تحولات في السودان تهدد مصر.. كيف تراقب القاهرة الانقلاب على حدودها الجنوبية؟

تحولات في السودان تهدد مصر.. كيف تراقب القاهرة الانقلاب على حدودها الجنوبية؟

تثير سيطرة قوات الدعم السريع السودانية على مدينة الفاشر غربي البلاد، مخاوف عديدة بشأن الأوضاع الإنسانية الكارثية أصلا، ومستقبل البلاد الذي باتت وحدته تواجه تهديدات حقيقية.

 

Telegram


 


فبسيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر توسع سيطرتها على مناطق غربي السودان، ليتحول الوضع الميداني إلى سيطرة للجيش في الشرق وللدعم السريع في الغرب، ما يضع مستقبل البلاد أمام مفترق طرق، ويحول الحدود الجنوبية لمصر إلى وضع أكثر اشتعالا.

إقرأ المزيد
مصر تدعو لهدنة إنسانية فورية في السودان وتؤكد الرفض القاطع لأية محاولات تقسيم
مصر تدعو لهدنة إنسانية فورية في السودان وتؤكد الرفض القاطع لأية محاولات تقسيم
كما يمثل وصول قوات حميدتي إلى المثلث الحدودي المرتبط بمصر تهديدا لأمن البلاد لما قد يتيحه من مسارات أمام عمليات التهريب وتحركات الجماعات الإرهابية، خاصة مع منطقة الساحل الإفريقي.

وأمام هذه التحولات الكبيرة، يقول خبراء إن التطورات الأخيرة تمثل "نقطة تحول استراتيجية" وأن السودان يتجه نحو "تقسيم فعلي"، وسط توقعات بوضع القاهرة خطوط حمراء جديدة أمام تحركات قوات حميدتي، خاصة فيما يتعلق بالتقسيم والوصول إلى الحدود المصرية.

نقطة تحول استراتيجي

ويقول خبير شؤون الأمن القومي المصري اللواء محمد عبد الواحد، إن مدينة الفاشر لم تكن مجرد معقل عسكري للجيش السوداني فحسب، بل كانت رمزا لآخر مركز سيطرة حكومية في دارفور، ومركزا للنفوذ المدني والعسكري الذي يربط الشرق بالغرب، ما يجعل سقوطها في يد الدعم السريع "نقطة تحول استراتيجية".


وأشار إلى حصول الدعم السريع على إمدادات عسكرية ولوجيستية مؤخرا ساعدته على استعادة توازنه ثم اتجه إلى شن هجمات على الخرطوم، لإرباك الجيش السوداني ثم انتقل إلى كردفان وسيطر على الفاشر، موضحا أن هذه الخطوة تحد من قدرة الجيش على إعادة الانتشار نظرا لقطع خطوط الإمداد بين الشرق والغرب؛ إلا في حالة تلقي الجيش مساعدة خارجية.

واعتبر أن "السودان يتجه نحو تقسيم فعلي يُسيطر فيه الجيش علي الشمال والشرق، ويسيطر الدعم السريع على دارفور وشمال كردفان"، فيما تتحول الخرطوم إلى "منطقة رمادية بلا سيطرة".

ولفت إلى أن سيطرة قوات حميدتي على المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان وتشاد، التي تشهد عمليات تهريب نشطة عبر الحدود ستدعمه ماليا بشكل كبير وستحوله من مجرد "مليشيا" إلى شبه جيش نظامي.

القاهرة تتابع بقلق

وعن الآثار المترتبة على مصر، قال عبد الواحد، إن مصر تتابع هذه التطورات عن قرب وبقلق استراتيجي عميق، وتنظر لهذه التطورات على أنها "تهديد لوحدة السودان البلد المجاور والشقيق"، وبالتالي تهديد للأمن القومي المصري من عدة أوجه.

وأضاف أن "أي تهديد لوحدة الأراضي السودانية يعتبر تهديدا للأمن القومي المصري في ظل سيطرة الدعم السريع على دارفور بعد سقوط الفاشر التي تبعد من 500 إلى 600 كيلو متر عن الحدود المصرية".

وذكر أن سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي المرتبط بجنوب مصر، يفتح المجال أمام شبكات التهريب وانتشار الإرهاب، خاصة وأن الإرهاب انتشر بقوة في الفترة السابقة بمنطقة الساحل لاسيما بدول مالي وبوركينا فاسو والنيجر، مؤكدا أن هذه "كلها تهديدات لمصر وربما تفتح ممرات في الصحراء مثلما حدث في ليبيا خلال فترات حالة الفوضى".

خطوط حمراء مصرية في السودان

وتوقع عبد الواحد أن "تضع مصر خطوطا حمراء خلال الفترة القادمة لأي تحرك تجاه الحدود"، كما توقع تحركات دبلوماسية مصرية كبيرة لاحتواء الأزمة في السودان.

وفي مارس الماضي، صرح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بأن "تفكك الدولة السودانية خط أحمر بالنسبة لمصر، وأمر مرفوض تماما"، مؤكدا أن دعم وحدة السودان واستقراره وبسط سيادة الدولة على كل أراضيه "أمر ثابت في السياسة الخارجية المصرية ولا يمكن أن نتزحزح عنه".

ومساء الثلاثاء، شددت مصر على رفضها القاطع لأية محاولات لتقسيم السودان أو الإخلال بوحدته وسلامة أراضيه، مؤكدة موقفها الثابت الداعم لسيادة السودان وصون وحدته وسلامته الإقليمية، ودعم مؤسساته الوطنية.

أعربت القاهرة في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في السودان، ودعت لاتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتحقيق هدنة إنسانية فورية في جميع أرجاء البلاد، وصولا إلى الوقف الدائم لإطلاق النار.

ودعت مصر إلى هدنة فورية بما يحفظ أرواح المدنيين وسبل معيشتهم اليومية، ويصون مقدرات البلاد، مؤكد في هذا الصدد مواصلتها تقديم كل الدعم الممكن للسودان لتخطي محنته الحالية.

"انسحاب عشوائي"

ويوم الأحد، أعلنت قوات "الدعم السريع" السودانية سيطرتها على الفرقة السادسة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، بعد معارك وصفتها بالضارية، معتبرة أن "تحرير الفرقة السادسة يمثل محطة مهمة في مسار المعارك الجارية، وخطوة نحو بناء ما أسمته الدولة الجديدة التي تحقق تطلعات السودانيين".

وفي المقابل، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إن "قيادة الجيش في الفاشر قررت مغادرة المدينة لما تعرضت له من تدمير وقتل ممنهج للمدنيين"، لكنه أكد أن الجيش "سيقتص لأهلنا الذين أصابهم الظلم في الفاشر"، وأنه "قادر على تحقيق النصر وقلب الطاولة واستعادة الأراضي".

ويرى خبير الأمن القومي المصري محمد عبد الواحد، توصيف البرهان للانسحاب من الفاشر بالاستراتيجي، بأنه "اعتراف ضمني بفشل استراتيجية الجيش في الاحتفاظ بالغرب ومحاولة للحفاظ على الشرعية السياسية أمام قاعدته في الشرق، لاسيما وأن الانسحاب كان فوضويا".

وأشار إلى أن الانسحاب العشوائي للجيش السوداني، "ترك آلاف الجنود والمدنيين تحت رحمة الدعم السريع التي نفذت عمليات تصفية عرقية موثقة في الأحياء الغربية".

هل نشهد اعترافا دوليا بحميدتي؟

وحول إمكانية الاعتراف بقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اعتبر أن هذه الخطوة لن تكون "قرارا أخلاقيا، بل جيوسياسيا، لأن حميدتي نجح في فرض أمر واقع على الأرض".

وتوقع عبد الواحد، أن يتجه الاتحاد الأوروبي للتعامل مع حميدتي بشروط إنسانية مثل فتح ممرات إنسانية ووقف التصفية العرقية، بجانب التعهد بمنع تدفق اللاجئين إلى أوروبا، كما توقع تعاون دول كثيرة معه بحثا عن صفقات في الثروات المعدنية والذهب والنفط.

القاهرة: أحمد العيسوي
المصدر: RT

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram