أسئلة حول جدية هاليبرتون… وترجيح التسريب الأميركي لتحريك التفاوض ميقاتي يلتقي ماكرون الجمعة… والحكومة تضع خطة الـ 100 يوم بعد عودته بيطار يسرّب تعرّضه للتهديد وعويدات يطلب إفادته… بعد تغاضيه عن نيترات البقاع!
أكدت مصادر دبلوماسية وسياسية استبعادها وجود فرصة لمغامرة تقدم عليها سلطات الاحتلال، بالبدء الأحادي باستثمار حقل كاريش الواقع ضمن الخط المتضمن في الخرائط التي قدمها الوفد اللبناني المفاوض في جلسات الناقورة، وتم تسليم نسخ منها إلى الجانبين الأممي والأميركي، خصوصاً أن الإثارة الأولى لملف النفط والغاز في المناطق البحرية تمت من جانب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في سياق الدعوة لبدء التنقيب من دون إقامة أي حساب للتهديدات الإسرائيلية والرضا الأميركي، عارضاً استعداد شركات إيرانية للقيام بالمهمة إذا تمنّعت الشركات الأخرى، في ظلّ قراءة أميركية تعتبر كلام السيد نصرالله تمهيداً لفتح الملف من موقع القوة، بصورة تشبه ما فعله حزب الله في قضية جلب المحروقات الإيرانية، ورأت المصادر أنّ تسريب الكلام عن الشركة الأميركية هاليبرتون ودورها في التنقيب الأحادي من الجانب "الإسرائيلي" يمثل أحد أمرين، إما قرار أميركي بوقف التفاوض من باب التنقيب الأحادي وتحمل التبعات ولو كانت توتراً قد يصل إلى حرب، وهذا مستبعد إلى درجة الاستحالة، وفق أي قراءة لموازين القوى التي أظهرتها قضية السفن الإيرانية واستقدامها وطريقة التصرف الأميركية التي ترجمت برفع الحظر عن استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية، أما الفرضية الثانية وهي المرجحة، فإن اختيار الشركة الأميركية يهدف لفتح الباب للعودة للتفاوض عن طريق التحرش.
الملف الذي كان على طاولة اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، سيحضر في لقاءات واتصالات لبنانية دولية أبرزها اللقاء الذي سيجمع رئيس الحكومة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة في باريس، بينما تجتمع الحكومة الأسبوع المقبل لوضع خطط عملها لمئة يوم مقبلة، كما تقول مصادر حكومية قالت إن المرحلة الفاصلة حتى نهاية العام، ستشهد الخطوات التي وعد بها رئيس الحكومة في جلسة مناقشة البيان الوزاري، من البطاقة التمويلية إلى بلورة خطة الكهرباء وزيادة ساعات التغذية، وبدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وتأمين المحروقات، وإطلاق العام الدراسي.
في الشأن القضائي مع تقدم ملف اكتشاف النيترات في البقاع والمعلومات المتداولة عن علاقة الأخوين مارون وإبراهيم صقر به، ونقل الملف من عهدة جهاز إلى آخر فنقله مجدداً، لفت الانتباه تزامن التساؤلات حول تجاهل المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار لهذا الملف على رغم ظهور صلة بين نيترات البقاع ونيترات المرفأ، مع حملة إعلامية تخللها نشر تغريدة لأحد الصحافيين منسوبة للقاضي بيطار عن تلقيه تهديدات ما أدى لطلب المدعي العام غسان عويدات من القاضي بيطار إيداعه إفادته حول الموضوع، بينما قالت تقارير أخرى إن دعاوى قضائية ستطال القاضي بيطار وإن بعضها تم تقديمه، وإن ملف التحقيق دخل مرحلة جديدة.
وبعد أن نالت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة النيابية في جلسة ماراتونية تحولت إلى منصة للسجالات وتصفية للحسابات السياسية، تنطلق حكومة "معاً للإنقاذ" إلى العمل على معالجة الأزمات وعملية النهوض الاقتصادي بالتزامن مع جولة خارجية يقوم بها الرئيس ميقاتي يبدأها بزيارة عمل إلى فرنسا غداً ومن المقرر أن يستقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة المقبل على العشاء في قصر الإيليزيه، بالتالي لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع بسبب سفر رئيس الحكومة.
وأشارت المعلومات إلى أن "الأمانة العامة لمجلس الوزراء تعمل مع المديرية العامة لرئاسة الجمهورية على جمع القرارات والمراسيم التي صدرت بصيغة الموافقات الاستثنائية في حكومة تصريف الأعمال السابقة، وهي بالمئات، لإدراجها على أوّل جدول أعمال في الجلسة الأولى المقبلة كي يتم توقيعها من الوزراء الجدد، ومن رئيسي الجمهورية والحكومة على سبيل التسوية، انطلاقاً من مبدأ تأمين استمرارية عمل المرفق العام". وأفادت معلومات أخرى بأن جلسة مجلس الوزراء ستعقد الأسبوع المقبل يوم الأربعاء في بعبدا وعلى جدول أعمالها بنود دسمة إضافة إلى بنود قديمة ستعرض على الوزراء للتوقيع عليها كما ستدرج على جدول الأعمال القرارات الاستثنائية لإقرارها على سبيل التسوية.
وأشارت مصادر مطلعة لـ"البناء" إلى أنه "من المبكر الحكم على الحكومة ويجب منحها الفرصة لمدة أقلها ثلاثة أشهر لكي تقوم بدراسة الملفات ووضع خطط لمعالجتها وسبر أغوار المجتمع الدولي والدول الكبرى والمؤسسات المالية الدولية حول الدعم المالي الذي ستقدمه للبنان"، موضحة أن "لا دعم دولياً قبل التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وهذا التفاوض صار محط توافق بين مختلف مكونات الحكومة شرط دراسة شروط الصندوق ومدى مواءمتها للقوانين اللبنانية والظروف الاقتصادية والاجتماعية، ومدى تقبل المجتمع اللبناني لأي إجراء أو شرط يطلبه الصندوق". وتتوقع المصادر أن تتمكن الحكومة ورئيسها خلال الجولة الخارجية من تحشيد الدعم الدولي المطلوب بالحد الأدنى لوقف الانهيار ووضع قطار النهوض على السكة الصحيحة". لكن مصادر أخرى تخوفت من خطرين على استمرارية الحكومة وقدرتها على الانتاجية: اصطدام الحكومة بالخلافات السياسية على أبواب الانتخابات النيابية المقبلة، لا سيما في ما خص سلة التعيينات الجديدة والتلزيمات والمناقصات وتكرار منطق المحاصصة والمحسوبية، والثاني انعكاس أي خلاف دولي وإقليمي سلباً على لبنان، لا سيما الخلاف الأميركي- الفرنسي المستجد حول صفقة بيع الغواصات الفرنسية إلى أستراليا ودخول الولايات المتحدة الأميركية لتجميدها، فضلاً عن استمرار شد الحبال الأميركي- الإيراني عشية استئناف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني".
في المقابل أشار مصدر في فريق المقاومة لـ"البناء" إلى أن "حزب الله وحلفاءه في لبنان سجلوا بالتعاون مع الحلف الإقليمي الذي يدعمه جملة أهداف في مرمى الأميركيين في إطار الصراع الدائر في المنطقة منذ سنوات بين المحورين، ما مكنه من امتلاك المبادرة وإجهاض المشاريع المتعددة لتعميم الفراغ الحكومي والسياسي وتسعير الأزمات الاقتصادية والمالية ورفع درجة الحصار الاقتصادي ونشر الفوضى الاجتماعية تمهيداً لإشعال الفتن وتأليب بيئة المقاومة عليها تحت ضغط الأزمات، وتحميل الحزب مسؤولية تردي الأوضاع والحصار الخارجي وفق خطة وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو"، ولفت المصدر إلى أن "أوراق القوة التي استخدمها الحزب في الداخل واكبتها جملة تطورات سياسية وأمنية صبت في صالح المحور السوري- الإيراني، لا سيما أن سورية دخلت المرحلة الأخيرة لتصفية العدوان العالمي عليها منذ عشرة سنوات، لا سيما بعد انتخاب الرئيس بشار الأسد لسبع سنوات إضافية وقمة الرئيس الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي شكلت المظلة الاستراتيجية لتثبيت الدولة السورية وإعادة الوضع إلى طبيعته على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالتالي فإن لبنان سيكون أول متلقي النتائج الإيجابية للتحولات في سورية".
وطمأن ميقاتي اللبنانيين بحسب ما نقل عنه زواره "أنه في القريب العاجل، أي خلال الأسابيع المقبلة، سنلمس المزيد من الثقة بالبلد للبقاء فيه، وأهم الأمور التي يجب معالجتها هي الأمور الحياتية من كهرباء ومواصلات واتصالات ومدارس".
وكان ميقاتي استقبل السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو وعرض معها الأوضاع في لبنان والعلاقات الثنائية. والتقى سفير الأردن وليد الحديد، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين. واكتفى السفير بالقول "هدف الزيارة تهنئة الرئيس ميقاتي ودعمه في مهمته. كما تطرق البحث إلى تفعيل عمل اللجنة اللبنانية - الأردنية المشتركة". واستقبل أيضاً سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا العائدة إلى بيروت من الولايات المتحدة الأميركية.
كما رأس رئيس الحكومة اجتماع عمل ضم وزير المال يوسف خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، للبحث في خطة التعافي الاقتصادي التي تنوي الحكومة الإعلان عنها قريباً، ثم انضم إلى الاجتماع وزير الطاقة والمياه وليد فياض حيث تم البحث في آلية تأمين الاعتمادات لزوم تزويد مؤسسة كهرباء لبنان بالفيول.
وبرز موقف إيجابي تفاؤلي من رئيس جمعية المصارف سليم صفير الذي رحب بالبيان الوزاري للحكومة واعتبر أن "أموال المودعين حقوقاً يكفلها الدستور والقانون في دولة مؤسسات قوية"، ودعت جمعية المصارف، "الحكومة إلى أن تبادر فوراً إلى تطبيق التزاماتها بحسب بيانها الوزاري الذي لحظ استئناف فوري للتفاوض مع صندوق النقد الدولي لمعالجة الآثار السلبية للسياسات السابقة الخاطئة كما إطلاق المفاوضات مع الدائنين لإعادة سداد التزامات الدولة اللبنانية، وصولاً إلى إصلاح القطاع المصرفي وإقرار موازنة، وكلها بنود تطالب بها جمعية المصارف منذ بدء الازمة".
على صعيد أزمة المحروقات، أوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس أن "شركات عدة مستوردة بدأت بتوزيع البنزين اليوم (أمس) على السوق المحلية، وستُعيد محطات عدة فتح أبوابها تباعاً أمام المواطنين، وستشهد الأيام المقبلة تحسناً ملحوظاً، وانفراجات في أزمة البنزين تتخطى نهاية أيلول الجاري". وأشار إلى أن "ثلاث بواخر تحمل أكثر من مئة مليون ليتر بنزين سفرغ حمولاتها، وسيتوفر لديها مخزون من البنزين تكفي الأسواق لفترة تفوق الأسبوعين". من جهته، توقع ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا "بعض الحلحلة في أزمة البنزين مع نهاية هذا الأسبوع"، وأكد أن "العقدة كانت عند مصرف لبنان الذي تأخر في تحويل أموال الشركات المستوردة لتتمكن من إفراغ حمولات البواخر".
إلا أن مصادر نفطية تخوفت من رفع الدعم الكلي عن المحروقات وربط سعر الصفيحة بسعر صرف الدولار في السوق السوداء، متسائلة: ماذا لو ارتفع سعر الصرف إلى 20 ألف ليرة؟ أي سعر ستبلغه الصفيحة؟ وتوقعت المصادر أن يستمر الدولار بالتأرجح بين 13 و16 ألف ليرة في السوق السوداء خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
على صعيد المازوت الإيراني تتواصل الاجتماعات بين ممثلين عن بلديات الضاحية مع أصحاب المولدات لإبلاغهم بأن "المازوت الإيراني" أصبح في محطات الأمانة وسوف يتم توزيعه ابتداءً من اليوم لتغذية المولدات بـ 8 ساعات اشتراك لكل 24 ساعة. كما تم توزيع كميات كبيرة من المازوت الإيراني في مناطق عدة، لا سيما في صيدا شملت دور العجزة والرعاية الاجتماعية وعدد من المستشفيات والأفران.
ولفتت مصادر "البناء" إلى أن "حوالي 40 في المئة من المازوت تم تقديمه كهبة إلى المستشفيات والأفران ودور العجزة والرعاية الاجتماعية والدفاع المدني والصليب الأحمر والاطفائية، فيما 60 في المئة منه سيباع للمؤسسات الأخرى بـ140 ألف للصفيحة الواحدة مقابل 190 ألف ليرة ثمنها في الشركات، أي أن 50 ألف ليرة سيتحملها حزب الله".
وأفادت قناة "الميادين" بأن قافلة صهاريج المازوت الإيراني الثالثة عبرت الحدود السورية باتجاه الأراضي اللبنانية.
في غضون ذلك، لاقى ملف ترسيم الحدود اهتماماً رئاسياً، حيث اجتمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب في بعبدا بمبادرة من عون وشرعوا في التشاور في أكثر الملفات أهمية. فتناولوا التطورات التي نشأت بعدما أقدم العدو الإسرائيلي على تكليف شركة أميركية القيام بتقديم خدمات تقييم للتنقيب عن آبار غاز ونفط في المنطقة المتنازع عليها. وخصص الاجتماع لدراسة تداعيات الخطوة الإسرائيلية والإجراءات التي سيتخذها لبنان عطفاً على الرسالة التي وجهها بهذا الخصوص إلى الأمم المتحدة.
ويسعى رئيس الجمهورية بحسب المعلومات إلى بلورة موقف وطني موحد يشكل سنداً للمفاوض اللبناني في عملية ترسيم الحدود وتثبيت الحقوق البحرية، ووصفت المصادر الاجتماع بالإيجابي، كما شمل التشاور رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وشددت أوساط مطلعة على الملف لـ"البناء" أن التنقيب عن الغاز في المنطقة المتنازع عليها والقفز عن إطار التفاوض مع لبنان، يهدف إلى أمرَين: الأول نسف التفاوض مع لبنان كلياً وفرض خط 23 كأساس للتفاوض كأمر واقع في أي جولة مفاوضات جديدة، والثاني التهويل على لبنان لدفعه لاستئناف التفاوض مع التنازل عن حقوقه المتمسك بها، لا سيما الخط 29.
إلّا أن الأوساط رجحت نية العدو الإسرائيلي للعودة إلى التفاوض من موقع قوة، في ظل المعلومات التي تتحدّث عن توجّه أميركي للطلب من الطرفين اللبناني والإسرائيلي العودة إلى طاولة التفاوض، كون تأليف الحكومة الجديدة يحفز على تحريك الملف، لا سيما أن أحد أسباب ولادة الحكومة هو الحاجة الإسرائيلية إلى حكومة تملك الصلاحية لتوقيع أي اتفاقية على ترسيم الحدود.
وفي المقابل، لفتت جهات سياسية لـ"البناء" إلى أن "كلام الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، عن استعداد شركة إيرانية للتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، إذا ما استمرت المماطلة من قبل الشركات الأجنبية المولجة التنقيب، دفع بالأميركيين للإسراع بتحريك المفاوضات للتوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود بما يتيح للبنان استخراج النفط تحت راية واشنطن وباريس، بدل الراية الايرانية على غرار ما حصل في موضوع البواخر الإيرانية".
وأشارت أوساط قيادة الجيش لـ"البناء" إلى "تمسك الوفد المفاوض بالحقوق السيادية وعدم التنازل عن الخط 29 في أي جلسة مفاوضات مقبلة"، مشددة على "ضرورة تعديل مرسوم الحدود لمنح الوفد المفاوض ورقة قوة في المفاوضات". وذكّرت المصادر بالدراسة التي أعدّتها قيادة الجيش، والمزودة بالوقائع والخرائط التي تثبت حق لبنان بما يعرف بالخط رقم 29، لافتة إلى أن "الخطوة الإسرائيلية تهدد الخط 29 الذي فرضه الوفد المفاوض في الجلسات الماضية".
وفي هذا السياق، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد أمين حطيط، في حديث لـ"البناء" أن "على الدولة اللبنانية إزاء الخرق الإسرائيلي، المبادرة لحفظ حقوقه بنقطتين: تعديل مرسوم الحدود البحرية لتثبيت حقنا في إطار القانون الدولي، وحثّ شركات التنقيب الفرنسية والإيطالية والروسية على متابعة عمليات التنقيب في كامل البلوكات"، مضيفاً: "أما في حال تمادى العدو في التنقيب في البلوك 9، فللمقاومة حينها الحق في التحرك عسكرياً لردع العدو عن استمرار عدوانه".
على صعيد التحقيقات في تفجير المرفأ، حدد القاضي طارق البيطار يوم 30 أيلول الجاري موعداً لاستجواب النائب علي حسن خليل و1 تشرين الأول موعداً لاستجواب النائبين غازي زعيتر ونهاد المشنوق. وفي السياق، أحال المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري إلى الأمانة العامة لمجلس النواب ورقة الدعوة التي حدد فيها القاضي طارق البيطار مواعيد لاستجواب الوزراء المذكورين كمدعى عليهم في جريمة انفجار المرفأ. وأفيد بأن عدداً من الوزراء السابقين إضافة إلى الرئيس حسان دياب يعملون على تقديم دعوى أمام محكمة التمييز الجزائية ضدّ القاضي البيطار.
وأشارت مصادر المعلومات إلى أنه "يتم التحضير لأكثر من دعوى ضد قاضي التحقيق في جريمة انفجار المرفأ طارق البيطار"، ولفتت إلى أن "عدداً من النواب والوزراء قد يلجأون إلى تقديم دعوى لرد القاضي البيطار حيث سيضطر إلى إيقاف تحقيقاته". وأوضحت المصادر إلى أنه "من المتوقع أن يتريث النواب حتى 19 تشرين الأول وهو تاريخ دخول مجلس النواب بدورة انعقاد عادية وتصبح ملاحقة النواب بحاجة إلى إذن". وأكدت أن "الاحتمالات مفتوحة، وبين ليلة وضحاها ممكن أن يجد القاضي البيطار نفسه خارج التحقيقات في ملف انفجار المرفأ".
وإذ أكدت مصادر في كتلة التنمية والتحرير لـ"البناء" استعداد الوزراء النواب للمثول أمام القضاء إذا ما تم الالتزام بالأصول القانونية والدستورية والابتعاد عن الكيدية والمصالح السياسية. لفتت المصادر للابتعاد عن الاشاعات والاتهامات التي تساق في هذا الملف.
وطلب المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات من بيطار إعداد تقرير حول ما يتم تداوله عن رسالة تهديد شفهية وصلته بالواسطة من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.
*****************************************
تبدأ عداً المعركة الأكثر سخونة بين المحقق العدلي القاضي طارِق البيطار والوزراء السابقين المدعى عليهم في قضية انفجار مرفأ بيروت، مع تحضير هؤلاء لرفع دعاوى ردّ وارتياب مشروع في حق البيطار الذي يحاول استباق حلول موعد بدء العقد الثاني لمجلس النواب واستغلال انعدام الحصانة عليهم قبل ذلك التاريخ
مع نيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ثقة مجلس النواب وحتى 19 تشرين الأول المقبل، موعِد بدء العقد الثاني للمجلس، بات النواب (الوزراء السابقون) المُدَّعى عليهم في قضية انفجار مرفأ بيروت من دون حصانات نيابية. عليه، يحاول المحقّق العدلي القاضي طارق البيطار، بالقانون، استغلال هذه الفترة فيما يستعد الفريق "المُتهم" لاستخدام "الأسلحة" القانونية للإطاحة بالمحقق العدلي بالضربة القاضية.
ففيما واصل البيطار إجراءاته، مُحدّداً الرابِع من تشرين الأول المقبل موعداً لاستجواب رئيس الحكومة السابق حسان دياب (بعدَ إصدار مذكرة إحضار ثانية بحقّه)، و30 أيلول الجاري موعداً لاستجواب علي حسن خليل، والأول من الشهر المقبل لاستجواب نهاد المشنوق وغازي زعيتر، يتحضّر هؤلاء لتقديم دعاوى ردّ وارتياب مشروع في حق البيطار. وبحسب المعلومات، سيبدأ المدّعى عليهم، غداً، تقديم دعاوى "تستند إلى مخالفات ارتكبها المحقق العدلي، ولا سيما في ما يتعلق بمخالفته المادتين 70 و71 من الدستور (تنصّان على أن لمجلس النواب أن يتهم رئيس مجلس الوزراء والوزراء بارتكابهم الخيانة العظمى أو بإخلالهم بالواجبات المترتبة عليهم) والمادتين 18 و42 من القانون 13/ 1990 (تنصان على أن لمجلس النواب أن يتهم رؤساء الحكومة والوزراء لارتكابهم الخيانة العظمى أو لإخلالهم بالموجبات المترتبة عليهم)".
وفي انتظار ما ستحمله تطورات الأيام المقبلة في شأن إجراءات البيطار أو مصيره، شهدت الساعات الأخيرة تطورات عدة تمثّلت في مراسلات جديدة بين المحقّق العدلي والنيابة العامة التمييزية ومحكمة التمييز الجزائية ومجلس النواب. المراسلات التي اطّلعت "الأخبار" على نسخ منها، تدور حول إشكالية الصلاحية والجهة المُخولة حلّ الخلافات في الصلاحية بين المجلس العدلي المنصوص عليه في القانون، والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء المنصوص عليه في الدستور. إضافة إلى عدد من الثغرات الشكلية.
وبحسب هذه المراسلات، يتبيّن أن المدّعى عليهم علموا بمواعيد من الإعلام، قبلَ أن تصِل الكتب التي أرسلها المُحقق العدلي إلى الأمانة العامة لمجلس النواب، بواسطة النيابة العامة التمييزية، لتبليغها بالدعاوى المقامة بحق الوزراء السابقين بتهم "القتل والإيذاء والإحراق والتخريب معطوفة على القصد الاحتمالي". وقد سبقها بيوم واحد، كتاب أرسلته النيابة العامة التمييزية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، رداً على مراسلات سابقة من المجلس تتعلق بصلاحية المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء وبيان موقف النيابة العامة التمييزية من قضية الصلاحية. مضمون الكتاب الذي اطّلعت "الأخبار" عليه، يشير إلى أن المحقق العدلي السابق فادي صوان توجه بكتب الى المجلس النيابي يطلب فيها إجراء ملاحقات لوزراء ورؤساء، مع احتفاظه بصلاحيته في حال لم يتمّ ذلِك. "غيرَ أن المحقق العدلي الحالي عمدَ إلى اتخاذ إجراءات قضائية بحق رئيس الحكومة والوزراء المتهمين، من دون اتخاذ أي إجراء للاطلاع على رأينا". وتطرّق الكتاب إلى الدفوع الشكلية التي تقدّم بها الوزير السابق يوسف فنيانوس وأحالها إلى النيابة، مشيراً إلى أن "النيابة العامة، قبلَ إبداء رأيها بالدفوع المقدّمة، طلبت إيداع القرارات الصادرة عن القاضي بخصوص صلاحية المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، إلا أنه أحال مذكرتَي إحضار بحق رئيس الحكومة حسن دياب من دون معرفة النيابة بمصير الإجراءات المطلوبة منها". وبما أن البيطار يبني صلاحيته تماشياً مع قرار محكمة التمييز عام 2000 الذي ميّز بينَ الجرائم الناتجة عن الوظيفة والجرائم المرتكبة من الوزراء، اعتبرت النيابة العامة في كتابها بأنها "كنيابة عامة عدلية لا يُمكنها أن تبتّ بالخلاف حول موضوع الصلاحية"، رغم أنها "تميل إلى اعتبار المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بحسب الدستور هو المرجع الصالح".
وفي متابعة لدعوى الارتياب المقدّمة من نقابة المحامين بحق القاضي غسان الخوري (راجع الأخبار- الثلاثاء 7 أيلول 2021 )، علمت "الأخبار" أن الخوري قدّم إلى محكمة التمييز الجزائية الغرفة السادسة برئاسة القاضية رندى الكفوري جوابه على الطلب المُقدّم من نقابة المحامين في بيروت والرامي إلى ردّه كمحامٍ عام عدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت ونقل الدعوى منه للارتياب المشروع. وذلِك بعدَ أن أشيعَ بأنه رفضَ تسلّم التبليغ سابقاً.
عويدات يحقّق: هل تلقّى البيطار تهديداً من حزب الله؟
انشغلت البلاد، أمس، بخبر مصدره الزميل في "المؤسسة اللبنانية للإرسال" إدمون ساسين بشأن ما اعتبر تهديداً مباشراً من حزب الله للمحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ طارق البيطار. تغريدة ساسين جاء فيها أن "حزب الله، عبر وفيق صفا، بعث برسالة تهديد الى القاضي طارق البيطار مفادها: واصلة معنا منك للمنخار، رح نمشي معك للآخر بالمسار القانوني، وإذا ما مشي الحال رح نقبعك. فكانت إجابة بيطار: فداه، بيمون كيف ما كانت التطييرة منّو".
ولاحقاً، أفاد ساسين أحد المسؤولين بأن زميلة له في المؤسسة نفسها هي من أبلغته بأن صفا تحدث أمامها عن البيطار وطلب إليها إبلاغه بالأمر. وقال ساسين إنه مستعد لإثبات ما كتبه.
البيطار رفض التعليق على الأمر، لكنه أبلغ صحافيين وقضاة بأنه سمع من "مصدر خاص ما كتبه ساسين".
وبعد انتشار الخبر، بادر النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات إلى الاتصال بالقاضي البيطار والطلب إليه إعداد تقرير حول الأمر وإيداعه إياه خلال 24 ساعة. على أن يفتح عويدات تحقيقاً للتثبت من حقيقة الأمر. وفيما لم يعلّق حزب الله على ذلك، تولّت وسائل إعلام وناشطون شنّ حملة على الحزب تتّهمه بترهيب البيطار.
********************************************
لقاء “العرّاب” ماكرون أولى محطات ميقاتي
غداة نيل الحكومة الثقة وبدء مداومة رئيسها #نجيب ميقاتي في السرايا بادئاً لقاءات ديبلوماسية مع سفراء كل من الولايات المحتدة وفرنسا والأردن، أدرج قصر الاليزيه على جدول اعمال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ولقاءاته ليوم الجمعة المقبل الزيارة الأولى لميقاتي رئيسا للحكومة اللبنانية الجديدة التي وضعت فرنسا ثقلها المعنوي والديبلوماسي والسياسي منذ أكثر من 13 شهراً لتشكيلها. ومع ان الحكومة الميقاتية لم تأت مطابقة إلى حدود كبيرة للمبادرة الفرنسية الشهيرة، فان باريس باستقبالها ميقاتي في اول محطة خارجية له ستؤكد رعايتها المباشرة القوية لهذه الحكومة وتنظر اليها على انها تتويج لجهودها وضغوطها التي لم تتوقف منذ قيام الرئيس ماكرون بزيارتين لبيروت في السنة الماضية.
وأفاد مراسل “النهار” في باريس ان رئاسة الجمهورية الفرنسية أعلنت في البرنامج الاسبوعي للرئيس ايمانويل ماكرون نهار الجمعة في 24 ايلول الساعة الاولى بعد الظهر عن غداء عمل بين الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي. وكون زيارة رئيس الوزراء اللبناني لباريس تشكل اول زيارة خارجية فلها دلالات حول الدور الذي يعول عليه ميقاتي للديبلوماسية الفرنسية لتسهيل مهمته خارجياً، بعدما ساهم الرئيس ماكرون في تسهيل عملية تشكيل #الحكومة اللبنانية الجديدة محلياً وخارجياً. وقد تلعب باريس دوراً مهماً لتأمين المساعدات الدولية للبنان وهو بحاجة ماسة لهذه المساعدات المالية والهيكلية. غير ان الرئيس ماكرون سيصارح الرئيس ميقاتي وسيشدّد امامه على ان المساعدات مرهونة بالاصلاحات وليس هناك “شيك على بياض” للحكومة التي يتوجب عليها القيام بهذه الاصلاحات وفق خريطة الطريق الفرنسية التي تعول على اعادة الاتصال للتفاوض مع صندوق النقد الدولي لتامين الخطة المالية، والقيام بالتحقيق الجنائي في مصرف لبنان وسائر الادارات واعادة هيكلة القطاع المصرفي. كما وسيشدد الرئيس الفرنسي من ضمن الخطة الاصلاحية على تشكيل الهيئات الناظمة خصوصا بالنسبة إلى الطاقة والاتصالات، وعلى استقلالية القضاء. كما ان الدعوة إلى اجراء الانتخابات النيابية ستكون في صلب مباحثاتهما لتعويل فرنسا على دور هذه الانتخابات التي قد تقود إلى تغيير بعض الطبقة السياسية.
وأفاد المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي انه سيقوم يوم الخميس بزيارة عمل لفرنسا ومن المقرر ان يستقبله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الجمعة.
الملف الحدودي والخطة المالية
وفيما لن تعقد هذا الاسبوع جلسة لمجلس الوزراء، شكّل ملف ترسيم الحدود الجنوبية مع إسرائيل موضع اهتمام أمس بحيث اجتمع الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب في بعبدا بمبادرة من عون للتشاور في اكثر الملفات اهمية، فتناولوا التطورات التي نشأت بعدما اقدمت اسرائيل على تكليف شركة أميركية القيام بتقديم خدمات تقييم للتنقيب عن آبار غاز ونفط في المنطقة المتنازع عليها. وخصص الاجتماع لدراسة تداعيات الخطوة الاسرائيلية والاجراءات التي سيتخذها لبنان عطفاً على الرسالة التي وجهها بهذا الخصوص إلى الأمم المتحدة.
وقالت المصادر المعنية ان رئيس الجمهورية يسعى لبلورة موقف وطني موحد يشكل سنداً للمفاوض اللبناني في عملية ترسيم الحدود وتثبيت الحقوق البحرية، وقالت ان الاجتماع امس استعرض مسار الملف ومراحله منذ انطلق ابان ترؤس الرئيس ميقاتي الحكومة سابقاً، وان أجواء الاجتماع كانت إيجابية وتخلله تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ظل مناخ من التعاون والتكامل والتنسيق بين القوى السياسية “على رغم ان الملف هذا من صلاحية رئيس الجمهورية باعتباره تفاوضيا مع الخارج، بيد ان الرئيس عون وسّع مروحة التشاور لضمان السند القوي للمفاوض”.
إلى ذلك، تتجه الأنظار إلى تشكيل اللجنة التي ستفاوض باسم الحكومة صندوقَ النقد الدولي بعد أن أعلن الرئيس ميقاتي ان وجهته الاولى هي الصندوق. وفي غضون ذلك برز موقف لافت لمجموعة من حملة السندات اللبنانية، والتي تشمل بعضا من أكبر صناديق الاستثمار في العالم، حضت فيه الحكومة الجديدة على بدء محادثات لإعادة هيكلة الديون في أقرب وقت ممكن للمساعدة في التعامل مع الأزمة المالية الطاحنة في البلاد. وقالت في بيان “الآمال والتوقعات بأن تعزز الحكومة الجديدة عملية إعادة هيكلة ديون سريعة وشفافة ومنصفة”. وأضافت “مثل هذه العملية ستتطلب من الحكومة الانخراط بشكل مجد مع صندوق النقد الدولي ودائني لبنان الدوليين وشركاء القطاع الرسمي”. وكان الرئيس ميقاتي رأس اجتماع عمل عصراً ضم وزير المال يوسف خليل، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، للبحث في خطة التعافي الاقتصادي التي تنوي الحكومة إعلانها قريباً، وانضم إلى الاجتماع وزير الطاقة والمياه وليد فياض حيث تم البحث في الية الاعتمادات لتزويد مؤسسة كهرباء لبنان بالفيول.
على صعيد المواقف السياسية، برز أمس ردّ لافت لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على حديث اللواء عباس ابراهيم الاعلامي الأخير من دون ان يسميه. وقال جنبلاط: “بئس هذه الأيّام التي تخرج أصوات تنسى تضحيات الرئيس نبيه بري وحكمته وحنكته وتدّعي أن رئاسة المجلس النيابي ليست حكراً لأحد”. وأضاف عبر “تويتر”: “بئس هذه الأيّام التي يطالب مسؤول أمن المواطن بفتح الطرق أمام شبيحة النظام، بئس هذه الأيّام التي عدنا فيها إلى تعليمات النظام السوري وأحد سفاحيه عنيتُ علي مملوك لبنان”.
تهديد بيطار!
وسط هذه الأجواء، ضجّت الأوساط القانونية والسياسية بخبر التهديد السافر الذي وجهه “حزب الله” إلى المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار. وطلب المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات من بيطار إعداد تقرير حول ما يتم تداوله عن رسالة شفهية وصلته بالواسطة من المسؤول الأمني في “حزب الله” وفيق صفا. وكان الإعلامي ادمون ساسين كشف في تغريدة عبر حسابه الخاص على “تويتر”، ان “حزب الله” بعث برسالة تهديد إلى المحقق العدلي القاضي طارق بيطار. وقال ساسين في تغريدته: “حزب الله عبر وفيق صفا بعث برسالة تهديد إلى القاضي طارق بيطار مفادها: واصلة معنا منك للمنخار، رح نمشي معك للآخر بالمسار القانوني وإذا ما مشي الحال رح نقبعك. فكانت اجابة بيطار: فداه، بيمون كيف ما كانت التطييرة منو”.
وعلى الأثر نفذ أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت، وقفة أمام منزل المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري في زوق مصبح. وقال وليام نون، شقيق الشهيد جو نون: “جئنا نطالب القاضي غسان خوري بالتنحي عن ملف المرفأ بشكل سريع ويللي بدو يحكي باسم النيابة العامة التمييزية المفروض يكون يحكي باسمنا ويدعمنا وما يكون محامي دفاع عن السياسيين والامنيين والقضاة المتهمين من قبل القضاء العدلي”.
وعن تهديد “حزب الله” للمحقق العدلي القاضي طارق البيطار، أكد نون “أننا سنكون حراسًا تحت منزل القاضي بيطار بوجه وفيق صفا وغيره من الأحزاب، مؤكدا أن بيطار غير منحاز وغير مسيّس”.
إلى ذلك، حدد البيطار يوم 30 ايلول الحالي موعداً لاستجواب النائب علي حسن خليل و1 تشرين الأول موعداً لاستجواب النائبين غازي زعيتر ونهاد المشنوق. وفي السياق، أحال المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري إلى الأمانة العامة لمجلس النواب ورقة الدعوة التي حدد فيها القاضي بيطار مواعيد لإستجواب الوزراء المذكورين كمدعى عليهم في جريمة إنفجار المرفأ. وافيد ان عدداً من الوزراء السابقين بالإضافة إلى الرئيس حسان دياب يعملون على تقديم دعوى أمام محكمة التمييز الجزائية ضدّ القاضي بيطار.
***************************************
مرسوم الدورة الاستثنائية: الموضوع قيد التشاور الرئاسي
البيطار “في خطر”: غرفة عمليات لـ”قبعو”!
ماذا سيقول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حين يستضيفه في الإليزيه الجمعة المقبل؟ هل سيجرؤ على مصارحته بأنّ القضاء العدلي ممنوع من كشف الحقيقة في جريمة انفجار المرفأ؟ هل سيكتفي بالقول له “أنا حزين” لانتهاك استقلالية القضاء وتهديد المحقق العدلي، كما اكتفى بإبداء “حزنه” إزاء مشهد انتهاك الصهاريج الإيرانية السيادة اللبنانية؟ الأرجح أنّ ميقاتي سيسقط في امتحان “البكالوريا الفرنسية” هذا العام، لعدم قدرته على مجاراة منهجها الجديد الذي أدرج انفجار المرفأ في كتاب مستحدث لمادة التاريخ والجغرافيا.
لم يكن إخباراً إعلامياً عابراً ما كشفه الصحافي إدمون ساسين أمس عن إيصال “حزب الله” رسالة تهديد إلى القاضي طارق بيطار مفادها: “واصلة معنا منك للمنخار، رح نمشي معك للآخر بالمسار القانوني وإذا ما مشي الحال رح نقبعك”، بل هو يرتقي إلى مصاف “الإخبار الأمني” بعدما وضعته مصادر قضائية في خانة “تهديد صريح يضع المحقق العدلي في خطر حقيقي، ما يستوجب تحركاً فورياً للالتفاف حوله قضائياً وشعبياً وتعزيز حمايته أمنياً، خصوصاً وأنّ رسالة التهديد التي أوصلها مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا عبر طرف ثالث إلى القاضي بيطار عبّرت بوضوح عن نيتها في عدم توفير أي وسيلة لـ”تطييره”.
وفي هذا المجال كشفت معلومات موثوقة عن تشكيل “غرفة عمليات” بين القوى المتضررة من مسار تحقيقات القاضي بيطار وقد بدأ أعضاؤها العمل والتحضير للإطاحة به والدفع نحو تنحيته عن متابعة ملف انفجار المرفأ وهذا ما قصده صفا بقوله: “بدنا نقبعو بالطرق القانونية… وإلا”.
وفي حين بدا صمت “حزب الله” إزاء ما كُشف عن مضمون رسالة تهديد المحقق العدلي، تأكيداً أكثر منه نفياً لمحتواها، أكدت المعلومات المتوافرة أنّ الرسالة وصلت إلى القاضي بيطار بعيد زيارة قام بها صفا إلى قصر العدل، حيث التقى كلاً من رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود ومدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، وهو ما أثار حفيظة أوساط قضائية مستقلة اعتبرت أنّ “التدخل بشؤون القضاء بلغ ذروته مع هذه الزيارة بصورة فجة ومهينة لأعضاء السلك القضائي”.
وإذ أفادت المعلومات أنّ بعض الوزراء السابقين المدعى عليهم يُعدّ العدة القانونية لتقديم دعوى أمام محكمة التمييز الجزائية ضد القاضي بيطار لطلب تنحيته أو رد الملف ونقله من عهدته أو مخاصمة الدولة، جاء جواب المحقق العدلي أمس بتأكيد مزيد من العزم على استكمال خطواته واستدعاءاته، وذلك من خلال تحديده 30 الجاري موعد انعقاد جلسة استماع إلى الوزير السابق علي حسن خليل، والأول من تشرين الأول للاستماع إلى الوزيرين السابقين غازي زعيتر ونهاد المشنوق بصفتهم مدعى عليهم في القضية.
وتوازياً، أكدت مصادر مطلعة أنّ موضوع توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون على مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، بغية تجنب إمكانية سقوط الحصانات عن النواب في الدورة العادية المقبلة للمجلس “لا يزال قيد الدرس ولم يُحسم بعد”، لافتةً إلى أنّ اتخاذ قرار بهذا الخصوص لا بد وأن يسبقه تشاور مشترك بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فضلاً عن التشاور كذلك مع رئيس مجلس الوزراء لأنّ صدور المرسوم يتم بالاتفاق معه. وبناءً عليه، رجحت المصادر أن تتكثف المشاورات حيال الحاجة إلى فتح دورة استثنائية من عدمه بعد عودة ميقاتي من باريس وقبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل.
***************************************
رسالة تهديد من «حزب الله» للمحقق بانفجار المرفأ
بيروت: يوسف دياب
دخل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، مرحلة بالغة الدقّة وذلك غداة ملامسة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار «الخطوط الحمراء»، واتخاذه إجراءات طالت مسؤولين سياسيين أبرزهم رئيس الحكومة السابق حسّان دياب وقادة أمنيين وعسكريين، بعد معلومات عن تلقي بيطار تهديداً من «حزب الله» يحذره من المضي في إجراءات قد تقود إلى إحراجه في هذا الملف.
أول غيث هذه التهديدات، كشفه الإعلامي إدمون ساسين، الذي يتابع منذ فترة ملفات الفساد، إذ نشر تغريدة على حسابه على «تويتر»، قال فيها إن «حزب الله وعبر (رئيس وحدة الأمن والارتباط) وفيق صفا، بعث برسالة تهديد إلى القاضي طارق البيطار، مفادها (واصلة معنا للمنخار، رح نمشي معك للآخر بالمسار القانوني، وإذا ما مشي الحال رح بنقبعك (نقتلعك)»، فكانت إجابة البيطار: «فداه وبيمون (صفا) كيف ما كانت التطييرة منو». وختم ساسين تغريدته: «حمى الله البيطار».
وبقي هذا التهديد موضع اهتمام في الأوساط السياسية والقانونية، وطرح تساؤلات عمّا إذا كان وإذا ثبتت صحّته، سيغيّر في المسار الذي يتبعه المحقق العدلي، الذي لم يحضر أمس إلى مكتبه في قصر العدل وظلّ غائباً عن السمع، إلّا أن المراجع القضائية المعنية لم تنف ولم تؤكد مضمون هذا التهديد إنما التزمت الصمت حياله، فيما سارع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، إلى توجيه رسالة إلى القاضي البيطار، طلب فيها «إعداد تقرير حول ما يتم تداوله عن رسالة (تهديد) شفهية وصلته بالواسطة من السيد وفيق صفا».
وأمام الضجّة التي أحدثها هذا الخبر، أوضحت مصادر مطلعة أن الرسالة «جاءت إثر زيارة قام بها صفا يوم الاثنين (أول من أمس) إلى قصر العدل في بيروت، التقى خلالها رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، ثم النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، وأن المسؤول الأمني في (حزب الله) أبلغ مضمونها شفهياً إلى القاضيين عبّود وعويدات». غير أن مصادر النيابة العامة التمييزية أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء عويدات وصفا «لم يتطرق إلى تحقيقات انفجار المرفأ، وأن مسؤول (حزب الله) لم يأت على ذكر الإجراءات التي يتخذها القاضي البيطار بحق سياسيين من حلفاء الحزب». وقالت المصادر إن «الحديث مع صفا تناول مسألة ضبط شاحنة محمّلة بأكثر من 20 طناً من نترات الأمونيوم في بلدة بقاعية محسوبة على بيئة (حزب الله)، وهذا النقاش حصل بحضور مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي الذي يشرف على التحقيقات الأولية في الملف». وأثار خبر تهديد القاضي البيطار غضب أهالي ضحايا انفجار المرفأ، الذين أعلنوا أنهم «سيقفون حراساً تحت منزل القاضي، بوجه وفيق صفا وغيره من الأحزاب». وطالبوا بـ«احترام القضاء وقراراته التي تتخذ في هذا الملف».
وكان بيطار قرر استدعاء وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، وزير المال السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال السابق غازي زعيتر (وهم نواب حاليون)، وذلك لاستجوابهم كمدعى عليهم بـ«ارتكاب جرم الإهمال والقصد الاحتمالي الذي أدى إلى جريمة القتل»، في معرض ممارساتهم لمهامهم الوزارية، وتلقيهم مراسلات ومستندات، تحذّر من وجود آلاف الأطنان من نترات الأمونيوم في العنبر رقم 12 في المرفأ.
وحدد بيطار يوم الخميس في 30 سبتمبر (أيلول) الحالي موعداً لاستجواب المشنوق ويوم الجمعة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل موعداً لاستجواب خليل وزعيتر، وأوضحت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط»، أن البيطار قرر «إرسال مذكرات تبليغ النواب الثلاثة إلى الأمانة العامة لمجلس النواب بواسطة النيابة العامة التمييزية». ويأتي قرار استدعاء النواب المذكورين بعد ساعات قليلة على نيل حكومة نجيب ميقاتي ثقة البرلمان، وبالتالي انتهاء العقد الاستثنائي للمجلس النيابي الذي استمرّ 13 شهراً، أي طيلة مرحلة الفراغ الحكومي». وأشارت المصادر القضائية إلى أن البيطار «اتخذ من الفترة الفاصلة ما بين انتهاء العقد الاستثنائي للبرلمان (أمس)، وما بين توقيت انطلاق الدورة العادية في 19 أكتوبر المقبل، فرصة لاستدعاء النواب المشنوق والخليل وزعيتر إلى التحقيق، وهي مهلة زمنية كافية لاستجوابهم، طالما أنهم باتوا بلا حصانة نيابية من الآن وإلى حين بدء الدورة العادية بعد شهر تقريباً».
وفي المقابل، كشف مصدر مقرّب من وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس، الذي أصدر البيطار مذكرة توقيف غيابية بحقه الأسبوع الماضي، أن الفريق القانوني «غير مقتنع بالخطوة التي اتخذها قاضي التحقيق ضدّ موكلهم». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن محامي الدفاع عن فنيانوس «يدرسون ثلاثة خيارات يمكن اللجوء إليها، لوقف مسار ملاحقة موكلهم، وإنهم سيعتمدون الخيار الصائب، الذي يحقق الهدف». ولم يستبعد المصدر «اللجوء إلى تقديم دعوى لكفّ يد البيطار عن ملف المرفأ بسبب الارتياب المشروع».
***************************************
“الجمهورية”: أولويات الحكومة: مليارات “سيدر” وصندوق النقد واستئناف مفاوضات الترسيم
غداة نيل حكومته ثقة المجلس النيابي، تحرّك الرئيس نجيب ميقاتي على الجبهتين الداخلية والخارجية لالتقاط الفرص، ولترجمة الضمانات الدولية التي قال انه حصل عليها إثر تكليفه تأليف الحكومة. وقد توزعت اهتماماته أمس بين موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، فأعلن عن زيارة عمل سيقوم بها الى باريس غداً للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الوقت الذي عَقدَ اجتماعاً اقتصادياً مالياً خصّص للبحث في خطة التعافي الاقتصادي، وقبل ذلك كان له اجتماع في القصر الجمهوري مع رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب خصّص للبحث في موضوع الاعلان الاسرائيلي عن تلزيم التنقيب في حقل كريش البحري، في خطوة يُشتبه انّ فيها اعتداء على حقوق لبنان النفطية والغازية في هذه المنطقة المتنازع عليها بينه وبين اسرائيل. وعلمت «الجمهورية» انّ ميقاتي يهدف من لقائه الرئيس الفرنسي الى تحريك تنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر» التي من شأنها ان تمكّن لبنان من الحصول على 3 الى 4 مليارات دولار، في ضوء وعد من ماكرون بتمكين لبنان من ذلك. كذلك فإن ميقاتي يريد من هذه الخطوة ملاقاة المفاوضات المرتقبة بين لبنان والصندوق النقد الدولي الذي كان قد تردد سابقاً أنه سيمنح لبنان قروضاً ببضعة مليارات لتنفيذ بعض المشاريع الانمائية والحيوية على مستوى البنى التحتية، وذلك في حال الاتفاق مع السلطات اللبنانية على تنفيذ الاصلاحات المقررة في مؤتمر «سيدر» وفي المبادرة الفرنسية.
على وَقع ثقة الـ85 نائباً، يزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باريس غداً، ويلتقي الجمعة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون سعياً الى كسب الثقة الفرنسية والدولية، وذلك في أول زيارة له الى الخارج بعد عودته الى السرايا.
يعرف ميقاتي انّ باريس تكاد تكون بوّابته الوحيدة الى المجتمع الدولي، بعدما كانت «سبونسِر» التشكيلة الحكومية التي ساهمت في ولادتها، بعد مخاض طويل وعسير.
وما يعزّز حاجة ميقاتي إلى الدور الفرنسي في هذه المرحلة هو انّ دول الخليج، وفي طليعتها السعودية، لم تعط بعد اشارة الى انها في صدد فتح أبوابها وخزائنها امام لبنان لمساعدة حكومته على تأمين متطلبات بدء مسيرة الخروج من الهاوية.
واللافت انّ رحلة ميقاتي الباريسية تأتي بدعوة من ماكرون الذي لم يَحُل انشغاله بأزمة الغواصات مع واشنطن في مواصلة الغوص في الشأن اللبناني. وترجّح اوساط مطلعة ان يحضّ ماكرون رئيس الحكومة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة في اقصر وقت ممكن، واعادة تفعيل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وذلك لتسهيل حصول لبنان على المساعدات الدولية المرتقبة وتأمين البيئة المناسبة للمسعى الفرنسي في هذا المجال. وتتوقع الاوساط ان يكون من بين اهتمامات ماكرون ضمان اعطاء الأفضلية للشركات الفرنسية في مشروعي إعادة بناء المرفأ والنهوض بقطاع الكهرباء المتهالك، خصوصاً انّ ماكرون يقف على بُعد أشهرٍ من موعد الانتخابات الرئاسية في الربيع المقبل، وهو يحتاج إلى إنجاز سياسي- استثماري في لبنان قد يساهم في تعزيز موقعه ضمن السباق الرئاسي.
رَد الجميل
وفي رواية أُخرى، قالت مصادر مطلعة عن التحضيرات حول زيارة ميقاتي لباريس لـ»الجمهورية» ان الجهود لترتيب اول لقاء بينه وبين ماكرون بدأت قبَيل تشكيل الحكومة بأيام عندما تبلّغ اعضاء من خلية الازمة الفرنسية الخاصة بلبنان رغبة ميقاتي برد الجميل لماكرون، وتقديراً منه للجهود الفرنسية التي بذلت على كل الخطوط الداخلية اللبنانية والاقليمية والدولية لتوليد الحكومة، خصوصاً في الساعات الاخيرة التي أدارتها الخلية الفرنسية بالتعاون مع «الصهرين» قنصل لبنان في مونتي كارلو مصطفى الصلح ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.
وعليه، كشفت الدوائر المختصة في قصر الاليزيه عن لائحة مواعيد ماكرون، فقالت: «يستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى غداء عمل عند الواحدة من بعد ظهر يوم الجمعة في 24 ايلول الجاري». من جهته، أعلن مكتب ميقاتي في معلومات مُقتضبة انه سيتوجه إلى فرنسا غداً ليلتقي ماكرون في اليوم التالي.
جدول أعمال ميقاتي
وعلمت «الجمهورية» انّ ميقاتي الذي ابلغ الى رئيس الجمهورية الخطوة التي ينوي القيام بها في خلوة جمعتهما في نهاية اللقاء الثلاثي الذي جمعهما أمس الأولفي قصر بعبدا بوزير الخارجية عبد الله ابو حبيب، والذي خصص لمواجهة الجديد في عمليات التنقيب عن الغاز في المنطقة القريبة من البلوك الرقم 9 في اقصى الجنوب اللبناني والظروف التي أدّت الى تحديد الموعد والهدف المقصود منه.
وعلمت «الجمهورية» انه بعد ان اطلع ميقاتي عون على تفاصيل زيارته لباريس، ابلغ اليه التحضيرات الجارية للقاء مع ماكرون، وانّ جدول اعماله لم يحدد بنقاط معينة بعد بمقدار ما سيكون لاستكشاف ما يمكن ان تقوم به باريس لفتح آفاق المرحلة المقبلة امام الحكومة العتيدة، وما يمكن القيام به لاستعادة الحضور اللبناني على المسرح الدولي كما بالنسبة الى استكشاف اجواء المواجهة الفرنسية مع الاميركيين والبريطانيين بعد إلغاء اوستراليا صفقة الغواصات الفرنسية وانعكاساتها على الساحة اللبنانية، والدور الفرنسي الطليعي الذي دعم ولادة الحكومة على اسس راعت فيها باريس رغبات ورضى طهران وواشنطن وعواصم أخرى داعمة.
المفاوضات مع الصندوق
وعشيّة اللقاء مع ماكرون، وفي إطار تحضير جدول اعمال «غداء العمل»، ترأس ميقاتي اجتماع عمل عصر امس ضَم وزير المال يوسف خليل، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وذلك للبحث في خطة التعافي الاقتصادي التي تنوي الحكومة الاعلان عنها قريباً. وانضَم الى الاجتماع وزير الطاقة والمياه وليد فياض، حيث تم البحث في آلية تأمين الاعتمادات لزوم تزويد مؤسسة كهرباء لبنان بالفيول.
وقالت مصادر مطلعة انّ ميقاتي سيقترح في اول جلسة لمجلس الوزراء تشكيل لجنة وزارية مهمتها ادارة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي برئاسة نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وتضمّ كلّاً من وزيري المال والاقتصاد، وينضم اليها الوزراء المعنيون ببعض الملفات المحددة وحاكم مصرف لبنان، من أجل ضع الأسس التي ستستأنف من خلالها هذه المفاوضات انطلاقاً من خبرة الشامي في شؤون الصندوق الذي أمضى فيه سنوات عدة في مواقع المسؤولية.
وعلمت «الجمهورية» ان الخطة ترتكز على 3 عناوين اساسية، هي: تقويم الخسائر في القطاع المالي في المصارف اللبنانية ومصرف لبنان وتوحيدها، رسم أطر التعافي المالي وبرنامج إعادة الهيكلة. فالارقام تغيّرت ومعها المعطيات التي قادت الى خطة التعافي السابقة التي وضعتها حكومة الرئيس حسان دياب، ولا بد من اعادة تقييمها استناداً الى كل شيء جديد.
مفاوضات الترسيم
وفي هذه الاجواء، عَبّرت الحكومة، في ظل عدم توافر الوقت الكافي لعقد جلسة لمجلس الوزراء في الايام المقبلة، عن اهتمامها بالإجراءات الاسرائيلية المؤدية الى فوز شركة «هاليبرتون» الاميركية بالحفر في شمال حقل «كاريش» النفطي الاسرائيلي وما يمكن للبنان القيام به على مستوى الامم المتحدة في ضوء الاتصالات التي باشرها وزير الخارجية مع الولايات المتحدة الاميركية والامم المتحدة من خلال الرسالة التي وجهتها بعثة لبنان في نيويورك لاستكشاف رأيها في المنطقة التي تعمل فيها الشركة الاميركية وتحديد موقعها إن كانت من ضمن المنطقة المتنازَع عليها بين لبنان واسرائيل او من خارجها.
وكل هذه القضايا عرضها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر امس في قصر بعبدا مع ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب، بالاضافة الى التطورات التي نشأت بعد تكليف اسرائيل الشركة الأميركية تقديم خدمات تقييم للتنقيب عن آبار غاز ونفط في المنطقة، حيث تم التوافق على موقف لبناني موحد منها.
وعلمت «الجمهورية» ان بوحبيب، الذي سيلتقي السفيرة الاميركية دوروتي شيا اليوم، سيبلغ اليها رغبة لبنان باستئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية في مقر قيادة القوات الدولية، والتي تجمدت بناء على طلب الوسيط الاميركي بعد اصرار لبنان على الخط 29 بدلاً من الخط السابق 23 المنصوص عنه في المرسوم 6433، ورفض اسرائيل وإصرارها على العودة الى ما يسمّى «خط هوف» الذي رفضه لبنان سابقاً.
وكانت السفيرة شيا قد زارت ميقاتي أمس في اول نشاط رسمي لها بعد عودتها امس الأول من زيارة عمل لبلادها عقدت خلالها لقاءات مع بعض المسؤولين الكبار في وزارة خارجية الاميركية.
الوفد المفاوض
وفي الاطار عينه، علمت «الجمهورية» ان عون سيلتقي اليوم رئيس الوفد اللبناني المفاوض العميد الطيار بسام ياسين للبحث في الاطر الممكنة لمواكبة الاجراءات الاسرائيلية، وما يمكن لبنان ان يقوم به لمواجهتها والاستعدادات المطلوبة في حال استؤنفت المفاوضات مع الجانب الاسرئيلي، وما يمكن القيام به في شأن المرسوم 6433 وما هو مطروح لجهة تعديله لتثبيت الخط 29 في الامم المتحدة في ظل الحديث عن إمكان طرح الموضوع في مجلس الوزراء في اول جلسة له الأسبوع المقبل، في ضوء ما ستنتهي إليه اتصالات وزير الخارجية مع واشنطن والأمم المتحدة في الأيام القليلة المقبلة الفاصلة عن موعد الجلسة الاربعاء المقبل في بعبدا، بعدما تم التفاهم بين عون وميقاتي على اعتبارها الجلسة الاسبوعية العادية للحكومة الجديدة بمعزل عن الجلسات المكثفة في الفترة المقبلة.
قضائياً، طلب المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات من المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار إعداد تقرير حول ما يتم تداوله عن رسالة تهديد شفهية وصلته بالواسطة من رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا. وكانت مواقع تواصل اجتماعي تداولت تغريدة عبر «تويتر» مفادها انّ «حزب الله» بعثَ برسالة تهديد الى القاضي البيطار، جاء فيها:»واصلِة معنا منّك للمنخار، رح نمشي معك للآخر بالمسار القانوني واذا ما مشي الحال رح نِقبَعَك». وكانت إجابة البيطار: «فداه، بيمون كيف ما كانت التطييرة مِنّو».
ولاحقاً، حدّد البيطار30 ايلول الحالي موعداً لاستجواب النائب علي حسن خليل، و1 تشرين الأول المقبل موعداً لاستجواب النائبين غازي زعيتر ونهاد المشنوق. وفي السياق، أحال المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري الى الأمانة العامة لمجلس النواب ورقة الدعوة التي حدّد فيها القاضي طارق البيطار مواعيد استجواب الوزراء السابقين المذكورين كمدعى عليهم في جريمة انفجار المرفأ.
وأفيد انّ عدداً من الوزراء السابقين، بالاضافة إلى الرئيس حسان دياب، يعملون على تقديم دعوى أمام محكمة التمييز الجزائية ضدّ القاضي البيطار. وكان أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت قد نفّذوا وقفة احتجاجية أمام منزل القاضي خوري، للمطالبة بتنحّيه فوراً عن الملف.
السلام هَش
من جهة ثانية، أكّد القائد العام لقوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب اللواء ستيفانو ديل كول «أننا حظينا باستقرار نسبي خلال عقد ونصف من الزمن، إلا أنّ الأحداث في الأشهر الأخيرة أظهرت لنا أن السلام هَش ولا ينبغي أبداً اعتباره أمراً مسلّماً به».
وقال ديل كول خلال إحياء اليونيفيل «اليوم الدولي للسلام» باحتفال أقيم أمس في الناقورة: «اليونيفيل ملتزمة العمل مع السلطات اللبنانية ودعم الجيش اللبناني وسكان جنوب لبنان. وبذلك، نمهّد الطريق لترسيخ الجهود السياسية والديبلوماسية كافة نحو حل دائم ووقف إطلاق نار دائم». ولفت إلى «قرار مجلس الأمن الدولي 2591 الاخير الذي تم بموجبه تجديد ولاية اليونيفيل لسنة أخرى، والذي طلب منها اتخاذ «تدابير مؤقتة وخاصة» لتقديم الدعم اللوجستي للقوات المسلحة اللبنانية لمدة 6 أشهر».
وعن الوضع المتدهور في لبنان بسبب الآثار المعقدة لجائحة كورونا والأزمات الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة، قال ديل كول: «اليونيفيل والدول المساهمة في قوات عسكرية يبذلون قصارى جهودهم لدعم سكان جنوب لبنان وحمايتهم». وأضاف: «إننا نساعد المجتمعات المحلية على بناء القدرات للحد من انتشار كوفيد-19، من خلال التبرّع بالمعدات الطبية والخبرة وأدوات الوقاية الشخصية والفحوصات المخبرية وتوفير التدريب للمستشفيات والمدارس والمجتمعات».
كورونا
على الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي امس حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 652 إصابة جديدة (641 محلية و11 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 619232. كذلك سجلت 6 حالات وفاة جديدة ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى 8246.
***************************************
ميقاتي غداً في الأليزيه: تنسيق خارطة المبادرة مع ورشة الحكومة
اشتباك قضائي – نيابي على خلفية مواعيد الاستجواب.. وسلفة جديدة لمؤسسة الكهرباء قيد التحضير!
في اول اجتماع عمل، بعد نيل الثقة النيابية، يلتقي الرئيس نجيب ميقاتي الرئيس ايمانويل ماكرون في الاليزيه بعد غد الجمعة، وعلى جدول اعمال اللقاء، شكر فرنسا على دورها في الوقوف الى جانب لبنان، والمساعدة في تذليل العقبات للولادة الحكومية.
وكشف مصدر مقرّب من الرئيس ميقاتي ان رئيس الحكومة سيقوم غداً بزيارة عمل الى فرنسا ومن المقرر ان يستقبله الرئيس الفرنسي ماكرون في اليوم التالي.
وقالت مصادر وزارية لـ»اللواء» ان زيارة ميقاتي تأتي في اطار التواصل مع الدولة التي تولي اهتماماً بالملف اللبناني واستطلاع آفاق المرحلة المقبل والتأكيد على العلاقة الوثيقة بين البلدين.
وفهم من المصادر ان من بين المواضيع الملحة التي تناقشها الحكومة حقوق سحب لبنان الخاص من صندوق النقد الدولي ومقاربته بشفافية.
وحسب المعلومات، فان الزيارة سيتخللها بحث اوجه الدعم الذي ستقدمه فرنسا للبنان، بما في ذلك احتمال عقد مؤتمر دولي في بيروت مخصص لبحث اجراءات الدعم الدولي.
وعشية الزيارة، استقبل الرئيس ميقاتي السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، للبحث في مواضيع الزيارة، وآفاق الوضع اللبناني.
كما استقبل في وقت لاحق السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا العائدة لتوها من الولايات المتحدة الأميركية.
وفي اطار المعالجات، رأس الرئيس ميقاتي اجتماع عمل عصر امس ضم وزير المال يوسف خليل، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وذلك للبحث في خطة التعافي الاقتصادي التي تنوي الحكومة الإعلان عنها قريبا.
وعلم ان وزير الطاقة والمياه وليد فياض انضم الى الاجتماع، للبحث في آلية تأمين الاعتمادات لزوم تزويد مؤسسة كهرباء لبنان بالفيول.
وكانت الحكومة بعد نيل الثقة النيابية بادرت إلى التحرك السريع لمعالجة الملفات العالقة والازمات القائمة، وتم الاعلان عن زيارة باريس.
وفي باكورة العمل الرئاسي، اجتمع الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب في قصر بعبدا بمبادرة من عون، للتشاور في تكليف الكيان الإسرائيلي شركة أميركية القيام بتقديم خدمات تقييم للتنقيب عن آبار غاز ونفط في المنطقة المتنازع عليها في المنطقة البحرية. وخصص الاجتماع لدراسة تداعيات الخطوة الاسرائيلية والاجراءات التي سيتخذها لبنان عطفاً على الرسالة التي وجهها بهذا الخصوص الى الأمم المتحدة، ولبلورة تصور وطني موحد لمواجهة الاطماع الاسرائيلية. ولذلك سيجري التشاور مع الاطراف المعنية ومنها الرئيس نبيه بري.
وعلمت «اللواء» من مصادرمعنية بالملف، انه جرت في الاجتماع متابعة ماتقوم به اسرائيل من تقييم وكشف قبل التنقيب،وهل يدخل هذا التقييم ضمن المنطقة المتنازع عليها، وتقرر ان يجري وزير الخارجية اتصالاته مع الامم المتحدة ومراجع اخرى من اجل التأكد من حدود العمل الاسرائيلي وهل يعتدي على المنطقة التي تخص لبنان.
وتفيد المعلومات انه سيُصار الى استكمال استكشاف الحدود البحرية بدقة ولمرة اخيرة، وتكليف خبراء بالمجال، من اجل التدقيق اكثر في موضوع الحدود، وفي ضوء هذه الإجراءات يتم إتخاذ القرار المناسب.
وقالت المصادر: ان القرار الذي سيتُخذ سيُراعي اولاً واخيراً مصلحة لبنان في استخراج النفط والغاز في اقرب مدة ممكنة للإستفادة منه قدرالامكان في معالجة الازمات القائمة. مشيرة الى ان لبنان مستعد لإستئناف المفاوضات غير المباشرة برعاية دولية ومشاركة اميركيةحول ترسيم الحدود، ولم يكن هو الطرف الذي اوقف المفاوضات، بل الجانب الاميركي علّقها بطلب اسرائيلي.
واعربت مصادر سياسية عن اعتقادها،بأن الفرصةماتزال سانحة امام لبنان، لتسريع انجاز الاتفاق النهائي على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، اذا أحسنت السلطة التعاطي مع هذه المسألة المهمة والحيوية، بعيدا،عن المزايدات السياسية والحسابات الضيقة الخاصة والمصالح الاقليمية.
واشارت،الى ان اتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه برعاية الولايات المتحدة واستمر لسنوات،مايزال ساريا،في حين ان المطلوب توقيع مشروع المرسوم رقم ٦٤٣٣\، المتعلق بهذه المسألة، لقطع الطريق امام اي ذرائع اوعقبات، تستهلك مزيدا من الوقت بلا طائل، وتضّيع على لبنان،فرصة المباشرة بالتنقيب واستخراج النفط والغاز، وهو مايمكن ان تستغله إسرائيل لتسريع الخطى لاستخراج الثروات النفطية التي هي من حق لبنان،مستفيدة من التأخر والتباينات الداخلية اللبنانية والمصالح والصراعات الاقليمية والدولية.
واشارت المصادر إلى ان ولادة الحكومة الجديدة، تساعد كثيرا في في تجاوز الخلافات والصراعات الداخلية،وتسريع حل هذه المشكلة، بينما، قد يؤدي لجوء لبنان الى الامم المتحدة للتدخل لحل اشكالية تلزيم إسرائيل، عمليات التنقيب في المناطق المتنازع عليها،بمعزل عن اصدار مرسوم التحديد، الى مزيد من التعقيدات، واطالة امد حل هذا الخلاف،وهذا لن يكون في صالح لبنان على المديين، القريب والبعيد.
جلسات الحكومة
وفي السياق الحكومي، تبين انه لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع كما تردد للبحث في ملف ترسيم الحدود البحرية، بعدما ظهرت الحاجة الى اجراء قانوني قبل اي شيء يتمثل بضرورة توقيع الوزراء الجدد في الحكومة على مئات الموافقات الاستثنائية والمراسيم واحالات المراسيم التي صدرت من حكومة الرئيس حسان دياب خلال فترة تصريف الأعمال.
وعلمت «اللواء» انه قد بوشر بجمع هذه المراسيم والاحالات والموافقات لاحالتها الى مجلس الوزراء الذي ينعقد الاربعاء المقبل ليوقع عليها الوزراء.
انطلاقة بعد الزيارة
وتفتح الزيارة الباب لانطلاقة عملية عبر جلسات متلاحقة لمجلس الوزراء.
واكد وزير العمل مصطفى بيرم في تصريح لـ«اللواء» أن أولوية الحكومة تقوم على وضع خطة للأنقاذ تراعي الأولويات المطلوبة للمواطنين وأشار إلى أن نقاشات الجلسات الحكومية المقبلة ستركز على هذا الموضوع معربا عن أمله في أن ينسحب جو التعاون الذي ساد نقاشات البيان الوزاري واقراره على هذه الجلسات بهدف أحداث صدمة إيجابية.
وأوضح الوزير بيرم أن الحكومة راغبة في معالجة الملفات ذات الطابع المعيشي وقال : نحاول تقديم نموذج الوزير الخادم للناس .
ولفت إلى أن هناك إصرارا على العمل كفريق متجانس ومتعاون وبكثير من الجدية مؤكدا أن معظم الملفات الحياتية تشكل محور اهتمام ومتابعة .
وردا على سؤال أوضح الوزير بيرم أن هناك افكارا واعدة واستراتيجية بشأن وزارة العمل و سيطرحها لدى استكمالها في مؤتمر صحافي يعقد قريبا .
معالجة حياتية
حياتياً، وفي اليوم الاول بعد الثقة، لمس المستهلك انخفاضاً ملحوظاً في اسعار السلع الرئيسية، لا سيما التي سعرت على اساس سعر صرف الدولار، بعد انخفاضه، اما طوابير السيارات فبقيت على حالها، ولم يحدث اي انفراج حقيقي بانتظار الوعود في الأيام القليلة الفاصلة عن موعد رفع الدعم بصورة نهائية مطلع ت1 المقبل.
أزمة المحروقات
على صعيد ازمة المحروقات، اوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس أن شركات عدة مستوردة بدأت بتوزيع البنزين امس، على السوق المحلية، وستُعيد محطات عديدة فتح أبوابها تباعاً أمام المواطنين، وستشهد الايام المقبلة تحسناً ملحوظاً، وانفراجات في أزمة البنزين تتخطى نهاية أيلول الجاري.
وأشار إلى أن «قبل يوم الاربعاء ستعمد ثلاث بواخر تحمل اكثر من مئة مليون ليتر بنزين إلى تفريغ حمولاتها، وسيتوافر لديها مخزون من البنزين تكفي الاسواق لفترة تفوق الأسبوعين. وناشد المعنيين المسؤولين، «الاعلان عن آلية رفع الدعم بصورة نهائية عن المحروقات، لمعالجة ما يمكن أن يخلق بلبلة أو ينقلنا الى أزمة من نوع آخر مسبقاً».
من جهته، توقع ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا «بعض الحلحلة في أزمة البزين مع نهاية هذا الأسبوع. وأكد أن «العقدة كانت عند مصرف لبنان الذي تأخر في تحويل أموال الشركات المستوردة لتتمكن من إفراغ حمولات البواخر». وأمل في أن تتمكن الحكومة الجديدة من إيجاد حل جذري للأزمة». وطالب وزير الطاقة وليد فياض «بإصدار جدول أسعار للمازوت لتتمكن الشركات التي تستورده بالدولار من بيعه بالليرة اللبنانية على المحطات».
مازوت المولدات
في المقابل، أكد رئيس تجمّع أصحاب المولدات الخاصة عبدو سعادة أنّ «الكلام عن احتكارنا للمازوت هو افتراء ولم نستلم المازوت منذ أيام على رغم رفع الدعم وارتفاع تسعيرة الدولار وأصبح الفارق 60 دولاراً في الطن أي ما يقارب المليون ليرة. فمن سيتحمّل هذا الفارق؟ أصحاب المولدات؟
ورأى أنّ «لا حلحلة في الكهرباء قبل نهاية الشهر في انتظار وصول الباخرة الثانية من المازوت فالأولى أُفرغت معظمها في مؤسسة كهرباء لبنان».
لكن رئيس بلدية الغبيري معن الخليل اعلن امس، ان اتحاد وبلديات الضاحية الجنوبية رفعوا لائحة بيانات لاصحاب محطات الاشتراك في نطاق الضاحية الجنوبية الى شركة «الامانة»، التي بدورها سترسل رسالة تحدد فيها الكمية التي ستوزع على دفعات لكل زبون. واوضح ان هذه المادة ستغطي ٨ ساعات تغذية يومية، مقابل تسعيرة ١٤٠ الف ليرة لبنانية للصفيحة الواحدة تشمل كلفة النقل.
وقال: الاولوية بتسليم الكميات ستكون لمن يلتزم بعدد ساعات التغذية المقررة في التسعيرة الرسمية، واجراءات تركيب العدادات، وسيواكب اتحاد وبلديات الضاحية الجنوبية سير عملية التوزيع والتزام اصحاب المولدات بما تَقرر.
استجواب النواب
قضائياً، طرأت تطورات في قضية التحقيقات الجارية في انفجار المرفأ سواء لجهة ابلاغ المجلس النيابي بمواعيد جلسات استجواب النواب علي حسن خليل (30 أيلول الجاري) والنائبين غازي زعيتر ونهاد المشنوق في الأول من تشرين أول.
وفي السياق، أحال المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري الى الامانة العامة لمجلس النواب ورقة الدعوة التي حدد فيها القاضي طارق البيطار مواعيد لاستجواب الوزراء السابقين المذكورين كمدعى عليهم في جريمة انفجار المرفأ. وأفيد ان عدداً من الوزراء السابقين بالاضافة الى الرئيس حسان دياب يعملون على تقديم دعوى أمام محكمة التمييز الجزائية ضد القاضي البيطار.
وسارع المحقق العدلي بيطار الى تحديد مواعيد استجواب النواب الثلاث قبل بدء الدورة العادية لمجلس النواب التي تلي اول ثلاثاْ بعد 15 ت1، وفي ظل معلومات عن دعاوى جزائية عليه لدى محكمة التمييز ودعاوى تتعلق بالارتياب المشروع.
شعبياً، كان البارز الوقفة الاحتجاجية امام منزل المدعي العام العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي غسان خوري في زوق مكايل، لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت.
وكانت مسيرة الأهالي انطلقت من أمام كنيسة مار شربل في ادونيس – زوق مصبح الى منزل القاضي خوري، حاملين صور ابنائهم الشهداء واللافتات المطالبة بالحقيقة، وسط اجراءات امنية لوحدات الجيش والقوى الامنية.
وطالب اهالي الضحايا في بيان «القاضي خوري بالتنحي عن التحقيقات في ملف التفجير لأنه يعرقل التحقيق من ناحية عدم اتمام التبليغات للأجهزة الامنية»، وأشاروا الى انهم «يحاولون ايجاد ثغرة من اجل ازاحة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار»، مؤكدين انهم «حراس للقاضي بيطار غير المسيس او المنحاز في وجه الاحزاب كافة».
610752 إصابة
صحياً أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن تسجيل 652 اصابة جديدة بفايروس كورونا، و6 حالات وفاة، مما رفع العدد التراكمي الى 610752 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
***************************************
«داعش» يستعيد نشاطه لبنانياً ويخطط لعمليات أمنية
ميقاتي الى باريس… ولبنان يدقق بمعلوماته قبل التصعيد بوجه «اسرائيل»
البيطار يتحرك بوجه الثلاثي النيابي مستفيدا من تعليق الحصانات – بولا مراد
وكأنه لم يكن ينقص اللبنانيون في خضم كل الازمات التي يواجهونها والتي لم تتراجع حدّتها رغم تشكيل الحكومة الا عودة الهمّ الامني ليطغى على باقي همومهم.
اذ اثار اعلان قيادة الجيش يوم أمس عن توقيف خلية لتنظيم «داعش» الارهابي الهواجس من زعزعة الاستقرار الامني الذي تنعم به البلاد منذ مدة رغم كل الاهتزازات التي تعانيها على الصعد كافة.
وأوضحت قيادة الجيش في بيان ان «مديرية المخابرات أوقفت في مدينة طرابلس عدداً من الأشخاص يشكلون خلية مؤيدة لتنظيم داعش الإرهابي، وقد عمدوا إلى شراء الأسلحة الفردية والذخائر بهدف تنفيذ عمليات أمنية مستغلين الأوضاع المتردية في لبنان، كما سعى عناصر الخلية إلى تجنيد أشخاص آخرين لمساعدتهم».
ولفتت المديرية الى أن «الخلية كانت قد بدأت نشاطها في شهر حزيران الفائت، ونفذت عملية اغتيال المعاون الأول المتقاعد أحمد مراد في منطقة المئتين ـــ طرابلس بتاريخ 22 /8 /2021»، معلنة مباشرة التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص. وكشفت مصادر عسكرية لـ»الديار» ان «توقيف عدد من عناصر الخلية تم منذ مدة زمنية معينة الا اننا لم نعلن عن ذلك لاستكمال التحقيقات وتوقيف باقي العناصر»، لافتة الى ان «هذه العملية تندرج ضمن العمليات الاستباقية التي ننفذها بعد ان كنا حذرنا مرارا من ان انتصارنا على الارهاب عسكريا لا يعني ان الحرب امنيا انتهت نظرا لوجود خلايا نائمة».
ميقاتي الى باريس
سياسيا، وفي اعلان لم يكن مفاجئا أفاد المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن قيامه يوم الخميس بزيارة عمل الى فرنسا حيث يلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الجمعة. ووجدت مصادر مطلعة على حركة ميقاتي قراره بأن تكون باريس وجهته الاولى بعد تشكيل حكومته ونيلها الثقة امرا طبيعيا جدا باعتبار ان فرنسا لعبت الدور الابرز من خلال مبادرتها لسد الفراغ الحكومي، مرجحة ان يستغل ميقاتي الفرصة لشكرها وطلب استكمال مساعدتها في عملية نهوض لبنان. وقالت المصادر لـ «الديار» ان رئيس الحكومة سيتمنى على ماكرون ان يكون عراب هذه الحكومة وان يحاول فتح ابواب الخليج وبخاصة ابواب السعودية لها.
وسيؤدي سفر ميقاتي تلقائيا لتأجيل عقد اول جلسة للحكومة بعد نيلها الثقة الى الاسبوع المقبل علما ان رئيسها وعدد من الوزراء ينكبون على التوقيع على المراسيم الموروثة من حكومة الرئيس حسان دياب باعتبارها حكومة تصريف اعمال وقد تُرك امر توقيعها للحكومة التي ستشكل. وشهد السراي الحكومي يوم أمس حركة ديبلوماسية لافتة فاستقبل ميقاتي سفراء فرنسا والولايات المتحدة والاردن.
لبنان يدقق بمعلوماته
في هذا الوقت انشغل القصر الجمهوري في بعبدا بمتابعة ملف التنقيب الاسرائيلي عن النفط في المنطقة البحرية المتنازع عليها مع لبنان. واجتمع عون لهذا الغرض مع ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب. وقال المكتب الاعلامي للرئاسة الاولى ان اللقاء تناول التطورات التي نشأت بعدما اقدمت اسرائيل على تكليف شركة أميركية القيام بتقديم خدمات تقييم للتنقيب عن آبار غاز ونفط في المنطقة المتنازع عليها. وخصص الاجتماع لدراسة تداعيات الخطوة الاسرائيلية والاجراءات التي سيتخذها لبنان عطفا على الرسالة التي وجهها بهذا الخصوص الى الأمم المتحدة. وقالت مصادر قريبة من عون لـ «الديار» انه تم توكيل الوزير بو حبيب التواصل مع الامم المتحدة لتحديد المنطقة التي انطلق او سينطلق فيها التنقيب للتأكد ما اذا كان في المنطقة المتنازع عليها ام في منطقة واقعة في نطاق فلسطين المحتلة باعتبار ان كل المعلومات الواردة في هذا المجال معلومات اعلامية لا يمكن البناء عليها. واوضحت المصادر انه جرى التباحث في خيارات لبنان سواء كانت اسرائيل تعتدي على حقوق لبنان بالغاز والنفط ام في حال كانت عملية التنقيب تحصل في منطقة غير متنازع عليها.
البيطار يتحرك
اما قضائيا وكما كان متوقعا ايضا حدد المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار يوم 30 ايلول الحالي موعداً لاستجواب النائب علي حسن خليل و1 تشرين الأول موعداً لاستجواب النائبين غازي زعيتر ونهاد المشنوق، فيما أحال المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري ورقة الدعوة التي حدد فيها القاضي طارق البيطار مواعيد لإستجواب النواب المذكورين كمدعى عليهم في جريمة إنفجار المرفأ الى الأمانة العامة لمجلس النواب. وبهذا يكون البيطار استفاد من تعليق الحصانات خلال الفترة الفاصلة ما بين انتهاء العقد الاستثنائي للبرلمان وما بين توقيت انطلاق الدورة العادية في 19 تشرين الاول المقبل، لاستدعاء النواب المدعى عليهم بـ «ارتكاب جرم الإهمال والقصد الاحتمالي الذي أدى إلى جريمة القتل» طالما أنهم باتوا بلا حصانة نيابية من الآن والى حين بدء الدورة العادية بعد شهر تقريباً.
وبمقابل خطوة البيطار هذه أفيد ان عددا من الوزراء السابقين بالاضافة إلى الرئيس حسان دياب يعملون على تقديم دعوى أمام محكمة التمييز الجزائية ضدّ القاضي البيطار.
حلحلة مرتقبة لازمة البنزين
وعلى صعيد ازمة المحروقات، استمرت الازمة على حالها في الساعات الماضية باعتبار ان القسم الاكبر من المحطات لم تفتح ابوابها بحجة انها لم تستلم البنزين، فيما بشر المعنيون بالملف انه سيشهد حلحلة خلال الساعات المقبلة. وقال عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس أن «شركات عدة مستوردة بدأت بتوزيع البنزين يوم أمس على السوق المحلية، وستُعيد محطات عديدة فتح أبوابها تباعاً أمام المواطنين، وستشهد الايام المقبلة تحسناً ملحوظاً، وانفراجات في أزمة البنزين تتخطى نهاية أيلول الجاري». وأشار إلى أن «قبل يوم الاربعاء ستعمد ثلاث بواخر تحمل اكثر من مئة مليون ليتر بنزين إلى تفريغ حمولاتها، وسيتوفر لديها مخزون من البنزين تكفي الاسواق لفترة تفوق الأسبوعين». وناشد المعنيين المسؤولين، «الاعلان عن آلية رفع الدعم بصورة نهائية عن المحروقات، لمعالجة ما يمكن أن يخلق بلبلة أو ينقلنا الى أزمة من نوع آخر مسبقاً». كذلك توقع ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا «بعض الحلحلة في أزمة البنزين مع نهاية هذا الأسبوع» أكد أن «العقدة كانت عند مصرف لبنان الذي تأخر في تحويل أموال الشركات المستوردة لتتمكن من إفراغ حمولات البواخر». وأمل في أن «تتمكن الحكومة الجديدة من إيجاد حل جذري للأزمة». وطالب وزير الطاقة وليد فياض «بإصدار جدول أسعار للمازوت لتتمكن الشركات التي تستورده بالدولار من بيعه بالليرة اللبنانية على المحطات».
حملة السندات برسالة الى الحكومة
في هذا الوقت لفت ما نقلته وكالة «رويترز» عن مجموعة من حملة السندات اللبنانية، والتي تشمل بعضا من أكبر صناديق الاستثمار في العالم، بحيث حثت الحكومة الجديدة اليوم على بدء محادثات لإعادة هيكلة الديون في أقرب وقت ممكن للمساعدة في التعامل مع الأزمة المالية الطاحنة في البلاد. وقالت في بيان «الآمال والتوقعات بأن تعزز الحكومة الجديدة عملية إعادة هيكلة ديون سريعة وشفافة ومنصفة». وأضافت «مثل هذه العملية ستتطلب من الحكومة الانخراط بشكل مجد مع صندوق النقد الدولي ودائني لبنان الدوليين وشركاء القطاع الرسمي»
***************************************
ميقاتي في باريس الجمعة وغداء مع ماكرون… «شكرا فرنسا»
اجماع رئاسي على موقف لبناني موحد في الترسيم البحري
اما وقد نالت حكومته الثقة النيابية واقلعت في مشوارها الاجرائي الانقاذي، فإن الرئيس نجيب ميقاتي سيطير الى باريس يوم الجمعة المقبل، لتقديم الشكر الى فرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون على الجهود الجبارة التي بذلها خلال عام كامل من «الفراغ» الحكومي وقد خص لبنان بزيارتين متتاليتين شكلتا جرعتي دعم للبنانيين في مشوار الصمود في وجه الازمات الخانقة. زيارة الشكر هذه سيتخللها غداء عمل يقيمه الرئيس ماكرون على شرف ميقاتي وتشاور في طبيعة المرحلة التي ترعاها باريس سياسيا وعمليا من خلال مشاريع تنوي تنفيذها في اكثر من قطاع ابرزها في الكهرباء والمرفأ، فيما تستعد لعقد مؤتمر دولي في بيروت استكمالا لسيدر من شأنه اذا ما توافرت له مقومات النجاح ان يحدث قفزة نوعية الى الامام تشيع اجواء من الراحة بعد ليل لبنان الحالك.
لا جلسة
وفي بيروت وفيما تغيب هذا الاسبوع جلسة مجلس الوزراء، بحسب ما اكدت مصادر مطلعة، لانهماك الحكومة في التوقيع على المراسيم الموروثة من حكومة الرئيس حسان دياب باعتبارها حكومة تصريف اعمال وقد تُرك امر توقيعها للحكومة التي ستشكل، على ان ينعقد الاسبوع المقبل، شكل ملف ترسيم الحدود اولوية رئاسية امس، بحيث اجتمع الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب في بعبدا بمبادرة من عون وشرعوا في التشاور في اكثر الملفات اهمية. فتناولوا التطورات التي نشأت بعدما اقدمت اسرائيل على تكليف شركة أميركية القيام بتقديم خدمات تقييم للتنقيب عن آبار غاز ونفط في المنطقة المتنازع عليها. وخصص الاجتماع لدراسة تداعيات الخطوة الاسرائيلية والاجراءات التي سيتخذها لبنان عطفا على الرسالة التي وجهها بهذا الخصوص الى الأمم المتحدة.
موقف موحد
وقالت المصادر ان رئيس الجمهورية يسعى لبلورة موقف وطني موحد يشكل سندا للمفاوض اللبناني في عملية ترسيم الحدود وتثبيت الحقوق البحرية، واصفة جو اجتماع امس الذي استعرض مسار الملف ومراحله منذ انطلق ابان ترؤس الرئيس ميقاتي الحكومة سابقا بالممتاز، تخلله تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ظل مناخ من التعاون والتكامل والتنسيق بين القوى السياسية على رغم ان الملف هذا من صلاحية رئيس الجمهورية باعتباره تفاوضيا مع الخارج، بيد ان الرئيس عون وسّع مروحة التشاور لضمان السند القوي للمفاوض. وعن احتمال استئناف المفاوضات اكدت المصادر ان الامر يتوقف على اسرائيل التي كانت خلف قرار وقف التفاوض، علما ان لبنان ابلغ الامم المتحدة ومن يعنيهم الامر استعداده لاستئناف المفاوضات على الاسس التي حددها في الجولات السابقة بما يحفظ الحقوق ويحمي الحدود، مشددة على ان لبنان لا يمكن ان يقبل بأن تقفز الدولة العبرية فوق القوانين الدولية وحقوق لبنان وتباشر بأي تنقيب في ارض متنازع عليها.
حملة السندات
الى ذلك، وغداة نيل الحكومة الثقة، تتجه الانظار الى تشكيلها اللجنة التي ستفاوض باسمها صندوقَ النقد الدولي بعد ان اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان وجهته الاولى هي الصندوق… في الانتظار، حثت مجموعة من حملة السندات اللبنانية، والتي تشمل بعضا من أكبر صناديق الاستثمار في العالم، الحكومة الجديدة امس على بدء محادثات لإعادة هيكلة الديون في أقرب وقت ممكن للمساعدة في التعامل مع الأزمة المالية الطاحنة في البلاد. وقالت في بيان «الآمال والتوقعات بأن تعزز الحكومة الجديدة عملية إعادة هيكلة ديون سريعة وشفافة ومنصفة». وأضافت «مثل هذه العملية ستتطلب من الحكومة الانخراط بشكل مجد مع صندوق النقد الدولي ودائني لبنان الدوليين وشركاء القطاع الرسمي».
للاستفادة من الاخطاء
ماليا ايضا، أصدر رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير بياناً بعد اعتماد البيان الوزاري، اكد فيه ضرورة الاستفادة من أخطاء المرحلة السابقة والتي فاقمت من حدة الازمة وتحديدا قرار توقف الدولة عن الدفع الذي طال بانعكاساته المدمرة كل القطاعات دون استثناء فأقفلت جراءَه المؤسسات وتضاعفت البطالة وعادت الهجرة لتسجل مستويات قياسية.
ودعا الحكومة ان تبادر فورا الى تطبيق التزاماتها بحسب بيانها الوزاري الذي لحظ استئناف فوري للتفاوض مع صندوق النقد الدولي لمعالجة الاثار السلبية للسياسات السابقة الخاطئة كما اطلاق المفاوضات مع الدائنين لإعادة سداد التزامات الدولة اللبنانية وصولا الى اصلاح القطاع المصرفي واقرار موازنة وكلها بنود تطالب بها جمعية المصارف منذ بدء الازمة»…
سفراء في السراي
في الاثناء، عجقة سفراء في السراي. فقد استقبل ميقاتي امس السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو وعرض معها الاوضاع في لبنان والعلاقات الثنائية. والتقى سفير الاردن وليد الحديد، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين. واكتفى السفير بالقول «هدف الزيارة تهنئة الرئيس ميقاتي ودعمه في مهمته. كما تطرق البحث الى تفعيل عمل اللجنة اللبنانية – الاردنية المشتركة». وإستقبل ايضا سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا العائدة الى بيروت من الولايات المتحدة الاميركية.
أين الدولة؟
وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط غرد عبر «تويتر»: «وكأن كل شيء مدروس. يعلن عن الكهرباء الاردنية والغاز المصري وهي الفرصة لبداية معالجة ازمة الكهرباء فيأتي اجتياح المازوت. تسأل عن النفط العراقي وملابسات استبداله الغامضة فلا جواب، انتهاء بمسرحية انقطاع الكهرباء عن المجلس والمزايدة اللاحقة. ختامها التنقيب الايراني، فأين دولة لبنان»؟.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :