بري يطلق مسار الإعمار من المصيلح.. هل تسمح “إسرائيل” بعودة الحياة إلى الجنوب؟

بري يطلق مسار الإعمار من المصيلح.. هل تسمح “إسرائيل” بعودة الحياة إلى الجنوب؟

 

Telegram

في خطوة سياسية ـ إنمائية لافتة، أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري اللقاء التنسيقي الأول نحو إعادة الإعمار، في المصيلح.

اللقاء شكّل، بحسب مصادر خاصة لموقع “الجريدة”، إنطلاقة فعلية لمسار سياسي ـ ميداني يهدف إلى تثبيت الأهالي في قراهم الجنوبية، تمهيدًا لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
 
غير أن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل يستطيع بري، بما يملك من ثقل سياسي وعلاقات داخلية وخارجية، أن يبدأ فعلًا بإعادة الإعمار، في وقت تواصل فيه “إسرائيل” استهداف كل من يحاول العودة إلى قريته أو ترميم منزله؟
 
اللقاء في المصيلح لم يكن مجرّد اجتماع إداري. فبحسب المعلومات التي حصلت عليها “الجريدة”، حرص بري على أن تكون الرسالة مزدوجة: سياسية إلى الداخل مفادها أن الجنوب لن يُترك، وميدانية إلى الخارج تقول إن لبنان مصمّم على إعادة الحياة إلى مناطقه مهما بلغت الكلفة.
 
وقد كلّف بري لجنة متابعة تضم ممثلين عن وزارة الأشغال والهيئة العليا للإغاثة ومجلس الجنوب، لمباشرة إعداد مسح دقيق للأضرار في القرى الحدودية، على أن تُرفع التوصيات خلال أسابيع لبدء الخطوات التنفيذية.
 
“إسرائيل” تواصل سياسة “المنع بالنار”
 
في المقابل، تؤكد مصادر أمنية لـ”الجريدة” أن “إسرائيل تعتمد سياسة المنع بالنار”، إذ تستهدف بشكل مباشر كل محاولة ترميم أو عودة إلى القرى المحاذية للحدود، في رسالة واضحة بأنها لا تريد السماح بعودة الحياة الطبيعية إلى الجنوب قبل فرض شروطها الأمنية والسياسية.
وتضيف المصادر أن الاحتلال يعتبر أي تحرك مدني لإعادة الإعمار خطوة سياسية تعادل “تكريس الانتصار” للمقاومة، ولذلك يسعى إلى إحباطها بالنار والتهديد.
 
بين الإعمار والسياسة
 
سياسيًا، يرى مراقبون أن مبادرة بري تتجاوز البعد الإنمائي إلى البعد الوطني والسيادي، إذ تحاول الرئاسة الثانية تثبيت معادلة مفادها أن لبنان لن ينتظر الإملاءات الدولية أو التفاهمات الإقليمية للشروع بإعمار مناطقه المنكوبة.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر سياسية لـ”الجريدة” أن “بري لا يطرح الإعمار كخطة تقنية فحسب، بل كمعركة سياسية عنوانها الصمود والعودة، في وجه من يريد تهجير الناس وترسيم الأمر الواقع بالنار”.
 
أما في ما يخص التمويل، فتشير المعلومات إلى أن الاتصالات بدأت مع بعض الدول الصديقة والمؤسسات الدولية، لا سيما الصناديق العربية، للمساهمة في تمويل مشاريع إعادة البناء. وتؤكد المصادر أن بعض الدول أبدت استعدادًا مبدئيًا لتقديم دعم تقني ولوجستي، شرط ضمان الاستقرار الأمني، وهو ما يشكّل التحدي الأكبر في المرحلة المقبلة.
 
ما أطلقه بري من المصيلح ليس مجرد اجتماع، بل محاولة لإعادة تحريك الدولة من نقطة الصفر جنوبًا.
لكن بين الرغبة اللبنانية في الإعمار والإصرار الإسرائيلي على التدمير، تبقى الكرة في ملعب الميدان، حيث يتقرر فعليًا إن كان الجنوب سيُعاد بناؤه بالحجر، أم سيبقى معلّقًا على حافة النار.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram