عزالدين: دماء شبابنا ليست رخيصة ولا يستطيع أحد أن يستثمر بها في السياسة
تخليدًا للدماء الزاكية، ووفاءً للتضحيات التي بُذلت من أجل حفظ كرامة الوطن وأهله، أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي لشهداء بلدة دبعال المجادل الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين، إلى جانب عوائل الشهداء، وعلماء دين، وفعاليات، وشخصيات، وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
استهل الاحتفال بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، ثم ألقى النائب عز الدين كلمة أشار فيها إلى أن البعض يحاول أن يتعرف على المقاومة من خلال جزئية هنا أو جزئية هناك فيسأل عمّا قدمته، ولكن المقاومة إذا أردنا أن نحاسبها فعلينا أن نقيّم تجربتها من خلال ما قدمته طوال الفترة الزمنية الماضية، فالمقاومة في بداياتها، ففي عام 1982 وقع الاجتياح الإسرائيلي الذي قاده أرييل شارون آنذاك بذريعة واهية، حيث احتلّ منطقة جنوب نهر الليطاني ووصل إلى العاصمة بيروت، دون أن يتمكن أحد من أن يصدّه، رغم أن في تلك المرحلة كانت هناك مقاومة وطنية وكانت أفواج المقاومة اللبنانية أمل موجودة، ولكن القدرات المتاحة آنذاك كانت محدودة، وقد تمكّن العدو من أن يصل إلى بيروت ليحتلّ ثاني عاصمة عربية بعد القدس، ما يعني أن العدو عندما يتمكن دون أن يجد مقاومة حقيقية وفعلية سيتوسع ويوسّع من احتلاله.
وقال النائب عز الدين: عام ألفين وستة، أحد أهداف العدو كان تهجير الحافة الأمامية من الناقورة إلى العرقوب لجعلها منطقة عازلة، تمامًا كما يريد أن يهجّر الفلسطينيين من غزة التي خاض الحرب عليها تحت ثلاثة أهداف تتلخص بتهجير أهلها ونزع السلاح والقضاء على حماس وإعادة أسراه بلا تفاوض، ولكنه لم يحقق أيًّا من هذه الأهداف.
وأضاف النائب عز الدين: اليوم في لبنان، وفي سياق الحرب علينا، هناك إدارة واحدة للمعركة العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية، وفيها توزيع للأدوار بين إسرائيل وأمريكا، فالعدو الإسرائيلي يضغط على المستوى العسكري والأمني فيما يتولى الأمريكيون مباشرة الضغط على لبنان وعلى البيئة الحاضنة لهذه المقاومة من أجل إرعابها وإخافتها ودفعها لأن تنسلخ عنها وتتراجع، وهذا الأمر بات واضحًا، ولكن كلما زاد الضغط، كلما ازداد تَمسّك المجتمع المقاوم بمقاومته وبقدراته وإمكاناته، لأننا وبكل صراحة لا نثق بأحد، ولا نستطيع أن نعتمد إلا على الله سبحانه وتعالى، ونتكل على مجاهدينا وشبابنا وعلى قيادتنا الحكيمة والشجاعة، والتي تعرف كيف تتصرف في اللحظة المناسبة بأي عمل ممكن أن نقوم به.
وتابع النائب عز الدين: أما هذه الحكومة فمن مسؤوليتها ومسؤولية الدولة أن تجلس على طاولة مجلس الوزراء وتدرس كل الخيارات وكل القدرات والإمكانات السياسية والدبلوماسية والإعلامية، وكل ما يستطيعون ويملكون من علاقات دولية أو عربية أو أصدقاء أو ما شابه، ويضعوها ويختاروا الأجدى منها، والذي يمكن أن يشكل ضغطًا على هذا العدو ووضع حد لاعتداءاته وإخراجه من أرضنا، فقَسَم فخامة الرئيس وبيان الحكومة الذي نالت على أساسه الثقة تضمّنا أولويات وقف إطلاق النار وتحرير الأرض والأسرى وإعادة الإعمار.
وإذ شدد النائب عز الدين على ضرورة وضع حد لهذا العدوان المستمر والقتل اليومي، اعتبر أن دماء شبابنا ودماء مواطنينا هي دماء مقدسة وليست رخيصة على الإطلاق، ولا يستطيع أحد أن يستثمر بها في السياسة، وأشار إلى أن الضغط الاقتصادي مستمر أيضًا، ويأخذ أشكالًا جديدة من خلال ممارسات الضغط المالي، فيتحدثون عن إجراءات خاصة بالتحاويل المالية ومؤسسة القرض الحسن وغيرها، وهذا الضغط الذي يمارس يهدف إلى تجفيف المال الذي يصل لحزب الله على حد قولهم، باعتبار أن هذا المال هو الذي من خلاله تستطيع المقاومة أن تتحرّك وتمارس كل أعمالها وأنشطتها.
وقال النائب عز الدين: هذا الضغط لا يقلّ خطرًا عن بقية الضغوط على لبنان، وعلى اقتصاد لبنان وعلى الحركة الاقتصادية في لبنان، وهو سيصيب الشعب اللبناني دون استثناء، فالعدو لا يميّز بين شيعي وسني وماروني وغيرهم، إنما يضغط لإضعاف لبنان بقدرته العسكرية وبقوته وباقتصاده وماله ما يسهل عليه لاحقًا فرض شروطه، كما فعل في سوريا.
واعتبر النائب عز الدين أن على الحكومة أن تضع أولوية وقف إطلاق النار وإخراج العدو من أرضنا واسترداد الأسرى وإعادة الإعمار على جدول أعمالها الدائم، وتبدأ النقاش بتلك الأولويات مع أي وفد قد يصل إلى لبنان، وقال: لكي نواجه هذه الظروف الصعبة، يقتضي أولًا أن يكون الموقف السياسي موقفًا موحدًا بين الرئاسات الثلاث، وأن يكون هناك موقف سياسي متفق عليه فيما بينهم والكل مجمع عليه، وأن نقف خلف هذا الموقف السياسي الصلب الذي يجب أن يواجهوا به كل الذين يريدون أن يأخذوهم إلى مكان آخر، ويقتضي أيضًا مزيدًا من الوحدة، ففي هذه اللحظات التي يطبق فيها العدو على لبنان، ينبغي أن نجمع بعضنا بعضًا لمنع العدو من الاستفادة من كل الثغرات الموجودة.
وختم النائب عز الدين كلمته مؤكدًا أننا لن نفرّط بعناصر القوة للبنان على الإطلاق، ولن نتراجع قيد أنملة عن حقنا في الدفاع عن الأرض والوطن والثروات والسيادة والاستقلال، فهذا هو موقف الشهداء الذين بذلوا دماءهم، والذين نعاهدهم اليوم على الاستمرار على نهجهم.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي