افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 14 ايلول 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 14   ايلول  2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

السيد نصرالله: بركات السفن سبقتها… والمازوت الخميس… وسنتحمّل بعض الكلفة الحكومة تقرّ بيانها الوزاري الخميس… والثلاثاء جلسة الثقة؟ مسودة البيان تضمّنت التدقيق الجنائي وركزت على الكهرباء وصندوق النقد

 

كما ولدت الحكومة على إيقاع التداعيات والترددات التي نتجت من قرار المقاومة بكسر الحصار الأميركي وتحويله من فرصة أميركية لإسقاط لبنان إلى تحد أميركي بتحمل تبعات مواجهة غير محمودة النتائج، بعدما حولت المقاومة الحصار من تحد لإسقاطها إلى فرصة لنقل معادلة الردع من البر إلى البحر، ومد فعالية كسر الحصار لتشمل إيران وسورية ولبنان، كما قالت مسيرة سفن المحروقات التي انطلقت من إيران إلى سورية وستصل حمولتها براً إلى لبنان انطلاقاً يوم الخميس، كما أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شارحاً تفاصيل توزيع الحمولة وشروط البيع، كاشفاً عن سعر مخفض تتحمل إيران والمقاومة بعضاً من كلفته.
بركات السفينة التي سبقتها، مع التبدّلات التي ظهرت تباعاً في المواقف الأميركية التي كان أوّلها رفع الحظر عن التعاون مع سورية لجلب الغاز المصري والكهرباء الأردنية، لكنها كمسار وضعت الأميركي أمام مناقشة جدية لفرص مواصلة مسار الحصار وصولاً للانهيار، وما سينتج من ذلك من توسيع الثقب الذي فتحته السفن في جدار الحصار، وتحوله إلى تحد أكبر من قضية الحصار نفسها، خصوصاً بعدما سبق وأعلن السيد نصرالله دعوته للبدء بالتنقيب عن النفط والغاز من دون انتظار الضوء الأخضر الأميركي، كاشفاً عن وجود شركات إيرانية مستعدة لذلك، وعن جاهزية المقاومة لحماية هذا الحق السيادي اللبناني.
أنتج المسار الأميركي الجديد رفعاً للحظر عن ولادة الحكومة، وفتح آفاقاً جديدة للحكومة الجديدة يتيح لها مقاربة مختلفة للكثير من الملفات، خصوصاً في قطاعات الكهرباء والمحروقات، وهي القطاعات الأشد حيوية في الاقتصاد وتسعير أكلاف السلع الأساسية على اللبنانيين.
الحكومة التي انطلقت في أول اجتماعاتها، وشكلت لجنة لصياغة بيانها الوزاري بدأت بوضع مسودة ستتابعه اليوم، وسط تأكيدات من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأعضاء اللجنة بأن الإنجاز سيكون سريعاً، بينما قالت مصادر متابعة إن الحكومة ستعقد اجتماعها لإقرار البيان الوزاري يوم الخميس المقبل، وأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري عندما يتبلغ البيان الوزاري سيوجه الدعوة لجلسة نيابية لمناقشة البيان الوزاري ومنح الحكومة الثقة، ورجحت المصادر أن يكون موعد الجلسة النيابية يوم الثلاثاء المقبل.
حول البيان الوزاري تقول المصادر إنّ مقدمته السياسية ستكون تقليدية بهدف التركيز على المهام الاقتصادية للحكومة، حيث يولي البيان وفقاً للمسودة اهتماماً خاصاً للإصلاحات الاقتصادية، متضمّناً التزاماً بالمضي بالتدقيق الجنائي والتحقيق في تفجير مرفأ بيروت، إضافة إلى فقرات خصصت لملف الكهرباء والتفاوض مع صندوق النقد الدولي.
وكشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن باخرة المشتقات الأولى وصلت إلى مرفأ بانياس ليلة الأحد واليوم (أمس) ينتهي إفراغ حمولتها، لافتاً إلى أن سورية سهلت الحركة في هذا المرفأ من أجل التخزين وحركة النقل إلى الحدود وأمنت صهاريج للنقل، مضيفاً أن نقل المشتقات النفطية إلى البقاع يبدأ يوم الخميس المقبل وتُخزن في خزانات محددة في بعلبك وثم توزع إلى بقية المناطق اللبنانية.
وأشار في كلمة ألقاها أمس إلى أنه كان لدينا خياران حول وجهة السفينة الأولى التي تنقل المشتقات النفطية وهما لبنان أو سورية، ولكن لعدم إحراج الدولة اللبنانية وتعريضها للعقوبات قرّرنا أن تكون وجهة السفينة عبر سورية ومن ثم تدخل الشحنات إلى لبنان. وبيّن أن كل الرهانات التي شككت في تحقيق الوعد سقطت وأملت أن يستهدف الإسرائيليون البواخر، كما أنه قد سقطت رهانات البعض الذي اعتبر أن وعد إرسال البواخر هو للاستهلاك الإعلامي. ورأى أن "العدو الإسرائيلي كان في مأزق، ومعادلة الردع القائمة من قبل المقاومة هي التي حمت وسمحت بوصول الباخرة الأولى، وإن شاء الله تصل بقية البواخر سالمة"، مضيفاً أن الرهان على الأميركيين الذين فشلوا في منع وصول السفن رغم الضغوط سقط، كما أن الرهان على حصول مشكلة بين حزب الله والدولة اللبنانية قد سقط أيضاً.
وقال إن الباخرة التي وصلت تحمل مادة المازوت والباخرة الثانية تصل خلال أيام قليلة إلى بانياس، كما أنه تم إنجاز كل المقدمات الإدارية لإرسال الباخرة الثالثة التي ستحمل مادة البنزين، والباخرة الرابعة التي سيتم إرسالها لاحقاً ستحمل المازوت لأننا على أبواب الشتاء، مضيفاً أنه بناءً على مسار الحكومة الجديدة والمعطيات والظروف نقرر ما سنقوم به بشأن استقدام المزيد من البواخر.
ولفت السيد نصر الله إلى أن المواد التي ستصل ستسلم إلى كل الفئات في لبنان وليست محصورة بأي فئة، ونحن لا نهدف لا إلى التجارة ولا إلى الربح من هذه البواخر وإنما المساعدة على التخفيف من معاناة الناس، وأعددنا آلية معينة من أجل تسليم المواد وهدفنا ليس المنافسة مع أحد، معتبراً أننا سنقدم هبة ومساعدة للجهات التي تحتاج المازوت لمدة شهر وهي المستشفيات الحكومية ودور العجزة والمسنين ودور الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.
كما بيّن أن الهبة هذه ستشمل مؤسسات المياه الرسمية والبلديات الفقيرة التي لديها آبار المياه والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني، مضيفاً أن الجهات التي ستحصل على المازوت بسعر مناسب وفق الأولوية هي المستشفيات الخاصة ومستودعات الأدوية والمطاحن والأفران والاستهلاكيات الغذائية والمعدات الزراعية، أما الفئة الأكبر فهي المؤسسات التي توزع الكهرباء كالاشتراكات، ونحن عند توزيع المازوت لأصحاب المولدات سنطالبهم بأن تكون الأسعار مقبولة على المواطنين وليس كما تم رفع الأسعار في الآونة الأخيرة.
وقال نصرالله إننا سنحمل عبء نسبة كبيرة من الكلفة أمام الجشع والاحتكار الموجودين في البلد، وسنبيع المواد بأقل من سعر الكلفة وسنعلن السعر الرسمي لبيع المازوت الأربعاء أو الخميس المقبلين وهو أقل من الكلفة، وسنبيع المواد بالليرة اللبنانية ونهدف إلى كسر السوق السوداء وجشع المحتكرين، داعياً الحكومة الجديدة أن يكون الجيش اللبناني هو الضامن لوصول المحروقات المدعومة إلى الناس.
ورحب بزيارة الوفد اللبناني إلى سورية التي تعاطت بانفتاح ومحبة رغم دقة الموضوع، مضيفاً أنه من بركات مسار البواخر أنه فتح أبواباً جديدة ولا سيما بعد التحرك الأميركي المباشر، مشيراً إلى أنه من المفترض أن يصل الفيول للكهرباء والذي يستبدل النفط العراقي به ونشكر الحكومة العراقية على جهدها.
وأشار خبراء استراتيجيون لـ"البناء" إلى أن السيد نصرالله وخلال خطاباته الثلاثة الأخيرة أرسى معادلات عدة أولها معادلة كسر الحصار الأميركي المفروض على لبنان منذ أكثر من عامين، من خلال استيراد النفط من إيران عبر سورية، والثانية استخدام معادلة الردع بعدما اعتبر البواخر القادمة من إيران أرض لبنانية وأي استهداف لها سيرتب رداً مماثلاً ما دفع الأميركيين والإسرائيليين إلى الإنكفاء خشية اندلاع الحرب، كما أثبتت المقاومة أنها المكملة للدولة في شتى الميادين لا سيما الاقتصادية كما الأمنية والعسكرية ما يثبت ويكرس معادلة الجيش والشعب والمقاومة". وشدد الخبراء على أن خطابات السيد نصرالله فرضت التحولات النوعية خلال الشهرين الماضيين حتى اليوم من فك الحصار الأميركي على خط الغاز العربي إلى لبنان عبر سورية إلى تأليف الحكومة الجديدة مروراً بالانفتاح على سورية التي ستستكمله الحكومة الجديدة بكل تأكيد"، وذكر الخبراء بالدور المحوري لسورية في المساعدة بفك الحصار عن لبنان إن على صعيد تسهيل إحياء خط الغاز العربي وإن على صعيد تسهيل وصول بواخر النفط الإيراني إلى لبنان ما يثبت هذا الدور كخيار أساسي لإنقاذ لبنان ويؤكد المصالح المشتركة والتعاون بين الدولتين".
وفي شأن آخر، رحب السيد نصر الله بتشكيل الحكومة وشكر كل من شارك في هذا الإنجاز، معتبراً أن أولويات الحكومة الحالية يجب أن تكون إنقاذ البلد من قلب الانهيار والإصلاح ومعيشة الناس، داعياً إلى إنجاز البيان الوزاري في أسرع وقت من أجل نيل الثقة وخروج البلد من أزماته. وأيّد السيد نصرالله التحضير للانتخابات النيابية مؤكداً أننا مع إجراء هذه الانتخابات في وقتها.
وكانت الحكومة اللبنانية الجديدة عقدت جلستها الأولى في بعبدا أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء، وتم في الجلسة تشكيل لجنة لصوغ البيان الوزاري وهي برئاسة ميقاتي وعضوية نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي ووزراء العدل هنري خوري، الطاقة وليد فياض، المالية يوسف خليل، الثقافة محمد مرتضى، الداخلية بسام مولوي، التنمية الإدارية نجلا رياشي، الإعلام جورج قرداحي، التربية عباس حلبي، العمل مصطفى بيرم، والزراعة عباس الحاج حسن والمهجرين عصام شرف الدين. ثم انتقلت اللجنة إلى السراي الحكومي وعقدت جلسة برئاسة ميقاتي، وبعد انتهاء نقاشاتها، توقع وزير الإعلام جورج قرداحي "الانتهاء من صياغة البيان الوزاري اليوم"، مضيفاً: "ناقشنا اليوم المسودة كاملة ووضعنا بعض الملاحظات واجتماع اليوم عند الـ11:30".
وأكدت مصادر "البناء" أن أجواء الجلسة الأولى كانت إيجابية ولم تدخل في موضوعات سياسية أو خلافية بل بقيت في اطار التعارف والتأكيد على ضرورة التعاون وتضافر الجهود لكي نعبر المرحلة الصعبة بأقل الخسائر الممكنة والاستعداد لمراحل النهوض المقبلة في حكومة ما بعد الانتخابات النيابية كون مهمة الحكومة الحالية محددة بالحد من الأزمات ومعالجة مؤقتة لأزمة المحروقات والكهرباء لرفع العبء عن المواطنين وبدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي والحصول على بعض المساعدات وإجراء الانتخابات النيابية، بالتالي لن تلج الحكومة الملفات المتفجرة الأخرى لكي لا تنفجر بها". وتوقعت المصادر أن لا يكون هناك أي خلاف على البيان الوزاري وأن تنال الحكومة الثقة في جلسة تعقد قريباً على أن تبدأ الحكومة بالعمل الأسبوع المقبل.
واعتبر وزير العمل مصطفى بيرم أن "مسودة البيان الوزاري جيدة وسنأتي بلغة جديدة لمخاطبة الناس لأن الأساس هو وجع الناس". من جهته، قال وزير الزراعة عباس الحاج حسن، أن "البيان الوزاري يحاكي أوجاع الناس وموضوع الكهرباء والدعم وكل ما طالبت به الناس في الشارع". أما وزير الطاقة وليد فياض، فأكد أنني "سأبذل قصارى جهدي في وزارة الطاقة من أجل تحسين وضع الكهرباء والمحروقات وموضوع رفع الدعم يحتاج إلى البحث على مستوى عال وهو مرتبط بسياسة كبرى والإمكانات التي لدينا وإذا حصل علينا حفظ حقوق المواطنين غير القادرين".
وأكد الرئيس عون في مستهل الجلسة أننا "أمام مسؤوليات وطنية وتاريخية كبرى لتفعيل دور الدولة ومؤسساتها واستعادة الثقة بها. يجب ألا نضيع الوقت إذ لم يعد لدينا ترف البطء والمماطلة". وأضاف "مطلوب إيجاد الحلول العاجلة لمعالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين وإطلاق ورشة عمل سريعة لوضع لبنان على طريق الإنقاذ والتعافي والنهوض". واعتبر رئيس الجمهورية أن "على الحكومة أن تعمل كفريق عمل واحد متجانس متعاون لتنفيذ برنامج انقاذي وتركيز الجهد لتحقيق المصلحة الوطنية العليا ومصالح المواطنين"، مشيراً إلى أن "أمامنا تحديات كبيرة لذلك أوصيكم بالإقلال من الكلام والإكثار من العمل". وأضاف، "ستواجهنا صعوبات كبيرة وسنعمل على تذليل واستنباط الحلول الممكنة. الخارج والداخل يعولان على نجاحنا لمعالجة الأزمات المتراكمة والمتداخلة وكلما أظهرنا جدية والتزاماً وتصميماً كلما وقفت الدول الشقيقة والصديقة إلى جانبنا". وتمنى عون "على اللجنة الوزارية أن تضمن البيان الوزاري، إضافة إلى الثوابت الوطنية، خطة التعافي التي أقرتها الحكومة السابقة وما ورد من إصلاحات في المبادرة الفرنسية وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها واستكمال التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت والإسراع في خطة مكافحة الفساد".
من جهته، أكد ميقاتي أنه ينتظرنا الكثير من العمل، ينتظرنا الكثير من التعب، علينا جميعاً أن نضحي، البلد يتطلب إجراءات استثنائية. وقال: "صحيح أننا لا نملك عصا سحرية. فالوضع صعب للغاية، ولكن بالإرادة الصلبة والتصميم والعزم والتخطيط نستطيع جميعاً، كفريق عمل واحد، أن نحقق لشعبنا الصابر والمتألم بعضاً مما يأمله ويتمناه". وطلب ميقاتي من الوزراء الجدد الإقلال من الإطلالات الإعلامية لأن الناس تتطلع إلى الأفعال ولم يعد يهمها الكلام والوعود. والأمور بالنسبة للناس في خواتيمها. وأشار إلى أننا سننكب على معالجة موضوع المحروقات والدواء بما يوقف إذلال الناس".
وفي غضون ذلك، وفيما أغلقت معظم محطات الوقود في لبنان بسبب انقطاع مادة البنزين لاستمرار وجود بواخر النفط في البحر بسبب رفض مصرف لبنان فتح الاعتمادات لها لكي تفرغ حمولتها، سجلت حلحلة جزئية على هذا الصعيد. أفادت معلومات رسمية عن "إعطاء موافقة لـ6 بواخر بنزين ومازوت في المياه الاقليمية اللبنانيّة ولباخرتين ستصلان تباعاً بحسب السعر المدعوم على الـ8000 ليرة والكميّات تكفي السوق حتّى 25 الجاري"، فيما أفادت مصادر أخرى بأن باخرة أفرغت نصف حمولتها المقدرة بـ17 مليون ليتر والنصف الآخر في منشآت النفط في طرابلس بانتظار توجيهات وزارة الطاقة في ما يتعلق بتسليم السوق نهاية الأسبوع لجهة الكميات والسعر.
وأشار عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس إلى أن "لا حل لهذا الوضع إلا بالسماح لبواخر البنزين الراسية في مياهنا بتفريغ حمولاتها فوراً، إما عملاً بآلية الأسعار المعتمدة حالياً أو بعد الاتفاق بين وزارة الطاقة ومصرف لبنان على الآلية التي يجب اعتمادها لإصدار جدول تركيب أسعار جديد. عدم اتخاذ القرار سيفاقم الأزمة أكثر فأكثر".
وتوقعت مصادر مطلعة لـ"البناء" أن تشهد البلاد انفراجاً على صعيد أزمة المحروقات والكهرباء لعدة أسباب الاولى تمديد فترة دعم المحروقات من قبل مصرف لبنان إلى أواخر الشهر الجاري، وصول بواخر النفط الايراني تباعاً إلى لبنان، وصول الدفعة الأولى من النفط العراقي خلال أيام، العمل على تسريع إصلاح شبكات النقل بين مصر والأردن وسورية لنقل الغاز المصري إلى لبنان خلال شهرين. مشيرة إلى أن الحكومة بدأت بإعداد خطة طوارئ لأزمة المحروقات لتأمين البدائل وحاجات السوق قبل الرفع الكامل للدعم نهاية الشهر الجاري.
وفي سياق ذلك أشار وزير الطاقة السابق ريمون غجر، إلى أن "الشحنة الأولى من النفط العراقي ستصل في غضون أيام إلى لبنان لتغذية معامل الكهرباء التي ستؤمّن 4 ساعات إضافية للتيار الكهربائي، على أن تليها الشحنة الثانية الأسبوع المقبل، وستليها مناقصات شهرية لمدة سنة".
إلى ذلك تبلّغت وزارة المالية من صندوق النقد الدولي بأن لبنان سيستلم في 16 أيلول 2021 حوالي مليار و 135 مليون دولار أميركي بدل حقوق السحب الخاصة (SDR) وذلك عن العام 2021 وقيمته 860 مليون دولار وعن العام 2009 وقيمته 275 مليون دولار، على أن يودع في حساب مصرف لبنان.
ومن المتوقع أن تستخدم هذه الأموال بحسب ما علمت "البناء" بتمويل البطاقة التمويلية إضافة إلى قرض مقدم من البنك الدولي لتطوير شبكة النقل العام.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة المالية قد طلبت من صندوق النقد الدولي تحويل حقوق السحب الخاصة المتاحة للبنان وخاصة العائدة إلى العام 2009.
على صعيد تحقيقات تفجير مرفأ بيروت مثل قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي أمام المحقق العدلي طارق بيطار أمس. وباشر القاضي بيطار، جلسة استجواب العماد قهوجي بصفة مدعى عليه في القضية، في حضور وكيله المحامي أنطوان طوبيا وفريق الادعاء الشخصي الذي يمثل أهالي الضحايا والمتضررين. وتريث القاضي بيطار باتخاذ إجراءات بحق العماد جان قهوجي لاستكمال التحقيقات وحدد جلسة في 28 أيلول. وقال مرجع مُطلّع على ملفّ التحقيقات إن القاضي بيطار يعلم جيّداً ما سيفعله مع مَن لم يمثلوا أمامه.
في سياق منفصل، كشفت وزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار للمعلومات عن رئيس مكتب الأمن الخارجي لحزب الله، طلال حمية، معتبرة أنه مسؤول عن جميع الهجمات التي تنفذها خلايا حزب الله في جميع أنحاء العالم.

 

*************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

حقوق لبنان من صندوق النقد كافية لحل أزمتَي الكهرباء والنقل: تفخيخ البيان الوزاري بـ"إصلاح المصارف"

يفترض أن يكون على جدول أعمال الحكومة الجديدة، مسألتان ملحّتان: البيان الوزاري وحقوق السحب الخاصة. في البند الأول، بدأت ملامح برنامج حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تتظهّر وبدايتها رسم خطّ أحمر حول المصارف عبر تلغيم العبارات وتعديل المصطلحات المعتمدة في خطة الحكومة السابقة المُعدّة للتعافي المالي. فيما ثمة تجاهل بالكامل لمبلغ مليار و135 مليون دولار يفترض أن يصل إلى حسابات مصرف لبنان بعد يومين، وضوء أخضر ضمني لرياض السلامة لاستخدامه كما يراه مناسباً


في الصورة التذكارية لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، الكلّ بدا مبتسماً. سريعاً، تلاشت البسمة خلال الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري، مع تدافع الوزراء الجُدد للمشاركة فيها ورفض البعض عدم إيراد اسمه. باستثناء وزير الاقتصاد الذي لم يبالِ باستبعاده رغم أنه يفترض أن تكون له أفضلية طبقاً لتركيز البيان الوزاري على الناحية المالية والاقتصادية. على أن خطوط البيان الوزاري العريضة لم تنتظر الاجتماع الأول، بل سبق لميقاتي أن أعدّ مسودة جرت مراجعتها في الجلسة، وخصوصاً بعد تمنّي رئيس الجمهورية ميشال عون تضمين البيان "خطة التعافي التي أقرّتها الحكومة السابقة، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها واستكمال التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت والإسراع في خطة مكافحة الفساد، كما استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومتابعة تنفيذ خطة البطاقة التمويلية ووضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي والعمل على عودة النازحين السوريين، واستكمال وتنفيذ خطة الكهرباء كتنفيذ مقررات سيدر وخطة ماكينزي الاقتصادية، بالإضافة الى ما ورد من إصلاحات في المبادرة الفرنسية". وبالفعل، أضيفت بنود من اقتراحات عون؛ ومن بينها المبادرة الفرنسية ومقررات مؤتمر سيدر وخطة ماكينزي. إلا أن ميقاتي تعمّد تلغيم مصطلح "إعادة هيكلة القطاع المصرفي" باستبداله بمصطلح حمّال أوجه لا يخدم سوى المصارف وهو "إعادة إصلاح القطاع المصرفي". ثمّة ما يثير الريبة هنا، وخصوصاً أن عبارة "إعادة هيكلة القطاع المصرفي" واردة في خطة التعافي المالي، وبالتالي تَقَصّد فريق رئيس الحكومة ذكرها من خارج الخطة، ثم تبديل العبارة. هذا الأمر يطرح علامات استفهام حول موقف الكتل السياسية من هذا التعديل الذي أضافه ميقاتي، بما يوحي بوجود مشروع خاص لإنقاذ المصارف كما هي، على حساب المجتمع طبعاً، من دون أي توجّه لإعادة هيكلة القطاع بما يضمن إخراج المصارف المفلسة من السوق ودمج بعضها، وضمان إعادة تشغيلها برؤية جديدة تضمن خدمة الاقتصاد وتحقيق الأرباح، لا تحقيق الأرباح على حساب الاقتصاد. ويفترض أن يكون هذا الموضوع على طاولة النقاش اليوم خلال اجتماع اللجنة الثاني، والتي تضم الى جانب ميقاتي، نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، ووزراء: التربية عباس الحلبي، الإعلام جورج قرداحي، العدل هنري خوري، المالية يوسف خليل، التنمية الإدارية نجلا رياشي عساكر، الداخلية بسام مولوي، الطاقة وليد فياض، الثقافة محمد مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار والمهجرين عصام شرف الدين.


في موازاة ذلك، تبلّغت وزارة المالية من صندوق النقد الدولي تسلّم لبنان نحو مليار و135 مليون دولار بدل حقوق السحب الخاصة (SDR)، وذلك عن العام 2020 بما قيمته 860 مليون دولار، وعن العام 2019 بما قيمته 275 مليون دولار، على أن يودع في حساب مصرف لبنان. ما يعني فعلياً أن مبلغ مليار و135 مليون دولار سيودع في حسابات البنك المركزي الذي يحكمه رياض سلامة، أحد المشتبه فيهم محلياً ودولياً بقضايا تزوير واختلاس وتبييض الأموال. وبعدما كان مرجحاً أن تشتري قطر وحدات السحب نتيجة اتصال بين سلامة ووزير المال القطري، تردّد أخيراً أن إحدى الدول غير العربية وافقت على طلب لبنان استبدال وحدات السحب بالدولارات. وقد بدأ حاكم المصرف المركزي، حتى قبيل وصول هذه الأموال، بتبديدها وإطلاق وعود للمسؤولين لدفع 300 مليون دولار منها لدعم الدواء ومبلغ مماثل للبطاقة، كما لو أنها أموال شخصية يتصرف بها كما يريد. وثمة من أعطى سلامة ضمنياً الضوء الأخضر عبر عدم المبادرة الى إعداد خطة بالأولويات الضرورية، وعبر عدم دعوته المسؤولين المعنيين الى النقاش في هذه المسألة. فمبلغ مماثل كفيل بتغطية كلفة إنشاء معمل كهرباء يسدّ حاجة لبنان. فالمتعارف عليه في عمليات بناء المعامل أن كلفة كل ميغاواط تساوي نحو 700 ألف دولار، أي يمكن إنشاء ثلاثة معامل بقدرة إجمالية تصل الى ألف ميغاواط بـ 700 مليون دولار فقط، ما سيساهم في حلّ أزمة الكهرباء. يُضاف إلى ذلك أن المبلغ المتبقي، في حال إضافته إلى قرض البنك الدولي المخصص لمشروع النقل العام، يكفي لشراء آلاف الباصات القادرة على تأمين النقل في جميع المناطق اللبنانية، بما يضمن خفض كلفة النقل على السكان، ويوفر جزءاً من الأموال التي تُنفَق لاستيراد البنزين. يتطلب ذلك إرادة جدّية للحكومة الجديدة في معالجة أسباب الانهيار والتخفيف من معاناة الناس وإنهاء أزمة الكهرباء التي دامت عقوداً، بدل اللجوء إلى الاستدانة من أجل بناء معمل للكهرباء، أو إنفاق أكثر من مليار و100 مليون دولار لتمويل الاستيراد، أو تركها في عهدة رياض سلامة ليهديها لأصحاب المصارف تحت عنوان "إصلاح القطاع المصرفي".

 

**********************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

الحكومة تسابق الوقت… وتمديد ضمني للدعم؟

 

 

بدت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثالثة، وهي الحكومة الرابعة في عهد الرئيس ميشال عون، في يوم انطلاقتها العملية والرسمية كأنها تسابق الظروف الشديدة الخطيرة التي أدت إلى ولادتها المتأخرة على نحو دفع بها إلى تسجيل إنجاز صياغة مشروع البيان الوزاري بسرعة قياسية لا تتجاوز الـ 24 ساعة بين تشكيل اللجنة الوزارية لصياغة البيان وإنجاز مشروع البيان. وعلى الدلالات التي تكتسبها الوتيرة السريعة للحكومة الجديدة التي فرض إيقاعها تراكم الازمات الكارثية في البلد، فإن مشهد ازمة المحروقات كاد يخفي تماماً كل “الطقوس” والمراسم والشكليات التي واكبت انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء في قصر بعبدا والتقاط الصورة التقليدية للحكومة مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس ميقاتي، ومن ثم العودة الثالثة لميقاتي إلى السرايا بادئاً مهماته ومن بعدها انعقاد الاجتماع الأول للجنة الوزارية، ومن ثم بدء عمليات التسليم والتسلم بين الوزراء. ذلك ان اول أيام الأسبوع الذي صادف موعد انطلاق عمل الحكومة كما بداية فتح عدد كبير من المدارس في عودة الموسم الدراسي، سجّل أسوأ درجات التفاقم في ازمة المحروقات مع أوسع اقفال للمحطات بفعل نفاد الكميات المتبقية من البنزين والمازوت الامر الذي أدى إلى تمدد هائل في طوابير السيارات عند المحطات القليلة التي وزعت ما لديها. ولكن يبدو ان تزامن استفحال الازمة مع انطلاق عمل الحكومة أدى إلى اتخاذ اجراء مفاجئ تمثل في فتح مصرف لبنان الاعتمادات للشركات المستوردة للنفط بما يتيح ادخال عدد من البواخر تباعاً بسعر الدعم الحالي أي 8000 ليرة للدولار، وهو الامر الذي يؤشر إلى تمديد لفترة الدعم بدل رفعه نهائياً كما كان متوقعاً. ولا يستبعد ان يكون هذا الاجراء نتيجة تطورين متزامنين هما انطلاق عمل الحكومة الجديدة وترك قرار رفع الدعم النهائي لها ما أملى فتح الاعتمادات للشركات المستوردة بما يغطي السوق فترة كافية إضافية قبل رفع الدعم نهائيا، والأخر الإعلان عن “الحدث” المالي الإيجابي بتحويل ما يناهز المليار و135 مليون دولار أميركي للبنان بعد يومين، من صندوق النقد الدولي هي قيمة حقوق السحب الخاصة للبنان عن عامي 2021 و2009. ومع ان تحويل هذا المبلغ إلى احتياط مصرف لبنان سيشكل صدمة إيجابية وسط الازمة الخانقة واشتداد الحاجة إلى تمويل الحاجات الأساسية والحيوية، فان ذلك لم يحجب الارتباط الضمني بين هذا التطور والتريث في اتخاذ الإجراءات الحاسمة لرفع الدعم عن المحروقات.


 
 

ومن المقرر ان ينجز البيان الوزاري ويقرّ قبل نهاية هذا الاسبوع. وعلم انه تم الاتفاق في اجتماع رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس والحكومة على الاسراع في انجاز البيان الوزاري لتعقد جلسات مناقشته ومنح الحكومة الثقة الاسبوع المقبل، كي تسرع الحكومة في الانطلاق بعملها لما ينتظرها من تدحديات المعالجات السريعة للازمات المتراكمة التي يعاني منها اللبنانيون.

 

 

البيان الوزاري

 

وقد أعد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مسودة البيان الذي تمت تلاوته وقراءته بشكل سريع على ان يتم التوسع في البنود العائدة للوزارات بناء على طلب الوزراء لاسيما المعنيين منهم بخطط الانقاذ والنهوض من الأزمات المالية والمعيشية والاجتماعية.

 

ومن البنود الاساسية تلك التي ترد في كل البيانات كالتزام القرارات الدولية ووثيقة الوفاق الوطني. وفي البيان بند يتعلق بتأكيد لبنان حقه باسترجاع ارضه في الجنوب براً وبحراً عبر مفاوضات ترسيم الحدود. كما يتضمن تأكيدا واضحا لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وافرد البيان بنداً يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، على ان تتم بلورة الموقف في نقاشات اللجنة الوزارية الخاصة.


 
 

ويؤكد البيان حق عودة النازحين السوريين كما عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ارضهم. وفيه أيضاً تأكيد لخطة فتح المدارس.


 
 

وفي البنود المتعلقة بالانهيار المالي يتحدث البيان عن توجه إلى التفاوض مع صندوق النقد الدولي والالتزام باصلاحات وضبط التهريب وخطة التعافي الاقتصادي والمالي. ويشير البيان في أحد بنوده إلى كارثة انفجار مرفأ بيروت مع تأكيد عدم التراجع عن كشف الحقيقة ودعم التحقيق العدلي في الجريمة.

 

وفيما يتعلق بالفقرة الاشكالية المتعلقة بالمقاومة فهي التي اعتمدت في بيانات الحكومات السابقة في هذا العهد وقد تركت مناقشتها وبلورتها إلى اجتماع اللجنة اليوم.


 
 

وفي الاجتماع الاولي للجنة، اضيفت إلى المسودة التي كانت من أربع صفحات اقتراحات مقدمة من الوزراء لتدرج اليوم.

 

وفي خلاصة الاجتماع الاول للجنة الخاصة التزم الجميع بمبدأ السرعة لتباشر الحكومة على الفور بمهماتها الانقاذية من الازمات والتخفيف من الام اللبناني


 
 

وشهدت الجلسة الأولى لمجلس الوزراء مواقف “متقدمة” لرئيسُ الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في طلبهما من الوزراء، التخفيف من الكلام والإطلالات الإعلامية والذهاب نحو الأفعال. وشدد عون على “اننا أمام مسؤوليات وطنية وتاريخية كبرى لتفعيل دور الدولة ومؤسساتها واستعادة الثقة بها. ويجب الا نضيع الوقت اذ لم يعد لدينا ترف البطء والمماطلة”. وأضاف “مطلوب إيجاد الحلول العاجلة لمعالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين وإطلاق ورشة عمل سريعة لوضع لبنان على طريق الإنقاذ والتعافي والنهوض” مشيراً إلى أن “أمامنا تحديات كبيرة لذلك أوصيكم بالإقلال من الكلام والإكثار من العمل”.

من جهته، أكد ميقاتي أنه “ينتظرنا الكثير من العمل ومن التعب، علينا جميعاً أن نضحي، فالبلد يتطلب اجراءات استثنائية “، وأضاف، “لا تخيبوا آمال اللبنانيين. لتكن اقوالكم مقرونة بالأعمال. الوقت ثمين ولا مجال لإضاعته “. وطلب ميقاتي من الوزراء “الاقلال من الاطلالات الاعلامية لأن الناس تتطلع إلى الافعال ولم يعد يهمها الكلام والوعود. والامور بالنسبة للناس في خواتيمها.

 

 

صدام الخارجية

 

أما المفارقة التي رافقت بدء عمليات التسليم والتسليم ووداع الوزراء السابقين فتمثلت في “الصدام” الذي حصل في وزارة الخارجية حيث حصلت واقعة مستغربة ومثيرة للاستنكار نظراً إلى ان الوزارة لم تشهد مثيلا لها في أي حقبة. وقد حصل صدام بين عناصر من امن نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر وعدد من الموظفين أدى إلى خلع وتكسير ابواب مديرية الرموز في الوزارة إثر إشكال وقع بين عكر والأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي، جرى خلاله عراك مع أمن الوزيرة السابقة على خلفية تمنّع شميطلي عن فتح الباب لها. وأوضحت مصادر معنية ان عكر حضرت إلى مكتبها ومارست مهامها إلا انها مُنِعت من دخول مديرية الرموز التي تضم كل البرقيات الواردة من الخارج. وقد اشارت أوساطها إلى انها ارادت توديع الموظفين هناك وشكرهم لكن شميطلي أوعز بإقفال الأبواب في وجهها وطلب منها عدم التحدث معهم الا في حضوره لأن ذلك “مخالفة دستورية” بحسب قوله ما اضطر الوزيرة إلى اعطاء تعليمات بفتح الباب”.

 

 

#نصرالله

 

في غضون ذلك أعلن الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله البدء بنقل المحروقات الإيرانية من ميناء بانياس السوري إلى البقاع بعد وصول السفينة الإيرانية الناقلة مادة المازوت. وحدد الية لتوزيع المازوت المستورد من إيران على المؤسسات، وكشف ان الحزب سيقدم هبة لمدة شهر للمستشفيات ومؤسسات اخرى وقال “ان البيع لسائر المؤسسات سيكون بأقل من سعر الكلفة وان الخميس المقبل هو موعد وصول الصهاريج من سوريا إلى البقاع”. وكرر نصر الله عدم رغبته بالرد على ما سماها ” التفاهات” التي رافقت سير السفينة من إيران وشككت بقدومها. وأكد ان باخرة أخرى محملة بالمازوت ستصل خلال ايام إلى بانياس والباخرة الثالثة بدأت بتحميل مادة البنزين. وبرر عدم توجهها إلى لبنان بعدم إحراج أحد.

 

وكان نصر الله استهل كلامه بالتهنئة بتأليف الحكومة واكد ان الحزب يدعو لإجراء الانتخابات النيابية والبلدية في موعدها. ورحب بتشكيل الحكومة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، “ونحن طالما دعونا بكل صدق لتشكيلها ونشكر لكل من ساهم وانجز وساعد في التشكيل. وشكر رئيس الحكومة السابق حسان دياب الذي عمل طوال فترة تصريف الاعمال لمدة عام كامل كما الوزراء.


 
 

ولفت السيد نصرالله إلى “اننا نتطلع إلى حكومة تقوم بالانقاذ والاصلاح لان البلد اصبح في قلب الانهيار، ونحن نؤيد التحضير للانتخابات النيابية والبلدية وندعو لاجراءها في موعدها. ودعا لمنح الحكومة الثقة في اسرع وقت لان الوقت اصبح ضيقا وعليها القيام بمجموعة من الخطوات الاصلاحية، والمطلوب منا جميعا التضامن للتخفيف عن الناس واعطاء الحكومة الوقت المطلوب لها للإنجاز.”

 

 

واشنطن والحزب

 

في المقابل، كشفت وزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار للمعلومات عن رئيس مكتب الأمن الخارجي لحزب الله، طلال حمية، معتبرة أنه مسؤول عن جميع الهجمات التي تنفذها خلايا الحزب في جميع أنحاء العالم. ودعت من لديهم معلومات عنه لإرسالها إلى برنامج مكافأة من أجل العدالة عبر “تلغرام” أو “سغنال” أو “واتساب” على الرقم ذاته.

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

نصرالله “يسوّق” المازوت الإيراني: لمن يرغب بأقل من الكلفة

حكومة “نهاية العهد”: كوني “شغّيلة” واصمتي!

 

من بعبدا إلى السراي… يوم طويل مملّ نقص من عمر البلد وزاد في أعمار الطغمة الحاكمة فيه، فبدوا أمس مزهوّين بإعادة إحياء منظومة المحاصصة الوزارية على أنقاض ثورة 17 تشرين ونقيض طموحات أبنائها، فاستهلت الحكومة الوليدة يومها الأول في قصر بعبدا بـ”كوكتيل” تعارف وصورة تذكارية، قبيل انعقاد مجلس الوزراء على نية “التنظير والاستعراض” البروتوكولي المعهود إثر ولادة الحكومات.

 

غير أنّها، وبوصفها آخر حكومات عهده، بدا بين سطور “وصية” رئيس الجمهورية ميشال عون لأعضائها بـ”الإقلال من الكلام”، معطوفة على “توصية” الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساءً للوزراء بـ”عدم التصريح تحاشياً للإكثار من الأخطاء”… خلاصة وحيدة تؤكد أنّ المنظومة الحاكمة المفلسة “رهنت كل أوراقها” بنجاج هذه الحكومة وتعوّل عليها لإعادة تعويم نفسها و”تلميع صورتها” في الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية المقبلة، وبالتالي، أمام ما تكشّف من أعطاب بنيوية في تركيبتها تجسدت من خلال التصريحات الفضائحية لبعض وزرائها، لم يتأخر أركان هذه المنظومة في اعتماد سياسة “كم الأفواه” الوزارية باكراً، وإطلاق تسمية حركية على حكومة “نهاية العهد” تحت شعار: كوني “شغّيلة” واصمتي.


 
 

وما إن انتهت جلسة بعبدا ببيان مسهب نقل مضمونه وزير الإعلام جورج قرداحي بتجسيد “تلفزيوني” لأقوال “السيّد الرئيس” وتوصيات “دولة الرئيس”، حتى سارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باتجاه “السجاد الأحمر” المفروش في السراي الكبير إيذاناً بتسلم مهامه رسمياً، فباشر في إعداد مسودة البيان الوزاري، بحيث أعربت أوساطه عن تفاؤلها بالتوصل إلى صيغة نهائية لهذه المسودة “بين اليوم والغد”، على أن يبادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري عندها إلى تحديد جلسة “مناقشة البيان ومنح الثقة” نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع المقبل على أبعد تقدير “تأكيداً على النية في تسريع الخطوات الإجرائية لبدء الحكومة أعمالها والمباشرة بإعداد وتنفيذ الخطط الإنقاذية بالتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والصناديق المانحة والدول الشقيقة والصديقة”.

 

وتزامناً مع انطلاقتها، أطل الأمين العام لـ”حزب الله” على الشاشة مساءً في إطلالة بدت “تسويقية” للمازوت الإيراني في السوق اللبناني، مفنداً “فهرس” التوزيع والجهات المستفيدة والآليات المعتمدة في التخزين والبيع والتسعيرة المرتقبة، كاشفاً أنّ “شركة الأمانة ومحطاتها” ستتولى هذه العملية باعتبارها “كالغريق لا يخشى من البلل” نظراً لكونها “مدرجة على لائحة العقوبات الأميركية”، على أن يتم تخصيص “رقم هاتف للاتصال والطلب”، مع تأكيده أنّ “الخدمة ستكون متوفرة لمن يرغب ولمن يطلب، وبكميات تكفي لمدة شهر من 16 أيلول حتى 17 تشرين الأول”.

 

وإذ جزم بأنّ “سعر البيع سيكون أقل من سعر الكلفة، وسيكون الفارق بين السعرين بمثابة هدية أو هبة من إيران و”حزب الله” للشعب اللبناني”، آثر نصرالله عدم الإفصاح راهناً عن التسعيرة المرتقبة بانتظار صدور “جدول أسعار” المشتقات النفطية من قبل وزارة الطاقة غداً الأربعاء، ليتبيّن ما إذا كانت الوزارة ستبقي على الدعم عند مستوى 8000 ليرة لسعر صرف الدولار، وعندها سيحدد “حزب الله” سعر بيع المازوت الإيراني “بالليرة اللبنانية” بعد غد الخميس، وهو ما وضعته مصادر معنية بالقطاع النفطي في خانة “إعلان حرب غير مباشرة على الشركات المستوردة للنفط، ودخول مباشر على سوق المضاربة النفطية”.

 

وكان الأمين العام لـ”حزب الله” قد أكد وصول أول باخرة مازوت إيراني ليل الأحد إلى مرفأ بانياس في سوريا “ومن المفترض أن يبدأ نقل المادة بالصهاريج الخميس المقبل عبر بعلبك حيث سيصار إلى وضعها في خزانات محددة” لتبدأ من هناك عمليات “التوزيع إلى باقي المناطق”، مشيراً إلى وصول باخرة إيرانية ثانية محملة بالمازوت إلى بانياس “خلال أيام قليلة”، وباخرة ثالثة محملة بالبنزين “بدأت التحميل” في إيران، بالإضافة إلى باخرة مازوت أخرى تم الاتفاق على تحميلها في وقت لاحق.

 

 

*******************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

 الحكومة: مواجهة «جحيم الأزمة».. صندوق النقد ينتظر.. واستعجال دولي للإصلاحات

 

مشهدان متوازيان: في الأول، جحيم أزمة في ذروة تأجّجه، وعتمة الكهرباء تنتظر مَن يمدّها بفيول الإنارة، ودولة مربوطة من أولها إلى آخرها بطوابير ذلّ أمام محطات المحروقات، وسط توقعات تشاؤمة تُنذر باستفحال هذه الأزمة أكثر فأكثر في الآتي من الايام. وفي المشهد الثاني حكومة تخطو أولى خطواتها في رحلة الألف عقدة وعقدة الماثِلة في طريقها، وتطلق الوعد ببذل المستطاع لإطفاء هذا الجحيم.

صارت للحكومة صورة تذكارية، وتشكلت لجنة صياغة البيان الوزاري التي يبدو انها ستُنجزه اليوم، دخل الرئيس ميقاتي الى السرايا الحكومية، وانصرف الوزراء إلى تسلّم وزاراتهم والإرث الثقيل من الأزمات المعقدة التي خلفتها حكومة حسان دياب وراءها. والكلّ في انتظار نيلها الثقة من المجلس النيابي، لتدخل بعدها إلى الإمتحان، أو بالأحرى إلى الامتحانات الصعبة التي تنتظرها في شتى المجالات.

 

بالتأكيد، لا تُحسد الحكومة على ما هي مُقبلة عليه، فحجم الكارثة التي حلّت بلبنان وَضَعها امام ما أكّد عليه رئيسها أنّها أمام مهمة صعبة، ولكنّها تصبح سهلة إن التقت الإرادات الداخلية على هدف وضع لبنان على سكة الخروج من جحيم الازمة، وكبح السلوك التعطيلي الذي عاث في البلد إخلالا بكلّ مرتكزاته، وإشباعا لساديّته الفجعة، واعلاء لمصالحه وحساباته السياسية والحربيّة فوق مصلحة البلد والشعب.

 

فرصة لا تتكرّر

 

وإذا كانت الحاضنة الدوليّة الواسعة لهذه الحكومة، يُضاف اليها الإجماع الشعبي عليها، قد وضعا الحكومة امام فرصة لا تتكرّر لإعادة إنعاش البلد وفتح ابواب الصناديق العربية والدولية لتدفّق المساعدات إليه، فإنهما قيّدا في الوقت نفسه رعاتها الداخليين بتحذير من تفويت هذه الفرصة، وبالتالي تركها تعمل بحريّة تامة، وعدم افتعال العقَد التعطيلية في طريق العمل والإنتاج السريع المطلوب من هذه الحكومة.

 

سنؤازر وندعم

 

في هذا السياق، تبرز اشارات الدعم الدولية المتتالية منذ إعلان مراسيم تأليف الحكومة، وعكست اجواء دولية شديدة الإيجابيّة في مقاربتها الحكومة الجديدة ومهمتها.

 

وعلمت «الجمهورية» من مصادر موثوقة ان تلك الإشارات تبلّغتها مراجع مسؤولة ونواب من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، من بعض السفراء الغربيّين، وخلاصتها «ان العالم كلّه ينتظر خطوات سريعة من الحكومة، في الاتجاه الذي يُحاكي توق الشعب اللبناني إلى إصلاحات فوريّة وجذرية، ترفع عنه الضغط الهائل الذي يعانيه. والمجتمع الدولي سيؤازر كلّ خطوة إصلاحية توحي بالثقة، وسيوفّر كلّ دعم ومساعدة تتطلّبها».

 

وبحسب المصادر، إنّ أبرز ما في تلك الاشارات الدولية هي «نصيحة عاجلة» للطاقم الحكومي الجديد، تنبّه فيها إلى أن وضع لبنان الصعب يتطلّب سرعة في العمل الجدي. ونقل عن سفير دولة كبرى قوله في هذا المجال: «نحن ننظر بإيجابية بالغة إلى تأليف الحكومة، وننتظر منها أن تكون حكومة المبادرات. نحن نلمس جدية لدى رئيس الحكومة للتحرّك بحكومته في هذا المسار، الذي نعتقد أنه الوحيد الذي ينبغي سلوكه لإنهاء الوضع الصعب في لبنان. وعليه، فإنّ المجتمع الدولي يحث كل السياسيين على توفير كل مستلزمات النجاح للحكومة في مهمتها لأنّ أمام لبنان اليوم فرصة جيّدة لكي يبدأ مسار عودته إلى وضعه الطبيعي».

 

وخَلص السفير المذكور الى القول إنّ على القادة السياسيين في لبنان أن يدركوا أن المرحلة توجِب التحلي بالقدر الأعلى من المسؤولية تجاه بلدهم، فالوقت لا يلعب لمصلحة لبنان، ولذلك نحن نرغب في أن نرى النتائج سريعا، لا أن نرى مبادرات تعطيلية أفشلت كل مسعى إصلاحي، كمثل التي كنّا نراها في السابق، والتي من شأنها أن تطيح هذه الفرصة وتقود لبنان إلى الدمار النهائي.

 

صندوق النقد… جاهزون

 

يتقاطع كلام السفراء الغربيين مع معلومات كشفها خبراء اقتصاديون واكبوا المفاوضات السابقة مع صندوق النقد الدولي، تفيد بأن صندوق النقد ينتظر الحكومة والبرنامج الذي ستعدّه للشروع في مفاوضات حوله معها.

 

ووفق معلومات الخبراء من صندوق النقد الدولي، فإن الشرط الاساس لانطلاق وانجاح مفاوضات الاتفاق على برنامج معه، هو الّا تكرّر الحكومة خطأ الحكومة السابقة التي فشلت في الاتفاق على برنامج تعاون مع الصندوق، جراء التخبّط الذي كانت تعانيه، وعدم تقديمها للصندوق أرقاماً موحّدة للخسائر، بل انّها أربكت المفاوضات التي كانت جارية، باستمرار الخلاف العميق بينها وبين مصرف لبنان على حجم الخسائر في النظام المالي اللبناني وكيفية توزيعها.

 

وبحسب هؤلاء الخبراء فإنّ المبادرة اليوم هي في يد الحكومة اللبنانية في كيفية مخاطبة صندوق النقد، وفي قدرتها على إثبات صدقيّتها وعزمها الجدّي على اعتماد مقاربات علاجية سريعة وجذرية تنال من خلالها ثقة الصندوق بالدرجة الأولى، وتقوده إلى مفاوضات مجدية مع الحكومة، ذلك انّ صندوق النقد، وكذلك الجهات المانحة، قد سبق لها أن ربطت التعاون مع لبنان ببدء إصلاحات اقتصادية لمعالجة جذور الأزمة الماليّة الخانقة. والشرط الاساس في هذه الاصلاحات ان تكون نزيهة وجذرية ومقنعة بالدرجة الأولى للصندوق وكل المؤسسات الدولية، وهو ما يفترض أن تبادر اليه الحكومة سريعاً وكخطوة اولى، فور نيلها الثقة من مجلس النواب.

 

البنود الملحّة

 

الى ذلك، يبدو ان العمل الحكومي، وفق ما تبدّى من الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، أنّه يتسم بصفة الاستعجال، فالبيان الوزاري يبدو انه على نار حامية، ولجنة صياغته في صدد وضع اللمسات الأخيرة على مضمونه الذي لن يكون فضفاضاً، بل مُحدداً بجملة عناوين تشكل خريطة طريق الاولويات التي ستعتمدها الحكومة. على ان يتم الانتقال بعد ذلك إلى جلسة سريعة لمجلس النواب، لنيل الثقة على اساسه، وذلك قد يتمّ في غضون أيام قليلة، بحيث سيشكل الاسبوع المقبل اسبوع منحص الثقة لحكومة ميقاتي.

وبحسب مصادر وزارية لـ»الجمهورية» ان البيان الوزاري يتضمّن توصيفا لواقع الأزمة، يراعي المتغيرات والتطوّرات التي نشأت منذ انتفاضة الغاضبين في 17 تشرين الاول 2019، وعناوين اساسية سبق لرئيس الحكومة أن حدّد خطوطها العريضة، التي تتقاطع عند هدف اساسي بإعادة التوازن الداخلي، وحاجة لبنان إلى خطة اصلاحية شاملة وواقعية تراعي متطلبات كلّ فئات الشعب اللبناني.

 

وفي موازاة التوجّه الحكومي، يبرز تأكيد مرجع مسؤول لـ»الجمهورية» على أنّ الحكومة مطالبة في أن تغلب الوقت وتسبقه، عبر المُسارعة إلى اعلان حالة طوارىء إصلاحيّة واقتصادية ومالية، تكون خلالها الحكومة مُستنفرة بعقد جلسات متتالية لمجلس الوزراء للبَت في مجموعة من الخطوات التي تشكل المرتكَز الصلب لأي توجّه إصلاحي، والتي من شأنها أن تعزّز ثقة اللبنانيين بهذه الحكومة، كما تستعيد من خلالها ثقة المجتمع الدولي بها وتمهّد الطريق لاستعادة لبنان دوره وموقعه على خريطة العالم.

 

وبحسب المرجع المذكور فإنّه بالتوازي مع العمل السريع والمطلوب لترسيخ الاستقرار المالي، وإنهاء طوابير الاذلال امام محطات المحروقات، وردع عصابات التخزين والتهريب والاحتكار، مع خطوات سريعة لإخراج لبنان من عتمة الكهرباء، فإنّ الأولويّة تبقى لتعيين الهيئات الناظمة لقطاع الكهرباء مع تعيين مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان وفقاً لمعيار الكفاءة وبعيداً عن المداخلات السياسية المعطّلة، وكذلك تعيين الهيئة الناظمة لقطاع الاتصالات والهيئة الناظمة للطيران المدني، ومعلوم أنّ هذه الشروط الثلاثة سبق أن حَثّ على إنجازها مرّات عديدة منسّق مساعدات مؤتمر «سيدر» السفير بيار دوكان، باعتبارها اساساً في عملية الاصلاحات المطلوبة.

 

ولعل البند المُلحّ الذي يفترض ان تقاربه الحكومة، كما يصفه المرجع المسؤول، هو الافراج عن التشكيلات القضائية، المجمّدة في القصر الجمهوري. والإسراع في إعلانها، باعتبارها الرّافد الأساس لأيّ عملية إصلاح، واليد الضاربة في مكافحة الفساد.

 

عون

 

وكان يوم الحكومة امس، قد بدأ بالتقاط الصورة التذكارية في القصر الجمهوري، لتعقد بعدها أول جلسة لمجلس الوزراء عيّنت خلالها لجنة صياغة البيان الوزاري برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وضمّت كلّا من نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، وزير العدل هنري خوري، وزير الطاقة وليد فياض، وزير المالية يوسف خليل، وزير الثقافة محمد مرتضى، وزير الداخلية بسام مولوي، وزيرة التنمية الادارية نجلا رياشي، وزير الاعلام جورج قرداحي، وزير التربية عباس حلبي، وزير العمل مصطفى بيرم، وزير الزراعة عباس الحاج حسن ووزير المهجرين عصام شرف الدين.

 

وفي مستهل الجلسة قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «إنّ هذه الحكومة الرابعة في ولايتي الرئاسية شكّلت بعد انقضاء 13 شهراً على حكومة تصريف الاعمال. خلال هذه الفترة تفاقمت الاوضاع اقتصادياً، مالياً، نقدياً، اجتماعياً. وتراجعت الظروف المعيشية للمواطنين الى مستويات غير مسبوقة».

 

واشار الى «أنّنا أمام مسؤوليات وطنية وتاريخية كبرى لتفعيل دور الدولة ومؤسساتها واستعادة الثقة بها. يجب الا نضيع الوقت اذ انه لم يعد لدينا ترف البطء والمماطلة»، مؤكداً انّ «المطلوب إيجاد الحلول العاجلة لمعالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين وإطلاق ورشة عمل سريعة لوضع لبنان على طريق الإنقاذ والتعافي والنهوض». واعتبر أن «على الحكومة أن تعمل كفريق عمل واحد متجانس متعاون لتنفيذ برنامج انقاذي وتركيز الجهد لتحقيق المصلحة الوطنية العليا ومصالح المواطنين»، وقال: «أمامنا تحديات كبيرة، لذلك أوصيكم بالإقلال من الكلام والإكثار من العمل»، مضيفاً: «ستواجهنا صعوبات كبيرة وسنعمل على تذليل واستنباط الحلول الممكنة. الخارج والداخل يعوّلان على نجاحنا لمعالجة الأزمات المتراكمة والمتداخلة، وكلما أظهَرنا جدية والتزاماً وتصميماً كلما وقفت الدول الشقيقة والصديقة الى جانبنا». وتابع: «اللبنانيون يأملون من الحكومة معالجة مشاكلهم الحياتية اليومية والاستجابة لطموحاتهم وتطلعاتهم المشروعة بمستقبل أفضل يزيل عنهم القلق ويوفّر لهم الاستقرار والعيش الكريم. والأولوية هي للتخفيف من معاناتهم وتوفير حاجاتهم الملحة».

 

وتمنى عون «على اللجنة الوزارية ان تضمن البيان الوزاري، اضافة الى الثوابت الوطنية، خطة التعافي التي أقرّتها الحكومة السابقة وما ورد من اصلاحات في المبادرة الفرنسية وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها واستكمال التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت والإسراع في خطة مكافحة الفساد». كما تمنى ان «يتضمن البيان الوزاري استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومتابعة تنفيذ خطة البطاقة التمويلية ووضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي والعمل على عودة النازحين السوريين واستكمال خطة الكهرباء وتنفيذها».

 

ميقاتي

 

من جهته، قال الرئيس ميقاتي في الجلسة: ينتظرنا الكثير من العمل، والكثير من التعب، علينا جميعاً أن نضحي، البلد يتطلب اجراءات استثنائية».

 

ولفت إلى أنه «صحيح اننا لا نملك عصا سحرية فالوضع صعب للغاية، ولكن بالإرادة الصلبة والتصميم والعزم والتخطيط نستطيع جميعاً، كفريق عمل واحد، أن نحقق لشعبنا الصابر والمتألم بعضاً ممّا يأمله ويتمناه».

 

وقال للوزراء: لا تخيّبوا آمال اللبنانيين. لتكن اقوالكم مقرونة بالأعمال. الوقت ثمين ولا مجال لإضاعته. نجاحكم في وزاراتكم يعني نجاح جميع اللبنانيين في الوصول إلى ما يؤمن لهم حياة كريمة لا ذلّ فيها ولا تمنين».

 

وطلب ميقاتي من الوزراء «الاقلال من الاطلالات الاعلامية لأن الناس تتطلع الى الافعال ولم يعد يهمها الكلام والوعود. والامور بالنسبة للناس في خواتيمها». وأشار إلى أننا «سننكبّ على معالجة موضوع المحروقات والدواء بما يوقف اذلال الناس». وأكد «التنسيق الدائم بين الوزراء في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين أكثر من وزارة، والتنسيق بين الوزارات عند الضرورة». وشدد على «ضرورة التعاون من قبل الجميع وهو أمر أساسي لإنجاح أي عمل حكومي». وقال: «إنّ حكومتنا ستعمل من أجل كل لبنان ومن أجل جميع اللبنانيين، ولن تميّز بين من هو موال او معارض، من أعلن دعمه لنا ومن لم يعلن ذلك، ومن سيمنحها ثقته بعد أيام او من سيحجبها عنها وسنمارس هذا الدور من دون أي كيدية وذلك تحت سقف القانون».

 

وكان ميقاتي قد داومَ في السرايا الحكومية امس، وأكد في اليوم الأول لنشاطه فيه أنّ «الأولوية لدينا ستكون الإهتمام بحاجات الناس ومعالجة شؤونهم الملحة، وسننطلق من التوجه الأساسي لدي بأننا فريق عمل واحد في خدمة جميع اللبنانيين، وسنعمل بهذه الروحية «.

 

البيان الوزاري

 

وعند الأولى بعد الظهر عقدت لجنة صياغة البيان الوزاري اجتماعا في السرايا الحكومية، وتم في الجلسة تشكيل لجنة لصوغ البيان الوزاري. وعند الواحدة، اجتمعت اللجنة في السرايا. وتوقّع وزير الاعلام على اثر الاجتماع الانتهاء من صياغة البيان الوزاري اليوم الثلاثاء»، وقال: «ناقشنا المسودة كاملة ووضعنا بعض الملاحظات واجتماع الغد (اليوم) عند الحادية عشرة والنصف قبل الظهر».

 

ولفت الوزير بيرم إلى «أن مسودة البيان الوزاري جيدة وسنأتي بلغة جديدة لمخاطبة الناس لأن الأساس هو وجع الناس». قال الوزير الحاج حسن إنّ «البيان الوزاري يحاكي أوجاع الناس وموضوع الكهرباء والدعم وكل ما طالبت به الناس في الشارع». بدوره، اعلن وزير الطاقة وليد فياض: «سأبذل قصارى جهدي في وزارة الطاقة من أجل تحسين وضع الكهرباء والمحروقات، وموضوع رفع الدعم يحتاج إلى البحث على مستوى عال وهو مرتبط بسياسة كبرى والإمكانات التي لدينا، وإذا حصل علينا حفظ حقوق المواطنين غير القادرين».

 

تشكيك قواتي

 

في هذا الوقت، أكدت مصادر «القوات اللبنانية» لـ»الجمهورية انها لا ترى أملا في الحكومة، باعتبارها استنساخاً لحكومات صاغتها الطبقة السياسية ذاتها. وبالتالي إنّ حكومة من هذا النوع محبطة للشعب اللبناني، ولن تكون قادرة على القيام بشيء باعتبار انها تحمل اسباب تعطيلها في داخلها».

 

واكدت المصادر ان الحل الوحيد الذي يمكن ان يؤدي الى حلّ جذري للازمة الراهنة هو في الانتخابات النيابية المبكرة لاحداث التغيير الذي ينشده كل اللبنانيين، خصوصا ان هذه الحكومة ستمدّ في عمر الأزمة».

 

وردا على سؤال حول جلسة الثقة، قالت المصادر: لدى «القوات» الكثير لتقوله، وبالتأكيد نواب الجمهورية القوية لن يمنحوا الثقة لحكومة لا أمل يرجى منها، خصوصاً انها تشكل امتداداً للازمة».

 

التكتل: ثقة… لا ثقة

 

بدورها، قالت مصادر في تكتل لبنان القوي لـ»الجمهورية» انّ ما ننتظره من الحكومة هو االمبادرة السريعة الى اجراء الاصلاحات المطلوبة، ولا سيما وضع البطاقة التمويلية موضع التنفيذ، واجراء التدقيق الجنائي ومحاسبة المرتكبين ومهربي الأموال، وعدم وضع حمايات لأي مرتكب في أي موقع كان.

 

وردا على سؤال قالت المصادر ان التكتل ينتظر برنامج الحكومة الذي يفترض ان يتضمنه بيانها الوزاري، وفي ضوء هذا البيان نبني على الشيء مقتضاه لناحية منح الحكومة الثقة او حجبها عنها. فما يعنينا بالدرجة الأولى هو مصلحة اللبنانيين، وعلى اساسها نحدّد موقفنا النهائي.

 

امل: فرصة

 

الى ذلك، اعلنت حركة أمل، امس في بيان لكتبها السياسي، انها تنظر بإيجابية كبيرة لولادة الحكومة والتي يُعطي تشكيلها بارقة أمل لإمكانية وقف التدهور، وترى أن مجلس الوزراء مجتمعاً عليه أن يعطي صورة إيجابية عن انسجامه وانكبابه الدؤوب، من أجل العمل سريعاً للإجابة عن التحديات الحياتية التي تواجه اللبنانيين، والمسؤول كما المواطن صار بغنى عن توصيفها فهي معلومة للقاصي والداني. وعليه، فإنّ هذه الفرصة يجب ألا تُستنزف إيجابياتها بوضع الشروط والشروط المُضادة من هذا الطرف أو ذاك، أو بعمليات الطرح والجمع لتحديد هويات أعضائها ومكتسبات الأفرقاء السياسيين من خلفها، فشعار الأخ الرئيس نبيه بري «حيّ على خير العمل»، وأولى الخطوات إعادة ثقة المواطنين بدولتهم ومؤسساتها، ووضع خطة عملية للإصلاح الإقتصادي والمالي والنقدي ووضع القوانين التي أقرّها المجلس النيابي موضع التنفيذ.

 

المحكمة

 

على صعيد دولي آخر، أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان، في تعميم، أنّ «غرفة الاستئناف قررت عَقد جلسة الاستئناف في قضية المدعي العام ضد حسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي من 4 إلى 8 تشرين الأول 2021».

 

ولفت التعميم الى أنه «في قرار تحديد الجدول الزمني الصادر في 12 تموز 2021، أفادت غرفة الاستئناف بأنها ستستمع إلى مرافعات شفهية من المدعي العام ومحامي الدفاع عن السيدين مرعي وعنيسي، والممثلين القانونيين للمتضررين، أو قد تدعوهم إلى توضيح حجج ساقوها في مذكراتهم وملاحظاتهم الكتابية في ما يتعلق بالاستئناف الذي أودعه المدعي العام طعناً بحكم غرفة الدرجة الأولى. وأجازت الغرفة للممثلين القانونيين للمتضررين حضور جلسة الاستئناف والإدلاء بمرافعات شفهية في ما يتعلق بمسائل تمس المصالح الشخصية للمتضررين».

 

واشار التعميم الى ان الجلسة العلنية سوف تدوم 5 أيام، وبعد اختتام الجلسة، سوف ينصرف القضاة للمداولة وسيصدرون حكم الاستئناف في الوقت المناسب.

 

*******************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

بيان وزاري «مقتضب ومكثف» لحكومة ميقاتي… ولا تغيير في «بند المقاومة»

40 % من عهد عون «تصريف أعمال»

كارولين عاكوم

بدأت لجنة البيان الوزاري في لبنان عملها أمس (الاثنين) إثر اختيار أعضائها في جلسة الحكومة الأولى، وسط توقعات بأن تكون مهمتها سريعة في مختلف القضايا التي بات هناك شبه إجماع عليها، بما في ذلك البند المتعلق بسلاح «حزب الله» أو «المقاومة والصراع مع إسرائيل» الذي سبق أن شكل خلافاً في حكومات سابقة.

وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطلعة على اجتماعات اللجنة لـ«الشرق الأوسط» إن البند المتعلق ببيان المقاومة سيبقى كما هو، مشيرة إلى أن هناك مسودة جاهزة للبيان الوزاري كان قد أعدها فريق عمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ويتم البحث بها والعمل عليها للخروج بصيغة نهائية في أقرب وقت، على أن يكون البرنامج مكثفاً مقتضباً يركز على القضايا الأساسية الإصلاحية التي يحتاج إليها لبنان وشعبه.

وكان بند المقاومة الذي اعتمد في عام 2005 قد استُبدلت به ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» في حكومات الأعوام (2008 و2009 و2011)، ومن ثم اتُّفق في حكومات (2014 و2016 و2019 و2020) على اعتماد الصيغة التالية: «التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، ورد اعتداءاته، واسترجاع الأراضي المحتلة».

وأمس، رأس ميقاتي في السراي الحكومية الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري، في حضور أعضاء اللجنة. وقد تقرر عقد الاجتماع الثاني قبل ظهر اليوم. وبعد انتهاء جلسة أمس، توقع وزير الإعلام جورج قرداحي «الانتهاء من صياغة البيان الوزاري الثلاثاء (اليوم)»، مضيفاً: «ناقشنا اليوم المسودة كاملة، ووضعنا بعض الملاحظات».

وبدوره، عد وزير العمل، مصطفى بيرم، أن «مسودة البيان الوزاري جيدة، وسنأتي بلغة جديدة لمخاطبة الناس لأن الأساس هو وجع الناس». ومن جهته، قال وزير الزراعة، عباس الحاج حسن، إن «البيان الوزاري يحاكي أوجاع الناس، وموضوع الكهرباء، والدعم، وكل ما طالب به الناس في الشارع».

أما وزير الطاقة، وليد فياض، فأكد: «سأبذل قصارى جهدي في وزارة الطاقة من أجل تحسين وضع الكهرباء والمحروقات، وموضوع رفع الدعم يحتاج إلى البحث على مستوى عالٍ، وهو مرتبط بسياسة كبرى، وبالإمكانات التي لدينا. وإذا حصل، فعلينا حفظ حقوق المواطنين غير القادرين».

وفي حين أن التحدي الأساس للحكومة هو تطبيق «البنود الوعود»، تحدث رئيس الجمهورية، ميشال عون، في جلسة الحكومة الأولى أمس، عن البنود العريضة أو الأفكار الأساسية التي يفترض أن يتضمنها برنامجها، والتي تتركز على إنقاذ لبنان من أزماته، وإجراء الانتخابات النيابية العام المقبل، فيما اختصر البنود الأخرى بما سماها «الثوابت الوطنية».

وبينما يفترض أن تنال الحكومة ثقة البرلمان اللبناني بناء على برنامجها الوزاري في جلسة يحدد موعدها لاحقاً، قالت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» إن ما قاله الرئيس هو خطوات عريضة تشكل مساراً للقضايا التي يحتاج إليها لبنان، وقد بدأ العمل على جزء منها، على أمل إنجازها بشكل كامل.

وعن إمكانية التنفيذ خلال الأشهر المقبلة من عمر الحكومة والعهد، تقول المصادر: «إذا تبنت الحكومة هذه الأفكار، فلا شك أنها كلها قابلة للتحقيق، وفق مسارات متعددة بين قصيرة المدى ومتوسطة المدى وبعيدة المدى، إضافة إلى أنها تتطلب أيضاً التعاون مع البرلمان الذي عليه الموافقة على بعضها».

وكان عون قد تحدث عن أمثلة عن القضايا التي ستعمل عليها الحكومة، وهي خطة التعافي التي أقرتها الحكومة السابقة، وما ورد من إصلاحات في المبادرة الفرنسية، إضافة إلى إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها التي حددت في 8 مايو (أيار) 2022. كما استكمال التحقيقات الجارية في انفجار مرفأ بيروت، إضافة إلى المضي في خطة مكافحة الفساد، لا سيما مباشرة العمل بالتدقيق الجنائي، وتأمين المستلزمات الأساسية للمواطنين، وإطلاق العام الدراسي بأسرع وقت ممكن.

وفي الوضع المالي الاقتصادي، لفت عون إلى العمل على وضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي، وتحديث وتنفيذ خطة تعافي لإنقاذ البلد من الأزمة المالية، واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، إضافة إلى متابعة تنفيذ خطة البطاقة التمويلية، والسعي لتأمين الأموال اللازمة لضمان استمراريتها، وإقرار وتنفيذ الخطة الاقتصادية التي أعدها المكتب العالمي الاستشاري ماكينزي لتحفيز القطاعات الإنتاجية. كذلك تنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر»، بما فيها المشاريع الواردة في البرنامج الاستثماري، واستكمال وتنفيذ خطة لمعالجة النفايات الصلبة، وتنفيذ خطة للكهرباء.

وفي قضية النازحين السورين، طلب عون من الحكومة أن تدرج عودتهم في بيانها الوزاري.

ومن جهة أخرى، وزعت الدولية للمعلومات تقريراً حمل عنوان «الوضع الحكومي في عهد الرئيس عون»، أشارت فيه إلى أنه منذ انتخاب ميشال عون رئيساً، في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2016، شهد عهده حتى اليوم (تاريخ تشكيل الحكومة الحالية) تشكيل 4 حكومات، وحالتي اعتذار عن التشكيل، و696 يوماً من الفراغ الحكومي وتصريف الأعمال، ما يشكل نسبة 40 في المائة من أيام عهد الرئيس عون حتى تاريخ تشكيل حكومة ميقاتي الجديدة، علماً بأن حكومة الرئيس حسان دياب استمرت 366 يوماً في تصريف الأعمال، وهي الفترة الأطول في تاريخ الحكومات حتى اليوم.

 

 

*******************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

تزاحم عناوين في البيان.. وبوادر انفراجات مالية ونفطية!

عكر تغادر الخارجية بـإشكال مع شميطلّي.. ونصر الله يعلن الخميس موعداً لوصول المازوت الإيراني

كرَّت سبحة العمل الحكومي:

الصورة التذكارية، بمشاركة الرئيس نبيه برّي، أولى جلسات الحكومة الجديدة انعقدت في بعبدا، برئاسة الرئيس ميشال عون، وحضور الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء، خلالها تمّ تأليف اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري.

 

ومن هناك إلى السراي الكبير، الذي عاد إليه الرئيس ميقاتي مستهلاً اليوم الأوّل من نشاطه، حيث أقيم له استقبال واستعرض ثلة من حرس رئاسة الحكومة، ليرأس بعد ذلك لجنة البيان المؤلفة منه ومن 13 وزيراً يمثلون مختلف الكتل والقوى السياسية المشاركة في الحكومة (الخبر ص 2)، على ان يعقد الاجتماع الثاني قبل ظهر اليوم.

 

ويأتي الاجتماع في اليوم التالي، انطلاقاً من قول الرئيس ميقاتي ان «عيون اللبنانيين، شاخصة إلى الوزراء»، باعتبارهم «الأمل في هذه المرحلة»، وباعتبار الحكومة هي «حكومة الأمل والعمل».

 

لم تخالف الجلسة الأولى لحكومة الرئيس ميقاتي البروتوكول المتعارف عليه للجلسات الحكومية التي تعقد بعيد التأليف. الصورة التذكارية التقطت وساد الوئام في أولى الجلسات وتكتم الوزراء وحضرت المصافحات وتودد بعضهم إلى الإعلام ولوحظ حضور بعضهم بسيارته الخاصة كوزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي قاد سيارة الميني كوبر الصفراء.

 

وفي المحصلة اطلقت هذه الجلسة صفارة الالتزام بالعمل وعكس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة في كلامهما هذا التوجه وطلبا الإقلال من الكلام والإكثار من الأفعال وأشارا إلى التضامن والمباشرة إلى وضع إجراءات لمساعدة المواطنين.

 

كانت المواقف السياسية تتركز على ورش العمل، ولم تخرج عن كيليشهات المواقف الحكومية لجهة ورشة العمل وتكثيف الجلسات.


 

وأكدت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن الجلسات قد توزع بين قصر بعبدا والسراي وإن إنجاز البيان الوزاري لن يستغرق وقتا لأن عناوينه وأفكاره أضحت معروفة وسيحضر فيها كلام عون وميقاتي.

 

ولفتت هذه المصادر إلى أن ثمة تصميما لدى غالبية الوزراء للانكباب إلى ملفاتهم سريعا والبدء بأنجاز ما هو ضروري من دون تأخير على أن هناك مجموعة خطط سيصار إلى اعتمادها تحت العناوين الأنقاذية.

 

في هذه الأجواء، انطلقت عجلة الحكومة الجديدة «حكومة الامل والعمل»، بجلسة اولى سريعة في القصر الجمهوري تخللها تشكيل اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوازري، وضمن ممثلي الكتل الاساسية ولم يتمثل فيها وزير الاقتصاد والتجارة امين سلام برغم اهمية وجوده لوضع المقترحات لتحسين الوضع الاقتصادي، ولا وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، لأسباب لم تعرف، مع ان معلومات «اللواء» تشير الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو من اختار اعضاء اللجنة ولكنه فتح الباب امام من يرغب من الوزراء فلم يطلب احد الانضمام سوى وزير المهجريين عصام شرف الدين.

 

وكان الوزرا قد توافدوا صباحا الى القصر الجمهوري وجرت حوارات جانبية بينهم للتعارف قبل التقاط الصورة التذكارية الرسمية بحضور رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ثم عقدت الحكومة جلسة غير طويلة، وصفها مصدر وزاري لـ «اللواء» بأنها بروتوكولية لم تتخللها اي نقاشات سياسية من الوزراء بل كلمتين للرئيسين ميشال عون وميقاتي.

 

وتحدث فيها رئيس الجمهورية خلال الجلسة وقال: نحن أمام مسؤوليات وطنية وتاريخية كبرى لتفعيل دور الدولة ومؤسساتها واستعادة الثقة بها. يجب ألا نضيع الوقت اذ لم يعد لدينا ترف البطء والمماطلة». وأضاف: «مطلوب إيجاد الحلول العاجلة لمعالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين وإطلاق ورشة عمل سريعة لوضع لبنان على طريق الإنقاذ والتعافي والنهوض» .

 

واضاف رئيس الجمهورية: على الحكومة أن تعمل كفريق عمل واحد متجانس متعاون لتنفيذ برنامج انقاذي وتركيز الجهد لتحقيق المصلحة الوطنية العليا ومصالح المواطنين. أمامنا تحديات كبيرة لذلك أوصيكم بالإقلال من الكلام والإكثار من العمل .

 

وتمنى عون على لجنة البيان الوزاري «أن تضمن البيان اضافة الى الثوابت الوطنية الافكار والمواضيع الاساسية التالية وهي على سبيل المثال:

 

–  خطة التعافي التي أقرّتها الحكومة السابقة.

 

–  ما ورد من إصلاحات في المبادرة الفرنسية.

 

–  إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها والتي حددت في 8 أيار 2022.

 

–  استكمال التحقيقات الجارية في انفجار مرفأ بيروت.

 

– المضي في خطة مكافحة الفساد، لا سيما مباشرة العمل بالتدقيق الجنائي.

 

– تأمين المستلزمات الأساسية للمواطنين.

 

–  إطلاق العام الدراسي بأسرع وقت ممكن.

 

– تحديث وتنفيذ خطة تعافي لإنقاذ البلد من الأزمة المالية.

 

– استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي IMF.

 

–  متابعة تنفيذ خطة البطاقة التمويلية والسعي لتأمين الأموال اللازمة لضمان استمراريتها.

 

– اقرار وتنفيذ الخطة الاقتصادية التي أعدها المكتب العالمي الاستشاري ماكينزي (لتحفيز القطاعات الانتاجية).

 

–  العمل على عودة النازحين السوريين.

 

–  وضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي.

 

– تنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر” بما فيها المشاريع الواردة في البرنامج الاستثماري.

 

– استكمال وتنفيذ الخطة لمعالجة النفايات الصلبة.

 

– استكمال وتنفيذ خطة للكهرباء.

 

وقال ميقاتي: صحيح اننا لا نملك عصا سحرية. فالوضع صعب للغاية، ولكن بالإرادة الصلبة والتصميم والعزم والتخطيط نستطيع جميعا، كفريق عمل واحد، أن نحقق لشعبنا الصابر والمتألم بعضا مما يأمله ويتمناه.

 

وأضاف، لا تخيبوا آمال اللبنانيين. لتكن اقوالكم مقرونة بالأعمال. الوقت ثمين ولا مجال لإضاعته.

 

وتابع ميقاتي: أننا سننكب على معالجة موضوع المحروقات والدواء بما يوقف اذلال الناس. وأكد التنسيق الدائم بين الوزراء في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين أكثر من وزارة، والتنسيق بين الوزارات عند الضرورة. وشدد على ضرورة التعاون من قبل الجميع وهو أمر أساسي لإنجاح أي عمل حكومي.

 

وقال: أن حكومتنا ستعمل من أجل كل لبنان ومن أجل جميع اللبنانيين ولن تميز بين من هو موال او معارض، من أعلن دعمه لنا ومن لم يعلن ذلك، ومن سيمنحها ثقته بعد أيام او من سيحجبها عنها وسنمارس هذا الدور من دون أي كيدية وذلك تحت سقف القانون.

 

وقال وزير الاعلام جورج  قرداحي بعد الجلسة ردا على سؤال حول البيان الوازري: قال: ليس هناك من عناوين، بل ان الخطوط التي ذكرها رئيس الجمهورية يفترض باللجنة ان تأخذ بها ولكل حادث حديث.

 

وعن مهلة انجاز البيان الوزاري؟ اجاب: كما قال الرئيس ميقاتي في مجلس الوزراء سيكون في خلال ثلاثة أيام ان شاء الله، وكما قال أيضا فإن رئيس مجلس النواب وعده بأنه سيعمل على عقد جلسة سريعة لمجلس النواب لنيل الثقة فور الانتهاء من صياغة مسودة البيان.واوضح ان لدى رئيس الحكومة نية بتكثيف الجلسات وقد تعقد جلستان او ثلاث في الاسبوع.

 

لجنة البيان الوزاري

 

بعدجلسة مجلس الوزراء انتقال اعضاء لجنة البيان الوزاري الى السرايا الحكومية واجتمعوا برئاسة ميقاتي. وتضم لجنة البيان الوزرير الى الرئيس ميقاتي كلاّ من نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، ووزراء العدل هنري خوري، الطاقة وليد فياض، المالية يوسف خليل، الثقافة محمد مرتضى، الداخلية بسام مولوي، التنمية الادارية نجلا رياشي، الاعلام جورج قرداحي، التربية  عباس حلبي، العمل مصطفى بيرم، والزراعة عباس الحاج حسن والمهجرين عصام شرف الدين.

 

وقد وزع على الوزراء نص مشروع البيان الوزاري وجرت قراءة اولية له وقدم الوزراء بعض الملاحظات وستعقد اللجنة اجتماعاً في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومية. وقال مصدر وزاري ان البيان الوزاري لن يكون فضفاضاً ولا يحمل وعوداً كثيرة وكبيرة، بل سيكون مقتضبا ويحدد مهاماً واضحة وقصيرة المدى لأبرز الاحتياجات الاساسية.

 

وبعد انتهاء الاجتماع، توقع وزير الإعلام جورج قرداحي الانتهاء من صياغة البيان الوزاري اليوم الثلاثاء، مضيفا: ناقشنا المسودة كاملة ووضعنا بعض الملاحظات. واعتبر وزير العمل مصطفى بيرم أن مسودة البيان الوزاري جيدة وسنأتي بلغة جديدة لمخاطبة الناس لأن الأساس هو وجع الناس. فيما قال وزير الزراعة عباس الحاج حسن: أن البيان الوزاري يحاكي أوجاع الناس وموضوع الكهرباء والدعم وكل ما طالبت به الناس في الشارع.أما وزير الطاقة وليد فياض فقال: أنني سأبذل قصارى جهدي في وزارة الطاقة من أجل تحسين وضع الكهرباء والمحروقات، وموضوع رفع الدعم يحتاج إلى البحث على مستوى عالٍ وهو مرتبط بسياسة كبرى والإمكانات التي لدينا، وإذا حصل علينا حفظ حقوق المواطنين غير القادرين.

 

ميقاتي في السرايا

 

وكان الرئيس ميقاتي وصل الى السراي الحكومي عند الثانية عشرة والنصف من بعد الظهر، حيث كان في استقباله الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية وأقيم له استقبال رسمي فاستعرض ثلة من سرية حرس رئاسة الحكومة وعزفت موسيقى قوى الأمن الداخلي ترحيباً. ثم صافح كبار موظفي رئاسة الحكومة وضباط سرية حرس رئاسة الحكومة.ثم انتقل الى مكتبه حيث استقبل عدداً من كبار موظفي رئاسة الحكومة في حضور القاضي مكية.

 

ولدى دخوله الى السراي الحكومي سئل الرئيس ميقاتي عن الكلمة التي يقولها لدى دخوله فأجاب: «وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً».كذلك جرت عملية تسلم وتسليم بين وزيري السياحة الجديد وليد نصار والوزير السابق رمزي مشرفية، وبين وزيرالطاقة الجديدوليد فياض والوزير السابق ريمون غجر.وسيتم اليوم التسلم والتليم بين عدد آخر من الوزراء بينهم وزارة الخارجية ووزارة الدفاع.

 

مشكل في الخارجية

 

على صعيد آخر، وقع إشكال امس بين وزيرة الخارجية بالوكالة زينة عكر والأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلّي، على خلفية منع شميطلّي الوزيرة عكر من دخول مديرية الرموز التي تضم كل البرقيات الواردة من الخارج، وقال لها انه لا يحق لها الدخول الى غرفة الرموز.

 

وقالت اوساط الوزيرة عكر»انها ارادت توديع الموظفين هناك وشكرهم، لكن شميطلّي طلب إقفال الابواب في وجهها وطلب منها عدم التحدث معهم الا في حضوره، لإن ذلك «مخالفة دستورية» حسب قوله، ورفض طلبها ثلاث مرات بفتحه ما اضطر الوزيرة الى الطلب من مرافقيها فتح الباب لم يجرِ تكسيره كما تردد، علما ان الباب متضرر أصلاً نتيجة انفجار المرفأ ولم يجرِ إصلاحه.وتم فتح الباب ودخلت الوزيرة لكن بعد معلومات عن عراك حصل مع شميطلّي.

 

وقالت اوساط شميطلّي لموقع «مصدر دبلوماسي» بأنه: تعرض للضرب هو ومدير الرموز علي قازان والموظفة سمر حيدر على مرأى من موظفي الوزارة. وان الأمين العام تعرض للضرب المباشر وثمة رضوض وكدمات واضحة عليه، وأنه تلقى اعتذاراً من عناصر الجيش المرافقين لعكر وهو يصفح عنهم، إلا أنه يعدّ لرفع شكوى قضائية جزائية مباشرة ضد عكر تتضمن الى الاعتداء غير المسبوق في وزارة الخارجية.

 

ونقل السفير شميطلي إلى مستشفى كليمنصو للمعالجة.

 

في مجال آخر، ابلغ الرئيس عون، قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» الجنرال ستيفانو دل كول Stefano Del Col خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان لبنان يعوّل كثيراً على التعاون القائم بين الجيش اللبناني و»اليونيفيل» للمحافظة على الاستقرار في منطقة الجنوب، منوهًا بما تقوم به هذه القوات من جهود للمساعدة في احتواء التوتر كلما يحصل اي تطورامني نتيجة الخروقات الاسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية.

 

وفيما جدد الرئيس عون إلتزام لبنان تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، دعا الى الضغط على اسرائيل لتلتزم تنفيذ هذا القرار، مرحّبًا بالتمديد لـ»اليونيفيل» لسنة اضافية من دون تعديل في المهام او العديد وذلك في القرار الذي حمل الرقم 2591، مثنيًا على ما اضيف الى القرار من تقديم الدعم الدولي للجيش اللبناني عن طريق مساعدات اضافية وعاجلة بما في ذلك الحاجات اللوجستية واعمال الصيانة اليومية.

 

ولفت الرئيس عون الى التأثيرات السلبية للازمة الاقتصادية والاجتماعية على عمل القوى الامنية وعناصرها وعائلاتهم، شاكراً طلب مجلس الامن الدولي مساعدة «اليونيفيل» الجيش اللبناني بالوقود والطعام والادوية والدعم اللوجستي لمدة ستة اشهر، معتبراً ان الجيش والقوى الامنية اللبنانية بحاجة الى مساعدة المجتمع الدولي.

 

مالياً، تبلغت وزارة المالية من صندوق النقد الدولي بأن لبنان سيتسلم في 16 أيلول الحالي مليار و135 مليون دولار أميركي بدل حقوق السحب الخاصة (SDR)، وذلك عن العام 2021 وقيمته 860 مليون دولار وعن العام 2009 وقيمته 275 مليون دولار، على أن يودع في حساب مصرف لبنان.

 

تجدر الإشارة إلى أن وزارة المالية قد طلبت من صندوق النقد الدولي تحويل حقوق السحب الخاصة المتاحة للبنان وبخاصة العائدة إلى العام 2009.

 

ورحب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في كلمة له مساء أمس «بتشكيل الحكومة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان»، وقال: «نحن طالما دعونا بكل صدق لتشكيلها ونشكر لكل من ساهم وانجز وساعد في التشكيل. كما ونشكر رئيس الحكومة السابق حسان دياب الذي عمل طوال فترة تصريف الاعمال لمدة عام كامل كما الوزراء».

 

ولفت الى «اننا نتطلع الى حكومة تقوم بالانقاذ والاصلاح واعطاء الأولوية لتخفيف معاناة الناس، لان البلد اصبح في قلب الانهيار، ونحن نؤيد التحضير للانتخابات النيابية والبلدية وندعو لاجرائها في موعدها. وندعو لمنح الحكومة الثقة في اسرع وقت لان الوقت اصبح ضيقا وعليها القيام بمجموعة من الخطوات الاصلاحية، والمطلوب منا جميعا التضامن للتخفيف عن الناس واعطاء الحكومة الوقت المطلوب لها للانجاز».

 

وكشف عن اجراء اتصالات بشأن تحرك سفينة النفط الايرانية، وعما اذا كانت ستأتي الى الشاطئ اللبناني أو الى بانياس في سوريا، واشار الى ان «البعض رأى في مجيئها الى لبنان إحراجا للمسؤولين ونحن لا نحب إحراج أحد».

 

وأعلن ان «السفينة وصلت عند الساعة الثامنة والنصف من مساء الأحد وبدأت بتفريغ الحمولة وستنتهي اليوم، ونحتاج الى تعبأة الصهاريج، ولذلك من المفترض ان يتم نقل هذه المادة يوم الخميس الى البقاع، من الهرمل فالى بعلبك حيث الخزانات»، وسيكون النفط للجميع.

 

وانتقد المشككين في الفترة السابقة حول وصول سفينة النفط، وقال: «هذه السفينة تحمل المازوت، وستحمل السفينة الثانية التي ستصل خلال خمسة ايام مادة المازوت، وكذلك السفينة الثالثة مادة البنزين، وبدأنا التحضير لاستيراد سفينة رابعة تنقل المازوت لحاجة المناطق لهذه المادة».

 

اضاف: «خلال شهر ونصف سنكون مشغولين بمادة المحروقات، وبعدها نقرر اذا كنا سنأتي بسفن أخرى».

 

وتجري اتصالات لثني مصرف لبنان عن قراره برفع الدعم خلال الأيام القليلة، وابقائه حتى آخر أيلول.

 

ازمة المحروقات

 

في هذه الاثناء استمرت ازمة المحروقات بالتفاقم واقفلت نسبة كبيرة من المحطات ابوابها لعدم توافر المادة، فيما قالت مصادر اصحاب المحطات لـ «اللواء» ان المادة ربما تتوافر يوم الخميس المقبل على السعر الجديد المرتقب على اساس تسعيرة 8 الاف ليرة للدولاربدل 3900 ليرة.

 

وبناء لذلك ذكرت مصادرمصرفية ان مصرف لبنان سيعطي موافقة لـ 6 بواخر بنزين ومازوت في المياه الاقليمية اللبنانيّة ولباخرتين ستصلان تباعاً بحسب السعر المدعوم على الـ 8000 ليرة والكميّات تكفي السوق حتّى 25 الجاري. فيما افادت مصادر أخرى ان باخرة ستفرغ نصف حمولتها المقدرة ١٧ مليون ليتر في الزهراني، والنصف الآخر في منشآت النفط في طرابلس، بانتظار توجيهات وزارة الطاقة في ما يتعلق بتسليم السوق نهاية الاسبوع لجهة الكميات والسعر.

 

قهوجي امام المحقق

 

قضائياً، قرّر المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت التريُث باتجاه أي اجراء قانوني بحق قائد الجيش السابق جان قهوجي، محدداً له جلسة جديدة في 28 الجاري، وكان العماد قهوجي مثل امام المحقق العدلي البيطار بحضور وكيله القانوني المحامي انطوان طوبيا.

 

613982 إصابة

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 484 إصابة جديدة بفايروس كورونا، و10 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 613982 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

*******************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

نصرالله يكشف «خارطة طريق» المحروقات الايرانية واسرائيل تقرّ بالهزيمة

«صمت» الرياض يقلق ميقاتي ورهان على القاهرة لكسر الحصار الخليجي

ملامح صفقة مالية مع باريس: «عين» ماكرون على إعادة إعمار المرفأ؟ – ابراهيم ناصرالدين

 

على وقع «الغضب» الرسمي المكتوم في اسرائيل، والشعور بالضعف والرضوخ لاملاءات حزب الله، وسط اتهامات لواشنطن بالتحضير «لصفقة» مع دمشق، شرح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «خارطة طريق» دخول المحروقات الايرانية الى لبنان عبر سوريا، تحت عنوان «كسر» الاحتكار وخدمة كل اللبنانيين دون استفزاز احد او تعريض الدولة اللبنانية للعقوبات، وفي انتظار المازوت المرتقب وصوله يوم الخميس، لم تختلف انطلاقة الحكومة الجديدة عن سابقاتها سواء في سردية الكلمات الانشائية الممجوجة التي سبق وسمعها اللبنانيون الاف المرات، او لجهة لجنة البيان الوزاري الفضفاضة التي تعكس تعقيدات تركيبة الحكومة السياسية في ظل توصيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة للوزراء «بالصمت» والاتجاه نحو العمل. في هذا الوقت، وفيما تعتبر طريقة صرف الاموال المفرج عنها من صندوق النقد الدولي، اول اختبار جدي لسياسات الحكومة الاقتصادية، تبدو»عين» باريس الان على المرفأ بعدما حجزت لنفسها كلمة وازنة في مجلس الوزراء، وتبحث عن صفقة اقتصادية تعين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في حملته الرئاسية قبل حوالى 8 اشهر من موعد الانتخابات، فيما يراهن الرئيس ميقاتي على «البوابة» المصرية كأول زيارة خارجية «لكسر» الصمت السعودي غير «البناء»…

 

فقد اعلن السيد نصرالله عن وصول باخرة المازوت الاولى ليل الاحد الى مرفأ بانياس، واكد ان الامور تحتاج الى يومين لتحميل المحروقات التي ستنقل الى بعلبك يوم الخميس المقبل، حيث سيتم تخزينه ليوزع لاحقا. واشار الى ان الباخرة الثانية ستصل بعد نحو خمس ايام وهي تحمل ايضا مادة المازوت، اما الباخرة الثالثة فقد بدأ تحميل مادة البنزين فيها في ايران، وقد تم الاتفاق على باخرة رابعة محملة بالمازوت ستصل اول الشتاء، وبعدها سيتم دراسة ما اذا كان البلد يحتاج الى بواخر اخرى. ولفت نصرالله الى ان الحزب كان امام خيارين، اما تاتي الى لبنان او الى بانياس، ولفت الى انه منعا للحرج عن الدولة وعدم تعرض مؤسسات الدولة الى العقوبات، اتخذ القرار بان ترسو الباخرة في مرفأ بانياس، وذلك بعد موافقة الحكومة السورية على استقبال كل البواخر وسهلت حركة التخزين الاولى في المرفأ، وساهمت في تامين عدد كبير من الصهاريج لنقل المحروقات الى الاراضي اللبنانية.

لمن ستوزع المحروقات؟

 

ولفت السيد نصرالله الى ان الهدف ليس التجارة، او منافسة الشركات، ولا المزايدة او التوظيف السياسي، بل تخفيف المعاناة، وستمنح المحروقات لمن يريد ولن يفرض على احد… ولذلك فيما يتعلق بالتوزيع فستقدم «هبة» مازوت لمدة شهر الى المستشفيات الحكومية، ودور العجزة والمسنين، ودور الايتام، ودور اصحاب الاحتياجات الخاصة، مؤسسات المياه، البلديات التي لديها آبار لاستخراج المياه، وتحتاج للاموال، افواج الاطفاء، الصليب الاحمر اللبناني. في المقابل، سيتم بيع مادة المازوت الى المستشفيات الخاصة، الافران، المطاحن، مصانع الامصال، الاستهلاكيات والتعاونيات الغذائية، معامل الصناعات الغذائية، المعدات الزراعية، واصحاب المولدات المطالبين بتخفيض تسعير الفاتورة لانهم سيحصلون على المازوت باسعار معقولة. ولاحقا سيتم البيع للافراد. والاعتماد سيكون على شركة الامانة لتوزيع المشتقات النفطية، كونها تحت العقوبات الاميركية مسبقا، وعبرها سيتم الاتفاق مع الراغبين. واكد السيد نصرالله ان الحزب حريص على منع الاحتكار، لافتا الى ان السعر معقولا وسيكون اقل من الكلفة، وبالليرة اللبنانية، وسيتحمل حزب الله وايران الفرق في الاسعار، وهو بمثابة هدية للشعب اللبناني.

سقوط الرهانات التافهة

 

ولفت السيد نصرالله ان كل الرهانات التافهة على عدم وصول البواخر الى لبنان، قد سقطت، وقال ان البعض تمنى ان تستهدفها اسرائيل، لكن ثمة مأزق اسرائيلي منع ذلك، وقد عبر عنه الاعلام الاسرائيلي، بشكل واضح، ولفت الى ان ادخال البواخر ضمن معادلة الردع، حماها من اي استهداف… ولفت في سياق آخر الى ان الاميركيين اضطروا الى الدخول في منافسة لاستجرار الغاز من الاردن ومصر بدل اعتراض السفينة، وهذا رحبنا به… ولفت الى ان زيارة الوزراء الى سوريا حصل بمباركة الاميركيين، لكنه حصل وهذا امر جيد.

اسرائيل ترضخ للتهديدات

 

وتزامنا مع اعلان السيد نصرالله عن تفاصيل دخول المازوت الايراني الى لبنان، تحسّر الاعلام الاسرائيلي على ضعف موقف حكومته وانتقد بشدة الاداء الاميركي على الساحة اللبنانية والسورية، وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «اسرائيل اليوم» عن تنازلات اميركية في سوريا، وشرك نصبه السيد نصرالله للاميركيين، واذعان في اسرائيل أمام تهديداته، وكتبت في هذا السياق، انه في ظل الأزمة الاقتصادية العميقة التي علق فيها لبنان، وفي ضوء نقص حاد في النفط والغاز يشوش حياة الدولة، بادر نصر الله مع حلفائه في طهران لخطوة علاقات عامة لامعة، فالإيرانيون، وبوساطة حزب الله، ارسلوا النفط إلى لبنان. وهكذا يثبتون للجميع من هو الذي يتجند لمساعدة لبنان عند الحاجة، بل إن نصر الله حرص على أن يهدد بأنه إذا مست إسرائيل بالسفن الإيرانية، فسيرى في ذلك مساً بالأراضي اللبنانية، وسيرد بما يتناسب مع ذلك، ويبدو أن الأمور نزلت على آذان مصغية وفزعة في إسرائيل، كما تقول الصحيفة.

«شرك عسل» للاميركيين

 

وهنا تنقل الصحيفة عن مصادر اسرائيلية بارزة قولها بان الأميركيين اعدوا في الأسابيع الأخيرة صفقة تستهدف مساعدة حلفائهم في لبنان والخلاص من «شرك العسل» الذي نصبه «زعيم» حزب الله أمامهم. وبدلاً من أن يبدو التصميم والزعامة للوقوف في وجه إيران، اختار الأميركيون طريقاً ملتوياً جلبتهم مباشرة إلى أذرع الرئيس السوري بشار الاسد. واقترحوا أن ينقل كل من الأردن ومصر الغاز إلى لبنان ويربطوه بشبكة كهربائهم، وهكذا يخففون من الضائقة التي تسود فيه ويسمحوا لحكومة لبنان برفض المساعدة الإيرانية. أما السياسيون اللبنانيون الفاسدون وعديمو النفع، الذين هم على علم بالضرر الذي قد تلحقه العقوبات الأميركية بأعمالهم، فقد قفزوا على العرض كغنيمة كبرى.

صفقة اميركية مع سوريا؟

 

ونقلت الصحيفة عن تلك المصادر، تأكيدها أن الصفقة لم تمر مع دمشق دون «إيضاحات» قدمتها الولايات المتحدة، تشير الى ان واشنطن لا ترفض استمرار حكم الاسد في سوريا، وأن في نيتها سحب كل القوات الأميركية من الدولة في أقرب وقت ممكن. وبحسب «اسرائيل اليوم» واشنطن مستعدة لـعقد الصفقات مع الاسد مثلما في الماضي. تأمل واشنطن وإسرائيل بأن يكون بشار بعد الحرب هو بشار جديد، أكثر إنصاتاً وحذراً، مستعداً لصفقات موهومة ودعم أميركي مقابل طرد إيران من سوريا. غير أن آمالاً كهذه ستتحطم على أرض الواقع مثلما في الماضي.

 «البوابة» المصرية

 

حكوميا، وفيما اكد السيد نصرالله انه مطلوب اعطاء الوقت الكافي للحكومة قبل الحكم عليها، وقال ان المطلوب منها هو الانقاذ، ولفت الى ان الوقت ضيق والبلد في قلب المعاناة، وطالب تخفيف معاناة الناس،لان المدة قصيرة، والمطلوب منها مجموعة من الخطوات الاصلاحية. في المقابل اصرعلى انجاز الانتخابات النيابية والبلدية في موعدها. يظل «الصمت» السعودي عاملا مقلقا لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يتحضر رئيس الحكومة لفتح «كوة» في علاقات لبنان الخارجية من «البوابة» المصرية التي دشنت دخولها الى الساحة اللبنانية من خلال استجرار الغاز الى لبنان عبر الاردن وسوريا، وامام اصرار السعودية على «ادارة الظهر» للساحة اللبنانية، تؤكد اوساط مطلعة ان رئيس الحكومة يعوّل على القاهرة لتعيد طريقه نحو دول الخليج، ولهذا يتحضر لزيارتها بعد نيل الحكومة الثقة، اولا لشكرها على مساعدة لبنان «غازيا»، وطلب «وساطتها» في تليين مواقف مجلس التعاون الخليجي الذي لن يساعد دون الرضى السعودي، وهو لذلك سيسعى ايضا لزيارة الكويت لاعادة احياء قرض تأهيل الكهرباء، وكذلك استخدامه كساحة خلفية للولوج الى الرياض التي لم تتخذ موقفا سلبيا من شخصه كما فعلت مع الرئيس الحريري الذي تتعامل معه كمواطن سعودي «خارج عن القانون»، لكنها لم تعط حتى الان اي اشارة ايجابية تجاه عودته الى السراي الحكومي.

  مخاوف من «سمسرات» 

 

وبمعزل عن برنامج العمل الذي يرتقب أن تحدده الحكومة في بيانها الوزاري، والذي ستتقدم به لنيل الثقة «المضمونة» من مجلس النواب فان «رحلتها» القصيرة قبل موعد الانتخابات محفوفة بمخاطر الفشل ما لم يواكبها دعم خارجي، وهو امر محفوف بمخاطر «السمسرات» لدول يحتاج لبنان لدعمها، وفي هذا السياق، تتوقف اوساط سياسية بارزة عند توجه رئيس الحكومة نحو ضرورة إشراك القطاع الخاص في إعادة هيكلة الاقتصاد، وهو ما يفتح «الابواب» امام مخاطر ضغوط خارجية ضخمة ستتعرض لها الحكومة من قبل الدول الراعية للتفاهم الحكومي وفي مقدمتها باريس التي تسعى لنيل «كعكة» اعادة اعمار المرفأ، وهو امر جاهر به الفرنسيون في الاجتماعات المغلقة خلال عملية تاليف الحكومة، وثمة حديث عن»صفقة» قد تمت فعليا قبيل «الولادة»، مماثلة لما حصل في العراق مع شركة «توتال» التي حظيت على استثمارات ضخمة في البصرة بنحو 27 مليار دولار، وهو امر اصرّ عليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، عشيّة الانتخابات الرئاسية، حيث يسعى لاستثمارات مضمونة في لبنان في اكثر من قطاع وخصوصا المرفأ، بهدف تقديمها للشعب الفرنسي على انها انجازات اقتصادية خارجية تعوض الاخفاقات الداخلية.

 كلام قليل وعمل كثير!

 

وعقب التقاط صورتها التذكارية في قصر بعبدا امس، عقدت الحكومة جلستها الاولى، وقد طلب رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، من الوزراء، التخفيف من الكلام والذهاب نحو الافعال. وفي السراي الحكومي انعقدت لجنة صياغة البيان الوزاري برئاسة ميقاتي وعضوية نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي ووزراء العدل هنري خوري، الطاقة وليد فياض، المالية يوسف خليل، الثقافة محمد مرتضى، الداخلية بسام مولوي، التنمية الادارية نجلا رياشي، الاعلام جورج قرداحي، التربية  عباس حلبي، العمل مصطفى بيرم، والزراعة عباس الحاج حسن والمهجرين عصام شرف الدين، وبعد انتهاء نقاشاتها، توقع وزيرالإعلام جورج قرداحي الانتهاء من صياغة البيان الوزاري اليوم. ووفقا للمعلومات تضمنت المسودة المؤلفة من اربع اوراق كيفية معالجة الاوضاع الاقتصادية، وكذلك تعهدا باجراء الانتخابات النيابية والبلدية في موعدها، وبعد ابداء بعض الوزراء بعض الملاحظات سيتم تنقيحها اليوم.

ثقة «التيار» مضمونة 

 

في هذ الوقت، تبدو طريق «الثقة» الوازنة للحكومة متيسرة في المجلس النيابي، وفي هذا السياق، تشير اوساط مقربة من الرئيس ميقاتي بان التكهنات حول موقف التيار الوطني الحر في غير مكانها على الرغم من الكلام «الشعبوي» حول البيان الوزراي، ولفتت في هذا السياق الى ان رئيس الجمهورية قدم تعهدا للرئيس ميقاتي بمنح «التيار» ثقته للحكومة، كما ان الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية تم اختيارهم من قبل الوزير جبران باسيل، فهل يعقل ان لا يمنح «الثقة» لحكومة يتمثل به «التيار» على نحو مباشر؟! من جهتها، تشير اوساط «التيار» الى ان التوجه هو للتعامل بإيجابية مع الحكومة التي تحمل توقيع الرئيس عون.

 «مسلسل» الاذلال؟

 

معيشيا، تواصل مسلسل اذلال المواطنين امام محطات الوقود في ظل الانقطاع شبه التام للمحروقات، بعدما عاد المصرف المركزي الى «تقنين» فتح الاعتمادات، فبعد تأخير غير مبرر وبعد ان علق عدد كبير من محطات المحروقات خراطيمها اعطى «المركزي» موافقته لـ6 بواخر بنزين ومازوت في المياه الاقليمية اللبنانيّة ولباخرتين ستصلان تباعاً بحسب السعر المدعوم على الـ8000 ليرة حيث تكفي الكميات السوق حتّى 25 الجاري، اي تأجيل رفع الدعم حتى نهاية الشهر الجاري، وهكذا نكون مجددا امام حل «ترقيعي» دون اي افق لكيفية التعامل مع المرحلة المقبلة وكيفية تعامل الحكومة الجديدة مع رفع الدعم الذي سيشل حكما قطاعات واسعة وفي مقدمتها المدارس، فيما الملاحظ ان الاسعار في الاسواق ارتفعت على الرغم من تراجع سعر الدولار، والحجة غلاء المحروقات؟!

«فضيحة» في الخارجية

 

وقبل ساعات على استلام الوزير الجديد عبدالله ابوحبيب وزارته، شهدت وزارة الخارجية فضيحة من العيار الثقيل تعكس حالة التحلل في الدولة اللبنانية، ففي مشهد غير مألوف عمد عناصر من امن نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر الى خلع وتكسير ابواب مديرية الرموز في الوزارة اثر اشكال وقع بين الوزيرة والأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي، جرى خلاله عراك مع أمن الوزيرة على خلفية تمنّع شميطلي عن تسليم البريد للوزيرة باعتبار انها اصبحت غير ذات صفة، وقد عمد 12 من مرافقي عكر الى تكسير الابواب والتعرض لشميطلي وبعض الموظفين بالضرب… في المقابل، بررت اوساط وزيرة الدفاع ما فعله مرافقيها بانها ارادت توديع الموظفين هناك وشكرهم لكن شميطلي اوعز باقفال الابواب في وجهها وطلب منها عدم التحدث معهم الا في حضوره لان ذلك «مخالفة دستورية» حسب قوله ما اضطر الوزيرة الى اعطاء تعليمات بفتح الباب.

 

*******************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

بيان وزاري سريع… وأزمة المحروقات مستمرّة  

 

عكست «تقليعة» حكومة الرئيس نجيب ميقاتي اجرائيا، عزما على العمل بسرعة وجدية لمواجهة الاستحقاقات الداهمة والازمات الكارثية التي تضرب البلاد وقد بلغت حدّها امس مع نفاد البنزين من المحطات عشية فتح المدارس ابوابها فيما الاهالي عاجزون عن ايصال اولادهم ، وكذلك في شح غير مسبوق للمازوت. وعلى رغم قناعة تولدت لدى معظم اللبنانيين بأن حكومة من انتاج المنظومة الفاسدة لا يمكن ان تنقذ البلاد مما اغرقتها فيه، لكنهم وفي ظل انعدام الامال بأي سبيل للخلاص مما يتخبطون فيه، باتوا يأملون بأن تتمكن الحكومة من فرملة الاندفاع السريع نحو الارتطام بالقعر ويراهنون على منحها فترة سماح بالحد الادنى لمعرفة الاتجاهات التي ستسلكها وما اذا كانت الوعود بالشروع في مسيرة الانقاذ والكلام المعسول الذي يسمعونه من رئيسها واعضائها، وهي لازمة تكررها كل الحكومات فور اقلاعها، قد تشق طريقها ولو بالحد الادنى نحو التحقيق ام تبقى كلاما بكلام.

 

جلسة اولى

 

بعد يومين على ولادتها وعقب التقاط صورتها التذكارية في قصر بعبدا اليوم، انطلقت الحكومة رسميا في عملها، ومهمّتها انقاذُ البلاد من جهنم الذي تتخبط فيه. في جلستها الاولى، طلب رئيسُ الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، من الوزراء، التخفيف من الكلام والذهاب نحو الافعال، كما تم تشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري العتيد.

 

وأكد ميقاتي أنه ينتظرنا الكثير من العمل، ينتظرنا الكثير من التعب، علينا جميعاً أن نضحي، البلد يتطلب اجراءات استثنائية.

 

البيان اليوم؟

 

وتم في الجلسة تشكيل لجنة لصوغ البيان الوزاري وهي برئاسة ميقاتي وعضوية نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي ووزراء العدل هنري خوري، الطاقة وليد فياض، المالية يوسف خليل، الثقافة محمد مرتضى، الداخلية بسام مولوي، التنمية الادارية نجلا رياشي، الاعلام جورج قرداحي، التربية  عباس حلبي، العمل مصطفى بيرم، والزراعة عباس الحاج حسن والمهجرين عصام شرف الدين. وعند الواحدة، اجتمعت اللجنة في السراي. وبعد انتهاء نقاشاتها، توقع وزير الإعلام جورج قرداحي «الانتهاء من صياغة البيان الوزاري اليوم الثلاثاء».

 

الاولوية للناس

 

وكان  ميقاتي في اليوم الأول من نشاطه في السراي الحكومي، أكد أن «الأولوية لدينا ستكون الإهتمام بحاجات الناس ومعالجة شؤونهم الملحة، وسننطلق من التوجه الأساسي لدي بأننا فريق عمل واحدا في خدمة جميع اللبنانيين، وسنعمل بهذه الروحية».

 

تكسير ابواب

 

صُدم موظفو وزارة الخارجية امس باشكال بين عناصر من امن نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر  والأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي تخلله خلع ابواب في الوزارة. وأوضحت مصادر مطلعة  ان الوزيرة عكر حضرت الى مكتبها ومارست مهامها الا انها مُنِعت من دخول مديرية الرموز التي تضم كل البرقيات الواردة من الخارج.

 

حل جزئي

 

في المقلب الاخر، المعاناة حقيقية على الارض، سيما في ظل الانقطاع شبه التام للمحروقات. لكن سجلت اليوم حلحلة جزئية لهذه الازمة. ففيما علّق عدد كبير من محطات بيع المحروقات خراطيمه في الأيام الأخيرة بفعل اشتداد حدة الإشكالات الأمنية التي تحصل فيها بسبب التهافت على تعبئة البنزين، في ظل أزمة شَح المادة مُرفق بتحذير من نفاد ما تبقى من المخزون في غضون يومين، من دون الإعلان عن تفريغ أي باخرة راسية على الشاطئ اللبناني بسبب عدم فتح اعتماد لها من قِبَل البنك المركزي، مع اقتراب حلول موعد رفع الدعم نهاية الجاري، كشفت مصادر في مصرف لبنان  عن «إعطاء موافقة لـ6 بواخر بنزين ومازوت في المياه الاقليمية اللبنانيّة ولباخرتين ستصلان تباعاً بحسب السعر المدعوم على الـ8000 ليرة والكميّات تكفي السوق حتّى 25 الجاري»، فيما افادت مصادر أخرى ان باخرة قامت بالربط مساء امس لتفرغ نصف حمولتها المقدرة ١٧ مليون ليتر والنصف الآخر في منشآت النفط في طرابلس بانتظار توجيهات وزارة الطاقة في ما يتعلق بتسليم السوق نهاية الاسبوع لجهة الكميات والسعر.

 

لبنان واليونيفيل

 

على صعيد آخر، أبلغ عون، قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» الجنرال ستيفانو دل كول Stefano Del Col خلال استقباله في قصر بعبدا، أن «لبنان يعول كثيراً على التعاون القائم بين الجيش اللبناني و»اليونيفيل» للمحافظة على الاستقرار في منطقة الجنوب»، منوهاً بما تقوم به هذه القوات من جهود للمساعدة في احتواء التوتر، كلما حصل أي تطور أمني نتيجة الخروق الاسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية».

 

انفجار المرفأ

 

قضائيا، وعلى وقع تحركات لاهالي الضحايا، مثل قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي أمام المحقق العدلي طارق بيطار في قضية انفجار المرفأ. وباشر القاضي بيطار، جلسة استجواب العماد قهوجي بصفة مدعى عليه في القضية، في حضور وكيله المحامي أنطوان طوبيا وفريق الادعاء الشخصي الذي يمثل أهالي الضحايا والمتضررين. وتريث  القاضي بيطار باتخاذ اجراءات بحق العماد جان قهوجي لاستكمال التحقيقات وحدد جلسة في ٢٨ ايلول. وقال مرجع مُطلّع على ملفّ التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت للـmtv: القاضي بيطار يعلم جيّداً ما سيفعله مع مَن لم يمثلوا أمامه.

 

جائزة الـ7 ملايين دولار

 

من جهة ثانية، كشفت وزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار للمعلومات عن رئيس مكتب الأمن الخارجي لحزب الله، طلال حمية، معتبرة أنه مسؤول عن جميع الهجمات التي تنفذها خلايا حزب الله في جميع أنحاء العالم. ودعت من لديهم معلومات عنه ارسالها إلى برنامج مكافأة من أجل العدالة عبر «تلغرام» أو «سغنال» أو «واتساب» على الرقم ذاته.

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram