كواليس الانتخابات وتحالفاتها وترشيحاتها في "خزان الجيش"

كواليس الانتخابات وتحالفاتها وترشيحاتها في

 

Telegram

 

متداخلة جدًا الانتخابات النيابيّة في عكار المسمّاة خزان الجيش اللبناني. صعبة التوقّع وتشهد على جوانبها معارك صغرى يتخطى بعضها السياسة ليتحول إلى حروب شخصية بين المرشحين. حتى الساعة لم تكتمل تكاوين المشهد، ولكن اللوائح الاساسية رُسمت معالمها، وحُددت أهدافها، وبات النقاش فيها وعليها بالتفاصيل.

تيار المستقبل، وهو إحدى القوى الأساسية في عكار، يحضّر لائحةً ينوي من خلالها في الدرجة الأولى الحفاظ على مقاعده التي اكتسبها في استحقاق ٢٠١٨. حينذاك تحالف المستقبل مع القوات اللبنانية وأهداها أحد المقعدين الارثوذكسيين نتيجة الحاصل الاضافي الذي أمّنته أصوات السنّة في الدائرة، وحصد مقاعد السنة الثلاثة ومقعداً مارونيّاً لعضو كتلته النائب هادي حبيش.
هذه المرّة الأمور مختلفة. يسعى "التيار" الى تعويض تراجعه على الساحة السنية بعد ١٧ تشرين كسائر أحزاب السلطة. لذلك، لجأ الى استمالة النائب السابق محمد يحيى ليكون على لائحة المستقبل من دون أن يحسم عمّن سيتخلى من نوابه الثلاثة: وليد البعريني أو طارق المرعبي أو محمد سليمان. استمالة يحيى أتت انطلاقًا من قدرته التجييرية الكبيرة، فهو كان حصل عام ٢٠١٨ على أكثر من ٨٠٠٠ صوتًا حين كان مرشحًا متحالفًا مع لائحة التيار الوطني الحر.
هذا سنّيًا، أمّا مسيحيًا فيبدو أن المستقبل تلقّى ضربةً قاسيةً جدًا يصعب عليه تعويضها كما فعل سنيًا، فالمحامي زياد حبيش، شقيق النائب هادي وصاحب السجل الخدماتي والمالي في القضاء، قرّر دعم التيار الوطني في المعركة المقبلة. هذا الأمر سيُخفض بلا شك أصوات شقيقه هادي، الذي كان يساهم هو فيها بشكل كبير ومُعلن. 
وبعد محاولة الحفاظ على حاصله، تتركّز معركة المستقبل، وفق ما تشير أجواء بيت الوسط، إلى محاولة انزال الهزيمة بعضو كتلة لبنان القوي أسعد درغام، المرشح عن المقعد الارثوذكسي في عكار. هذا التوجّه تتقاطع فيه المستقبل مع القوات اللبنانية، رغم صعوبة تحالفهما هذه المرّة. 
معركة المستقبل والقوات مع درغام سلكت مسار الشخصنة لا سيما بعد انفجار التليل، حيث لم يتردّد درغام في اتهام نواب المستقبل بالوقوف خلف تخزين وتهريب البنزين بعدما سعت الماكينة الاعلامية للمستقبل والقوات لتحميل التيار الوطني الحر والعهد مسؤولية ما حصل، كما جرت العادة في أي ملف كان. محاولات اسقاط درغام ستتجلى في الاشهر المقبلة، فكيف ستُواجه؟
التيار الوطني الحر، وفق ما تشير المعلومات أيضًا، ماضٍ بترشيح النائب أسعد درغام عن المقعد الارثوذكسي وجيمي جبّور عن المقعد الماروني، كما في الاستحقاق الماضي، وهو في طور بحث تحالفاته التي يبدو أنها ستُنجز مع الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي سيرشّح أحد المقرّبين منه عن المقعد الارثوذكسي الثاني في الدائرة. 
سنيًا، تتحفظ مصادر "التيار" عن الافصاح عن الاسماء التي سيتم التحالف معها، ولكن تشير المعلومات الى أن شخصية نافذة من وادي خالد يجري التواصل معها لتنضم إلى باقي المرشحين.
غير المحسوم حتى الآن هو موضوع المقعد العلوي، فالتيار الذي يضم في تكتّله النيابي النائب مصطفى حسين، والذي يملك حيثية علوية في عكار، ليس لديه أي مشكلة في اعادة التحالف معه، فيما يتداخل القرار بدعمه من قبل فريق الثامن من آذار بين موقف الاحزاب من جهة والمونة السورية على البيئة العلوية من جهة ثانية. هذا الأمر سيشهد صراعًا في الفترة المقبلة كون المستقبل يتجه للتحالف مع تيّار المردة الذي يسعى لفرض ترشيح شخصية علوية تنال موافقة الجانب السوري، الذي قد يمانع ترشيحها على لائحة تيار الحريري.
المجتمع المدني من جهته يحضّر للائحة تغيب عنها الأسماء الرنّانة، فيما تشير الوقائع الى أن تشتّت المعارضين السنة لتيار المستقبل سيُضعف من حظوظ أي لائحة غير حزبية في المنطقة.
هذا ويروّج البعض في عكار امكانية ترؤس نجد عصام فراس للائحة المجتمع المدني في الدائرة، إلّا أن المعلومات الجدّية تؤكد أن ابن عصام فارس لن يدخل في معركة سياسية مع حلفاء والده، وأن مقعده موجود ومحفوظ في حال أراد الاستمرار بمسيرة والده من دون أي جهد يُذكر.


 
من جانبه، يبدو لافتًا النشاط الذي يقوم به حزب الله في القرى السنية العكارية، لا سيما بعد انفجار التليل وما شهدته المنطقة من تعويضات مادية على أهالي الشهداء والجرحى.
في الخلاصة، ووفق المعطيات وتقاطعها مع أرقام العام ٢٠١٨، سيكون بامكان المستقبل الحفاظ على مقاعده السنة الثلاثة، وسيتمكن التيار الوطني الحر من الحفاظ على المقعد الاورثوذكسي بشكل حاسم، وسيسعى من خلال رفع حاصله الى نيل المقعد الماروني أيضًا، على أن يكون المقعد الارثوذكسي الثاني من حصة الحزب القومي، كون حصول القوات على حاصل من دون التحالف مع تيار المستقبل يُعد أمرًا صعب المنال في ظل الواقع الملموس اليوم.

فهل تتبدّل التحالفات نتيجة ضغوط خارجية وداخلية، أمّ أن معركة عكار ستعيد من جديد فرز مشهد الـ٢٠١٨ مع بعض التعديلات المنطقية؟!

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram