لا قداسة للأسماء بعد اليوم: تيمور جنبلاط يقلب الطاولة داخل التقدمي الاشتراكي

لا قداسة للأسماء بعد اليوم: تيمور جنبلاط يقلب الطاولة داخل التقدمي الاشتراكي

 

Telegram

 

لم يعد التغيير داخل الحزب التقدمي الاشتراكي خيارًا نظريًا، بل بات قرارًا سياسيًا يتقدّم بخطى ثابتة، يقوده تيمور جنبلاط في محاولة لإعادة رسم الخريطة النيابية الدرزية، ولو كلف الأمر فتح ملفات حساسة داخل البيت الواحد.

 

تيمور، المصمّم على كسر الحلقة التقليدية، لا يخفي رغبته في إحداث تبديل في المقاعد التي شكّلت لعقود أعمدة التمثيل الاشتراكي، وفي مقدّمها مقعدا مروان حمادة في الشوف وأكرم شهيب في عاليه. إلا أنّ التحدي الأكبر لا يكمن في قرار التغيير بحد ذاته، بل في سؤال البديل، وفي الثمن الانتخابي الذي قد يُدفع إذا أسيء الاختيار.

 

في الشوف، تبدو المهمة شديدة التعقيد. فحمادة، ابن بعقلين ومن عائلة عريقة ذات ثقل انتخابي تاريخي، لا يمكن استبداله باسم عابر أو خيار مرتجل. أي خطأ في تقدير المزاج العائلي والسياسي هناك قد يفتح الباب أمام اختراق غير محسوب، في منطقة تُعدّ العمود الفقري للنفوذ الجنبلاطي، ما يفرض على القيادة الاشتراكية تريّثًا قسريًا رغم وضوح النية بالتغيير.

 

أما في عاليه، فيبدو أنّ قرار تبديل أكرم شهيب قد اتُّخذ مبدئيًا، إلا أنّ هوية الاسم البديل ما زالت تخضع لنقاش حاد خلف الأبواب المغلقة. ويجري التداول باسم مفوض الداخلية في الحزب الاشتراكي، يوسف دعيبس، بوصفه الخيار الأقوى حتى الآن، مستندًا إلى شبكة علاقات متينة بناها خلال تولّيه وكالة داخلية عاليه، فضلًا عن امتداداته الاجتماعية داخل الجرد، حيث يشكّل موقعه العائلي عامل دعم إضافي.

 

غير أنّ هذا الخيار لم يمرّ من دون ارتدادات. فعائلة شهيب، بما تمثّله من ثقل انتخابي واسع وتفرّعات عائلية مؤثرة، لم تُخفِ امتعاضها، وبرزت حالة اعتراض جدية وصلت حدّ التلويح بالمقاطعة، في رسالة واضحة مفادها أنّ تجاوز العائلات الكبرى في عاليه ليس تفصيلاً يمكن القفز فوقه، حتى في زمن التغيير.

 

إلى ذلك، تأخذ القيادة الاشتراكية في حسبانها عاملًا بالغ الحساسية، يتمثّل بضرورة مراعاة المزاج الديني في المدينة، ولا سيما في ظل التوترات التي فرضتها أحداث السويداء، وما انعكس عنها من حساسية مضاعفة داخل الشارع الدرزي، حيث بات أي خيار سياسي يُقرأ من زوايا تتجاوز الحسابات الانتخابية البحتة.

 

في الخلاصة، يقف الحزب التقدمي الاشتراكي أمام مفترق بالغ الدقة: تغيير مطلوب، لكنه محفوف بالمخاطر. فالمعركة ليست فقط في اختيار الأسماء، بل في إدارة انتقال سياسي لا يُفجّر التوازنات العائلية ولا يفتح ثغرات قاتلة في الجدار الجنبلاطي.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram