حين تربّي الشاشات أطفالنا ويسقط الاهل…هذا ما يجب فعله قبل فوات الأوان
الأطفال اليوم يشبهون الزمن الذي وُلِدوا فيه: سريعون، متقلّبون، حادّو الانفعال، يطالبون الآن وليس بعد قليل. يفاوضون، يناقشون، يرفضون، ويطالبون بحقّهم في المشاركة بالقرار وكأنهم شركاء في “مجلس إدارة البيت”.
أطفال اليوم ليسوا مشكلة تربوية ولا ظاهرة اجتماعية طارئة. هم ببساطة مرآة. مرآة لبيوت مرهقة، لمجتمع متوتر، لوقت سريع يلتهم الطفولة بلا رحمة.
لكن، بصراحة… هل المشكلة فيهم؟ أم في العالم الذي سقيناهم إيّاه قبل أن يتعلّموا حتّى المشي؟ نلومهم لأنهم لا يصبرون.لكن من الذي علّمهم أن كل شيء يجب أن يأتي فوراً؟ من الذي وضع الهاتف في يد طفل قبل أن يفهم معنى الانتظار؟
نقول إنهم وقحون. لكن هل منحناهم لغة بديلة للتعبير؟ أم استسلمنا للـ”بس خلّيه يسكت”؟
بالطبع، هذا الجيل لم يولد عدوانياً. نحن فقط نقلنا إليه خوفنا، توترنا، قلقنا، وانشغالنا الدائم. علّمناه كيف يحصل، ولم نعلّمه لماذا ينتظر. حمّلناه شاشات، وحرمان، وقلّة حوار، ثم استغربنا ثورته
فأطفال الأمس عاشوا في الخارج أكثر مما عاشوا في الشاشات.
سقطوا وتعلّموا. فشلوا ووقفوا. عرفوا معنى الجهد قبل المكافأة. كان الطريق يعلّمهم ما نحاول اليوم شرحه في آلاف الجمل الفارغة.
أما أطفال اليوم فيكبرون وسط عالم يعلّمهم إثبات الذات قبل بنائها، والمطالبة قبل الاستحقاق، والظهور قبل الوعي.
ومع ذلك، المشكلة ليست فيهم.المشكلة في أهل اعتقدوا أن الحماية تعني تسهيل كل شيء، وأن الحب يعني تلبية كل طلب. فنسينا أن التربية ليست عاطفة فقط… بل موقف. موقف حازم، عادل، صبور.
ان الحل ليس بالعودة لنبرة “كنّا ونحن” وليس الانسياق وراء “هنّي أحرار” بل بوجود: توازن، حدود واضحة، حوار حقيقي، وقت حقيقي ومساحة للطفولة كي تكون طفولة، لا نسخة مصغّرة عن قلق الكبار وسرعتهم.
بالتأكيد ان جيل اليوم ليس عبئا بل فرصة كما وان مستقبلهم يتوقّف على قدرتنا نحن على التربية قبل التعليم، والإرشاد قبل الحكم، والحب المسؤول بدل الحب المريح.
فالطفل لا يحتاج الى حضانة معلومات بل يحتاج لحضن…وبوصلة.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي