدخال البلد في آتون ازماتٍ تستعصي يوماً بعد آخر، وكأنّ لبنان متروك للأقدار التي تضرب بساحته حدثاً بعد آخر دون أن يرتقي الكثير ممن يتنكبون المسؤوليات إلى تحمّل مسؤولياتهم والدفع بإتجاه ايجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها اللبنانيون جميعاً في مختلف مناطقهم وإنتماءاتهم في حياتهم ومعيشتهم».

 

 

**************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الوسطاء العرب لميقاتي: إزاحة الوزير – العقبة مدخل الحوار مع السعودية

بعبدا تنأى عن المعالجة.. والمكاسرة تهدّد الحكومة وبرنامج صندوق النقد

 

مرتا مرتا، تطلبين اشياءً كثيرة، والمطلوب أمر واحد؟

 

هل ينطبق هذا الكلام على وضعية حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، التي ادخلها وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي ظن للحظة انه «منظر استراتيجي، وخبير في مجريات الصراعات الكبرى، فأسقط الرهان على الحكومة، بضربة، يؤمل الا تكون قاضية، وادخلها في مأزق أضيف إلى مأزقها، كما ادخل الاقتصاد الوطني في مأزق مالي خطير، لا يكتفي بتهديد المواسم والانتاج، بعدما أقفلت الأسواق السعودية والخليجية الأبواب امام الصادرات الزراعية والصناعية، والتي وفرت دخلاً بمليارات الدولارات كانت تدخل شهرياً وفصلياً وسنوياً إلى البلد..

 

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الاتصالات بشأن معالجة أزمة العلاقة مع دول الخليج متواصلة لكن لا نتائج لها بعد بإنتظار الوساطات المطلوبة والقرار الذي من شأنه أن يعيد ترتيب الوضع إذا أمكن.

 

ورأت المصادر أن هناك تعويلا على بعض هذه الاتصالات على ان هناك خطوات داخلية مطلوبة لم تترجم بعد. وأوضحت هذه المصادر أن أي تأخير في الحل ستكون له تداعياته وانه إذا كانت المعالجة غبر المؤسسات فذاك يعني حكما مجلس الوزراء.

 

وأعربت المصادر عن اعتقادها أنه فور عودة الرئيس ميقاتي من قمة المناخ يباشر مجموعة من الاتصالات واللقاءات بشأن هذا الملف.

 

وعليه، فالذهاب إلى المكاسرة مع المملكة ودول الخليج المتضامنة معها، تجعل الحكومة مهددة وعلى طاولة الاستقالة، الأمر الذي ستكون له انعكاسات خطيرة على برنامج صندوق النقد الدولي.

 

وأشارت مصادر متابعة، الى ان المساعي والجهود  تبذل  على اكثر من صعيد، لحل الازمة المستجدة بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي.

 

نقلت عن اوساط بعبدا، ان رئيس الجمهورية ميشال عون، يعول على اللقاءات والاتصالات التي يبذلها ميقاتي، مع رؤساء الدول والحكومة العربية والصديقة للبنان خلال مشاركته بمؤتمر المناخ في غلاسكو في اسكوتلندا، ولا سيما مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وامير قطر .

 

واستنادا الى ما تسرب عن مضمون اللقاءات التي اجراها ميقاتي، علم ان هناك  تجاوبا لطلب لبنان، لبذل مساعي للتوسط مع المملكة، وكل مايمكن من ان يؤدي إلى حلحلة الازمة القائمة، الا ان هذه المساعي، ووجهت، بمدى قدرة الحكومة اللبنانية، على تلبية الشروط والمطالب السعودية المعروفة.

 

واضافت المصادر ان رئيس الحكومة ابدى استعداده  لبحث ومناقشة المشاكل المطروحة،بروح الانفتاح  والحفاظ على مصالح البلدين الشقيقيين، والعمل بكل الامكانيات المتوافرة لحلها.

 

وبينما دخلت الازمة بين لبنان وبين دول الخليج العربي منعطفاً خطيراً، لتعذر إتخاذ الاجراءات الواجبة لطمأنة السلطات الخليجية بعدما تجاوزت الازمة موضوع المواقف التي أدلى بها وزير الاعلام جورج قرداحي عن حرب اليمن ودور السعودية فيها إلى إجراءات مقاطعة قاسية يُخشى ان تتطور اذا استمر التعامل اللبناني بخفة وتردد مع الحدث، استفاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مشاركته في قمة المناخ، في غلاسكو – اسكتلندا، فعقد لقاءات مهمة مع عدد من الزعماء العرب والاجانب، وسمع عبارات دعم عربية وأوروبية وأميركية للمحافظة على الاستقرار ولبرنامج الحكومة، مع التشديد على ضرورة معالجة تبعات أزمةمواقف قرداحي. لكن الاجراءات الخليجية استمرت ضد لبنان واخرها امس، منع السلطات السعودية دخول وارسال الطرود البريدية عبر شركة dhl من لبنان الى المملكة وبالعكس. ومغادرة البعثة الدبلوماسية الاماراتية بكامل أعضائها لبنان. وتردد معلومات عن وقف رحلات الطيران من ابوظبي الى بيروت، وثمة مخاوف من وقف تحويل اللبنانيين الاموال من بعض دول الخليج الى ذويهم في لبنان عبر عنها بعض المقيمين في الخليج.

 

وعلمت «اللواء» ان إتصالات تجري بالوزير قرداحي وحلفائه للتمني عليه «ان يأخذ مصلحة البلد بالاعتبار ويُقدِم على الاستقالة من تلقاء نفسه»، لأن إقالته غير واردة لأنها تهدد بفرط الحكومة كلها ويدخل لبنان في نفق مظلم طويل. لكن الاتصالات لم تؤدِ الى نتيجة لأن منطق حلفاء قرداحي ان المشكلة مع السعودية لا تتعلق بموقف شخصي للوزير قبل توزيره، بل بالموقف السعودي من لبنان ومن الحكومة ككل بسبب السياسات اللبنانية المتبعة، وبالتالي فإن استقالته لن تغير في الموقف السعودي ولن تفتح المجال لإستعادة العلاقات الى طبيعتها.

 

وقد عبر الرئيس ميقاتي عن حجم الازمة وخطورتها بقوله بعد وصوله الى غلاسكو: كنت قد ناشدت الوزير قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على أي أمر آخر، لكن مناشدتي لم تترجم واقعياً.

 

اضاف: نحن أمام منزلق كبير واذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا.

 

لقاءات ميقاتي

 

فقد أجرى الرئيس ميقاتي، في اليوم الاول لمشاركته في «مؤتمر الامم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي في مدينة غلاسكو في اسكتلندا، سلسلة اجتماعات ولقاءات عربية ودولية ، تناولت الوضع في لبنان وسبل دعمه للخروج من الازمة التي يمر بها.

 

وفي هذا الاطار التقى الرئيس ميقاتي امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

وخلال اللقاء، أكد أمير قطر انه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت قريباً، للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة ولا سيما معالجة الازمة اللبنانية – الخليجية.وقد شكر الرئيس ميقاتي امير قطر «على موقفه الدائم الداعم للبنان».

 

كذلك اجتمع رئيس مجلس الوزراء مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في حضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح.

 

واكد الرئيس ميقاتي «حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على معالجة اي ثغرة تعتريها بروح الاخوّة والتعاون».

 

بدوره اكد رئيس وزراء الكويت «حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي». وشدد على» ان لبنان قادر بحكمته على معالجة اي مشكلة او ثغرة وسيجد كل الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية».

 

وتوج لقاءاته بإجتماعين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد الظهر.

 

وأشار مصدر في الرئاسة الفرنسية إلى أن الرئيس ماكرون وخلال مباحثاته مع الرئيس ميقاتي كرّر دعمه له من أجل تحقيق وتنفيذ برنامج الإصلاحات، متمنياً أن تسمح الاحز اب اللبنانية لمجلس الوزراء بأن يجتمع على الرغم من الأزمة مع دول الخليج.

 

ودعا ماكرون الدول الخليجية إلى الالتزام من جديد بلبنان بهدف تحقيق الإصلاحات ولاستعادة سيادة البلاد.

 

ثم التقى مساء المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، بمشاركة وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى.

 

كما عقد الرئيس ميقاتي اجتماعا مع رئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز، وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم اسبانيا المستمر للبنان عبر المجموعة الاوروبية.

 

كذلك اجتمع الرئيس ميقاتي مع رئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال، وبحث معه في دعم الاتحاد الاوروبي للبنان والخطوات الحالية والمتوقعة في هذا الصدد.

 

وعقد رئيس الحكومة اجتماعا مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا شارك فيه الوزير ناصر ياسين والسفير رامي مرتضى.

 

وفي خلال الاجتماع اكدت جورجييفا أن «صندوق النقد الدولي عازم على مساعدة لبنان للنهوض من ازمته الحالية»، واعتبرت» ان خطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكل فرصة يجب انجاحها من كل المعنيين لانها باب الحل الوحيد المتاح».

 

كما عقد اجتماعات مع كل من ورئيس ارمينيا ارمين سركيسيان ورئيس وزراء ايطاليا ماريو دراغي.

 

عون يتواصل

 

من جهته تواصل رئيس الجمهورية ميشال عون امس، مع الرئيس ميقاتي، للتشاورفي الخطوات الواجب اعتمادها لمعالجة هذه التطورات، واطلع منه على نتائج الاتصالات التي أجراها مع عدد من المسؤولين الدوليين المشاركين في القمة، والتي تناولت الموضوع نفسه.

 

كمااجرى اتصالاته لمعالجة تداعيات القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، بسحب سفرائها من لبنان والطلب إلى السفراء اللبنانيين فيها المغادرة، إضافة إلى بعض الإجراءات الاخرى.

 

بو حبيب والحوار

 

وعلى خط موازٍ، دعا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات لوزير الاعلام جورج قرداحي.

 

وقال بو حبيب: إن المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها الا بالحوار والتواصل والثقة، ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان والسعودية.

 

وأضاف: «لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة وليس الإشكال الأخير فقط، لكي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة.

 

وكانت معلومات قد ذكرت ان الوزير بوحبيب ترأس امس إجتماعاً لخلية الازمة الوزارية بحضور السفيرة الاميركية دوروثي شيا، لكن مصادر الخارجية نفت حصول الاجتماع،بعدما اعلن الوزير مساء امس الاول ان اللجنة لم تحقق اهدافها ولن تعود للإجتماع.

 

دريان واتحاد العائلات

 

في المواقف من الازمة، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، اتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة محمد عفيف يموت الذي قال بعد اللقاء: إن اتحاد العائلات البيروتية يجدد دعوته لاستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي على الفور، وفي حال رفضه ندعو رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إلى إقالته.

 

وتابع: ان اتحاد جمعيات العائلات البيروتية يجدد تقديره لدعم دول الخليج للبنان في أزماته، والمملكة العربية السعودية خصوصا، وهذا الدعم تجاوز الأمور الاقتصادية والسياسية، والذي أخرج لبنان من الاقتتال إلى السلم الأهلي في مراحل عديدة، خصوصاً في اتفاقي الطائف والدوحة. لبنان كان ولا يزال وسيبقى عربياً عربياً عربياً.

 

لأفضل العلاقات مع المملكة

 

وقال نائب رئيس الحكومة، سعادة الشام «نحن لسنا أمام طريق مسدود إلى حد الآن، ونريد أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية والخليج بشكل عام وهذا ما أكده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي».

 

وأضاف: «الحاصل برأيي ليس أزمة بل مشكلة عابرة والعمل جاري على ايجاد حلول، اتصل بي الرئيس ميقاتي وأخبرني أن لقاءاته كانت جداً مفيدة وايجابية ورئيسة صندوق النقد الدولي أكدت له استعدادها لمساعدة لبنان بكل الأشكال».

 

وأشار إلى أنّ «تأثّر الأزمة مع الخليج بشكل أكبر على الصادرات الزراعية والصناعية»، معتبراً انّ «التدابير الخليجية كانت قاسية إلى حدّ ما لأنها ستؤثر على جميع اللبنانيين ولكن أتفهم الوضع وردّة الفعل بظل توتر العلاقات منذ فترة».

 

ودعا إلى «الفصل بين السياسة والاقتصاد لأن سلم الأولويات في البلد اليوم هو الأزمة المعيشية».

 

وقال الشامي ان رئيسة صندوق النقد الدولي التي اجتمع إليها الرئيس ميقاتي ابلغته استعدادها لتقديم كل ما يلزم لمساعدة لبنان، بما في ذلك إبقاء وفد رفيع إلى بيروت، وتوقع التوصل إلى مذكرة تفاهم مع صندوق النقد قبل نهاية العام..

 

وإذ نفى السعي إلى تثبيت سعر صرف الدولار، بل أكّد على توحيد سعر الصرف، وكافة الأطراف اللبنانية متفقة على ذلك، بما في ذلك مصرف لبنان.

 

عون يلتقي أبناء الجالية

 

وفي واشنطن، التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون في مبنى السفارة اللبنانية في واشنطن، بحضور طاقم السفارة برئاسة القائم بالأعمال وائل هاشم، مجموعةً من الباحثين الاميركيين من أصل لبناني من مركز الشرق الأوسط للدراسات ومركز كارنيغي للشرق الأوسط ومجموعة الدعم الأميركية من أجل لبنان.

 

وتمحور اللقاء حول وضع الجيش اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان وكيفية مساعدته ودعمه لاجتيازها.

 

وفي كلمته، أكّد العماد عون أن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان أثّرت بشكل كبير في الجيش، ما اضطر القيادة إلى اتخاذ تدابير استثنائية كثيرة لمواجهتها، مشيراً بالمقابل إلى أن الجيش مستمر في أداء مهماته بكل عزيمة واصرار للمحافظة على الأمن والاستقرار ومنع الانزلاق الى الفتنة.

 

ونوّه قائد الجيش بالدور الذي يقوم به أبناء الوطن المغتربون الذين يبذلون جهوداً لافتة لحشد الدعم الدولي لجيشهم.

 

٦٤٢٢٢٥ اصابة

 

أعلنت أمس ​وزارة الصحة العامة​، في تقريرها اليومي، عن تسجيل 7 ​حالات​ وفاة، بالإضافة إلى 201 إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 642225 إصابة مثبتة مخبرياً بالفيروس منذ 21 شباط 2020.

 

 

**************************************

افتتاحية صحيفة الديار

طهران تبلغ الفرنسيين رفض «الابتزاز» السعودي : لن نقبل بالمقايضة

 ميقاتي يختبر «المظلة» الدولية ونجاح قطر مرهون «بالجدية» الاميركية

اسرائيل تروج لحصول تصعيدٍ خطير: الاسابيع المقبلة لن تكون سهلة ! – ابراهيم ناصرالدين

اذا اردت ان تعرف كيف ستنتهي الازمة الخليجية- اللبنانية، فعليك انتظار المفاوضات الايرانية –السعودية او التدخل الاميركي الجدي في «لجم» التصعيد السعودي، وغير ذلك مجرد تضييع للوقت والجهد، فلا تعويل على اي «وساطة» سواء من عمان او قطر التي سترسل وزير خارجيتها الى بيروت قريبا، اذا لم يتامن الغطاء الاميركي «للتسوية»، فاستقالة وزير الاعلام جورج قرداحي لا يمكن ان تحل المشكلة، بل يمكن ان تكون جزءا من الحل، اذا نجحت الضغوط الاميركية على الرياض للتراجع عن سياستها التصعيدية «المخربة» لاستراتيجية واشنطن ومصالحها، اما استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المؤجلة «بضغط» اميركي- فرنسي، فيمكن ان تصبح امرا واقعا اذا ما شعر الرجل بفقدان «المظلة» الدولية وفشل المعالجات. لكن الاهم، وفقا لمعلومات «الديار» ابلاغ الطرف الايراني المعني «بالرسائل» السعودية على الساحة اللبنانية، رفض اي مقايضة او تنازل في ملفات اخرى على خلفية التصعيد الخليجي الممنهج في بيروت، وابلغ مسؤول ايراني رفيع المستوى الفرنسيين ان ما سبق وحاول السعوديون فرضه على «طاولة الحوار» الثنائي لن يحصلوا عليه عبر «الابتزاز» الامني والاقتصادي والسياسي، ولهذا «فان الكلام السعودي عن عدم الامكانية بالتعامل المثمر والمفيد مع حكومة لبنان الحالية في ظلّ إستمرار «هيمنة» حزب الله على المشهد السياسي، تكبير «للحجر» ومشكلة سعودية لا حل لها، اذا ما كانت صحيحة، ولا امكانية للمقايضة عليها، ولهذا على السعوديين العودة الى «الهدوء» لانهم يخوضون معركة خاسرة». وبالانتظار، دخلت اسرائيل على الخط عبر تحذير»مريب» من تصعيد خطير في لبنان في الايام المقبلة قد يؤدي الى موجة «نزوح» يتحسب لها جيش العدو الذي يجري مناورات عسكرية تحسبا لدخول حزب الله الى الجليل!

اسباب التصعيد السعودي؟ 

 

وفقا لاوساط دبلوماسية في بيروت، يدفع لبنان الان ثمن الاخفاقات السعودية المتسارعة في مدينة مارب اليمنية، وعدم قبول الايرانيين «المساومة» على الساحة اللبنانية، ووفقا للمعلومات، سعى الوفد السعودي في جلسة الحوار الاخيرة الى استخدام الملف اللبناني «كورقة» جديدة على «طاولة» التفاوض مع طهران بهدف مقايضتها في مكان آخر، وخصوصا على الساحة اليمنية، لكن الوفد الايراني كان واضحا لجهة حصر التفاهمات بالعلاقات الثنائية اولا، والتفاهم على مستقبل التعاون في منطقة الخليج «الفارسي»، بدءا بوقف العدوان على اليمن، اما الساحة اللبنانية التي تعتبرها الرياض «ساقطة» تحت «الوصايا» الايرانية، فرفضت طهران ادراجها ضمن جدول اعمال المباحثات كونها ملفا غير قابل للتداول، باعتبار ان ثمة عنوانا وحيدا في بيروت، حزب الله، يمكن التفاهم معه اذا ما كان هناك من قضايا يجب ان تناقش، خصوصا ان الازمة السياسية قد دخلت في مرحلة جديدة من «الاستقرار» مع تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، بتفاهم ضمني مع واشنطن وباريس، واذا ما ارادت السعودية التعاون في التخفيف من حجم الازمة الاقتصادية في لبنان، فهناك اكثر من «باب» يمكن الدخول منه دون اي عقبات، وستجد الترحيب المناسب من قبل الجهات الرسمية، والقبول الضمني من كل الاطراف التي سبقت واعلنت، بما فيها حزب الله على لسان السيد حسن نصرالله بان اي جهة لبنانية قادرة على اقناع حلفاء في الخارج بتقديم المساعدة «فاهلا وسهلا».

فهم سعودي «خاطىء»!

 

لكن السعوديون فهموا «الرسالة» على نحو خاطىء، وشعروا ان الايرانيين يحاولون تقطيع الوقت، ريثما تنتهي المنازلة الكبرى في مارب، وبعدها تدخل المفاوضات مرحلتها الاكثر جدية بموازين قوى جديدة، ولهذا اختاروا «الهجوم» في بيروت، ميدانيا، واقتصاديا، وسياسيا، لضرب «درة تاج» نفوذ طهران في المنطقة. ووفقا لتلك المصادر، بدا التصعيد السعودي في «الشارع» في احداث الطيونة، وليس مع «قميص عثمان» تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي، وكانت «البروفا» في تجرأ «القوات اللبنانية» على اطلاق النار على تظاهرة «الثنائي الشيعي»، وكانت « رسالة» بالغة الدلالة برغبة السعودية في الذهاب بعيدا في التصعيد، ما استدعى ردا عالي النبرة وحاسم من قبل السيد نصرالله في خطاب «المئة الف مقاتل»، واستدعاء رئيس «القوات» سمير جعجع الى التحقيق، عندها انتقلت الرياض الى خطوتها الثانية مستغلة تصريحات قرداحي لتعلن «حربها» الدبلوماسية المفتوحة على لبنان، بعدما استشعرت ان القوى الحليفة لطهران مستعدة للذهاب بعيدا في المواجهة، ولم يعد لديها من خيار الا رفع مستوى الضغوط، علّ الايرانيين يرضخون على «طاولة» التفاوض لشروطهم، ولهذا وقبل مغادرته، زار السفير السعودي الوليد البخاري جعجع في معراب لطمانته بانه ليس متروكا، او وحيدا، مانحا اياه «حصانة» خليجية تمنع المساس به. بينما تراها مصادر بارزة في بيروت «قبلة موت» سياسية لان المملكة على اعتاب خسارة آخر معاركها في بيروت.!

الى اين تتجه الازمة؟

 

وردا على سؤال «وهلأ لوين»؟ تشير اوساط مطلعة على مسار التفاوض الايراني- السعودي الى ان التصعيد من قبل الرياض قرار متخذ وسياخذ منحى تصاعديا في الايام والاسابيع المقبلة، الا اذا حدث امرين، الاول، تقدم جدي على مسار التفاوض مع طهران، وحصول تفاهمات كبرى تمنح المنطقة «مظلة» استقرار في مرحلة ما بعد الانسحاب الاميركي من المنطقة، وعندها سيستفيد لبنان من مساحة الهدوء المرتقب، ومن المفترض ان تتحرك المفاوضات سريعا على وقع حسم معركة مدينة «مأرب» الايلة الى السقوط قريبا، اما عسكريا، او عبر التفاهمات القبلية التي يعقدها الحوثيون، وبعدها ستتعامل الرياض بواقعية مع كافة الملفات «ويبنى على الشيء مقتضاه» في كافة الملفات، وضمنا لبنان.

هل تلجم واشنطن التصعيد؟

 

اما الامر الثاني، فيرتبط بمدى اهتمام واشنطن بالملف اللبناني، فالولايات المتحدة وحدها من يستطيع لجم التصعيد السعودي ، لمنع انهيار الحكومة اللبنانية، ومعها الاستقرار السياسي والامني في البلاد، فواشنطن وفقا للمعلن مهتمة بمفاوضات الترسيم البحري مع اسرائيل وتريد الاستثمار في الغاز اللبناني، وهذا يحتاج الى استقرار وحكومة كاملة الاوصاف، كما تراهن على متغيرات مفترضة في الانتخابات التشريعية المقبلة لصالح حلفائها، ولهذا لا تبدو واشنطن على «الخط» نفسه مع الرياض، ولا تشجعها على التصعيد، بل ترى فيه امعانا في تسليم البلاد الى حزب الله وايران، ولهذا ستكون الساعات، والايام المقبلة، مفصلية لادراك مدى جدية الولايات المتحدة في وقف التصعيد السعودي، فاذا ارادت ذلك، يجري تامين مخرج «شكلي» لارضاء المملكة يبرر تراجعها، اما عدم حصول ضغط جدي، فستكون البلاد امام استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي غير القادر على الاستمرار في موقعه، بدون «المظلة» الاميركية في ظل غياب التعويل على الفرنسيين غير القادرين على التاثير في قرارات المملكة.

  اسرائيل تتوقع تصعيدا ونزوحا!

 

في غضون ذلك، وبالتزامن مع قيام قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأسبوع الحالي، سلسلة تدريبات هدفها اختبار أجراه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، لـ «فرقة الجليل» العسكرية، وتحاكى توغّل مقاتلي حزب الله في منطقة الجليل الأعلى، فان السيناريو الاخطر الذي يحمل دلالات وابعاد مرتبطة بالتصعيد الخليجي المتصاعد والمفاجىء اتجاه لبنان، ورد على لسان احد كبار الضباط الاسرائيليين في تصريح لموقع «واللا» الاسرائيلي، حيث اشار الى استعدادات في «قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي لمواجهة سيناريو يتمثّل بدخول موجة لاجئين»، ومحاولات لتجاوز الحدود على خلفية الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان، ولفت الى إن تفكّك دولة لبنان يشغل الجميع، ومن ضمنهم حزب الله. والوضع هناك غير مستقرّ ولن يستقر. والأسابيع المقبلة لن تكون سهلة. واضاف» نحن نتّجه إلى سلسلة تدريبات هامة جداً وسنستخدم قوات نظامية واحتياط ونرفع مستوى التأهّب لمواجهة هذا السيناريو المحتمل.!

سيناريوهات دخول الجليل!

 

كذلك نقل موقع «واللا» عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الشمالية قوله، إن «توغّلاً مفاجئاً لقوات من حزب الله هو موضوع يُقلقنا ويشغلنا جداً. ونحن نعمل في هذا الموضوع في المستوييْن العلني والسري، وسيكون من الصعب جداً على حزب الله تنفيذ ذلك، لكنّ هذه إمكانية معقولة. ونحن نستعدّ لمواجهة ذلك بواسطة عائق وقوات وعمليات لن أكشف عن تفاصيلها». وأوضح أن الجيش بصدد إقامة عائق جديد أمام حزب الله، ومن بين السيناريوهات التي تطرّق إليها الضابط، «إمكانية أن يستخدم حزب الله مواد سامة من أجل تخدير الجنود الإسرائيليين أثناء توغله في منطقة الجليل»..

وساطة اسرائيلية؟ 

 

وفي هذا السياق، احتل الملف اللبناني حيزا مهما في اسرائيل التي رات صحفها أن الولايات المتحدة ضائعة في المتاهة الشرق أوسطية، وعلى اسرائيل التدخل «بوساطة» مع السعودية كي تهدأ، فيما توقعت صحيفة «هارتس» فشلا جديدا للرياض في لبنان، وفي هذا السياق، قالت صحيفة «اسرائيل اليوم» ان التردد الأمريكي قائم ويستغله أعداؤها بنجاعة. ولبنان مهم لاستقرار المنطقة بقدر لا يقل عن ليبيا أو سوريا. وواشنطن لا تملك خطة عمل تنقل لبنان إلى وضع من الحيادية بعيداً عن النزاعات الإقليمية. لكن هذا لا يحصل، براي الصحيفة التي اقترحت ان تتدخل اسرائيل لان لها علاقات مع السعودية، وهي معنية بلبنان مستقر.؟!

معركة خاسرة

 

من جهتها رات صحيفة «هارتس» انه بالنسبة للسعودية، فهذه محاولة أخرى لفرض إرادتها على لبنان. فلم يتم نسيان القضية المخجلة في 2017 التي أجبر فيها الامير محمد بن سلمان رئيس الحكومة سعد الحريري على تقديم الاستقالة ومنعه من الخروج من السعودية بعد استدعائه في زيارة «توبيخ». الضغط الدولي فعل فعله حينها، والحريري عاد إلى لبنان، وسحب استقالته وواصل منصبه، والقضية أضيفت إلى قائمة إخفاقات بن سلمان. فهل سيتغير شيء اليوم؟

اتصالات دون جدوى!

 

وبانتظار الموقف الاميركي ونتائج التفاوض الايراني -السعودي، لم يحصل بعد اي تقدم في الاتصالات الدبلوماسية التي يديرها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من اسكتلندا على «هامش» مؤتمر المناخ بل كرر «الناي بالنفس» عن كلام وزير الاعلام، مجددا موقفه المؤيد لاستقالته، مذكرا بعدم قدرته على اجباره، وحذر من منزلق كبير «إذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا».

 

ومع تجديد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب دعوته السعودية للحوار، عقد ميقاتي سلسلة اجتماعات ولقاءات عربية ودولية ابرزها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، كما التقى مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي اكد أنه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريبا للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية- الخليجية. ووفقا لمصادر مطلعة، يعول امير قطر على دعم اميركي –فرنسي لتحركه الدبلوماسي لايجاد تسوية لم تنضج بعد لوقف التصعيد السعودي، وسيحتاج الامر لمزيد من الاتصالات في الساعات القليلة المقبلة بحثا عن المخرج المناسب. كذلك، اجتمع ميقاتي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي أكد حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي.

تهويل خليجي مستمر؟

 

في هذا الوقت، تتواصل التسريبات حول خطوات سعودية وخليجية تصعيدية ستبدأ بوقف الرحلات الجوية مع لبنان، وقد غادرت البعثة الدبلوماسية الإماراتية الأراضي اللبنانية، كما جرى اجلاء جميع الماراتيين، ونُقل عن مصدر إماراتي رفيع تاكيده انه سيتم عرض مقر السفارة الإماراتية في لبنان للبيع، واشار الى أنه «لم يعد هناك أي دبلوماسي أو موظف إماراتي من وزارة الخارجية في لبنان»، لافتا إلى أن عودتهم مرتبطه بعودة السيادة لهذا البلد!. وليس بعيدا، بدأت قرارات مقاطعة لبنان خليجيا تدخل حيز التنفيذ واعلنت شركة «DHL» بوقف البريد من لبنان إلى السعودية منذ يوم السبت.»

مذكرات توقيف بحق «قواتيين» ؟

 

في غضون ذلك، ومع اكتمال تسليم ملفات التحقيق من قبل مديرية المخابرات في الجيش، اصدر قاضي التحقيق العسكري الاول بالانابة القاضي فادي صوان مذكرات توقيف بخمسة موقفين ينتمون الى القوات اللبنانية بعد ثبوت تورطهم باطلاق النار في «مجرزة» الطيونة، وذلك بعد اصدار مذكرات توقيف بحق 8 آخرين يوم الخميس الماضي. وقد استجواب بالامس 3 موقوفين من منطقة الشياح، و12 من عين الرمانة من اصل 20 موقوفا، وتم اخلاء سبيل 8 موقفين لا علاقة لهم بالاحداث، وتم توقيفهم لتواجدهم في المكان، وتم تقديم طلبات اخلاء سبيل جديدة ينتظر ان يبت بها الخميس المقبل.

وقفة احتجاجية

 

في هذا الوقت، نفذ أهالي عين الرمانة وقفة احتجاجية أمام المحكمة العسكرية للمطالبة بالإفراج عن الموقفين في احداث الطيونة، ورفعوا لافتات تطالب بالعدالة وناشدوا القاضي فادي صوان إجراء تحقيقات نزيهة وشفافة. وطالب أهالي وأقرباء الموقوفين برفع الظلم عن أبنائهم، وأعلنوا أنهم لم يتمكنوا من رؤيتهم منذ أسبوعين وأن بعضهم يعاني مشاكل صحية…

 

 

**************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الميقاتي .. لقاءات بلا فائدة والأزمة مستمرّة  

 

لا صوت يعلو فوق صوت المقاطعة الخليجية للبنان، سوى صراخ اللبنانيين وانينهم وقلقهم الثنائي المصدر، من دول الخليج الغاضبة وليس ما يهدئ روعها ونقمتها على السلطة السياسية الحاكمة في لبنان وانجرافها وارتهانها لحزب الله صاحب الكلمة الفصل والقرار الذي يمنع الحل او حتى مجرد البحث فيه، ومن «سذاجة» التعاطي الرسمي اللبناني مع ازمة على هذا المستوى من دون الاقدام على ادنى خطوة من شأنها ان تخفض منسوب النقمة الخليجية غير المسبوقة على لبنان.

 

من لبنان الى غلاسكو لا شيء عمليا بعد، باستثناء الكلام المعسول الذي لم يعد يجد في الخليج من يصدقه او يسوقه، لكثرة ما صدر منه من دون ان يقترن بخطوات عملية مطلوبة بوضوح في كل البيانات الخليجية التي اعلنت مقاطعة لبنان وقد غادرها السفراء حتى ان بعض المعلومات اشار الى ان بعض هذه الدول يعرض مقار سفاراته للبيع في مؤشر بالغ الخطورة لكن ليس مستغربا في ضوء اجماع من جانب اللبنانيين في الخليج على ان الآتي اسوأ واعظم وقد يفوق التوقعات.

 

منزلق كبير

 

الازمة اللبنانية – الخليجية اذا تراوح سلبا ولا حلول لها في الافق بعد، في جمود لا يبشر بالخير بل ينبئ بعواقب وخيمة.  وامس  قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي  إنه «كان ناشد وزير الاعلام جورج قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على أي أمر آخر»، ورأى أن مناشدته «لم تترجم واقعياً». وفي تصريح من استكلندا، اعلن «نحن أمام منزلق كبير واذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا».

 

غلاسكو

 

ويشارك  ميقاتي في «مؤتمر الامم المتحدة  السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي (COP26) الذي بدأ اعماله امس في  مدينة غلاسكو  في اسكتلندا.   ويرأس ميقاتي الوفد اللبناني الى المؤتمر والذي  يضم وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى. وسيلقي الرئيس ميقاتي كلمة لبنان اليوم.

 

وقد عقد ميقاتي سلسلة لقاءات مع مسؤولين عرب واجانب على هامش المؤتمر.

 

تطبيق الاجراءات

 

ليس بعيدا، بدأت قرارات مقاطعة لبنان خليجيا تدخل جيز التنفيذ. في الاطار، افيد ان البعثة الدبلوماسيّة الإماراتيّة غادرت بكامل أعضائها الأراضي اللبنانيّة مساء الأحد. كما اعلنت شركة «DHL» ان «أخذنا تعليمات منذ السبت بوقف البريد من لبنان إلى السعودية». من جانبه، كما السفير اللبناني في الكويت هادي هاشم عائدا الى بيروت.

 

دعوة السعودية

 

وفي السياق، أفادت وكالة «فرانس برس» أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب دعا السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات لوزير الاعلام جورج قرداحي. وقال «إن المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها الا بالحوار والتواصل والثقة ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان والسعودية».  وأضاف: «لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة وليس الإشكال الأخير فقط لكي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة».

 

وتعقيبا قال الرئيس ميشال سليمان في تصريح: «دعوة المملكة العربية السعودية للحوار امر جيد وممتاز، لكن ماذا عن الحوار مع اطراف الداخل وفي مقدمهم حزب الله وحلفاؤه عن الحياد والسلاح والسياسة الخارجية والعلاقة مع الدول العربية وسيادة الدولة؟». وختم: «ان تأتي متأخراً خير من ألا تأتي ابداً».

 

عنوان واضح

 

في الاثناء، العمل الحكومي معلّق، ليس فقط بفعل سفر ميقاتي او ازمة الوزير قرداحي، بل ايضا في انتظار تسوية لمطلب الثنائي الشيعي تنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار. في السياق، اشار المكتب السياسي لحركة امل الى «أن زيارة غبطة البطريرك بشارة الراعي للرئيس نبيه بري حملت عنواناً واضحاً لمهمة الالتزام بالنصوص الدستورية والقوانين فيما يتعلق بمسار الملفات القضائية، وهذا ما تبناه صاحب الغبطة وعبّر عنه بعد لقائه رئيس الجمهورية وأجهض مباشرةً من المتضررين المعروفين حول موقع الرئاسة».

 

موقوفو عين الرمانة

 

وعلى خط حوادث الطيونة – عين الرمانة، نفّذ أهالي موقوفي عين الرمانة ومتضامنون معهم، وقفةً تضامنيّةً أمام المحكمة العسكرية في المتحف، مطالبين بـ»إخلاء سبيل أبناء عين الرمانة الّذين دافعوا عن منطقتهم». محامي الموقوفين أنطوان سعد قال: لا نريد ان تكون عين الرمانة مكسر عصا المنطقة مر عليها العديد من الاحتلالات لكنها بقيت ولدينا ملء الثقة بالقاضي فادي صوان وكل من يقايض على دماء الشهداء والمعتقلين انما هو يقايض على لبنان. وأضاف من امام المحكمة العسكرية: نريد ان تكون عين الرمانة الشعرة التي قضمت شعر المنظومة الفاسدة.

 

افتعال مشاكل: الى ذلك، قال المكتب السياسي في امل ان «أمام الفصول المتلاحقة من استباحة الدستور، وتجاوز إستحقاقاته المنصوص عنها والمتعلقة بإجراء الانتخابات النيابية الفرعية، وخلق نزاعات دستورية مرتبطة بقانون الانتخابات تحقيقاً لمصالح تيار سياسي لمس اللبنانيون بأيديهم وشاهدوا بأم العين صفحات فشله واحدة تلو الاخرى، نرى أن إجراء الانتخابات النيابية بموعدها وتأمين شروط ومستلزمات نجاحها هو شأن وطني عام لا يجوز أن يُقدم أي طرف سياسي، ونتيجة لأزماته الخانقة على افتعال أي مشكل أو إثارة أية شكوك من أجل تطيير الانتخابات وإدخال البلد في آتون ازماتٍ تستعصي يوماً بعد آخر وكأن لبنان متروك للأقدار التي تضرب بساحته حدثاً بعد آخر من دون أن يرتقي الكثير ممن يتنكبون المسؤوليات إلى تحمل مسؤولياتهم والدفع بإتجاه ايجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها اللبنانيون جميعاً في مختلف مناطقهم وإنتماءاتهم في حياتهم ومعيشتهم”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram