افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء18/11/2025
كتبت صحيفة "الأخبار":
مسار الضغوطات لنزع سلاح المقاومة ومحاصرتها مالياً، ليس بعيداً عن مسار تسريبات وسائل إعلام العدو التي تُنذِر بتوسّع نطاق الحرب الإسرائيلية على لبنان، ما وضع المشهد الداخلي أمام استعصاء لجهة إمكانية تحقيق خرق ما، خصوصاً في ظل التجاهل الأميركي التام لدعوة رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى التفاوض غير المباشر مع إسرائيل عبر لجنة «الميكانيزم» وموافقة لبنان على تطعيمها بمدنيين تقنيين وفنيين.
وفيما يُنتظر كيفية تطبيق التعميم الذي أصدره مصرف لبنان بدءاً من مطلع كانون الأول لجهة إلزام المؤسسات المالية غير المصرفية بـ «جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بعملائها وعملياتها، عند إجراء أي عملية نقدية تساوي أو تتجاوز قيمتها مبلغ ألف دولار»، وجّه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم نصيحة إلى «الحكومة وحاكم مصرف لبنان والمعنيين، بوقف الإجراءات التي تضيّق على حزب الله وكل اللبنانيين». وشدّد على أن «القرض الحسن مؤسسة اجتماعية لكل الناس وهي رئة التنفّس الاجتماعي في هذا الوضع الصعب. ولا يملك أحد سلطة منع الخير والمساعدة والتكافل»، داعياً إلى أن «لا يدخل أحد في عدوان مجدّداً، وأن لا يكون أحد أداة».
وفي خطابه بمناسبة ذكرى استشهاد مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف النابلسي ورفاقه، اعتبر قاسم أن «ما يجري اليوم في لبنان ليس عدم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بل عدوان موصوف يهدف إلى السيطرة على لبنان وتجريده من أنواع القوة التي يملكها عسكرياً واقتصادياً وسياسياً»، لافتاً إلى أن «الدولة اللبنانية بأركانها مسؤولة عن وضع برامج لمواجهة هذا العدوان».
وشدّد على أن «العدوان هو المشكلة، وليس المقاومة أو أركان الدولة اللبنانية أو الجيش اللبناني. ومن يقول إن المقاومة مشكلة لأنها لا تستسلم، يقبل أن يسلّم البلد لإسرائيل. نحن شركاء في هذا البلد، ولنا كلمتنا، ومعنا قسم كبير من الشعب اللبناني والقوى السياسية والحليفة، لا نقبل أن يُسلّم لبنان لإسرائيل لتعبث به كما تشاء». وقال إن «الحكومة تخطئ عندما تسلك طريق التنازلات طمعاً بإنهاء العدوان»، مؤكّداً أنّ «الانتشار جنوب الليطاني في ظل العدوان تنازل، وإعلان الاستعداد للتفاوض تنازل، وإقرار مبادئ ورقة برّاك المُخزية تنازل».
التهويل الإسرائيلي مستمرّ
في غضون ذلك، بقيت الأعين شاخصة نحو كيان الاحتلال، حيث واصل إعلامه ضخّ أجواء تصعيدية، وآخرها ما جاء في صحيفة «معاريف» أمس بأن «الجيش الإسرائيلي يدرك أن جولة أخرى من القتال مع حزب الله هي مسألة وقت»، وأن «استمرار حزب الله في تسليح نفسه يتطلّب من إسرائيل التحرك بقوة ضد التنظيم في المستقبل القريب».
في الأثناء، باشر السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى، مهمته الدبلوماسية بجولة على الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجّي، وقالت مصادر متابعة، إن «لا شيء مؤكّداً حتى الآن» بشأن ما إذا كان عيسى سيحلّ محل المبعوثين الأميركيين توماس برّاك ومورغان أورتاغوس.
من جهة ثانية، تكشّف المزيد من خلفيات انفتاح الرياض المستجدّ تجاه لبنان، وقرارها اتخاذ «خطوات وشيكة لتعزيز العلاقات التجارية»، وباشر الموفد السعودي يزيد بن فرحان واللجنة الفنية السعودية لقاءات للبحث في فتح أبواب المملكة أمام الصادرات الزراعية اللبنانية. وبحسب مطّلعين، فإن الانعطافة السعودية تأتي ضمن «مقاربة شاملة تهدف إلى تعزيز الاستقرار، ومراقبة الملفات الأمنية والاقتصادية الحساسة، ووضع أسس تعاون يضمن للبنان الخروج من أزماته».
وعزا هؤلاء ذلك إلى أسباب منها أن «النقاش السعودي - الإيراني، والذي يشمل الملف اللبناني، وصل إلى توافق على تخفيف الضغط عن لبنان»، وهو ما دفع الشيخ قاسم، في أيلول الماضي، إلى دعوة المملكة لـ«فتح صفحة جديدة بين السعودية والمقاومة». وقالت المصادر إن «ما نشهده اليوم ترجمة لبدء التجاوب السعودي مع هذه الدعوة، وهذا ما يعكسه أيضاً السفير السعودي في بيروت وليد البخاري الذي أصبح أقل حدّة في حديثه عن حزب الله، وأكثر حرصاً على الحديث عن التهدئة مع الشيعة وإيران».
وتضيف المصادر أن «وراء هذه الصورة الأمنية - الاقتصادية توجّساً سعودياً من التطورات في المنطقة، تحديداً على الساحة السورية، وأن جزءاً أساسياً من زيارة ابن فرحان للبنان يرتبط بالمشهد السوري بعد زيارة الرئيس أحمد الشرع لواشنطن»، إذ يحاول السعوديون استطلاع مدى انعكاس التفاهمات الإقليمية - الدولية حول سوريا على الدور السعودي في ساحات عدة من بينها لبنان.
ومع أن المعلومات تشير إلى أن السعودية دعمت المبادرة المصرية التي حملها مدير المخابرات المصرية حسن رشاد إلى لبنان قبل فترة، إلا أنها حريصة على ألّا يتجاوز أي دور عربي دورها على الساحة اللبنانية».
الحركة السياسية شملت طهران، حيث عقد المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل اجتماعات على هامش تمثيل بري في مؤتمر «القانون الدولي تحت الهجوم».
وفيما رُوّج بأن الهدف من زيارة خليل استطلاع رأي القيادة الإيرانية في بعض الملفات بمعزل عن حزب الله، خصوصاً بعد الكتاب المفتوح الذي وجّهه الحزب إلى الرؤساء الثلاثة أخيراً، أكّدت مصادر مطّلعة أن «لقاءات خليل تدخل في إطار التنسيق القائم بين طهران وعين التينة منذ الحرب، وحمل خلالها خليل أسئلة حول عدة نقاط لها علاقة بالجبهات في المنطقة والمفاوضات الأميركية - الإيرانية وبالجبهة اللبنانية، خصوصاً أن طهران كما بيروت مهدّدة بعدوان إسرائيلي في أي لحظة».
كتبت صحيفة "الجمهورية":
مناخ الحرب ضاغط على الجميع؛ التسخين السياسي والإعلامي والتحريضي والتهويلي يقترب من الغليان، ويُضاف إليه ما استجد في فضيحة «التفسيد» وبخّ السمّ على اللبنانيين، من قِبل مجموعة ساقطة وطنياً، ومتفلتة من الروادع الكابحة لهذه الدناءة. وإسرائيل تضبط الواقع اللبناني برّمته على إيقاع التصعيد، الذي لوحظ أنّ وتيرته ترتفع مع وصول أيّ موفد خارجي إلى بيروت، كما حصل بالأمس مع وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى، باعتداءات مكثفة جنوباً ورفع وتيرة التهديدات، وتحليق للطيران التجسسي في الأجواء، ولاسيما فوق بيروت والضاحية الجنوبية، وقبله مع مورغان اورتاغوس، وتوم برّاك، ووفد الكونغرس ومجلس الشيوخ الأميركي، ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد ووفد الخزانة الأميركية، في محاولة واضحة من قِبل إسرائيل لفرض جدول أعمال ضاغط على لبنان عبر الرسائل الأمنية.
«مش عم نام الليل»
داخلياً، البارز أمران، الأول سلوك مشروع قانون تعديل قانون الانتخابات النيابية إلى مجلس النواب، بعد توقيع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس، مرسوم إحالة هذا المشروع إلى المجلس، والأمر الثاني هو بقاء فضيحة «بخّ السمّ» التي كشفها رئيس الجمهورية، بنداً أساسياً في مداولات المجالس والصالونات السياسية، وعلى الرغم من أنّ أسماء مجموعة بخّاخي السمّ وانتماءاتهم السياسية والحزبية و«السيادية» معروفة، تحديداً لدى المستهدفين ببخّ السموم، الّا انّ هذا الأمر كما يقول مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، لن يطول الوقت حتى يذوب الثلج ويبان المرج، والأسماء تظهر وحدها إلى العلن، فطابخ السمّ آكله في نهاية المطاف، ولقد بدأوا منذ الآن ببخّ السمّ على بعضهم البعض، ويرسلون إشارات ينفون علاقتهم بهذا البخّ».
وكما هو معلوم، فإنّ رئيس الجمهورية طاله جانب كبير من هذا البخّ، وايضاً الجيش اللبناني وقيادته، وكذلك الرئيس نبيه بري، الذي تؤكّد أجواء عين التينة انّ شخصية لبنانية اسمها ( ج.ج.)، موجودة في الولايات المتحدة الأميركية، مكلّفة منذ مدة من قِبل أحد الأحزاب التي ترفع شعار السيادة والاستقلال، للقيام بعملية تحريض مع الأميركيين لفرض عقوبات على الرئيس بري. وبحسب أجواء نيابية موازية، فإنّ الشركاء في عملية البخّ يتوزعون بين فصائل سيادية وتغييرية، وبين ناشطين موظفين بالأجرة، ومعهم من يسمّون أنفسهم «أصحاب إرادة»، ومعهم ايضاً كل ركاب بوسطة أحد النواب إلى الغداوات والعشاوات في لبنان وأميركا».
وسألت «الجمهورية» الرئيس بري رأيه في استهدافه من قِبل بعض الجهات ببخّ السمّ، والتحريض على فرض عقوبات أميركية عليه، فاكتفى بالقول ساخراً: «مش عام نام الليل»!.
حراكات
في جانب سياسي آخر، فإنّ المشهد اللبناني مفتوح في هذه المرحلة على حراكات خارجية مكثفة، وفق ما اكّدت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية»، لافتة إلى انّ الهدف منها هو الدفع بمسار التسوية والتبريد على جبهة لبنان. وبحسب المصادر، فإنّ غالبية الوفود أوروبية، وقد وصل وفد أوروبي قبل وقت قصير، الّا انّه أخّر حركة لقاءاته، بعدما أصيب اعضاؤه الأساسيّون بالـ»كورونا»، فيما سيصل وفد آخر إلى بيروت خلال الاسبوع الجاري. ويُضاف إلى ذلك، الحضور السعودي الذي يُنتظر أن يشهد زخماً ملحوظاً في المرحلة المقبلة.
حضور أميركي وسعودي
وكان السفير الأميركي ميشال عيسى، قد وصل إلى بيروت في الساعات القليلة الماضية، وقدّم اوراق اعتماده إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حيث نقل السفير إلى رئيس الجمهورية تحيات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وحرصه على تعزيز العلاقات اللبنانية- الأميركية وتطويرها في المجالات كافة. وقد تمنّى الرئيس عون للسفير عيسى النجاح في مهمّته. وسبقت زيارة السفير الأميركي إلى القصر الجمهوري، زيارة قام بها السفير عيسى إلى وزارة الخارجية حيث قدّم لوزير الخارجية يوسف رجي نسخة عن اوراق اعتماده.
وزار السفير الأميركي ايضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر رئاسة المجلس في عين التينة، وبحسب ما نُقل عن اوساط عين التينة، فإنّ اللقاء بينهما كان جيداً وصريحاً. كذلك زار عيسى رئيس الحكومة نواف سلام، وأكّد حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الجمهورية اللبنانية، وتمنّى سلام التوفيق في مهامه، وأهداه نسخة من كتابه «لبنان بين الأمس والغد».
وفي موازاة وصول السفير الأميركي، كان وصل الموفد السعودي يزيد بن فرحان إلى بيروت على رأس وفد، حيث زار رئيس الحكومة، الذي قال إنّه «استقبل الوفد السعودي الزائر للبنان لمناقشة إجراءات استئناف الصادرات اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية، وقد طلب من كل الجهات المعنية العمل السريع لإنهاء اي عوائق لعودة هذا الرافد المهمّ لاقتصاد لبنان».
وأضاف: «انّ هذا التحرّك جاء استجابة لما دار في لقاء فخامة الرئيس جوزاف عون ولقائي مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، فمواقف سموه والمملكة في دعم لبنان واستقراره يشهد لها الجميع. فلهم منّا كل التقدير والشكر ودوام المحبة، وبهذه المناسبة جدّدت للوفد الكريم تعهدنا بأن لا يُستخدم لبنان منصّة لزعزعة أمن أشقائه العرب، او أن يكون معبراً لتهريب المخدرات او أية ممنوعات».
تصعيد وإشارات تبريد
منذ صباح أمس، فرضت إسرائيل جواً تصعيدياً عبر استهدافات تركّزت على العديد من القرى والبلدات الجنوبية، وعلى وجه الخصوص بلدة عيترون، حيث أُفيد بأنّ لجنة «الميكانيزم» سبقت هذه الاستهدافات بإبلاغ الجيش بعزم إسرائيل على توجيه ضربة وشيكة إلى البلدة. كما أفيد بأنّ الجيش أبلغ بلدية البلدة بالامر، حيث تمّ إغلاق المدارس وإعادة الطلاب إلى منازلهم، وإخلاء الأماكن العامة احترازياً.
وترافقت هذه الاعتداءات بتحليق مكثف للطيران التجسسي في الأجواء، وتركّز على مدى النهار فوق الضاحية الجنوبية. ويأتي ذلك بالتوازي مع أخبار مكثفة تُطلق عبر الإعلام العبري، وتروّج لتصعيد محتمل.
واللافت في هذا السياق، ما ذكرته صحيفة «معاريف» العبرية، حول انّ الجيش الإسرائيلي «يدرك أنَّ جولة أخرى من القتال مع «حزب الله» هي مُجرّد مسألة وقت»، معتبرة أنّ «حقيقة مواصلة «حزب الله» تسليح نفسه تتطلّب من إسرائيل اتخاذ خطوة ستلزمها بالتحرك بقوة ضدّ التنظيم في المستقبل القريب».
وإذا كانت التهديدات التي تطلقها المستويات السياسية والأمنية والإعلامية في إسرائيل، وما يصاحبها من ضخ متواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي لسيناريوهات تصعيدية ضدّ لبنان، تعزز من هذا المناخ الحربي الضاغط، الاّ انّ القنوات الديبلوماسية طافحة بالإشارات الخارجيّة التي تقلّل من احتمال ارتفاع وتيرة التصعيد.
وبحسب معلومات مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّه في موازاة الحضور الفرنسي الأخير عبر مستشارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، التي شدّدت على احتمالات التهدئة وحاجة كل الأطراف إلى ترسيخ الأمن والاستقرار على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل، وأكّدت أنّ جهداً فرنسياً يُبذل على هذا الصعيد مع الشركاء الاوروبيين والأميركيين. وأبرز الإشارات الاميركية تركّز على اولوية خفض التوتر القائم، والدفع نحو تسوية سياسية».
وفي هذا السياق، تلفت المصادر الموثوقة إلى ما سمّتها «إشارات أميركية مشجعة»، أطلقها مسؤولون اميركيون، ونقلها بعض الديبلوماسيين، وتتجاوز حملة «التفسيد» والتحريض، التي تتولاها بعض الجهات اللبنانية. وخلاصة هذه الإشارات:
اولاً، إنّ واشنطن تثق بشكل كبير برئيس الجمهورية جوزاف عون، وبالجيش اللبناني، وتدعم حكومة نواف سلام في الخطوات التي تتخذها، وتشجعها على التعجيل بالإجراءات التنفيذية لقرار سحب سلاح «حزب الله».
ثانياً، لا ضوء أخضر اميركياً لأي عمل عسكري اسرائيلي ضدّ لبنان في المرحلة الراهنة. وربطاً بذلك، فإنّ واشنطن لا تريد للوضع في لبنان أن ينحدر إلى منزلقات دراماتيكية، فاستقرار لبنان والحفاظ على الأمن فيه، ومنع الإخلال به، تشكّل أولوية رئيسية بالنسبة إلى الإدارة الاميركية. وهي ملتزمة، سواء عبر مستوياتها السياسية او من خلال رئاستها للجنة «الميكانيزم»، بالدفع بقوة في مسار حل ينهي الصراع القائم بين لبنان وإسرائيل.
ثالثاً، إنّ الولايات المتحدة مع إجراء الإستحقاقات اللبنانية في مواعيدها، وتؤكّد على إجراء الانتخابات النيابية في ايار المقبل، بالقدر الأعلى من الشفافية والنزاهة، وبالحرّية الكاملة للبنانيين في تحديد خياراتهم.
لا حرب
هذه الأجواء المعاكسة للجو التصعيدي والتهويلي، تتقاطع مع ما نُقل عن مسؤول عربي كبير من معطيات أطلع عليها اكثر من مسؤول لبناني، وتفيد بأنّ كلّ ما يُقال عن تصعيد وحرب إسرائيلية واسعة على لبنان مختلق، وليس صحيحاً على الإطلاق. ويؤكّد المسؤول عينه، على أنّ ما يطلقه المسؤولون الإسرائيليون في العلن تجاه لبنان، من تصعيد سياسي وتهديدات، يُقال عكسه في اللقاءات الداخلية مع الموفدين الذين يلتقونهم، ويؤكّدون انّ لا حرب واسعة على الجبهة الشمالية، وبالتالي فإنّ لبنان ليس هو الهدف لحرب إسرائيلية عليه في الوقت الراهن، بل إنّ الهدف مزدوج هو إيران والخطر الكبير الذي تشكّله على إسرائيل، والحوثيون في اليمن. وهو الأمر الوحيد الذي يؤرق بنيامين نتنياهو وحكومته، والأولوية بالنسبة اليهم هي توفير الظروف والإمكانات وكل العوامل التي يعتقدون انّها ستمكّنهم من ضرب هذا الهدف المزدوج ورفع خطره على إسرائيل».
لا أحد يريد الحرب
ويتلاقى ذلك داخلياً، مع تأكيدات مختلف المستويات الرسمية في لبنان، على انفتاح لبنان على كلّ الحراكات والمبادرات الرامية إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي، وإلزام اسرائيل باتفاق وقف الأعمال العدائية وبمندرجات القرار 1701. وكشف مصدر مسؤول لـ«الجمهورية»، انّ لبنان، وكما تعامل بإيجابية مطلقة مع الورقة الأميركية، تعامل بالروحية ذاتها مع المبادرة المصرية التي قادها رئيس المخابرات العامة المصرية، التي تضمنت ما يفيد بإخلاء منطقة جنوب الليطاني بالكامل، من السلاح والمسلحين وكل المظاهر المسلحة، وإخضاع السلاح الموجود شمال الليطاني للتحييد، والتنظيم والضبط، والتعهّد بعدم القيام بأي اعمال عسكرية. الّا انّ هذه المبادرة التي عُوّل عليها، يمكن القول انّها وُضعت على الرفّ حالياً، علماً انّ لبنان الرسمي قدّم رداً ايجابياً على الورقة المصرية، اكّد فيها على مجموعة الثوابت التي يلتزم بها لبنان، ولاسيما اتفاق وقف اطلاق النار، والانسحاب من الأراضي المحتلة خصوصاً من النقاط الخمس او السبع، وتحرير الأسرى اللبنانيين.
وفي هذا الإطار، قال مرجع كبير رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «كل العالم متأكّد أننا ملتزمون باتفاق تشرين الثاني، وسبق لنا ان اكّدنا عشرات المرّات بأنّه لا يوجد اي طرف في لبنان يريد الحرب او استمرار التصعيد. و«حزب الله» بشهادة الجميع في الداخل والخارج لم يُقدم على اي خرق او ردّ، رغم ما يتعرّض له من استهدافات واغتيالات، وبالتأكيد انّه لن يقوم بأي عمل قد يُعتبر متهوّراً».
إلى ذلك، قال الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها في احتفال اقيم في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد مسؤول الوحدة الإعلامية في الحزب الحاج محمد عفيف ورفاقه: «انّ الهجوم على الرئيس نبيه بري هو هجوم آثم ولا مبرّر له إلّا تسهيل السيطرة عبر استدعاء الوصاية الأجنبية، فالرئيس بري هو ركيزة استقرار لبنان ومنع الفتنة وبناء الدولة المستقلة والمحررة». وأكّد «أننا لا نقبل أن نصبح عبيدًا لأحد، ونؤمن أنّ هذا الزمن هو زمن الصمود وصناعة المستقبل» وقال: «مستوى قوة أهلنا ومجتمعنا غير مسبوق، والأعداء حائرون بهذه القوة، يريدون تثبيط عزائم الناس، لكن الناس هم الأشد».
واعتبر انّ «جمعية القرض الحسن» مؤسسة اجتماعية، مخصّصة لكل الناس، وهي رئة التنفس الاجتماعي في هذا الوضع الصعب لتيسير حياة عموم الناس والفقراء والمحتاجين. لا يملك أحد سلطة منع الخير والمساعدة والتكافل»، وقال: «أنصح الحكومة وحاكم مصرف لبنان وكل المعنيين بوقف الإجراءات التي تضيق على حزب الله وكل اللبنانيين». ولفت إلى «انّ هناك كلاماً كاذباً ومحاولة لإثارة الفتنة وتحريضاً على إسقاط لبنان تحت إطار الوصاية الأميركية داخليًا وخارجيًا»، وتوجّه إلى من يبخّون السمّ قائلاً: «إذا أردتم مستقبلًا سياسيًا في لبنان، فلن تأخذوه بالعمالة ولا بالتبعية، ولن - لن يفوز طابخو السمّ لأنّهم مكشوفون، ويهلل العدو بأسمائهم وأقوالهم فرحًا باستخدامهم».
كتبت صحيفة "النهار":
لم يفوّت "حزب الله" فرصة التنغيص والتشويش على الدولة واللبنانيين وسط بروز بعض معالم الإيجابيات الواعدة، فانبرى على لسان أمينه العام، عشية انعقاد أول مؤتمر استثماري خلال العهد الحالي والحكومة الحالية إلى إطلاق "نصيحة" تستبطن تهديداً مقنعاً للحكومة ومصرف لبنان لوقف الإجراءات المالية التي تضيق على حزبه، كما وسّع بيكار تهجماته وتهديداته تحت ذريعة دفاعه عن "الأخ الأكبر" شريكه في الثنائية الشيعية الرئيس نبيه بري. تشويش الشيخ نعيم قاسم في توقيته ومضمونه، جاء فيما انتقلت كرة تعطيل تعديل قانون الانتخاب مجدداً إلى مربعها الأول والأساسي أي إلى ملعب رئيس المجلس بحيث سيغدو انتقالها إليه بمثابة تحميله نهائياً تبعة ما سينجم عن إفساد انتخاب المغتربين للنواب الـ128 كما كل مفاعيل تأخير أو دفن مشروع تعديل القانون الذي أحيل إلى المجلس البارحة. إذ إن رئيس الجمهورية جوزف عون وقّع المرسوم الرقم 1832 القاضي بإحالة مشروع قانون معجل إلى مجلس النواب يرمي إلى تعديل وتعليق بعض مواد القانون 44 تاريخ 17 /6/2017 وتعديلاته (قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب). وأرفق المرسوم بنص مشروع القانون الذي كان أقره مجلس الوزراء في جلسته تاريخ 6/11/2025. وحمل المرسوم تواقيع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ووزراء المال والداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين والعدل. ويشار في هذا السياق إلى أن وزارتي الخارجية والداخلية أعلنتا أن عدد المسجلين بلغ 87 الفاً.
وإذ سيكون للرئيس عون كلمة اليوم في افتتاح مؤتمر "بيروت 1" الاستثماري، فهو سيوجّه كلمة أخرى للبنانيين عشية عيد الاستقلال وصفت بالمهمة جداً. وأشارت معلومات إلى أن الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد تُحتّم عدم إقامة احتفالات أو عرض عسكري في ذكرى الاستقلال هذا العام، كما لن يقام حفل استقبال في قصر بعبدا في المناسبة.
وتشابكت التحركات البارزة في الساعات الأخيرة بين الجولة الأولى للسفير الأميركي الجديد ميشال عيسى على الرؤساء وتسليمه أوراق اعتماده من جهة، ووصول وفد سعودي ووفود أخرى والاستعدادات للمؤتمر الاستثماري من جهة أخرى. وبعدما قدَّم السفير عيسى نسخة عن أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية يوسف رجي زار قصر بعبدا وسلّم الرئيس عون أوراق اعتماده، وأعرب عن سعادته لتعيينه في لبنان، ناقلاً تحيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومؤكداً العمل لتعزيز العلاقات اللبنانية- الأميركية وتطويرها في المجالات كافة. ورحّب الرئيس عون بالسفير عيسى متمنيًا له التوفيق في مهامه، لا سيما وأنه من أصل لبناني، مشدداً على أهمية العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة. ثم زار الرئيس نبيه بري، واختتم جولته بلقاء رئيس الحكومة نواف سلام، وأكّد حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الجمهورية اللبنانية. بدوره، تمنّى الرئيس سلام للسفير عيسى التوفيق في مهامه، كما أهداه نسخةً من كتابه "لبنان بين الأمس والغد".
في غضون ذلك، وصل إلى بيروت الموفد السعودي يزيد بن فرحان على رأس وفد، فيما التقت اللجنة الفنية السعودية المتخصصة بملف رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية الرئيس سلام في السرايا، على أن تشارك غداً في مؤتمر "بيروت 1".
وكتب الرئيس سلام على منصة "أكس": "استقبلت اليوم الوفد السعودي الزائر للبنان لمناقشة إجراءات استئناف الصادرات اللبنانيه للمملكة العربيه السعوديه، وقد طلبت من كل الجهات المعنية العمل السريع لإنهاء أي عوائق لعودة هذا الرافد المهم لاقتصاد لبنان. إن هذا التحرك جاء استجابه لما دار في لقاء فخامة الرئيس جوزف عون ولقائي مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكه العربيه السعودية. فمواقف سموه والمملكه في دعم لبنان واستقراره يشهد لها الجميع. فلهم منّا كل التقدير والشكر ودوام المحبة. وبهذه المناسبة جددت للوفد الكريم تعهدنا بأن لا يستخدم لبنان منصّة لزعزعة أمن أشقاءه العرب أو أن يكون معبراً لتهريب المخدرات أو أية ممنوعات. كما رحّبت بالوفد السعودي المشارك في مؤتمر بيروت 1، والذي يعطي وجوده في بيروت دافعاً كبيراً لنهوض لبنان الاقتصاد".
في هذا الاطار، التقى سلام، وفدًا كبيرًا من شركة "مورغان ستانلي" المشاركة في مؤتمر "بيروت 1 "، وأكد أنّ "هذه الزيارة تعكس إيمانًا حقيقيًا لدى المستثمرين بقدرة لبنان على الصمود، وبكفاءة موارده البشرية، وبإمكاناته الواعدة لإعادة البناء وتحقيق النمو". كما شدّد على أنّ لبنان "يرسم اليوم مسارًا جديدًا قائمًا على الإصلاح الشامل، والشفافية، والنمو الاحتوائي"، لافتًا إلى أنّ "عمل الحكومة واضح، والتقدّم مبذول على مختلف المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية". وأشار إلى أنّ "الحكومة ماضية قُدُمًا نحو هدفها في تحديث المؤسسات العامّة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة للاستثمار في البنى التحتية الأساسية".
الرئيس عون استقبل الوفد أيضاً، و شدّد أمامه على "أن لبنان ملتزم بوقف الأعمال العدائية وفق الاتفاقات المعلنة، فيما يعمل الجيش اللبناني على مراقبة الوضع ميدانياً والمحافظة على الهدوء. وأضاف أن الدولة لا ترى أي مصلحة في التصعيد، وأن الأولوية تبقى لحماية المدنيين وتثبيت الاستقرار".
وسط كل هذه الاجواء استأنف الشيخ نعيم قاسم هجماته على الحكومة، معتبراً "أنها تخطئ عندما تسلك طريق التنازلات طمعًا بإنهاء العدوان"، وقال: "أيها الحكومة، كم مرة جربتم التنازلات وقدمتم العروض المسبقة من طرف واحد ولم تثمر هذه العروض ولا التنازلات؟". واعتبر "أن الانتشار الذي يحصل في جنوب نهر الليطاني رغم العدوان المستمر هو تنازل، وإعلان الاستعداد للتفاوض هو تنازل، وإقرار مبادئ ورقة برّاك المخزية هو تنازل". وأضاف: "يا من "تبخون السم"، الخراب إن وقع سيقع على الجميع وعلى أولادكم أولاً"، معتبراً "أن الهجوم على الرئيس بري ليس له مبرر إلا تسهيل السيطرة من خلال استدعاء السيطرة الأجنبية". وقال: "قبل أيام تم إرسال وفد من الخزانة الأميركية بهدف التضييق مالياً على حزب الله وكل اللبنانيين، وأنصح الحكومة وحاكم مصرف لبنان والمعنيين بوقف الإجراءات التي تضيّق على الحزب".
مراجعة القرار 1701 أمام مجلس الأمن الخميس
يعقد مجلس الأمن يوم الخميس المقبل في 20 الجاري جلسة مشاورات مغلقة تتعلق بتقرير الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701. والمتحدثان المتوقعان هما المنسقة الخاصة للبنان جانين هينيس بلاسخارت ووكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيير لاكروا. هذا التقرير حول القرار هو الأول بعد قرار مجلس الأمن الرقم 2790 في 28 آب الماضي الذي مدّد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لمرة أخيرة تنتهي في 31 كانون الأول 2026، ووجّه البعثة لبدء انسحاب منظم وكامل اعتبارًا من ذلك التاريخ، وفي غضون عام واحد.
وذكر موقع مجلس الأمن أن من الخيارات المطروحة أن يوفد المجلس بعثة زائرة إلى لبنان قبل نهاية العام من أجل دعم الزخم نحو تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701. بالإضافة الى تقويم الوضع الميداني في ضوء التطورات الأخيرة، مثل خطة انتشار القوات المسلحة اللبنانية، والتخفيض المتوقع في عدد أفراد اليونيفيل في سياق مبادرة الأمم المتحدة رقم 80، وقرار المجلس الصادر في آب بشأن سحب قوات اليونيفيل. كما يمكن أن يُطلع أعضاء المجلس بشكل مباشر على مدى احتياجات إعادة الإعمار في جنوب لبنان.
كتبت صحيفة "اللواء":
في مقلب الاستقرار والاستثمار، تتزايد الجهود لإبعاد شبح التصعيد الاسرائيلي الآتي من الجنوب، ضمن رؤية لا تستند الى اساس سوى «هواية الحرب» عند دولة الاحتلال الاسرائيلي.
وفي الوقت الذي كان فيه الوضع في لبنان يضاف كبند مستقل على جدول اعمال قمة الرئيس الاميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، خاصة لجهة الانعاش الاقتصادي والمالي، مثلت زيارة الامير يزيد بن فرحان مع الوفد المرافق الى بيروت محطة قوية من محطات الدعم، وهي أتت لتشكل دعامة لمؤتمر «بيروت وان».
وحسبما جرى تداوله من معلومات فإن لقاءات الامير يزيد ستقتصر على الرؤساء الثلاثة: جوزف عون، نبيه بري ونواف سلام.
وكشفت الدبلوماسية الاميركية باربارا كيف ان الملف اللبناني سيحضر في قمة الرئيس دونالد ترامب وولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان، وسيكون بنداً من بنود جدول الاعمال، على ان تتم مساعدة لبنان مالياً واقتصادياً ليتمكن من الوقوف على قدميه.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى سيباشر عمله بعد تقديمه اوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ،وبالتالي فأن محطاته على المسؤولين اللبنانيين لم تدخل في بعض التفاصيل بإنتظار ترتيب ملفاته مع العلم انه على إطلاع بتعقيدات الوضع اللبناني وان هناك توجهات اميركية سيعمل من ضمنها.
ولفتت المصادر نفسها الى انه مع بداية حراك السفير عيسى سيتضح دوره وكيفية تعاطيه لاسيما انه لن يخرج عن السياق العام الذي تقارب فيه الولايات المتحدة الاميركية القضايا اللبنانية انما بديبلوماسية.
وبين وصول الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان الى بيروت على رأس وفد إمني لمعاينة التدابير الأمنية في مطار بيروت ومعابر اخرى .
وتسلم السفير الاميركي عيسى مهامه رسميا امس، يرتقب لبنان الحراك السعودي- الاميركي الجديد وما سيحمله على صعيد الامن والسياسة والاقتصاد وترتيب العلاقات بشكل سويّ وعلى اُسس واضحة ومتينة، لتعرف البلاد في اي اتجاه تسير وعلى ما تبني خياراتها ومواقف مسؤوليها.بالتوازي مع ترقب قمة ترامب محمد بن سلمان في واشنطن التي اكدت المعلومات انها تتناول الوضع اللبناني وسبل زيادة الدعم له.
الوفد السعودي
وكان وصل ظهر امس الى بيروت الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان على رأس وفد يضم اعضاء اللجنة الفنية السعودية المتخصصة بملف رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية الى المملكة.
والتقى الوفد رئيس الحكومة نواف سلام في السرايا الحكومية.بحضور وزير الداخلية العميداحمد الحدار ووزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط والسفير السعودي في بيروت وليد بخاري.
وقال رئيس الحكومة عبر منصة «اكس»: استقبلت اليوم الوفد السعودي الزائر للبنان لمناقشة إجراءات استئناف الصادرات اللبنانيه للمملكة العربيه السعوديه، وقد طلبت من كل الجهات المعنية العمل السريع لإنهاء اي عوائق لعودة هذا الرافد المهم لاقتصاد لبنان.
اضاف: ان هذا التحرك جاء استجابه لما دار في لقاء فخامة الرئيس جوزاف عون ولقائي مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكه العربيه السعودية. فمواقف سموه والمملكة في دعم لبنان واستقراره يشهد لها الجميع. فلهم منّا كل التقدير والشكر ودوام المحبة. وبهذه المناسبة جددت للوفد الكريم تعهدنا بأن لا يستخدم لبنان منصّة لزعزعة امن أشقائه العرب او ان يكون معبراً لتهريب المخدرات او اية ممنوعات. كما رحّبت بالوفد السعودي المشارك في مؤتمر «بيروت 1» والذي يعطي وجوده في بيروت دافعا كبيرا لنهوض لبنان الاقتصادي.
وتحدثت معلومات عن أن الموفد السعودي بدأ في بيروت محادثات، وصفت «بالمهمة» مع الجهات اللبنانية المعنية، وكانت هناك اشادة بما حققه لبنان على صعيد الحد من تهريب المخدرات وضبط المعابر ومعالجة وضع مطار بيروت ما سرّع في رفع الحظر عن المنتوجات اللبنانية، اما رفع الحظر عن سفر الرعايا فيحتاج الى بحث اضافي وترتيبات اضافية ووقت. وستكون هناك زيارات قريبة لوفود سعودية اخرى الى لبنان لدفع العلاقات الثنائية.
وافيد ايضا ان مساعد وزير الاستثمار السعودي ابراهيم المبارك سيحضر مع وفد اقتصادي مؤتمر «بيروت 1» اليوم.
أوراق اعتماد السفير الأميركي
وكان السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى قد وصل الى لبنان مساء الجمعة وحضر يوم الاحد قداسا احتفالياً في مسقط رأسه بلدة بسوس في قضاء عاليه حيث جرى له استقبال شعبي من اهالي البلدة «بالطبل والزمر». والقى كلمة باللهجة اللبنانية.
وباشر عيسى امس جولته على المسؤولين من وزارة الخارجية حيث قدّم اوراق اعتماده الى الوزير يوسف رجي، وكانت مناسبة للحديث عن الأوضاع في لبنان. وتمنى الوزير رجّي للسفير عيسى النجاح والتوفيق في مهمته الدبلوماسية.
ثم التقى عيسى رئيس الجمهورية جوزيف عون وسلمه اوراق اعتماده، واعرب عن سعادته لتعيينه في لبنان، ونقل إليه تحيّات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحرصه على تعزيز العلاقات الأميركية-اللبنانية وتطويرها في المجالات كافة. وتمنى الرئيس عون للسفير عيسى النجاح في مهمت،. لاسيما وانه من أصل لبناني، مشددا على أهمية العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة.
بعدها توجه السفير عيسى الى عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في زيارة بروتوكولية بمناسبة توليه مهامه الجديدة كسفير لبلاده لدى لبنان، اللقاء الذي حضره أيضاً القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت كيث هانيغان والمستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب علي حمدان جرى خلاله عرض للاوضاع العامة «حيث كان اللقاء جيداً وصريحاً» حسب معلومات الرئاسة الثانية.
وختتم جولته في السراي الحكومي حيث إلتقى الرئيس نواف سلام. وأكّد عيسى «حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الجمهورية اللبنانية». بدوره، تمنّى الرئيس سلام للسفير عيسى التوفيق في مهامه، كما أهداه نسخةً من كتابه «لبنان بين الأمس والغد».
وافادت المعلومات ان السفير ميشال عيسى ابلغ بعض من التقاهم في بيروت ان واشنطن لا تريد سماع المزيد من التبريرات واستغرب المماطلة سائلاً: ماذا تنتظرون؟ وأ كد ان على لبنان الافادة من نافذة الامل والفرصة المتاحة راهناً. واتفق عيسى مع الرئيس سلام على لقاء آخر للبحث المعمق في كل الامور.
مؤتمر «بيروت وان»
وينعقد في بيروت اليوم مؤتمر «بيروت وان» للاستثمارات، بمشاركة وفود عربية واجنبية ويستمر ليوم غد الاربعاء.
ويشارك في المؤتمر وفد سعودي رفيع، كانت له محطة بارزة في السراي الكبير، حيث التقى الرئيس نواف سلام وناقش معه، اجراءات احياء عملية التبادل التجاري لا سيما الصادرات الى المملكة العربية السعودية.
وجدد الرئيس سلام التعهد بألا يُستخدم لبنان منصة لزعزعة امن العرب، او ان يكون معبراً لتهريب المخدرات او اية ممنوعات.
وأكد الرئيس عون امام وفد شراكة «Morgan Stanley» يشارك في مؤتمر «بيروت وان» اليوم أن لبنان ملتزم بوقف الأعمال العدائية وفق الاتفاقات المعلنة، فيما يعمل الجيش اللبناني على مراقبة الوضع ميدانياً والمحافظة على الهدوء. وأضاف أن الدولة لا ترى أي مصلحة في التصعيد، وأن الأولوية تبقى لحماية المدنيين وتثبيت الاستقرار. وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد الرئيس عون التزام الدولة بالمضي في مسار الإصلاح المالي والإداري، مشدداً على أن الحكومة قطعت شوطاً مهماً خلال الأشهر الماضية بالتعاون مع مجلس النواب والمؤسسات الدستورية. ورغم أن الطريق ما زال طويلاً بعد عقود من التراكمات الا ان الإرادة السياسية واضحة، وهناك عمل جدي لتأمين المتطلبات المرتبطة بخطة التعافي ومعايير صندوق النقد الدولي.
وكرَّر وزير المال ياسين جابر امام وفدين زاراه بشكل منفصل من كل من Goldman Sachs International و Morgan stanley المشاركين في مؤتمر الاستثمار الذي يعقد في بيروت يوم غدٍ الثلاثاء للاطلاع على صورة السوق اللبناني واجراءات ترتيب اوضاعه لاستقطاب الاستثمارات، «ان جهودا كبيرة تبذل في إعادة اصلاح النظام المصرفي»، معددا ما «تم احرازه حتى الآن من اقرار قانون السرية المصرفية الى قانون اعادة الانتظام المصرفي، الى جانب العمل الجدي على قانون الفجوة المالية»، متوقعاً «ان تنتهي الحكومة من اقراره قبل نهاية العام الحالي»، لافتا الى «ان التجاذبات السياسية ان حصلت في مجال مناقشة هذا القانون قد تلعب دورا في توقيت الاقرار ومداه».
توقيع مرسوم إحالة التعديلات النيابية
انتخابياً، وقَّع الرئيس جوزف عون مرسوم احالة مشروع قانون معجل الى مجلس النواب لتعديل وتعليق بعض مواد قانون الانتخابات النيابية، مرفقاً بنص مشروع القانون الذي اقره مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 6 ت2 الجاري.
وفي اطار التحضير للانتخابات، اعلنت وزارتا الداخلية والخارجية أنه تم تسجيل 87067 طلباً عبر المنصة الالكترونية، وجددت دعوتها اللبنانيين في دول الاغتراب المسارعة الى التسجيل للحفاظ على حقهم في الاقتراع والمشاركة في العملية الانتخابية.
ووُضع تشكيل مجلس ادارة جديد للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي «على نار حامية» حيث يتوقع ان ترفع الاسماء الى مجلس الوزراء في جلسته المقبلة، بعد ان تم تسمية اعضاء الاتحاد العمالي والهيئات الاقتصادية في مجلس الادارة كما ينص القانون الجديد، وبعد ان انتهت مهلة الترشيحات وسط ترجيحات ان يكون ممثل الدولة على رأس هذا المجلس في ظل وجود اكثر من اسم يتم التداول به. (حسب وكالة الأنباء المركزية)
وكانت الهيئات الاقتصادية (حسب وكالة الانباء المركزية) قد اقترحت الاربعة الذين سيمثلونها في مجلس الادارة وهم احمد حطيط وهشام المكمل واسعد ميرزا، اما الرابع وهو المحسوب على المهن الحرة فيبدو ان وزير العمل سيقترح الاسم بعد ان تقدمت كل من نقابة المهندسين ونقابة الاطباء ونقابة الممرضين باسم من قبلها، اما بالنسبة للاتحاد العمالي العام فقد سمّى بشارة الاسمر جورج العام غنى صقر وعياد السباعي.
اما بالنسبة لممثلي الدولي وعددهم اثنين فقد تقدم حوالي ١٧ مرشحاً لهذين المنصبين.
الجدير ذكره ان عدد اعضاء مجلس ادارة الضمان هو ١٠: اثنان ممثلان للدولة، ٤ اعضاء اللهيئات الاقتصادية،٤ اعضاء يمثلون الاتحاد العمالي العام.
قاسم: انتقادات بالجملة وإشادة ببرِّي
في المواقف، انتقد الشيخ نعيم قاسم تعطيل مجلس النواب، مشيراً الى ان القانون النافذ هو ما يجب ان يسير، واصفاً الهجوم على الرئيس نبيه بري بالآثم، الذي لا مبرر له سوى تسهيل السيطرة من خلال استدعاء الوصاية الاجنبية، لان الرئيس بري اليوم هو ركيزة استقرار لبنان ومنع الفتنة وبناء الدولة المستقلة والمحررة.
واكد قاسم ان حزب الله هو شريك في هذا البلد، ناصحاً الحكومة وحاكم مصرف لبنان بوقف الاجراءات التي تضيق على الحزب مالياً، في اشارة الى القرض الحسن.
واعتبر ان الحكومة وقعت في خطأ حين اتبعت نهج التنازلات.
عيترون عقدة الاحتلال
باكر الاحتلال الاسرائيلي بوضع بلدة عيترون على جدول اعمال القلق اليومي، باعتبارها عقدته التاريخية، فقد تبلغت بلدية عيترون عبر الجيش اللبناني بأنّ الجيش الإسرائيلي أبلغ لجنة الاشراف الخماسية- الميكانيزم بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيستهدف هدفاً موضعياً في البلدة، فقامت البلدية بإخلاء مركزها واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.وطلبت البلدية من أهالي البلدة «توخي الحيطة والحذر». ولازم اهالي عيترون منازلهم واغلقوا مصالحهم بناءً على طلب البلدية وافيد الا صحّة للأخبار المتداولة عن حركة نزوح كثيفة من البلدة المذكورة.
على الاثر، ألقت مسيرة اسرائيلية 5 قنابل صوتية باتجاه أطراف بلدة عيترون، في حين افادت معلومات اخرى ان الانفجارات التي سمعت كانت عبارة عن خمسة قذائف هاون اطلقها جنود اسرائيليون من النقطة المستحدثة في جل الباط – جل الدير. تلتها 3 قذائف هاون اخرى.
وأصيب المواطن خليل ابراهيم القادري بجروح طفيفة ونفق نحو 30 رأسا من الاغنام جراء إلقاء قوات العدو الاسرائيلي قنبلة من مسيرة، أثناء رعيه لماشيته في منطقة عذرائيل جنوب بلدته كفرشوبا.
ومساء أمس استهدف قصف مدفعي معادٍ منطقة مفتوحة بين بلدات رميش ويارون وبنت جبيل.
ولم يغب الطيران الحربي الإسرائيلي على مستوى متوسّط فوق الهرمل والسلسلة الشرقية لقرى البقاع الشمالي، ثم حلق الطيران فوق مناطق الناقورة والقطاع الغربي ومناطق النبطية والزهراني في الجنوب. وفي اجواء الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت وصولا للجبل.
وشيعّت مدرسة المنصوري الرسمية في مأتم حاشد مديرها الاستاذ محمد علي شويخ.
كتبت صحيفة "البناء":
أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 2803 الذي رحّب بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول غزة، وتضمن القرار وعوداً غامضة حول القضايا الخلافية الشائكة التي ينقسم حولها المتصارعون والعالم. فالحديث عن الدولة الفلسطينية بلا خريطة طريق وأقرب إلى التمنيات بلغة قد تتوافر الظروف، ونزع سلاح المقاومة وفق الفصل السادس وقوة دولية غير مجهزة لتكون قوة قتال قرار حكومتها أنها تشارك في القوة برضا الفرقاء لا رغماً عنهم، يجعل قيامها بنزع سلاح المقاومة مرهوناً بموافقة المقاومة نفسها، وهي موافقة مستحيلة تماماً مثل موافقة «إسرائيل» على الدولة الفلسطينية، وتكفي العودة الى مواقف «إسرائيل» وحركة حماس من القرار حول نصوص الدولة الفلسطينية التي رفضتها «إسرائيل» بقوة وصراحة، ومثلها نزع السلاح الذي رفضته حماس بقوة ووضوح، ما يجعل القرار إطاراً لتهدئة الوضع بقيادة إسرائيلية مصرية، كما ورد في فقرات القرار، ويمنح ترامب فرصة اقتصادية للاستفادة من التهدئة لتحقيق مكاسب في إطار قيادة عملية إعادة الإعمار، بينما السلطة الفلسطينية تنتظر الامتحانات الإسرائيلية لتلبيتها دفتر الشروط لمنحها رتبة الأهلية التي سوف تبقى سراباً بينما تقضم المستوطنات برعاية جيش الاحتلال المزيد من أراضي الضفة الغربية.
في العراق أعلن الإطار التنسيقي في اجتماع لقادته حضره رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، أنه الكتلة الأكبر في مجلس النواب المنتخب مع حصوله على أكثر من 180 مقعداً، ما يمنح الإطار حق تسمية رئيس الحكومة المقبلة، وقد بدأ الإطار مشاوراته مع الكتل الأخرى حول تسمية رئيس للجمهورية ورئيس لمجلس النواب، وقام بتشكيل لجنتين واحدة لوضع رؤية سياسية وثانية لمقابلة المرشحين المحتملين لرئاسة الحكومة، وكانت نتائج الانتخابات صدمة لخصوم قوى المقاومة سواء نسبة المشاركة المرتفعة رغم مقاطعة التيار الصدري أو بالنسبة لما حصدته قوى المقاومة من مقاعد زادت عن الـ 40 مقعداً، وما حملته الانتخابات من خسارة مدوية لتشكيلات تشرينية عرفت بالتغييريين، الذي فشلوا بنيل أي مقعد في البرلمان المنتخب.
في لبنان، تحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية لاستشهاد مسؤول العلاقات الإعلامية السابق في حزب الله الحاج محمد عفيف، الذي وصفه قاسم بالقائد الإعلامي الكبير الذي نجح برسم صورة مشرقة للمقاومة لبنانياً وعربياً وعالمياً، بينما ركز في كلمته على مفهوم الاستقلال معتبراً أن ما يواجهه لبنان من خطر وصاية أميركية يشكل انتهاكاً للاستقلال والسيادة، داعياً لمواجهة هذه الوصاية دفاعاً عن الاستقلال، وعن التجاذب الحاصل حول قانون الانتخابات النيابية أكد قاسم الدعوة للانتخابات وفقاً للقانون النافذ، واصفاً الهجوم الذي يتعرّض له رئيس مجلس النواب نبيه بري بالإثم.
ودعا الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الحكومة اللبنانية وحاكم مصرف لبنان وكلّ المعنيين لوقف الإجراءات التي تضيق على حزب الله وكل اللبنانيين وعدم تنفيذ الأوامر الأميركية.
وفي كلمة ألقاها خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الحاج محمد عفيف النابلسي ورفاقه، لفت إلى أن ّالاعتداء الصهيوني على اليونيفيل وعلى الجيش اللبناني وعلى المدنيين «يدلّ بشكل واضح على أننا أمام عدوان خطير له امتداداته، ويجب أن نواجهه بكل الأشكال الدبلوماسية والسياسية، وأن نفكر بكل الوسائل التي تؤدي إلى وضع حدّ لهذا العدوان».
وشدد على أن «الحكومة اللبنانية مسؤولة عن التفكير، والدولة اللبنانية بأركانها مسؤولة عن وضع برامج للمواجهة حتى نتمكن من التصدي لهذا العدوان.. فالعدوان هو المشكلة، وليس المقاومة.. العدوان هو المشكلة، وليس أركان الدولة اللبنانية.. العدوان هو المشكلة، وليس الجيش اللبناني وأداؤه، وعلينا أن ننطلق من هذا الفهم لنعرف كيف نتصرف، ومن يقول إنّ المقاومة مشكلة لأنها لا تستسلم، إنما يقبل بتسليم البلد إلى «إسرائيل»، أمّا نحن فلا نقبل بذلك.. نحن شركاء في هذا البلد، ولنا كلمتنا، ومعنا قسم كبير من الشعب اللبناني والقوى السياسية اللبنانية الحليفة».
وتوجه قاسم إلى الحكومة، وقال: «نحن جزء من هذه الحكومة، ونريد لها أن تنجح في بناء لبنان وتحريره. وتخطئ الحكومة عندما تسلك طريق التنازلات طمعاً بإنهاء العدوان.. أيتها الحكومة، كم مرة جرّبتم التنازلات وقدّمتم العروض المسبقة من طرف واحد ولم تثمر هذه العروض ولا التنازلات؟». ونبّه إلى أنّ «الانتشار الذي يحصل في جنوب نهر الليطاني رغم العدوان المستمر هو تنازل، وإعلان الاستعداد للتفاوض هو تنازل، وإقرار مبادئ ورقة برّاك المخزية هو تنازل».
أضاف: «جرّبوا قولوا كلمة «لا» على أساس حقوق لبنان، ونكون جميعاً معاً. ولو بقي بعض المتلوّثين بالرغبة في السيطرة وأتباع الأجنبي، سننجح إذا وقفنا جميعاً.. معاً نصنع استقلالنا، ونحرّر أرضنا، ونستعيد خطوات الاستقلال، ونستطيع أن نكون كمسيحيين ومسلمين، وكمناطق مختلفة في لبنان، قلباً واحداً ويداً واحدة في مواجهة العدو الإسرائيلي ومن ورائه أميركا لحقوقنا».
وتابع قاسم: «نريد حقوقنا، وأرضنا، وأسرانا، واستقرارنا، واقتصادنا، وسياستنا، ومن حقنا أن نحصل على هذه الحقوق»، مشدداً على أن «الوصاية الأميركية على لبنان خطر كبير جداً، وهذه الوصاية لا تعمل من أجل استقرار لبنان. أميركا معتدية وراعية للعدوان الإسرائيلي، وتوجه «إسرائيل» حول حدود العدوان ليتواءم مع الحركة السياسية والضغط السياسي».
وأوضح أنّ «القرض الحسن مؤسسة اجتماعية، مخصصة لكل الناس، وهي رئة التنفس الاجتماعي في هذا الوضع الصعب لتيسير حياة عموم الناس والفقراء والمحتاجين. لا يملك أحد سلطة منع الخير والمساعدة والتكافل».
وتوجّه بالنصيحة إلى الحكومة وحاكم مصرف لبنان وكل المعنيين بوقف الإجراءات التي تضيّق على حزب الله وكل اللبنانيين. وقال: «هناك كلام كاذب ومحاولة لإثارة الفتنة وتحريض على إسقاط لبنان تحت إطار الوصاية الأميركية داخلياً وخارجياً.. إلى مَن يبخّون السم: إذا أردتم مستقبلاً سياسياً في لبنان، فلن تأخذوه بالعمالة ولا بالتبعية.. لن يفوز طابخو السم؛ لأنهم مكشوفون، ويهلل العدو بأسمائهم وأقوالهم فرحاً باستخدامهم». وخاطب هؤلاء قائلاً: «توقفوا عن تعطيل المجلس النيابي، فهذا التعطيل ليس له مبرّر.. التزموا بالقانون الانتخابي الموجود.. أين العدالة والمساواة في أن يكون لنا الفرصة للتحرك بالانتخابات في الخارج، وهذا القانون يجب أن يسير».
ورأى الشيخ قاسم أنّ «الهجوم على الرئيس نبيه بري هو هجوم آثم ولا مبرر له إلا تسهيل السيطرة عبر استدعاء الوصاية الأجنبية، فالرئيس بري هو ركيزة استقرار لبنان ومنع الفتنة وبناء الدولة المستقلة والمحررة».
وحذّرت مصادر في فريق المقاومة من مخطط أميركي لإشعال الفوضى في الداخل اللبناني من خلال الضغط السياسي والدبلوماسي والعسكري على لبنان ودفع الحكومة الى اتخاذ قرارات غير قانونية للاستهداف السياسي والمالي لحزب الله ولطائفة معينة ما يؤدي الى انقسام وتداعيات في الشارع، وصدام بين الحكومة ومكون سياسي وشعبي لبناني. محذرة من أنّ تماهي الحكومة بإجراءتها مع الإملاءات الأميركية سيؤدي الى انفجار اجتماعي كبير في الشارع في وجه الحكومة وحاكم مصرف لبنان، ولا تستبعد المصادر تحركات شعبية حاشدة وكبيرة قادمة في رياض الصلح ضد الحكومة ورئيسها وأمام مصرف لبنان للضغط باتجاه وقف إجراءات الحرب المالية ضد الطائفة الشيعية.
في غضون ذلك، وفيما علمت «البناء» أن الملف اللبناني أصبح بعهدة السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى مع بقاء المبعوثة مورغان أورتاغوس كمشرفة في لجنة الميكانيزم وانصراف المبعوث توم برّاك لملف سورية وكسفير في تركيا، تسلم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس أوراق اعتماد السفير عيسى في احتفال أقيم في القصر الجمهوري.
ولدى وصول السفير عيسى إلى الساحة الخارجية لقصر بعبدا، أقيمت المراسم والتشريفات المعتمدة. وقدَّم أوراق اعتماده الموقعة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرئيس عون، وأعرب عن سعادته لتعيينه في لبنان، ناقلاً تحيات الرئيس الأميركي، ومؤكداً العمل لتعزيز العلاقات اللبنانية ـ الأميركية وتطويرها في المجالات كافة. ورحب الرئيس عون بالسفير عيسى متمنياً له التوفيق في مهامه لا سيما وأنه من أصل لبناني، مشدداً على أهمية العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة.
كما استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، السفير عيسى في زيارة بروتوكولية بمناسبة توليه مهامه. وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة حيث كان اللقاء جيداً وصريحاً. واختتم جولته في السراي الحكومي حيث التقى رئيس الحكومة نواف سلام، وأكّد حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الجمهورية اللبنانية. بدوره، تمنّى الرئيس سلام للسفير عيسى التوفيق في مهامه، كما أهداه نسخةً من كتابه «لبنان بين الأمس والغد». عيسى كان استهلّ جولته على المسؤولين من وزارة الخارجية حيث سلّم الوزير رجّي نسخة من أوراق اعتماده، وكانت مناسبة للحديث عن الأوضاع في لبنان. وتمنى الوزير رجّي للسفير عيسى النجاح والتوفيق في مهمته الدبلوماسية.
وأفادت مصادر صحافية أنّ السفير عيسى أبلغ بعض من التقاهم في بيروت أن واشنطن لا تريد سماع المزيد من التبريرات واستغرب المماطلة سائلاً: ماذا تنتظرون؟ وأكد عيسى أنّ على لبنان الإفادة من نافذة الأمل والفرصة المتاحة راهناً وإلا !
ولاحقاً أفادت السفارة الأميركية في بيروت، بأنّ السفير الأميركي ميشال عيسى التقى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام لبحث العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ولبنان.
وجدّد السفير عيسى تأكيد دعم الولايات المتحدة لحكومة لبنان في إعادة بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، لما فيه مصلحة جميع المواطنين.
وتترقب الساحة الداخلية مواقف وصِفت بـ»الهامة» سيطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون هذا الأسبوع خلال إطلالتين: الأولى اليوم في مؤتمر «بيروت وان» الاقتصادي والثانية عشية ذكرى استقلال لبنان.
في الميدان، أعلنت بلدية عيترون في بيان أنها تبلغت عبر الجهات الأمنية بأنّ «إسرائيل ستستهدف هدفاً موضعياً في البلدة وقامت البلدية بإخلاء مركزها وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر». وطلبت من أهالي البلدة «توخي الحيطة والحذر، وذلك بعد ورود معطيات حول نية العدو القيام بعملية استهداف لهدف موضعي بحسب زعمه في بلدة عيترون غير معروف مكانه». على الأثر، ألقت مُسيّرة إسرائيلية 5 قنابل صوتية باتجاه أطراف بلدة عيترون في حين أفادت معلومات أنّ الانفجارات التي سمعت كانت عبارة عن قذائف هاون أطلقها جنود اسرائيليون من النقطة المستحدثة في جل الباط – جل الدير. الى ذلك، حلّق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو متوسط فوق الهرمل والسلسلة الشرقية لقرى البقاع الشمالي. كما سجل تحليق للطيران المُسيّر الإسرائيلي في أجواء بلدة الناقورة وفي أجواء الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت.
وكشف مسؤول أوروبي عن مخطط إسرائيلي لإقامة منطقة عازلة في الجنوب لضرورات الأمن الاستراتيجي الإسرائيلي الممتدّ من جنوب لبنان إلى الجنوب السوري، مشيراً لـ»البناء» إلى أنّ كلّ الوقائع الجغرافية والحركة الميدانية والمؤشرات والنقاشات الدبلوماسية مع الأمم المتحدة واليونفيل وفي دوائر القرار تؤكد هذا الأمر، لا سيما تكرار الاعتداء الإسرائيلي على قوات الطوارئ وعلى الجيش اللبناني في الجنوب واتهامهما بتغطية حزب الله كذريعة لدفعهما للانسحاب لكي تستفرد «إسرائيل» بالمنطقة وتنفذ مخططها.
ودعا المسؤول الحكومة اللبنانية إلى وضع خطة لملء الفراغ الذي ستخلفه قوات اليونفيل عندما تنتهي مهامها بعد سنة تقريباً، ويمكن أن تكون قوات أوروبية مشتركة بديلاً عن اليونيفيل.
وعلمت «البناء» أنّ قائد القوات الدولية في لبنان عرض على الرئيس بري تشكيل قوات أوروبية لتكون بديلاً عن القوات الدولية، فرحب الرئيس بري بهذا الأمر مبدياً استعداده للمساعدة لتسهيل هذا الأمر على المستوى اللبناني.
وأوضحت المتحدثة باسم اليونيفيل كانديس أرديل في حديث تلفزيوني أنه «نتيجةً لخفض الميزانية على مستوى الأمم المتحدة عالمياً، بدأت عملية تقليص عدد جنود حفظ السلام المنتشرين على الأرض في جنوب لبنان»، لافتة إلى أنه «سيتمّ تنفيذ معظم عمليات إعادة الجنود إلى بلدانهم خلال الأسابيع المقبلة». وأكدت «أننا سنقوم بكلّ ما في وسعنا للتقليل من أيّ آثار سلبية قد يسبّبها نقص التمويل، ونعمل بشكل وثيق مع السلطات اللبنانية والدول المساهمة بقوات اليونيفيل لتنفيذ هذه التغييرات بأقل قدر ممكن من التأثير».
على صعيد آخر، وصل أمس الموفد السعودي يزيد بن فرحان على رأس وفد. كما التقت اللجنة الفنية السعودية المتخصصة بملف رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية رئيس الحكومة نواف سلام في السراي على ان تشارك اليوم في مؤتمر «بيروت 1.»
ولفت سلام، بعد استقباله الوفد السّعودي الزّائر إلى لبنان، لمناقشة إجراءات استئناف الصّادرات اللّبنانيّة إلى السعودية، وقال «طلبت من كلّ الجهات المعنيّة العمل السّريع لإنهاء أي عوائق لعودة هذا الرّافد المهم لاقتصاد لبنان».
وأعلن سلام «أنّني جدّدت للوفد الكريم، تعهّدنا بأن لا يُستخدَم لبنان منصّة لزعزعة أمن أشقائه العرب، أو أن يكون معبراً لتهريب المخدرات أو أي ممنوعات. كما رحّبت بالوفد السّعودي المشارك في مؤتمر «بيروت 1»، الّذي يعطي وجوده في بيروت دافعاً كبيراً لنهوض لبنان الاقتصادي».
وكشفت معلومات قناة «الجديد»، أنّ «زيارة الموفد السّعودي يزيد بن فرحان إلى بيروت، ستقتصر على لقاء الرّؤساء الثّلاثة، وهي أتت بتوقيتها لتشكّل دعامةً لمؤتمر «بيروت 1» الّذي ينطلق اليوم.
وأشارت إلى أنّ «الموفد السّعودي أتى مستطلعاً الخطوات الّتي اتَّخذتها الحكومة اللبنانية، وبدا واضحاً التقدير السّعودي للجهد الّذي بُذل على صعيد الإجراءات المتعلّقة بمطار بيروت الدّولي والمعابر الحدوديّة»، لافتةً إلى أنّ «الوفد السّعودي فتح عدّة نوافذ وأبواب للحلول الّتي تساعد لبنان على المُضي قُدماً في الإصلاحات والنّهوض، مع تأكيد السعودية دعمها الدّائم للبنان».
على صعيد آخر، وقع الرئيس عون مرسوم إحالة مشروع قانون معجل على مجلس النواب لتعديل وتعليق بعض مواد قانون الان
تخابات النيابية، وأرفق المرسوم بنص مشروع القانون الذي كان أقرّه مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 6 تشرين الثاني الحالي.
كتبت صحيفة "الشرق":
ينطلق الاسبوع الطالع على وقع جرعات التفاؤل الزائدة التي ضختها العودة السياسية- الاقتصادية السعودية الى بيروت، من دون ان يتضح بعد المضمون السياسي لهذا التفاؤل الذي يبدو حتى الآن رماديا لا يستند الى وقائع ملموسة تتيح الرهان عليه، في انتظار الخطوات العملية المطلوب من لبنان تنفيذها والتي سأل عن اسباب تأخيرها فور انطلاق نشاطه الرسمي في بيروت اليوم السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى مستغرباً المماطلة وعدم استغلال الفرصة المتاحة راهنا لبناء لبنان الجديد.
وفي محطات الاسبوع هذا كلمتان لرئيس الجمهورية جوزاف عون الاولى اليوم في مؤتمر بيروت وان الاقتصادي والثانية عشية ذكرى استقلال لبنان وصفتها مصادر مطلعة لـ”المركزية” بالمهمة جداً.
عيسى في القصر
بين جولة السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى على المسؤولين مسلّماً اوراق اعتماده من جهة، والوفد السعودي الذي وصل بيروت من جهة ثانية، والوضع الامني الجنوبي، توزع الحدث امس. فقد تسلم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل الظهر اوراق اعتماد السفير عيسى في احتفال أقيم في القصر الجمهوري. ولدى وصول السفير عيسى الى الساحة الخارجية لقصر بعبدا، أقيمت المراسم والتشريفات المعتمدة. وقدَّم أوراق اعتماده الموقعة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الرئيس عون، واعرب عن سعادته لتعيينه في لبنان، ناقلا تحيات الرئيس الأميركي، ومؤكدا العمل لتعزيز العلاقات اللبنانية- الأميركية وتطويرها في المجالات كافة. ورحب الرئيس عون بالسفير عيسى متمنيًا له التوفيق في مهامه لاسيما وانه من أصل لبناني، مشدداً على أهمية العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة.
..وعين التينة والسراي
كما استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، السفير عيسى في زيارة بروتوكولية بمناسبة توليه مهامه. وجرى خلال اللقاء عرض للاوضاع العامة حيث كان اللقاء جيداً وصريحاً. واختتم جولته في السراي الحكومي حيث التقى رئيس الحكومة نواف سلام، وأكّد حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الجمهورية اللبنانية. بدوره، تمنّى الرئيس سلام للسفير عيسى التوفيق في مهامه، كما أهداه نسخةً من كتابه “لبنان بين الأمس والغد”. عيسى كان استهل جولته على المسؤولين من وزارة الخارجية حيث سلم الوزير رجّي نسخة من أوراق اعتماده، وكانت مناسبة للحديث عن الأوضاع في لبنان. وتمنى الوزير رجّي للسفير عيسى النجاح والتوفيق في مهمته الديبلوماسية.
السعودية تعود
سعوديا، وصل ظهر امس الى مبنى الطيران المدني العام في مطار رفيق الحريري الدولي الموفد السعودي يزيد بن فرحان على رأس وفد. والتقت اللجنة الفنية السعودية المتخصصة بملف رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية سلام في السراي عند الثالثة من بعد الظهر، على ان تشارك اليوم في مؤتمر بيروت 1.
سلام
وكتب سلام على منصة “اكس” استقبلت اليوم الوفد السعودي الزائر للبنان لمناقشة إجراءات استئناف الصادرات اللبنانيه للمملكة العربيه السعوديه، وقد طلبت من كل الجهات المعنية العمل السريع لإنهاء اي عوائق لعودة هذا الرافد المهم لاقتصاد لبنان. ان هذا التحرك جاء استجابه لما دار في لقاء فخامة الرئيس جوزاف عون ولقائي مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكه العربيه السعودية. فمواقف سموه والمملكه في دعم لبنان واستقراره يشهد لها الجميع. فلهم منّا كل التقدير والشكر ودوام المحبة. وبهذه المناسبة جددت للوفد الكريم تعهدنا بان لا يستخدم لبنان منصّة لزعزعة امن أشقاءه العرب او ان يكون معبراً لتهريب المخدرات او اية ممنوعات. كما رحّبت بالوفد السعودي المشارك في مؤتمر بيروت 1 والذي يعطي وجوده في بيروت دافعا كبيرا لنهوض لبنان الاقتصاد
عون يوقع
في هذا الاطار، وقع الرئيس عون مرسوم احالة مشروع قانون معجل على مجلس النواب لتعديل وتعليق بعض مواد قانون الانتخابات النيابية، وأرفق المرسوم بنص مشروع القانون الذي كان اقره مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 6 تشرين الثاني الجاري.
كلمة الاستقلال المواقف الرئاسية ستحضر ايضاً في كلمة يوجها للبنانيين رئيس الجمهورية عشية عيد الاستقلال وصفتها مصادر مُطلعة لـ”المركزية” بالمهمة جداً، واشارت الى ان الظروف الامنية التي تمر بها البلاد تُحتّم عدم اقامة احتفالات او عرض عسكري في ذكرى الاستقلال هذا العام،موضحة ان لا حفل استقبال في قصر بعبدا للتهنئة بالمناسبة، على أمل ان يحتفل لبنان العام المقبل وأرضه محررة بالكامل وشعبه مطمئن ينعم بالسلام.
فرصة حقيقية
وفي السياق الانتخابي، اشار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل من كندا الى “انّ الانتخابات المقبلة في أيار 2026 تمثل فرصة حقيقية لتجديد الحياة السياسية في لبنان. لا نريد أن يتغير كل شيء في البلد ويبقى مجلس النواب كما هو، لأنّ التغيير الحقيقي يبدأ من هناك. لبنان تغيّر، والمجتمع تغيّر، والوجوه تغيّرت، وقد حان الوقت أن يتغيّر المجلس النيابي أيضًا، ليعكس إرادة اللبنانيين وتطلعاتهم إلى دولة حديثة تسودها الشفافية والعدالة”.
قسم اليمين
ماليا، أقسم رئيس مجلس هيئة الأسواق المالية، حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، والخبراء الأعضاء الثلاثة المعيّنون زينة عبد الصمد المهتار، وغسان أبو عضل، ومحمود الجباعي، اليمين أمام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تمهيدًا لمباشرة مهامهم.
كتبت صحيفة "الأنباء
" الالكترونية: بأجواء من الإيجابية والتفاؤل، وحضور سياسي واقتصادي فاعل، ودعم عربي ودولي واضح، انشغل الوسط السياسي اللبناني بمتابعة المؤشرات الإيجابية التي تمثلت في زيارة الوفد السعودي الرفيع المستوى برئاسة الأمير يزيد بن فرحان، وتقديم السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى أوراق اعتماده إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون، وذلك بالتزامن مع موعد افتتاح رئيس الجمهورية لمؤتمر "بيروت 1" الاقتصادي اليوم، حيث من المتوقع أن يلقي كلمة مهمة.
وإذ تبدو المؤشرات التي نقلها الوفد السعودي إلى المسؤولين اللبنانيين مبشّرة بمرحلة جديدة من التعافي والنهوض، فإن انعقاد مؤتمر "بيروت 1" الذي ينتظره اللبنانيون لم يكن ليحصل لولا إدراك الدول الفاعلة بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. ويأتي ذلك إلى جانب المساعي الفرنسية الحثيثة والتأييد السعودي الكامل، بحيث تشير المصادر المتابعة إلى أنّ نجاح الجيش اللبناني في القيام بمهامه، لا سيّما إحراز تقدم ميداني في تنفيذ خطة سحب السلاح غير الشرعي ووقف شبكات تصنيع وتهريب المخدرات، يبعث برسائل إيجابية تظهر من خلال الحركة الدبلوماسية الكثيفة إلى بيروت، بالتزامن مع الضغوط الدولية والعربية التي بدأت تأخذ مداها، بانتظار أن تظهر نتائج هذه الضغوط أيضاً على الجانب الإسرائيلي في وقف التصعيد العسكري اليومي.
وفي السياق، لا يمكن فصل التقدّم في العلاقات اللبنانية – السعودية عن التواصل السعودي – الإيراني الذي أفضى إلى تسليم طهران رسالة إيرانية إلى واشنطن عبر السعودية، قبل اللقاء المرتقب بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب في 18 الجاري.
ارتفاع منسوب التفاؤل
ورأت المصادر أن "تزامن انطلاق عمل السفير الأميركي من أصل لبناني ميشال عيسى مع أجواء التفاؤل وعودة الحيوية السعودية إلى لبنان، يزيد من منسوب التفاؤل، بحيث إن الإدارة الأميركية تعوّل على دور السفير الجديد في إطلاق المفاوضات غير المباشرة، أو عبر الميكانيزم، بين لبنان وإسرائيل من أجل تثبيت قرار وقف النار وحلّ النقاط العالقة". وأشارت إلى أن "استمرار حزب الله في مواقفه التصعيدية على لسان مسؤوليه قد يرتدّ سلباً عليه، لا سيما وأن هذه المواقف لن تتمكن من تغيير مسار الأمور"، مضيفة أن "رسائل جديدة وصلت إلى الرئيس نبيه بري تفيد بأن طهران ليست في وارد التصعيد، وأن مواقف حزب الله ترتبط بواقع الحياة السياسية اللبنانية، وحاجة كل فريق إلى شدّ العصب الداخلي لجمهوره إلى حين اتضاح التوجه النهائي للعملية الانتخابية التي ستحدد أوزان القوى الداخلية وتوازنات المرحلة السياسية المقبلة".
ولفتت المصادر إلى أن "الوفد السعودي أشاد بالإنجازات التي حققتها الحكومة لناحية ضبط الحدود البرية ومكافحة تهريب المخدرات من لبنان، إضافة إلى الإجراءات المالية لمكافحة تبييض الأموال، وبحث في آلية تفعيل العلاقات التجارية مع لبنان والاستثمارات المقبلة". وكشفت أن "مؤتمر بيروت 1 سيفتح الباب مجدداً أمام مجموعة من المؤتمرات الاقتصادية والمالية التي ستنعقد في لبنان، ومنها مؤتمر اتحاد المصارف العربية الذي سيبحث في عدد من الملفات المالية المهمة".
واعتبرت أن "عودة انعقاد المؤتمرات الاقتصادية إلى بيروت، بالتزامن مع زيارة بابا الفاتيكان إلى لبنان، تبعث برسائل مطمئنة مغايرة للأجواء التي سادت في الأسابيع الماضية".
السفير الأميركي الجديد
وكان السفير الأميركي الجديد قد سلّم رئيس الجمهورية أوراق اعتماده الموقعة من الرئيس دونالد ترامب، في احتفال أقيم في القصر الجمهوري. وأعرب عن سعادته بتعيينه في لبنان، ناقلاً تحيات الرئيس الأميركي، ومؤكداً العمل على تعزيز العلاقات اللبنانية – الأميركية وتطويرها في المجالات كافة. ورحب الرئيس عون بالسفير عيسى، متمنياً له التوفيق في مهامه، لا سيما وأنه من أصل لبناني، ومشدداً على أهمية العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة.
كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة السفير عيسى في زيارة بروتوكولية بمناسبة توليه مهامه، حيث جرى خلال اللقاء، الذي وُصف بأنه "جيّد وصريح"، عرضٌ للأوضاع العامة. واختتم عيسى جولته في السراي الحكومي حيث التقى رئيس الحكومة نواف سلام، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الجمهورية اللبنانية. بدوره، تمنّى الرئيس سلام للسفير الأميركي التوفيق في مهامه، وأهداه نسخة من كتابه "لبنان بين الأمس والغد"، فيما شدد عيسى على ضرورة استفادة لبنان من "نافذة الأمل" المتاحة حالياً.
الأمير يزيد بن فرحان في بيروت
وفي سياق متصل، وصل إلى بيروت الموفد السعودي يزيد بن فرحان على رأس وفد ضمّ اللجنة الفنية السعودية المتخصصة بملف رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية، حيث التقت الوفود الرئيس سلام في السراي الحكومي، ومن المقرر أن تشارك في مؤتمر "بيروت 1".
وكتب الرئيس سلام على منصة "إكس" أنه طلب من "كل الجهات المعنية العمل السريع لإنهاء أي عوائق أمام عودة هذا الرافد المهم لاقتصاد لبنان". وأكد أن "هذا التحرك جاء استجابة لما دار في لقاء فخامة الرئيس جوزاف عون ولقائي مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية. فمواقف سموه والمملكة في دعم لبنان واستقراره يشهد لها الجميع. ولهم منا كل التقدير والشكر ودوام المحبة".
وأضاف: "جددت للوفد الكريم تعهدنا بأن لا يُستخدم لبنان منصة لزعزعة أمن أشقائه العرب، أو أن يكون معبراً لتهريب المخدرات أو أي ممنوعات. كما رحّبت بالوفد السعودي المشارك في مؤتمر بيروت 1، والذي يعطي وجوده في بيروت دفعاً كبيراً لنهوض لبنان الاقتصادي".
كتبت صحيفة "الشرق الأوسط":
تسلم رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزيف عون، أوراق اعتماد السفير الأميركي الجديد، ميشال عيسى، في احتفال أقيم بالقصر الجمهوري، الاثنين، وذلك قبل أن يبدأ عيسى جولة بروتوكولية شملت رئيسًي؛ البرلمان نبيه بري، والحكومة نواف سلام، ووزير الخارجية يوسف رجي. ولم يُدلِ عيسى بعدها بأي تصريح.
ونقل السفير عيسى إلى عون، وفق رئاسة الجمهورية، تحيّات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وحرصه على تعزيز العلاقات الأميركية - اللبنانية وتطويرها في المجالات كافة.
من جهته، تمنى عون للسفير عيسى النجاح في مهمته، خصوصاً أن الأنظار في لبنان تتجه، في الأيام المقبلة، إلى ما سيحمله عيسى بشأن مطلب لبنان التفاوض مع إسرائيل.
وكان عون قال قبل أيام إن «لبنان ينتظر رد إسرائيل عبر أميركا على خيار التفاوض لتحرير الأرض»، مشيراً إلى أن «لبنان لم يتسلم رسمياً أي موقف أميركي واضح، وينتظر وصول السفير الأميركي الجديد الذي قد يحمل جواباً إسرائيلياً».
وأفاد مكتب بري بأنه استقبل السفير عيسى بمناسبة توليه مهامه، بحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت، كيث هانيغان، والمستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب، علي حمدان، وبأنه جرى خلال الاستقبال استعراض الأوضاع العامة حيث كان اللقاء «جيداً وصريحاً».
وأعلنت رئاسة الحكومة أن الرئيس سلام استقبل عيسى الذي أكّد حرص بلاده على تعزيز العلاقات بالجمهورية اللبنانية.
وتمنى سلام للسفير عيسى التوفيق في مهامه، كما أهداه نسخةً من كتابه «لبنان بين الأمس والغد».
من جهتها، قالت السفارة الأميركية في بيروت، عبر حسابها على «إكس»، إن السفير عيسى جدد خلال لقائه سلام تأكيد دعم الولايات المتحدة حكومة لبنان في إعادة بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية لما فيه مصلحة جميع المواطنين.
وكان وزير الخارجية التقى عيسى وتسلّم نسخة من أوراق اعتماده، وكان ذلك مناسبة للحديث عن الأوضاع في لبنان. وتمنى الوزير رجّي للسفير عيسى النجاح والتوفيق في مهمته الدبلوماسية.
عيسى وترمب
وكان عيسى، اللبناني الأصل، شارك في احتفال أقامته بلدته بسوس، في قضاء عالية الأحد.
ووفق ما أظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد شكر عيسى في كلمة له الرئيس ترمب، عادّاً أنه «شخص مهم في حياتي في المرحلة الأخيرة، وهو يملك الإيمان بأنه إذا تولى شخص لبناني المهمة فقد يكون مبعوثاً جيداً، وأنا لو لم يكن لدي أمل بأن يعود لبنان كما كان سابقاً لما قبلت بهذه المهمة».
وقال: «سنحقق ذلك معاً، وسنكون يداً واحدة بعيداً عن الطوائف والمناطق».
كتبت صحيفة "نداء الوطن":
في مشهد تتقاطع فيه إشارات التشجيع الدولي والعربي، مع رسائل الحزم والمساءلة، تسلّم لبنان رسميًا أوراق اعتماد السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى. تزامن ذلك مع طلائع عودة اقتصادية سعودية من بوابة مؤتمر "بيروت 1"، تحمل في جعبتها جرعة دعم مشروطة بجدية الإصلاح وبسط سيادة الدولة. في المقابل، لا تزال ورقتا نزع السلاح غير الشرعي وضمان حق المغتربين في الاقتراع، محتجزتين لدى "الثنائي المعاند" بين الضاحية الجنوبية وعين التينة.
في المقابل، شن أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم حربه المالية في وجه حاكمية مصرف لبنان، استكمالًا للحملة الإيرانية الأخيرة، "إسنادًا" لـ "القرض الحسن".
وبدل أن يعترف قاسم، بأن سياسة "الحزب" أحكمت خنق لبنان، ماليًا وسياسيًا وسياديًا، لجأ إلى التهويل، محملًا الحكومة مسؤولية "أن تفكّر وأن تضع برامج حتى نتمكّن من مواجهة العدوان". تصريحات قاسم حملت الكثير من التضليل، إذ يقدّم نفسه كـ "ناصح" للحكومة وحاكم مصرف لبنان، بينما هو من يحول دون أي إصلاح جدي أو نهوض اقتصادي بسبب تمسّكه بسلاحه وتقديم الذرائع لإسرائيل. أما قوله إن "الإجراءات تضيّق على كل اللبنانيين" فيتجاهل أن "حزب الله" كان أول من أدار اقتصادًا موازيًا خارج النظام المصرفي، عبر مؤسسات كـ "القرض الحسن". أما اتهامه لأميركا بأنها وراء الانهيار المالي فهو تهرّب واضح من مسؤولية "الحزب" عن عزلة لبنان عربيًا ودوليًا، عبر تدخله في صراعات المنطقة".
صوابية قرارات المركزي
في المقابل، أشار مصدر مالي متابع إلى أن ردود الفعل على الإجراءات التي اتخذها مصرف لبنان، والتي بدأت من إيران من خلال ما نشرته صحيفة "طهران تايمز"، مرورًا بالمواقف التي أعلنها نواب في كتلة "الوفاء للمقاومة"، وصولًا إلى كلام الشيخ نعيم قاسم أمس، تؤكد أن هذه الإجراءات تصيب مقتلًا في النظام المالي لـ "حزب الله". وإلّا، كيف نفسّر الدخول الإيراني على الخط، وانخراطه في انتقاد خطوات تنظيمية يتخذها مصرف لبنان لتنظيم القطاع المالي وضبطه؟".
ويضيف أن "ارتفاع الصراخ من قبل جماعة إيران يدل على صوابية هذه الإجراءات التي تهدف إلى مكافحة تبييض الأموال لتمويل الإرهاب، ومساعدة لبنان على الخروج من اللائحة الرمادية، وتحسين سمعة البلد الخارجية".
واعتبر المصدر أن "الحزب" وخلفه طهران يظنان أنهما بمجرد اتهام مصرف لبنان بالخضوع للإملاءات الأميركية، يمكن أن يحرجا البنك المركزي وحاكمه، في حين أن مصرف لبنان يتعاون مع واشنطن منذ سنوات، وهو لا يخفي هذا التعاون الوثيق. أكثر من ذلك، فإن حاكم مصرف لبنان كريم سعيد ليس وحده من يتخذ القرارات لمكافحة التبييض، بل إن المجلس المركزي مجتمعًا وافق على هذه الإجراءات. وتعلم طهران، كما يعلم الشيخ نعيم، أن أعضاء المجلس المركزي هم من كل الطوائف، ويوجد بينهم عضوان شيعيان محسوبان على "الثنائي". وبالتالي، التصويب حصرًا على حاكم المركزي ينطوي على تجنٍ وسوء نية، ويسمح بطرح أكثر من علامة استفهام".
حراك دبلوماسي ناشط
بالعودة إلى السفير الأميركي ميشال عيسى، علمت "نداء الوطن" أن زيارة الأخير إلى قصر بعبدا، اقتصرت على الجانب البروتوكولي، من دون التطرق إلى الملفات الحساسة. ومن المتوقع أن يطلب السفير موعدًا لاحقًا مع رئيس الجمهورية، يُرجّح أن يُعقد قريبًا، لبحث التطورات الأساسية، من ملف ترسيم الحدود، إلى مسار التفاوض، وحصر السلاح، وصولًا إلى الورقة الأميركية.
وكان عيسى عبّر خلال تقديم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية، عن سعادته بتعيينه في لبنان، ناقلًا تحيات الرئيس الأميركي، ومؤكدًا العمل لتعزيز العلاقات اللبنانية - الأميركية وتطويرها في المجالات كافة. وشملت جولته البروتوكولية زيارات إلى رئيسَي مجلس النواب والحكومة نبيه برّي ونواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجّي، حيث تناولت اللقاءات العلاقات الثنائية والأوضاع العامة.
وفي إطار الحركة الدبلوماسية، حطّ الموفد السعودي يزيد بن فرحان أمس في بيروت على رأس وفد. والتقت اللجنة الفنية السعودية المتخصصة بملف رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية رئيس الحكومة نواف سلام في السراي على أن تشارك اليوم في مؤتمر "بيروت 1".
مسألة وقت
أفادت صحيفة معاريف الإسرائيليّة نقلاً عن مصدر عسكري إسرائيلي بأن هناك "قلقاً في إسرائيل من عجز الجيش اللبناني عن تنفيذ التزاماته ونزع سلاح حزب الله". وأضافت أن "تل أبيب اتخذت قرارًا بعدم السماح لحزب الله أو لأي تنظيم في المنطقة بتعزيز قوته عسكريًّا بما يشكّل تهديدًا لإسرائيل"، معتبرةً أن "الجيش الإسرائيلي يربط ما يحدث في لبنان بجهود إيران لإعادة بناء قوتها بعد المواجهة الأخيرة مع إسرائيل". وقالت: "جولة قتال جديدة مع "حزب الله" هي مسألة وقت ليس إلّا".
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي