محمد عفيف … عامٌ على الرحيل، وصوته لا يزال في الميدان

محمد عفيف … عامٌ على الرحيل، وصوته لا يزال في الميدان

 

Telegram

عامٌ مضى على استشهاد الحاج محمد عفيف النابلسي، الرجل الذي لم يكن مجرد إعلاميّ في ساحة الكلمة، بل كان سلاحًا في معركة الوعي، وركنًا ثابتًا من أركان الإعلام المقاوم الذي واجه أعتى الحروب النفسية والإعلامية.

رحل الجسد، لكن الاسم بقي حيًّا، يردّده المقاومون كما لو أن صوته لا يزال يتردّد في أثيرهم، وكأن حضوره لم يغِب يومًا عن الميدان.

كان الشهيد الحاج محمد من أوائل الذين فهموا أن المعركة لم تعد فقط على الأرض، بل في الصورة والكلمة والرواية. لم يعرف الحياد في قضايا الحق، ولم يقبل أن يكون متفرّجًا حين يُشوَّه وجه المقاومة أو تُزوّر الحقيقة. كان يؤمن أن الإعلام المقاوم ليس وظيفة، بل رسالة تستحق التضحية.

في كل محطةٍ من محطات المواجهة، كان حضوره يترك بصمة. يعرفه المراسلون والمصوّرون والكوادر عن قرب: الهادئ الذي يحمل في قلبه نارًا لا تنطفئ، والمبتسم الذي يخفي وراء ابتسامته إرادة صلبة لا تلين. كان يطلّ في لحظات التوتر بابتسامة الواثق، ويقول: “طالما الكلمة صادقة، لن تُهزم الصورة.”

في ذكراه الأولى، نستعيد سيرة رجلٍ عاش للميدان أكثر مما عاش لنفسه. لم يكن يسعى إلى الأضواء، بل إلى الحقيقة. لم يطلب مكانًا في الواجهة، بل أراد أن تكون الكاميرا في الخط الأول، إلى جانب المقاوم الذي يحمل البندقية.
ومع استشهاده، لم يختتم مسيرته، بل فتح صفحة جديدة في ذاكرة الإعلام المقاوم، صفحة عنوانها: “بالصورة تُحفظ الحقيقة، وبالدم تُصان الرسالة.”

محمد عفيف النابلسي لم يرحل. هو حاضر في كل تقريرٍ يفضح الاحتلال، في كل شابٍ يرفع الكاميرا بثبات، في كل مشهدٍ ينقل وجع الجنوب وصبر غزة وكرامة الميدان.
سلامٌ لروحه التي عرفت درب العطاء ولم تغادره. وسلامٌ لرفاقه الذين ما زالوا على العهد، يكتبون بالكلمة ما كتبه هو بالدم.

عامٌ على استشهادك يا أيقونة الإعلام المقاوم… وما زلت بيننا، تُنير الدرب بالكلمة الصادقة، وتُعلّمنا أن الحقيقة لا تُروى إلا من قلبٍ مؤمنٍ بالمقاومة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram