افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 17 ايلول 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 17  ايلول  2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

الحكومة إلى الثقة… والبيان الوزاري بالإجماع… وانكفاء من أمام الملفات بالانتظار تقاطع سفن المقاومة والفيول العراقي فرصة لتنفس اللبنانيين بتحسن الكهرباء بيطار يصدر مذكرة توقيف لفنيانوس… وتلميحات بمثلها للنواب بعد جلسة الثقة

 

مع تواصل انخفاض سعر صرف الدولار تواصلت مؤشرات الإنفراجات الحياتية في قطاع الكهرباء، حيث سفن المازوت الإيراني التي نقلتها شركة الأمانة من سورية إلى لبنان وستبدأ بتوزيعها الأسبوع المقبل بعدما تثبت رفع الدعم عن المازوت، تقاطعت مع وصول الفيول العراقي الناتج من استبدال النفط الثقيل بالفيول المناسب لكهرباء لبنان، لتتاح فرصة تقنين أقل بأربع ساعات يومياً، ستخفف من الحاجة للمولدات بذات النسبة، فيما سيخفف الاعتماد على المازوت الإيراني من كلفة نسبة لا يستهان بها من المولدات التي توزع اشتراكات الكهرباء على المنازل، والتي قدرتها مصادر متابعة لملف المازوت بأكثر من النصف، بحيث توقعت المصادر أن تنخفض بالحصيلة كلفة المولدات على المشتركين إلى النصف.
الحال في مجال البنزين ليست مشابهة، حيث تمديد العمل بالدعم لن يوفر البنزين للمواطنين الذين يقفون ساعات في الطوابير من دون أن ينالوا نصيباً منه، فالبنزين المدعوم يذهب لتجار السوق السوداء والتهريب ولا ينال منه الناس إلا الذل في الطوابير، ويستخدمون كذريعة لتبرير الدعم، ثم يضطرون لشرائه من السوق السوداء بأضعاف سعره من دون دعم.
الحكومة أقرت بالإجماع بيانها الوزاري بعد حسم قضيتين خلافيتين، واحدة تتصل بالاختيار بين هيكلة القطاع المصرفي أو إصلاحه فتم الاتفاق على الهيكلة والإصلاح، والثانية تتصل بالتمييز بين مبدأ التوجه لصندوق النقد الدولي وقبول شروطه، وكانت التسوية بإضافة جملة وفقاً لمقتضيات المصلحة الوطنية، ومطلع الأسبوع ستكون على موعد الذهاب إلى المجلس النيابي لنيل الثقة، وحتى ذلك التاريخ تبدو الحكومة مجتمعة والوزراء منفردين في حال انكفاء عن مواجهة مواضيع حساسة وساخنة، مثل ملف الدعم وما يثيره من أسئلة حول كيفية تأمين البنزين قبل البحث بالسعر، والبطاقة التمويلية التي تم تأجيل فتح منصة الانتساب إليها، ومثل قضية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وموقف وزارة العدل والنيابات العامة من التعامل مع حدود صلاحيات المحقق العدلي تجاه الرؤساء والوزراء، بعدما قام المدعي العام غسان خوري بإصدار مذكرة توقيف بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس بطلب من المحقق العدلي طارق بيطار، في ظل كلام عن نوايا المحقق العدلي استثمار فترة انتهاء العقد الاستثنائي لمجلس النواب واستباق بدء العقد العادي التشريعي لإصدار مذكرات توقيف مشابهة بحق الوزراء السابقين الملاحقين من النواب الذين طلب رفع الحصانة عنهم.
الأسبوع المقبل لن يتأخر بوضع الحكومة أمام تحديات الملفات الساخنة العديدة، التي ستكشف مدى تماسك التركيبة الحكومية وقدرتها على الصمود بوجه الاستحقاقات المماثلة، في ظل ظهور تباينات غير خافية بين مكوناتها، حول هذه الملفات كقضية التحقيق في انفجار المرفأ وصلاحيات المحقق العدلي والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وفي ظل مواقف سياسية توحي باستمرار التأزم والتوتر بين مكونات الحكومة لم تنته بمجرد ولادة الحكومة.
وأقر مجلس الوزراء البيان الوزاري للحكومة بالإجماع بعد إدخال تعديلات طفيفة عليه، وتقرر بناء على اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي أن يكون شعار الحكومة: "معاً للإنقاذ".
وكان مجلس الوزراء انعقد في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون.
وعلى الأثر، تلي نص مشروع البيان الوزاري، وأبدى الوزراء ملاحظاتهم وتعديلاتهم.
ونوه رئيس الجمهورية بـ"عمل اللجنة الوزارية التي أنجزت مهمتها بسرعة"، وتمنى على "جميع الوزراء الاستمرار في العمل والإنتاجية والتعاون، لأن ذلك من أبرز أسباب نجاح الحكومة". وشدد على "ضرورة الإسراع في إيجاد الحلول لقضايا الناس المعيشية وإيلاء هذا الموضوع الأفضلية المطلقة وأقصى درجات الاهتمام، لرفع المعاناة عن المواطنين من دون تأخير".
وتحدث الرئيس ميقاتي الذي شدد على "الحاجة الدائمة إلى التضامن لتحقيق الإنتاجية المطلوبة للحكومة، وشكر أعضاء اللجنة والوزراء الذين شاركوا، على التعاون الذي أبدوه وتمنى أن تسود هذه الروح دائماً من أجل مصلحة لبنان".
وأشارت مصادر مطلعة لـ"لبناء" أن الجلسة كانت إيجابية وسادت أجواء توافقية وتشاورية للتوصل إلى صيغة موحدة لبعض البنود التي كانت محل خلاف لا سيما بما يتعلق بعبارة إعادة هيكلة القطاع المصرفي حيث تم الاتفاق على صيغة إصلاح القطاع المصرفي وإجراء إعادة هيكلة حيث يلزم، كما تم الاتفاق على بند إصلاح قطاع الكهرباء وبناء معامل توليد الطاقة، كما تم تثبيت بند حق لبنان بالدفاع عن أرضه وسيادته وثرواته، وحسمت البنود التي تتضمن الإصلاحات الاقتصادية والمالية والتدقيق الجنائي وتصحيح الرواتب والأجور. ولم يتم بحث مسألة رفع الدعم ولا أي ملف سياسي كموضوع بواخر النفط الإيرانية.
ومن المتوقع أن تتقدم الحكومة ببيانها الوزاري إلى المجلس النيابي لنيل الثقة على اساسه حيث علمت البناء أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيدعو المجلس إلى جلسة الاثنين أو الثلاثاء لمناقشة البيان والتصويت عليه. وتوقعت المصادر أن تنال الحكومة ثقة كبيرة تصل إلى 95 صوتاً، ما يعد نسبة عالية ما يمنح الحكومة قوة دفع واسعة للعمل وتغطية وازنة لقراراتها التي ستكون قاسية وموجعة، لا سيما رفع الدعم عن المحروقات الذي سيصبح أمراً واقعاً بدءاً من الأيام القليلة المقبلة بحسب المعلومات التي أكدت أن "وزير الطاقة والمياه وليد فياض وافق على تسعير طن المازوت بـ540 دولاراً، واعتباراً من اليوم ستسلم المديرية العامة للنفط المادة بحسب التسعيرة الجديدة لمن يريد، والدفع بالدولار بعدما كان يُسَلم بالليرة".
وأشارت إلى أن "قرار رفع الدعم عن المازوت ربما قد اتخذ"، وأوضحت أن "جدول أسعار البنزين اليوم سيشهد ارتفاعاً، والآن يتم درسه، ورفع الدعم عنه سيكون تدريجياً".
وأكد وزير الإعلام جورج قرداحي بعد انتهاء الجلسة أنه "لم يقترح أحد موضوع رفع الدعم عن المحروقات"، متسائلاً "من سيرفع الدعم؟ هل يُرفع الدعم من دون قرار؟ لا يوجد أي قرار بشأن ذلك". ولفت إلى أنه "تم التداول بكلام عن الخلافات داخل لجنة تحضير البيان الوزاري. هذا كله غير صحيح وأنفيه نفياً قاطعاً، وأنا كنت شاهداً على المناقشات داخل اللجنة، وكما قال ميقاتي كانت إيجابية جداً، وفيها محبة وتعاون".
وحول دخول المحروقات الإيرانية إلى لبنان، أفاد قرداحي بأنهم لم يتطرقوا إلى هذا الأمر، "لأن الجلسة كان مخصصة لمنافشة البيان الوزاري الذي سيتلوه ميقاتي أمام مجلس النواب الأسبوع المقبل". وأكد أن "معظم الوزراء كانوا يتجهون لتسمية الحكومة بالعزم، لأن هناك عزيمة لديهم وهم سيحاولون بقدر ما يمكنهم لحل المشاكل في لبنان".
وشدد على أن "هناك استعداد لاتخاذ قرارات مهمة لمساعدة الناس وتخفيف الأعباء عنهم"، لافتاً إلى أن "الأهم هي الحاجات الملحة للمواطن، والاستراتيجيات تأتي بعد ذلك". وأشار إلى أن "نقاشاً حصل، وتم الاتفاق على الإصلاح وإعادة الهيكلة في القطاع المصرفي".
وعكست أجواء عين التينة لـ"البناء" آمالاً كبيرة على انطلاقة عمل الحكومة لجهة التوافق والتعاون بين الوزراء والعمل والبيان الوزاري الذي شمل مختلف القضايا، لا سيما الإصلاحية ومعالجة الأزمات الحياتية والتخفيف عن كاهل المواطنين، وأكدت أن المجلس النيابي سيكون على أتم الجاهزية والاستعداد لمواكبة الحكومة في العمل التشريعي. في المقابل أشارت مصادر التيار الوطني الحر لـ"البناء" إلى أن تكتل لبنان القوي سيمنح الحكومة الثقة وسيدعمها ولمن سيراقب مدى قدرتها على تنفيذ بنود البيان الوزاري لا سيما الإصلاحات الأساسية.
في غضون ذلك دخلت ظهر أمس أولى طلائع قوافل كسر الحصار الأميركي محملة بالمازوت الإيراني إلى الأراضي اللبنانية من جهة البقاع الشمالي، قادمة من سورية، ونُقل المازوت إلى داخل لبنان عبر قوافل من الصهاريج بلغت 4 قوافل أمس، ضمت عشرات الصهاريج يحمل كل منها 50 ألف ليتر من مادة المازوت. وعبرت ملايين الليترات من المازوت بلدة العين البقاعية وشقت طريقها إلى مدينة بعلبك، حيث تم تخزينها في خزانات ومستودعات تابعة لشركة الأمانة للمحروقات، ليبدأ نقلها وتوزيعها على المؤسسات والجهات الراغبة بالحصول على المادة، والتي عليها التواصل مع الشركة والتقدم بطلب الحصول على حصة تكفي حاجتها الاستهلاكية.
وأكد مدير شركة الأمانة للمحروقات، أسامة عليق، إتمام كل الإجراءات للبدء بعملية توزيع المازوت الإيراني التي ستكون محصورة حالياً ضمن الفئات التي حددها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير.
وعلق وزير الأشغال علي حمية على دخول الصهاريج في تصريح لقناة "المنار" بأن "الحصار الأميركي على لبنان كسر وبات وراءنا". وأضاف: "قرار استيراد المازوت سيادي مبنيّ على الحرص على المواطن وعلى كل لبنان".
وشكل دخول قوافل المازوت الإيراني كسراً للعقوبات والقيود المفروضة على لبنان، وكذلك العقوبات على سورية وإيران، ما دفع بالولايات المتحدة الأميركية للإفراج عن خط الغاز المصري عبر الأردن وسورية التي سبق للإدارة الأميركية أن وضعتها تحت عقوبات قانون قيصر.
وفيما توقع خبراء اقتصاديون تراجع حدة أزمة المازوت وتقلص الحاجة إلى السوق السوداء بسبب دخول كميات كبيرة من النفط الايراني التي ستلبي ثلث حاجة السوق لمدة شهر، بقيت أزمة البنزين على حالها وسط استمرار أزمة طوابير السيارات فيما رفع أغلب المحطات خراطيمها بعدما طلبت وزارة الطاقة من الشركات عدم تسليم البنزين إلى المحطات لأسباب غير معروفة.
وأفادت مصادر نفطية بأن قرار المديرية العامة للنفط أول من أمس بفرض عدم تسليم السوق المحلية أي كمية من المشتقات النفطية، هو من أجل إحصاء كمية المخزون المتبقي المدعوم وفق آلية الـ8000 لدى الشركات المستوردة والموزعة، وتحويل هذه الكمية إلى غير مدعومة كلياً، بالتالي وبحسب المصادر، قد يرفع الدعم عن المشتقات النفطية هذا الأسبوع. وكشفت المصادر أن منشآت النفط في طرابلس والزهراني بدأت صباح أمس بتسليم المازوت غير المدعوم للشركات الموزعة.
وسجلت حلحلة على هذا الصعيد تمثلت بإبلاغ المديرية العامة للنفط الشركات المستوردة للنفط أنه "سيُسمح لها اعتباراً من الغد بتسليم البنزين إلى المحطات بناءً على جدول الأسعار الجديد الذي سيصدر صباح الجمعة، علماً أن أسعار البنزين ستبقى مدعومة فيما لا يزال سعر المازوت قيد الدراسة في انتظار المعلومات المطلوبة من قبل وزير الطاقة تمهيداً لاتخاذ قرار نهائي".
وأعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فيّاض أن "الشركات أوقفت تسليم المحروقات بطلب من المديرية العامة للنفط، ومعظم المحطّات مقفلة"، وكشف أن "تأجيل رفع الدعم إلى ما بعد تأليف الحكومة، جاء تجنّباً للبلبلة". من جهته، أعلن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج براكس أن "الاتصالات تشير إلى أن البواخر باقية على السعر المدعوم، وجدول تركيب الأسعار على حاله وسيبقى على 8000".
أما على صعيد أزمة الكهرباء فقد وصلت الشحنة الأولى من الفيول العراقي (غاز أويل حمولتها 31 الف طن) الأربعاء الماضي إلى لبنان بحسب المعلومات، التي لفتت إلى أن الاختبار لمطابقة مواصفات الفيول تم وأتت النتيجة إيجابية، وتم التفريغ أمس على أن تصل الشحنة الثانية من الفيول grade B الأسبوع المقبل كما كان مقرراً في السابق.
وفي سياق متصل استقبل وزير الطاقة والمياه وليد فياض سفير مصر في لبنان ياسر علوي في زيارة بروتوكولية للتهنئة والتعارف، في حضور المديرة العامة للنفط أورور الفغالي. وتناول البحث آلية استقدام الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسورية، وذلك بعد الاجتماع الذي عقد في هذا الإطار الأسبوع الماضي في عمان، بين الوزراء المعنيين لكل من مصر والأردن ولبنان. كما تم التطرق إلى اجتماع سيعقد في وقت قريب بين وزير البترول والثروة المعدنية المصري والوزير فياض، للإسراع في الإجراءات المطلوبة، لإرساء الاتفاقية التي "تعد بزيادة ساعات التغذية بالكهرباء، كما تخدم المصلحة الوطنية لكلا الطرفين وتعزِز التعاون بين مصر ولبنان".
وفي ضوء استمرار المناخ السياسي والحكومي الإيجابي واصل سعر صرف الدولار انخفاضه إلى ما دون الـ14 ألف ليرة، لكن مصادر اقتصادية حذرت لـ"البناء" من محاولات جهات مالية مصرفية سياسية نافذة بخفض سعر الصرف للم الدولار من السوق والمخزنة في منازل المواطنين على أن يعود بالارتفاع بعد أيام بالتوازي مع رفع الدعم.
وعلى رغم انخفاض سعر الصرف إلا أن أسعار السلع والمواد الغذائية لم تتغير بتغير سعر الصرف، ما لاقى حملة اعتراض لدى المواطنين وأصحاب المؤسسات التجارية، إلا أن وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام أكد أن "الوزارة وضعت موضع التنفيذ آلية لخفض أسعار السلع الأساسية"، وخلال مؤتمر صحافي عقده سلام في حضور رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي، ونقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد، والمدير العام للوزارة محمد أبو حيدر، أعلن خلاله آلية تنفيذ خفض أسعار السلع الأساسية. وأكد سلام أن "نقابتي أصحاب السوبرماركت ومستوردي المواد الغذائية في لبنان التزمتا بدء خفض أسعار هذه السلع"، ومشيراً إلى أن "الوزارة لن تتهاون في هذه المسألة وستتشدد في مراقبة الأسعار".
وفي أول موقف روسي أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف "دعمه لسيادة الجمهورية اللبنانية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وحق اللبنانيين في اتخاذ القرارات في كل القضايا الوطنية من دون أي تدخّل خارجي"، وذلك بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية.
وجاء الموقف الروسي خلال استقبال بوغدانوف مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية، أمل أبو زيد. وبحث الجانبان في سبل تعزيز التعاون الروسي- اللبناني بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين.
على صعيد تحقيقات مرفأ بيروت أصدر المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، مذكرة توقيف غيابية بحق وزير الأشغال العامة السابق يوسف فنيانوس، وذلك بعد امتناع فنيانوس عن المثول أمامه لاستجوابه أمس على رغم تبلغه موعد الجلسة وفق الأصول. وكان لافتاً أن قرار الخوري جاء بعد تحركات تصعيدية لأهالي ضحايا المرفأ ودعوتهم لتنحية القاضي الخوري، ما يشير إلى الضغوط السياسية التي تؤثر في تحرك قاضي التحقيق بحسب ما تقول مصادر سياسية لـ"البناء".
وفي سياق متصل أفاد وكيل فنيانوس القانوني، المحامي نزيه الخوري، في حديث تلفزيوني بأنه "بعد المخالفات القانونية التي رصدناها، في قرار المحقق العدلي، ندرس الخيارات القانونية المتاحة التي يمكننا اتخاذها".

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

حزب الله يكسر "المحرّمات": النفط الإيراني في لبنان عبر سوريا رفع الدعم عن المحروقات: البنزين بـ 180 ألفاً والمازوت بالدولار!

 

دخلت القافلة الأولى للمازوت الإيراني مكرّسة واقعاً كان حتى وقت قريب مجرد احتمال غير قابل للتنفيذ. فالخوف الرسمي من غضب أميركا جعل الدولة تفضّل خنق الناس على الترحيب بدعم إيراني يمكن أن يخفّف بعضاً من المعاناة. لكن مع ذلك، تولّى حزب الله المهمة، مكرّساً معادلات لم يعد بالإمكان التغاضي عنها لا محلياً ولا إقليمياً. وفيما كانت الحكومة تتعامل مع الحدث كأنه لم يحصل، لم تتردّد بتدشين رحلتها بقرار رفع الدعم، من دون انتظار البطاقة التمويلية التي تواجهها مشكلات جمّة. وبالرغم من تعمّد تمويه قرار إلغاء الدعم بإشارة إلى درس المعطيات المتوفرة قبل إصدار القرار أو الإعلان عن رفع جزئي للدعم، إلا أن الواقع أثبت أن الدعم انتهى وأن ما يُخفّف من هول وقعه، جزئياً، هو انخفاض سعر الدولار، رغم أن من غير المضمون ألّا يرتفع مجدداً


الحدث الأبرز في لبنان أمس هو تحوّل الوعد الذي قطعه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعدم ترك الناس فريسة النقص في المحروقات إلى حقيقة، بعد كثير من التشكيك في إمكان وصول الفيول الإيراني إلى لبنان. فقد وصلت، أمس، القافلة الأولى من المازوت. واستُقبلت استقبالاً شعبياً لافتاً، أكد الاحتضان الشعبي لخيار كسر الحصار، بعدما تحوّل الناس في الفترة الماضية إلى أسرى للعتَمة وفقدان المحروقات، في ظل خوف مؤسسات الدولة من عقوبات أميركية لا يمكن أن تؤدي إلى أكثر مما يعيشه اللبنانيون من مآسٍ بالجملة فرضتها منظومة الفساد المدعومة أميركياً.


لكن هذه الخطوة لا يمكن أن تحسب على أساس نتائجها الاجتماعية والاقتصادية فحسب، فإن إنجاز حزب الله الذي تحدى الإرادة الأميركية ومنظومة الاحتكار في كسر اللبنانيين، ما كان ليتحقق لولا تكريس الحزب، ومحور المقاومة، معادلات جديدة في الإقليم، وخاصة في لبنان وسوريا والعراق. وهذه المعادلات التي سمحت بكسر حزب الله للحصار على لبنان، هي التي أجبرت الولايات المتحدة الأميركية على الانقلاب على خططها السابقة، والمسارعة إلى فتح أبواب الحلول، إن كان سياسياً بتأليف الحكومة، أو طاقوياً من خلال استثناء الغاز والكهرباء من مفاعيل قانون قيصر.


وما قام به الحزب يثبت الآتي:
ــــ أولاً، إثبات تعزيز معادلة الردع في وجه العدو الإسرائيلي الذي لم يجرؤ على منع وصول البواخر الإيرانية إلى الشواطئ السورية، كما لم يجرؤ على محاولة منع وصول الصهاريج المحملة بالوقود الإيراني من سوريا إلى لبنان. وتزداد مفاعيل معادلة الردع مع استذكار تصريح وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، في حزيران 2020 (كان لا يزال في منصبه)، عندما قال: "سنفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أن إيران لا يمكنها الاستمرار في بيع النفط الخام، في أي مكان، بما في ذلك إلى حزب الله". عندما قال بومبيو ذلك، لم يكن يتحدّث في الفراغ، بل إنه عبّر عن سعي واشنطن لمنع أيّ تخفيف لنتائج الانهيار في لبنان، إلا بواسطة إجراءات أميركية تكون مقابل تنازلات سياسية في بيروت.
ــــ ثانياً، خطوة حزب الله، ورغم أنها محصورة في الجانب الاقتصادي بتخفيف أثر شح المحروقات على اللبنانيين ومؤسساتهم ومصانعهم، إلا أنها تفتح الباب واسعاً أمام إمكان التعاون مع سوريا وإيران ودول أخرى، كان لبنان ممنوعاً من التعامل معها حتى الأمس القريب. كما أنها تضع على طاولة صنّاع القرار في لبنان وفي الدول المعنية بالشأن اللبناني، عاملاً جديداً لم يكن في الحسبان: ثمة خيارات بديلة للبنانيين من انتظار المعونات الغربية والخليجية. وكلما اشتد الخناق على لبنان، سيضطرّ، ولو عبر جزء من قواه، إلى كسر محظورات في المقابل.
ــــ ثالثاً، بعد إعلان السيد حسن نصر الله بدء استيراد المحروقات قبل شهر من اليوم، خرجت السفيرة الأميركية لتعلن السماح للبنان باستيراد الغاز والكهرباء من مصر والأردن عبر سوريا. وبعد ذلك، منحت السفيرة الإذن لوفد وزاري لبناني ليزور دمشق لبحث استجرار الطاقة. وما لم يتم التركيز عليه حينذاك هو قولها إن البواخر المحملة بالمحروقات موجودة في البحر قبالة الشواطئ اللبنانية، موحية بأن البلاد لا تعاني من أزمة حقيقية. لكن الأزمة استمرت، وازدادت حدّة. وهي مرشحة للتفاقم بعد رفع الدعم. وأظهرت وقائع الأيام الماضية أن السوق اللبنانية متعطشة للمحروقات بصورة كبيرة جداً. فبعد ساعات على إعلان السيد نصر الله، يوم الاثنين الماضي، آلية توزيع وبيع المازوت المستورد من إيران، انهالت على أرقام الهواتف المخصصة لتلقي طلبات شراء المحروقات مئات الاتصالات (في البقاع وحده، تلقت شركة "الأمانة" أكثر من 300 طلب لشراء المازوت، في غضون أقل من 24 ساعة). وبعض هذه الاتصالات وردت من مؤسسات وشركات لا يكنّ أصحابها الكثير من الود السياسي لحزب الله، لكن عملهم غير قابل للاستمرار من دون تأمين إمدادات موثوقة من المحروقات.
ــــ رابعاً، من المتوقع أن يلجأ خصوم المقاومة وأعداؤها إلى إجراءات مقابِلة، سواء عبر خطوات تؤدي إلى التخفيف من حدة الأزمة في لبنان لمنعه من الاندفاع أكثر نحو خيارات اقتصادية وسياسية وميدانية بديلة، أو عبر خطوات سلبية لتخريب ما قام به حزب الله، أو الحؤول دون تثبيته مستقبلاً. وهذا الجانب من أداء "الفريق الآخر" سيكون موضع رصد في الأيام والأسابيع المقبلة.


الخطوة التالية بعد استيراد المازوت من إيران ستكون استيراد البنزين. لكن حزب الله لم يحدّد بعد آلية توزيع البنزين الإيراني وبيعه، وبأي سعر سيُباع للمستهلكين، وكيفية ضمان عدم تحوّل المحطات التي ستبيع البنزين الإيراني إلى مواقع إضافية للزحمة، في ظل الأزمة الخانقة التي تعانيها السوق اللبنانية. وسيكون الحزب معنياً بتقديم تجربة مختلفة عن تلك التي قدّمتها الدولة ومصرف لبنان والمحتكرون، والتي أدّت إلى إذلال سكان لبنان في الطوابير وفي حجب المحروقات عنهم وإجبار جزء منهم على اللجوء إلى السوق السوداء المزدهرة.


وصول النفط العراقي
وبالتوازي، بدأ لبنان يقطف ثمار الاتفاق مع العراق. إذ أفرغت أمس شحنة الديزل أويل (31 ألف طن) في دير عمار، على أن يُفرّغ نصفها الآخر غداً في الزهراني. وفي إطار المناقصة الأولى، ستصل أيضاً الأسبوع المقبل شحنة فيول Grade B لزوم معملَي الزوق والجية الجديدين والباخرتين التركيتين. وبحسب الاتفاق الذي أبرم مع الجانب العراقي، يُتوقّع أن تصل شحنتان كل شهر إلى لبنان (بعد استبدال شحنة واحدة من الفيول العراقي)، بما يؤدي عملياً إلى ضمان زيادة التغذية بالكهرباء أربع ساعات يومياً.
وفي إطار تحسين التغذية بالتيار، وتأكيداً على استمرار الزخم المتعلق باستجرار الغاز من مصر، زار السفير المصري ياسر علوي وزير الطاقة وليد فياض. وتناول البحث آلية استقدام الغاز المصري الى لبنان عبر الأردن وسوريا، وذلك بعد الاجتماع الذي عقد في هذا الإطار الأسبوع الماضي في عمان، بين الوزراء المعنيين لكل من مصر والأردن ولبنان. كما تم التطرق الى اجتماع سيعقد في وقت قريب بين وزير البترول والثروة المعدنية المصري وفياض، للإسراع في الإجراءات المطلوبة، لإرساء الاتفاقية التي "تعد بزيادة ساعات التغذية بالكهرباء، كما تخدم المصلحة الوطنية لكلي الطرفين وتعزِز التعاون بين مصر ولبنان".


رفع الدعم
في المقابل، ستكون باكورة "إنجازات" الحكومة الجديدة رفع الدعم عن المحروقات. وبالرغم من أن وزير الإعلام أعلن أنه لم يتم اتخاذ أي قرار برفع الدعم عن الوقود، وبالرغم من أن المعلومات تحدثت عن رفع جزئي للدعم، إلا أن الوقائع التي تلت جلسة مجلس الوزراء أمس تؤكد أن مساعي تلطيف القرار أو تخفيف وقع الصدمة لا تلغي حقيقة أن قرار رفع الدعم قد اتخذ فعلاً. إذ يتوقع أن يصار اليوم إلى إصدار جدول أسعار يتضمن زيادة سعر صفيحة البنزين من 130 ألف ليرة إلى 180 ألفاً، بما يعني احتساب الدولار على سعر منصة صيرفة، أي نحو 12800 ليرة بدلاً من 8000 ليرة. مع ذلك، لا تزال مديرية النفط تجزم بأن الدعم لم يُرفع، بل جرى تخفيفه. وهو ما وصفته مصادر معنية خطوة أولى على طريق "تحرير السعر" بالكامل، بما يعنيه ذلك من ترك للسوق تتحكم بالسعر، بحيث لا يعود مصرف لبنان مسؤولاً عن تأمين الدولارات، على أن تترك عملية تحديد السعر للمنافسة في السوق. أما بشأن المازوت، فقد علمت "الأخبار" بأن الجدول لن يتضمن سعراً للمازوت المدعوم، والاكتفاء بتحديد سعر طن المازوت غير المدعوم على (549 دولاراً نقداً). وبعدما كانت المديرة العامة للنفط أورور فغالي قد طلبت من الشركات، منذ أيام، عدم توزيع المحروقات، سيتم السماح بتوزيع البنزين وفق الأسعار الجديدة، بخلاف المازوت، الذي لا يزال قرار عدم توزيعه سارياً. وبحسب المصادر، فإن "وجود مازوت مدعوم وغير مدعوم في السوق أدى إلى فوضى عارمة، حيث كان يُباع المازوت المدعوم على أنه غير مدعوم". وهذا يعني أن أزمة المازوت ستشتد، إذ لا مازوت للأفراد، بحجة "انتظار المعلومات المطلوبة من قبل وزير الطاقة تمهيداً لاتخاذ قرار نهائي"، إلا إذا عمد التجار إلى البيع حسب سعر الدولار في السوق، ومن دون أي رقيب ناظم سوى المنافسة.
وأكدت المصادر أنه في حال تخلّي مصرف لبنان عن تأمين الدولارات الخاصة باستيراد المحروقات، قد تتوقف المديرية العامة للنفط عن إصدار جدول أسعار بالليرة، بل تكتفي بتحديد سعر المشتقات النفطية بالدولار! وإذا تحقق ذلك، فستكون سابقة بأن تسعّر الدولة سلعة أساسية بالدولار، على أن يترك أمر تحديد الأسعار للأفراد للتنافس بين التجار، علماً بأن ذلك قد تحقق فعلاً بتسعير المازوت بالدولار حصراً!


من جهته، لعب مصرف لبنان لعبة مزدوجة، من خلال تخفيض سعر صرف الدولار إلى ما دون 14 ألفاً، فهو بذلك أراد التخفيف من تداعيات رفع الدعم عن المحروقات، وثانياً أراد لمّ الدولارات من السوق على سعر منخفض، أجبر فيه الناس على سحب مدخراتهم، خوفاً من المزيد من الانخفاض في سعر الدولار، علماً بأن حركة الصرف تأثرت أيضاً بتجفيف مصرف لبنان السوق من العملة الوطنية، ما سمح بالحد من الطلب على الدولار، استغلّه هو لتعزيز موجوداته بالدولار.

 

*****************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار  

 

“الغزو النفطي”: لا دولة وحكومة بكماء!

لم يكن أسوأ من مشهد مجلس وزراء الحكومة الوليدة المتجاهل الصامت على وقائع “الدخول” الاستفزازي للنفط الإيراني الى البقاع في عراضة يراد لها ان تتجاوز حاجات ال#لبنانيين الى المازوت والبنزين، لإظهار توسع النفوذ الإيراني على يد “#حزب الله ” ومن طريق سوريا، هذا الدخول الأشبه بالغزو الاستفزازي لكل الدولة وأجهزتها ومؤسساتها الدستورية، سوى التباهي الباهت بأن إقرار البيان الوزاري معدلاً كان هو انجاز السلطة والعهد والحكومة في اليوم نفسه! والواقع ان أرتال الصهاريج الناقلة المازوت الإيراني المتدفقة من سوريا امس، بدت كأنها الهدية المسمومة القاصمة لظهر الدولة المغيبة والحكومة المنطلقة لتوها، ليس فقط لان “حزب الله” تعمد رفع العنوان الذي يتجاوز ازمة المحروقات الخانقة التي تبرر لجوءه الى استيراد #النفط الإيراني ومشتقاته الى لبنان، بل عنوان التوظيف الإقليمي وتسخير لبنان ساحة وميداناً مفتوحاً من ميادين الصراعات التي زجّ الحزب لبنان فيها، ولذا رفع أمس شعار الحفاوة بالصهاريج الناقلة للمحروقات الإيرانية عنوانا لما وصفه بـ”كسر الحصار الأميركي”. ولكن الوقع المباشر لهذا العنوان شكّل في الواقع كسراً بكل المعايير للدولة اللبنانية والحكومة الجديدة التي تباهى الحزب انه من أحد عرابي ولادتها، فلم تمض أيام قليلة على ولادتها حتى سدد اليها ضربة قاسية، واسوأ ما في الامر ان الحكومة صمتت تماماً عن الضربة، اسوة بـ”العهد القوي” فيما تصاعدت امام الرأي العام الداخلي والخارجي مجموعة وقائع فضائحية في حق الدولة أجهزتها الأمنية والسياسية جراء هذا التطور.

 

لقد دخلت قوافل الصهاريج المحمّلة بالمازوت الايراني الى الأراضي اللبنانية سالكة معابر غير شرعية من البقاع الشمالي عبر طريق القصر – الشواغير، وسط إجراءات أمنيّة كثيفة من “حزب الله” الذي تولت عناصره الكشف على الطريق.  الأولى التي دخلت لبنان مؤلفة من 21 صهريجاً، وأعقبتها قوافل مماثلة، من دون تحديد مواعيد وصولها.


 
وعلى طول الطريق في اتجاه بعلبك، تجمهر عشرات من مناصري الحزب، للترحيب بالقوافل رافعين أعلام الحزب ومطلقين العنان للرشاشات وقذائف الآر بي جي. وفي معلومات “النهار”، أن القافلة دخلت الأراضي اللبنانية عبر بلدتي حوش السيّد علي والقصر في قضاء الهرمل، حيث يتداخل على تخومهما الشرقيّة الجانبان اللبناني والسوري، ويتنقّل المواطنون من الدولتين بكثير من الحريّة ومن دون التزام الشروط القانونية. ثم إن الصهاريج دخلت عبر معابر غير شرعية من دون المرور بالجمارك، كما من دون موافقة من وزارة الطاقة المسؤولة عن النوعية والمعايير. وبتفلت تام من التسعير والرقابة ولم تجد كل هذه العراضة مسؤولا واحدا يسأل او يعترض او يعلّق. في المقابل كان يجري التعتيم الكامل على تطور إيجابي للغاية، ومن صنع الدولة، هو بداية وصول الفيول العراقي الى لبنان للمساهمة في التخفيف من ازمة الكهرباء، وسط معايير مزدوجة فاقعة يراد لها ان تخدم المحور الممانع المهيمن على قرارات الدولة.


 
ولذا اكتسب موقف البرلمان الاوروبي في جلسة عقدها أمس دلالات مهمة إذ أكد “مسؤولية حزب الله في أزمة لبنان الاقتصادية والاجتماعية”. ودعا دول الاتحاد الاوروبي الى “وضع قائمة مؤسسات وأشخاص في لبنان ينطبق عليهم نظام العقوبات”. واعتبر في قرار أصدره ان ” كارثة لبنان سببها حفنة من المسؤولين”. كما دعا “قادة لبنان الى عدم تأجيل الانتخابات عام 2022 تحت أي سبب”.

تعديلات البيان الوزاري

وفي غضون ذلك لم يصدر أي موقف رسمي في شأن ادخال المحروقات الإيرانية واقتصرت جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا على اقرار البيان الوزاري للحكومة الجديدة بالإجماع، بعد إجراء تعديلات طفيفة عليه. وانهت الامانة العامة لمجلس الوزراء تصحيح الصيغة الاخيرة التي اقرت لارسالها صباح اليوم الى الامانة العامة لمجلس النواب.  وعلم ان الرئيس نبيه بري سيدعو الى جلسة المناقشة والثقة يوم الاثنين المقبل بعد طباعة وتوزيع البيان على النواب اليوم في أبعد تقدير.

وأدخلت تعديلات طفيفة على البيان الوزاري قبل اقراره منها:


 
تغيير تسمية الحكومة واصبحت “معاً للانقاذ” بناء لطلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باعتبارها تسمية اقوى من “حكومة العزم والأمل”.

في القطاع المصرفي تم اعتماد عبارة “اصلاح القطاع المصرفي واعادة هيكلته حيث يلزم”.

في موضوع التحقيق في انفجار المرفأ وتحديداً بموضوع الحصانات، اعتمدت عبارة “تأكيد التعاون بين الحكومة ومجلس النواب في كل ما يقتضيه القانون والوصول الى الحقيقة”.


 
في التفاوض مع صندوق النقد الدولي تم تأكيد الندية باضافة عبارة “وفقاً للاولويات وما تقتضيه المصلحة الوطنية”.


 
في ملف الكهرباء، تمّ تأكيد خطة الكهرباء وتتضمن استجرار الطاقة والطاقة البديلة وبناء معامل (من دون الاشارة الى اسماء المعامل).

بعد جلسة مجلس الوزراء، توجه رئيس الحكومة ووزير المال يوسف خليل الى مكتب رئيس الجمهورية. وفي معلومات خاصة ان خليل حمل معه الى بعبدا عقد التدقيق الجنائي واطلع رئيس الجمهورية كما اطلع رئيس الحكومة على انه سيوقعه الثلثاء وقد ابلغ ديوان المحاسبة بالاستعداد للمباشرة بعملية التدقيق.

الفيول العراقي

وفي هذه الأثناء وصلت الشحنة الاولى من الفيول العراقي (غاز اويل حمولتها 31 ألف طن) إلى لبنان. وقد أُجري اختبار لمطابقة مواصفات الفيول وأتت النتيجة إيجابية، وبدأ التفريغ أمس على أن تصل الشحنة الثانية من الفيول grade B الاسبوع المقبل كما كان مقرراً في السابق.

يُذكر انه وفق الاتفاق والعقد الذي وقعه وزير الطاقة السابق ريمون غجر مع وزير المال العراقي وبمواكبة اللواء عباس ابرهيم، ستحصل كل شهر مناقصة لاستبدال الفيول العراقي بفيول لزوم معامل كهرباء لبنان، على ان تجرى المناقصة الثانية في الاسبوع الاول من تشرين الأول.


 
وفي تطورات أزمة المحروقات، أعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فيّاض أن “الشركات أوقفت تسليم المحروقات بطلب من المديرية العامة للنفط، ومعظم المحطّات مقفلة”، وكشف أن “تأجيل رفع الدعم إلى ما بعد تأليف الحكومة، جاء تجنّباً للبلبلة.

وفي هذا السياق، أفادت معلومات ان قرار المديرية العامة للنفط بفرض عدم تسليم السوق المحلية اي كمية من المشتقات النفطية، هو من أجل إحصاء كمية المخزون المتبقي المدعوم وفق آلية الـ8000 لدى الشركات المستوردة والموزّعة وتحويل هذه الكمية إلى غير مدعومة كلياً، وبالتالي قد يُرفع الدعم عن المشتقات النفطية هذا الأسبوع. وكشفت ان منشآت النفط في طرابلس والزهراني بدأت صباح أمس بتسليم المازوت غير المدعوم للشركات.

مذكرة توقيف فنيانوس

على الصعيد القضائي وبعد مذكرة احضار رئيس الحكومة السابق حسان دياب الذي غادر الى الولايات المتحدة قبل تبلغها أصدر أمس المحقق العدلي القاضي طارق بيطار مذكرة توقيف غيابية بحق الوزير السابق يوسف فينيانوس بعد تغيّبه بدوره عن حضور جلسة أمس امامه. وسُجّل تحرّك لأهالي الضحايا أمام منزل القاضي غسان عويدات، حيث نددوا “بتصرفات النيابة العامة التمييزية المشبوهة والمريبة والتي بدأت بتسريب معلومات التحقيق ثمّ عدم قيامها بدورها الأساس لجهة الإدعاء ولاحظنا أخيراً مماطلة النيابة العامة التمييزية وتسويفها وتأخيرها ولامبالاتها بمسألة الدفوع الشكلية للتأخير قدر المستطاع بحضور المتهمين لاختلاق ذرائع وحجج”. وقال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، عبر “تويتر”: مع صدور خبر مذكرة التوقيف بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس نؤكد وقوفنا الى جانبه مدافعاً عن نفسه وبحق ضمن القوانين المرعية الإجراء”.

**********************************

 

 افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

البرلمان الأوروبي: الفساد عرقل تحقيقات المرفأ والعقوبات “على الطاولة”

عون “يغطّي” المازوت الإيراني: السكوت علامة الرضى

 

بغضّ طرف أميركي وقبّة باط إسرائيلية… أبحر المازوت الإيراني إلى مرفأ بانياس ومنه عبرت طلائع صهاريجه إلى الأراضي اللبنانية أمس تحت راية “حزب الله” واحتفاليات نثر الأرز والرشقات الرشاشة والصاروخية احتفاءً بالفتح الإيراني لبلاد الشام والأرز… وإذا كان سعير “جهنم” أوصل اللبنانيين إلى درك التسوّل والتوسل طلباً لمساعدة الخارج، يبقى أنّ دخول طهران بالذات على خط الإمدادات النفطية أضفى على الواقع اللبناني مشهداً متعدد الأبعاد، سياسياً وسيادياً واستراتيجياً، اقتاده مخفوراً للدوران في المدار الإيراني العابر للحدود في مواجهة العرب والغرب، بعدما أفرغت الأهازيج المرافقة لدخول الصهاريج الإيرانية الأراضي اللبنانية المازوت من مغازيه “الإغاثية”، فأتى وقعه كوقع “الإعلان الرسمي” عن سقوط العاصمة بيروت في قبضة إيران.

 

وأمام هذا المشهد الصارخ، التزم أركان السلطة “صمت القبور” فدفنوا الرؤوس في الرمال إزاء “عبور القوافل الإيرانية في وضح النهار الحدود اللبنانية غصباً عن الدولة واغتصاباً لسيادتها وأراضيها تحت حماية “حزب الله” مقابل انكفاء فاضح للأجهزة الرسمية عن الصورة”، وفق تعبير مصادر سياسية معارضة، معتبرةً أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون “أمّن الغطاء الرسمي للمازوت الإيراني بالتزامه الصمت الإيجابي تجاهه، فكان سكوته وتغاضيه عن الموضوع بمثابة علامة رضى واضحة أمام الداخل والخارج تكريساً للتموضع العوني الاستراتيجي في خندق واحد مع “حزب الله” والمحور الإيراني في المنطقة”.


 
 

وإمعاناً في تهميش دور الدولة ومسؤوليتها عما يجري على أراضيها، بدا مجلس الوزراء المنعقد في قصر بعبدا أمس “كالأطرش في زفة” الصهاريج الإيرانية، إذ خرج وزير الإعلام جورج قرداحي إثر انتهاء جلسة مناقشة وإقرار مسودة البيان الوزاري مؤكداً أنّ المجلس لم يتطرق إلى موضوع الصهاريج الإيرانية، مقابل تفرّد وزير الأشغال علي حمية باختزال موقف الحكومة من خلال تشديده عبر قناة “المنار” على أنّ هذا الموضوع يحظى بطابع “القرار السيادي”.

 

وتوازياً مع وصول الشحنة الأولى من الفيول المستبدل بالنفط العراقي الخام وإفراغ حمولتها بعد التثبت من مطابقتها للمواصفات المطلوبة لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، أعطت المديرية العامة للنفط إذن تسليم البنزين إلى المحطات بناءً على جدول الأسعار الجديد الذي سيصدر اليوم. في حين أربك تأخر وزارة الطاقة في إصدار جدول أسعار المحروقات الذي كان مقرراً الأربعاء عملية تسعير المازوت في السوق اللبنانية، لا سيما بعد إشارة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى أنّ “الحزب” ينتظر هذه التسعيرة لتحديد تسعيرته الخاصة لبيع المازوت الإيراني “بأقل من التكلفة”، الأمر الذي دفع باتجاه إعلان وزارة الطاقة أمس موافقتها على تسعير طن المازوت بقيمة 540 دولاراً أميركياً على أن تتولى مديرية النفط عمليات التسليم بهذا السعر اعتباراً من اليوم.

 

أما في مستجدات قضية انفجار مرفأ بيروت، وبينما أرسل المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري مذكرة إحضار الرئيس حسان دياب إلى مديرية أمن الدولة “منعاً لتضارب المهمات في صفوف قوى الامن الداخلي بين قوة مكلفة إحضاره وأخرى مكلفة حمايته”، حسبما أوضحت مصادر مواكبة للقضية، برز بالتزامن إصدار المحقق العدلي القاضي طارق بيطار مذكرة توقيف غيابية بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس بعد رد “الدفوع الشكلية” المقدمة منه، وسرعان ما لاقى تواري فنيانوس دعماً سياسياً من رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ومؤازرة مجلسية من الأمانة العامة لمجلس النواب التي بادرت إلى مراسلة النيابة العامة التمييزية، لحضها على تجاهل ورقة الإحضار الصادرة بحق فنيانوس، باعتباره “إجراءً لا يعود اختصاصه إلى القضاء العدلي إنما هو موضع ملاحقة أمام المجلس النيابي”.

 

في المقابل، وإذ عبّر أهالي ضحايا انفجار 4 آب خلال اعتصامهم أمس أمام قصر العدل عن تنديدهم بممارسات السلطة وأبدوا عزمهم القيام “بخطوات غير سلمية لأنّ السلمية أنهكتنا”، حرص البرلمان الأوروبي في القرار الذي اعتمده أمس بشأن الوضع في لبنان، على تضمينه بنداً متصلاً بالتحقيقات الجارية في انفجار مرفأ بيروت، أكد على مسؤولية “الفساد وشخصيات سياسية لبنانية” عن عرقلة وتعطيل التحقيق القضائي في الانفجار، مع التشديد، وفق التسريبات الأولية لمضمون القرار الأوروبي، على الحاجة إلى إيفاد “بعثة تقصي حقائق مستقلة” تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة، لكشف أسباب انفجار بيروت ومحاسبة المسببين “مباشرة أو بشكل غير مباشر”.

 

وفي الشق الخاص بالملف الحكومي، أبقى قرار البرلمان الأوروبي الذي جرى اعتماده بغالبية 575 صوتاً، خيار فرض “العقوبات” على الطاولة، كخيار أوروبي لا زال قائماً في مواجهة “أي عرقلة محتملة للعملية السياسية”، مؤكداً وجوب التزام القادة اللبنانيين “بتعهداتهم”، وعدم تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة “لأي سبب”.

 

 

 

**********************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«حزب الله» يدخل النفط الإيراني إلى لبنان عبر معابر غير شرعية وسط صمت رسمي

قيادي في «القوات» يسأل عما إذا كانت أراضي البلاد «سائبة»

 

وسع «حزب الله» رسمياً دوره في لبنان، أمس، مع استيراد المازوت الإيراني وإدخاله إلى الأراضي اللبنانية عبر معابر غير شرعية من الأراضي السورية، وسط صمت رسمي أثار انتقادات، أبرزها من حزب «القوات اللبنانية» الذي سأل عن «دولة الرقابة والقانون والسيادة» وعما إذا كانت الأراضي اللبنانية «سائبة».

 

ودخلت عشرات الصهاريج التي تحمل لوحات سورية، والمحملة بالمازوت الإيراني الذي استقدمه «حزب الله» من إيران إلى لبنان، صباح أمس، آتية من الحدود السورية عبر معابر غير شرعية تصل منطقة الهرمل في شمال شرقي لبنان بمنطقة القصير السورية في ريف حمص الغربي. وقالت مصادر ميدانية إن 80 صهريجاً دخلت على أربع مراحل، وبلغ تعداد كل قافلة 20 صهريجاً، وتقدر الحمولة الكاملة أمس بنحو 4 آلاف طن، وهي الدفعة الأولى من قوافل عدة تنقل المازوت على مدى أيام من بانياس على الساحل السوري إلى الداخل اللبناني.

 

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن المخزون القادم من إيران تسلمته شركة «الأمانة» للمحروقات المدرجة على قوائم العقوبات الأميركية في العام 2020، وفرغته في مخازنها شرق لبنان تمهيداً لتوزيعه. وأشارت إلى أن السكان أبلغوا بأن التوزيع «سيتم وفق قائمة الأولويات التي حددها الحزب».

 

وتجمع العشرات من مناصري الحزب على طول الطريق باتجاه مدينة بعلبك، ورفع بعضهم أعلام الحزب ولافتات تشكر إيران وسوريا و«حزب الله»، بينما أطلقت النساء الزغاريد ونثرن الأرز والورود على الصهاريج التي أطلق سائقوها العنان لأبواقها. وقرب قرية العين في شمال شرقي لبنان، رفعت لافتة تعلن أن «حزب الله كسر الحصار على لبنان». وأظهرت مقاطع فيديو شباناً يطلقون النيران ابتهاجاً، كما أطلق أحدهم قذيفة «آر بي جي» ترحيباً بالقافلة.

 

وأثار إعلان «حزب الله» في 19 أغسطس (آب) الماضي عزمه استقدام الوقود من طهران، انتقادات سياسية من خصومه الذين يتهمونه بأنه يرهن لبنان لإيران، فيما كانت السلطات اللبنانية أعلنت مراراً أنها ملتزمة في تعاملاتها المالية والمصرفية عدم خرق العقوبات الدولية والأميركية المفروضة.

 

وقال نصر الله إن حزبه اتخذ قرار وصول البواخر الإيرانية إلى مرفأ بانياس للحؤول دون «إحراج» الدولة اللبنانية وتعرضها لعقوبات، موضحاً أن باخرة مازوت ثانية ستنطلق «خلال أيام قليلة»، بينما بدأت باخرة ثالثة الاثنين الماضي تحميل البنزين وتم الاتفاق على إعداد باخرة رابعة تحمل المازوت.

 

ويمثل قرار استيراد الوقود توسعة للدور الذي يلعبه «حزب الله» في لبنان، حيث يتهم منتقدون الجماعة المسلحة التي خاضت حروباً مع إسرائيل بالتصرف كدولة داخل الدولة. ووسط صمت رسمي لبناني، أثار دخول القوافل الأربع عبر معابر غير شرعية أسئلة عن حضور الدولة. وقال رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان: «كل البروباغندا (الحسنة) حول الصهاريج الإيرانية الخاضعة للعقوبات لا تلغي مسؤولية الدولة عن تأمين متطلبات الناس مع دعم أو من دون دعم. تدخل الصهاريج عبر معابر غير شرعية، لا جمارك، لا موافقة من وزارة الطاقة المسؤولة عن النوعية والمعايير». وسأل: «لمن ستسلم وأين سيتم التخزين؟ وفق أي أسعار سيتم البيع؟ أين دولة الرقابة والقانون والسيادة وكأنما لبنان أرض سائبة؟ أفي حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم والعلاقات العربية الدولية؟ أم الأمن الاجتماعي وضبط الحدود ومنع التهريب؟».

 

بدوره، توجه عضو «تكتل الجمهورية القوية» النائب بيار بو عاصي إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، بالقول: «حلفت يوماً بالله العظيم أنك تحترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها. دخلت صهاريج محملة بالمحروقات إلى لبنان من دون أي احترام للأنظمة والقوانين فما هو موقفك؟». وأضاف متسائلاً: «من سيخزن ويبيع هذه المواد، كيف تحددت الأسعار، من سيستفيد من الأموال الناتجة عن البيع، ما الرابط بينه وبين المالية العامة والضرائب، وكل ذلك وفقاً لأي معايير قانونية؟». وتابع: «كنائب للأمة اللبنانية أطالب بموقف منك لأنك رئيس البلاد، أقسمت على احترام الدستور والقوانين كما حفظ استقلال الوطن وسلامة أراضيه».

 

ويأتي استيراد الحزب للنفط الإيراني في ظل تراجع حاد بقدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية لكل المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء. ويقول الحزب إن الخطوة «تهدف إلى تخفيف أزمة طاقة خانقة». لكن معارضيه قالوا إنها تعرض البلاد لخطر العقوبات الأميركية.

 

وأشار قياديو الحزب إلى هذه النقطة، إذ رأى رئيس «تكتل نواب بعلبك الهرمل» النائب حسين الحاج حسن في حديث إلى قناة «المنار» التابعة للحزب أن دخول قوافل الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني عبر سوريا إلى لبنان «كسر للحصار الأميركي»، عاداً يوم أمس «يوماً تاريخياً في سجل انتصارات لبنان».

 

**********************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

البيان أنجز والثقة الإثنين.. وصندوق النقد: متأهبون للتعاون

 

تتعامل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وكأنها في سباق الوقت، حيث انجزت البيان الوزاري في فترة قياسية في انتظار ان تنال الثقة المضمونة مطلع الأسبوع المقبل لتنطلق في عملها وأمامها تحديات كبرى، وقد تركت هذه الوتيرة المتسارعة ارتياحاً لدى الناس ما انعكس ارتياحاً في الأسواق، كونها تنمّ عن جدية ومسؤولية في مقاربة الأزمة بعد أشهر طويلة من الفراغ وانعدام المسؤولية.

 

التحدي الأساس بالنسبة إلى الرأي العام هو ان تحافظ الحكومة على وتيرة البدايات كون الأزمة تتطلّب ورشة عمل مفتوحة، لكن المخاوف من محاولات ضرب اندفاعتها عن طريق فتح مواجهات سياسية لا طائل منها، فيما المطلوب توفير كل المناخات المساعدة لعملها، كون حلّ الأزمة ليس من اختصاص الحكومة وحدها، إنما مسؤولية وطنية تستدعي من الجميع مواكبتها وليس وضع العصي في دواليبها.

وقالت مصادر مواكبة للمسار الحكومي لـ”الجمهورية” ان هناك فرصة فعلية لبداية الخروج من الأزمة المالية، ولا يجب تبديد هذه الفرصة، خصوصا في ظل الاحتضان الدولي وتقديمه كل ما يساعد على الخروج من هذه الأزمة التي تجاوزت كل الحدود والسقوف ووصلت إلى مستويات مخيفة ارتفع معها منسوب القلق على مصير البلد. وبالتالي، يجب توفير البيئة الحاضنة بالحد الأدنى حتى آخر السنة الحالية كون الحملات الانتخابية للقوى السياسية لا يمكن ان تبدأ قبل مطلع السنة المقبلة، وهذه الفترة ستكون كافية لإعادة وضع الأمور على الخط الصحيح.

 

ورأت هذه المصادر ان ما يساعد الحكومة في عملها هو ان الوضع الإقليمي الذي يتجه إلى مزيد من التبريد مع العودة المفترضة قريباً لمفاوضات فيينا النووية، وفي ظل الكلام عن جلسة حوار جديدة بين الرياض وطهران، وحديث عن إحياء المفاوضات الإسرائيلية والفلسطينية برعاية مصرية وأميركية، ولا شك انه بمقدار ما تتراجع السخونة الإقليمية بمقدار ما تستقر الأوضاع اللبنانية.

 

ولاحظت المصادر انه في موازاة المناخ الإقليمي فإن إعادة فتح باريس خطوطها مع طهران سيؤدي إلى ترييح حركتها في لبنان ويُمكّنها من مواكبة عمل الحكومة ومساعدتها على تحقيق الخطوات المرجوة، خصوصاً ان باريس التي تحظى بتفويض أميركي ستعيد تزخيم مبادرتها في ظل عودة الحديث عن إمكانية زيارة رئيسها إيمانويل ماكرون لبيروت في الأسابيع القليلة المقبلة على أثر تأليف الحكومة، ومواكبة لعمل هذه الحكومة.

إبتسامة وتنكيتة

الى ذلك، تفاجأ رئيس الحكومة والوزراء في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في بعبدا لمناقشة واقرار البيان الوزاري، بطلب رئيس الجمهورية بجدية بدت واضحة على وجهه تغيير اسم الحكومة بحسب ما علمت “الجمهورية”، وقالها بالفم الملآن وصراحة “ان اسم العزم والامل نابع من تيار “العزم” وحركة “امل”. وعلّق قائلاً: “لنضع فيها ايضا “التيار الحر” وبقية الاحزاب”.

 

تلقّف ميقاتي كلام عون بابتسامة وتنكيتة ثم اقترح “معاً للانقاذ” لتحل بدل “العزم والامل”. الجلسة كانت هادئة بحسب مصادر وزارية لـ”الجمهورية” لكنها لم تخف بعض الحذر من مقاربة بنود القطاع المصرفي والتفاوض مع صندوق النقد الدولي حتى بند عودة اللاجئين الفلسطينيين. وكان لافتا ان معظم التعديلات اقترحها رئيس الجمهورية ومررها ميقاتي بنعومة من دون ان يخفي تمسكاً وثباتاً في مواقفه.

 

وفي البند المتعلق بالقطاع المصرفي أضيفت جملة “اعادة الهيكلة حيث يلزم” الى جانب “اصلاح القطاع المصرفي”، ومعلوم ان الاولى هي طلب عون والثانية هي طلب ميقاتي فأتى المخرج بالاخذ بالاقتراحين على الطريقة اللبنانية “tout le monde a gagné” كما ابدى رئيس الحكومة تحفظه عن بعض الامور من دون ان يجعلها تعرقل مسار النقاش واقرار البيان.

اما في موضوع التفاوض مع صندوق النقد الدولي فأتى التعديل على الشكل التالي: “إستئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي فوراً” حيث أضيفت كلمة “فوراً” للوصول الى اتفاق على خطة دعم من الصندوق، واستبدلت عبارة “بما يحقق المصلحة العامة” في ختام الفقرة بعبارة “بما تقتضيه الاولويات ومصلحة لبنان”.

 

ومرّ بند التحقيق بانفجار المرفأ وقالت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” انه لو اصر رئيس الجمهورية على العودة الى النص القديم الذي وردت فيه الحصانات لكان يمكن ان يتحول هذا البند متفجراً داخل الجلسة، لكن بقيت الصيغة التي اقرتها اللجنة الوزارية في السرايا كما هي. وبما خص خطة الكهرباء بقيت كذلك بصيغتها من دون ادخال تعديلات عليها. وأدخلت تعديلات طفيفة على الفقرتين المتعلقتين بالمرأة وبتفعيل العلاقات مع الدول الشقيقة وتنشيطها، وحصل جدل كبير حول البند المتعلق باللاجئين الفلسطينيين فأضيفت الى عبارة حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم جملة “ورفض توطينهم في لبنان”، وهي الجملة التي لم تكن واردة في صيغة المسودة.

 

وبعد الجلسة حصلت خلوة بين عون وميقاتي ووزير المال يوسف خليل جرى البحث خلالها في عقد التدقيق الجنائي الذي سيوقعه خليل الثلاثاء المقبل.

إقرار بالاجماع

وكان مجلس الوزراء أقر البيان الوزاري للحكومة بالاجماع في جلسته بعد ظهر امس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية، وقرر ان يكون شعار الحكومة “معا للانقاذ”.

 

ونوه رئيس الجمهورية بـ”عمل اللجنة الوزارية التي أنجزت مهمتها بسرعة”، وتمنى على “جميع الوزراء الاستمرار في العمل والإنتاجية والتعاون، لأن ذلك من ابرز أسباب نجاح الحكومة”. وقال: “ان الأوضاع ضاغطة والوقت ثمين، وكل دقيقة لها قيمتها”. وأكد “ضرورة الإسراع في إيجاد الحلول لقضايا الناس المعيشية وايلاء هذا الموضوع الأفضلية المطلقة واقصى درجات الاهتمام، لرفع المعاناة عن المواطنين من دون تأخير”.

 

وشدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على “الحاجة الدائمة الى التضامن لتحقيق الإنتاجية المطلوبة للحكومة، وشكر أعضاء اللجنة والوزراء الذين شاركوا، على التعاون الذي ابدوه وتمنى “ان تسود هذه الروح دائما من اجل مصلحة لبنان”.

وأعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء مساء امس انها انجزت الصيغة النهائية للبيان الوزاري كما أقرها مجلس الوزراء، وأرسلته الى الامانة العامة لمجلس النواب، وفق الاصول.

 

ورجحت مصادر مطلعة ان يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم الى جلسة مناقشة البيان الوزاري ومنح الحكومة الثقة الاثنين المقبل.

العقوبات الاوروبية

في غضون ذلك من المتوقع أن يعلن البرلمان الأوروبي أنه لا يزال يتعين على الاتحاد الأوروبي النظر في فرض عقوبات على الساسة اللبنانيين الذين يعرقلون مسار الحكومة الجديدة.

 

وسيصدر البرلمان في ستراسبورغ قرارا ينص على ان “حكومات الاتحاد الأوروبي لا يمكنها بعد تخفيف الضغط على لبنان”. ومن المنتظر أن يتضمن هذا القرار الذي لا يكتسب صفة الإلزام أنه “يحض بشدة الزعماء اللبنانيين على الالتزام بالوعود التي قطعوها وأن يكونوا حكومة فاعلة” في إشارة للحكومة اللبنانية الجديدة التي تعهدت بمعالجة واحدة من أسوأ أزمات الانهيار الاقتصادي في العالم.

كما سيحذر أعضاء البرلمان الأوروبي من أن “فرض إجراءات محددة كعقوبة على عرقلة العملية السياسية الديموقراطية أو تقويضها يظل خيارا قائما”.

 

واوضح مشروع قرار البرلمان الأوروبي ان “شخصيات سياسية لبنانية عطّلت التحقيق في انفجار مرفأ بيروت”، مبيناً ان “الفساد” عطل التحقيق في الانفجار. ولفت الی “ضرورة معرفة أسباب الانفجار الكبير الذي حصل في بيروت”.

 

وكان الاتحاد الأوروبي وافق في حزيران الماضي على إعداد إجراءات حظر سفر وتجميد أصول للسياسيين اللبنانيين المتهمين بالفساد وعرقلة جهود تشكيل الحكومة وسوء الإدارة المالية وانتهاك حقوق الإنسان.

 

ولم يُذكر أي من هؤلاء الزعماء بالاسم رسميا، إلا أنه في ظل الانهيار المالي وزيادة التضخم وانقطاع الكهرباء ونقص الغذاء، ويأمل البرلمان أن تسترعي دعوته انتباه الساسة اللبنانيين، وكثير منهم لهم أصول في الاتحاد الأوروبي.

 

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للبرلمان الأوروبي هذا الأسبوع إنه رغم الانهيار الاقتصادي في لبنان، فإن لحظة العقوبات أصبحت من الماضي، ذلك لأن هؤلاء الساسة شكلوا بالفعل حكومة أخيرا.

المازوت الإيراني

من جهة ثانية، وفي خضم ازمة المحروقات التي تعيشها البلاد، دخلت عشرات الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني الذي استقدمه “حزب الله” من إيران صباح أمس الى لبنان، آتية من سوريا على وقع استقبالات شعبية.

 

وبدأت عشرات الصهاريج ذات اللوحات السورية تدخل صباحاً على مراحل منطقة الهرمل عبر معبر غير شرعي، وعلى طول الطريق في اتجاه مدينة بعلبك، تجمع العشرات من مناصري الحزب ابتهاجاً، ورفع بعضهم أعلام الحزب بينما أطلقت النساء الزغاريد ونثرن الأرز والورود على الصهاريج التي أطلق سائقوها العنان لأبواقها.

 

وتضم القافلة 80 صهريجاً، بسِعة أربعة ملايين ليتر، على أن تفرغ حمولتها في مخازن محطات الأمانة في مدينة بعلبك، المدرجة منذ العام 2020 على قائمة العقوبات الأميركية، قبل أن يتم توزيعها لاحقاً وفق لائحة أولويات حددها الحزب.

ضياع في الأسعار

وفي غضون ذلك، سجل ضياع في أسعار المشتقات النفطية حتى ليل امس اذ ظل الحديث عن ارباك في السوق المحلي بعد قرار مديرية النفط في وزارة الطاقة التوقف عن توزيع البنزين والمازوت من المنشآت والشركات المستوردة. وسرت معلومات عن رفع الدعم الكلي الا انه ليلاً توضحت الصورة بقرار جديد أبقى على دعم البنزين على سعر 8000 ليرة. وعليه ستعود المحطات اليوم الى تسلم المادة وتوزيعها وفق السعر المدعوم وكأن يوم التوقف أمس لم يكن، أما المازوت فبقي على السعرين بالنسبة للمنشآت وللمستوردين فمن يريد الحصول عليه لقاء الدفع بالدولار يحصل عليه شرط ان يكون تم استيراده بالدولار غير المدعوم، واذا كان قد تم شراؤه على الدولار المدعوم يوزّع على السعر المدعوم وقد انتهت عملية الاحصاءات والتكييل التي قامت بها مديرية الجمارك في ساعة متأخرة من ليل امس لتحديد الكميات.

توقيف غيابي

على صعيد التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت أصدر المحقق العدلي القاضي طارق بيطار مذكرة توقيف غيابية في حق وزيرالاشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس، بعد تخلّفه عن حضور جلسة استجواب كانت محددة امس.

 

وجاء إصدار المذكرة غداة دعوة 145 جهة من منظمات حقوقية لبنانية ودولية وناجين وعائلات الضحايا مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى إنشاء بعثة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة، وسط مخاوف من ضغوط سياسية متزايدة تعرقل تقدّم التحقيق المحلي.

 

ونقلت وكالة “فرانس برس” إن بيطار أصدر هذه المذكرة في حق فنيانوس “بعد امتناعه عن المثول أمامه لاستجوابه اليوم (أمس) رغم تبلغه موعد الجلسة وفق الأصول”.

 

وإثر صدور المذكرة قال نزيه الخوري محامي فنيانوس ان “ما حصل اليوم مخالفة فاضحة للقانون والأصول القضائية، ونحن كفريق دفاع في صدد درس الخيارات التي قد نلجأ اليها في الأيام المقبلة والتي يتيحها لنا القانون”.

 

ولاحقاً غرد رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية عبر “تويتر”، فقال: “مع صدور خبر مذكرة التوقيف في حق الوزير يوسف فنيانوس، نؤكد وقوفنا الى جانبه مدافعا عن نفسه، وبحق، ضمن القوانين المرعية الإجراء”.

كورونا

صحيا أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 647 إصابة جديدة بكورونا (627 محلية و20 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 616179. كذلك

سجل التقرير 6 حالات وفاة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 8224.

 

 

**********************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

«معاً للإنقاذ»: مفاوضات مع الصندوق وتصحيح الرواتب ومعامل كهرباء

«الطاقة» تُفرج عن المحروقات والعبرة في التنفيذ مع وصول الفيول العراقي

 

أسبوع من تهاوي سعر صرف الدولار، أدى إليه أسبوع من السير بالاتجاه الصحيح بتأليف حكومة، لجنة بيان وزاري، ثلاث جلسات عقدت برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، ووفقا ما أشارت إليه «اللواء» فإن مجلس الوزراء أقرّ في جلسته أمس التي عقدت في بعبدا بعد الظهر، برئاسة الرئيس ميشال عون والوزراء، مع الاستجابة لطلب رئيسها بأن يكون شعارها: «معاً للإنقاذ»، ضمن عناوين واضحة، تستجيب لمتطلبات الخطوات الممكنة للإنقاذ، مع تسريع وتيرة الاستجابة للمطالب الحياتية، وبخاصة الموطنين، ان لجهة تلبيتها، أو ان يلمس المواطنون الانتاجية، لرفع المعاناة عن المواطنين، في ظل سباق مع الوقت، والنفط الوافد من الخارج، ضمن إعادة خلط الأوراق، مع الحرص على عدم أخذ الساحة مجددا إلى تجاذبات تؤثر على الاندفاعة القوية باتجاه الانقاذ، أو السير في مسار الانفراجات، بدءاً من المحروقات التي تسجل أوّل اختباراتها اليوم في المحطات.

وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن البيان الوزاري لحكومة الرئيس ميقاتي أقر بالإجماع مع إدخال تعديلات عليه، وأشارت الى انه فور تعديل بعض العبارات والصياغات يحال  إلى مجلس النواب.

وقالت المصادر إن هناك ضوابط تم التأكيد علبها لا سيما في موضوع التفاوض مع صندوق النقد الدولي حيث كان التشديد على التفاوض بما تقتضيه الأولويات والمصلحة الوطنية . ولفتت إلى أن موضوع التفاوض مرتبط بالندية والمصالح الندية ولذلك كان التأكيد على موضوع المصلحة الوطنية.

وذكرت المصادر نفسها أن معظم الوزراء ادلوا بدلوهم وسط إيقاع مضبوط وسليم وكان لاتخاذ الحكومة  تسمية معا للأنقاذ وقعها حيث اعتبر الرئيس ميقاتي أن هذه التسمية اقوى. وعلم أن التعديلات طاولت بنودا معينة وهي القطاع المصرفي حيث تم التأكيد على إصلاح القطاع المصرفي واعادة هيكلته حيث يلزم.

وفي موضوع الكهرباء لم تنم وفق المصادر الإشارة إلى أسماء معامل محددة للكهرباء إنما برز التأكيد على خطة الكهرباء بما تتضمن استجرار الطاقة والطاقة البديلة وغير ذلك من بناء المعامل.

ولفتت إلى انه بالنسبة إلى موضوع الحصانات في قضية مرفأ بيروت فأن تشديدا برز على قانونية الموضوع وهذا يتطلب تعاونا بين مجلس النواب والحكومة بكل ما يتطلبه موضوع الوصول إلى الحقيقة. وقال وزير العمل مصطفى بيرم لـ«اللواء» في هذا المجال أن الموضوع قانوني وأن الانفجار أصابنا جميعا.

إلى ذلك أشار وزير الاقتصاد والتجارة امين سلام إلى متابعة موضوع الأسعار بدقة بعد لقائه نقابتي مستوردي المواد الغذائية والسوبرماركت.

وأوضح أن هناك مشكلة تتصل بموضوع المندوبين العاملين في الوزارة وسيصار إلى التنسيق مع وزارة الداخلية والاستعانة بالبلديات من أجل تحقيق المراقبة الفعالة.

وقال: سنقف إلى جانب المواطنبن دائما.

وفي مجال آخر لم يحضر إلا موضوع إقرار البيان الوزاري في جلسة المجلس أي ان موضوع دخول الصهاريج المحملة بالنفط الإيراني إلى الأراضي اللبنانية لم يبحث ابدا.

ومن المتوقع ان يعلن الرئيس نبيه برّي موعد جلسة مجلس النواب لمنح الحكومة الثقة خلال الساعات المقبلة، بعدما أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، مساء أمس، انها انجزت الصيغة النهائية للبيان الوزاري كما اقره مجلس الوزراء، وارسلته إلى الأمانة العامة لمجلس النواب، وفق الأصول.

وتوقع مصدر نيابي ان تعقد الجلسة الاثنين أو الثلاثاء على أبعد تقدير.

وكان الرئيس نبيه برّي تلقى اتصالا من مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، تمّ خلاله التأكيد على ضرورة تطبيق القانون والدستور حفاظاً على الوحدة الوطنية.

إلى ذلك، وتوقعت مصادر وزارية ان يعقد مجلس الوزراء، جلسات متواصلة، واجتماعات وزارية مصغرة، بعد نيل الحكومة الثقة، لاعادة تحريك عمل الوزارات والادارات والمؤسسات العامة الى طبيعتها، بعد حالة الانكفاء والشلل التي اصابتها، جراء تدهور الحالة العامة، ولمناقشة وبحث الأوضاع والملفات الحياتية الملحة، لاتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة لمعالجتها، ولا سيما زيادة التغذية بالتيار الكهربائي لمختلف المناطق، والوسائل المتاحة لذلك،وتامين الدواء،و حاجة اللبنانيين من المحروقات، والبنزين خصوصا وإنهاء عملية الاحتكار والسوق السوداء، بأسرع ما يمكن، لان الوضع العام، لم يعد يحتمل تأخير اتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة لمعالجتها.

واشارت المصادر الى ان رئيس الحكومة سيباشر سلسلة اتصالات مع الدول العربية الشقيقة والصديقة، للقيام بسلسلة زيارات، لحشد التأييد والدعم لخطط الحكومة الجديدة، لحل الازمة المالية والاقتصادية، وتوفير المساعدات المالية اللازمة لتمكين لبنان من تجاوز ازمته، ومباشرة خطة التعافي الاقتصادي.

وتوقعت المصادر ان يبدأ ميقاتي سلسلة زيارات للخارج، تشمل مصر وعدداً من الدول العربية الاخرى. كما يزور فرنسا، لتوجيه الشكر الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والحكومة الفرنسية، لمساعدتهم لبنان بعد التفجير الكارثي، الذي استهدف مرفأ بيروت منذ ما يقارب العام والجهود التي بذلها ماكرون لتشكيل الحكومة الجديدة شخصيا، على أن تشمل زياراته بعد ذلك، اكثر من عاصمة اوروبية، وفي مقدمتها لندن وروما وبرلين، لبحث افاق التعاون وسبل مساعدة لبنان.

بالمقابل، لاحظت مصادر سياسية أن وصول اول دفعة من شحنة المازوت الايراني الى لبنان عبر معبر غير شرعي، وبمعزل عن التدابير القانونية المعمول بها بين الدول، شكل اول التفاف سلبي من حزب الله على انطلاقة الحكومة الجديدة، واعطى انطباعا وصورة سوداوية للخارج، وبدد ما يعلنه حزب الله، بدعم مسيرة الحكومة الجديدة. وتوقعت المصادر ان ينعكس ماحصل سلبا على مهمات الحكومة لمعالجة الازمات والمشاكل الضاغطة، ويؤثر على مساعي اعادة انفتاح لبنان مع الخارج، ومع الدول العربية الشقيقة تحديدا.

واعتبرت المصادر ان تذرع الحزب، بمساعدة اللبنانيين، للتخفيف من معاناتهم،من النقص الحاصل بالمحروقات،لا يبرر اطلاقا، تجاهل الدولة اللبنانية وخرق قوانينها وسيادتها، بقوة وهيمنة السلاح غير الشرعي، وكان الدولة غير موجودة، بل يزيد من حدة الاحتقان الداخلي ويباعد بين اللبنانيين، ويهدد بمخاطر غير محسوبة على البلد كله.

فقد أقر مجلس الوزراء في جلسة سريعة امس استمرت قرابة الساعتين، البيان الوزاري للحكومة الجديدة التي جرى استبدال اسمها من «حكومة العزم والعمل» الى حكومة «معاً للإنقاذ»، بعد تعديلات في صياغة اربعة بنود علقتها اللجنة الوازرية التي صاغت البيان لحين البت بها في مجلس الوزراء مجتمعاً. وقد تعهدت في بيانها باجراء الانتخابات في مواعيدها الدستورية.

وتمحورت العديلات على بند القطاع المصرفي، حيث كان الخلاف على مصطلح إصلاح او إعادة هيكلة القطاع، فتم الاتفاق على عبارة إصلاح وإعادة هيكلة القطاع حيث يلزم.

كذلك تعديل البند المتعلق بموضوع رفع الحصانات في تحقيقات إنفجار مرفأ بيروت، بحيث تم الاتفاق على عبارة التعاون بين مجلس النواب والحكومة بما يقتضيه الوصول الى الحقيقة. وأكد البيان على أن رفع الحصانات مرتبط بنصوص قانونية.

اما في بند التفاوض مع البنك الدولي الذي كان مدار نقاش طويل في البلاد لجهة خضوع لبنان لشروط البنك، فقد تم استخدام عبارة «التفاوض مع البنك الدولي وفق ما تقتضيه الاولويات ومصلحة البلاد»، وهذه العبارة تراعي مسألة سيادة لبنان.

كذلك تم تعديل النص المتعلق بقطاع الكهرباء وإنشاء معامل جديدة، فتم استخدام عبارة: اصلاح القطاع وفق ما يقتضيه ذلك من إنشاء معامل واستخدام الطاقة المتجددة. وتم بهذا تلافي تحديد المناطق التي ستنشا فيها المعامل وما اذا كان من ضرورة لمعمل في سلعاتا.

وجرى نقاش في موضوعي عدم توزيع المحروقات وغلاء الاسعار، حيث اكد وزير الاقتصاد امين سلام بعد الجلسة انه اعتباراً من اليوم ستقوم دوريات وزارة الاقتصاد ومصلحةحماية المستهلك بالكشف في الاسواق على دقة التزام المؤسسات التجارية بخفض الاسعار بعد انخفاض سعر الدولار الى ما دون 14 الف ليرة.

وسيتم توزيع البيان صباح اليوم على النواب ليصبح بالامكان تحديد جلسة بعد 24 ساعة لطرح الثقة بالحكومة، حيث اكدت المعلومات ان الرئيس نبيه بري سيدعو المجلس الى جلسة الثقة يوم الاثنين المقبل..

فقد التأم مجلس الوزراء في قصر بعبدا عند الساعة الرابعة من بعد ظهر أمس برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء. وبحث مجلس الوزراء في مسودة البيان الوزاري كما أعدتها اللجنة الوزارية لمناقشتها واقرارها في صيغتها النهائية، تمهيدا لطلب ثقة المجلس النيابي على اساسه.

وشكر رئيس الجمهورية ميشال عون أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري «على عملهم الدؤوب وتعاونهم لإنجاز مسودة البيان، مشيراً إلى أن السرعة تعكس الجدية والمثابرة لتنفيذ المهام المطلوبة. وتمنى في مستهل جلسة مجلس الوزراء على الجميع اعتماد هذا النمط في العمل والانتاجية والتعاون». وقال: أنه من أول اسباب النجاح خصوصاً وأن الاوضاع ضاغطة جداً والوقت ثمين.

من جهته، ركز الرئيس نجيب ميقاتي «على جوّ التعاون الذي ساد بين أعضاء اللجنة الوزارية التي تولت صوغ مسودة البيان الوزاري، مذكّراً بالحاجة الدائمة الى التضامن لتحقيق الانتاجية المطلوبة للحكومة، وشكر أعضاء اللجنة والوزراء الذين شاركوا على التعاون الذي أبدوه، متمنياً أن تسود هذه الروح دائماً من أجل مصلحة لبنان. وسبق الجلسة اجتماع بين الرئيسين عون وميقاتي بحث في خلاله بالمستجدات.

أكد وزير الإعلام جورج قرداحي أنه «أثناء الجلسة لم يقترح أحد موضوع رفع الدعم عن المحروقات»، متسائلاً من سيرفع الدعم؟ هل يُرفع الدعم من دون قرار؟ لا يوجد أي قرار بشأن ذلك. وقال: أنه «تم التداول بكلام عن الخلافات داخل لجنة تحضير البيان الوزاري. هذا كله غير صحيح وأنفيه نفياً قاطعاً.

وأشار الى أن «البيان ينص على التخفيف من معاناة الناس وهذا من الأولويات».

نقاط البيان

ومما جاء في البيان: – تأكيد على حق المواطنين اللبنانيين في المقاومة للإحتلال الاسرائيلي ورد اعتداءته واسترجاع الاراضي المحتلة

– وضع خطة لتصحيح القطاع المصرفي وتنشيط الدورة الاقتصادية بما يساهم في تمويل القطاع الخاص مع اعطاء الاولوية لضمان حقوق المودعين.

– السعي بالتعاون مع المجلس النيابي إلى اقرار قانون حول الكابيتال كونتور كما ووضع مشروع قانون من شأنه معالجة الاوضاع المالية والمصرفية التي استجدت بعد 17 تشرين 2019 ومتابعة تنفيذ قانون استعادة الاموال المتأتية عن جرائم الفساد.

– العزم على تصحيح الرواتب والاجور في القطاع العام بمسمياته كافة في ضوء دراسة تعدها وزارة المالية.

– زيادة ساعات التغذية في مرحلة اولى وتأمين الكهرباء للمواطنين بأسرع وقت والعمل على تنويع مصادر الطاقة وصولا لاعطاء الاولوية للغاز الطبيعي والطاقة المتجددة واستكمال تنفيذ خطة قطاع الكهرباء والاصلاحات المتعلقة به مع تحديثها وانشاء ما تحتاجه البلاد من معامل لتوليد الطاقة الكهربائية بمشاركة القطاع الخاص

– صحيح ان حكومتنا تشكلت تحت عناوين اقتصادية ومالية واجتماعية انقاذية وطارئة، الا انها تؤكد ان هدفها ايضا حماية جميع اللبنانيين على اختلاف تطلعاتهم، لا سيما منهم الذين انتفضوا في الساحات منذ السابع عشر من تشرين الاول 2019 مطالبين بالحياة الحرة والكريمة وبعناوين اصلاحية بات تنفيذها حاجة اساسية لانقاذ لبنان.

– في سبيل تخطي أزمة انفجار مرفأ بيروت وتداعياته تؤكد الحكومة حرصها على استكمال كل التحقيقيات لتحديد أسباب هذا الانفجار وكشف الحقيقة كاملة ومعاقبة جميع المرتكبين. كما تعتزم العمل مع مجلسكم الكري لاجراء كل ما يلزم بشان الحصانات والامتيازات وصولا الى تذليل كل العقبات التي تحول دون احقاق الحق وارساء العدالة.

– الألم عميق، الامل كبير والحمل ثقيل، ولكن «ما لا يدرك كله، لا يترك جله».

وأفادت «رويترز» بأن مسودة البيان الوزاري للحكومة تدعو لـ»استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي للوصول إلى اتفاق على خطة دعم من الصندوق تعتمد برنامجا انقاذيا قصيرا ومتوسط الأمد»، و تنص على «معاودة المفاوضات مع الدائنين للاتفاق على آلية لإعادة هيكلة الدين العام بما يخدم مصلحة لبنان»

كما ثمنت المسودة المبادرة الفرنسية والالتزام ببنودها كافة وتقول إنه سيتم وضع خطة لتصحيح وضع القطاع المصرفي».

وشددت مسودة البيان الوزاري على أن الحكومة اللبنانية تلتزم «بإجراء الانتخابات النيابية» في موعدها.

وقالت مسودة البرنامج ان حكومة ميقاتي ستجدد وتطور خطة التعافي المالي السابقة، التي حددت عجزا في النظام المالي بنحو 90 مليار دولار، وهو رقم اقره صندوق النقد الدولي.

في المقابل، استقبل الرئيس ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي قالت بعد اللقاء «عرضنا خلال الاجتماع أولويات التعاون بين الأمم المتحدة ولبنان، وأكدت أهمية إجراء الانتخابات النيابية، والقيام بكل الاصلاحات الاقتصادية والمالية. كما اطلعت على رؤية الرئيس ميقاتي المستقبلية، وما يهمنا هو أن يكون لبنان ناجحاً ومزدهراً، ولكن نحن بحاجة لإجراء خطوات مهمة وجدّية لتلبية حاجات المواطنين اللبنانيين، ويجب أن تكون هذه الاصلاحات في قطاع الكهرباء، كذلك يجب استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لأنها ستشكل خطوة أفضل لمستقبل لبنان». أضافت: «أطلعني الرئيس ميقاتي على أولويات عمل الحكومة، وأؤكد أن الأمم المتحدة مستمرة بمساعدة لبنان في المجالات كافة لا سيما في موضوع إجراء الانتخابات النيابية».

البرلمان الأوروبي

يدرس الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على سياسيين لبنانيين إذا فشلت الحكومة الجديدة، حسبما قال البرلمان الأوروبي، واصفا أزمة لبنان بأنها «كارثة من صنع الإنسان».ومع الأخذ في الاعتبار تشكيل حكومة بعد أكثر من عام من الجمود السياسي، سيصدر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ قرارا يقول إن «حكومات الاتحاد الأوروبي لا يمكنها بعد تخفيف الضغط على لبنان».

وسيحث البرلمان الأوروبي القادة اللبنانيين على» الوفاء بوعودهم وأن يشكلوا حكومة فاعلة»، كما سيحذر بفرض عقوبات تستهدف من «يعرقل أو يقوض العملية السياسية الديمقراطية» في لبنان.

ورأى ان هناك مسؤولية على حزب الله في أزمة لبنان الاقتصادية والاجتماعية.

 

ومن المسائل الخلافية، التي تغطى وراءها فريق بعبدا لسنة وأكثر هو موضوع التدقيق الجنائي، في حسابات مصرف لبنان، وسائر حسابات المؤسسات العامة والإدارات والمجالس، بات قاب قوسين أو أدنى للوضع على طريق التنفيذ، إذ يوقع وزير المال يوسف خليل عقد التدقيق مع الشركة المدققة الفاريز اند مارسال الثلاثاء المقبل، بعدما صدر رأي ديوان المحاسبة، بعد اجتماع مطوّل للديوان، جاء ايجابيا.

الإفراج عن المحروقات

على صعيد عمل وزارة الطاقة، أبلغت المديرية العامة للنفط الشركات المستوردة انه سيسمح لها اعتبارا من الغد بتسليم البنزين إلى المحطات بناء على جدول الأسعار الجديد الذي سيصدر صباح الجمعة علما ان أسعار البنزين ستبقى مدعومة فيما لا يزال سعر المازوت قيد الدراسة انتظار المعلومات المطلوبة من قبل وزارة الطاقة تمهيدا لاتخاذ القرار النهائي.

وكشف وزير الإعلام جورج قرداحي ان مجلس الوزراء لم يتخذ قرارا برفع الدعم عن المحروقات والوقود.. كاشفا انه لم يجر التطرق إلى الموضوع لأن الجلسة كانت مخصصة لإقرار البيان الوزاري.

وفي سياق الانفراجات، وصلت الشحنة الأولى من الفيول العراقي (غاز أويل) إلى لبنان، وتبلغ حمولتها 32 الف طن. وقد أُجري اختبار مطابقتها مواصفات الفيول، وأتت النتيجة إيجابية. ومن المتوقع أن يتم التفريغ اليوم لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، على أن تصل الشحنة الثانية من الفيول grade B الأسبوع المقبل، كما كان مقرراً في السابق.

وحسب مصدر في شركة كهرباء لبنان، فإن هذه الشحنة هي الأولى ولن تكون الأخيرة. وهي ستُحدث فارقاً لجهة التغذية الكهربائية. إذ من المتوقع أن تتمكن مؤسسة كهرباء لبنان من زيادة ساعات التغذية بنحو 4 ساعات.

والجدير بالذكر، أنه وفق الاتفاق والعقد الذي وقعه الوزير السابق، ريمون غجر، مع وزير المال العراقي، وبمواكبة اللواء عباس ابراهيم، ستحصل كل شهر مناقصة لاستبدال الفيول العراقي بفيول لزوم معامل كهرباء لبنان، على أن تجرى المناقصة الثانية في الأسبوع الأول من تشرين الاول.

وقد أكد مدير معمل الزهراني، أحمد عباس، في حديث له أن الباخرة العراقية المحملة بـ32 ألف طن من الغاز أويل، ستوزع بالتساوي بين معمل دير عمار في الضنية ومعمل الزهراني في الجنوب، أي 16 ألف طن لكل جهة.

وعلى خطٍ موازٍ، وصلت صهاريج الوقود الإيراني الى منطقة البقاع امس،وعددها 80 صهريجا هي الدفعة الاولى من حملة الناقلة الايرانية التي رست في مرفأ بانياس السوري.وتم توزيعها في اربع مناطق بقاعية للتخزين بين بعلبك والهرمل، ليصار من هناك الى توزيعها حسب البرنامج الذي وضعه حزب الله.

وكانت الدفعة الاولى من الصهاريج قد دخلت صباحاً، الى الاراضي اللبنانية عبر طريق خاص في حوش السيد علي في الهرمل، وسلكت الطريق من جهة البقاع الشمالي من جهة القصر-الشواغير سالكة الطريق الدوليّة حمص-بعلبك.

وتعقيبا على الحدث، قال وزير الأشغال الجديدعلي حمية لـ «المنار»: الحصار الاميركي على لبنان كُسِر وبات وراءنا. و قرار استيراد المازوت سيادي مبنيّ على الحرص على المواطن وعلى كل لبنان.

من جهته، أعلن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج براكس ان «الاتصالات تشير الى ان البواخر باقية على السعر المدعوم، وجدول تركيب الاسعار على حاله وسيبقى على 8000».

تخفيض اسعار السلع

على خط آخر، أكد وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام ان «الوزارة وضعت موضع التنفيذ آلية لخفض أسعار السلع الأساسية»، لافتا الى أن «نقابتي أصحاب السوبرماركت ومستوردي المواد الغذائية في لبنان التزمتا بدء خفض الأسعار هذه السلع»، ومشيرا الى أن «الوزارة لن تتهاون في هذه المسألة وستتشدد في مراقبة الأسعار».

كلام الوزير سلام جاء خلال مؤتمر صحافي عقده امس، في حضور رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي، ونقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد، والمدير العام للوزارة محمد أبو حيدر، أعلن خلاله آلية تنفيذ خفض أسعار السلع الأساسية.

وجاء افراج وزارة الطاقة، بعد 48 ساعة قاسية من الاختناق، على الرغم من تسارع بعض الخطوات الانفراجية.

واحتجاجاً قطع شبان طريق بلدة انصارية، احتجاجا على انقطاع الكهرباء واطفاء والمولدات لنفاد مادة المازوت.

كم قطع شبان مفرق الصرفند البحري، للغاية نفسها.

وفي الضنية، قطع مواطنون الطريق الرئيسية المؤدية إلى الجرد أمام محطة للمحروقات في بلدة الحازمية، احتجاجا على عدم تعبئة سياراتهم بالوقود بعد انتظارهم ساعات أمام المحطة، في أعقاب إعلان صاحبها تزويدهم بالوقود، لكنه اعتذر عن ذلك في اللحظات الأخيرة، وبقيت المحطة مقفلة، مبررا ذلك بأن شركات التوزيع لم تسلمه حصته من المحروقات.

مذكرة توقيف فنيانوس

قضائيا، اصدر المحقق العدلي القاضي طارق بيطار مذكرة توقيف غيابية بحق الوزير السابق يوسف فينيانوس بعد تغيّبه عن حضور جلسة امس أمامه.

وتعقيبا، قال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، عبر «تويتر»: مع صدور خبر مذكرة التوقيف بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس نؤكد وقوفنا الى جانبه مدافعاً عن نفسه وبحق ضمن القوانين المرعية الإجراء

وعلّق وكيل فنيانوس القانوني المحامي نزيه الخوري على القرار قائلاً «بعد المخالفات القانونية التي رصدناها اليوم في قرار المحقق العدلي ندرس الخيارات القانونية المتاحة التي يمكننا اتخاذها».

على الاثر، سُجّل تحرّك لأهالي الضحايا أمام منزل القاضي غسان عويدات ، حيث قالوا «نندّد بتصرفات النيابة العامة التمييزية المشبوهة والمريبة والتي بدأت بتسريب معلومات التحقيق ثمّ عدم قيامها بدورها الأساس لجهة الإدعاء ولاحظنا أخيراً مماطلة النيابة العامة التمييزية وتسويفها وتأخيرها ولامبالاتها بمسألة الدفوع الشكلية للتأخير قدر المستطاع بحضور المتهمين لاختلاق ذرائع وحجج».

وقال النائب السابق سليمان فرنجية انه مع صدور خبر مذكرة التوقيف بحق الوزير يوسف فنيانوس، مؤكدا وقوفه إلى جانبه مدافعاً عن نفسه، وبحق ضمن القوانين المرعية الاجراء.

616179

صحياً أعلنت ​وزارة ​الصحة​ العامة، في تقريرها اليومي، «تسجيل 647 حالة جديدة مُصابة بفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19​) ليوم أمس، ليرتفع العدد التراكمي للإصابات منذ 21 شباط 2020، إلى 616179».

وأوضحت أنّه «تمّ تسجيل 627 إصابة بين المقيمين و20 حالة من بين الوافدين»، مشيرةً إلى أنّه «تمّ تسجيل 6 ​حالات​ وفاة جديدة خلال ​الساعات​ الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيّات إلى 8387». وذكرت أنّ «عدد حالات الاستشفاء ليوم أمس هو 338، من بينها 173 في العناية المركّزة»، لافتةً إلى أنّ «عدد الفحوصات المخبريّة ليوم أمس هو 16142».

 

**********************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

المازوت الايراني يكسرالحصار الاميركي : حزب الله يغير قواعد «اللعبة»

 تغطية رسمية «صامتة» للصهاريج… وتسويات تنتج بيانا وزاريا «ملتبساً»

 بدء رفع الدعم عن المحروقات… ميقاتي يدرك حدود «اللعبة»: انا الحكومة ! – ابراهيم ناصرالدين

 

تزامنا مع اقرار بيان وزاري «ملتبس» وحمال «اوجه»، ومع دخول رفع الدعم عن المحروقات حيذ التنفيذ، ووسط تطورات قضائية متسارعة في ملف جريمة المرفأ، دخلت اولى قوافل صهاريج المازوت الايراني الى الاراضي اللبنانية، هذا الحدث ليس تفصيلا صغيرا، وانما تحول استراتيجي، يعكس حقيقة وواقع موازين القوى على الساحة اللبنانية، فكسر الحصار الاميركي في وضح النهار من قبل حزب الله «رسالة» بالغة الدلالة الى الداخل والخارج، الشراكة مع سوريا وايران المحاصرتين في فرض معادلات جديدة يشير بوضوح الى استحالة تحويل لبنان الى منصة لاستعداء محيطه الطبيعي والجغرافي او سلخه عن محور المقاومة الذي يشكل احد اعمدته وليس «اذرعه»..وبحسب اوساط سياسية بارزة، فان التفاصيل اللبنانية الاخرى تبقى مجرد تفاصيل ثانوية في «لعبة» بحجم يتجاوز الاداوات الصغيرة التي يجري تكليفها بمهمات معينة محدودة في المكان والزمان، ولهذا يمكن تجاوز «التركيبة» الهشة للحكومة المؤلفة بمعظمها من وزراء لا «يدرون ما يفعلون» لكن ينفذون ما يطلب منهم، وهذا هو المطلوب منهم، لا اكثر ولا اقل.

ميقاتي: انا الحكومة؟

 

هذا الامر يدركه جيدا رئيس الحكومة «البرغماتي» نجيب ميقاتي الذي يحسن استغلال الفرص لتبوء اعلى منصب للطائفة السنية في لبنان، ويدرك جيدا التوازنات الداخلية والخارجية، ويدرك ايضا محدودية المهمة المطلوبة منه، انقاذ ما يمكن انقاذه في الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية بعدما تامن المناخ الدولي والاقليمي للتهدئة على الساحة اللبنانية، ولهذا تجاهل وجود وزراء ضعفاء على يمينه ويساره، وتجاهل ايضا «الوزن الطابش» لصالح رئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل، وكذلك «هالة» حزب الله المهيمنة على الحكومة، وارتضى بالمهمة لانه لن يخسر شيئا، بل يستثمر وجوده في السراي الحكومي انتخابيا، وهو طبعا غير معني بمصالح اقرانه في نادي رؤساء الحكومة السابقين، فهو يرث ساحة سنية ضعيفة لا قدرة لها على مواجهة الساحات الاخرى بعدما خسرت الدعم السعودي، وانهكها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري باخطائه ورهاناته «القاتلة»، ولهذا لا يبدو اليوم مهتما بكل ما يثار حوله من «غبار» يدرك ان ارضاء اللبنانيين ليس صعبا بعدما تحولوا الى «شحادين»، اي تحسن في سعر العملة يعتبر انجازا، واي تخفيض في اسعار المواد الغذائية سيكون نجاحا، انتهاء الطوابير على المحطات سيسجل في سجله «الذهبي» حتى لو كان الثمن رفع الدعم، لم يعد احد مهتما بمحاسبة كل الطبقة السياسية التي يمثلها اليوم على راس السلطة التنفيذية بالتسبب بسرقة «العصر»، ولهذا يعتبر نفسه منقذا، ويقول لزواره انه غير معني بضعف الكثير من وزرائه، «فانا» واجهة الحكومة وهي «انا» يقول ميقاتي، ولا داعي للتوقف امام تفاصيل صغيرة غير مهمة طالما ان «الشغل ماشي»، ومهمتي اعرفها جيدا…

انقاذ باسيل؟

 

في هذا الوقت يعيش رئيس الجمهورية ميشال عون على امل انقاذ المستقبل السياسي للوزير جبران باسيل «المنتشي» بعودته الى موقعه المفضل «كصانع» للحكومات، مقدما نفسه للقوى الخارجية «كمفتاح» للاقفال الموصدة مستدرجا هذا الخارج للحديث معه «بشرط» رفع العقوبات، ولهذا عاد الى فتح «معاركه» الصغيرة مع الرئيسين نبيه بري والحريري اللذين قبلا «بالتسوية» على مضض بعدما باغتهما ميقاتي «بالرضوخ» واستسلما «للموجة» الايرانية- الفرنسية العالية، «بغض نظر» اميركي.

كسر الحصار الاميركي

 

فوسط «صمت» اميركي «مريب» كما يراه حلفاء واشنطن في بيروت، كسر حزب الله قواعد الاشتباك مع الولايات المتحدة واسرائيل، ودشن خطاً بحرياً بين ايران ولبنان، ودخلت الصهاريج التي تحمل المازوت الإيراني إلى منطقة بعلبك الهرمل آتية من سوريا، ووفقا لمصادر مطلعة، فان دخول هذه الشاحنات عبر معابر غير رسمية، تم بالتنسيق مع جهات رفيعة المستوى في الدولة، وفي مقدمتها رئيس الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي، وذلك لعدم «احراج» الدولة اللبنانية، بانتظار توزيعها عبر آلية أعلنها حزب الله مطلع الاسبوع المقبل، قطعت الصهاريج مسافة ما يزيد عن 230 كيلومتراً قادمة من مرفا بانياس السوري، قبل ان تفرغ حمولتها في مستودعات خزانات أعدتها شركة محطات «الأمانة»، كخطوة أولى قبل توزيعها على المؤسسات المستهدفة. وضمت قافلة اليوم الأول 80 صهريجاً محملة ب4ملايين ونصف المليون ليتر من المازوت، قُسِّمت إلى أربع مجموعات، سارت تباعاً مع فاصل زمني يقّدر بقرابة الساعة، ومنذ اجتياز القافلة نقطة الحدود اللبنانية السورية، واكبها ميدانياً أعضاء قيادة حزب الله في المنطقة، ورافقتها سيارات إسعاف الهيئة الصحية الإسلامية والدفاع المدني التابع لها. وعلى الرغم من بيان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ، إلا أن الأهالي تقاطروا إلى الطرق العامة، ورشوا القافلة بالورود والأرز. كما زينت الطرقات بيافطات شكر لإيران وسوريا وحزب الله.

فيول عراقي ولا كهرباء؟

 

في هذا الوقت، وصلت، امس الشحنة الأولى من الفيول أويل العراقي لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، على أن تبدأ الباخرة بتفريغ حمولتها البالغة 30 ألف طن، وذلك بعدما أعطت المديرية العامة للنفط الإذن بذلك مع التأكد من مطابقة المواصفات، ووفقا لمصادر كهرباء لبنان فان الفيول العراقي سيمنح البلاد كهرباء لـ15 يوما بمقدار 5 الى 6 ساعات يوميا، بعدما نفد الفيول الموجود لدى المؤسسة التي كانت ستطفىء معاملها خلال خمسة ايام، ولهذا فان الحل يبدو موقتا بانتظار وضع خطط جدية لمعالجة هذا الملف الحيوي.

بدء رفع الدعم عن المحروقات

 

في غضون ذلك شهد ملف المحروقات تطورات متسارعة مع الرفع الكامل عن الدعم على المازوت والبدء في الرفع التدريجي للدعم عن البنزين بدءا من صباح اليوم، فبعد اقفال معظم محطات الوقود بالامس، لان مستودعات الشركات المستوردة للنفط لم تُسلّم مادة البنزين للمحطات، التزاماً بقرار المديرية العامة للنفط الذي طلب عدم تسليم البنزين والمازوت للسوق المحلّي، من دون معرفة سبب هذا القرار، اكدت اوساط «نفطية» ان قرارالمديرية العامة للنفط كان من أجل إحصاء كمية المخزون المتبقي المدعوم وفق آلية الـ٨٠٠٠ لدى الشركات المستوردة والموزّعة وتحويل هذه الكمية إلى غير مدعومة كلياً، كمقدمة لرفع الدعم عن المشتقات النفطية.

هل سيرتفع سعر الدولار؟

 

ومساء، وللمرة الاولى ، وافق وزير الطاقة وليد فياض على تسعيرالمديرية العامة للنفط على بيع المازوت بالدولار وتم تسعيرالطن ب540دولارا للبيع للمصانع والفنادق، ولمن يريد من المواطنين، اما البنزين فسيبدء تسليمه اليوم على جدول اسعار جديد في اطار قرار برفع تدريجي لاسعار البنزين. ووفقا لاوساط اقتصادية ثمة تساؤلات مقلقة حول تامين الدولارات لاستيراد المحروقات من الخارج، فاذا كان المصرف المركزي لن يتدخل فان الدولارات ستتامن من السوق السوداء، وهذا سيؤدي الى ارتفاع جديد في سعر الدولار؟!

«تسويات» البيان الوزراي

 

في هذا الوقت، إنتهت جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا باقرار​ ​البيان الوزاري​ بالإجماع، بعد إجراء تعديلات طفيفة «بتسويات» لفظية ملتبسة حمالة اوجه، وهو سيحال اليوم الى مجلس النواب الذي يرتقب ان يعقد جلسة الثقة يوم الاثنين المقبل. وجرى تسمية الحكومة الجديدة «معاً للانقاذ»، وقد تعهدت في بيانها باجراء الانتخابات في مواعيدها الدستورية.وفي تسوية ملتبسة تم التوصل الى حل «وسطي» في البيان الوزراي باضافة «حيث يلزم»على إصلاح القطاع المصرفي وإعادة الهيكلة، وهذا يبقي الامر مبهما لجهة من سيتحمل الخسائر..كما جاءت الدعوة إلى التفاوض الفوري مع صندوق النقد الدولي بما تقتضيه الأولويات والمصلحة الوطنية، لتضفي علامات استفهام حول المقصود باولويات المصلحة الوطنية. اما في ملف الكهرباء فتم مراعاة فريق رئاسة الجمهورية من خلال حذف اسماء المعامل الواجب بناؤها وذلك لعدم موافقة وزراء امل على ادراج معمل سلعاتا .وفي ملف انفجار مرفأ بيروت ورفع الحصانات تم اعتماد نص غامض حول وجوب التعاون بين الحكومة ومجلس النواب بكل ما يقتضيه الوصول إلى الحقيقة في قضية المرفأ.

 

وقد أكد وزير الإعلام جورج قرداحي أنه «أثناء الجلسة لم يقترح أحد موضوع رفع الدعم عن المحروقات»، متسائلاً «من سيرفع الدعم؟ هل يُرفع الدعم من دون قرار؟ لا يوجد أي قرار بشأن ذلك». وفيما «تهرب» قرداحي من التعليق على دخول شاحنات النفط الإيرانية بالقول انه» لم نتطرق الى الموضوع لأن الجلسة كانت مخصصة لإقرار البيان الوزاري وكوزير إعلام لا يمكنني ان أعلن موقف الحكومة من هذا الموضوع، قال وزير الأشغال علي حمية ان الحصار الاميركي على لبنان كسر وبات وراءنا. واضاف: قرار استيراد المازوت سيادي مبنيّ على الحرص على المواطن وعلى كل لبنان!. وفي سياق متصل دعا وزير المال يوسف خليل الى البدء بهيكلة القطاع العام كمقدمة لاصلاح الخلل البنيوي في الدولة.

كيف سيتم التفاوض؟

 

وفيما يوقع وزير المال مذكرة التدقيق الجنائي مطلع الاسبوع المقبل، فان الامتحان الاول امام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، بحسب اوساط سياسية، هو التفاوض مع صندوق النقد الدولي، حيث لا يعرف بعد موقف الرئيس ميقاتي من تقريرشركة لازارد التي وضعت خطة التعافي الاقتصادي وحملت المصرف المركزي والمصارف مسؤولية تسديد الخسائر، واذا كان الخلاف السياسي انذاك ادى الى تجميد التفاوض مع الصندوق واجهضت خطة التعافي، فكيف سيتصرف ميقاتي اذا تمسك الرئيس عون ووزراؤه بخطة «التعافي»؟ مع العلم ان رئيس الحكومة يفضل حصول توافق بين وزير المال يوسف خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة على «خارطة طريق» لانقاذ ما يمكن انقاذه!

 

ووفقا لاوساط اقتصادية مطلعة، من غير المرجح أن تقوم الحكومة بإعادة هيكلة الدين العام ، الذي يقدر بنحو ضعف حجم الاقتصاد، لأن ذلك سيعني إعادة هيكلة النظام المصرفي ومراجعة خسائر المصرف المركزي التي قدرتها الحكومة الأخيرة بنحو 50 مليار دولار.

السنيورة يحذر ميقاتي؟

 

في هذا الوقت، تبذل جهود سياسية حثيثة للحفاظ على تماسك نادي رؤساء الحكومات السابقين لمنع حصول ارتدادات سلبية لتصريحات الرئيس فؤاد السنيورة الذي اشار الى ان تشكيل الحكومة هو تمديد للأزمة، وقد جرى التواصل بين رئيس الحكومة وكلا من الرئيسين الحريري والسنيورة وجرى التوافق على اللقاء بعد عودة رئيس تيار المستقبل من الامارات. علما ان السنيورة يرفض اي مهادنة مع رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل، ويرى ان التعاون يجب ان يكون في حدود الثوابت المتفق عليها، خصوصا ان الامور بدأت توحي بانتصار حققه فريق الرئاسة، ولهذا وانطلاقاً من التجارب السابقة، نصح السنيورة ميقاتي عدم التسليم بالكلام «المعسول» لان تعطيل الحكومات السابقة من قبل العهد لا يبشر بالتزامه بما تعهد به، ولهذا يبقى الحذر مطلوبا، خصوصا في معالجة الملفات الشائكة.

«الغام» قضائية امام الحكومة

 

وفي تطور قضائي لافت، سيكون احد «الالغام» امام رئيس الحكومة، تم تحويل مذكرة احضار رئيس الحكومة السابق حسان دياب من قوى الامن الى امن الدولة، لتعذر قيام الجهة الاولى المناطة بحمايته بالامر.. من جهته أصدر المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار، مذكّرة توقيف غيابية بحق وزير الأشغال السابق، يوسف فنيانوس، بعد تغيّبه عن حضور جلسة الاستجواب التي حُددت امس. وفيما أعلن رئيس ​تيار​ ​المردة​، النائب السابق ​سليمان فرنجية​، وقوفه إلى جانب وزير الأشغال السّابق يوسف فنيانوس، اكدت مصادر «المردة» ان هناك ثغرات محددة حصلت في ملف التحقيق خصوصا أن النيابة العامة التمييزية لم تبد رأيها في الدفوعات الشكلية التي قدمها فنيانوس.

 

من جهته اكد محامي فنيانوس، نزيه الخوري ان ما حصل مخالفة فاضحة للقانون والأصول القضائية، ونحن كفريق دفاع بصدد دراسة الخيارات التي قد نلجأ اليها في الأيام المقبلة والتي يتيحها لنا القانون.ووفقا للمعلومات، سوف يتم رفع دعوى ارتياب ضد القاضي البيطارالذي ردّ في مستهلّ الجلسة التي عقدها، في حضور وكيلَي فنيانوس، الدفوع الشكلية المقدّمة من فنيانوس، واعتبر أنه مبلّغ أصولاً موعد الجلسة وامتنع عن المثول لاستجوابه. من جهتهم، نفّذ أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت، وقفة أمام قصر العدل في بيروت، انتقلوا لاحقاً إلى أمام منزل مدّعي عام التمييز، القاضي غسان عويدات. ومن أمام منزل عويدات تحدّث ابراهيم حطيط باسم المعتصمين، معلناً اللجوء إلى خطوات غير سلمية. ودعا القاضي عويدات إلى التنحي عن الملفّ، وكذلك القاضي غسان خوري، «الذراع اليمنى لعويدات وهو على ارتباط بأحد المتهمين»، على حد تعبير حطيط.

تصعيد اوروبي لفظي

 

على صعيد آخر، صعدت اوروبا لفظيا في وجه لبنان الرسمي،فقد اصدر البرلمان الاوروبي قرارا غير ملزم بوضع قائمة مؤسسات وأشخاص في لبنان ينطبق عليهم نظام العقوبات». واعتبر في قرار اصدره كارثة لبنان سببها حفنة من المسؤولين، كما دعا «قادة لبنان لعدم تأجيل الانتخابات عام 2022 تحت أي سبب. وبحسب برلماني أوروبي فان مكافحة الفساد وإجراء إصلاحات في لبنان تشكل أولوية لاوروبا وسيتم معاقبة مسؤولين لبنانيين فاسدين هربوا أموالهم إلى الخارج واشار الى أن الأسابيع المقبلة ستحمل تغييراً داخل لبنان.

 

**********************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

صهاريح إيران تنتهك السيادة … والسلطة ساكتة

 

كصمت القبور صمت المسؤولون في الدولة اللبنانية ازاء دخول صهاريج المازوت الايراني بقرار من دويلة حزب الله الى لبنان ضاربا عرض الحائط الشرعية والقانون وكل ما يتفرع منهما، والامر ليس بجديد فقد بات معهودا بعدما ضربها عشرات المرات سابقا بارسال مقاتليه الى سوريا وبتهريب الكبتاغون الى السعودية واللائحة تطول… ولا من يسأل او يُسائل، ولا عجب ما دامت السلطة والقرار بيده وله ما يريد وقد سجل اليوم انجازه رسميا في سجل الدولة «الساقطة» في امتحان السيادة والشرعية. ومقابل الصمت الرسمي رصاص وقذائف واحتفالات شعبية من مناصري الحزب في القرى البقاعية التي استقبلت الصهاريج الآتية من خلف الحدود عبر معابرها الخاصة «على عينك يادولة» ممنين النفس بمازوت يكرس لبنان للسطوة الايرانية، بعدما انقطع عنه بفعل السياسات التي حرفته عن محوره العربي.

 

كسر الحصار؟!

 

كان الحدث امس في البقاع الذي استقبل عشرات صهاريج النفط الايراني آتية من سوريا عن طريق البر. لم يصدر اي موقف رسمي  عن الحكومة في جلستها التي عقدت بعد ظهر امس في بعبدا واقر فيها بالاجماع البيان الوزاري واحاله لمجلس النواب لنيل الثقة على اساسه، ويعتبر هذا الصمت الرسمي عن هذه القافلة، تغطية شرعية لقرار اعتبار لبنان ساحة ايرانية… على اي حال، وقبل الجلسة، قال وزير الأشغال علي حمية للمنار: الحصار الاميركي على لبنان كسر وبات وراءنا. واضاف: قرار استيراد المازوت سيادي مبنيّ على الحرص على المواطن وعلى كل لبنان.

 

قرار اوروبي

 

على صعيد آخر، سجل تصعيد اوروبي في وجه لبنان الرسمي اليوم. فقد اكد البرلمان الاوروبي في جلسة عقدها «على مسؤولية حزب الله بأزمة لبنان الاقتصادية والاجتماعية». ودعا دوله الى «وضع قائمة مؤسسات وأشخاص في لبنان ينطبق عليهم نظام العقوبات». واعتبر في قرار اصدره «كارثة لبنان سببها حفنة من المسؤولين». كما دعا «قادة لبنان لعدم تأجيل الانتخابات عام 2022 تحت أي سبب».

 

استعداد اممي

 

في المقابل، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي قالت بعد اللقاء «عرضنا خلال الاجتماع أولويات التعاون بين الأمم المتحدة ولبنان، وأكدت أهمية إجراء الانتخابات النيابية، والقيام بكل الاصلاحات الاقتصادية والمالية. كما اطلعت على رؤية الرئيس ميقاتي المستقبلية، وما يهمنا هو أن يكون لبنان ناجحاً ومزدهراً، ولكن نحن بحاجة لإجراء خطوات مهمة وجدّية لتلبية حاجات المواطنين اللبنانيين، ويجب أن تكون هذه الاصلاحات في قطاع الكهرباء، كذلك يجب استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لأنها ستشكل خطوة أفضل لمستقبل لبنان».  أضافت: «أطلعني الرئيس ميقاتي على أولويات عمل الحكومة، وأؤكد أن الأمم المتحدة مستمرة بمساعدة لبنان في المجالات كافة لاسيما في موضوع إجراء الانتخابات النيابية».

 

رفع الدعم؟

 

وبالعودة الى ازمة المحروقات، وفيما بقي معظم المحطات مقفلا امس،  و أفادت مصادر نفطية  ان قرار المديرية العامة للنفط امس بفرض عدم تسليم السوق المحلية اي كمية من المشتقات النفطية، هو من أجل إحصاء كمية المخزون المتبقي المدعوم وفق آلية الـ٨٠٠٠ لدى الشركات المستوردة والموزّعة وتحويل هذه الكمية إلى غير مدعومة كلياً، وبالتالي وبحسب المصادر، قد يُرفع الدعم عن المشتقات النفطية هذا الأسبوع.

 

وصول الفيول

 

في الموازاة، وصلت الشحنة الاولى من الفيول العراقي (غاز اويل حمولتها ٣١ الف طن) اول أمس الى لبنان، وقد أُجري اختبار لمطابقة مواصفات الفيول وأتت النتيجة إيجابية، وبدأ التفريغ امس، على ان تصل الشحنة الثانية من الفيول grade B الاسبوع المقبل كما كان مقرراً في السابق.  يُذكر انه وفق الاتفاق والعقد الذي وقعه الوزير السابق ريمون غجر مع وزير المال العراقي وبمواكبة اللواء عباس ابراهيم، ستحصل كل شهر مناقصة لاستبدال الفيول العراقي بفيول لزوم معامل كهرباء لبنان، على ان تجرى المناقصة الثانية في الاسبوع الاول من تشرين الاول.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram